بالمنطق الإنقاذ.. آخر أدب مع الجيران!!! ـ لم يهُن نظام سوداني على دول الجوار كما هان نظام الإنقاذ هذا.. ـ وفي الوقت ذاته، لم يكن هنالك نظام في السودان أشد قسوة تجاه المواطنين من هذا النظام حين يستشعر خطورة على كراسي السلطة.. ـ فكم من دولة جارة استأسدت علينا خلال سنوات حكم الإنقاذ إلى الدرجة التي (تخمش) فيها ما يعجبها من ترابنا دون أن تتجاوز ردة فعل حكومتنا ما نعايشه الآن إزاء الاستفزاز التشادي.. ـ نحن لن نقف مكتوفي الأيدي.. نحن قادرون على أن نرد الصاع صاعين.. نحن نملك من القوة ما نحفظ به للسودان هيبته... نحن.. ونحن.. ونحن... ثم لا شيء يحدث على أرض الواقع.. ـ وبالأمس رددت الحكومة الموال نفسه للمرة العشرين تجاه الانتهاكات التشادية الأخيرة على بلادنا.. ـ قالت على لسان وزير الدفاع بالحرف الواحد: العدوان التشادي على البلاد يمثل استهدافاً لا مسوّغ له ونحن قادرون على حماية أراضينا.. ـ وفي صحيفتنا هذه بعدد الأمس أوردنا جانباً من ردود أفعال حكومتنا إزاء ما كان يحدث في حلايب توطئة للذي صار عليه الحال اليوم.. ـ أرغت حكومتنا وأزبدت وعملت الـ(شويتين بتوعها) في الشارع تحت مسمى مسيرة الغضب ثم (ضربت طناشاً) محيراً إلى يومنا هذا.. ـ هي هكذا الإنقاذ إزاء أي تهديدات خارجية.. أو استفزازات.. أو حتى (خمشات!!!).. ـ ولكن حين يتعلق الأمر بتهديدات داخلية تظن أنها قد تهزّ عروشها فإنها لا تتورع حتى عن الضرب في المليان كما يحدث خلال مظاهرات ومسيرات (سلمية!!!).. ـ كلو إلا كراسي السلطة.. ـ ومن الإسلامويين الغاضبين من قال مرة إن الإنقاذ لا يهمها إلا أن تحكم ولو لم يبق من مساحة السودان سوى الخرطوم.. ـ ومن الغرائب أن تقول الحكومة في تصريحها الذي أشرنا إليه بخصوص العدوان التشادي: (إن السودان يحترم المواثيق الدولية) وذلك في محاولة لتبرير (طناشها) إزاء هذا العدوان.. ـ طيب إشمعنى يعني يكون هنالك تعظيم سلام لهذه المواثيق الدولية حين يتعلق الأمر بتهديدات خارجية، ثم نُطالب ـ نحن المواطنين ـ بأن نبلّها ونشرب مويتها حين يتعلق الأمر بمواثيق حقوق الإنسان؟!.. ـ أليست هي (دولية!!) برضو؟!!.. ـ حكومات العالم المتحضر كافة تكون (شرسة) جداً إزاء أي تحرشات خارجية ترى أن فيها استفزازاً لها ولشعبها.. ـ ثم بالقدر نفسه تكون (وديعة) جداً إزاء أي احتجاجات داخلية من تلقاء مواطنيها على سياسات صادرة عنها أو قرارات.. ـ إذا بالغت ـ أي الحكومات هذه ـ فهي تسمح باستخدام خراطيم المياه مادام الهدف هو الحؤول دون ما قد ينجم عن المتظاهرين من (أضرار) على الممتلكات العامة وليس (الأضرار!!!) بهم هم أنفسهم.. ـ أما عندنا هنا فإن لعلعة الرصاص تنطلق في الوقت ذاته الذي تنطلق فيه أول لعلعة احتجاج من حناجر المتظاهرين.. ـ ثم لا طلقة واحدة تنطلق في اتجاه دول الجوار التي تتجرأ علينا فـ(تخمش!!) كما تريد.. أو (تعربد).. أو (تنتهك).. أو (تخترق).. ـ ودونكم تشاد مثالاً الآن.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة