|
ثرثرات شعبية
|
صديقنا حسين (ابو طاقية ) صديق ورفيق وجار ، لا يملك من موهبة الغناء الا قوة عينه وشجاعة ادبية تجعله قادرا على تسويق صوته الخشن والاجش كمغنى يؤمن ان له مستقبلا ، كان يفرض علينا دوما فى الامسيات الاستماع لاغانى يؤديها برفقة عود عتيق كنت اعجب له من اين اتى به لبؤسه وهلاك اوتاره والريشة الغريبة لتى يذبح بها حسين تلك الاوتار بفجاجة مفجعة ، حسين لم يكن صاحب حظ حسن مع التعليم ، فقد انقطع من الدراسة منذ المرحلة الابتدائية لكنه والحق يقال صاحب روح مثابرة فقد كافح وبذل نفسه لحرفة النجارة حتى صار (معلما ) مهابا وصاحب معرض انيق انتشرت فروعه بالعاصمة والولايات ، كان (ابو طاقية ) وبعيدا عن صفاته الفنية الغائبة صاحب روح وحس مرهف اذ دائما ما يتلطف مع الزبائن خاصة الزبائن العرسان ، قلت كان حسين يفجعنا بالغناء وكنا نسمع عملا باعتبارت عديدة اهمها ان الرجل فى النهاية صديق وعضو نشط بالجلسة ثم ان غنائه لن يقل بؤسا فى اسواء احواله عن اشعار صلاح حسين شاعرنا الذى يكتب اشعارا بلا وزن وميزان وانما عبارات مطلوقة فى الفضاء تقراها من اليمين الى الشمال والعكس كما يمكن ان تقرا من اسفل لاعلى ، كان لابوطاقية احتفاء خاص بالفنان مجذوب اونسة ، يحفظ كل اغانيه ، ويقول حسين وقد قطع لحظة دندنة ( عارفين انا حبيت بربر عشان اونسة دا ) ولا يجتهد كثيرا فى تقديم تفسير عن علاقة حبه لاونسة ببربر الى ان يستدرك مقبول البساطابى الامر بشرح نفهم منه ان اصول مجذوب اونسة تعود الى بربر ، ويعود ابوطاقية الى الغناء ويقول ( الدنيا يا ما تورى ، والدهر يا مايقرى ) و(اقدار يا نور عينى انا كنت فاكرك لى ) ثم يوقف العزف والغنا ( اووووووووف ) انتو يا جماعة القراية دى فى الغنا ساكانا !! انهم .. عالم جميل ... اود التطريز حوله احرفا وسطورا
|
|
|
|
|
|