الجلابة بين الأمس واليوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 11:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-15-2008, 08:35 AM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجلابة بين الأمس واليوم

    الجلابة بين الأمس واليوم

    قبل أيام شاهدت في إحدي الفضائيات السودانية فقرة إعلانية تقول : فلة ديلوكس فاخرة ، توجد بها مظلة للسيارة ، غرفة للحارس ، وغرفة للخادمة وصالة أنترنت ، هذه الفلة المحروسة لا توجد في دبي أو الشارقة حيث يشعر المواطن بثروته النفطية في كل شيء يريده ، بل في السودان هذا البلد الذي يموت فيه الناس شهداءً أمام أبواب المستشفيات بسبب عدم إمتلاكهم لثمن تذكرة الطبيب ، كنا في الماضي نعرف أن البيت السوداني متاح دخوله لكل القادمين ، ولا توجد خصوصية في البيوت بالشكل الذي أفاض فيه الإعلان ، كنا نتجنب حتي إستخدام كلمة " خادمة " والتي تعني في الثقافة الخليجية أمرٌ قريب من العبودية والسخرية ، ففي العادة كنا نستخدم لفظ " البنت الشغالة " لنتجنب الإلتباس في فهم المقصد وهي تشاركنا نفس السقف الذي نعيش فيه ، كما هي في أغلب الأحيان تمت لنا بصلة القرابة أو من المنطقة ، وفي بيوتنا ، كان من العيب إتخاذ حارس ليلي ، بسبب أن البيوت السودانية كانت تعج بالضيوف والطلاب ومرتادي المستشفيات وأرباب المعاشات ، فيتميز البيت السوداني –مهما علا شأن صاحبه - بالحركة البشرية ، لذلك كان اللصوص يتهيبون الإقتراب منه ، ففي العادة يتفرق هؤلاء الضيوف بين الحوش والديوان وغرف المنزل ، وإذا ضاقت المساحة نلجأ إلي فزعة الجار والذي يهب داره بطيب نفس ، هي حراسة مائة بالمائة تجمع بين الإلفة الإجتماعية وبين التعاضد والتماسك الذي كان يسود في المجتمع السوداني أنذاك قبل أن تهب علينا الرياح النفطية التي تركت الفقير يزداد فقراً والغني مثل قارون لا يعرف ماذا يفعل بأمواله ، فيطلع بأبهته على الفضائيات ويدعي أنه جمع ماله بعلم من عنده ، من حق الأثرياء في الخرطوم إستخدام الحراس الأمنيين حتى ولو كانت أجورهم تضاهي أجور منظمة بلاك ووتر ، فقد عاب أحد الخلفاء على أبو دلامة جبنه في الحروب ، فرد عليه أبو دلامة : يا أمير المؤمنين أنها نفس واحدة لا أملك غيرها ، بعد ما شاعت في الخرطوم جرائم القتل البشعة والإغتصاب والنهب أصبح من حق كل غني أن يستعين بحارس أمني مهما زادت الكلفة ، وزارة الداخلية لا تحمي المواطن قبل وقوع الجريمة لكنها تبرع في عقد المؤتمرات الصحفية ونسج الحكايات المثيرة ، أنها نفس واحدة كما قال أبو دلامة ، نعم ، بسبب أموال النفط المتدفقة تغير نمط الحياة الإقتصادية في السودان مما جعل رموز الرأسمالية الوطنية يخرجون من الساحة و يحل مكانهم جيل فضائي جديد من الشباب المسيسين ، هذا الجيل أتى بالشركات الأمنية مع إستقدام الخادمات من أندونيسيا والفلبين ، فالجلابة ليسوا في الجنوب فقط ، بل أصبحوا ينتشرون في كل مكان و لكن برؤية جديدة ومع طموح أكبر من السابق .
    في جنوب السودان كان من الممكن التعرف على هيئة الجلابي من ملبسه ، جلابية عريضة وعمامة ، شال في الوسط ، جزمة من جلد النمر ، يركب سيارة نقل من موديل بدفورد معبأة بكراتين الصابون والبسكويت وزيت الطبخ ، هذه الصورة الكلاسيكية للجلابة قد أنتهت ، كما أن نشاطهم لم يعد يقتصر على الجنوب كما كان يحدث في السابق ، الجلابة العصريين هم الذين يسكنون في تلك القصور الفاخرة التي خصصت غرفة للخادمة والحارس ، يتنقلون بسيارات الهمر داخل شوارع الخرطوم الضيقة ، يطلون على شاشة الفضائيات ووجوهم تكسوها المساحيق ، يرتدون الأزياء الباريسية ، في إحدى المرات فاز أحدهم بجائزة في مسابقة نظمتها إحدى الفضائيات ، وعندما تسلم الجائزة أمسك بشدة بيد مقدمة البرنامج وقال لها :-
    أنا إذا دخلت صفقة لازم ( اشيلا ) كلها !!
    أشيلا كلها ، انا أستحي من الخوض في الإيحاء الضمني لهذه العبارة التي جعلت المذيعة في صندوق الهدايا ، لكن هذا يكشف البون الشاسع بين جلابة اليوم والأمس ، فجلابة الجنوب كانوا طبقة من الناس نشأت تحت ظروف الحرب والحاجة ، أما جلابة الخرطوم فهم الدولة والحزب والإعلام ، يتعاملون مع الشعب السوداني بصيغة البائع والمشتري وقيمة البضاعة ، نعم ، لقد أحزنني ما حدث في كينيا ، هذا البلد وقف معنا في ترسيم السلام ، لذلك لن نشمت على أهله وهم يسقطون قتلى في الميادين العامة بسبب التجاذب السياسي ، لكن ما حدث في كينيا هو أفضل من السكوت على الخطأ ، نعم ، فلنقل أن هناك ضحايا سقطوا وقُدر عددهم بثلاثمائة شهيد ، لكن نحن في السودان سكتنا وقبلنا بالجلابة يحكموننا بقوة السلاح ، فمات بسبب حرب الجنوب مليونان من السودانيين ، وتشرّد ما يقارب الستة ملايين كنازحين بين دول الجوار ، السكوت على حرب الجنوب قاد الجلابة إلي تكرار نفس التجربة في دارفور ، فقتلوا خمسمائة ألف شخص ، وأحرقوا القرى والمدارس وشردوا أربعة ملايين إنسان ، هم قالوها منذ البداية : من أجل الثورة يجب أن يموت ثلثي أبناء الشعب السوداني ليبقى ثلث واحد يقوم بالحكم .
    سارة عيسي

    (عدل بواسطة SARA ISSA on 01-15-2008, 09:04 AM)

                  

01-15-2008, 08:46 AM

كمال الدين بخيت اسماعيل

تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجلابة بين الأمس واليوم (Re: SARA ISSA)

    Quote: أنا إذا دخلت صفقة لازم ( اشيلا ) كلها !!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de