|
|
 حوار الأفندي لصوت الأمة!!
|
إرجاع الزمن إلى قبضة النص عبد الوهاب الأفندي وجدلية الدين والدولة - الصيغة الإسلامية للتحديث فشلت فشلاً ذريعاً . - نصر حامد أبوزيد يعاني من الخرف المبكر . - الدولة غير معنية بالصلاة واللبس !! - حرمة لحم الخنزير عند المسلمين مقدّم على الصلاة والصوم !! - لن أدفع الضرائب لدولة لا تعلي من شأن القيم الدينية . حاوره : حسن بركية عبدالوهاب الأفندي من الرموز الفكرية في الحركة الإسلامية . عمل مستشاراً إعلامياً في السفارة السودانية بلندن في بدايات حكم الإنقاذ . عواصف الأيام وصراعات المصالح والمطامح باعدت بينه وبين الإنقاذ . حالياً يعمل الأفندي باحثاً في قضايا الإسلام والديمقراطية وله عدد من المؤلفات في هذا المجال . في هذا الحوار يلامس الأفندي قضايا الفكر السياسي الإسلامي بشيء من الجرأة والوضوح . *السياسة تنافس بين مشاريع دنيوية ولكن الأحزاب الإسلامية رغم أنها تطرح برنامجاً دنيوياً إلا أنّها تعطي لنفسها حق محاكمة الآخر وتحيط مشاريعها السياسية بسياج من القداسة ما هو تعليقكم؟ #الأحزاب الإسلامية تربط نفسها بالإسلام لأن الأحزاب الأخرى تربط نفسها بأشياء أخرى هناك أحزاب تلتزم بالنهج الإسلامي والبرامج الإسلامية ، والحركات الإسلامية تحاول أن تستنبط من التراث الإسلامي ما يتوافق مع مشاريع التحديث في العالم الإسلامي عموماً هي صيغة للتحديث. *هناك من يعتقد أنّ هذه الصيغة فشلت بعد إخفاق تجارب حركات الإسلام السياسي السلطوية في إيران والسودان كيف ترد ؟ #هي طبعاً واجهت بعض الفشل وفي أكثر من مكان ولكن هذا يعني أنها حركات فاشلة تماماً وبصورة مطلقة رغم أنها فشلت في بلادها فشلاً ذريعاً . *الدولة مؤسسة تنجزها الشعوب . قد تنجح أو تفشل وهي خيار تاريخي بشري ليس من الدين في شيء , لماذا تسعى الحركات الإسلامية إلى الربط بين الدين والدولة ؟ هل الإسلام دين ودولة أم دين وأمة ؟ وهل بالضرورة وجود دولة من أجل استمرار الدين ؟ #في الحقيقة مصطلح الإسلام دين ودولة مصطلح جديد . الإسلام عقيدة وتوجه وفيه نواح قانونية واجتماعية . صحيح بعض النصوص والتشريعات لا علاقة لها بالدولة مثلاً أكل لحم الخنزير لا عقوبة فيه و لكن بعض المسلمين أكثر تمسكاً بعدم أكل لحم الخنزير من الصلاة والصيام . الإسلام منهاج للحياة إذا كنت تريد حياة عامة وتريد استخدام سلطات الدولة لتنفيذ بعض المفاهيم والمبادئ الأخلاقية من باب أولى أن تستخدم هذه السلطات في تنفيذ مبادئ ومفاهيم الدين أو الحياد أي أن تكون الدولة محايدة . *هل ترضى بمفهوم الدولة المحايدة تجاه الأديان ؟ #صمت لفترة . والله أنا شخصياً لا أرضى بهذا المفهوم ولكن إذا كان هناك خيار بين المعادية للأديان والدولة المحايدة تجاه الأديان سوف أختار الدولة المحايدة . *هل هناك أي ضرورة لوجود دولة تحمي الدين في التاريخ الإسلامي . توجد فترات طويلة غابت فيها الدولة ولكن الإسلام لم يندثر ويزول ؟ #هذا صحيح بقى الإسلام رغم المغول والاستعمار ولكن هذا لايعني عدم الحاجة لوجود دولة . *مقاطعة : في الفكر الإسلامي وقع خلط متعمد بين الحاجة إلى وجود سلطة وفق مقتضيات الوجود الإنساني والرضوخ لأي سلطة تدعي أنها الإسلام حتى ولوكانت مستبدة ؛ وفق قاعدة وجود حاكم مستبد لمدة عام , أفضّل يوم واحد بدون سلطة أو حاكم ؟ #طالما كانت الحاجة تقتضي وجود دولة من الأفضل أن تعلي من مكانة القيصر والأخلاق السائدة التي يؤمن بها الشعب . *تبدو وكأنّك تدعو إلى قيام دولة دينية "ثيوقراطية" ؟ #رد بسرعة أبداً أنا لا أ دعو إلى دولة ثيوقراطية ولكن إذا كنت أنا أقوم بدفع الضرائب لها وتطالبني هذه الدولة بالرسوم وغيرها لابد أن تكون دولة تدعو إلى القيم التي أومن بها . *هل توجد دولة دينية وفي نفس الوقت ديمقراطية ؟ #الدولة الإسلامية تستصحب الآراء العامة والقيم الموجودة في المجتمع ، يعني يوجد نوع من المتابعة للقيم الدينية ولا يمكن أن تعمل الدولة بدون قيم . مثلاً في دولة المدينة حدث شيء قريب من هذا حيث كانت الدولة تستصحب قيم المجتمع وآراء العامة . *دولة المدينة لاتصلح كمقياس مع واقع الدولة القومية المعقدة الموجودة اليوم ، دولة المدينة يمكن أن تطلق عليها مجتمع المدينة ، الدولة الموجودة اليوم بطبعها تنظيم معلمن كيف ترد ؟ #الدولة فعلاًً تنظيم معقد ولكن هذا لا يمنع استصحاب قيم المجتمع في الدولة . هناك حديث قديم جديد من زمن بن خلدون بأن الدولة لا دين لها ، الدولة إلى حدّ ما لها منطقها الخاص . الخميني ذكر في كتاب له أن بقاء الدولة الإسلامية كدولة مقدّم على جميع الشرائح أنا اتحفظ على مقولة : ((الدولة لها منطقها الخاص )) بمعزل عن الأخلاق والقيم . في الدولة الإسلامية لابد أن يكون الحاكم قادراً على تبرير أفعاله بشيء من المنطق والأخلاق والقيم ومن منطلق الدين . *الأخلاق والقيم أقدم من الأديان ، هل يمكن تأسيس قاعدة أخلاقية بعيداً عن الدين وهل توجد أخلاق بعيداًعن الدين ؟ #طبعاً توجد أخلاق بدون دين حتى القرآن أشار إلى وجود قيم وأخلاق في المجتمع الجاهلي . هناك أشياء وأمور قانونية معينة الناس مأمورون بها وبإتباعها ، وهناك أمور ليست من شأن الدولة كالصلاة مثلاً ولكن بعض الأمور ربما تحتاج إلى دولة . عموماً هذا الموضوع قابل لنقاش موضوعي أكبر مثلاً قضايا الفساد تحتاج إلى دولة وهكذا . *يقول د.نصر حامد أبوزيد : ((الإسلاميون يتمسكون بالمعاصرة على مستوى الحياة المادية مع الإصرار في نفس الوقت على التفكير كما كان يفكر السلف وهذه حالة من حالات الإنفصام المرضي )) ما هو تعليقكم ؟ #هذا الكلام غير صحيح ؛ مثلاًً الغربيون حتى اليوم يستعينون بأفكار أرسطو وأفلاطون الإنسانية وهي لاتنفصل من تجارب الماضي . يعني مثلاً ؛ يمكن مناقشة قضايا قديمة من عصر الخلفاء الراشدين ولكن من منطلق العصر والمعاصرة . هل هذا الكلام فيه نوع من الهوس ، مثلاً إذا كنت أريد أن استخدم الكمبيوتر، هل ذلك يحتّم عليّ أن أفكّر وأقرأ كما كان يفكر أفلاطون أو أرسطو . الذين يقولون مثل هذه المقولات يعانون من الخرف المبكر. *التطور المادي في الغرب له ارتباط وثيق بتطور أخلاقي وإجتماعي ساد هناك على عكس ما يردده البعض بأن الغرب متطور مادياً ، ومتخلف أخلاقياً . هل تريد أن تفصل بين الأشياء وتقول نأخذ هذا الجانب، ونترك هذا الجانب من القيم ؛ مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان ..الخ ؟ #هذا أيضاً في رأيي خرافة أخرى مثلاً اليابانيون الذين أنتجوا معظم الأجهزة المتطورة لم يتخلوا عن قيمهم ودينهم . هل المطلوب مني مثلاً أن أؤمن بالبوذية حتى أفتح الكمبيوتر. لا يمكن أن يكون الخياربين أن أشتري هذا الجهاز مع الإيمان بعقيدة من صنعه أو أن أترك هذا الجهاز. أنا اشتري المعروض في السوق ولكن لا أريد هذا الفكر أوذاك ولايمكن أن تلزمني بما لا أريد . *أنت ترفض أفكار ومبادئ الذين أنتجوا الحضارة وتقيل على منتجاتهم . لماذا تطور هؤلاء وتخلفنا رغم وجود الأفكار والمبادئ التي ترفض تغيرها أو تطويرها ؟ #هذا السؤال مهم جداً لماذا تخلفنا وتقدم الآخرون . هؤلاء انتهجوا المنهج الرأسمالي وتم تحويل الإنسان إلى شيء أشبه بالآلة وتم عزله عن محيطه الاجتماعي , وتم استغلال العبيد في المناجم واستعمار البلدان الآخرى ونهبوا ثرواتها وتطور بهذه الطريقة وإذا أرادت دولة إسلامية أن تبني نفسها ، يتم تدميرها كما حدث للعراق وما يحدث الآن في إيران من مقايضات . عموماً هناك محاذير وأضرار من هذا المنهج . طبعاً بعض الدول نجحت في تجاوز الشرط وأنجزت في العديد من المجالات دون التزحزح عن قيمها ومبادئها . مثلاً دول الخليج تطورت واستفادت من عائدات النفط وأقامت بنى تحتية جيدة . *ولكن هذه الدول طوّرت المباني وأهملت الإنسان وهي دول مستهلكة تنتج المواد الخام وتستورد المواد المصنعة كلّها من الخارج ؛ يعني هي تنمية مشوهة ؟ #المهم في النهاية قد يؤدي إلى شيء معين ولكن في النهاية هي خيارات إنسانية . هل أنا أريد التضحية بثقافتي مقابل اللحاق بدول العالم ، أم أحافظ على ثقافتي وأعمل في نفس الوقت على التحديث والتطور هذا ، موضوع شائك يحتاج إلى حديث طويل وأنا لا أريد أن أفتي فيه وهو متروك لمزيد من النقاش .
|
|
 
|
|
|
|
حسن بركية
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست