الحل في نظام الكونفدرالية البرلمانية تقسم البلاد الى خمس ولايات لها سلطات واسعة: محجوب عروة

Quote: قولوا حسناً الكونفدرالية البرلمانية مرة أخرى محجوب عروة كُتب في: 2008-01-15 حينما كتبت مقالي أمس عن قناعتي بأن النظام المختلط بين الكونفدرالية السويسرية والنظام البرلماني البريطاني لم أكن قد قرأت تصريح السيد مالك عقار حول دعوته لتطبيق النظام الكونفدرالي في السودان بديلاً للانفصال أو الوحدة.. إنها مجرّد توارد خواطر ولعل الفارق بين رأيي ورأي السيد مالك عقار هو أنني أضفت النظام البرلماني للنظام الكونفدرالي، وكما هو معروف أن الفرنسيين أخذوا بمحاسن النظامين الرئاسي الأمريكي والبرلماني البريطاني يعتقدون أنه الأنسب لبلادهم وهو ما أطلق عليه أنا (النظام البرلماسي).. إذن إختياري للنظام (الكونفدرالي البرلماني) ليس بدعة في الفكر السياسي لبلاد شاسعة كالسودان (مليون ميل مربع) من الصعب حكمه مركزياً.. وهو أكبر بكثير من إنجلترا وسويسرا مجتمعتين بل يمثل ثلث مساحة أوربا كما أن دارفور وحدها تساوي مساحة فرنسا وولاية الخرطوم لوحدها هي ضعف مساحة لبنان (ولاية الخرطوم 20 ألف كيلو متر مربع، ولبنان 10 آلاف كيلومتر مربع).. إنني حينما أدافع عن النظام الكونفدرالي البرلماني فإنما ينطلق أولاً من ثلاث تجارب فاشلة أولها للنظام البرلماني التقليدي عقب الاستقلال وعقب ثورة اكتوبر 1964م وأبريل 1985م كما ينطلق من فشل النظامين الرئاسيين في عهد مايو ويونيو والسبب في ذلك أن (مراكز القوى) و(البطانة) التي تحيط بالرؤساء كانوا في الواقع هم الحكّام الحقيقيون ورؤساء الجمهورية هنا لا يقفون أمام البرلمان إلا عندما يخاطبون افتتاح الدورات البرلمانية ولا يسألهم أو يستجوبهم البرلمان ولا يستطيع البرلمان أن يحاسب (الرجال حول الرئيس) لأنهم يتمتعون بحمايته مثلما كان يحدث أيام الرئيس الاسبق نميري.. ولعل أهم ما يميز النظام الرئاسي الأمريكي هو الفصل بين السلطات خاصة بين التنفيذية والتشريعية وهو أمر كان ولا يزال مفقوداً في نظامنا الرئاسي في السودان.. فالتداخل بل هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية يعرفه حتى راعي الضأن في الخلاء سواء بطريق مباشر أو بالتحكم من بعد وهو ما أخل بالنظام الرئاسي وأفقده كفاءته وغياب الشفافية والمحاسبة واستشراء الفساد السياسي والمالي.. واستمرت قبضة المركز مما دفع بالهامش أن يقوم بانتفاضات مسلحة في (الجنوب، دارفور، جنوب كردفان، الانقسنا والشرق).. هناك الآن بلا شك انتفاضة الأقاليم لتتحرر من السيطرة المركزية وقد يدفع ذلك البعض -كما حدث للجنوب- للمطالبة بتقرير المصير وربما يؤدي للإنفصال وتشرذم وتشظي السودان وربما لحروب أهلية أسوأ من سابقاتها خاصة على الشريط الحدودي بين الشمال والجنوب وقد يتوقف البترول فينهار الاقتصاد تماماً.. الحل عندي هو في نظام الكونفدرالية البرلمانية حيث تقسم البلاد الى خمس ولايات لها سلطات واسعة ورأس دولة مكوّن من مجلس خماسي يتداولون الرئاسة دورياً وننتهي من حكاية المطالبة بنواب رئيس أول وثاني ومساعدين وكثرة المستشارين.. أما البرلمان المركزي فيختص بالسياسات العامة والتشريعات والرقابة على جهاز تنفيذي تضامني برئاسة رئيس وزراء مسئول أمام البرلمان، وأمام مجلس الرئاسة.. هذا رأيي والله أعلم. السودانى العدد رقم: 780 2008-01-15

Quote: الاتحادات الكونفيدرالية Confederations ويطلق عليها أحيانا كلمة "CONFEDERACIES'، وهي مجموعات من الدول لها أغراض مشتركة، دفاعية أو اقتصادية، وتكون متحالفة مع بعضها بموجب معاهدات، وقد تحول نفسها مع الزمن إلى اتحادات [FEDERATIONS] أي دولة واحدة لها حكومة اتحادية [FERERAL GOVERNMENT]، ومن أبرز الأمثلة على ذلك: الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا، وقد بدأت الأولى على شكل الكونغرس القاري [CONTINENTAL CONGRESS]، وهو عبارة عن اتحاد كونفيدرالي مكون من المستعمرات البريطانية المتمردة التي أعلنت استقلالها عن البلد الأم عام 1776، وقد أصدرت عملتها الخاصة بها وأنشأت جيشا، ولكنها بعد أن هزمت البريطانيين - بمساعدة فرنسا عام 1780 - وجدت الاتفاق على سياسة معينة أمرا من الصعوبة بمكان، لذلك أصبحت اتحادا فيدراليا عام 1787 تمثل بالولايات المتحدة الأمريكية. وكثيرا ما تلتبس الفيدرالية والكونفيدرالية في الحديث، ون كان التمييز بينهما واضحا في مصطلحات علم السياسة. وقد يكون أحد الأسباب أنّ اسم سويسرا الرسمي، والتي كانت اتحادا في القرن الرابع عشر هو "الكونفيدرالية السويسرية" [Confederation Suisse] وقد تميل دولة الاتحاد الكونفيدرالي إلى أن تكون لها حكومة اتحادية (فيدرالية) [FEDERAL GOVERNMENT]. والاتحاد الأوروبي هو في الوقت الحاضر اتحاد كونفيدرالي، ولكن يدور الكثير من النقاش بشأن تحوله إلى اتحاد فيدرالي، ومن وجهة أخرى فإنّ منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) هي عبارة عن اتحاد كونفيدرالي من غير المحتمل أن يصبح اتحادا فيدراليا أبدا.