فى مركز الخاتم عدلان و اتحاد الكتاب: عنصرية يسببها ضائعو الهويّة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 05:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2008, 12:03 PM

khalid kamtoor

تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فى مركز الخاتم عدلان و اتحاد الكتاب: عنصرية يسببها ضائعو الهويّة

    مفاكرة الجمعة
    فى مركز الخاتم عدلان و اتحاد الكتاب: عنصرية يسببها ضائعو الهويّة
    الشيخ عمر الأمين


    1 : مدخل : الخبر وما واءه :
    1/1: حمل الشهر الماضى أخباراً موسمية جد هامة عن المناشط السياسية المصاحبة التى يطلق عليها عادة منظمات المجتمع المدنى، ألا وهى أخبار المانحين الممولين لهذه المناشط . فقد ورد خبر منحة الأمير كلاوس لاتحاد الكتاب السودانيين، وقبلها بأيام حمل إلى أحد الإخوة المتتبعين لكتاباتى فى هذه المفاكرة خبراً مفاده أن هنالك منحة أخرى حاز عليها مركز الخاتم عدلان من مؤسسة رسمية أمريكية و قدرها 70 الف دولار. وقد وقع الخبران على وقعاً شديداً إذ أننى كنت أقلب فى شأن التشابه الشديد بين هاتين المؤسستين من حيث ناشطيهما و ما يقومان فيهما من فعاليات، ومن ذلك تبنيهما لخط واحد يصب غالبه فى تيار يحاول جاهداً أن يحدث تشققاً فى جدارالهوية العربية الإسلامية فى السودان باحثين عن أزمات فى (هجنة أو خلاسية) يرون أنها منقصة فى عروبتهم.
    1/2 : دفوعات وجيهة:
    و قد عبّر جمع من (المثقفين) ممن استمعت إليهم، عن دفوعات يقولون فيها أن ما حازعليه اتحاد الكتاب السودانيين، فهى منحة مليئة بالشبهات مقدمة باسم نازى سابق يسمى الأمير( كلاوس) يقال أنه كان يمتلك أراضى و (أطيان) فى أفريقيا!!!!. والجائزة مقدمة فى الأصل من وزارة الخارجية الهولندية (تستهدف بها أشخاصاً ومنظمات تعكس المقتربات التقدمية والمعاصرة لقضايا الثقافة والتنمية) وذلك حسب تعبير السيد رئيس اتحاد الكتاب السودالنيين الذى أضاف فى مقال بالملحق الثقافى لهذه الصحيفة أن (هولندا توجه احتفاءاتها الغالبة إلى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ودول الكاريبي حيث تتم الاختيارات لجوائزها الرئيسية والفرعية بواسطة مجلس محكمين خبراء في مجالات عنايتها)
    و رغم وجاهة دفوعات إخوة ثقافة المؤسسية من رسمية أو مدنية ضد تبدل مواقف نشطاء المؤستتين المذكورتين أعلاه، كما هو موقف الأخ الأستاذ كمال الجزولى عندما أثنى على مؤسسة (للثقافة العمالية) النقابية فى رفضها لمنحة مؤسسة (فوردفاونديشن) فشكرها فى مقال عريض فى صحيفة (الميدان) إبان الديمقراطيّة الثالثة واصفاً منحتها ب( عربة فوردفاونديشن المفخخة)، فى حين ظهر وهو يمسك طائعاً مختاراً بكلتا يديه بفخ منحة الأمير (كلاوس) ضمن فعاليات مؤتمر اتحاد الكتاب السودانيين. مع ذلك فليس العبرة فى تبدل مواقف فعاليات اتحاد الكتاب، ولا فى تبدل مواقف فعاليات مركز الخاتم عدلان عندما كانت فى سابق تاريخها السياسى يبشرون ببعث كلمة (لا إله إلا الله قويّة فى صدور الرجال) انطلاقاً من السودان الذى (حفظ الله فى أهله ما يؤهلهم لقيادة العالم لبعث هذه الكلمة) فأنتهى بهم الأمر الى معاداة الهويّة (العربية الإسلامية) فى السودان بوصفها هويّة منتحلة. ذلك أنّه إذا ما ركزنا بصرنا على هؤلاء لرأيناهم كلهم عبارة عن (ضائعي) هوية أو (مضيّعوها)، و ما ينطلقون منه هى مواقف احتجاجية تنطلق من هذا ( التضييع) فتصنف غالباً فى خانة (الآيديولوجيا المضادة) وذلك تفريقاً لها عن (آيديولوجيا الصراع السياسى) فى الدولة المعاصرة، تلك التى تتجه فى غالبها الى اتخاذ مواقف سياسية إيجابيّة بحكم احتوائها على رغبات قويّة فى البناء والتقدم لا الإستئصال والهدم. فكتابات الأستاذ كمال الجزولى التى لم يعلن حتى كتابه هذه السطور عن توبته منها وتتحدث عن (مأزق الهجنة والإستعراب) أو كتابات د. االباقر العفيف حول انتحال الهويّة (العرباسلامية) فى السودان أو كتابات د. محمد جلال هاشم حول (ثقافة البجاح) فهذه كلها مواقف (آيديولوجية مضادة) تفتقر الى أبسط مقومات الضبط العلمى فتحتج على الجغرافى والطبيعى (البايولوجى) و التاريخى والثقافى دون أى منبررات، مما يشير الى وقوعها كخلفية لنفسية خربة ناتجة عن داء عنصرى عضال تدميرى وتهديمى لا يعرف البناء و لا التقدم ولا التسامح.

    1/2 : شكل اجتماع مركز الخاتم عدلان واتحاد الكتاب:
    وهو يبدو كاجتماع (التعيس) فاقد بوصلة النسق الفكرى الصحيح مع( خائب الرجاء) السياسى الذى يطمح الى جر من ينتمون الى شرف الكلمة الى حوض (الآيديولوجيا المضادة) الآسن. وذلك يجر بالطبع منظمتى المجتمع المدنى (اتحاد الكتاب و مركز الخاتم عدلان) بلا أى ذنب منهما ، فيصبحا كبؤرتين متضامنتين ومتعاضدتين لتفريخ وتصدير(الآيديولوجيا المضادة) هائلة القدرات التدميرية.

    وينطبق وصف التعيس وخائب الرجاء فى ثقافتنا المتوسطة تماماًعلى مضيّعى الهوية، إذ نراهما فى المثل الذى يحتويه شطر البيت الشعرى السودانى العرباسلامى ( اللوم والشكر واحد على السجمان) إذ تنعدم عندهما بحكم ضعف الإنتماء (الهويوى) الثقافى فنراهما غير مسئولين ، ليس عليهم جناح أن يأتى حديثهم مليئ بتخليط معرفى مع سلطات ــ بفتحة على السين واللام والطاء ــ فكرية و مفاهيم دخيلة على الثقافى كأن يؤخذ أمرالإلتزام بهويّة ثقافيّة ما كأنما هو دخول الى سجن لا يمكن أو لا يصح الفكاك أو الخروج منه. أويقال عن فرض هويّة من خلال قمع هويّة أخرى أوستضعافها بالقوة فنقول بهويّة مفروضة بقوة السلطة والسلاح.

    2/ 1 : العلم والمعرفة فى متلازمة الهويّة والثقافة:
    ولا تختص هذه المفاكرة بعملية تتبع تبدلات مواقف التعساء وخائبى الرجاء . بل ما يهمها مباشرة درء أخطار آيديولوجيتهما المضادة. لذلك تمد هذه المفاكرة ببصرها الى مشروع تأسيس درع واق علمى تنويرى. فقد تحدثنا فى مفاكرتنا الأسبوع الماضى فى معرض تعريفاتنا المصطلحية عن أصوليّة تبدو فى متلازمة الهويةّ والثقافة كقيمتين أولييتين تتمثل فيها طبيعيّة الإجتماع البشرى. و تلك رؤية أو أطروحة علمية أكثر منها معرفيّة، تجهد هذه المفاكرة نفسها فى تثبيت أركانها ، إذ تتصل بقانون أصيل و متفرد ، لا يكاد يُرى من شدة تمنعه على المعرفى، إلا عن طريق تأويل أو إن شئت فقل تفكيك أو قل تحليل طبيعة هذا الإجتماع كظاهرة يلزم أمر علمنتها سلوك طريق وحيد يفرض رؤيتها فقط فى أصولها الأولية البسيطة الأصيلة. أى قبل أن تطرأ عليهما أى تعقيدات لاحقة كولوجهما مرحلة المدنية ثم الإمبراطورية ثم الكولينيالية ثم الدولة الوطنية القطرية، ثم ما يتبع كل ذلك من اعتبارهما كثوابت يلحق بهما متغيرات لاحقة كالمشاريع الحضارية التى تقوم على مؤسسية وقوانين الخ الخ. فهذه المفاكرة أصبحت تنأى بأطروحاتها عن كافة الرؤى المعرفية، والتى هى عند أهل العلم قابعة داخل حدود المعرفة البشرية، فى موقع يقع بين بدائيتها عند الإنسان الحيوان ،ثم هى متصاعدة الى نهايتها فى موقع الحكمة فى أعلى نهايات سقف المعرفة المتقاصر عن بلوغ مقام العلم الأكثر علواً عن المعرفى، تلك العلياء التى لا يمكن دخول حضرتها إلا بالولوج عبر الباب الوحيد الذى يفضى الى حضرة العلم ، ذلك الباب الذى لا يمكنه التعرف على مدخله كل من هو محصور داخل الحدود المعرفية من التعساء وخائبى الرجاء و سواهم من المعرفيين.

    2/2/: شمس العلم والتطهير الفكرى:
    وقد يبدو فى ذلك اعتذار مصحوب بنقد ذاتى، أن وقعت هذه المفاكرة، منذ يوم دعوتها بواسطة مركز الخاتم عدلان لتقديم أطروحة مضادة ضد مؤتمر أزمة الهوية والحرب الأهلية، فى محاولات بائسة يائسة لتنقية وتحلية ماء ذلك الحوض المعرفى الآسن، لكنها عادت الآن تائبة مستغفرة بعد أن لاحظت أنه ليس غير شمس العلم ما بامكانه أن ينظف ويطهر ذلك الحوض الآسن بعد تجفيفه. لذلك فقد قررت منذ اليوم ايقاف تتبع مقالات ذلك المؤتمر واحد بواحدة، والتحول الى نقد كليات رؤاها عبر أطروحات تتناول (عضم) القضايا لا تمظهراتها، كجدل الهويّة والعنصريّة، و مفتريات إتجار العرب المسلمين بالرقيق زوراً وبهتاناً، وفى ذلك بالطبع قطع لحالة الركض خلف تيار(الآيديولوجية المضادة) و تعديل المساربالعودة الى جادة الفكر الإيجابى البنّاء.

    3/1 : وماذا عن اليد السفلى:
    لكن مع ذلك فلا بد من ملاحظة حالة التعاضد بين اتحاد الكتاب و مركز الخاتم عدلان حول تشقيق جدار الهوية العرباسلامية. ذلك أنى لاحظت بعد وقوعى فى وحل عنصرية أطروحة د.الباقر العفيف، أن مثل ذلك الوقوع فى التفاصيل هو بالفعل (خواضة) فى وحل المعرفى، ربما يفوت على ملاحظتنا كلنا سواء كنّا ملاحظين ومناقشين أو أصحاب أطروحات، فلا نرى وقوع هذا الصراع الغشيم فى مكان يفيد ذئاباً حضارية خطيرة وضارية تتربص بمتفردات و قواصى غنم الثقافة. و ذلك لا يتم إلا بعد تشتيت جهد الراعى فى تجميع أغنامه، أو إلهائه عن مهمتة الأساسية الى مهام خارج حدود ما هو مكفول به رعايته. وذلك بالطبع يشير الى أن ذلك الصراع تم قيادنا إليه عنية وقصداً، بعد أن تم نصبه كشراك بفعل فاعل لا يهمه المضيعين لهويتهم من المتمسكين بها، بقدر ما يهمه الصراع نفسه ، فنصب شراك الوقوع فى صراع الهويّة كاختراق يسهل عليه استعمالها فى عملية ضرب الشق الملازم لها وهو المقصود الأكبر ألا وهو الثقاقة عدوه الأكبر اللدود. فكيف يحدث ذلك عادة؟

    3/2 : الكتابة البتجيب القروش
    و ذلك دائماً ما يكون بواسطة أكثر الشقين قيولاً بالقيام بخيانة ثقافية و يقوم بها فى الغالب من يتواجدون وسط مضيّعى الهوية و أكثرهم أصحاب اليد الثقافية الدنيا.
    ومما يتطابق مع هذه الصورة أن أهل (الآيديولوجيا المضادة) يعرفون تماماً أهل الإنتظام الحضارى الأوروبى من المانحين أصحاب اليد العليا، يتميزون بعداوتهم للثقافة وللهويات الثقافية عداءً شديداًمستحكماً، فينتظم أهل اليد السفلى فى مواقف العداء للهويوى الثقافى حتى يعجبوا أصحاب اليد العليا. ثم يكتبون لهم من الأطروحات (الماخمج)ما يجعلهم (يكشكشون ) جيوبهم من الفرح بهذه الأطروحات التى تحمل رؤى تنسجم مع المقتربات التقدمية والمعاصرة لقضايا الثقافة والتنمية) أو كما هو اقتراب د. الباقر العفيف ببحوثه عن الهويّة من رؤى هؤلاء عنها كما هو اعتماده على تعريفاتها على موسوعة ويبستر. فقد عبر لى أحد الأخوة ملخصاً ذلك بقوله : (دى يا ها الكتابة البتجيب القروش)
    وما أود قوله أحيراً أن هذه مجموعة صغيرة تعد بأصابع اليد الواحدة، تتجمع بدأب فى هذين الموقعين الذين يتبادلان أدوارهما حول دائرة للتخريب الثقافى للمجتمع فى السودان الأوسط، عاملين على تقريب مسافة حلم أوروبى قدبم فى وضع العالم فى حالة انتظام خلف قيادتها الحضارية. فالنحبة السياسية الأوروبية صاحبة المشروع العالمى للتخريب الثقافى فى أطروحة العولمة، تعرف أن السودان الأوسط هو بوابة و قنطرة أفريقيا الثقافية، ولا يهمها المضيعيون لهويتهم بقدر ما تعتبرهم أداة تساعد على هدم وتكسير هذه القنطرة. لذلك فهى ستدفع لهم بسخاء اليوم و غداً ما دامت أطروحاتهم تنسجم مع رؤاها. لكنها ستركلهم بعد غد رغبة فى أن تبعد عن نفسها جريمة خيانة ثقافية عظمى وجناية مريعة و مخجلة ، فتنكرهم وتتملص منهم تملصاً من جريمتهما المشتركة بالفعل والتمويل، كما تنكر الآن تصفيتها لثقافة (المورسكو) فى اسبانيا و تتباكى على فقدانها.

    اللهم ارزق أبناءها هذه البلاد البارين بثقافتها من بعد النظر ما يكفيهم شر الإحن، و يجنبهم الفتن ، ماظهر منها وما بطن، بجاه نبيك المصطفى الأمين ، وصحابيته الغر الميامين وآل بيته الكرام الطيبين، وكافى أهل الحجا و الفطن.
                  

01-14-2008, 03:28 PM

siddig elhilo
<asiddig elhilo
تاريخ التسجيل: 06-01-2020
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى مركز الخاتم عدلان و اتحاد الكتاب: عنصرية يسببها ضائعو الهويّة (Re: khalid kamtoor)

    الاخ khalid kamtoor
    موضوع مهم
    فقد عكست الضوء على جانب مهم جدا
    شكرا على الموضوع ونرجو المزيييييييييييييد


    خالص مودتي
    صديق الحلو
                  

01-14-2008, 05:34 PM

khalid kamtoor

تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى مركز الخاتم عدلان و اتحاد الكتاب: عنصرية يسببها ضائعو الهويّة (Re: siddig elhilo)

    شكراً أستاذنا صديق الحلو
    وغمرتني الفرحة حين شاهدتك داخلاً عبر المنبر وأنت تحييني.... ألف مبروك الانضمام ولك عامر الود
                  

01-14-2008, 06:01 PM

khalid kamtoor

تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى مركز الخاتم عدلان و اتحاد الكتاب: عنصرية يسببها ضائعو الهويّة (Re: khalid kamtoor)

    اتحاد الكتاب وشبهة التمويل الأجنبي
    أم صلمبايتي ولا كدكاي هنا زول أب صلمباية
    د. أحمد محمد البدوي


    * من جوامع الكم، الدالة على منتهى الحكمة ورجاحة العقل، هذا المثل الرنان، الحاسم السمت، الداعي الى التمسك بالاستقلال، وإن كان عائده المادي ضئيل القدر، والنامي عن التفريط فيه، وإن كان عائده المادي ضخماً مغرياً يسيل له اللعاب. أي ان يكون العمل الثقافي غير خاضع لاستخذاء التمويل الاجنبي وإن عظم!

    والصلمباية تعني الفأر الصغير والكدكاي هو الفأر الكبير الضخم: الجقر نقول هذا في مستهل تناولنا لمقال الاخ الفاضل رئيس اتحاد الكتاب: شكراً للهولنديين: السودانيون وجوائز الأمير كلاوس (الصحافة: 27/12/2007) ، حيث تناول الاستاذ ابراهيم اسحق قضية حصول اتحاد الكتاب على «منحة» الأمير كلاوس، وهذه المنحة نالها الاتحاد في عهد اللجنة السابقة، ولكن الاتحاد استهلها مؤخراً في عهد الاخ ابراهيم اسحق فهى تركة ورثتها لجنته وآلت اليه من سلفه.

    يقول في مقاله مُعرّفاً بالأمير:« ولد الأمير كلاوس في المانيا وقضى الشطر الاول من حياته حتى عام 1938م في تنزانيا حيث كان لابيه اطيان كبيرة. وفي الحرب العالمية الثانية التحق بالخطوط الالمانية في ايطاليا عام 1945 إلا انه وقع في أسر القوات الامريكية في ميرانو حتى قبل اشتراكه في القتال».

    ويسمح لنا الاخ الفاضل ابراهيم اسحق بتصويب معلومة، معروفة بالبداهة، ان لفظ:تنزانيا «ضرب» من النحت لأن اللفظ مستمد من كلمتين اثنتين هما تنجانيقا وزنجبار، واطلق على البلدين عندما اندمجا متوحدين في بلد واحد، عند الاستقلال من بريطانيا، برئاسة المعلم نايريري، وقد حدث ذلك قطعاً بعد عام 1938 بأكثر من عشرين سنة.

    لقد كانت المانيا تستعمر تنجانيقا، عائلة الأمير كانت مقيمة ايام الاستعمار في تنجانيقا واكتسبت بفضل نفوذ الاستعمار الالماني ملكية مزارع شاسعة المساحة، اطلق عليها الاخ ابراهيم عبارة: اطيان كبيرة، ومن المؤكد أن العمل فيها، كان يجري حسب نظام السُخرة أو ما يشبه السخرة.

    فالأمير حسب وضعه العائلي وصلته الاستعمارية جزء من ظاهرة الاستعمار الالماني والاوروبي في افريقيا، وقد فقدت المانيا مستعمراتها في شرق افريقيا وغربها إثر هزيمتها، وآلت تلك المستعمرات الى بعض الدول الاوروبية التي الحقت الهزيمة بالمانيا النازية، فعلاقة الأمير بأفريقيا ليست علاقة بريئة، ولو كانت تلك البراءة محصورة في عمل تبشيري.

    الأمر الآخر، وثالثة الاثافي، أن الأمير نازي حتى النخاع لأنه شارك في الحرب، وفي مكان خارج الارض الالمانية، ووقع في أسر القوات المعادية، قوات معسكر الحلفاء، ولو أنه أسر في بلده، أو في بلد يضم اطيان عائلته في افريقيا، لاعتبرناه مدافعاً عن حوزته وحماه، عن وطنه وحقه.

    ومن بعد الحرب ، عمل الأمير دبلوماسياً في السفارات الالمانية ولعل صلته الاستعمارية ببلد افريقي، كانت عائلته تقيم فيه، وكان على معرفة ما بالجو الافريقي، اهلته للعمل في بعض الدول الافريقية، الى ان التقى بملكة هولندا، وتزوجها، وتخليداً لذكراه اقامت الحكومة الهولندية هذه المؤسسة ذات الهبات السنية باسمه، ولعل استخدام الاخ ابراهيم لكلمة: المنحة أصح وأوقع من الجائزة، فهى منحة نالها اتحاد الكتاب بعد أن تقدم لها وطلبها وكفل لنفسه اسانيد من التزكية وإثبات حسن السير والسلوك والبراءة من السوابق الماحقة للفوز، وتلك عملية معقدة تدور تحت سطح الماء الظاهر للعين الرائية!.

    ويقول الاخ الفاضل ابراهيم اسحق مُعرفاً بالمنحة الهولندية التي استلمها الاتحاد من سفير هولندا في حفل خاص (مدنكل) اقامه السيد السفير على شرفها، يقول عن المنحة إنها:«تستهدف بالتكريم اشخاصاً ومنظمات تعكس المقتربات التقدمية والمعاصرة لقضايا التنمية والثقافة».
    ولا ندري على وجه اليقين ما دلالة كلمة (المقتربات) ولكن يمكن أن نعرف أنها في نهاية التحليل، يمكن ان تدل على ما تدل عليه كلمة الاعمال أو الانشطة.

    أفلا يدل استهداف المنظمة للمنظمات التي تعكس (المقتربات) التقدمية والمعاصرة لقضايا الثقافة، في حالة اتحاد الكتاب السودانيين، على انحياز تلك المنظمة لنمط معين من (الاعمال) وإدارة ظهرها بمعنى فقدان الاستهداف في حالة المنظمات التي لا تنتج اعمالاً تقدمية ومعاصرة.

    من يأمل في المنظمة توخي العدل والموضوعية، يجدها أبعد ما تكون في هذه الحالة عن العدل والموضوعية، لأنها راعت الانتقاء المتعمد، فمنحتها لاتحاد هو منظمة واحدة من منظمات المجتمع السوداني المدني العاملة في محيط الكتاب، مثل:
    1/ رابطة الكتاب السودانيين شابو وعيدروس.
    2/ اتحاد الادباء والكتاب: د. عمر قدور وحمدتو.
    3/ اتحاد الادباء: حديد السراج.
    4/اتحاد الصحفيين:
    5/ نادي القصة السوداني: من أندية اليونيسكو.
    6/ هيئة علماء السودان.

    ولأن هذه المنظمة هولندية، وليست سودانية، وقد منحت مبلغاً من المال، بالدولار، لاتحاد الكتاب، وهو منظمة سودانية، افلا يدل ذلك على تدخل هذه المنظمة الاجنبية، في شؤوننا الداخلية في السودان، ودس أنفها في حلبة الصراع والتنافس بين المنظمات السودانية العاملة في المجال نفسه، لأنها آثرت ودعمت اتحاداً واحداً وبالتالي صار لها موقف مضاد وسلبي، تجاه (الاتحادات الاخرى) اتحادات الكتاب السودانيين! الذين لا ينسجون على منوالها (التقدمي) (المعاصر).

    ربما يقول قائل ان هناك منظمات سودانية لا حصر لها تتحصل على عون مادي: اموال من الخارج ولاسيما من اوربا وامريكا، والرد على ذلك واضح وبسيط، هناك شبهة تلحق كل المنظمات السودانية التي تتلقى عوناً من دول اوربية ومن امريكا، صحيح ان هناك منفعة واضحة من الحصول على الدعم في بعض الحالات، ولكن الصواب ايضاً ان الشبهة واردة، والكمون تحت (السحاب) وارد، والافضل الاستعصام بالاستقلالية والنأي عن الشبهة.

    ولعله من المناسب ان نذكر هنا أن اتحاد الكتاب، في عهد الانتفاضة، استقدم الشاعرة الكويتية سعاد الصباح، فجاءت بهيلها وطائرتها ومنحت الاتحاد عطية بالدولارات، لا ندري كيف تصرف فيها الاتحاد، ولكن الجدير بالبحث هو لماذا هذا التهافت على الدعم المالي من خارج الحدود ولم؟

    بل لماذا لا تؤمن (الجائزة) الهولندية بحق الحرية، حرية الرأى، فمن حق الكاتب ان يختار الموقف المضاد للمعاصرة، والمخالف للتقدمية؟! والا يعاقب على ذلك في بلده!
    نحن -أعني- المهتمين بالدراسات العربية والاسلامية نعرف مدى عناية هولندا بثقافتنا، ومرامي مراكزها المرموقة مثل جامعة (لايدن)، ومطبعة (بريل) العريقة، وسوق المخطوطات، ووضع الثقافة العربية في بلاد المسلمين التي اسرتها هولندا بمعنى استعمرتها في اسيا، وحرصها على استضافة د. نصر حامد أبو زيد، وإنشاء كرسي دراسات اسلامية من أجله، ومنحه هالة علمية لا تستحقها كتاباته لا لمحتواها وموقفها الفكري الذي اثار ضجة، وإنما لانها من حيث الاداء الاكاديمي تتمخض عن لهوجة، وسطحية، واستهبال، وتهويل، و(لطش) من المسكين الاستاذ محمود محمد طه!

    أما اذا كان اتحاد الكتاب السودانيين لا يرى حرجاً في الحصول على عون من الحكومة الهولندية، وأنه لا يكمن وراء الأكمة أي غرض آخر، فارجو ان يسمح لي برواية الحكاية التالية:

    في عام 1966م، ظهرت سلسلة مقالات في صحيفة امريكية، ورد فيها ان المخابرات الامريكية مولت منظمة فورد تمويلاً جزئياً، وأن منظمة فورد كانت تمول المنظمة العالمية لحرية الثقافة، ومقرها في باريس ولما كانت هذه المنظمة تمول وترعى مجلة (حوار) العربية التي تصدر من بيروت، فقد استقال رئيس تحريرها توفيق صائغ: متنبي قصيدة النثر، وتوقفت المجلة عن الصدور، وبعد سنوات توفي توفيق صائغ في امريكا.
    لقد تعرضت المجلة لحملة ضارية ضدها وخاصة من اليسار والقوميين العرب، وكان توفيق صائغ يقول إن المجلة تصدر عن المنظمة العالمية وأن مؤسسة فورد هى التي تضخ المال: منحة او جائزة او مقاربة! وأن لا علاقة له بأمريكا ومخابراتها! وأنه لا يرى أي اهداف خبيثة كامنة وراء التمويل، إنما عطاء مفيد للثقافة العربية، والحق نقول انه ما من مجلة خدمت الثقافة السودانية مثل هذه المجلة، لأنها نشرت كل اعمال الطيب صالح، قدمته وكفلت له الذيوع، وكتب في المجلة وشارك في تصميمها سودانيون منهم: مدثر عبد الرحيم، مصطفى مبارك، محمد عبد الحي، جمال محمد احمد، محي الدين محمد، شبرين، الشوش مراسلها في الخرطوم، جعفر محمد علي بخيت.

    ومع ذلك فإن نبرات الصوت الذي هاجم حوار وجرمها، هى نبرات الصوت نفسه الذي بارك المنحة الهولندية، منحة الأمير النازي المشارك في استعمار افريقيا، وهى نبرات الصوت نفسه الذي قبل العون الآن في منظمات المجتمع المدني السوداني، من المراكز ومن منظمات حقوق الانسان.

    إما أن يكون قبول الدعم الخارجي- كالمنحة الامريكية او الهولندية- امراً مقبولاً لا مشاحة فيه، وعندئذ علينا أن نقر ببشاعة الجريمة التي ارتكبت في حق مجلة حوار صاحبة الفضل على الثقافة السودانية، وإما ان يكون الحصول على المنحة من عظائم الامور التي تستحق الويل والثبور، ويكون الحاصل عليها مساوياً لمجلة حوار في سقوط القيمة!
    لا يصح إلا الصحيح:أ بصلمبايتي ولا كدكاي هنا زول أب صلمباية، ودنيا دبنقا.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de