|
كلمات.. سليمان محمد سليمان قور
|
Quote: كان هادئا رزينا منذ طفولته. وحين علمت من أبيه أن الولد تخرج من كلية الزراعة - جامعة الخرطوم فرحت بالنباغاية الفرح. كنت أعلم أن محمد سليمان قور قضي عمره كله كفاحا شريفا من أجل المنطقة ومن أجل أسرته ، وحان أن يقطف ثمار جهده. لكن الأب قال لي وعلى وجهه بسمة هادئة: لكن الولد التحق بالحركة الشعبية. ران صمت بيننا لثوان..قطعت الصمت بسؤال اختباري: وإنت زعلان يا محمد؟ هز رأسه علامة النفي. قلت له: هذا الشبل من ذاك الأسد. لا تنس أنك كنت شيوعيا ذات يوم في بيئة قل أن يكون فيها شخص خارج طائفة الأنصار..وحين تركت الحزب الشيوعي لم تترك نضالك من أجل إنسان المنطقة..وعشت حياتك بطولها وعرضها محض اختيارك. دع الولد يعش عصره. ضحك بهدوء..والغريب أنني لم ألحظ عليه علامة الخوف على مصير إبنه أو الأسف مطلقا. ونلتقي هذه المرة بعد هجرتي الطويلة في السودان بعد عودة قرنق ظافرا من الغابة إلى القصر الجمهوري. زارني مرحبا بعودتي للوطن عضو المجلس الوطني عن الحركة الشعبية لتحرير السودان الأستاذ محمد سليمان قور، والإبن (شهيد الوطن والحرية) القائد سليمان محمد سليمان قور. جلسنا نتسامر لساعتين أو أكثر. حمل لي رسالة من صديقه القائد بازرعة وطلبه في الموبايل ليدور بيننا حديث أخر لم يخل من كلام في الشعر والثقافة.
وقد أصر بازرعة أن نلتقي وطلب من سليمان أن يحملني إليه بعد يومين من يومنا ذاك. وحين حاولت الاعتذار بسبب ضيق الوقت كان سليمان شديد الإصرار أن ألبي دعوة صديقه القائد بازرعة..قال لي مداعبا: كدة أهون عليك يا عمو؟ وافقت لكن لم يسمح جدول سفري من الوطن فجاة بتلبية الدعوة.هاتفته من لندن معتذرا..كان يضحك بصوته الهاديء الوقور. وعدته أن نزور بازرعة وعرمان وإدوارد لينو وكل الأصدقاء في أول زيارة لي للوطن. كان الموت أسرع..أخذ الغالي سليل الفروسية والكرم وترك لنا سحب الحزن. إنا لله وإناإليه راجعون! |
فضيلى جماع
|
|
|
|
|
|