2008 عام الانجازات صور بالكوم

Quote: كوبري الصداقة.. طريق كريمة ـ دنقلا.. التنمية شمالا مروي: معاذ النجومي انهى افتتاح رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لـ(جسر الصداقة) بين مروي وكريمة، وطريق (كريمة ـ دنقلا)، حقبة المعاناة الطويلة من رهق التنقل عبر (البنطون) التي عاشها مواطنو الولاية لعشرات السنين، وأحال قصص الموت في صحراء (المحيلة) الى ذكريات حزينة ينتظر البعض نسيانها إذا تم دمج المواطنين في عملية التنمية. ورصدت جولة (السوداني)، اثناء احتفالات وحدة تنفيذ السدود بافتتاح الكوبري والطريق، مطالبات بقرار سياسي يقضي باستيعاب أبناء المنطقة في مشاريع تنموية واقتصادية للحد من نسبة البطالة والهجرة العالية، في الوقت الذي انتظمت فيه المنطقة عودة المغتربين أملاً في الاستقرار عقب التطورات الأخيرة بالمنطقة. خفض تكاليف الترحيل وصف حامد محجوب، من مواطني كريمة افتتاح الكبري والطريق بالإنجاز العظيم لأنه يربط بين المدن في الولاية ومصدر راحة لأبناء المنطقة، وأضاف "كنا نعاني في السابق بشدة من المعدية"، معتبراً ان الكبري الجديد سيؤدي الى خفض تكاليف الترحيل وبالتالي انخفاض في أسعار عدد من السلع الاستهلاكية، شارحاً الوضع السابق عند استخدامهم لـ(البنطون) بأنه يرفع التكاليف ويتسبب في ضياع كثير من الوقت في الانتظار، وأوضح ان مستخدم البنطون كان يدفع جنيهاً رسوما للمعدية عن الشخص الواحد، الى جانب دفع (11) جنيهاً عن كل عربة صغيرة، (25) جنيهاً للمتوسطة، فضلاً عن الشاحنات التي تزيد رسومها وفقاً لحجمها وحمولتها. وقال إن عملية النقل كانت محددة بين السادسة صباحاً والسادسة مساءً باستثناء الطلبات الخاصة أو الحالات الطارئة. ومن جانبه كشف محمد عبد الله القراشي، من مواطني الكوع، ان عدداً مقدراً من أبناء محلية مروي المغتربين بدأوا في العودة ليستقروا في مناطقهم، وقال "أعمل في جدة منذ أعوام طويلة وأنوي العودة نهائياً في العام المقبل"، وبرر ذلك بأن الأوضاع تغيرت وهناك تحسن في ظروف المعيشة، وأكد "أحسن من السعودية". وفي سياق متصل وصفت أمونة ابراهيم، من مواطنات مروي شرق، تغير وسيلة النقل بين الضفتين بأنها تعني سهولة الحركة للزيارات بين الأهل في الجانبين والعودة ليلاً، إضافة الى تيسير السفر، وقالت "معنوياتنا ارتفعت شوية، الكبري نور بلدنا وعدلها، وغير أي حاجة"، وأضافت "إنشاء الله بعد الكبري، وبعد الخزان ربنا يصلح الحال". إلا ان جارتها زينب حسن صلاح، التي أثنت على افتتاح الطريق والجسر، رهنت تحسن أوضاع المنطقة بتوفير سبل العيش لأبنائها، واشتكت لـ(السوداني) من ارتفاع معدل البطالة وسط خريجي المنقطة وأضافت "كنا دايرين نقابل الرئيس البشير ونحكي ليهو ظروفنا"، وأوضحت ان مصانع كريمة لا زالت متوقفة رغم اعلانها عن وظائف جديدة تقدم لها عدد من المواطنين لكن دون رد. وأشارت إلى معاناة المزارعين الذين تواجههم ازمة انخفاض أسعار البلح الذي أفسدته الأمطار الغزيرة في الخريف الماضي بالإضافة الى معاناة الأغلبية الذين يزرعون البرسيم من ازدياد الصرف عليه. حراك في البناء ورصدت جولة (السوداني) في مروي حراكاً ملحوظاً في أعمال البناء لمؤسسات جديدة وعدداً كبيراً من عمليات تشييد المنازل الجديدة، مع ملاحظة وجود شبكة كبيرة من الطرق الداخلية في مروي وكريمة. ويبلغ طول الكبري (432) مترا، بعرض (300) متراً، ويرتفع (6) أمتار فوق أعلى منسوب مياه، ويسمح بالملاحة تحته. وسمي الكبري بـ(جسر الصداقة) ليكون رمزا وعلامة على تواصل بين شعبي الصين والسودان من خلال تبرع شركة (c.n.p.c) الصينية بـ(10) مليون دولار من تكلفته الكلية. ويعتبر الكوبري معبراً للطريق القاري (دنقلا – مروي – عطبرة – وبورتسودان)، ورابطاً بين أجزاء الولاية الشمالية، إلى جانب ولاية نهر النيل عبر طريق (مروي – عطبرة) وإلى ولاية البحر الأحمر من عطبرة الى هيا مروراً من دنقلا. نهاية طريق الموت وافتتح رئيس الجمهورية الطريق الرابط بين (كريمة – السليم – دنقلا) البالغ طوله (172) كيلومتر ليشق صحراء (المحيلة) التي كان الطريق عبرها يسمى بـ(طريق الموت) الذي حيكت حوله القصص والأساطير عن الجن والعفاريت، لتضيف وحدة السدود اليه (10) آبار مياه وخدمات اتصال على طول الطريق الذي كلف تعبيده (125) مليون جنيه عبر (20) شهراً من العمل. وأوضح مدير الإعلام بوحدة تنفيذ السدود خالد عثمان للصحافيين ان الطريق مولته وزارة المالية الاتحادية ونفذته شركات وطنية، واعتمدت الدار الاستشارية لجامعة الخرطوم كاستشاري، وشركات (بشائر، الراقي، دانفوديو، فلاتكو وساسوري) كمقاولين. وأشار عثمان ان الطريق ينهي معاناة السفر عبر صحراء (المحيلة) – وهي جزء من العتمور – ونهاية لقصص الذين ضلوا في الطريق وتاهوا في الصحراء ليموتوا عطشاً أو يتم انقاذهم بأعجوبة، مضيفاً أن وحدة تنفيذ السدود زودت الطريق بـ(10) آبار جديدة للمياه واستراحتين وعدد من المساجد وشبكة اتصالات. ولفتت فقرة (وداع بنطون مروي) أنظار الوفد المرافق لرئيس الجمهورية عقب افتتاحه للكبري أمس الأول، وقامت الكشافة البحرية بعرض للزوارق والتزلج على المياه في موكب من (12) زورق يتقدمها البنطون الكبير الذي زينته رابطة أبناء مروي بالأزهار وسعف النخل والدوم، والأشرطة الملونة، وقال مسؤول محلي لـ(السوداني) ان البنطون سينتقل الى منطقة الكنار المجاورة. وتشير (السوداني) الى ان أعداداً كبيرة من المواطنين قضوا نحبهم غرقاً سابقاً في محاولات عبور النيل بين مروي وكريمة مستخدمين (الفلوكة)، اضافة الى عشرات السيارات التي غرقت بحمولتها وهي تحاول الصعود على متن (البنطون) والذي قد يضطر مستقلوه الى الانتظار لساعات طويلة.