البحث عن الإستنارة في صحـــــراء الإسلاميين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-28-2008, 01:03 PM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3370

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البحث عن الإستنارة في صحـــــراء الإسلاميين

    التجاني الحاج عبدالرحمن


    إبتدر الأستاذ عبدالعزيز حسين الصاوي نقاشاً ثراً ووعراً في ذات الوقت، عبر سلسلة مقالات لـ "البحث والتنقيب عن مكامن للإستنارة في صحراء الإسلاميين&

    وهو يعني فيما يعني ـ حسب تفسيره ـ البحث عن التفتح العقلي والقابلية لاستخدام الوسائل العلمية والمنطقية في التعامل مع شئون الحياة المختلفة، بفكرة "وداوني بالتي كانت هي الداء". وقد تابعت ـ تقريباً ـ كافة ما كتبه في هذا الصدد. لكن أجد نفسي هنا على خلاف مع الأستاذ الجليل على هذا الموقف على صعيد الرؤية والمنهج معاً. وسأحاول تبيان مواضع هذا الإختلاف قدر الإمكان.
    لا يختلف إثنان على أن الإسلاميين السودانيين ـ وهم المعنيون بالخطاب في مقال الأستاذ الصاوي ـ ينحدرون حسب تصنيفات الباحثين، إلى التيار السلفي، وبصورة أكثر دقة إذا كنا نصنف السلفية إلى حقلين أساسيين هما الشيعة والسنة. فالإسلاميون في السودان يقعون ضمن التيار السني، وفي داخله يتموضعون فيما يتم تعريفه بأهل "السنة والجماعة"، وهذا التيار تاريخياً هو الذي هزم فكرة التنوير التي بدأت مع المعتزلة في نهايات الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية، وتم تتويج هذا الإنتصار لاحقاً عن طريق الإمام الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين" واضعاً بذلك آخر مسمار في نعش حركة التنوير داخل الثقافة الإسلامية العربية. لذلك فكل التيارات التي برزت حديثاً في الحقل السني هي نتاج هذه المعركة التي إنتهت بانتصار أهل السنة والجماعة. ومن دون الخوض في تفاصيل هذه الفترة والتي أودعها الدكتور الجابري في مشروعه "نقد العقل العربي"، إلا أن الدرس المستفاد من ذلك هو أن هذه التيارات لا علاقة لها بالتنوير أو الإستنارة من قريب أو بعيد، وهذا يعود لأسباب متعلقة بالرؤية والمنهج. لذلك فالباحث عن الإستنارة داخلها، فعلاً كالباحث عن الماء في صحراء قاحلة والذي وإن وجد، فهو مجرد واحات معزولة عن بعضها البعض(!)، وقد كان الأستاذ الصاوي دقيقاُ جداً في اختيار العنوان لما له من مدلول حول صعوبة تحقيق هذا الهدف. ومع ذلك؛ فلنحاول إجلاء هذا الإختلاف المنهجي والرؤيوي حتى لا نكون ممن يلقون القول على عواهنه.
    يعتمد التيار السلفي في فهمه وتفسيره لمتغيرات الحياة على ما يسميه منهج النقل، بمعنى؛ النقل عن السلف الصالح، والذي يأتي في صيغة "عن فلان..عن فلان" وهو ما يتم تعريفه بـ "السلسلة الذهبية"، والتي وبمرور الوقت أكتسبت سلطة وقفت على قدم المساواة مع سلطة المقدس. وقد تعرض هذا المنهج للنقد العنيف في عهد المعتزلة والذين كانوا يغلبون العقل على النقل. ولا يبدو حتى الآن في التاريخ المعاصر أن تغييراَ قد حدث ليطيح بهذا المنهج، ويعيد الإعتبار للعقل داخل أوساط التيارات الإسلامية/السلفية، بل ما زال منهج النقل سائداً حتى يومنا هذا.
    عليه؛ طالما ظلت المعرفة وطريقة التعاطي معها مقيدة إلى هذا المنهج الذي يسد الطريق سداً أمام الإبداع العقلي، ستظل مسألة الإستنارة محدودة السقف، في أفضل الشروط، بالمدى الزمني والتاريخي الذي يعود بنا إلى حدود الإمام الغزالي وماقبله، أي أننا نعيش حقيقة وواقعاً داخل الزمن المستعاد بتعبير الجابري(!).
    إن مايبرز من ثنايا حديث الصاوي من أن لابد:
    "... أن نستعيد للاذهان حقيقة أن أول حزب إستخدم الكومبيوتر في إدارة أعماله هو الجبهة الإسلامية القومية، [وبالتالي] فإن البحث في كيفية تحويل رصيد الإنفتاح والاستنارة هذا من الإمكان الى الواقع يغدو ضرورة قصوي لأنه سيؤدي الى الإضعاف الحقيقي للنموذج الديني السياسي تياراً وسلطة بخلخلة الركيزة التحتية التي يقوم عليها وينقذ جهود المعارضه في مجال الصراع ـ التعايشي السياسي مع النظام من اللاجدوى...".
    يفهم منه وكأنما استخدام التكنولوجياً بواسطة الإسلاميين مدخلاً، لهذه الإستنارة (!!)، لهو حقاً مدخل غير موفّق، لذلك أجد نفسي هنا على أشد الخلاف مع الأستاذ الصاوي حول هذه النقطة. نعم إن الإسلاميين أو الجبهة الإسلامية أول من استخدم هذه التقنيات لتطوير عملهم السياسي في السودان، والمجاهدين الأفغان أيضاً استخدموا التكنولوجيا (صواريخ الإستنجر التي رفضت الولايات المتحدة أن تعطيها حتى لأقرب حلفائها)، وتنظيم القاعدة مثال حي لمدى قدرة السلفيين على استخدام التكنولوجيا بكفاءة عالية حيرت أعتى أجهزة الإستخبارات في العالم. لكن بالرغم من ذلك ظلوا ـ أي السلفيين بما فيهم الجبهة الإسلامية ـ متخلفين على عدة أصعدة، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع التطور الذي حدث في المجالات القانونية، والدستورية، والنظم السياسية وغيرها أي العلوم الإنسانية، والتجربة الماثلة أمامنا تبرهن على ذلك. وهنا لا يفهم المرء كيف تكون هذه التيارات على مقدرة كبيرة باستخدام التنكولوجيا، لكنها متخلفة لدرجة كبيرة فيما يتعلق بالديمقراطية(راجع حيدر إبراهيم: الحركات الإسلامية وقضية الديمقراطية) وحقوق الإنسان، والنظم السياسية، بمعنى التقدم على صعيد العلوم الإنسانية.
    هذا التناقض، له جانبان يمكن تفسيرهما به:
    أولاً: بشكل عام، هذه التيارات تتعامل مع العلوم بانتقائية، تأخذ ما تريده منها وترفض ما يتعارض معها ـ بمعنى أنها تأخذ منها ما يخدم مصالحها السياسية، وترفض تلك التي تتعارض مع هذه المصالح، وهو الأمر الذي يرتد في نهاية التحليل إلى أصله كصراع سياسي بحت، يعري زيف الخطاب الديني الذي يغطي رغبات الإستحواذ على السلطة ـ وبلغة علمية أنها تأخذ الناتج النهائية لهذا التقدم ولا تعترف بالمنهجية التي قادت إليه. وهو ما ولد في داخل الدول والشعوب الإسلامية والعربية بشكل عام ثقافة الإستهلاك. ولهذا جذور قديمة أيضاً داخل حقل الثقافة العربية الإسلامية نفسها، فقد كانت العرب قديماً تعتبر أن المهن ممارسة تحط من قدرهم ومكانتهم الإجتماعية، والعربي الأصيل في تعريفهم هو من يهتم "بأخبار العرب، ونسبهم وشعرهم". أما المهن، فهي من عمل الموالي والعبيد، لذلك نجد أن كل الذين نبغوا في المهن والعلوم المشتقة منها (العلوم التطبيقية بالتعبير المعاصر مثل الطب والهندسة وغيرها) ينحدرون إلى الموالي، ويظهر ذلك من كنياتهم مثل السرّاج، (صانع السروج)، أو السيوفي (صانع السيوف) أو الإسكافي (صانع الأحذية). وحتى الذين نبغوا في العلوم النظرية في الإسلام كانوا من الموالي أيضاً وأشهرهم حسن البصري. لذلك، فاستخدام التكنولوجيا حديثاً بواسطة هذه التيارات لا يسند قضية أن ذلك قد يقود إلى إستنارة داخلهم، لأن التحول المنهجي في فهمهم لم يحدث حتى الآن، وسيظلون في حالة غربة عن التقدم العلمي، يعيشون على إستهلاك منتوج الحضارة، يرفضون دائماً الفلسفة التي إنبنت عليها. وبداهة فإن أي مشروع للتنوير يتجاوز الأسس الفلسفية التي قامت عليها المعرفة والتقدم العلمي، ويتعامل مع منتوجاتها فقط، لن يلد إستنارة مهما بدت عليه من مظاهر المدنية والتحضر، والتي تبقى كقشرة خارجية تزول مع الزمن، وهذه نقطة منهجية حاسمة.
    لذلك، فإن النتيجة النهائية التي خلص إليها الأستاذ الصاوي من أن ذلك:
    " .. سيؤدي الى الإضعاف الحقيقي للنموذج الديني السياسي تياراً وسلطة بخلخلة الركيزة التحتية التي يقوم عليها وينقذ جهود المعارضة في مجال الصراع ـ التعايشي السياسي مع النظام من اللاجدوى...".
    هي بناء للمجهول، ومعركة مع خيال، لأنها نتيجة قامت على قراءة غير صحيحة. وإلى أن يتحقق إفتراض أن الإسلاميين فعلاً وقولاً ومنهجاً مع العلم والعقلانية، أي أنهم يأخذون التقدم العلمي كمنتوج وفلسفة ومنهج معاً، يصبح بالتالي وصولهم إلى نقطة الإستنارة هو نتيجة منطقية. لكن طالما ظل هذا الفصل قائماً فسيظل حفر الأستاذ الصاوي مجرد حرث في البحر ليس إلا، ولن يؤدي إلى خلخلة في الركيزة التحتية التي يقوم عليها، ولن ينقذ جهود أي معارضة ولن يؤدي إلى تعايش سلمي، لأنه وببساطة هذه الركيزة بقيت بمنأى عن أي تأثير.
    ثانياً: إن ربط هذا الإنقلاب الإفتراضي في تركيبة الإسلاميين بالبحث عن مكامن الإستنارة في صحرائهم بالتطور على صعيد الفكر العلماني، في تقديري هو ربط تعسفي لا جدوى منه، ويعيد تدوير أزمة التيار العلماني نفسه، والذي ـ وللأسف الشديد ـ ظل يعاني ولفترة طويلة يرهن نفسه لإبتزاز الحركات الإسلامية والى وصمه تارة بالإلحاد والشيوعية، وتارة بالعلمانية، وفي كلا الحالتين، ومن خلال إتباع المنهج العلمي في التحليل نصل أن ذلك لم يكن إلا مبارزة سياسية خاضها الإسلاميون بوعي تام لمحاصرة التيار العلماني في زاوية ضيقة من حلبة الصراع السياسي، وقد إستسلم العلمانيون لهذا الإبتزاز المهين (!!).
    ولإجلاء هذه النقطة لابد من إزالة الغبار حول مفهومي العلمانية والدينية حتى يتأطر فهمنا لهذا الإبتزاز في مستواه الفسلفي والسياسي. فمسألة العلمانية يتم تفسيرها في إطارها التاريخي الذي نشأت فيه، والذي تلخّص في مقولة "فصل السلطة الدينية عن السلطة الزمنية"، وتم التعبير عن هذا الموقف الفلسفي/التاريخي بصيغ عديدة، مثال، فصل الدين عن الدولة، الدولة المدنية، ما لله لله، ومالقيصر لقيصر والدين موقف باطني... وإلخ من الصيغ. وهو في نهاية التحليل صياغة لموقف ورؤية جديدة للحياة قامت على فصل بين المناهج التي تتبعها الأديان في تناول المعرفة، وبين ذلك الذي يتبعه العلم، ولخصه التراث الإسلامي في مقولة "أنتم أدري بشئون دنياكم". ومدخل الإبتزاز الذي قامت به التيارات السلفية في السودان حول هذه النقطة إنها ربطت مابين هذا الفصل والإلحاد، بمعنى أنها نظرت إلى كل من يأخذ بهذا الموقف على أنه ملحد، وبالتالي ربطت بشكل تعسفي ما بين قضية معاملات وقضية عقيدة، وهو ما لم يفطن له العلمانيون، ووجدوا أنفسهم محاصرين في زاوية ضيقة تحاكمهم في إعتقادهم من غير جريرة، جعلت الكثيرين منهم وفي خريف عمرهم، تجدهم إما ينتمون إلى هذه التيارات الإسلامية/السلفية أو المتصوفة، في رحلة تطهر وندم على ما فات من ماضيهم العلماني وغيره، وكأن ما كانوا يدافعون عنه من قيم ومواقف فكرية، هي نزوات صبا (!)
    لذلك فإن الموقف الصحيح هو ليس في البحث داخل الإسلاميين عن مكامن الإستنارة، وإنما إستنهاض هذه الإستنارة داخل العلمانيين المهزومين في فكرههم وضميرهم الديني. والتأكيد من جديد على أن هناك إختلاف منهجي عميق في تناول المعرفة يجب الإعتراف به هو أن الأديان هي في نهاية المطاف مسألة إعتقاد لا تتطلب بالضرورة البرهنة عليها والسؤال فيها قائم على الإيمان وعدمه بينما السؤال في العلم لا يقف عند حدود الإدراك فحسب، بل يجب البرهنة عليه عقلياً. لذلك عندما وضع المفكر محمد أركون مقولته بأن الحركات الإسلامية وفي سياق رهاناتها الزمنية ودون أن تعي ذلك تقوم بأكبر عملية علمنة في التاريخ، إنما كان يشير إلى نقطة جوهرية، هي المسافة الشاسعة في الحياة اليومية لهذه التيارات بين ما تعتقد فيه، وبين ما تمارسه فعلياً، وما يتولد من ذلك من تناقضات ومواجهات على صعيد الوعي، والوجود. وهو قضية فلسفية قديمة تتمثل في المواجهة ما بين الصورة/المثال، المثالية/المادية، الفكر/الواقع، الممكن الذهني/الممكن الموضوعي ... وإلخ من المصادمات.
    لذلك فالمعارضة السودانية التي يعمل جاهداً الأستاذ الصاوي على إعانتها على الخروج من مأزقها، إنما يسلك بها طريقاً محفوفاً بالمخاطر وملئ بالثعابين، وهو وهم في بحثهم عن شعلة الإستنارة داخل الإسلاميين كالمستجير من الرمضاء بالنار. وكان من الأفضل أن يستنهض فيها العقلاينة، ويحررها من ربقة الخضوع لإبتزاز السلفيين لهم في دينهم وضميرهم، ودفعهم لقيادة المواجهة عن "يقين علمي"، كما يحدث في المغرب العربي.
    نقطة أخيرة:
    حقيقة لقد أثبت التيار الديني/السلفي تقدمه على التيار العلماني في الجانب التكتيكي. فبقراءة سريعة للواقع الماثل نجد أن أقوى تيارين في الساحة ينحدران إلى أصول إسلامية (المؤتمر الوطني في الحكومة و المؤتمر الشعبي/حركة العدل والمساواة في المعارضة). ولم ترصد حتى الآن إختلافات عميقة بين هذه التيارات عدا ما أصبح يصرّح به الترابي مؤخراً، ولهذا لنا فيه قولاً سننتظر إلى أن تتضح الملامح النهائية لهذه السلفية الجديدة.
    لذلك ففكرة إستخراج الدواء من الداء بالبحث عن " الاستنارة وسط الاسلاميين واستثمارها لمصلحة المجتمع والسياسه" لا أعتقد أنها موفقة، ولا حتى أن هؤلاء الإسلاميين من الغفلة بحيث أنهم جاهلون بما يفكر فيه الآخر، بل أذكياء بما يكفي، وهذا هو مدخلنا عما سكتنا فيما يقوله الترابي، لأن الذين على السلطة اليوم هم مجرد زبد بحر سيذهب جفاء، وقد قال فيهم عمار بن ياسر قولته قبل أكثر من 14 قرناً من الزمان، يحلمون بأن يصيروا "جبابرة ملوكاً" في حركة التاريخ ليس إلا. أما الآتي فهو ما يجب مناقشته حتى لا نعيد دورة التاريخ في شكل ومظهر جديد.





    http://www.alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/C...ID/6356/Default.aspx
                  

01-28-2008, 01:08 PM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3370

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البحث عن الإستنارة في صحـــــراء الإسلاميين (Re: أحمد أمين)

    Quote: ............تأخذ الناتج النهائية لهذا التقدم ولا تعترف بالمنهجية التي قادت إليه. وهو ما ولد في داخل الدول والشعوب الإسلامية والعربية بشكل عام ثقافة الإستهلاك. ولهذا جذور قديمة أيضاً داخل حقل الثقافة العربية الإسلامية نفسها، فقد كانت العرب قديماً تعتبر أن المهن ممارسة تحط من قدرهم ومكانتهم الإجتماعية، والعربي الأصيل في تعريفهم هو من يهتم "بأخبار العرب، ونسبهم وشعرهم". أما المهن، فهي من عمل الموالي والعبيد،


    Spot on
                  

01-28-2008, 02:49 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البحث عن الإستنارة في صحـــــراء الإسلاميين (Re: أحمد أمين)

    ثانياً: إن ربط هذا الإنقلاب الإفتراضي في تركيبة الإسلاميين بالبحث عن مكامن الإستنارة في صحرائهم بالتطور على صعيد الفكر العلماني، في تقديري هو ربط تعسفي لا جدوى منه، ويعيد تدوير أزمة التيار العلماني نفسه، والذي ـ وللأسف الشديد ـ ظل يعاني ولفترة طويلة يرهن نفسه لإبتزاز الحركات الإسلامية والى وصمه تارة بالإلحاد والشيوعية، وتارة بالعلمانية، وفي كلا الحالتين، ومن خلال إتباع المنهج العلمي في التحليل نصل أن ذلك لم يكن إلا مبارزة سياسية خاضها الإسلاميون بوعي تام لمحاصرة التيار العلماني في زاوية ضيقة من حلبة الصراع السياسي، وقد إستسلم العلمانيون لهذا الإبتزاز المهين (!!).
    ولإجلاء هذه النقطة لابد من إزالة الغبار حول مفهومي العلمانية والدينية حتى يتأطر فهمنا لهذا الإبتزاز في مستواه الفسلفي والسياسي. فمسألة العلمانية يتم تفسيرها في إطارها التاريخي الذي نشأت فيه، والذي تلخّص في مقولة "فصل السلطة الدينية عن السلطة الزمنية"، وتم التعبير عن هذا الموقف الفلسفي/التاريخي بصيغ عديدة، مثال، فصل الدين عن الدولة، الدولة المدنية، ما لله لله، ومالقيصر لقيصر والدين موقف باطني... وإلخ من الصيغ. وهو في نهاية التحليل صياغة لموقف ورؤية جديدة للحياة قامت على فصل بين المناهج التي تتبعها الأديان في تناول المعرفة، وبين ذلك الذي يتبعه العلم، ولخصه التراث الإسلامي في مقولة "أنتم أدري بشئون دنياكم". ومدخل الإبتزاز الذي قامت به التيارات السلفية في السودان حول هذه النقطة إنها ربطت مابين هذا الفصل والإلحاد، بمعنى أنها نظرت إلى كل من يأخذ بهذا الموقف على أنه ملحد، وبالتالي ربطت بشكل تعسفي ما بين قضية معاملات وقضية عقيدة، وهو ما لم يفطن له العلمانيون، ووجدوا أنفسهم محاصرين في زاوية ضيقة تحاكمهم في إعتقادهم من غير جريرة، جعلت الكثيرين منهم وفي خريف عمرهم، تجدهم إما ينتمون إلى هذه التيارات الإسلامية/السلفية أو المتصوفة، في رحلة تطهر وندم على ما فات من ماضيهم العلماني وغيره، وكأن ما كانوا يدافعون عنه من قيم ومواقف فكرية، هي نزوات صبا (!)


    شكرا أحمد أمين
    وتحية للرفيق التجانى
                  

01-28-2008, 04:19 PM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البحث عن الإستنارة في صحـــــراء الإسلاميين (Re: Nazar Yousif)

    Quote: أولاً: بشكل عام، هذه التيارات تتعامل مع العلوم بانتقائية، تأخذ ما تريده منها وترفض ما يتعارض معها ـ بمعنى أنها تأخذ منها ما يخدم مصالحها السياسية، وترفض تلك التي تتعارض مع هذه المصالح، وهو الأمر الذي يرتد في نهاية التحليل إلى أصله كصراع سياسي بحت، يعري زيف الخطاب الديني الذي يغطي رغبات الإستحواذ على السلطة ـ وبلغة علمية أنها تأخذ الناتج النهائية لهذا التقدم ولا تعترف بالمنهجية التي قادت إليه. وهو ما ولد في داخل الدول والشعوب الإسلامية والعربية بشكل عام ثقافة الإستهلاك. ولهذا جذور قديمة أيضاً داخل حقل الثقافة العربية الإسلامية نفسها، فقد كانت العرب قديماً تعتبر أن المهن ممارسة تحط من قدرهم ومكانتهم الإجتماعية، والعربي الأصيل في تعريفهم هو من يهتم "بأخبار العرب، ونسبهم وشعرهم". أما المهن، فهي من عمل الموالي والعبيد، لذلك نجد أن كل الذين نبغوا في المهن والعلوم المشتقة منها (العلوم التطبيقية بالتعبير المعاصر مثل الطب والهندسة وغيرها) ينحدرون إلى الموالي، ويظهر ذلك من كنياتهم مثل السرّاج، (صانع السروج)، أو السيوفي (صانع السيوف) أو الإسكافي (صانع الأحذية). وحتى الذين نبغوا في العلوم النظرية في الإسلام كانوا من الموالي أيضاً وأشهرهم حسن البصري. لذلك، فاستخدام التكنولوجيا حديثاً بواسطة هذه التيارات لا يسند قضية أن ذلك قد يقود إلى إستنارة داخلهم، لأن التحول المنهجي في فهمهم لم يحدث حتى الآن، وسيظلون في حالة غربة عن التقدم العلمي، يعيشون على إستهلاك منتوج الحضارة، يرفضون دائماً الفلسفة التي إنبنت عليها. وبداهة فإن أي مشروع للتنوير يتجاوز الأسس الفلسفية التي قامت عليها المعرفة والتقدم العلمي، ويتعامل مع منتوجاتها فقط، لن يلد إستنارة مهما بدت عليه من مظاهر المدنية والتحضر، والتي تبقى كقشرة خارجية تزول مع الزمن، وهذه نقطة منهجية حاسمة.


    أزمة المنهج يا عزيزي....
    لقد وضعت يدك علي الجرح

    تحياتي القلبية لك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de