|
الزومة 180 درجة! يخاف ولا يستحى!
|
Quote: بين قوسين
الإمام الصادق المهدى
عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2008-01-29
فى نهاية رمضان الماضى أقامت (السودانى) حفل افطارها السنوى بمقر منظمة (طيبة برس) بالخرطوم بحرى. كان ضيف الشرف هو السيد الامام الصادق المهدى إمام الانصار ورئيس حزب الأمة القومى. أذكر أنه جاء بعد بدء الافطار بقليل. دخل بلا أبهة وبلا ضوضاء إلا اللهم من مجموعة محدودة جاءت بصحبته وهو الذى كان فى يوم من الأيام رئيساً للوزراء وقائداً أعلى للقوات المسلحة. تقدم الرجل فى ملبسه البسيط الذى يشبه ملابس الأنصار التى من داخلها نصروا جده الامام المهدى وأقاموا لنا دولة نستظل بظلها ونعيش على ثراها. جلس الرجل حيث (انتهى به المجلس) وتناول افطاره ثم أم المصلين فى الصلاة ودعا الله ثم واصل اللقاء متحدثاً ومتبسطاً مع الجميع (مشاغلاً) هذا ومداعباً ذاك فى تواضع جم ومشاركاً فى الحديث بما اقتضاه الحال. فى أثناء فعاليات الحفل دار نقاش ابتدره الأخ الأستاذ محمد لطيف وهو نقاش شارك فيه السيد الصادق حول لقب (الإمام) وأذكر أنى قلت لمن حولى إن السيد الصادق لو أنه تقلد منصب الامام (لما ظلم) فهو امام ابن امام ابن امام ابن امام ويكفى أن جده هو (الامام) المهدى قائد واحدة من أعظم الثورات الاسلامية فى القرن التاسع عشر وهو الذى أنشأ الدولة السودانية الراهنة. أذكر هذه الحالة لأنها مما يستحق الذكر بسبب أنها تعكس معدن الرجل الأصيل والإرث التاريخى الباذخ والناصع الذى يحمله على كتفه وكذلك باعتباره رمزاً من رموز الوطن الذين يلقون الاحترام الذى يستحقونه, هذا من جانب ومن جانب آخر بمناسبة ما كتبه أخ عزيز قبل أيام وذلك بعد يوم أو يومين من مقال كنت قد كتبته بعنوان (أبناء الامام: التاريخ يعيد نفسه) لأننى أعتقدت (ولا أزال) انه يقصدنى بمقاله ذاك! والسبب الذى جعل (الحرقص) يرقص فى بطنى هو قوله أنه لا يريد أن يتعرض (لأسرة الامام الصادق) ويريد من الناس أن يركزوا على مبادراته الأخيرة الخاصة بجمع الصف الوطنى. ومع اعتقادى أن الأخ الكاتب يقصدنى فإنى (لن اعترف) أنه يقصدنى إلا أن (يقر) هو أنه يقصدنى غير أن هذا لن يمنعنى من الاسترسال فى قول ما سأقول. وهذا الذى أود قوله يعتمد على ركيزتين؛ الأولى اننى أكن التقدير العميق لأسرة السيد الصادق المهدى وهى الأسرة التى يكفيها أنها كانت فى يوم من الأيام (الأسرة الأولى) فى السودان، أما الركيزة الثانية فهى أنه لا يختلف اثنان فى أن السيد الصادق المهدى رجل ديموقراطى وهو رجل عام وكذلك أبناؤه الذين يخوضون المعترك السياسى وهذا من حقهم ومن حقهم كذلك أن يتبأوا المناصب السياسية والتنفيذية التى هم لها مؤهلون، غير أن هذا لا يمنع من نقدهم والتعليق على مواقفهم خاصة وهم (بسم الله ما شاء الله ) وكذلك والدهم ليسوا مقصرين فى نبش ما يرون نبشه وانتقاد ما يرون انتقاده. واذا كان ذلك كذلك فاننى أعتقد وليت الأخ الكاتب يتفق معى وأنا واثق أن السيد الامام يتفق معى أن ذلك النوع من النقد وتناول مواقف السيد الامام السياسية ليس مما يمكن أن يطلق عليه أنه (تعرض) لأسرة السيد الصادق. من الغريب أن بعض دعاة (حرية التعبير) هم أول من يضيق بحرية التعبير بل ان بعضهم (إماميون) أكثر من الامام! اذا كان النقد الموضوعى ممنوعاً دعونا (نقفل) هذه الجرايد ونشوف لنا شغلانة غيرها! |
|
|
|
|
|
|