|
أتفاق تحت "الطربيزة " بين آل المهدى والمؤتمر الوطني
|
جريدة السوداني العدد رقم: 780 2008-01-15 تعيينات آل المهدي.. صفقة تحت الطاولة!!
تقرير: أمينة الفضل
Quote: ظل حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي خارج دائرة المشاركة في الحكومة منذ قدوم الانقاذ، وبقي منادياً بالمؤتمر الجامع والتعددية والديمقراطية إلى أن توافق مع المؤتمر الوطني عبر لقاءاته الشهيرة ببيت الضيافة والتي خرج منها متفائلاً ومتجاوباً مع مقترحات الوطني. وعزا المراقبون الرضا الذي خرج به الصادق المهدي من لقاء بيت الضيافة الذي إنتهى بعشاء فاخر إلى حلحلة قضايا مهمة وإجابات على أسئلة كانت عالقة انشرح لها صدر (الإمام) كان ينتظرها طويلاً.. وذهب إلى وصف اللقاء المهم والجيد والموفق. معلقة الذهب و(الحديد) ومنذ لقاء المهدي بالبشير، والهمس يعلو حول صفقة ما قد تمت تحت (الطاولة) باستيعاب بعض أبنائه في أجهزة الدولة، وارتفع الهمس ليصبح حقيقة بالتحاق أصغر أبناء المهدي بجهاز الاستخبارات، وبرزت تكهنات بتعيين عبدالرحمن الصادق مستشاراً للرئيس أو عقيداً بالجيش، ومريم الصادق وزير دولة بوزارة الرعاية الاجتماعية، رغم النفي المتكرر للمهدي الأب ونقده اللاذع في تصريحاته الصحفية للمؤتمر الوطني والنفي اللاحق لدكتورة مريم المهدي بعدم صحة ما تردد. وربما أراد المهدي أن يهئ أبناءه لدخول الساحة السياسية من أوسع أبوابها وبالتالي يضمن مستقبل الأسرة التي ولدت في أفواهها ملاعق من ذهب كما قال المهدي نفسه في احتفال عيد مولده الثاني والسبعين، لكنه استدرك قائلاً إن هذه الملعقة تحولت لحديد الآن. والشاهد أن تصريحات المهدي في آخر مؤتمر صحفي له كانت قد قطعت الطريق أمام أية مشاركة لحزبه في السلطة الحالية إلا وفقاً لشروطه، وهي إما الانتخابات أو حكومة قومية يتراضى عليها الجميع، ولكن ما الذي جد.. هل آثر المهدي أن يسبح مع السابحين، الأمر الذي عابه على بقية أحزاب الأمة المنقسمة حينما وصفها (بالفقاقيع)، وان الطموحات الشخصية لدى أفراد بيت المهدي هي التي أدت لانقسامات الحزب، ورفضت تيارات داخل حزب الأمة بشدة دخول أنباء المهدي في السلطة، ويرون أن لقاءات المهدي بالوطني ضربة لهيئة الحريات ومحاولة لزعزعة ثوابت الحزب، إذ أنها كانت محل نقد وتذمر وعدم ارتياح لدى قطاع عريض من المنتمين لحزب الأمة، ربما لأنهم استندوا لتصريحات المهدي التي تقول "لن ندخل في الحكومة لأننا أناس تحكمنا المبادئ". وكانت ابنة المهدي المسؤولة عن أمانة الاتصالات السياسية في حزب الأمة مريم الصادق نفت في بيات صحفي قبولها لأي منصب، وقالت "لو عرض المنصب لرفضته بناءً على مقررات الحزب المعلومة منذ قراره الصادر في 18 فبراير 2001م، وأضافت أنها تحتل موقعاً دستورياً تنفيذياً وتلتزم التزاماً قاطعاً بقرارات الحزب. هذا النفي ربما قطع الطريق أمام اية مشاركة في السلطة الحالية وربما أحرجت هذه التصريحات المهدي الذي يبدو أنه سيفتح صفحة جديدة مع الوطني رغم ما قاله واطلقه في الهواء، فالمهدي يقول إنه يسعى من خلال لقائه بالوطني إلى توفير الحريات واقامة الانتخابات بآلية محايدة وإدارة مستقلة بعيداً عن الأجهزة المحسوبة على الوطن، وذكر أن أي اتفاق مع الوطني يرمي للوصول لحل مقبول ويصب في خانة الاجماع الوطني عبر الاقناع، مؤكداً أن حسم الصراع داخل الغرف أفضل من حسمه في (الشارع) أو عبر القتال في الميدان، مستبعداً استخدام وسيلتي الانتفاضة الشعبية والعمل المسلح رغم أنه كان ينادي بالجهاد المدني. الدكتور الطيب زين العابدين المحلل السياسي قال إنه يتمنى أن تكون تكهنات دخول حزب الأمة في الحكومة حقيقة وصادقة وأن يتقارب الأمة والوطني ليعملوا معاً على الغاء القوانين المقيدة للحريات وتكون مفوضية للانتخابات والإسراع بستجيل الأحزاب التي لم تسجل بعد حتى تتيح المناخ بقيام انتخابات نزيهة وعادلة، وقلل من أهمية دخول أصغر أبناء المهدي للحكومة عبر بوابة الاستخبارات برتبة ملازم، وقال إن ذلك ليس بالأهمية ولا يمكن للمؤتمر الوطني احتواء آل المهدي باستيعاب ابنهم في جهاز وظيفي. وحول تناقض تصريحات الصادق المهدي بالمشاركة في الحكومة وعدمها قال الدكتور زين العابدين إنه ليس هناك تناقض باعتبار أن كل من يعمل بالسياسة يعرف أن التحول السياسي مستمر ولا ثبات فيه، وذهب إلى تشجيع حزب الأمة للمشاركة لمزيد من التحول الديمقراطي، وبرر ذلك بأنه كلما شاركت قوى سياسية أكثر تدفع بالتحول الديمقراطي بالبلاد رغم تباطؤ المؤتمر الوطني في تنفيذ الاتفاقيات مع شركائه. ويرى المراقبون أن مثل هذه التكهنات مهمة لتهيئة الجو العام لتحولات جديدة قد لا يستطيع البعض التأقلم معها إلا عبر الدفع بها رويداً رويداً لكن البعض الآخر يرى أن من أطلق هذه التكهنات ربما أراد أن يختبر رد فعل حزب الأمة سيما وأن الحزب عرف بتصريحاته المضادة للوطني والتي لم تتوقف إلا بعد اللقاء الكبير الذي كان سبباً في نسج الكثير من الشائعات ليس آخرها تعيينات آل المهدي في السلطة والتي تبرأوا منها وريثما تصدق أو تكذب الإشاعة يظل دخان التكهنات يتصاعد في الهواء، إلى أن تستبين حقيقة الصفقة.
|
|
|
|
|
|
|