الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 03:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-17-2008, 09:59 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن

    بمناسبة مشاركة الدكتوره ناهد محمد الحسن الاديبه العالمه فى احتفالات الجاليه السودانيه بقطر بمناسبة الذكرى 52 للاستقلال ، اعيد هنا نشر مقالاتهاالتى كتبتها سابق فى جريدة السودانى لتعم الفائده وللتناول الجاد من قبل الاعضاء .

    _____________________________________________________________________________________


    دعوة للخروج من القطرميز... مقاربة لشخصية سودانية (1)

    د.ناهد محمد الحسن



    لأن الاستقلال اتى كحدث هادئ, ظل السودان عالقاً فى حالة من الفشل المكتسب والمرتبك ازاء اسئلة وجوده وهويته... وهى حالة تشرحها الدكتورة وفاء سلطان فى اقتباس عن تجربة علمية تقول: قام عالم نفس امريكى بوضع مجموعة من البراغيث داخل قطرميز محكم من الزجاج, حاولت البراغيث الهرب فارتطمت بالغطاء ومات بعضها. بعد مرور زمن على المحاولات اليائسة تبنت البراغيث طريقة جديدة وهى القفز الى مستوى اخفض بقليل كى تتجنب الارتطام. وانتظر العالم طويلاً حتى تأكد من ان البراغيث يئست وتكيفت مع وضعها الجديد فقام بفتح الغطاء غير ان البراغيث اصرت على التحليق المنخفض.. ففسر ذلك بحالة الاحباط المكتسب جراء الالم الذى تتعرض له البراغيث عند الارتطام.



    تعتبر حالة الاحباط المكتسب فى نظرى السبب وراء اهدار الطاقات الانسانية القادرة على التحرر والابداع وهى حالة اسهم فيها اننا لم نساهم بفاعلية فى حفل رفع الغطاء اذ كنا غارقين فى بؤسنا الوجودى وتعاستنا القدرية نجتر حزننا وهزائمنا... ذلك قبل ان نعى هويتنا الجديدة ونحسم النقاش حول الدستور السودانى الجديد.. وقبل ان تعتاد ألستنا على نشيد العلم الذى يرفرف بحرية ليلهمنا الطريق الى الحرية والكرامة, هجم العسكر على الحكم, ابناء القهر وصنيعته, ليمرروا عبر تسلطهم فينا تاريخ قهرهم الشخصى متعللين بعجز الحكومات المدنية عن ادارة شؤون البلاد وان الشخصية السودانية اكثر قابلية وملاءمة للحكم العسكرى. ومن هنا صار تاريخ السودان مسلسلاً من القهر تحت ظل الانظمة الشمولية والاستبدادية التى اغرقت البلاد فى الخوف والتعذيب والفساد وحرمت الانسان السودانى من فترة نقاهة يستعيد فيها ذاته ويخرج فيها من حالة العجز او الاحباط المكتسب. ولست هنا بصدد سرد احداث ووقائع يعرفها الجميع, شارك فيها البعض منا بفاعلية وكان جزءاً منها. وتمتلئ بها الكتب التحليلية والوصفية والدراسات. لكننى بصدد الحديث عن الانسان نتاج هذا القهر ومحاولة تلمس لطريق يخرجنا من الاحباط الى الفعل بقدر الامكان... باعتبار ان الغطاء الآن مرفوع بأفق مستقبل واعد بانتخابات نرجو ان تكون _حرة ونزيهة _ قادمة ولكن من يخبر الذات البرغوثية التى تسكننا بذلك ويخرجها من الخوف التاريخى ويرشدها الى افق الحرية الجديد؟! مات غول القهر وهو الآن فى طريقه للسقوط ولن أشغلكم برؤية دابة الارض وهى تأكل منسأته...اذ علينا الحديث عن مخلفاته فينا قبل ان نستعد للتحديات القادمة, باعتبار ان اى حديث عن التنمية والتقدم دون استصحاب التنمية البشرية غير ذى قيمة. وهذه رحلة لا بد ان يكون حاديها العقل الواعى الناقد, فلنأخذ طريقنا محلقين خارج القطرميز يجب ان نعى اولاً حدود القطرميز والضيق الذى نعيش فيه والامكانات المحدودة له والتى فى سياق تكيفنا معه, ضحينا بالكثير من أنانا الى درجة التسليم بوضع القهر كوضع طبيعى نناضل لنظل تحته قامعين اى عملية تغيير احيائية جديدة تساهم فى كسر الجمود والشلل الفكرى الذى نغرق فيه. فلنطير مرة اخرى علينا ان نمرن اجنحتنا الكسولة وندرك ان البقاء طويلاً فى قطرميز قد يجعلنا نفضل سجننا الضيق الآسن الذى اعتدنا عليه على فضاء الحرية العاصف واللامحدود.



    فماذا فعل فينا القهر؟! ما سأسرده هنا نماذج لتمظهرات القهر الكثيرة والمختلة, كتأملات على محاور الرؤية الانسانية للذات والاخر والكون.. باعتبار ان اولى مراحل العلاج هى التشخيص ومعرفة تمظهرات الداء لنقف منه موقف التغيير. فى نقاش لى مع بعض الذين يحرصون على مناقشتى في ما اكتب لمست منطقة غائبة عن الفهم في ما يتعلق بتعريف الصحة النفسية والسواء النفسى, اذ يعتبرها البعض الخلو من الاعراض والعلامات المرضية, والحقيقة ان هذا التعريف هو جزء من مفهوم الصحة النفسية الذى خطا الى آفاق أبعد من هذه اذ غدا المرض ما تفعله من تصرفات مرضية وما لا تفعله من تصرفات معافاة. يعرف كل من العلامة اليس والعلامة بيك المرض النفسى بسيطرة ردود الفعل الانفعالية السلبية على الشخص وسلوكه وتعود ردود الفعل هذه الى نظام من الافتراضات المعرفية الخاطئة تبعاً لأليس والى نظام الافكار الآلية المرتكز على نواة نظام من المعتقدات العميقة حول الذات والعالم تبعاً لبيك. الانسان يقع صريع المعاناة والاضطراب والاكتئاب والقلق نتيجة لخلل فى نظام المعتقدات. اما الشخص المعافى فهو ذاك الذى يتمتع بنظام معتقدات واقعى فى النظرة الى الذات والآخرين والدنيا. وينتج عن هكذا نظام واقعى عقلانى سيادة التفكير الايجابى فى المواقف الحياتية كما فى الموقف من الذات وما يعتمل فيها. ويشكل الوصول الى التفكير الايجابى من خلال دحض نظام المعتقدات الخاطئة والسيطرة عليها الشفاء النفسى واستعادة العافية فى حالة من سيطرة العقل على الحالات الانفعالية السلبية _ حجازى, د. مصطفى, مفهوم متكامل لدينامية النمو فى البيت والمدرسة. وعلى ضوء هذا التعريف سأتتبع تمظهرات القهر على مستوى الرؤية للذات والآخر والكون لبناء الوعى والاقتدار والكفاءة النفسية.



    الرؤية للذات:



    خلفت سيرة القهر الطويلة والمستمرة ندوباً فى الذات السودانية اثرت فى نظمها المعرفية ورؤيتها للذات من خلال النظرة الدونية وعقدة النقص. وبالتالى حكمت ردود افعالها تجاه واقعها والتى اتسمت فى مجملها بالسلبية والانسحابية وانعدام المبادرة والفعل الابداعى والتماهى مع القاهر.



    رسم العلامة اريكسون فى كتابه الطفولة والمجتمع طريق النضج النفسى والاجتماعى وفقاً لمدرسته الخاصة التى تتحدث عن فترات حرجة يمر بها الانسان من الميلاد الى الموت.. تسم ردود فعله تجاهها فى طروفه البيئية والاسرية المعينة مستقبله النفسى والاجتماعى كناضج. واهم ركائز الذات السوية فى طريقها لخلق هوية فردية متماسكة وبالتالى هوية مجتمعية واضحة ومعافاة هى العلاقة الاولية مع الأم والاسرة ثم التفاعلات مع الأصدقاء والشلة فى فترة المراهقة.. ومما لايخفى علينا ان انظمتنا التربوية تقوم بدورها فى تدجين الشخصية السودانية وسحق ارادتها لتعليمها الأدب الذى = فى مفهوم التربية النفسية انعدام الشخصية واضطراب الشخصية وبالتالى انعدام الادب!. وعادة ما ينجو الطفل الاول من مسلسل القهر هذا نسبة لقلة الضغوط حول الأم والاسرة. ولكنها نجاة شكلية اذ سرعان ما يتماهى فى شخصية الأب او الأم ان _ كانت فتاة _ فيتبنى القهر ويسقطه على اخوته والآخرين او تبتلع القهر ان كانت فتاة.. فتتراوح النماذج التى تفرخها انظمتنا التربوية من العدوان الى السلبية والانسحاب. بذلك يستمر نظام القيادات الهرمى فى السودان من الأب الى الابن الأكبر وهكذا. تعتمد الاسرة السودانية عادة على الابن الاكبر فى تسيير امورها والذى سرعان ما يغدو والداً لوالده حتى من ناحية المسؤولية لدرجة اننا نجد الابن فى السودان يزوج اباه او يرعى اخوته الصغار بدلاً من ان يتزوج ويرعى اطفاله هو. وهى حالة تبناها النظام الاجتماعى السودانى بوصفها النظام الطبيعى الذى يلام عليه الابن إن هو قصّر او فكر ان يتزوج باكراً. وهذا النموذج يعكس المفاهيم التى تقوم عليها الانظمة التربوية فى السودان والتى تعتبر الابناء ملكاً كالمقتنيات الخاصة التى عليها ان تشبع طموح الآباء. فنحن نربى ابناءنا لنا لا لهم, لذلك نقوم بردود فعل عنيفة ازاء اى بادرة استقلال ونقمعها كفعل عسكرى ضد السلطة! وهذا ما كرس الولاء للقبيلة والذى رغم رسم ملامح السودان كدولة منذ العهد التركى ما زال هو الحاكم فينا عرفاً وتقاليد وعصبية. كرس لذلك واستدامه بالطبع غياب المؤسسات الحزبية فى ظل الانظمة الشمولية التى لم تترك للمواطن ملجأ غير حضن القبيلة.



    يحتقر السودانى ذاته ولا يثق بها لذلك نفشل فى اداء العمل الجماعى والمؤسسى باعتبار ان الثقة فى الآخر هى شكل من اشكال الثقة فى الذات... فإيمانك بقدراتك يعنى بالضرورة تصديقك بقدرات الآخرين والعكس صحيح فان كنت عاجزاً عن تصديق قدراتك الذاتية فبالتالى انت اقرب الى التشكيك فى مقدرات الآخرين. وهذا الشك يقوم بدوره فى كبح الطاقات والامكانات اللامحدودة التى تنتظر بعض الثقة وشيئاً من الفرص. ومن هنا اتت لا مبالاتنا بالزمن, والذى قد يرى فيه البعض ارثاً بدوياً ورثناه من سنوات الرعى الطويلة. وفى نظرى ان هذا القول يصدر من اشكالات الذات التى تبحث لها عن تبريرات قدرية لا تخلو من تحميل الآخرين وزرها وتبرئة الذات. فالرعى عملية انضباط عالية بالزمن. اذ يقوم الرعاة فى اوقات مبكرة جداً والتزام جاد يومياً بأخذ ماشيتهم الى المرعى ليبحثوا لها عن المراعى المناسبة ويقضوا نهارهم فى ضنك عالٍ ليعودوا عند المغيب مجهدين من العمل الطويل دون كلل او ملل. وهذا التزام نفتقده بافتقادنا للثقة فى الذات وامكاناتها. والزمن عندنا توقف فكرياً وشعورياً فى حقبة ما ما زلنا نستلهم حكمتها ونتمسك بها دون مراعاة للمتغيرات. لا احترم الزمن لاننى لا ادرى ما افعل به؟ّ! فان كنت ادرك قيمة وجودى ودورى فى دولاب العمل وبالتالى التنمية العامة والتطور والحضارة, لفعلت فى العمل اليومى اكثر من اكل الفول وشرب الشاى وقراءة الجرائد والتحدث عن البدلات والعلاوات والصناديق او عبر الموبايل فى نقل (الشمارات وكافة انواع البهارات) حتى يأتى الترحيل. ويغضب الموظف السودانى جداً إن قطعت له _ ونسته_ لتطلب منه خدمة بعينها هى من صميم واجباته وغالباً ما ينتهى الأمر بشجار يذهب منه الموظف بيقين ان المواطن _ثقيل ولا يجيد التعامل, فيقرر ان يعاقبه بالمزيد من العراقل ما استطاع الى ذلك سبيلاً! وبالتالى مزيد من العراقيل والعوائق للتنمية وللعلاقة مع الآخر التي يجب ان تصدر من موقف تعاطف ورغبة فى المساعدة وتنحية العنف اللفظى جانباً لنفتح الطريق امام اللغة المهذبة والجميلة. ولأننا لا نثق فى انفسنا لا نثق فى الآخر الخبير لمجرد انه شاركنا سودانيتنا وعادة ما نقوم بالسؤال الآتى: اين اجد نجاراً مضموناً او سباكاً او حداداً... الى آخر القائمة وقد بدأت بالأعمال اليدوية لاننى اعرف ان السودانيين يأنفون منها, لذلك لا يذهب اليها الا عاطل عن العمل قرر ذاك الصباح فجأة ان يكون سباكاً ليجعل السؤال الاول رغم دلالاته المحزنة مشروعاً جداً وحصيفاً. تمتد قائمة الاسئلة لتشمل حتى الاكاديميين, لتصبح اين اجد طبيباً ممتازاً؟... طبيب اسنان بأسعار معقولة... محامى ود ناس؟..استاذ محترم؟... الى آخر القائمة التى تنتهى بسؤال اين اجد بنت او ود الحلال؟!!



    فمصيبة القهر انه يغرق الذات فى دوائر مرضية معيبة لا يمكنها الفكاك منها بسهولة وكل تداعى للقهر يؤسس لامتهان آخر للكرامة والثقة فى الذات وتقديرها وتأكيدها.



    عبر العلم والعمل تخطو الذات اولى خطوات التحليق للخروج من القطرميز, بتحويل المفاهيم والنظرة الى العمل باعتباره مصدراً لاثبات الذات وتحريرها واعادة الثقة اليها عبر الانخراط فى عمل مفيد, ترسى عبره علاقة معافاة مع الآخر بالتعاطف وبالتالى تكتسب به معنى جديداً لوجودك واهميته. فتنتقل علاقتك بالعمل من مجرد علاقة عابرة تنتهى بانتهاء الدوام الى عمل دؤوب لا يعرف له حداً ولا نهاية نحو مسيرة عملية مليئة بالعطاء والانجاز تضمد بها الذات جرحها النرجسى.... وكلها دوائر يعزز بعضها البعض بطريقة من شأنها ان تعيد الثقة الى النفس.



    ..... ونواصل
                  

01-17-2008, 10:02 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)

    د.ناهد محمد الحسن



    خلفت سيرة القهر الطويلة والمستمرة ندوبا فى الذات السودانية اثرت فى نظمها المعرفية ورؤيتها للذات والآخر والكون من حولها وحكمت ردود افعالها تجاه واقعها والتى اتسمت فى مجملها بالسلبية والانسحابية وانعدام المبادرة والفعل الابداعى. ولقد تعرضنا فى المقال السابق لتمظهرات القهر على الشخصية السودانية على مستوى الرؤية للذات, فى علاقتها بالزمن والعلم وقيمة واخلاقيات العمل. باعتبار ان هذه الثلاثية هى مفاتيح تفعيل الاقتدار والكفاءة وبالتالى حالة من السواء النفسى يعزز بعضها البعض. ونحن فى هذا المقال بصدد مواصلة الحديث عن الرؤية للذات فى فكرها وتداعياتها السلوكية.



    الرؤية للذات:



    تفتقر الشخصية السودانية للعقل النقدى حتى فى اوساط المثقفين, ويأتى العقل الغيبى والاستسلامى كمرجعية فكرية اساسية. فالتصوف فى السودان سلوك تبعية وانقياد لا يقوم على فلسفة دينية لذات تحتاج لمن يقودها الى امان ترقبه وتتطلع اليه. ويعتبر دكتور حيدر ابراهيم (السبحة) احد ملاجئ الهروب التى لا تقل فى غيبوبتها عن مغيبات العقل الحسية كالخمر مثلا - صياغة اللغة من عندى -. يحيل الفرد منّا فشله وعجزه الى العين والسحر والعمل ويتم اهدار المال والوقت فى اثر الدجالين والسحرة.. أعرف سيدة لديها سبعة اطفال تعولهم بالعمل فى المنازل ليلا ونهارا ركضا وراء ملاليم سكبتها برضاء نفس تحت اقدام شخص يقوم بعمل احجبة للناس, حيث تعتقد السيدة ان قدوم فترة البلوغ لفتاتها الصغيرة يستوجب عمل حجاب يعرف باسم ام الصبيان ليقيها شر العقم مستقبلا!!!!!!... فى الجامعة كان لدينا زميل غير ملتزم بالدراسة مما جعله يتخلف اكاديميا فسألته عن موقف اسرته من تأخره الدراسى, فقد كنت أعوّل عليهم فى خلق ضغوط محددة عليه تجعله اكثر جدية فى دراسته الاكاديمية, فأجابنى ببساطة: مافى اى زول بسألنى.. طبعا انا كاتبانى مرة أبوى!! فالكتابة و_ المحاية _ مبررات للبعض ووظيفة للآخرين تستمر وتتعزز بوجود المستفيدين الذين تفرخهم هذه العلاقة... فالفرد المهمل يجد فى الكتابة عذرا مقبولا وكذلك اسرته التى تريد ان تبرر فشلها فى تربيته وعدم قدرتها على خلق فرد منتج ومتزن بالاضافة الى تمرير عاطفتها السالبة تجاه (الضرّة), والجارة المفترى عليها او القريبة او البعيدة... إلخ لدستة الاعداء الحقيقيين والمتوهمين بالاضافة الى الشيخ الذى يدعم هذا التغييب جيبه الشخصى. وتاء التأنيث المرتبطة بامتهان (الكتابة), ليست سهوا, اذ يوقع القهر المزدوج المرأة فى دائرة التغييب الذى يكرس لهذا الفعل تداولا وانتاجا. يقف هذا الفكر مع الاحساس بالدونية وعقدة النقص وراء اهمال المظهر العام والاستهتار بالنظافة. اذ تختلط القذارة الشخصية بالدروشة والمرقوعة وكسر النفس فى مزيج فكرى يتلبس الحقيقة ويصعب عليك فصل المزيج الذى يتستر بالعلم اللدنى ويقف امام التوجهات الشرعية بالنظافة كأساس للايمان بمعناها الظاهر والعميق. حتى فى اوساط المثقفين.. اذ يميل الكثيرون الى اهمال المظهر العام والتزام السلوكيات المختلة والغرائبية التى تتعالى على الواقع والعاديين مستلهمة موقف ارثر ريمبو: تفوقى يعود لكونى بدون قلب! يتبع الفنانون فى بلادنا شاذا شوهت طفولته الانتهاكات الجنسية! فوقعنا فى مصيدة الجنون كمبرر ضرورى للابداع, والنتيجة وقت مهدر فى (برم) اطراف الشعر لمنحه جنونا خاصا يقول بلغة الجسد غير المنطوقة انه مثقف وكاتب مختلف. وهنا تغازلنى فكرة الحديث عن مبدع سودانى استمتعت بحضوره فى النادى العائلى وتحاشيت صداقته ليخرج من سمعى ويدخل زمرة الاطياف الخالدة. لذا تعجبت وأنا اقرأ فى الدعوة: مناقشة تجربة الاستاذ ازهرى محمد على الشعرية, اذ بدت لى علمانية جدا هذه المناقشة التى تخوض فى المقدس. فأزهرى ليس مجرد شاعر كبير وناضج فحسب وإلا لناقشته فى مكان آخر من هذه الجريدة.. لكنه حالة ابداعية عالية من السواء النفسى... يعرف كيف يمرر آلام الكتابة فى مسيحية عالية تتحرر وتتوازن كلما صعدت صليبا... لذا كلما خرجت اشعار ازهرى مجنونة جدا وتدعو للتأوه من الجمال القاسى الذى يغرقك فيه, ازداد ازهرى رزانة وعقلا!! فالفعل الابداعى حتى فى اوساط المرضى هو اشراقة منفلتة من الذات فى اقصى حالات سواءها النفسى. يتطور هذا الكسل عن الجمال ليصبح فلسفة يدافع عنها المثقفون بضراوة يؤسسون لها ثقافة مضادة للجمال والتهذيب والانضباط (من فاكيها فى روحو FFR مرورا ببتاع قشرات الى ماعندو موضوع وبرّاى الى آخره). ومن معانى الكتابة الى كتابة اللامعنى يا قلب لا تحزن واذا جرؤت على رفع اصبعك لاستيضاح المعانى يقومون بتجهيلك واتهامك بسلسلة من الاتهامات اكثرها تهذيبا الكسل الذهنى! اما موقف العامة من النظافة وان لم تسنده فلسفة بعينها الا انها ليست بعيدة عن (نظافة مرة الفكى الغسلت كتاب راجله!).. ضحك السودانيون كثيرا مع تور الجر (استحم كل يوم ليه حواتى؟!) ونكتة محمد موسى (العيد خلاس جا لى برودو), (والله ما استحم عرس ولا عيد)... غير ان هذه الضحكات لم تنتقل كما مقدر لها من توظيف الفعل الادبى فى تغيير السلوك.. الى خجل من سلوك القذارة, على العكس من هذا كرست هذه النكات للقذارة كسلوك يومى تسنده الضحكات وتبرر له.. ربما لانها خرجت كما خرج غيرها من ردود الفعل السودانية (ساااااااااكت).و(سااااااااكت) هذه علامة مرضية للامعنى واعتلال المزاج, فالقيام بأى عمل يجب ان يكون له دوافعه بينما هذه الساكت علامة على اللامعنى للاشياء لم اجدها الا فى حالات الفصام (الشذوفرينيا) وانواعها العصية على العلاج!. ولأن النظام والنظافة شكلان لا نغسل ايادينا الا بعد الاكل ولا نفرّش اسناننا الا صباحا وننظف بيتنا ونلقى الاوساخ خارج المنزل ونفشل فى ابقاء مكاتبنا نظيفة لدقائق ونلقى بالقاذورات والعلب والاوراق فى الطرق العامة, نبنى بيتا من خمسة طوابق ونجد صعوبة فى ازالة بقايا البناء من امام المنزل او ردم الشارع المجاور للبيت حتى لا تضطر للخوض بسيارتك الفارهة وحذاءك الغالى فى الاوحال! ننظف البيت ونعد له الجميل من الاثاث لنتركه للضيوف و(نتردم جميعا فى الراكوبة البرّه). والاطفال لا يستحمون او يتهندمون الا فى حضور الضيوف او عند الخروج من المنزل... نعود الى المنزل نخلع الملابس النظيفة ونرتدى الملابس القذرة ونأكل فى الاوانى القبيحة ونترك الجميلة للضيوف... نهتم بغذاء الكبار – الرجال غالبا- ويأكل الاطفال الاكثر حوجة للتغذية بقايا (الصينية)!



    علينا ان نبدأ باحترام الذات بتحسين صورتها الداخلية والخارجية وبالتالى تقبلها وتقديرها لذاتها الذى يؤدى فى النهاية للسواء النفسى البداية الضرورية لاى تنمية وابداع....



    نواصل
                  

01-17-2008, 10:05 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)

    د.ناهد محمد الحسن



    خلفت سيرة القهر الطويلة والمستمرة ندوباً فى الذات السودانية اثرت فى نظمها المعرفية ورؤيتها للذات وللآخر والكون من حولها وحكمت ردود افعالها تجاه واقعها والتى اتسمت فى مجملها بالسلبية والانسحابية وانعدام المبادرة والفعل الابداعى. ولقد حاولت فى المقالات السابقة ان اتحسس تمظهرات القهر فى الشخصية السودانية على مستوى الرؤية للذات باعتبارها قاعدة اساسية للتحرر من سطوته. وسيكون موضوع هذا المقال. .تمظهرات القهر فى حيز العلاقة مع الآخر.



    الرؤية للآخر:



    ينمو الانسان ويتطور فى سنوات الطفولة الاولى وهو يحاول ان يدرك شيئاً عن ذاته ومن هو؟...ومن خلال التفاعل بينه وبين واقعه,اسرته,والمجتمع من حوله. .تتضح اولى معالم هويته الفردية كشخص محدد ينتمى الى جماعة محددة لها عادات وتقاليد وثقافة ودين بعينه وهكذا. ..وعندما يلج الطفل مرحلة المراهقة يجد تلك الهوية على المحك تحت ضغوط الشلة والاصدقاء ويبرز جدال مجتمع (النحن) مقابل مجتمع (الهم) , وهذه مرحلة من الحرج بمكان اذ انها تهدد الهوية الفردية للإنسان وعليه ان يجد مخرجا آمنا منها , اذ من المفترض ان تكون العلاقة بين (النحن) و(الهم)علاقة آمنة يسودها الحوار فكما يقول الاستاذ امين معلوف فى كتابه الهويات القاتلة : علينا ان ندرك اين ينتهى التأكيد المشروع للهوية واين يبدأ انتهاك حقوق الآخرين !



    تحتاج ادارة العلاقة بين النحن والهم الى وعى فردى ومؤسسى ومجتمعى والى دولة تتيح للجميع فرصاً متساوية والى قانون دستورى يراعى كفالة هذه الحقوق. اذ مادام البشر بشراً وليسوا ملائكة. .ستحكم العلاقة بين النحن والهم المصالح ذات الاهمية لكليهما , وهى ليست بالضرورة اقتصادية وحسب. اذ تحتاج مجتمعات النحن والهم دائما لتأكيد ذاتها وهويتها المجتمعية الخاصة وهو تأكيد يحتاج فى تمييزه لذاته الى مرجعية للمقارنة. ..لتظهر الف التفضيل نحن افضل منهم او هم افضل منا. .وقد تمر هذه المقارنات بسلام فى المجتمعات المعافاة الكبيرة عادة. ..بينما تحت المجتمعات الصغيرة القبلية مثلا تنتهي الى نهاية ايجابية تعزز قوى العصبية لديها وتبذر العداء. ..اذ حرصا على التوازن النفسى والمصالح الاخرى الاقتصادية او غيرها تمرر مجتمعات النحن او الهم عقد نقصها واحساسها بالدونية الى الاخر المختلف والاقل فى السلم الاجتماعى الذى وضعت الاعراف القبلية ملامحه ومرجعيته. .فتسود النزاعات بين الجميع حين ترغب مجتمعات النحن مثلا فى الحصول على التقدير وتأكيد الذات والاعتراف بالسيادة والتميز. ولتمنح مجتمعات النحن مثلا مهمتها قداسة معينة تساعدها فى تقديم مبررات لعدائها تقوم بتحميل مجتمعات الهم سبب بؤسها وتعاستها الابدية. ...ما حدث حدث بسببهم. ..انهم وراء كل مصائبنا وهكذا. ...



    تحافظ هذه المجتمعات على وحدتها بوضع قوانين واعراف صارمة تفترض إذعان الجميع لها. ..وهكذا يجد الفرد نفسه مجبراً على إطاعة السلطة الهرمية للحصول على الامان النفسى والاجتماعى. وتشكل القبيلة بعلاقتها الفردية وعلاقتها الخارجية مع الجماعات الاخرى التمظهر الحقيقى لجدلية الهم /النحن. باعتبار ان القبيلة فى السودان لازالت الملاذ الوحيد الآمنفى قطر منى فى تاريخه الطويل بالانظمة الشمولية التى لم تتح للفرد من الحريات والحقوق ما يجعله يستبدل ولاءه الضيق والمحدود للقبيلة بولاء اكبر للوطن الام يجعل القابلية لازالة الفواصل العرقية والإثنية والاختلافات بانواعها بين مجتمعات النحن / والهم خياراً متاحاً.فمشكلة القبيلة التى تطالب بالولاء الكامل انها تجعل افرادها احيانا يحاربون ضد قناعاتهم كما قال الشاعر الجاهلى :



    وما أنا الا من غزية إن غزت * غزوت وإن ترشد غزية ارشد



    وهكذا تصبح القبيلة هى المرجعية الوحيدة للخطأ والصواب , مما يكرّس للعقل الاستسلامى وسلوك القطيع. فبوجود مجتمع الهم الذى يتربص بك ليس بمقدورك ان تقف فى وجه القبيلة وتتمرد على اعرافها , لانك تدرك تماما مآلات هذا السلوك. ..والادهى من ذلك ان فكرة التمرد نفسها لاتخطر الا على بعض العقول التى بها شئ من الرؤى والبوادر القيادية , حيث تهدد هذه الافكار الوجود الذاتى للانسان الذى لم يحصل على وقت كاف يمرّن فيه ارادته ويمتحن خضوعه وإستسلامه. وفى المجتمع السودانى تقف القبيلة باعرافها خلف الكثير من الممارسات السالبة. ..مثلا يتم تعيين البعض فى الوظائف ليس وفقا لمؤهلاتهم بل لقرابتهم للشخص المسؤول. .وقد رسخت المحسوبية والواسطة فى المجتمع السودانى الى الحد الذى صار الناس لا يخجلون منه ويعتبرونه عرفا وحقا معلوما !حتى إن البعض يغضب إذا رفض قريب لهم مساعدتهم بإختراق القوانين واللوائح وعادة ما ينتهى بهم الامر الى شتمه والتحدث عن اصله القبلى الوضيع ولعن الدنيا التى اضطرّت سيدا وابن سيد مثله الى اللجوء لهذا الشخص وغيرها من السيناريوهات التى نعيش فيها يوميا وترهقنا غير اننا لا نستطيع منها فكاكا. لاننا تحت رحمة القبيلة فإننا لن نعرف لنا قانونا غير صلة الدم نطيعه ونحتمى به. ومن نتائج المحسوبية والواسطة وجود الشخص غير المناسب فى معظم الوظائف خصوصا تلك التى تحتاج الى مؤهلات عالية وبالتالى دائرة معيبة من الاداء المتدنى فى العمل وبالتالى انتاج ضعيف , اهدار للموارد والطاقات والزمن وتأخير لعجلة التقدم والحضارة.



    من الطبيعى ان يجد مجتمع النحن ذاته احيانا بين من هم فوقه ومن هم دونه. ..فان كان كالمجتمع السودانى مثلا مجتمع تعرض لليل قهر طويل وبالتالى حالة من الاضطراب النفسى الذى يبحث له عن توازن فى علاقته السالبة مع الآخر. ..فيتماهى مع من هم افضل منه ويمرر عقد نقصه واحساسه بالدونية الى من هم دونه.فاذا كانت اولى مهام ما بعد الاستقلال هو خلق هوية جماعية واضحة المعالم. ..فهى مهمة لازالت اسلحتها مشرعة فى السودان اذ خطت الذات السودانية فى هشاشتها الاولى بعد الاستقلال وإختارت التماهى مع الآخر القاهر فاصبحت مصر هى الخيار الاول فى السياسة لدى الحزب الاتحادى الديموقراطى فى شعاراتهم الانتخابية..كما شكلت المرجعية الايديولوجية للاحزاب اليمينية واليسارية اللبرالية. .حيث شكلت حركة الاخوان المسلمين والحزب الشيوعى فى مصر المرجعية الايديولوجية والتنظيمية لاحزابنا السودانية المقابلة...وبالتالى بدا واضحا اننا كسودانيين لسنا مستعدين للاجابة عن سؤال الهوية الذى يحتاج الى نضج خاص ووعى بالمكون القبلى والاثنى فى السودان والذى يحتاج الى رؤى كلية بمقدورها استيعاب هذا التعدد. ولان الضبابية فى الوعى والفكرة لها مدى رمادى خاص بمقدوره ان يثير بحياده القاتل من كان فى ثبات عميق فما بالك بالاخوة فى الجنوب الذين كانوا ينضجون تحت نيران شك ما لم يطق حياد ولا وعى النخبة الشمالية الحاكمة فكان تمرد توريت الشهير الذى قدم 300 روح سودانية نتاج الرؤى القاصرة واول وقود بشرى لعلف المزيد من النار. وقد ساهمت الهوية العروبية الاسلامية فى ايجاد حلول للذات المقهورة التى تعانى من عقدة نقص واحساس قاتل بالدونية فى ان وفرت لها مسارات معتمة جداً ومنغلقة فى آخرها. .لتمرير طاقة القهر السالبة والتي نعانى اليوم من مردوداتها النفسية السالبة ومآلاتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية بعد ان إمتلأت هذه المسارات عن آخرها وارتفع الضغط فيها قبل ان تعود لتنفجر فى وجوهنا. ..فالاصرار على الهوية العروبية الاسلامية الذى يصدر من عقدة نقص لازالت ترى المستعمر القاهر شخصاًً مقتدراً وجباراً فتتماهى مع جبروته هذا حتى تصبح ملكية اكثر من الملك وتسقط خجلها من ذاتها ونقصها فى الاخر الذى يقع اسفل السلم الاجتماعى فكان الضحايا على الدوام هم الاخر الاقليات والمرأة والطفل. .لذلك تتصدر عبارة (مرة , وعب) قاموس الشتائم السودانية. ...فتراق بذلك الكثير من الدماء على مذابح آلهة ليست جديرة بالعبادة انما تستمد قوتها وعافيتها من جهلنا وصمتنا فتتناسل وعيا ذكوريا صرفا يتلبس حالة من السيادة تبحث لها دوما عن عبد او غراب يوارى سوءتها. ..وياويلها اذ عجزت ان تكون مثل هذا الغراب فتوارى سوءتنا. ...!!!.



    . ........... نواصل
                  

01-17-2008, 10:08 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)

    د.ناهد محمد الحسن



    خلفت سيرة القهر الطويلة والمستمرة ندوباً فى الذات السودانية اثرت فى نظمها المعرفية ورؤيتها للذات وللآخر وللكون من حولها..وحكمت ردود افعالها تجاه واقعها والتى اتسمت فى مجملها بالسلبية والانسحابية والقدرية وانعدام المبادرة والفعل الابداعى.



    مقالات عدّة مضت ونحن نتلمس طريقنا خارج القطرميز لا نزال...وهو طريق طويل اوله مواجهة الذات واوسطه وعى بالتشويه وآخره عتق من القهر...ولقد عرّجنا على تمظهرات القهر فى الشخصية السودانية على مستوى الرؤية للذات عابرين غير مقيمين. ودلفنا حيّز العلاقة بالآخر بتشعباتها الكثيرة..آملين فى عقد هدنة مع الآخر فى قمة على تخوم الذات..إذ لم يجف حبر نيفاشا بعد حين اضلّنا السامرى..فاتخذنا العجل من بعده..اىّ طريق للسلام هذا الذى لا يمرّ بالذات المعتمة فيضيئها؟!



    انتقل علماء النفس المهتمون بدراسة السلوك الانسانى من معالجة السلوك كحالة معزولة من الفكر..الى دراسة الافكار باعتبار انها المحرك الاساسى للسلوك...حين نتحدث عن العلاقة بالآخر فنحن نعنى بالضرورة تاريخ من سوء الفهم وفشل الحوار..غير ان الآخر المختلف الذى يقع خارجنا ليس بالضرورة عدوّاً الا بمقدار المعارك المختلفة التى نعيشها مع ذاتنا...فكما اسلفت نحتاج لنعى ذاتنا وبالتالى نقدرها الى مقارنة مع آخر مختلف عنّا قد يكون ندّاً لنا او اعلى منّا او ادنى منزلة على حسب ما تقرر الاعراف المجتمعية المنازل والطبقات...وخجلنا كسودانيين من الافريقى الذى يسكننا...انما هو نتاج تجارة الرق الطويلة فى السودان والتى كانت تستهدف مناطق بعينها..لازلنا نركض بعيداً عنّا وعنها..بالاضافة الى ذهنية المستعمر التى حكمتنا بسيادة الرجل الابيض والنظريات العرقية التى تبارك الابيض بلعنة عرقنا الاسود...ينتهى كل السودان فى نسبه الى العباس رضى الله عنه دون حتى ان نتساءل اين ذهب نسل ابوجهل وابو لهب؟!..سمعنى احدهم ازهو ببعانخى وامجاده الملكية واشعر بالفخر لمجرد اننى انتمى لذات الارض التى حكمها يوما فعلق على ذلك ساخراً بقوله : ( بعانخى شنو كمان..ما عب ماكن ليهو فقر..!)..لا اعرف رجلاً حرَاً كبعانخى..رجلا ترجوه حتى صرخات الجياد..حينما علمت انه غزا طيبة لانه علم انهم يسيؤون الى الخيول..ادركت قيمة الامان الذى يعنية وجود (عب ماكن) فى حياتنا !ووجدت معنى لتلك الرعشة التى انتابتنى فى معبد الاسد وانا ارى نقش الاله يبارك الملك المنتصر...لوهلة بدت تلك الايدى ستنحرف لتربت على انهزام نسله..ربما كل ما ينقصنا هو إعادة تقييم للسمات الجمالية التى يحملها اللون الاسود..اى خوف ضار هذا الذى يجعلنا نحب عنترة وعطيل وبلال ولا نحب اللون الاسود؟!...اعرف انّى بفتح سؤال الهوية من هذا الباب , انما اتطفل على احد التابوهات المحرمة فى مجتمعنا..نعيشها يوميا وننكرها قبل ان يصيح الديك.. يخشى الجميع مآلات التلاعب بالتراتبية الهرمية فى المجتمع السودانى..ولكن كيف يمكن ان نعبر الى فضاء مسالم ونحن مسكونون بهذه الافكار الملغومة..صحيح ان تاريخ الرق فى السودان انتهى ولكن ذهنية الرق لا تزال تحكم تصرفاتنا ونظرتنا الى الآخر...دار هذا الحوار بين صديقين عزيزين يجيدان توظيف الدعابة بكل الوانها حتى اكثرها حلكة بعد ان عقدا هدنة مع الذات..احدهم من الجعليين والثانى من جبال النوبة..فى لحظة ملاطفة حادّة قال الجعلى للنوباوى :



    - جننتونا ما تنفصلو كان دايرين تنفصلوا



    - شوف جدادة الحلّة الطردت جدادة البيت ونخلى البلد دى لى منو؟! ماقلتو جدكم.العباس انتو الترجعو محل ماجيتو...



    - نرجع محل ما جينا؟! بى ياتو وش..جيناكم يايابا على ضهر خيولنا وشعرنا فى نص ضهرنا يطاير كدى وكدى..لميتو فينا بقيتوه لينا مقرمد..قال نرجع قال...



    هذا الحوار يدور يوميا فى العلن و الخفاء تلمحه فى ازورار العيون وتشنج اطراف الفم فى استعلاء واضح...قليلون هم على شاكلة اصدقائى الذين يفتحون قلوبهم للشمس كى تطهر نعرات الجاهلية... انتهى الحوار اعلاه بسلام كغيره من حوارات الاصدقاء التى لا تنتهى وقد الهمتنى الكثير كما الهمتهم الحديث عن جراحهم الشخصية بموضوعية تتلبس الدعابة السوداء. والدعابة التى لها لوننا هى من اكثر الدفاعات النفسية نضوجا..ان تحذق صياغة آهاتك الشخصية فى شكل ضحكة جادّة تخدم وظيفة نفسية عالية تقوم بدورها فى مواجهة ذاتك دون ان تجرحها لهى وقفة نبيلة ولا شك. والقصة اعلاه ليست نزهة..اذ اوردتها داخل هذا النص بغية ان اقف على مآلات التماهى مع الاخر القاهر الابيض والتنكر للافريقى الذى يسكن ملامحنا ولا يمكننا تجاهله الا بتجاهل وجودنا باكمله وهذا ما نعيشه يوميا واقعا ضبابياً يحيلنا الى اشباح تخشى ان تلبس وجها بشريا يصادر خلودها وديمومتها..انغرست عقدة النقص فى ذاتنا باكثر مما يشتهى النصل..عميقا الى تلك المساحة التى نرى بها الذات والتى تلون المساحة التى نتعرف بها على القيم الجمالية والانسانية ليصير النموذج الذى نشتهيه بعيداً عن افريقيا قدر ما نستطيع..هربا من تاريخ رقنا الطويل وعبوديتنا التى لاتزال...وكلما كانت افريقيا حاضرة فى ملامح احدهم بشدّة تزداد ردّة فعله النفسية لدفع تهمة انتماء عرقى يحسّه ويحتقره الى درجة ان يتحول الصراع العرقى الى واقع يومى معاش..لذا تلعب النكات العرقية فى المجتمع السودانى دورا مهمّا فى تكريس التحامل والتنميط العرقى والتنفيث غير السوى لعقد النقص والدونية..نضحك معها بتشفى ونتهامز بها ونتلامز..ترفض بعض الاسر ازواجا بعينهم لانتمائهم الى مناطق معينة ولاتجد غضاضة فى الحديث عن هذا بفخر واستعلاء..مما يعنى ان انسانيتنا نفسها لازالت هدفاً بعيداً غير مدرك..اذا لم نكتسب الحساسية والتعاطف مع الآخر فنحن لم ندرك انساننا بعد...اذا لم تنحسر العرقية لتصبح شيئاً نخجل ونتبرأ منه فنحن لا زلنا رهيني ماض غير مشرف..وذهنية الرق فى السودان هى ممر لاحقاد كثيرة ومتفشية..فمثلاً حين يتطور شخص ما ويميز نفسه بعلم او دين او مال..ويعجز البعض عن اللحاق به فى منافسة عادلة شريفة..سرعان ما يلجؤون الى تكتيك بن الاكرمين بالحط من قدره وتعييره باصله الوضيع وتذكيره باصولهم الرفيعة... وعبارة ( الدنيا بت كلب )هى اكثر العبارات الرائجة فى هذا الصدد..تخرج من فم سيد محبط تفوق عليه عبده وهى بالطبع سيادة وعبودية متوهمة..تخرج من ذات فاشلة ومحبطة تبحث لها عن متنفس فى دفاعات نفسية مريضة فتمرر طاقة قهرها الى الآخر المختلف الذى القى به حظه العاثر فى طريقه...الى ان تختفى عبارتى ( عب، وخادم ) من قاموس اللغة السودانية لا اظن انه بوسعنا ان نوقع اى هدنة مع الآخر.!.وتلعب القبيله بوصفها الوحدة المركزية فى ظل الانظمة الشمولية دورها فى تكريس النعرات والعصبية..



    قد يبدو الحديث السابق متطرفاً فى حيز العلاقة بالاخر الى درجة ابتلاع كل العداء الانسانى فى اشكالية الهوية. والحقيقة ان الذات التى تشعر بنقصها ودونيتها لا تكف عن التذمر فى سلوكها من كل ظل خارجها...حين نشعر بان احدهم ندّاً لنا.. يلتقى معنا فى ذات الاصل النبيل المدّعى وبالتالى لن اجد ما اشهره فى وجهه من نصال احط بها من قدره خصوصاً وانا اراه يخطر خارجا واثق الخطوة يمشى ملكاً..تدوزن خطاه على اوتار ضعفى الداخلى وترددى..وبالتالى لا اجد لى مخرجا سوى اسقاط هذا الخوف فى شجار خارجى يتربص بالاخطاء الصغيرة والعابرة..لذا يتحتم عليك كسودانى ان تجيد الى جانب قيادة السيارة والالتزام بكتيب الارشاد المرورى..قاموسا من الشتائم تتسلح بها فى وجه المارّة والسائقين..لتصبح عبارة ( شنو الحكاية، ياخينا؟! رجالة ولا حقارة )، وكأن عبارة رجالة وحقارة تدخل عبر مسارات خاصة للدم، اذ ينتفخ بعدها الشخص ويتحفز للشجار، حتى انه قد يوقف سيارته جانبا ويترجل للعراك بالايدى...من يقول اننا شعب مسالم عليه ان يضبط لنا هذا المصطلح اولا ! وهذه العبارات دارجة فى شجارات يومية غير ذات قيمة..نحن فى حالة تلصص دائم نحو وجوه المارّة...نبحث عن الناجحين والذين يصونون كبرياءهم..لا لنتعلم منهم..لكن لنكسر عينهم ونمرغ انفهم فى التراب. لذا تكثر النميمة والبهتان فى مجتمعنا والشكاوى الكيدية وافساد ذات البين..والذى لم يرو الشارع ظمأه الى مشاجره يعود الى منزله يشتهي من يؤكد له سطوته وسيادته..فلا يجد بالطبع غير عبيده المخلصين زوجته واطفاله..فيسقط فيهم كل عقده وعاره..يعيش الرجل السودانى حالة من الفصامية فى علاقته بالمرأة تحتاج الى وقفة..



    .... نقفها ونواصل
                  

01-17-2008, 10:13 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)

    د.ناهد محمد الحسن



    خلفت سيرة القهر الطويلة والمستمرة ندوباً فى الذات السودانية اثّرت فى نظمها المعرفية ورؤيتها للذات وللآخر وللكون من حولها ..وحكمت ردود افعالها تجاه واقعها والتى اتسمت فى مجملها بالسلبية والانسحابية، والقدرية وانعدام المبادرة والفعل الابداعى .



    وقد انتهينا من مناقشة تداعيات الرؤية الشائهة للذات والآخر بتمظهراتها المختلفة الى ان دلفنا الى حيز العلاقة مع المرأة فى خباء القهر التاريخى منذ ان تسللت الى جيناتنا دماء المجتمع الابوى الوافد.. وارتأينا لانفسنا ان نقف مع المرأة الوقفة التى تستحق ...ليس من منظور عصبية نسوية متطرفة لا تخلو فى عدالتها من حالة لا سواء نفسى لذات ظلت ترفل تحت قيد قهر مزدوج ..فكان تمردها لمردودات القهر فيها..فأنكرت طبيعتها وما جبلت عليه ..أنوثتها وأجمل ما فيها ..لكنه موقف إنحياز للمرأة والرجل فى إطار العلاقة الانسانية السامية ..حالة هدنة، نضع فيها اسلحتنا المشهرة ونكف فيها عن إيلام بعضنا الاخر ..ترفقا بتلك العلاقة الدامية .. علنا نقترب منّا فنتعانق ...



    تبدأ قصتنا منذ الميلاد ..لا قبل الميلاد ..حين تطاردنا الأمنيات المصحوبة بالدعوات التى ترجو ان نكون صبيانا ..حالة من إستلاب الوعى تلك التى تعيشها المرأة الام بالتنكر لنوعها والتهرب من مسؤولية وجوده .. نأتى الى الحياة مشفوعين بالتهانى الاعتذارية من نوع مستورة إن شاء الله .. تصحبها إبتسامات شامتة وكأن المولودة ضبطت فى زقاق.. دعاء يصطرع مع صورة ذهنية متخيّلة لبلاء قادم ..ننشأ فى كنف المحظورات وهامش حرية لا يسمن ولا يغنى من جوع ...أفرغ العقل الذكورى تاريخ قهره ...استلابه ..عقد نقصه وإحساسه بالدونية فى علاقته الاضطهادية مع المرأة ..فقدمها قربان عاره ومستودع الشر عنده والعيب ..وعندما تسقط عارك خارجك فإنه لا يسوؤك وقتها ان تتعامل معه بالسادية المطلوبة ...لذلك ظلت عقلية (سى السيد) الفصامية هى الذهنية التى وقفت بتناقضاتها أمام طريقنا فأربكته وأربكتنا ..مع الخوف لا يمكن لاى شخص ان يتعلم الفضيلة ..



    نحن نكبر ..تحت علم الحساب ..ساعات ومواعيد خروج محسوبة بالدقيقة، طول وارتفاع الضحكة بالعرف المضبوط..مطاردة مستمرة لاطوال الاكمام والتنانير ..عرض إبتسامة نصف ملم مربع ..ليس بوسعنا أرجحة ساقينا ووضعهم على كيف ما يشتهى الجلوس منذ سن الثالثة، طالما أن أوضاع جلوسنا لها دلالتها فى لغة الجسد لتداعيات ذهنية فى نتوء خاص بالجنس يحكم رؤانا للكون وعلاقتنا بالآخر وهو مركز تشريحى فى الدماغ يتسع خرقه كل يوم فى مجتمع الوعى الجنسى ...حتى الاشياء الصغيرة والتافهة والتى نرغب فى القيام بها بلا اهداف واضحة كزيارة صديقة لايسعنا التصريح عنها إذ لها عند الاهل دلالة الاسرار المخيفة فنتعلم تلفيق الاكاذيب الصغيرة والبيضاء حتى نسودّ وتسودّ الأكاذيب..فلطالما قلت إن أردت أن تعلم أحدا الصدق فلا تضطرّه للكذب عليك ..يقول نزار على لسان امرأة :



    يجئ أخى من الماخور..



    عند الفجر سكرانا ..



    يظل أخى بثوب العهر..



    أطهرنا وأنقانا



    فسبحان الذى سواه..



    من نور



    ومن فحم رخيص..



    نحن سوّانا



    وسبحان الذى يمحو..



    خطاياه ..



    ولا يمحو خطايانا..



    عندما نكبر وتزدهر أجسادنا تحت وطأة الدفق الهرمونى العالى ..تدب حمى الخوف فى المنزل ويتم دفننا تحت أطنان الثياب ..يود الرجل حامى المنزل لو يهبط ستار فيحجب عن عقله جمالنا الذى يورق تحت حمى إنكاره أكثر وأكثر ...تحت أدغال إستوائية كثيفة تزحف الافكار الشريرة وتتلوى بعيدا عن الضوء والشمس ..وفى رطوبة ونداوة الشباب ننهار تحت إلحاح الجسد الجميل .. وماذا هنالك بعد ؟... أحسب أجيال كاملة أسيرة الفراش ..بعد أن ظللنا لاعوام أسرى المخاوف والشكوك ..يضع سجاننا كل يوم على بابنا قفلا جديدا ونحن ننمو فى ظلمات بعضها فوق بعض ...مسكين الذى يحاول جاهدا أن يكفينا شر الجسد فيسجننا فيه .. فما ترانى سأصنع فى سجنى الصغير وكيف أجد فى غياب الشمس الطريق إلى إنسانى ..هذه قصّة الفأس التى ثلمت فلم يعد بمقدورها أن تكسر الرأس ..دعونا نعترف بأننا الحائط الذى صنعتموه قصيرا ولم تسمحوا له بالاستطالة ليكفيكم ونفسه شر ما يقفز عليه .. لهذا بدلا عن الوقوف محدقين فى المستقبل جنبا الى جنب نقضى العمر متواجهين كالانداد ..تخافنى وأخاف من كل شئ ..نهدر طاقتنا فى الحراسة والرجل فى كل هذا لا يسعه أن يدير ظهره فنطعنه فى الخاصرة .. وهذا هوالاصل الفلسفى لعبارة (مطلوقة) أى الفتاة التى نام عنها الرقيب فلا لوم عليها ولا على الذئب الذى يأكل من الغنم القاصية ..وفى ظل الحراسة المشددة تحت ضغط هرمونى وعاطفى عالى تبدأ قصَة ابن الجيران ...كحالة من التشويش العاطفى تحت سماء لا تحمل الكثير من الخيارات ...وابن الجيران او اى رجل يطل فى عالمنا يجعلنا نشعر بإنجذاب غير موضوعى ومتوهم ..وقبل ان يتاح لنا فى ظل خيارات متعددة معافاة إختيار شريك الحياة يهجم على طفولتنا مشتر ..فيتم تثميننا وفق مبادئ حرفة الجزارة وهو وعى استبطنته المرأة وأفرزته بتكريس وقتها مخلصة لعبادة الجسد ..وكما قلت سابقا



    تعلف النساء كى تساق للنخاسة



    ومن فرط ما تأصل الرجل...



    تفتش النساء فى بلادنا..



    عن المراعى الجيّدة..



    ياويحنا تشابه البقر ..



    حتّى متى تظلّ روحنا..



    من رحلة الحياة.. للزواج..



    للممات.. حبيسة الحفر



    ثقافتى دبوسه الأنيق ...



    حريصا عليه حينما نكون خارجا..



    ومهملا يلقيه حينما نعود ..



    كى يغطّ فى العميق ..



    وجملة المنى حينما أكون ..



    مثيرة لديه ..



    وغاية الطموح عمرنا الذى يضيع ...



    فى الماراثون المقدس



    ما بين قلبه وجوقة الامعاء ...



    لأمنح الفراغ فيه ...



    غريزة البقاء ...



    ومابين ثلّة الحريم ...



    أكون عندها أثيرة لديه ..



    ويا حبذا لو طلت واستدرت



    وفرت وانتفخت



    طالما سأملأ الفراش عندها أكون



    وثيرة لديه



    وما بين أن أكون اثيرة.. وثيرة..مثيرة..



    لايهم أن أكون حسيرة ...



    من كل ما يشكل الانا لدى ..!



    ثم يأتى الزواج ..رغم ان السودان موقع على إتفاقية حقوق الطفل ..الا إن الرجل السودانى مغرم بزواج الطفلات القاصرات ..هربا من الشكوك أو جهلا بمتطلبات الحياة الزوجية أو نوع من الإنحراف الجنسى اسمه البدوفيليا وهو ظهور ميل جنسى تجاه الاطفال وهو الاب غير الشرعى الذى يقف خلف إنتشار ظاهرة الاعتداء الجنسى على الاطفال ...وهكذا تلج الطفلة عالما من العبودية تزفها فيه الطبول وتباركه الاعراف التليدة ...لذلك تشيع فى اللغة الدارجة عبارة (ماخد بت فلان) أو سؤال دارج من نوع (ماخودة ؟) بمعنى هل دفع أحدهم ليتزوجك ؟وتسعيرة الزواج وفقا لانواع اللحم الضانى والبقرى وعمر الذبيحة ...فنجد زوجة تستحق ستة ستة وأخرى ثمانية ثمانية وهكذا ..(العندو الحنّة يحننّ ضنب حصانو )وتتبنى المرأة سوق نخاستها بجهل مطبق، تزايد فيه الى حد البوار ..تترقى المرأة الى اعلى المراتب العلمية وتظل تتباهى بما دفع ثمناً لها للزواج .. والذى لا ارى فيه أكثر من بغاء شرعى...وتصر المرأة على أن تتزوج وفق طقس نخاسة خاص اسمه (رقيص العروس)، تقول الصديقة الاستاذة الهام حامد سيدنا إن رقيص العروس هو حالة رق مثلى ترتدى فيه المرأة الرحط والذمام وهى ترقص شبه عارية أمام نخاسها الذى يهز بالسوط ويعرض ..مضى زمان الرق ولازلنا قيد ذهنية الرق نكرس لها ونتباهى بها .. أمّا (العزبه) فمهرها رخيص وبيتها كما يقولون (بالفريق ) أى لانصيب لها بعيدا عن الرجال المتزوجين، وتهبط أسهمها كشركة أعلنت إفلاسهافيتجرأ عليها العجوز و اللص والجاهل والمنحرف وإن كانت وزيرة .هل أحدثكم عن ليلة الزفاف الاولى ..وما أدراكم ما هى ..النار الحامية على الجميع رجالا و نساء ...تدور جميعها حول غشاء رقيق كالذى يحيط بالبيضة تماما، قد لا يكون منذ الميلاد موجودا، يقف على حراسته إرث تربوى كامل بالمقلوب، إنتهت به عبقريته الى صنع أقفال لسد مستودع الشرف بخياطته وفقا لما عرف بالختان ...وهذه التجربة بالذات هى التى تعفى المرأة من مسؤولية الحماية .. ومنها يتسلل شيطان الألاعيب .. تنزف المرأة ليلة الزفاف لكن ترى من يجزم انه خرج من هذه الليلة بشئ ملموس وعصى على الحيل ...لست هنا بصدد تصعيد جنون الحذر أو البقر الذى يسكنكم .. بقدر ما أسعى لان تضعوا السلاح ..لقد حذقنا بعد تاريخ قهرنا الطويل فن تغفيل الحارس .. فماذا كنتم تظنوننا نفعل ونحن أسرى الجسد وفى ضيقة الروح غير فتل الحيل وفق ما تشتهى المخاوف والشكوك ...يستدرج الرجل السودانى المرأة الى الخطيئة ولا يقل احدكم أنها أتت بإرادتها، إذ صودرت تلك الارادة باكرا يوم وقع على شهادة أنها أنثى وليس الذكر كالانثى ...فالخطيئة قرار صعب ليس بوسع المرأة إختياره وهى التى نُشِّئت فى الحلية وفى الخصام لا تبين ...فيتنكر لها الرجل ليتزوج اخرى طفلة فى العمر او فى التجربة ...ويلقى بها كالقمامة خارج حياته فمن نصيب من نواتج القمامة التى أعيد تصنيعها ؟! افترض عدالة ان الرجل يترك إمراة أخطأ معها ليتزوج امرأة أخطأت مع غيره فانظروا ماذا أنتم فاعلون...!



    من المفترض أن تكون ليلة الزفاف الاولى هى ليلة العشاق الذين حرسوا رغباتهم طويلا حرصا على مفاجأة اللقاء المقدس ..لكننا نكون فى العادة مذهولين وخائفين من رعب إزالة قفل الحراسة، والرجل سجين فكرة وحيدة وبليدة عن الرجولة، ملخصها : عليك أن تفض هذا القفل سريعا وبالقسوة المطلوبة ..انه صراع الفحولة القائم على سادية معتلة ..شهر العسل فى السودان هو مختصر البكاء والصراخ الفاضح فى أقبية الفنادق...لحظات انتصر فيها عاطف خيرى متضامنا مع آلامنا وتشويهنا الجسدى :



    ياهدهد ..هنا مرّت مراكب نوح



    محمّلة بالبخور



    مين اللى شال من طاقة الطين البعيد



    قنديل حبيبتى وطيب الجرح المثير



    مين السرق من بابها مفتاحو الملون والصرير



    منهوبة مقبرة الفواكه فيك



    قولى معايا يا شرف القبائل جر



    الشاف تباريح الطلح فى النار



    شافنى مرقته من عندك ضرير



    نفهم ويفهم الرجل ان ليلة الزفاف الاولى هى إختبار رجولته الاول، فلا يتهاون الرجل فى مهمته حرصا عليه ..ولكن يضعف البعض تحت وطأة الضغط العالى فيعجزون عن إكمال مهمتهم ..يلجأون الى القابلات أو الى المستشفى لتكمل عنه مهمتهم وهم يشعرون بجرح نرجسى غائر ...اى علاقة تلك التى يحدق فيها الرجل الى المرأة من خلال ثقب وتحدق فيها المرأة الى الرجل من خلال محفظة ...وهوس الجنس لا يعرف له حدا يقيف عنده وكذلك هوس المال ..يبقى المرأة والرجل ما استبقتهم المصالح جنبا الى جنب ...لذلك يشترى الرجل من المرأة نصف إسبوعها حين يتزوج بأخرى بما يعرف (بالرضوة) وهى مصاغ ذهبية او قطعة أرض او بيت تقبلها الزوجة راضية ..ترى من يقبل ان يتم إستبداله بإسورة ؟! ..وإذا رحلت المرأة عن الحياة تجتمع جمهرة من الرجال حول نعشها يتناقشون عن (العوض) حتى لا يبيت الرجل ليلته عازبا ...والعوض فى أصله إعتذار للرجل عن منحه سلعة تنفق باكراً! أى طقس بارد هذا الذى نعيش فيه ..جائعون الى الحب ..فى اشد الحوجة الى التمتع بقيمة الوفاء ...ايهما تفضل ؟ الحب ام الوفاء ؟.. الحب حالة من الالتزام اللاواعى بالآخر ...بينما الوفاء هو الالتزام الواعى بالآخر ..وفى كل خير ..كان حديثى صادما لكن هكذا تفعل الجروح ...ومع هذا لازالت المرأة هى الممسكة بعصب الاخلاق فى المجتمع... لا احد يعول على عفّة الرجل الذاتية التى يتخذها كموقف إلتزام شخصى ..رغم الاغراءات السماوية بالظل الظليل يوم لاظل الا ظله ...



    مع التغيرات المجتمعية الحديثة التى اضطرت المرأة للخروج من المنزل .. اصيب الرجال بهلع منشؤه من سيكون ضحيته التى يمرر فيها طاقة قهره السالبة ..لذلك يسقط الرجل إشكالاته الشخصية فى علاقته الخارجية مع المرأة الغريبة ..جنون المضايقات فى الشوارع والمركبات العامة ..الايادى التى تتطفل على جسدك لتصيب منه ما يخجل عفتك ..الايادى التى ترتفع بالاذى النفسى للمرأة كل يوم ..هى أيادى تغرق فى فشلها الذاتى وتحقد على نجاح المرأة وتحررها ..هى أيادى ودّت لو ترتفع لتشير الى المرأة بانتهار الى البيت .. الى البيت..مضايقات يومية لنقول كما قالت عاتكة رضى الله عنها خرجنا حين كان الناس ناس وما بهم من بأس ..وهذه الذهنية تتربص بالمرأة وتقعد منها كل مرصد ..فى البيت والعمل ...يبصر الرجل نجاحك فلا يحتمله فماذا يفعل ؟ ينظر اليك بعقلية مصطفى سعيد ..جئتكم غازيا ..وهى رؤية مجتمع يفكر بجهازه التناسلى ..فالرجال يحملون فى ادمغتهم ونظراتهم من السوائل المنوية اكثر مما يحملون فى غددهم الجنسية وهذا هو سر النظرات اللزجة التى تنتهك خصوصية جسد المرأة وتصيبها بالغثيان ..ينظرون اليك نظرة تقصد ان تحط من قدرك وتكشف ضعفك وهو يهمهم لنفسه أنه هو الذى يملك السلاح ...وهذا هو الفهم الذى يقبع وراء ظاهرة القبح الشائعة فى كشف الرجال عوراتهم فى الشوارع بغرض تشويه حوائط الاخرين .. أو الوقوف فى حالة من التحسس الدائم لما يظنه موقع قوته ...وهذا وراء حمى الزيجات التى شاعت عند بعض الرجال فى آخر العمر ...خرجت المرأة فى طريقها الى إنسانها ولا سبيل الى ملاقاتها الا خارج الفراش ..!



    ................................................................نواصل
                  

01-17-2008, 10:17 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)

    د. ناهد محمد الحسن



    لطالما تهيّبت الكتابة وتشاغلت عن عشقى لها بالإفراط فى العمل المهني.. لكن ظل جزء منّى دائم التلفت والإلحاح بالعودة اليها مشفوعا بالحنين.. والكتابة طفل مدلل وغيور يعاف الشركاء ويتربّص بهم, لذا ترى الكتاب فى كل وادى يهيمون.. مأخوذين أخذة العشق غائبين عن إهتمامات الناس وحاضرين معهم فى واقع مواز يسبق توقعاتهم ,كما يقول وليام باتلر ييتس: الفن هو الفعل الإجتماعى لإنسان منعزل.. لذلك بدا الكتّاب دائما كرسل ملهمين..قال احدهم:



    لو كنت أقدر أغيب فى زمنى لى قدّام



    كنت أجيب من يوم بكره ضو...



    يكشف بصيرتك يعمّدك....



    ويملّكك كل التواريخ.....



    البتفضح ضحكتك



    وفى مجتمعاتنا التى ترزح تحت نير المؤسّسات الرقابية.. يستبطن الكاتب موقفا رقابيا داخليا يجرّم التحليق فى تخوم بعينها تحرسها رقابة عرفيّة وآيديولوجية صارمة هى التى تحدد درجات المروق والإنفلات.. فتتحول الكتابة الى حالة من من الرّق الذهنى والكاتب إلى مزوّر كبير لتجربته الحياتية والوجوديّة.. وما حدث معى فى المقال السابق لا يعدو أن يكون حالة من الإنعتاق الفكرى بمناقشة الشروط المحرّمة للكتابة.. فإنهالت على المكالمات والردود بين دهشة وتقريظ وإستنكار.. ولست هنا بصدد الإعتذار عن ما عدّه البعض إنفلاتا محرّما للحروف.. التى عبثت بمغاليق الأبواب المحرّمة فتلكأت عندها حينا قبل أن تفتحها وتغرق عباراتى تحت أطنان العيب والمقدّس والحرام.. لحظات.. تنفض عنها بقايا هذه الصخور وتنطلق... ولوهلة تختفي تلك الفكرة الجريئة التى جرّتنى بإغراءاتها وراء سحب مغاليق هذه الأبواب... وتصير مخلوقا ناضجا غريبا عنّى فتهيبته.. عجلا له خوار فاتخذته مذهولة به وكأننى لست التى بصرت أثر الرسول وقبضت منه قبضة.. فمن كان موسى فليلعن السامرىّ الذى يدفعنا الى خلق تصورات واقعية للافكار الغيبية التى تسكننا وتوجهنا أنّى شاءت.. أمّا أنا فأعرف من الذى فضح عشقى للكتابة ولا أجرؤ على لومه فيداى أوكتا وفمى هو الذى نفخ، بعد أن إلتقيت الدكتور إدريس سالم فى ندوة كان محورها رواية (مسرّة) للدكتور بشرى هبّانى فوجدتها فرصة لاستدعاء عشقى غير المشروط للكتابة وظننتنى أمرح دون رقيب حتى فاجأنى إدريس سالم بعبارة من نوع لم لا تتفرّغين للكتابة؟! تهربت من هذا السؤال الموقوت بعبارة دارجة وطنطنات عن الكتابة التى لا تؤكّل عيشا ونحوها.. فقطع على الدكتور طريق هروبى بعبارة: لكنها تعلمك كيف تعيش الحياة.. لا ادري إن أنصفني وقتها أو ظلمت نفسي... لكنني قطعا تخلّيت عن المراوغة واستغفرت الكتابة عزلتى الطويلة.. وتركت أحلامي الصغيرة الآمنة والمحشوّة بذكريات السير قرب الحائط لأترجل في طريق الكتابة الطويل حاسرة الرأس ومشغولة بتجميع المسامير لاصعد صليب خلاص أرجوه... فلست ألوم من صدمه مقالى السابق وكان دون خطيئة فالقى إلىّ بحجر..! فكطبيبة أقف من الجسد موقفا محايدا تشخيصيا وعلاجيا.. فما عساى أن أفعل ونحن أسرى ما أسماه أستاذ الشيخ محمد الشيخ (ببنية الوعي التناسلي)... أراد الرجل أن يحمى إمرأته من شرور الجسد فحبسها فيه ونسى نفسه بالداخل فظل كلاهما مسجونا ينتظرخلاصا بعيدا... وما ابتدرته من حوار حول مواطن الضعف فى هذه العلاقة محاولة للإنعتاق من هذا الأسر.. لتصبح العلاقة مع الجسد علاقة إختيار حر وواعي.. وليس مردودات رق وعبودية... وهو طريق تصاعدي لا يمكن الترقي فيه دون المرور بمستنقعات آسنة يراها البعض صادمة وينكرها آخرون...



    وقد آليت على نفسى أن أصعد هذا الدرب انحيازاً إلى العلاقة الإنسانية السامية التي تربط المرأة بالرجل، ومحاولة لإلقاء الضوء على مجاهل المرأة البعيدة ومكامن حزنها وأسرارها... أنزلق من آهة إلى آهة وأتحسس مراقى الطموح نحو الإنعتاق من سجن الجسد إلى فضاءات الروح عسانا أن نبلغ إنساننا رجالا ونساء... لا سيما المرأة فى السودان قد صمتت كثيرا عن التعبير عن عواطفها ومشاعرها الإنسانية ورؤيتها للحياة والواقع من حولها... فتندرج هذه الكتابة تحت طائلة الهموم الانثوية الجامعة... نيابة عن كل اللاتى قرّرن أن يصعدن صليب خلاصهن وينعتقن... وقد إكتفيت في المقال السابق بذر الملح على الجروح بالتركيز على القضايا الصادمة فى علاقة المرأة بالرجل... كما يتحتم على التصدى لتداعيات تفاصيل هذه العلاقة باعتبار أنها الأساس الضروري للعلاقة المجتمعية المعافاة فبدون علاقة زواجيه مثمرة، لا يمكن أن نحصل على علاقة والديّة إيجابية وبالتالى سيصبح نقاش أنظمتنا التربوية خاليا من المعنى فى ظل الإفقار الوشائجى الذى نعانيه... فالسواء النفسي للفرد يبدأ إن جاز لى إستلاف عبارة سيف الدين الدسوقى (منذ أن كنت غراماً في عين أمي وأبى)... والا تحول الإنجاب الى عملية غير قصدية لملء الفراغ الكونى بكوارث آدمية قادمة... قلت على لسان بطلة روايتى المحاربات ويدور حول هذا المعنى ما نصّه: (لا اعرف كيف أتيت إلى هذا العالم.. وإن كنت أرجّح أنّها إحدى نداءات البيولوجيا الليلية والتى توقظك بنفس الطريقة لتفرغ مثانتك... حينما نأتي استجابة لنداءات الحاجة نأتى عجولين وكيف ما إتفق لا متراخين وعلى كيفنا...!).. يقول ود بادي في ذات السياق الذى يحض على إستدعاء الإنجاب كفعل قصدى مزروب بالحب كخطوة أولى فى طريق السواء النفسى والاجتماعي... نحن عارفين الله أعظم



    والرزق بنزل مقسّم...



    للمجاهد والمعسّم



    والله ما شقّالو حنكا ضيّعو..



    والله ماسوّالو طفلا...



    ما سقاهو ورضّعو...



    الا اسمعو يارفاق...



    الرضاعة خشم بيوت



    والسقاية خشم بيوت..



    والمعايش ما هي قوت..



    والمعذّب أخير يموت!



    وكما هو واضح فى النص أعلاه أن ود بادى أدرك أهمية التنمية البشرية كمعول أساسى للتنمية والتحرر الاقتصادى والتى بدونها لا يعدو الحديث عن التقدم والمشاريع التنموية أن تكون حراثة فى البحر، لذلك ركّز ود بادى على تنظيم النسل بتفانى عال إنتهى به إلى أحضان نظرية (مالثوز) الديموغرافية والتي تقول أن الموارد تتزايد بمتوالية عددية والسكّان بمتوالية هندسية (فعبارة المعذّب أخير يموت)، لا تعدو أن تكون إقتراح مالثوز للطبيعة بكوارثها أن تعمل عملها فى معوقات التنمية بما فى ذلك البشر...



    القرّاء الكرام:



    لا يعدو هذا المقال أن يكون أكثر من فاصلة على دفتر الحوار الفكرى بيننا نضعها لنواصل فى مقالات قادمة بإذن الله تداعيات وتمظهرات القهر فى حيز العلاقة بالآخر والذى بلغ نقطة العلاقة بالطفل ومراجعة أنظمتنا التربوية ما أمكن.. وسنناقش هذه القضية إبتداءا من العلاقة الزواجية مرورا بالعلاقة الوالدية فى محيط الاسرة بالاضافة الى النظام التربوى وانماط التنشئة المختلفة وتداعياتها التى تحكم مستقبل أطفالنا ومستقبلنا... وقد أهدرت في هذا المقال وقتا فى التبرير لحروف أردتها أن تصدم بصدقها الناس وأن تسمع الاحياء منهم.. حين بلغني أن بعضهم يستنكر على إحجامى عن التعقيب على كتابات البعض وآراءهم فى مقالاتى فأنا وإن فعلت تعفّفا من الخوض فى مهاترات جارحة لا أجيدها وأحسبها تشوه الوجدان وتهدر الفكر والوقت وأنا اود لو أوفر طاقتى للكتابة لا سيما وأننى كاتبة غير متفرغة متجاذبة بين ثلاثة وظائف أساسية كأم وزوجة وطبيبة..



    ولهذا لن أرد الا على الكتابات الجادّة التى تحتاج الى النقاش حولها لانجاح فكرة أو مسعى وسأغض الطرف عن لغو القول وحضيضه فى سبيل محاجاة فكرية وسجال شفيف يقصد الحقائق ويترصّدها.. كما إنني لن أعقب شاكرة لكل من تضامن معى ووقف خلفى يشد من أزرى... ولهؤلاء وهؤلاء العتبى فى التقصير نحو حوار معافى وسليم...



    نواصل.
                  

01-17-2008, 10:22 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)

    د.ناهد محمد الحسن



    القرّاء الكرام، كل عام وأنتم بكل حب.. فإن كنّا نتلمّس طريقنا خارج القطرميز ولا نزال، فإن الحب هو كل ما نتوكّأ عليه فى هذه الرحلة المضنية، نهشّ به على جراحنا، نتوكّأ عليه ما بقي لنا من طريق.. ولنا فيه مآرب أخرى من رتق ثقوب الذات وتجديد نذورنا نحوها بعد كفر السنين.



    وقد انتهينا فى مقالاتنا السابقة الى مناقشة تمظهرات القهر على مستوى العلاقة بين الذات والآخر (المرأة والأقليات)، وتبقت لنا مناقشة العلاقة مع الطفل.. وهى دائرة معيبة لا يمكننا ولوجها دون أن ندور حول ما ذهبنا اليه فى علاقة الرجل بالمرأة باعتبار أن العلاقات الزوجيه لها تداعياتها على العلاقات الوالدية وتسلطها على الأنظمة التربوية، وبالتالى توجيه شخصية أطفالنا مستقبلا نحو السواء، أو اللاسواء النفسي مما يشكل خياراتهم المستقبلية ورؤيتهم للكون وعلاقاتهم العاطفية، وهكذا تدور الحياة دورتها بالمرض والعافية.. فإن كانت تمظهرات القهر قد طالت أنظمتنا التربوية فنحن بلا شك في أمسّ الحاجة لكسر هذه الدائرة المعيبة، وسنبدأ رحلتنا من هناك.. لحظة الاختيار الأولى لشريكة الحياة، ولتكن هذه العبارة هى أول ما نتناقش فيه، من هو صاحب الخيار في العلاقة الزوجية؟.



    لا شك أن العرف يتحدّث عن اختيار الرجل للمرأة في شراكة الحياة، وهو اختيار ظل صوريا لسنين طويلة، إذ تفرض الأعراف القبلية في بعض المناطق السودانية بنت العم تحت شعار (غطّ قدحك), فلم يكن للرجل والمرأة من أمرهما شيئ فيما قضت العادة فيسلمون تسليما، ومن هنا ولا شك تتسلل الأمراض الوراثية والعاطفية، إذ يهرب الرجل -المغفور له- الى أحضان الغواني أو الزوجة الثانية ما امتلأت يده بالمال، أو يهاجر دون عودة وتظل الأنثى انتظارا ابديا قانعا وعفيفا، فتنشأ أجيال كاملة بعيدا عن ظل الأب وحضوره الفاعل في العملية التربوية. وما نحن بصدده فى هذا المقال هو دفع الحياة الزوجية الى حيز الشراكة الفعلية من اللحظة التي يفترض أن يعني الاختيار فيها أكثر من نزوة عابرة.



    ولا شك أن العمر الذي نختار فيه طريقتنا التي نختار بها، فهمنا للعلاقة الزوجية ومثابرتنا على إنجاح خياراتنا الزوجية، هو ما يصنع جنتنا أو جحيمنا القادمة. ومع ثورة المعارف الكونية والتوق الى النماذج العاطفية المختلفة ظهر فينا جيل بتبايناته المختلفة من الرؤى التقليدية للحبيب والحبيبة الى الرؤى الحديثة... من مقومات الانجذاب الحسّي الى آفاق الانجذاب الروحي والمعنوي... من "بدور القلعة وجوهرها" وصدرها الفائر، مرورا بـ"صدرك عالي زي تربيزة الباشكاتب".. انتهاء بريادة كامل عبد الماجد وحيدته بين الحسي والمعنوي في (ولولاته) الشعرية المعروفة:



    أسّه فيك أنا شن أسو؟



    يا سلام لو جيتى أبدر



    وهل تفيد بالله لو؟



    ياتو غيما نازلة منّو



    وياتو مخمل وياتو جو؟



    والكواكب أيه لزوما



    وإنت مالية الدنيا ضو؟



    ومن "حاول يخفي نفسو" في زمن سيادة البرنامج الأبوي للحماية، وأفضلية الحبيبة القاعدة غير ذات الضرر إلى ساحة المعركة التي ألبس فيها الصادق الرضي الحبيبة زيّا قتاليا وأدار لها ظهره لتخوض معاركها برفقته جنبا الى جنب... غيّر فيها اسم جمال الى نضال... يقول الصادق الرضي: "إنه سيصنع له فتاة من دمه ودخان سجائره، تفهم الوطن الذي يشقى به، يخصَها بالشعر والحمّى يسميها نضال"!.



    وما بين هذه المدارس المختلفة يظل الرجل السوداني يتزوج ابنة عمه أو قريبته، أو وفق ترجيحات وترشيحات الأهل والأصدقاء, أو يرث زوجة أبيه أو أخيه، وينجب له كما في جنوب السودان، أو وفق ما يشتهي القلب ويهوى.. فكيف هو السبيل إلى خيار وحيد، حقيقى وأصيل؟.



    تعالوا نثرثر على هامش علاقاتنا الواقعية، في كون انطلق في صيرورته من الوحدة الى التعددية، وهو فى طريقه الى الوحدة مرّة أخرى بتفاصيل كثيرة، منها أن تطوى السماء طيّ السجل.. فسبحان الذي خلقنا من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساءً.. يقوم مفهوم الزواج على ان اصل الروح واحدة في بدء الخليقة, المبدأ الذى يرفد الزواج بمعاني انسانية راقية بعيداً عن بدائية الصراع الحيواني من أجل البقاء وحفظ النوع عبر إشباع الغريزة.. وبالتالي ضبط الغريزة وتحجيمها جيلاً بعد جيل.. سعيا وراء الزواج في أصل الحقيقة كقدر وجودي مع الآخر الذي كان جزءا منا وانفتق... ليلتقينا في قدر جديد, نعرفه فيه ويعرفنا حين يتوحد الإدراك وتنكشف البصيرة بتعلم الإنصات للنداء الروحي وإسكات الغرائز وضوضائها بضبط الإرث الحيواني وإطلاق الروح.



    تقول البحوث التي اجريت على الحيوان ان هنالك بُنىً تحت القشرة الدماغية عبارة عن مراكز عصبية، وهى بشكل أساسي الوطاء والجهاز الحوفي.. يعمل هذان الجهازان كآليتي جملة عصبية تتوسطان السلوك الجنسي والعدواني ويجري تحريضهما انتقائياً والسيطرة عليهما بالمعالجة المركزية للتحريض البيئي.. كما تؤثر عوامل التعلم الاجتماعي في أنواع الاستجابات التي من المحتمل أن يجري تحريضها بإثارة البنية العصبية ذاتها.. اي ان الإنسان يمكن ان يطور انماط استجابة وآليات تحكم مختلفة تجاه الإغراء الغريزي.. وقد ساعدت الأديان السماوية، والرؤى الفلسفية على توسيع الفضاء الروحي مقابل/ الغريزي.. بدءا من قانون العلاقات الجنسية خارج اطار الزوجية (وصية لا تزنِ)، من الوصايا العشر التوراتية... انتقلت فكرة العلاقة من بعدها الحسي الى بعدها النظري في المسيحية، حيث تقدمت المسيحية خطوة نحو ترويض الغرائز وتحجيم حضورها الدماغي بالتربية والتعلم، حيث دعت الأناجيل الى تحريم الزنا بالعين او القلب... كتمرين اولى لإسقاط الجنس من اولويات التفكير وتحييد النظرة وإفراغها من بعدها الجنسي.. وإدراج مفهوم جديد للآخر المختلف في النوع بعيداً عن الاشتهاء.. وفي نظري ان اختيار حيوانات الرنة لمركبة سانتا كلوز عشية الميلاد.. هي نقلة ضرورية للتدليل على افضلية الروح على الجسد حتى عند الحيوان، باعتبار ان ديسمبر هو شهر التزاوج لحيوانات الرنة التي تصبح اكثر عداءية اذا اقترب احد من انثاها.. وهكذا خلقت لها الأسطورة وظيفة بعيدا عن الجنس والأرض، حيث تحلق معظم الوقت وهي تسحب مركبة القديس في مهمة مقدسة لإسعاد الأطفال والأشقياء والمحرومين.



    وقد اتى الإسلام باقتراحات تكميلية لتمرين هذه المسارات بتحجيم هذه المراكز وضبطها. ففي ثقافة كانت المرأة فيها متاعا وغنيمة اقتصادية، كان على الإسلام ان ينزع بها بالتدريج من الشح البشري مكانا.. فأتى غضّ البصر كجزء من المنظومة الأخلاقية، ثم ستر المفاتن عبر ما درج على تسميته بالحجاب حتى يصبح بمقدور الرجل ان يبصر انسان المرأة بدلا عن الإثارة فيها، وبالتالي يتحرر من وطأة الصور الذهنية التليدة. ثم انتقلت التربية الى تنقية الحواس فأتى امر تنقية الصوت من الدلائل الجنسية باعتبار ان نغمة الصوت من الإشارات غير المنطوقة ذات الدلالات الحسية العالية يتم توظيفها ضمن اسلحة ما يعرف بلغة الجسد. كما اهتمت التربية بتنمية مهارة تعطيل الاستجابة الجنسية للدلالات الحسية الجنسية فأوجدت استراتيجية التخلص من الأمراض التي تطمعك اذا خضعت احداهن لك بالقول! وكذلك تهذيب غريزة الشم بالكف عن التعطر بالعطور ذات الدلالات الجنسية حتى تتخلص الذاكرة من ارثها الجنسي وتستعد لاستقبال الروائح الجميلة بحياد انساني. وهكذا تنتهي عملية تهذيب الحواس الى حالة من الإ صغاء الخاص، له القدرة والرهافة اللازمة لسماع نداء النصف الآخر مهما كان بعيدا وخافتا.



    وهذه التجارب التربوية ليست حكرا على الأديان الكتابية، ففى البوذية والطاوية والكونفشيوسية يتم اثراء التجارب الروحية عبر التحكم فى الغرائز الإنسانية وتدريب الحواس. وأنا هنا لا أحاول إعادة إنتاج الميثولوجيا اليونانية القديمة التي تحدثت عن توأم الروح وفصل الإلهة الإغريقية للشريكين اللذين لا يزال كل واحد منهما يبحث عن نصفه الآخر.. الفكرة التي أنتجت تداعيات من نوع مبررات الحب من أول نظرة باعتباره حنين الروح الى فصيلها وشبيهها الذي فصمت عنه فعرفته حالما أبصرته.. لأنني أؤمن بأن الإنسان بمقدوره صادقا أن يحب أكثر من مرّة بدرجات متفاوتة وفقا لأسباب مختلفة منها النضج العمري والمعرفي، على سبيل المثال.. ففي عمر المراهقة –مثلا- وفي فورة العواطف وجيشانها لا ينصت العقل الا للأصوات الأكثر جلبة.. لهذا نغرم في هذا العمر بالنماذج المتطرفة حسيا.. فنطارد نجوم المدرسة والنجوم السينمائيين ونجوم الغناء والكرة وغيرهم، وسرعان ما تبدأ بالكفر بهم والتنصل لعواطفك الساذجة حتى إنّك تتساءل مخلصا عن ما دفعك لتغرم بشخص كهذا!. لذلك انا اعوّل على فكرة تشويش الغرائز على الذات الإنسانية وتضليلها عن شريكها في الأصل.. كمبرر اساسي للتطلع خارج اطار الزوجية.. وهذا التشويش يظهر جليا في سياسات اختيار الشريك.. ووفقا للرؤية النبوية تنكح المرأة لأربعة تلخيص للمدارس الكبرى في علم النفس التي فسرت مبررات الاختيار، ومنها النظرية الاقتصادية للعلاقات التي اعتمدت المدخل الاقتصادي الذي ينظر الى العلاقات من منظور الربح والخسارة، ويفترض اننا ندخل في العلاقات التي ترفدنا بالفائدة العظمى. ووفقا لهذه المدرسة يتم اختيار الشريك وفقا لمراحل محددة تبدأ بالبحث والعرض والالتزام ودخول مؤسسة الزوجية. وهذه النظرية تقوم على نظرية التبادل الاجتماعي التي تقول ان نظرة الناس للعلاقات والسلوك الاجتماعي بصورة عامة هو عقد اجتماعي يقوم على البحث عن خيار افضل نتلقى فيه حافز قبول اجتماعي للنماذج الأكثر قبولا. لذلك ندخل في العلاقات باختيارنا وننسحب حين تصبح الخسارة اعلى. ومن ذلك أن هنالك صورة شائعة اجتماعيا للحبيبة او العروس الأكثر قبولا بين العاشقين وطلاب الزواج، كما ان هنالك صورة للحبيب او العريس على ذات القبول، يقول (هومان) ان القبول الاجتماعي هو احد اهم المعززات السلوكية. وهكذا تكون النظرية احتوت البعد المالي والقبلي (الحسب والنسب), بالإضافة للبعد الجمالي الذي يدخل في حساب الربح والخسارة من منطق نظرية التطور، التي تقول ان الانجذاب الجسدي يقوم على اساس جيني وصحي ووفقا للمؤشرات الجسدية للخصوبة. حيث اثبتت الدراسات والبحوث على هذه النظرية وفي مجتمعات وثقافات مختلفة ان منطقة الصدر والخصر والكفل هي محددات الانجذاب الجسدي التي تقبع خلف اسس الاختيار الزواجي ومفهوم الجمال. ولأننا نعاني من عقدة (الأفريقانية) تضاف الى هذه الميزات (الشعر الطويل).



    والحب الذي يراه بعض الباحثين مثالا متطرفا للانجذاب، قد يراه البعض غيابا من مبررات الاختيار الزواجي، ولكن بعين نظرية فرويد التحليلية يمكننا ان نرى الحب كانعكاس للغريزة اكثر قبولاً من الناحية الاجتماعية. فلدى فرويد ان كل العواطف الإيجابية هى تمظهرات للوازع الجنسي (الليبدو) وأن الحب الرومانسي هو دفاعات نفسية وتحولية.



    وهكذا تستخلص حكمة الرؤية النبوية الملهمة لتمرحلات المبررات الاختيارية للشريك من الحسية المادية الى المعنوية الإطلاقية المتمثلة في زواج ذات الدين، انتصارا للقيم العليا، وهذا يوافق رؤى بعض المدارس التي تتحدث عن الانجذاب للمكون الشخصي والمواقف والمعتقدات. وهذه الأسس في الاختيار تمنحك فضاءً ارحب للاستمتاع بشخصية جديدة دوما بحياة الفكر مقابل ضياع المتعة الحسية بالإشباع والذي له سقف محدود. ومن هنا اتت نظرية الإشباع التي تقوم على مبدأ ان اي نقص في شئ يعلي قيمته. ومن هنا تنكرت فكرة تعدد الزوجات وغيرت جلدها قبل ان تتسلل بطريقة ماكرة الى حيز المبررات العقلانية.. ومهما ارتدت من ثياب الا انها لا تعدو ان تكون انعكاسا ثقافيا للجنسانية.



    يرى البعض ان العلاقات خارج اطار الزوجية ليست بالضرورة عن الجنس، لكنها عن الألم والخوف والرغبة في الشعور بالحياة. حيث تمتلئ هذه العلاقات بالرومانسية والأخلاقية والأسطرة والعواطف القوية والكثيفة، ويدعم هذه الفكرة الأنظمة التربوية والثقافية المختلفة في السودان.. فمجتمع الهمبتة –مثلا-، بشعره ونسائه وانفلاته الأخلاقي سابقا ومؤسسة الأنداية الى اواخر الستينيات من هذا القرن، معالجات ضرورية لرتق ثقوب زواج تفرضه الأعراف الاجتماعية ويأباه القلب، وهذا الفصام لا يزال حاضرا يعاد انتاجه باستمرار في عقلية الرجل الذي يشتهي انثى يخافها، ويتزوج امرأة لا يحس بها ولا يراها.



    ولأننا -كما سنرى لاحقا- نتاج أنظمة تربوية قاسية، يولد فينا جوعنا الى الحب والدفء حالة من عدم التوازن تجعلنا ضعيفين إزاء الحب والعبارات الرقيقة عموما. ومن هنا يمكن استخلاص استراتيجية لاستدراج الرجال او النساء الى الحب عبر إغراقهم في سيل من العواطف يستحيل ان يجدوه بعيدا عن الشريك الذي يحبهم.



    (نواصل)
                  

01-17-2008, 10:33 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)

    د.ناهد محمد الحسن



    لا شك إن الأجيال القادمة هى الرهان الوحيد المتبقى لمجتمع سليم ومعافى، وإلى أن يأتى هذا الوقت علينا أن نعالج أنظمتنا التربوية ومن قبلها علاقاتنا الزواجية والوالدية. وقد انتهينا فى المقال السابق الى اسس اختيار الشريك باعتبارها الخطوة الأولى نحو زواج مستقر وسعيد, ونحن اليوم بصدد مراجعة علاقاتنا الزواجية بغرض دفعها نحو مفهوم الشراكة الحقيقية لتحقيق بيئة تربوية آمنة للطفل ما استطعنا الى ذلك سبيلا.



    يحفظ الزوجان أدوارهما فى سيناريو الزواج حتى ينصرف الضيوف فيبدآن بالارتجال غير الخلاق، باعتبار أن الجميع يركزون على ليلة العرس متجاهلين ما بعدها، حيث يبدء الرهق الحقيقى فى مواجهة التغيرات الجديدة والواقع الصعب. فالزواج السعيد ليس هبة بقدر ما أنه شئ نتعب فيه لإنجاحه والمحافظة عليه. والوقت الذى نهدره زمن الخطبة فى الثرثرة التى تجمل الشريكين فى أعين بعضهما البعض، وإلهاب المشاعر وشحن الغرائز، كان يمكن ادخاره للحديث الواعى حول الزواج وتنبيه الشريك الى العيوب التى لا يراها ليتعامل معها... الأشياء التى يحبها كل منهما ويكرهها... فقد يحتاج احد الشريكين الى رؤية طبيب نفسى إذا وجد نفسه مثلا عاجزا عن التواصل السوى نتيجة لتراكم خبرات الطفولة السابقة وغيره من الأسباب. الوضوح والصدق والواقعية، هي أولى خطوات الزواج السعيد, حتى لا نفاجأ بأننا تزوجنا من شخص لا نعرفه وكثيرا ما تسمع عبارة "تغيّر بعد الزواج"، وهو بالطبع لم يتغير بل هدأت الرغبة، فألقى اليها قميص يوسف فارتدّت بصيرة.



    علينا قبل الزواج من التأكد بأننا فى طريقنا للزواج من بشر قضى زمنا لا يستهان به رهينا لأنظمة تربوية تفعل فعلها فى الشخصية، ولم يسلم منها الا القلّة المحظوظة، لذلك نحن بحاجة الى مواجهة الذات قبل الدخول فى تجربة قد تؤلم شخصا كل ذنبه فى الحياة أنّه أحبّنا. وقد تتحول عملية التغيير هذه بمساعدة الشريك الى تجربة عاطفية مثيرة. ربما أول سؤال يخطر ببالى كلما تأملت دراما الزواج فى بلادنا: لم لا يلبث الشريك أن يرحل الى الصالون تاركا الزوجة فى دوار الأعمال المنزلية، الأطفال، وطلبات الزوج التى لا تنتهى، والضيوف والمجاملات الاجتماعية؟. وللحاق بهذا الماراثون تبدأ الزوجة فى الاغتراب عن ذاتها شيئا فشيئا، فلا أنت تعرفها ولا هى تعرف نفسها!. وحتّى لا يبتسر أحدهم حديثى بدعوى أنّه إلزام لمشاركة الرجل فى الأعمال المنزلية، أؤكد قناعتى بأن العمل المنزلى وتربية الأطفال الدؤوبة، تجارب روحيّة مثمرة، تعوّد على الصبر وتحمل المسؤولية وضبط النفس وتنير الدروب المعطبة بالذات فى مجال ترقيها نحو الإنسانية. وغياب الأب السودانى عن عالم أطفاله بسبب العمل والرزق او عمدا لخلل مفاهيمى متعلق بالأدوار الجندرية التى تكل للمرأة مسؤولية البيت والتربية, قد يكون وراء غياب أخلاقيات العمل والالتزام المهنى والنهوض بالمسؤولية وعدم الصبر على العمل الشاق, لذلك نجد كثيرا من الآباء يهربون تاركين النساء بمفردهم فى مواجهة الحياة. وتعيش المرأة السودانية أصعب تجارب الزواج النفسية على الإطلاق بمفردها، دون دعم الزوج ومساندته فى لحظات الإنجاب.



    يعتبر رحيل الزوج الى الصالون علامة على فشل الحوار الزواجى أو على أحسن الفروض تدليلاً على مسيرة زواجية تقليدية. الطفل الذى ينشأ وهو يراك لصيقا بزوجتك ولديكما غرفتكما الخاصة، لن يندهش كالطفل الذى يضبطك فى فراش أمه ليلا! للسرير المشترك قدرة مدهشة على إبقاء التواصل وتحسس الحواجز التى فى طريقها الى الارتفاع. وهو من أهم دعائم الذات لدى المرأة وأحد أهم الأشياء التى تبقيها دافئة وعلى عناية دائمة بشكلها. كما أنه فاتحة للحديث فى أحد التابوهات المحرمة، التى تتسلل باختلالها وتشوهها لتعكر صفو حياتنا وتجلب السخط اليها، باعتبار أن العلاقة الجنسية بين الزوجين أمر لا بد من التطرق اليه ما دمنا بصدد دفع الحياة الزوجية نحو الشراكة الفعلية.



    تتعلق المرأة بالتفاصيل الحميمة التى تسبق المباشرة الجنسية أكثر من العملية الجنسية نفسها، وهى دراسة إحصائية تطرق لها السيد الصادق المهدى فى كتابه (المرأة وحقوقها فى الإسلام)، وإن كنّا فى مقال سابق ناقشنا الانجذاب الجسدى القائم على مؤشرات الخصب، فنحن بصدد إيجاد أجابة لانجذاب المرأة للرجل العريض المنكبين كتفصيل جمالى أساسى، ربما هى الرغبة فى الحماية بالاختباء فى كوخها الصغير بين ساعدى الرجل الذى تحب. لكن دون شك الطريقة التى بوسع ساعدين بهذا الاتساع أن تعانقاها بها، هى تجربة يود الجميع لو يختبرها. والوقوف عند الساعدين للتدليل على أهمية التفاصيل الحميمة فى علاقة يعانى أحد أطرافها من تأخر الاستثارة والوصول الى الذروة.



    لو سألنا: لم تحب المرأة شخصية الدون جوان فى مختلف الثقافات؟ لباتت الإجابة واضحة: من تعاطيه المدرك والحساس لحاجات النساء العاطفية. هنالك أشياء بسيطة بمقدورها أن تشعل جذوة حبنا للشريك الذى لا ينى يلتفت الى اجسادنا الجميلة وحضورنا الأنيق.. ولا يزال يؤكد معنى وجودنا فى حياته. والكلام الجميل هو ما نفتقر اليه رجالا ونساء... فإذا كنت مثلا متضايقا من غياب زوجتك لظروف عائلية ملحة خارج المنزل جعلتك تشعر بأنك تفتقدها وبدلا أن تسمعها هذه العبارات الرقيقة، تنفجر فى وجهها عند حضورها مؤنبا لها على تأخرها ومبالغا فى إشعارها بالتقصير والإهمال. بعض الرجال يحتكمون الى حكمة قديمة مفادها لا تظهر عواطفك لامرأتك فتسئ استخدامها، وهى الحكمة التى أحمّلها مسؤولية الشتاء الذى يسكن فى كل البيوت السودانية جاعلا القلب متطلعا الى شمس جديدة، يصبح حضورها ضرورة بقاء لا مجرد نزهة عابرة. يقول أندريه موروا فى (فن الحب): "ولعل شخصا كريم النفس ان يقول: اننى اعلم باعترافى لك بحبى أضع نفسى تحت تصرفك، ولكن يسرنى ان افعل ذلك. فإذا كان الشخص الآخر اهلا لهذه الثقة، امكن للحب ان يعيش الحب بأسمى معانيه حبا متبادلا قوامه الثقة المشتركة.. اما اذا لم يكن ذلك الشخص كذلك فإن من الضرورى إعطاءه جرعات مقوية من الدلال".



    وما يخترعه موروا هنا من فنون الحب يلائم طبيعتنا تماما، فالرجل ليس مخطئا تماما فى إخفاء مشاعره ولكن هذا الإخفاء عطل عملية تداول الحب حتى سئم الشريك. فأنظمتنا التربوية التى تنتهى بنا الى عوز الحب المكتسب تجعلنا ساديين جدا امام الحبيب الذى يرمى رايته عند اقدامنا ويركع.. فجرعات الدلال التى اقترحها موروا من شأنها أن ترده الى صوابه وأنك فى طريقك للإفلات من قبضته فيكف عن ألاعيبه الصبيانية. فبالاضافة الى عبارة موروا يمكنك ان تفهم الشريك انك وإن كنت تتألم لفقده الا انه بمقدورك الرحيل ما دام هو غير راغب فى بقائك. انها توليفة بمقدور اى شخص ان يفتلها وفق هواه، وكما تشتهى الحيل.. اذ اننا لا نزال نقدر الأكاذيب والالتواءات أكثر، اذ علينا ان نتفادى مكانيزمات الدفاع النفسى التى يشهرها فى وجهنا الشريك كلما حاولنا الاقتراب منه.



    هل حاولت مرة بعد حياة زوجية طويلة ان تتودد الى زوجتك فى أثناء قيامها بالأعمال المنزلية بالجلباب القديم والشعر المهووش؟ وهل حدث وأخرجت حياتك الزوجية من صقيع الاعتياد والصرامة العلائقية والطريق المختصرة للتخلص من إلحاح الرغبة؟. كلما نظرت الى رقصة الفالس الوافدة الى بلادنا فى طقس الزيجات الحديثة، اتساءل: لم لا نستخدمه كحيلة راقصة للبقاء فى احضان احدهم بالمنازل الزوجية؟! فالتفاصيل الصغيرة فقط هى التى تخلق قصة حب ورثاء كهذى:



    "بلقيس هذا موعد الشاى العراقى



    المعطّر والمعتّق كالسلافة



    فمن الذى سيوزع الأقداح ايتها الزرافة؟



    ومن الذى جلب الفرات لبيتنا



    وورود دجلة والرصافة؟".



    قصيدة (بلقيس) لنزار قبانى هى قصة الرثاء لأعظم لزيجة ازدهت بالتفاصيل الحميمة من امشاط شعرها الى امشاط قدميها، والحيلة الوحيدة الناجعة لإبقاء احدهم بقربنا هى المزيد من الحب والعطاء، اذ يتسلل الكسل والرماد الى اسرّة المحبين بعد الزواج، ويتبخر الشغف فيثور الخوف والتوتر ويظهر الشجار.. وكل ما علينا لإبقاء هذه الجذوة الإصرار على العبارات العاطفية الجميلة مع إجازات خاطفة تذكى نار الشوق والوجد. علينا ان نسد كل الفجوات فى قلوب الذين نحبهم فلا يتسلل منها المتسللون، وعلى المرأة ان تخرج من انقياديتها البلهاء والطوعية الى حد ما، فالذى يهرب من الندية شخص متهالك او لا يدرى ماذا يريد. يتعلق الرجل بالمرأة ذات الشخصية القوية ويبدأ فى ابتزازها عاطفيا لترويضها الى ان لا تجد فى نفسها حرجا مما قضى وتسلم تسليما ليكتشف انه كان عاكفا طوال الوقت على نزع الأوراق التى يحبها من زهرته دون ان يدرى!.



    والحقيقة ان المرأة ليست بريئة تماما من المسؤولية، يقول الدكتور مصطفى حجازى: "فالمرأة التى تنادى بالشراكة والتكافؤ فى المسؤوليات والحقوق لا تزال مدفوعة بدرجات مختلفة من التمسك بالأدوار القديمة بما فيها من تبعية واتكالية، وفوائد مختلفة. كذلك هو حال الرجل الذى لا يزال يخفى فى أعماقه نفس النزوع التسلطى الفوقى الموروث ثقافيا، ونفس النظرة الى المرأة كأداة لتحقيق مختلف رغباته وغاياته, وراء شعارات المساواة والانفتاح والتطور التى يرفعها عاليا". وقد عنيت بخطابى الرجال أكثر لأنهم لا يزالون فى مواقع القيادة والريادة فى المجتمع يحرسون أبواب التغيير بصرامة وهواجس يفضلون فيها الإيحاءات غير المباشرة بالرغبة من دخان وعطر وخلافه وينفرون من التودد المباشر الذى يلمس خلايا الشكوك ويجعلها تتكاثر بشراهة.



    ان لم نكن طبيعيين وتلقائيين فى حياتنا الزوجية فسيحل التوتر محل السلام، ولو كانت الحياة الزوجية رحلة مؤقتة لأمكننا التظاهر، لكنها شبه حكم بالمؤبد علينا فيه ان نحسن اختيار رفيق سجننا فنسجن انفسنا فى روعته حتى يتلاشى وعينا بالأسر وإلا تنامى احساسنا بالقضبان الى حد تحطيمنا او تحطيمها والخروج. (نواصل
                  

01-17-2008, 10:35 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)

    في عتمة القطرميز، غيابة الجبّ وزمهرير الأزمات.. يبقى الحديث عن الأطفال الزاد الوحيد المدّخر لرهق الدروب القادمة، نشحذ له ما تبقى من أنفاس ونرقبه بعشم النبي يوسف لدلو أحد السيارة؛ رحلة الانعتاق الطويلة من كيد الإخوة والنسوة وظلمات السجن عبر الطريق المفضية إلى قلب امرأة العزيز.. إلى الزمن الذي نصير فيه الآمرين والقادرين على أن ندسّ المكاييل في رحل من نحب أحراراً وبغاة قادرين على الظلم وأن نؤذّن للعير متى شئنا انّّكم لسارقون!!.



    متى ما فرغنا من دهشتنا القريبة، وتعمّدنا أن نكون آباءً وأمهات حقيقيين، مستعدين لمعترك التربية الواعية والمدركة حتى لا يرشقنا المعرّي الذي ننجبه بحصباء "هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد"..! إذ يأتي الأطفال في السودان لازم رغبة، تماماً كنداء البيولوجيا الليلية التي توقظك بنفس الطريقة لتفرغ مثانتك.. عندما نأتي استجابة لدعوات قضاء الحاجة نأتي عجولين وكيفما اتفق.. لا متراخين وعلى كيفنا..!! فمن الذي يتخير لنطفه الوعاء المعافى من دسائس العرق ومكائد الوراثة..؟ ومن الذي يعد نفسه نفسياً واقتصادياً وصحيّاً واجتماعياً لمسؤولية الأبوة أو الأمومة..؟ وحتى متى نحمل أطفالنا كرها لا شوقا.. لأجلنا لا لأجلهم؟!



    يولد الأطفال في السودان والدول النامية كالعبء الذي ينقض الظهر، وتحمله أمّه وهناً على هم.. نضيفهم إلى الأفواه المفتوحة والبطون التي تحتاج إلى مدّخراتنا وما نشتهي من أمان. ننجبهم لنتخلص بهم من مطاردات الأهل وملاحقاتهم بحثاً عن مزاعم لثرثراتهم الليلية عن عقم العروس أو عجز العريس الجنسي، يفعلونها وهم يترقبون بطن العروس التي إن لم تكبر فويل لها من لسان لا يعرف الحدود واقتراحات لشجارات ليلية قادمة وزوابع رعدية أعنف من أمشير وزعابيبه لتنتهي القصّة بالحمل الذي لا تعرف الأسر ما تفعل به فتعلقه كالذهب في رقاب الأغنام مهدرة بذلك أغلى الحجارة الكريمة في العالم.. أطفالنا.. يقول بولبي واينزورث في نظرية الارتباط أن:



    عملية ونوعية الارتباط بين الطفل ورعاته تؤثر تأثيراً كبيراً على صورة الأطفال عن ذواتهم، وصورتهم عن العالم المحيط بهم، احساسهم بالحب والقبول او الكراهية والرفض. إذ تتكون بين الطفل والأم منذ الأشهر الأولى خصائص جوهرية لنظام الارتباط الذي يجمعهما والقائم على الرعاية والحماية وتوفير الاحتياجات الأساسية للطفل، كما يلعب التقارب الجسدي مع الأم دوراً مهماً في إشعار الطفل بالأمن والرعاية وبالتالي وعي الذات وتقديرها. وهذه القدرة على وعي الذات وفهمها والإحساس بقيمتها والسيطرة عليها، والقدرة على التعاطف مع الآخرين تؤدي الى تكوين ذكاء عاطفي يكون من أهم عوامل نجاح البالغ.



    يقول أرسطو طاليس "كلنا نغضب، لكن أن تغضب في الوقت المناسب بالقدر المناسب مع الشخص المناسب هذا هو المهم".. يقول بعض الدارسين الأردنيين (كتاب الإساءة والجندر): "عندما نعبّر عن العواطف، تتوحّد كل الأنظمة الدموية وتصبح متكاملة، وعندما تكبت المشاعر أو تنكر أو لا يسمح لها بالخروج تغلق شبكة الطرق الدماغية، وبذلك تتوقف شحنة الشعور بالعنفوان التي توحد الكيمياء والبيولوجيا والسلوك الإنساني.



    أثبت علماء الدماغ والأعصاب أن العاطفة والمشاعر تلعبان دوراً فعالاً في كيفية الشعور والتصرف والتفكير أثناء عملية التعلم. ذلك أن العواطف والمشاعر تحركان الانتباه وتخلقان المعنى ولديهما طرق ذاكرة خاصة، كما أن المشاعر المناسبة تسرع في اتخاذ القرارات، المشاعر تساعد في تكوين حلول وقرارات تعتمد على توضيح القيم المهمة بالنسبة لنا. القيم هي حالات شعورية إذا كان الصدق قيمتي فأنا اشعر أنني تعيس عندما أكذب. فقدان المشاعر هو بنفس خطورة فقدان السيطرة علي المشاعر".



    هنالك نظريات شهيرة تحدّثت عن نمو وتطور الطفل من نواح عدّة كنظرية النضج الأخلاقي لكولبيرج، والتطور المعرفي لجان بياجيه، والنظرية النفسية الاجتماعية لأريكسون، ونظرية التطوّر النفسي والجنسي الشهيرة لفرويد... وتأتي أهمية النظرية النفس اجتماعية لأريكسون من أنها تعرفنا بالحاجات والأزمات النفسية الاجتماعية التي يمر بها الطفل في المراحل العمرية المختلفة، وبالتالي، تساعد في توجيه التعامل مع الحاجات العاطفية/النفسية/ الاجتماعية خصوصاً مرحلة الطفولة المبكرة، إذ يعتبر اريكسون أن هنالك مهاماً تطورية محددة لكل مرحلة عمرية، كما هنالك أزمات اجتماعية نفسية تنشأ عن فشل هذه المهام وسلوك تواؤمي يبتدعه الفرد في مواجهة التحديات وبناء العلاقات الإنسانية. فعلى سبيل المثال تعتبر المهمّة التطورية للعامين الأولين من عمر الطفل، هي خلق ثقة في الذات والآخرين، يكتسبها الطفل عبر علاقته مع والديه واهتمامهم به بتوفير الحماية والرعاية اللازمة، وفشل هذه المرحلة يتمثل في أزمة الثقة والشك في الذات والآخرين.



    ويعتبر اركسون أن فشل أي مرحلة بالضرورة ينعكس سلباً على المراحل التي تليها. فالطفل الذي لا يتعلم الاستقلال والاعتماد على النفس في عمر الرابعة مثلاً ليس بمقدوره أن يتعلم المبادرة في عمر الخامسة، ولا الإنتاج الإبداعي في عمر السادسة، وهكذا. والمعرفة بالمراحل العمرية المختلفة، ومهامها التطورية ودلالات نجاحها وفشلها يساعد الوالدين في التدخل السريع والسليم لمساعدة طفلهم في تخطي الأزمة ودفعه إلى برّ السواء النفسي. وهي عملية شاقّة تتطلب ادراكاً اسرياً واعياً وحرصاً مسؤولاً، فالعملية التربوية ليست نزهة مأمونة وخالية من المخاطر، فما تزرعه تحصده.. واليكم بعض من الحوار الذي دار بين حنظلة النميري وابنه مرّة إذ قال أحدهم ذات خيبة ما:



    - يا مرّة إنّك لمر..



    = أعجبتني حلاوتك يا حنظلة..



    - انت شؤم على اخوتك، قتلتهم جميعاً وبقيت..



    = أعجبتني كثرة عمومتي!



    - عقمت بطن أنجبتك..



    = إن ولدت من مثلك..



    - أنت بغيض كاسمك..



    = أبغض مني من سمّاني به..



    - ما أمرّك؟...



    = لا يجنى من الشوك العنب



    وحقيقة لا يجنى من الشوك العنب، إذ يتعلم الأطفال بالنموذج أكثر من الأقوال، وقد قال أحدهم:



    مشى الطاؤوس يوماً باختيال فقلد شكل مشيته بنوه



    قال علام تختالون قالوا بدأت به ونحن مقلدوه



    وينشأ ناشئ الفتيان منّا على ما كان عوّده أبوه



    وقد حذّرنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) من ان نستعق أبناءنا، فحثّنا على تسميتهم بالجميل من الاسماء بعيداً عن الزمن الذي كنّا نسمي فيه ابناءنا لأعدائنا وموالينا لنا، وقد ابتدر (صلى الله عليه وسلم) هذه الرحلة التربوية الفكرية الرائدة بتسمية الحسن والحسين بدلاً عن اسم حرب الذي أراده علي بن ابي طالب على دارج العرف والعادة. وقد حدث ولام معاوية بن ابي سفيان اعرابيا على ان اسمه مرّة فقال له الاعرابي: "إنّك لمعاوية، وما معاوية إلا كلبة عوت فاستعوت الكلاب، وإنك ابن صخر والسهل خير من الصخر، وإنك بن حرب والسلم خير من الحرب".. فحقق بقوله النقلة الفكرية التي رمى اليها الرسول (صلى الله عليه وسلم). وقد درجنا في مجتمعنا على اطلاق اسم الجد والجدة وفاءً لمؤسسة الوالدية وعرفاناً بها، وهو موقف لا غبار عليه ما دام الاسم لا يحزن صاحبه أو يسوءه.



    تكاد الأسر السودانية تنمو في غياب الأب الذي يغيبه الاغتراب والهجرة وعالم الزوجات الأخريات وأحيانا الهروب او الموت. وقد لا يعدو دور الأب الموجود بنك الضمان والاستلاف والائتمان. ورغم أن العملية التربوية السوية تتوكأ بالضرورة على الوالدين، الا أن التجربة التربوية من شأنها أن ترفد الأب نفسه بتمارين على الصبر وضبط الذات أثمن وأنفع من أي يوغا تقصدها لتدعمك.



    هنالك سؤال أتمنى أن اوفق في الإجابة عليه في حلقتنا القادمة، وهو إلى أي مدى يمكن أن نعتبر أنظمتنا التربوية ومناهجنا التعليمية كافية لخلق جيل متوازن؟! (نواصل)

    د. ناهد محمد الحسن
                  

01-17-2008, 10:38 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)

    د. ناهد محمد الحسن



    القرّاء الأعزاء.. أود لو تسمحون لى بشكركم على متابعتكم الدؤوبة وجميل تفضّلكم بالكتابة الىّ ناصحين ومناقشين، وقد ارسلت الى بريد القرّاء هذا الاسبوع رسالة ناقدة وجادّة خصّنى بها الاستاذ محمد المصطفى فريجون، وددت لو تشاركونى قراءتها رفداً لرؤى النقاش وتطويراً لآليات الحوار بيننا.. لربّما يخرج منّا من يبصر أثر الرسول ولا يضلّنا كما فعل السامرىّ فننعتق من عبودية العجل الى آفاق الحرية الرحبة، محلّقين بعيداً عن القطرميز.. والذى لا تعدو كتابتى عنه أكثر من هامش على متن الواقع المعقد الذى نعيش فيه والذى يتطلّب بالضرورة تضامن الرؤى والجهود علّنا نقتدر على ما جبن عنه قوم موسى على ما أوتوا من الملك والعلم وسائر النعم، فقد طال أمد متاهتنا لأربعين ونيف من السنين وكأننا الذين قالوا اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون..!!



    لقد انتهى بنا الحوار فى المقال السابق الى سؤال عن أنظمتنا التربوية ومناهجنا التعليمية وتداعياتها فى تكوين الشخصية السودانية وهو عمل راده قبلى كثير من الباحثين الاجلاء، الذين فتحت إضاءتهم بصيرتى على ما لم أوت من العلم، ومنهم الدكتور حيدر ابراهيم علي فى كتيّبه عن التعليم وحقوق الانسان والاستاذة زينب عباس فى ورقتها عن صورة المرأة فى المناهج التعليمية فى محاورة ناضجة حول التنميط الجنسى ودور المناهج التعليمية فى تكريس الادوار الجندرية.



    إذا مضينا أبعد قليلاً من الزمن الذى تتلبس فيه رغبتنا وعشقنا لاخر روحا تمضى الى قدر نعيمها أو شقائها المرتقب.. فإلى أىّ مدى يمكن أن نكون صارمين ونحن نتخيّر لنطفنا بعيداً عن دسائس العرق ومكائد الوراثة؟ باعتبار أن الزواج من شخص بعينه قدر تتداخل فيه أقدار أخرى كثيرة أجملها الحب وأعندها العرف وسطوة القبيلة ومن الوقت الذى كانت الزوجة قدحك الذى تجب عليك سترته، لم يكن بمقدورنا أن نخرج إلا زاحفين كالسلاحف تحت أثقال الواجب والارادة القبلية وسطوة الآخر.. والى الزمن الذى صرنا فيه أبناء العشق والهوى يربت علينا برفق الاحبة ونحن بعد أجنّة تحلم بالتحليق خارجاً كأحلام الطيف الوردية..



    لا شكّ أن عوامل كثيرة تلك التى تضعك فى قرارك المكين، مشكّلة بذلك جذور الاختلاف التى تجعل كل فرد قائماً بذاته مهما تشارك مع إخوته بيئة تربوية ووراثية واجتماعية بعينها فهنالك عوامل اختلاف أخرى قد تبدو صغيرة ولكنها ذات أهمية كبرى كترتيبك بين إخوتك مثلاً أو وجودك كصبى بين الفتيات أو فتاة بين الصبية وغيرها من التفاصيل التى تخلق لك وإن جاز لي التعبير بصمة نفسيّة خاصة بك.. وفترة الحمل هى من المراحل التربوية التى لها وهنها المعنوى الخاص.. إذ فى الفترة التى يبرز فيها بطنك كأنثى تربّت على كبت تطلّعات الجسد، تتضايقين من أسرار عشقك المعلنة وكأنك تجولين بفضيحة تجعلك تتحاشين النظرات التى تبدو لك دوما هامزة ومتغامزة.. نخجل ونرفض دوماً أجمل ما فينا أنوثتنا التى تخلّقت فيها بذرة الحياة وحفظت كلمة الله وأسرار الروح.. لأجل هذه المعجزة الانثوية عبدت مجتمعات الخصب الامومية المرأة وقدّستها منذ عشتروت التى يتقرّب لها ببكارة العذراوات للغرباء فى المعابد..!



    تقضى المرأة فى السودان زمناً قبل أن تتهادن مع جسدها.. فتعالوا نرقّى حسّنا تجاه الامهات فى رهق الحمل احتفاءً بقداسة المهمّة وعشقاً للصغار القادمين، ولنوزع الابتسامات التى تحمل الاعجاب والتقدير ونؤثرهم بالمريح من المكان والثياب والمفيد من الغذاء.. فلنشعر بالراحة فى حملنا علينا أن نقطع مشواراً بين الخجل من الجسد والفخر بمقدرات هذا الجسد..! حكى لنا أحد الاساتذة الموقّرين أن ابنته أخفت خبر حملها الاوّل حياءً من أسرتها وأملاً فى أن تكبر بطنها بعيداً عنهم، إذ كانت فى طريقها الى زوجها بالخارج فاكتشف أخوها الأمر مصادفة إذ كان عليه صحبتها الى الطبيب، فحذّرته من إشاعة الخبر فصار هو ليغيظها يتجوّل فى أنحاء المنزل وهو يحمل جواز سفرها مردّداً: حامل هذا الجواز.. حامل.. حامل هذا الجواز..!



    صحيح أن الله قد مكّن لهذا الجنين فى مستقرّه، إلا أنّ هرمونات الضغوط النفسية بمقدورها أن تطارده بضراوة جيش من النحل، تنغّص عليه عيشه، وقد أفادت بعض الدراسات أن فترة الحمل بضغوطها المختلفة، خصوصاً رفض الأم لجنينها فى فترة الحمل يلعب دورا فى تشكيل شخصيته مستقبلاً. ولأن الطفل يخرج أعزلَ لهذه الحياة فعلينا أن ندركه بأكثر من وثيقة للحقوق. وأولاها أن يسعد بفترة حمل آمنة وهادئة ما أمكن.. ينال فيها التقدير والاعتراف اللازمين. ولكل طفل الحق فى الحصول على والدين شرعيين، يقرّهما العرف والمجتمع. وأن تتوفر له تجربة ميلاد آمنة وصحيّة. وعبر العلاقة مع والديه فى العام الاول بالذات يكوّن الطفل فكرة عن العالم الذى يعيش فيه والى أى حد يمكن اعتباره مكاناً آمنا وودّيّاً. وعبر العلاقة مع الأم أو راعى الطفولة الاوّل يتعلّم الطفل الثقة فى ذاته والآخرين. وربّما فى السودان الذى يحظى فيه الاطفال عادة بفضل الاسر الممتدة بأكثر من أم وأب، أن السقف الادنى من الحماية متوفّر. غير أن علينا إيضاح ضرورة أن تقوم هذه الرعاية على التفاعل الايجابى مع الطفل، فمثلاً جاء فى كتاب الإساءة والجندر لبعض الاساتذة الاردنيين: (لكن هنالك تفاوت فى نوع الرعاية ومستوى الحب الذى يقدّمه الآباء والأمهات لأطفالهم فهنالك بعض الأمهات اللواتى يعتنين بأطفالهن دون الشعور بالرضا، إذ يقمن بواجب كريه مفروض عليهن فيؤدينه ببرود دونما قدرة على نقل الحب لأطفالهنّ وذلك خلافاً لبعض الأمهات ممن يبالغن فى إظهار الحنان والعطف، بحيث يكونون أطفالاً لحوحين يصعب إرضاؤهم). ويشكل كل من بعدى المطالبة والاستجابة المحاور الاساسية التى تنتج أنماط التنشئة المختلفة، فقد انتهت إحدى الدراسات الهامّة فى علم نمو الطفل والتى أجرتها الباحثة ديانا بومرند على الاطفال قبل المدرسة الى أن درجة مطالب وتوقعات الوالدين من أطفالهم ومقدار السيطرة التى يمارسونها عليهم بالاضافة الى مدى استجابتهم وتفاعلهم معهم، هو الذى يحدد نمط التنشئة المتّبع لديهم وتداعياته السالبة والموجبة على الاطفال. وللأمانة أن جهود علماء التربية والنفس فى أىّ مكان من العالم ليس من شأنها إعطاء أى ضمانات بخصوص وصفة تربوية بعينها بمقدورها أن تعطى طفلاً بنتاج تربوى محددّ كأى ثمرة بازلاء يتلاعب بها مندل ونظراؤه. إذ غالباً ما تفاجئ ثمرة البازلاء البشرية علماء التربية والنفس بأنها وجدت لها طريقاً بعيداً عن توقعاتهم وعصيّاً على التنبؤ..! ولكن مما لا شكّ فيه أن هذه الدراسات الحيّة وتراكم الخبرات التاريخى ولّد معرفة ما فى اتجاه يجنّب أبناءنا ما أمكن التجارب السالبة، يبتدرها بحرب على رغبات وطموح الوالدين فى صياغة أبنائهم كما يشتهون، ممزّقاً بذلك صك الملكية الذى بموجبه يتصرّف الوالدين فى أبنائهم وفق ما يرتأون الى أقسى حدود الضرب وما عرفته مجتمعاتنا من أنماط التأديب القاسية باسم الحب والخوف الأبوى والأمومى.. لتنزع هذه المعارف السوط من أيدينا لتمنح أبناءنا فرصة النمو على كيفهم فى كنف الحب والرعاية المنضبطين.



    فى السودان وفى غياب مفهوم الوقت وحضور الواجبات الاجتماعية على حساب الواجبات الاسرية والتربويّة الملحّة، يفتقر الاطفال الى الروتين الضرورى لتنظيم ساعات الاكل والراحة القائم على ضبط هرمونات الجسم بصرامة من شأنها أن توفر الراحة الجسدية والأمن العضوى. والطفل فى السودان (جاهل)، والجاهل بالضرورة شخص يجهل ما يحيط حوله مما يخلق لأسرته والآخرين مبرراً لاستثمار هذا الجهل على طريقتهم التى تريحهم. والمخيف فى الامر أن هذا الأمر معكوس تماماً، فجهل الأسرة بالحضور الذهنى للطفل هو السبب فى أن ينمو الطفل فى غفلتهم على ما أهملوا من تفاصيل وأخطاء، يقلّدون والديهم فى أدق الخبايا ويبنون وعيهم تجاه المجتمع والناس من بقايا خبرات لم يجتهد أبطالها فى إخفاء نواقصها.. لهذا نبّه الرسول (ص) الى ضرورة الصدق إذ يتعلّم الاطفال بالنموذج، فمن قال لصبىّ هاك ولم يعطه، هى كذبة ردّت إليها. وقد قال علي بن أبى طالب وطّنوا أطفالكم على غير أخلاقكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم. فحكاية لفظة (أولاد الزمن ده) هى لفظة لا تكاد تبارح شفة أب أو كبير. وتجاهل أن الاطفال يستمعون ويشاهدون ويقلّدون، هى السبب وراء تكريس الاخطاء التربوية.



    ينمو الاطفال فى السودان فى ظل امتهان كامل لكرامتهم بسبب الجهل بالطفل ومراحل نموه وتطوره وحاجاته الانسانية وقدراته المعرفية. فمثلاً يقضى الاطفال معظم أوقاتهم عراة فى ثقافات يلبس فيها الكبار كنوع من عدم الحساسية تجاه حرمات هذا الجسد وخصوصيته. فلا يعى الطفل لجسده حرمة، وبالطبع لن يدرك المسموح للآخرين مشاهدته من عدمه. ومن هنا تسللّت الاساءة الجنسية للاطفال بإرباكها لعقلهم الذى لا يكاد يدرك الحدود المفروضة للصواب من الفعل. وعلى هذا النسق من غياب الحقوق ينشأ الطفل على عشوائية حياتية تفترض جهله وهو عليم، فيترسخ فيه الشعور بالنقص والدونية وهو بعكس الكبار يتناول طعامه جلوساً على الارض، دون غسل اليدين بالطبع قبل الأكل وبعده فى حماية الله الكريم البصير. وفى أمسّ الحاجة الى الغذاء المتوازن والنمو يقتات الاطفال فتات موائد الكبار التى تخلو من المطايب وما هم أحوج اليه من غيرهم. كما يشكلون فى معظم الاوقات قرود التسلية لدى الكبار فى تغييب كامل لشخصيتهم، إذ نفرض عليهم ما يناسبنا من لبس وفى الوقت الذى نريد. كما نصر على سجنهم فى أوضاع محددة وتساريح بعينها ترضى أذواقنا وتزعج راحتهم. وقد أعجبنى الفيلم الذى قدّمه جون ترافولتا للمجتمع الامريكى بعنوان أنظر من يتحدّث أيضاً.. حيث شكّل الفيلم خلخلة للبنى الفكرية المجتمعية عن الاطفال فى قالب كوميدى ساخر منح الاطفال فماً للحديث والتعليق على ما يراه الوالدين والكبار عموماً صواباً..



    وهذا الفيلم وغيره من المحاولات الاكاديمية الجادّة، تهدف الى التعريف بالطفل خارج ما ألفته المجتمعات، للتبصير باحتياجاته ورفع نسبة الوعى بادراك ردود فعله ومواقفه الحياتية اليومية...



    ونحن وإن كنّا نعوّل على اطفالنا أن تحظى بريش أقوى مما لدينا يساعدها فى التحليق المتفائل خارج القطرميز علينا أن نقارب سلوكنا التربوى اليومى على ضوء المعارف الانسانية الحديثة لنرى أين نقف ولأي عصور سحيقة وكارثية نجرجر أبناءنا من الصواعق حذر الموت...



    نواصل
                  

01-18-2008, 00:49 AM

kamal ali
<akamal ali
تاريخ التسجيل: 06-21-2007
مجموع المشاركات: 362

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)


    فوق
                  

01-18-2008, 05:01 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: kamal ali)

    دي الكتابه البتستحق القراءه
                  

01-18-2008, 06:55 AM

صباح حسين طه

تاريخ التسجيل: 08-04-2007
مجموع المشاركات: 1313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)


    مع التقدير أكمله للأخت الدكتورة ناهد
    لكن للأسف نحن شعب لا يحترم العلم ونوزع الألقاب والصكوك والشهادات بلا مقابل
    وهذا للأسف لا يحدث فقط علي مستوي المجاملات الشخصيةفقط لكن أحياناً حتي علي مستوي
    المؤسسات الجامعية فكم من شهادة أستاذية منحت للمئات بغير حقها والذين يصبحوا
    مضحكة أو علي الأكثر مستمعين فقط عند مشاركتهم في المؤتمرات العلمية
    وهنا ليس لدي أي شئ شخصي ضد د.ناهد ولكن لا أظن أنها نفسها تقبل أن يكتب
    عنها الدكتورة الأديبة العالمة وهي قد كتبت بنفسها أنها خريجة الدفعة السادسة
    عشر من جامعة الجزيرة أي لم يمضي علي تخرجها من الجامعة إلا حوالي الثمان سنوات
    وأظن أنها عملت حضرت تخصصها في الطب النفسي (علي ما أعتقد) في مجلس التخصصات
    الطبية مثلها مثل المئات من الأطباء في السودان.
    نعم هي واحدة من الفتيات المثقفات
    والتي تحاول تسخير دراساتها وإطلاعاتها للمساهمة في التنوير والمشاركة إعلامياً
    بنشاط كبير وهذه الكتابات عن الشخصية السودانية هي مثال لذلك وإن لم يكن عملاً فريداً
    لذا لا أري أن الأخ محقاً في كتابته عنها العالمة وكان يمكنه الإكتفاء بوصفها بالأديبة
    وعندنا هنا في البوردأخوة من أطباء وكتاب مساهماتهم الفكرية تساوي أضعاف مضاعفة لإنتاج د.ناهد
    ولم نصف يوماً أحدهم بالعالم أو المفكر
    أرجو أن تؤخذ مداخلتي هذه في حدود التوجيه بالدقة في توزيع الألقاب لا سيما وانني شخصياً
    ليس لي مساهمات في أي صحيفة وهي قد إختاروها نائب رئيس لإتحاد الكتاب الجديد كما أظن
    ولها أولاً وأخيراً التقدير والثناء
    أعلم بالطبع ما سيجره ردي هذا من ردود مستهجنة من الهتافيون والهتافيات والذين ضرهم علي الثقافة أكثر من نفعهم والرد بالطبع ليس موجهاً لهؤلاء ويا حليلك يا بولا

    (عدل بواسطة صباح حسين طه on 01-18-2008, 07:02 AM)
    (عدل بواسطة صباح حسين طه on 01-20-2008, 06:05 AM)

                  

01-18-2008, 07:05 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: صباح حسين طه)

    Quote: وعندنا هنا في البوردأخوة و أطباء مساهماتهم الفكرية تساوي أضعاف مضاعفة لإنتاج د.ناهد
    ولم نصف يوماً أحدهم بالعالم أو المفكر

    لماذا كل هذا التقليل من شأن مجهودات الطبيبه دكتوره ناهد محمد الحسن يا صباح حسين طه ؟؟؟!!
    كتابتها جيده ومطلعه وذات ثقافه عاليه ومفكره لا تركن للحفظ و التسميع فقط
                  

01-18-2008, 07:25 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: doma)

    ...
    ومن قراء الحروف الاولي في العربية (ا و ب) فهو عالم في مداره.......
    ....الدكتور ناهد بكتابتها العميقة والمتقنة والسابحة عميقا في الشان السوداني والشان الادبي اري انها تستحق ان نطلق عليها العالمة والموسوعية
    حضرت لها عدة جلسات للتفاكر وليلة للالقاء الشعري فمارس فينا اشياء عديدة اكثرها صوتا كان هو الانبهار...
    موسوعية وعميقة ومالكة لمنهج واضح وشفاف في كل القضايا التي تتناولها
    وبلاضافة الي ذلك تمتلك كارزيما العلماء والعارفين وموشحة بالتواضع الذي هو اكثر صفات العارفين
    وهجا وسطوع.........

    العلم لا يقاس بسنين الخروج علي كراسيه بل تفعيل المعرفة وامتصاص رحيقها والمثابرة والاجتهاد
    والتجارب ونحت الصخر هو يطلق مثل الاصوات المبهرة كالدكتورة ناهد....
    لها كل الود والتحايا والتقدير
    ودوما الي الامام يا ناهد

    فانت فخر للمراءة السودانية
                  

01-18-2008, 07:28 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    شكرا ياكيكي
                  

01-18-2008, 07:55 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48821

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)

    شكرا يا ود الزين.. والتحية للدكتورة ناهد..

    وشكرا يا دومة للتنبيه لهذا البوست في بوست "دوما في الشاشة البلورية".. لكن وين الصووووورة؟؟ دخلت هناك قلت اشوف دومة في التلفزيون!! بس إتذكرت أغنية كدا بتقول: توعدنا وتخلف بالصورة إلى أن يقول: ما نحن بطبعنا ناس طيبين غلطاتك عندنا مغفورة..

    ويا صباح ليه كدا؟؟
    ياسر
                  

01-18-2008, 09:21 AM

كمال الدين بخيت اسماعيل

تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: دي الكتابه البتستحق القراءه


    مافي كلام......
                  

01-18-2008, 11:12 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)

    يا طلعتك بارودة من صدر البنات
    لا تجلّي العُمُر
    لا تمشي تنهر في الممات
    شعرك يطوحّبك
    وخصرك يشطِّر مشيك قافية ثبات
    شبالك ينفض شعرك..
    عَلِي طول المدى حركة رهاب
    وتلميهو مستعجلة زي نشاف الترع
    وتنسرقي لاحقة المشاط
    القوارب شافهت سكوت الريح
    لما لبست طرحتك
    صاري انفلات
    حُمّتك اتقسمتني
    بوليسها أمّي في كل النقاط
    اتهجّاني "مجهول"
    طاردني.. كُلْ ما هَزَّ قبر
    وقعتَ منو مكتول
    ويا مشيتك جنب الحقول
    حقل القصب عَشرق لمّا جات
    دي القلتَ أكلّمها
    عترت بيناتنا اللغة ووقع السُكات
    لاقتك وسَمَاها شبَّت بالهطول
    ضُلّك وِهِم برالو زول
    وشَبَهك اندهش
    وحتلت ملامحك في تقاطيعك أفول
    مجهولك صحّى غموض شبحك وانتبه
    كونك ما تتعرف..
    عدم العرفة جامَلك وأدّاك شَبَه
    جراري الشوق..
    تيرب تجاعيدك بالحنين
    تلّت إيدها
    عروقها ضَوّن في الفوانيس قياطين
                  

01-19-2008, 00:54 AM

Mannan
<aMannan
تاريخ التسجيل: 05-29-2002
مجموع المشاركات: 6701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)

    توقفت كثيرا امام مقالات هذه الكاتبة الواعدة والتى تبشر بميلاد عملاق سودانى يمتلك القدرة على اختراق سجف الحصار الى العالمية .. عميقة فى افكارها وبسيطة فى ذات الوقت فى عرض افكارها باسلوب السهل الممتنع.. لابد ان خلفيتها الاكاديمية فى علم النفس قد ساعدتها فى التشخيص والعرض ... اليها نرفع قبعاتنا اعجابا ونطالبها بالمضى فى الطريق الطويل... طريق الابداع بكل مافيه من نتوءات وتضاريس وما يعترض الجندريات من مصاعب ويقينى انها تملك القدرة على القفز تلك الحواجز كما يتضح من اسلوبها الرشيق فى الكتابة..

    قال لى صديقى فقيرى جاويش ان هذه الكاتبة هى بنت اخته وهى ابنة استاذ شهير فلا عجب ان يخرج من بيته كاتبة بهذا الحجم..

    شكرا لك اخى ودالزين على تقديم هذا العمل الرائع والخلاق..
    وفى انتظار المزيد..

    نورالدين منان
                  

01-19-2008, 10:39 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: Mannan)

    كنت اتمنى من الاستاذه صباح حسين ان تركز وتدلى بدلوها ورأيها فى مساهمةالدكتوره ناهد التى نقلتهامن جريدة السودانى الى هذا المنبر لتوسيع المشاركه والآراء لا ان تكبد نفسها عناء الكتابه عن رفضها للقب العالمه الذى وصفنا به الدكتوره ناهد ومع ذلك اقول لها : -

    يبدو انك قد اختلطت عليك الاشياء ، ويبدو انك لم تتعرفى جيدا على من هو الذى يوصف بالعالم او العالمه هذا لان فى ذهنك شكل محدد للعالم او العالمه وهى نظره ظاهريه او سطحيه لم تتعمق فى المعانى والاوصاف ، فالعالم او العالمه من تفكر فى مشكله متخصصه هى فى اغلب الاحيان منتميه الى ميدان لا يستطيع غير المتخصص ان يخوضه بل قد لا يعرف فى بعض الحالات انه موجود اصلا ، والعالمه تستخدم فى تفكيرها وفى لغة التعبير لغه متخصصه تستطيع ان تتداولها مع غيرها من المتخصصين من العلماء ، وليست يفترض فى العالم او العالمه ان يكون ذهنها محتشدا بالمعلومات العلميه الخارقه او فريدة زمانها او نسيج وحدها فى الميدان العلمى ، ان ما اقصده بالعالمه او العالم هو ذلك التفكير المنظم الذى نستخدمه فى شؤون حياتنا اليومي او فى النشاط الذى نبذل حين نمارس امالنا المهنيه المعتاده وكل ما يشترط فى العالمه او العالم ان يكون منظم فى تفكيره وان يبنى على مجموعه من المبادىء التى يطبقها فى كل لحظه مثل استحالة تأكيد الشىء ونقيضه فى آن واحد وان لكل حادث سببا وان من المحال ان يحدث شىء من لاشىء فبناء العلم يعلو طابقا فوق طابق وكل عالم يضيف اليه لبنة صغيره وذهن لعالم هو الذهن المدرب على البحث المؤدى الى حل مشكلات العالم الطبيعى والانسانى والعالم او العالمه هو كل من يستخدم المنهج العلمى ليسمو الى الموضوعيه والعلميه والعالم هو من يكد ذهنه ايا كان عمره ولكنه يتسم بالجديه والرصانه فى البحث والاطلاع ليصل الى نتائج هى اقرب الى الحقائق المطلقه منها الى الانطباعات الشخصيه والعالم او العالمه هو من يتخذ المبادىء المنطقيه او العلميه بشكل عام سلطه مرجعيه يستند اليها فى الكشف عن غيرها من المبادىء الاخرى ، والقضاة فى محاكمنا السودانيه يصفون زملائهم فى المحكمه عند مناقشة القضايا بقولهم اتفق مع زميلى العالم فلان او اختلف مع زميلى العالم فلان فى كذا وكذا وذلك فى المجلات القضائيه المنشوره ولم يقفز احد طوال تاريخهم ليقل لهم انكم تخلعون الالقاب مجانا ، بهذا الفهم انا ارى ان الدكتوره ناهد عالمه واديبه ولا يقدح فى ذلك قصر سنى تخرجها واستطيع ان اقدم لك حشدا من البشر برغم صغر سنهم لكنهم كانوا مميزين وبذوا وفاقوا من هم اكبر منهم سنافى مجالهم وذلك بسبب الجديه والكد والاطلاع وبسبب استعمال عقولهم استعمالا صحيحا ، بل ان ذات السبب الذى عبته عليها وهو قصر سنى تخرجها هو سبب اضافى لتميزها فهى لمعت فى ميدانها ولها من الشجاعه والجرأه فى ان تتصدر المنابر كما ان لها ملكه ادبيه وشعريه مميزه فالاجدر ان نقف لها احتراما لانها مفخره لنساء بلدى وانسان بلدى .

    مع التحيه الاحترام
                  

01-19-2008, 01:57 PM

sudania2000

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)



    وهنا ليس لدي أي شئ شخصي ضد د.ناهد ولكن لا أظن أنها نفسها تقبل أن يكتب
    عنها الدكتورة الأديبة العالمة وهي قد كتبت بنفسها أنها خريجة الدفعة السادسة
    عشر من جامعة الجزيرة أي لم يمضي علي تخرجها من الجامعة إلا حوالي الثمان سنوات
    وأظن أنها عملت حضرت تخصصها في الطب النفسي (علي ما أعتقد) في مجلس التخصصات
    الطبية مثلها مثل المئات من الأطباء في السودان

    الكريم العزيز جدا الزين ود الزين
    سلامات كميات وتحايا بالشوالات
    كما عهدتك دائما كالغواص الماهر يغيب زمنا في البحار اللجة ويخرج الينا محملا باللؤلؤ والجواهر
    الاستاذة الدكتورة دي مكسراني من زمن .. ولمن شفتها في قناة الجزيرة ذاد اعجابي بها
    لها ولك كل التقدير والاحترام
    ويا ناهد سجلي معاك : واحدة معجبة [email protected]




    الصبوحة سلامات
    يا بتي دا كلام غيرة بنات ولا نقد جادي
    اذا الاخيرة ارجو مراجعة المقالات عدد من المرات وكتابة ما يفيد حول المقالات
    اما حكاية دكتورة دي فلا ادري لما لا والاطباء البياطرة دكاترة والصيادلة دكاترة وحتي الميكنيكي المميز بسموه دكتور في مجاله
    اتفق معك في جوطة الالقاب ..بس البنية ايش ذنبها في ذلك
    عارفة انا حكاية الدفعة 16 دي دهشة اكبر مش لصغر السن وانما لوجود هذا النوع في ذلك الزخم ... والجميع يعلم ما اعني هنا

    المدير الطبي لمستوصف البقيع في زمن فائت كتب لي شهادة وفاة احد اقاربي (وفاء) فما كان مني الا ان سالته مافي تقدير
    وبرضو دفع جديدة (شوفي وقارني )





    خربشة : انت يا ناهد متأكدة إنك الدفعة 16
                  

01-19-2008, 02:43 PM

Elawad Eltayeb
<aElawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)

    دكتورة ناهد زولة متميزة في كتاباتها، وهي أكثر تميزاً عندما شاهدتها على قناة الجزيرة.


    Quote: ففي عمر المراهقة –مثلا- وفي فورة العواطف وجيشانها لا ينصت العقل الا للأصوات الأكثر جلبة.. لهذا نغرم في هذا العمر بالنماذج المتطرفة حسيا..
    فنطارد نجوم المدرسة والنجوم السينمائيين ونجوم الغناء والكرة وغيرهم، وسرعان ما تبدأ بالكفر بهم والتنصل لعواطفك الساذجة حتى إنّك تتساءل مخلصا عن ما دفعك لتغرم بشخص كهذا!.


    ورد على خاطري أن الواحد لو شاف الصفحة الأولى في البورد يكاد يجزم إننا ما زلنا في طور المراهقة.
                  

01-19-2008, 02:43 PM

Elawad Eltayeb
<aElawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: wadalzain)

    دكتورة ناهد زولة متميزة في كتاباتها، وهي أكثر تميزاً عندما شاهدتها على قناة الجزيرة.


    Quote: ففي عمر المراهقة –مثلا- وفي فورة العواطف وجيشانها لا ينصت العقل الا للأصوات الأكثر جلبة.. لهذا نغرم في هذا العمر بالنماذج المتطرفة حسيا..
    فنطارد نجوم المدرسة والنجوم السينمائيين ونجوم الغناء والكرة وغيرهم، وسرعان ما تبدأ بالكفر بهم والتنصل لعواطفك الساذجة حتى إنّك تتساءل مخلصا عن ما دفعك لتغرم بشخص كهذا!.


    جاء في خاطري أن الواحد لو شاف الصفحة الأولى في البورد يكاد يجزم إننا ما زلنا في طور المراهقة.
                  

01-19-2008, 05:42 PM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: Elawad Eltayeb)
                  

01-22-2008, 01:56 PM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـدكــتوره ناهـــد مـحمـد الـحســن (Re: Faisal Al Zubeir)

    لمزيد من النقاش حول ما طرحته الدكتوره
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de