|
دماء على لحاء الشجر ( الهشاب )
|
دماء على لحاء الشجر ( الهشاب) عرفت دارفور بانها الاكثر انتاجا للصمغ والمواشى والحبوب وهى تغذى خزانة الدولة المركزية ب 3/2 من مدخلات العملة الصعبة جراء التصدير الخارجى , طوال عقود لم تكلف دار فور الدولة السودانية شيئا يذكر باعتمادها الكلى على مصادر دخلها غير انه في منتصف الثمانينات ضرب الاقليم جفاف وتصحر اشد فتكا من وباء (الطاعون) صار قوت الناس مما تبقى مخضرا من شجيرات وضرب البعض الاخر ينقب في بيوت النمل بحثا عما اختذنتة من قوت شحيح قد يسد بعضا من رمق . رقم كل هذا انكرت الدولة المركزية الشمالية ( عهد الرئيس المخلوع جعفر نميرى )ما انتجه ذلك الجفاف والتصحر من مجاعة بالاقليم خشية وتقية على هيبة الدولة , ولكن سرعان ما تجاوز الاقليم محنته وهب متجددا يمد الدولة كما في السابق لتتشامخ الغابات الاسمنتية واحدة تلو الاخرى دون الالتفات إلى المصدر طالما كان هذا الاخير صامتا راضيا تمام الرضاء بما تجود له الدولة مما ليس لها حاجة به . تلك كانت ذهنية البعض من قادة السودان حيث تتقدم هيبة الدولة على ارواح الناس سيما وان كان هؤلاء الناس ليسو من بنى جلدتهم .. مما حدى بحاكم الاقليم بتقديم استقالته والانزواء بعيدا ( احمد ابراهيم دريج) بانتهاء تلك الكارثة الطبيعية , جاء اخرون .مصاصى الدماء ملالى السودان الجدد اصحاب المشروع الحضارى بدلاء النهج الاسلامى لماذا ؟؟ جاء المشروع السـسيودينى والموت المجانى . اندلع القتال في اقليم دار فور بين الجيش السودانى بكامل قواه تساندة مليشيا الجنجويد ضد حركتى التحرير والعدل والمساواة والذى راح ضحيته اكثر من 200 الف قتيل من الابرياء العزل شيوخا واطفال نساءا ورجال ليس من بينهم اى من ثوار دار فور ومنذ اندلاع القتال في العام 2003 خاضت الحكومة والحركات المسلحة اكثر من 47 معركة مسلحة لم تكسب الحكومة اى منها بل صبت جام غضبها ونيرانها على قبائل محددة في دار فور ( الزغاوة والفور والمساليت )متهمة ابناء هذه القبائل بالاشتراك في التمرد. هكذا اطلقت الحكومة السودانية يد الجنجويد برا وطائرات الانتينوف جوا , والذى يدعوا للاسى والحزن هو صمت الناس المطبق عما يجرى في دار فور من قتل وتشريد ومآسى تؤزى بصر الناظرين ,فهل يعقل أن يخرج الناس في الخرطوم متظاهرين لارتفاع اسعار السكر والمحروقات فقط !!!!!!!!!!! ولا تحرك فيهم كل تلك المشاهد والمآسى ساكنا ...... صحيح أن واطىء الجمرة من يتمكن من الاحساس بالمها اكثر من غيرة . ولكن: ما ضاقت بلاد باهلها ولكن اخلاق الرجال تضيق
قاسم المهداوى
|
|
|
|
|
|