قد شجانى مصابه محمود مارق قيل، وهو عندى شـهـيد وطنيّ مجــــــاهد وأديــب منشئٌ، فى بيـانه تجـويد وخطـيـبٌ مـؤثر ولــديـه سرعـة الـرّد والذكاء الفريـد وجرئ، وشخـصـــه جـذّاب ولدى الجــد، فالشــجـاع النجيد ذاق سجن المستعمرين قديماً ومضت فى الكفاح منه العقـود سيق للقتل وهـو شيخ أخو ست وسبعين أو عليها يزيد لم يراعوا فيه القوانين ظلما فهو قـتلٌ عــمدٌ وجَرمٌ أكيـد قد سمعنا يوم الخميس من المذياع أن شنقه غدا مشهـود لم نصدق ما قد سمعناه، قلنا سوف يأتى عفوٌ وهذا وعيد وإذا بالقرار قـيـل لـنـا نـُفـذ جــلّ المــهـيــمـن المعبود مـا قضــاه يكـن وما لإمرىء عنه مفـرٌّ ووقـته معــــــدود وإلـيه نعـنو هو المالك الملك ويقـضـى سـبحـانه ما يريد كان حكم الإعدام تنفيذه سرا فـهـذا الإشـهـار شئ جديد ليت إذ أجمعوا على الإثم أخفوه كما اغـتـال خـمـسـةً عـبـود أى شىء جناه حتى يرى الإعـدام فيه هو الجـزاء الوحيد لم يجرد سيفا وأصدر منشوراً وهـذا أســلوبه المعـهود وهو نهج من النضال حضاريٌّ بأمــثـاله السُّراة تسـود ولقد رام أن يجـدد مـحـمـود فـقـد صـار جـرمــه التجديد والذى قد قال فقد قيل من قـبل وفـى الـكـتـب مـثـلـه موجود ولقد يعلمـون أن قضايا الدين فـيـهـا الخـلاف وهـو تليد زعمـوا أنــه تزندق وارتد وقـالـوا هـو العدو اللّدود وكأنّا فى عصر محكمة التفتيش هـذا هـو الضــلال البـعــيد قـتـلـته الأفـكار فى بـلـد الجهل الذى سيطرت عليه الــقـيود واثقا كان فى الخصومة بالفكر لـو الفـكــر وحده المنشــود سـبـق النـاس فـى السياسة رأيا حين فيها تفكيرهم مـحـدود وقد احتج وحده حين لم يُلفَ عن البرلمـان صوتٌ يذود ذلكم أوّل انقــلاب بلوناه وللشـر مُــبدىء ومعيد ما سهرنا نحمى مقاعد شورانا فأودى بالبرلمان الجنـود نحن قوم نعيش فى العالم الثالث وهـو المعـذب المنكــود فـَتَنَتْنَا حـضــارة الغرب، لا الرفض إنتفعنا به ولا التقليــد وأحتوتنا عماية من صــراع دائـم للقوى به تـبـديـد صاح هل نحن مسلمون؟ أرى الإسـلام فينـا كأنه مفقــود وكأن صار مظهـر الدين لا المَـخْـبَر فينا فاعلم هو المقصـود فـشــت الآن برجوازية فى الدين من قبل عُلّقتها اليهــود وتفان على الحطام كأن الدين أركــانه الشـداد النقود قد أباها المسيح عند الفريسيين إذ قـلبـهم بــها جلمــود عـلــنــا عـلّـقوه يشنق للجمهور ذاك الـمــفــكــر الصنديــد أخرجــوه لحتفــه ويــداه خـلــفـه هو مـوثـق مشدود جعلـوه يرقى به الَّدرج الصاعد نحـو الهــلاك خـطــو وئــيد كشفوا وجهــه ليُعرف أن هـذا هــو الشخــص عينــه محمود قرىء الحكم ثم صاح به القاضى ألا مثــلـه اقتلـوه أبيــدوا كـبـّر الحاضــرون للحـدّ مـثل العيــد إذ جمعـهــم له محشود وأراهم من ثغره بسمة الساخر والحـبـل فوقـه مـمــدود وعلى وجهــه صفــاء وإشراق أمـام الردى وديــع جـليد وإذا بالقضـاء حـُمَّ وهــذا جسمـه طـاح فى الهواء يميد ثم جــاء الطـبيب يعلن بعد الجـس أن مات ما لحىٍّ خلــود ثم طارت طـيـارة تحمــل الجثة لم يـُدرَ أىَّ فـجٍ تريــد قـيـل لــن يقبــروه إذ فارق الملّة هـولٌ يشيب منه الوليـد يــا لــهــا وصمة على جبهة القطر ســتـبــقى وعارها لا يبيـد قتلوا الفكـر يوم مقتلـه فالفكــر فيـه مــيـت البـلاد الفقيد أحضروا صحبه لكى يشهــدوا الإعــدام فيـه وتائبين يعودوا ذبحـوه أمـام أعينـهم ذبحـا وقالــوا درس لكم فاستفيـدوا أعــلــنـت قتله الإذاعة من بعـد أمـتـنــاه ذلك النمــرود أذعــن الناس خاضعـى أرؤس الـذّلـة كـلٌّ فـؤاده مفئـود أذعـنــوا خاضـعـيــن للجــور والقهـر وكــلٌّ لسانــه معقود بـقــى الخـوف وحده وتوارت قـيم أمسٍ قد رعتها الجدود ذهـب الفـضـل والتـسـامـح والعـفـو وجاء الإعــدام والتشــريد فيــم هـذا الطـغـيان ما هذه الأحــقاد ما هـذه القلوب السود ما الـذى جــدّ ما الذى جلب القسوة من أين ذا العتـم الشـديد قد أســأنا إلى الشـريعة والإسلام مـا هـكـذا تقـام الحدود مـا كـذا سنة النبـى ولا الوحـى الـذى أنـزل الحـكيـم الحـميد سنة المصطفى هى اللّيـن، هـذى غلظة بــل فــظاظة بل جمود إن عـنــدى حـرية الرأى أمـر يـقـتضيـه الإيـمـان والتوحيد لا أحـب التطـرّف المفـرط، الرفـق سبيـل الإســلام لا التشــديد إننـا نحن مالكيون سنيون حــب النبـى فينـا وطيد وسـطـور الآيــات قالت عليكم أنفسـاً لا يضـرّكم من يحيـد وتلـونـا فيهـن آيــة (لا إكراه فـى الـدين) بئس عنها الصدود جـعـلـوه ضـحـيـة لـم يكـن منه شـروع فى الحـرب أو تهـديد رب إنـا إليــك نجــأر بالشـكـوى أغـث يا لطيف أنت الودود حـكمـتـنـا وقـلـدت أمرنا صعلوك قـوم فـغـرّه التـقـلــيـد طـبـقـات مـن الزعانـف فى الضوء تـَوَارَى وفى الظـلام تـَـرود دأبـها المـيـن والخـيـانة والغدر وليسـت غير الفسـاد تجـيـد يصـدر الأمـر كى يوقـعـه جـلـدٌ ثخــين عنـها وحس بليـد ويـدٌ كـزّة ووجـه بلا مـاء حيـاء وخـبث نفـس عـتـيـد لـيـس يبغـى إلا البـقــاء ولا يحـفـل والـشــعب جائع مكدود ينقــض اليــوم كـلّ ما قالـه أمس وفــيـه غــدا بنقـضٍ يعـود فانـزع المـلك منـه، رب لك الملك وذو العـرش أنت أنت الـمـجــيد وأذقــه كأسـا بـهـا قد سـقى قـومـاً ولا ينــج الفاسق الرعديد وهــلاكا له كـمـا هلكـت عــاد وبُـعـداً كمـا أبيــرت ثمود وعـسـى الله أن يشـاء لنا النصــر وللـظـالم العــذاب الشديد ولأحــزابـه اللئـام فـكـبـّوا فى مضيـق طريقهـم مسدود تـتـلـقـاهـم جـهـنـم يصلـون بها ســآء وردها الــمــورود لا تخيـب دعاءنا ربّ وانصرنا وأنت المولى ونحـن العـبـيـد وصــلاة عــلـى الـنـبـى وتسليم به نـبـلــغ المـنـى ونزيـد وعلـى الآل والـصحابــة سادتى وتــغــشـاك رحمـة محمود
فرغ من نظمها يوم 2 مارس 1985
01-18-2008, 07:03 PM
Omer Abdalla
Omer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083
علم أحبتك الثبات علي الصراط المستقيم علمهمو كيف الحياة تكون في الليل البهيم لله بالله العظيم علمهمو سر العزيز هذي بلادك يا عزيز
يعلو علي هام الطغاة المترفين المتخمين أسداّ تجنبه البغاة مدججين السوط ليس لشعبنا شعب الأباة الطيبين من أشعلوا سرج المرؤة و الشهامة و الكرم
و السجن ليس لفتية غر الجباه محجلين يمشون من عز حفاة يطعمون الجائعين يحييون من دعوي عراة في الدجي يترنمون يتجبرون علي الجبابرة العتاة الغاشمين يتدافعون لدي الفزع يتراجعون لدي الطمع
هذي بلادك يا عزيز تهفو إليك و أنت تحلم في السري أحلامها تصبو إليك و أنت تنشر في المدي أعلامها ترنو إليك فقم بأمر الله كاللمح المبين فالصبح موعدهم أتي و النور فياض هتون فأصدع بأمرك قائماّ لا تهد كيد الخائنين
كتبت في سجن كوبر - 19 مارس 1984
01-18-2008, 07:05 PM
Omer Abdalla
Omer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083
قـتلوك باسـم محـمد وقـتلتهم يافيلسـوف العصر باسم محمد قتلوك في ظلم الحسين ومن يمت بثباتـه فـي رأيه يسـتشـهد
وقـتلتهم وهـم يزيـد ورهـطه قتلى يسـاورهم عذاب المعتدي وأعـدت ذكـرى كـربلاء بكوبر وبنو أمية أوغـروا صـدر الغد حملوك فوق ذرى السحاب مخافة أم ذاك شأنك في العـلو المصعد ونزلـت ليس الـىالتراب وانما في حضن موج الواهـب المتجدد
يامـاشـيا ثبت الجـنان كأنمـا نوديت من ذي الوعد لا المتوعد يامـن عـرفت الله معرفة النهي وشـققت صـفو تهجـد وتعبد أقسـمت يامحمـود أنك ملحـد بقـرار مخـتل العقـيدة ملحـد
جـلادك اسـتأنى فلمـا جـئته مسـتبسـلا في هـيكل متشـدد روعـته فتلاحـقـت أنفاسـه كالواجـف المتخـوف المـتردد قاضيك ما وعظـته سنك فانتهى لخسـيسـة من فكـره المـتبلد ولقـد عجـبت لقـاتل لمـا يزل يهـوى الطريق به يروح ويقتدي ان القصـاص دم يسيل على دم ويد تقطـع في المقـابل مـن يد ان تقـتلوه فذاك عـدل شـريعة عن صـادق في وحيه عن أحمد
جاروا على الاسلام باسم شريعة من وضـع ذي قرنين مأجور اليد هـم سخـروه لغاية مشـبوهة وهـل الهـدى اكراه من لم يهتد الا بهـديهم المـريب وسطـوة وثب القضـاة بهـا غـلاظ الأكبد لا (يجبه؟) الاسـلام الا مشـركا ولأنت أنبـل مـؤمن ومـوحـد أبدا هـو الاسـلام دين مـحبة وسـماحـة وتراحــم وتـودد
ياللرجـال مـن البعـيد مقربا أسـفا ويالك مـن قـريب مبعد الأسد تثبت في اللقاء ضـراوة أما الهـروب فغـاية المستأسـد ولقد ثبت وجاء يوم هـروبهم وتهـددوا في المأمـن المتهـدد
01-18-2008, 07:07 PM
Omer Abdalla
Omer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083
و من إطلاقهِ الأعلى و أنت الأعلى في الإطـلاق أتيت لأرضنا تسعي و أنت الحقُ في الآفـاق أتيت بأرضِ أحرارٍ تفجـرُ نبعها الخـلاق فيا سـودانُ قم وانهض و عانق ليثك العمـلاق هم الأقـزامُ قد ضعفوا و قد خضعت له الأعناق
فمـا الإعـدام إلا شنق أنفسـهم وذا قد بان فهـذا سيد ُ الأسـدِ يزلزلُ دولـة الطغيان يفـدي شعبهُ بالـروحِ يكســرُ هـذه الصلبان
و هـذا موكبُ الأبطالِ يزهو في ثري أمد رمان يجلجـلُ صوته يدوي بذكرِ الحـق و الرحمن
و هـذا اليومُ يا وطـني أذاب القلب و الوجـدان فهذي طلعــةُ الحــرِ بشـائر دولـة الإنسان
امدرمان- 9 يناير1985
01-18-2008, 10:45 PM
Omer Abdalla
Omer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083
السطور الأخيرة في دفتر الحلاج الثاني قصيدة للشاعر عالم عباس
(إلى روح الشهيد محمود محمد طه)
الجوهرة
كدأبك ما تنفك أجلى وأضوأ وغيرك في الأوحال يخبو ويصدأُ و شأوك عال لا ترام سماؤه وما أدركوا إلا الذي منه تبدأُ
الثمرة
والشجر إذا يسقى من ماء آسنْ ماذا يطرح غير الثمر الآسنْ ؟
الفعل
وفي الدار شجعان الأقاويل جمة ولكن شجعان الفعال قليل فإن قلت قولا لا تموت وراءه ليحيا ، فلا معنى لما ستقول
المشهد
حين جاءوا بك للموت ابتسمت ، ضوء الوجه النبيل أزهر الشيب حواليه بياضا ناصعا ثم استدار والشلوخ الغائرات الحزن أغفت فازدهى فيها الوقار وبريق في عيون ، هي لولا جنة الإيمان نار
المساومة
غداة أن رفضت زيفهم باعوك قبل أن يبايعوك ويوم أن نبذت بيعة النفاق هرولوا يصارعوا ليصرعوك فهاهم وأنت لم تمت ، ترى ما الحجة التي بها أتوا يقارعوك ؟
الغرس
إن أردت الحق أن يورق فاسقه دمك، وزنه بالفعال ، لا المقال تستطيب طعم الموت في فمك .
الخلاص
كلمة لابد أن تقال ، في بركة الركود هذه لا غير هزة عنيفة تخلخل الجبال تحرر الأثقال ، في كومة الركام هذه لابدّ من زلزال لابدّ من زلزال .
المبارزة
تنهزم الأفكار ، نعم لكن بالأفكار يحتكّ المنطق بالمنطق ، والحجة بالحجة ، والبرهان الساطع بالبرهان نتجادل حتى ينثلم الرأي الأوهى في وجه الرأي الأقوى نختلف كما يختلف الناس، ولكن يا للخزي ، ويا للعار إن أفلسنا حتى ضقنا ذرعا بالرأي الآخر.
المشهد الثاني
كان الدرج الصاعد نحو المشنقة المنصوبة في ساحة "كوبر" يدرك أن الخطوات المتزنات اللائى سرت بهن وئيدا، تفضي نحو الموت الرائع، والمتسق تماما مع ما كنت تقول . كان الحبل الملتفّ على رقبتك الشامخة الرأس ، هو الطرف الآخر من ذات الحبل الملتف على عنق الوطن المقتول . ليس بعيدا كان قضاتك والجلادون ملامحهم ذابت ووجوههم متفحمة خجلا وصغارا
وثباتك مثل الخنجر بين أضالعهم ، فكأنك تقتلهم بمخازيهم شنقا ، وتحرر ربقة هذا الوطن الرائع من نير الذل . أنت الأغلى ، والأعلى ، والأنبل كنا ندرك أنك تفدي الوطن الأجمل فلتكن القربان إذن حتى يتطهر وجه الأرض ، وينخسئ البهتان .
الطود
ثباتك طود والعروش هباء وإن هي إلا خسّة وغباء وصوتك بعث في الملايين كلها وإن خنقتها الفتنة النكباء وقد ديس وجه الشعب في كل محفل ألم يبق في الشعب الأبيّ إباء
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة