|
اللقمة الحنظل - امال عباس
|
اللقمة الحنظل
امال عباس كُتب في: 2008-01-29 صحيقه الصحافه [email protected]
نعم صار طعم الخبز كالحنظل في أفواه الكل الصغار والكبار??? والخبز صار مرا لا لأن الخبازين عجنوه بماء الكينيا ليساعدوا على قهر تسلط الملاريا التي سكنت العظام وتمددت حتى ملأت الآفاق في القرى والحضر ولا لأنهم زادوا كمية الملح حتى استعصت عملية مروره من حلوق الناس ووقف يصارع الريق الناشف بفعل الهم والغم? الخبز ?الرغيف والكسرة واللبن واللحم والزيت ، والفحم والغاز والخضار? ?? وبعبارة اخرى واوضح لقمة العيش صارت مرة كالحنظل ?? بفعل السياسات الاقتصادية التي وضعت اساسا لتدفع الناس للانتاج ولتضعهم امام حقيقة قوتهم الاقتصادية بلا رتوش وبلا مكياج كما حدثنا الذين وصفوها وقالوا انها ذات مردودات سلبية مقدور عليها ?? وظللنا نتابع كيف تدار هذه المعركة مع المردودات السلبية ولكن للاسف يوم بعد يوم تسجل هذه المردودات الانتصارات تلو الانتصارات واخذ الناس يرددون مقولة الانسان البسيط عندما وقف امام الدكان وقالها في استنكار ورفض ?يعني ما ننوم? عندما فاجأه صاحب الدكان ان سعر السلعة قد ارتفع ? نعم نشمخ الانتصارات وتتراجع الايجابيات تراجعا ملحوظاً ?? بل صاروخيا? الغلاء يتزايد هذه الايام بعد اجازة الميزانية بارتفاع القيمة المضافة ?? ارتفعت كل الاسعار بلا استثناء ?? فمن يصدق ان سعر كيلو الطماطم وفي يناير يبلغ الاربعة جنيهات وكذلك البطاطس ذات الثلاثة جنيهات ?? بل الاسود والبصل والليمون ?? كل شئ ?? كل شئ ?? مثلا جركانة الزيت عبوة 36 رطل ارتفع سعرها من 58 جنيها الى 83 جنيها وقس على ذلك والخبز الذي اصبح يحتاج الى مكبر حتى ترى الرغيفة وتحدثنا اخبار العالم عن ارتفاع سعر القمح? مع ذلك السوق يمتلئ بالسلع الاستفزازية والقلة الذين اثروا بالنشاط الطفيلي تزداد تخمة وسفها في الصرف التفاخري ?? والحكومة تتمادى في رفع يدها عن دعم الضروريات الخبز والدواء والتعليم وتزداد الخلخلة الاجتماعية ?? وثوابت من قيم واخلاقيات هذا الشعب العظيم كادت ان تذهب وتحل محلها قيم السوق ?القيم المادية?? وأصبحنا نسمع بنوع من الجرائم لم نعرفه من قبل ?? واصبحنا نرى نوعاً من العلاقات بين الاخوة وبين الآباء والابناء والامهات والابناء لم تكن مألوفة من قبل ? حدثتني معلمة في مرحلة الأساس في الم وانكسار عن حالة التمزق والحزن التي تعايشها عندما ترى التلميذات الصغيرات داخل الفصل في ?فسحة الفطور? وذلك لانهن اتين من منازلهن بلا فطور وبلا ?حق فطور? قالت لي اكاد اجن عندما تقول لي الصغيرة ابوي قال الرغيف بغي غالي امشي وتعالي اكلي مع اخوانك في البيت? طلبت مني المعلمة ان انقل هذه الصورة ?? صورة الصغيرة الجائعة تنظر من نافذة الفصل لصغيرة اخرى تحمل ساندوتش ?البيرقر? و ?الهارندلا? والجبنة والزيتون? ألم أقل لكم ان لقمة العيش للغالبية العظمى من اهل السودان صارت حنظلا ?? حنظلا واهل الشأن ينظرون للتنمية على اساس انها عمارات تشيد وطرق ترصف وتعبد ناسين ان الانسان هو هدف التنمية الاول فهي للانسان اولا وبه ثانيا ?? لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز القدير? هذا مع تحياتي وشكري
|
|
|
|
|
|