كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 صحيفة اخر لحظة عمود ملاذات امنة عن اهلنا بقرية العزازة بالقرب من مدنى
|
ديل اهلى البشابيلم
...............................
السبت 5 يناير 2008م، 27 ذو الحجة 1428هـ
ملاذات آمنة
مباشر من العزازة
أبشر الماحي الصائم
البلاد تحتفل بأعياد الإستقلال رسمياً والتلفزيون ينقل هذا الإحتفال على الهواء مباشرة.. في ذات الساعة تمكن بعض الإخوة أن يضعوني على الهواء مباشرة بملحمة مدهشة تجري فعالياتها يقرية العزازة.. ثمانية عشر كيلو متراً جنوب مدني، ملحمة تشبه الإستقلال، بل لعلها أبلغ إحتفالية بأعياد الإستقلال، وكان ذلك النقل الحي عبر تقنية الجوال والهاتف الجوال..
وتعود تلك الإحتفالية التي صنعتها الأقدار زماناً ومكاناً الى أحد القطارات الذي يحمل حجيجاً عائدين من الحجاز بعد أداء مناسك الحج قد تعطل بقرية العزازة، وهو في الطريق الي نيالا واستمر توقف القطار بالعزازة الي يوم وليلة ولم تكن بالمنطقة خدمات تجارية يقصدها المسافرون ثم حدثت تلك الملحمة المهيبة حيث وضعت القرية كل إمكاناتها من مأكل ومشرب ومركز صحي وغيره تحت تصرف أكثر من ستمائة حاج انقطعت بهم السبل في العزازة.. فما من طفل أو شيخ وامرأة إلا وحمل ما يمكن وهرول باتجاه (ضيوف الرحمن).. ضيوف القرية. تحدث الينا عبر الهاتف السيد حامد كباشي محمد نيل أمير أمراء حجاج ولاية جنوب دارفور من موقع الحدث ساعة إصلاح القطار واستعدادهم للإنطلاق، تحدث الرجل الأمير وتكاد (تخنقه العبرة) وهو يحاول أن ينقل المشهد المهيب وقال لي ليتك يا أخي تشاهد هذه الصورة الحية على أرض العزازة، منظر النسوة وهن يتجهن نحو القطار ومنظر الشباب وهم يحملون المرضى الى المركز الصحي وكبار السن الى الدور فتحولت القرية كلها الى منطقة عمليات لخدمة ضيوف الرحمن ضيوف القرية، فكان تعطل القطار كما لو أنه هدية جاءتهم من السماء و..
ثم تحدث الينا عبر الهاتف السيد محمد الحسن أبو الحسن من أهل المنطقة، وهو رجل قيادي عضو مجلس ولاية الجزيرة، رئيس اتحاد المزارعين بالجزيرة ورئيس اتحاد المزارعين بالمنطقة، فقال الأقدار هي من هيأت لنا خدمة هؤلاء الحجاج.. حيث خرجت القرية كلها في خدمتهم وتمنى الرجل أبو الحسن لو أن يستمر هذا العطل وتطول فترة ضيافتهم لهؤلاء الحجاج..
ثم تحدث الينا من الأهالي أيضاً المواطن مهدي عوض الكريم وقال إن هذه المنطقة أصلاً معروفة بهذا الكرم.. ومن الطرائف أن ذاكرة العزازة قد حفظت لهم ملحمة مشابهة.. قطار أيضاً قد تعطل في زمن سابق وكان من بين ركابه أسطورة فن الحقيبة سيد عبدالعزيز.. وقد ألف سيد لحظتها أغنية بأكملها وهو يرى إحدى حسناوات العزازة في ذلك الزمن الجميل وهي تحمل طعاماً بيد و«لمبة» بالأخرى.. فقال سيد فيها «الصباح إن لاح.. ما في داعي للمصباح».. وذلك حسب إفادات السيد مهدي عوض الكريم.. و.. و..
وفي سياق تفاصيل هذا «النقل الحي» فقد ذهب الأخ الجيلاني محمد أحمد.. مهندس هذه المشاهد وناقلها عبر الهاتف.. وهو رئيس رابطة المنطقة وخريجيها.. لقد ذهب الى مداخل «كابينة القطار» ليتيح للسائق فرص التحدث مع «مؤسسة الملاذات».. أو قل أن يتيح لمؤسستنا التحدث الى السائق.. إلا أن الرجل رفض الحديث للإعلام.. ولو جاز لنا أن نعلق على هذا العطب الذي أصاب القطار بعد تحركه من الخرطوم بمسافة 162 كيلو فقط.. فنقول إن الإصلاح قد تم في فترة قياسية «يوم وليلة»!.. فيحكى أن قطاراً قد تعطل بمحطة أبو حمد فلبث هنالك عدة أيام ينتظر قدوم المهندس من ورش عطبرة.. فجاء قطار آخر فتوقف في المحطة ذاتها.. وكان من بين أولئك المسافرين رجل مصري ساخر فصاح في وجه القطار القادم «يا جماعة حكومة السودان عندها علم بأننا متعطلين هنا لعدة أيام»!
هكذا يحافظ السودانيون على إرثهم في الكرم والمروءة وسرعة نجدة المحتاجين.. وتتراجع هيئة السكة الحديد في خدماتها ولا تحافظ على تاريخها.. لكن أجمل ما في أعطال السكة الحديد أنها تتيح للسودانيين فرصة التعبير عن سودانيتهم وقيمهم ومشاعرهم، ربما لم يطلع «حجاج نيالا» على مروءة أهل العزازة.. وربما لم ينشد سيد عبدالعزيز ما أنشد من قصائد لولاء تعثر قطارات هيئة السكة الحديد.. فشكراً لسائق هذه الرحلة وشكراً لهيئة السكة الحديد على أعطالها!
يذكر أن قرية العزازة تسكنها قبائل الكواهلة والبطاحين والجعليين والدينكا وقبائل غرب السودان وهي بذلك «سودان مصغر».. بمعنى آخر فإن مروءة العزازة تنسب للسودان كله.. لكن غير بعيد عن العزازة.. ونحن نحتفل بأعياد الإستقلال.. قد ساق المستعمر البطل ود حبوبة الى حبل المشنقة ثم قام بشنقه وتركه مشنوقاً في السوق لأيام حتى قال قائلهم يومئذ «لو كان بالمراد واليمين مطلوق ما كان بنشنق ود ابكريك في السوق» و.. و..
ولو كان الذهب يختبر بالنار فإن السودانيين يختبرون بالنوازل..
شكراً للعزازة.. كل العزازة.. وشكراً لحجاج نيالا.. وشكراً لهيئة السكة الحديد..
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: صحيفة اخر لحظة عمود ملاذات امنة عن اهلنا بقرية العزازة بالقرب من مدنى (Re: مهدى الصادق السيد)
|
ديل أهلى..
البقيف في الداره وسط الداره
وأتنبر وأقول للدنيا ديل أهلي
عرب ممزوجة بي دم الزنوج الحارة..
ديل أهلي
ديل قبيلتي لما أدور أفصل للبدور فصلي..
أسياد قلبي والإحساس
وسافر في بحار شوقم زمان عقلي
أقول بعضى..
ألاقيهم تسربوا فى مسارب الروح بقو كلي
محل قبلت ألقاهم معايا معايا زي ضلى
لو ما جيت من زي ديل..
كان أسفاي وأسفاي وآمأساتي وآذلي.
تصور كيف يكون الحال
لو ما كنت من ذى ديل وأهل العزازة ما أهلي
تصور كيف يكون الحال؟
شكرا الف صحيفتى الوطن واخر لحظة شكرا اهلى الحنان اهل الكرم والتقابة
شكرا الحبيب ابو الصادق وشكرا بحجم الكون للرائع ابو كريم ولقدام .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صحيفة اخر لحظة عمود ملاذات امنة عن اهلنا بقرية العزازة بالقرب من مدنى (Re: Ahmed Yousif Abu Harira)
|
| Quote: تحدث الينا عبر الهاتف السيد حامد كباشي محمد نيل أمير أمراء حجاج ولاية جنوب دارفور من موقع الحدث ساعة إصلاح القطار واستعدادهم للإنطلاق، تحدث الرجل الأمير وتكاد (تخنقه العبرة) وهو يحاول أن ينقل المشهد المهيب وقال لي ليتك يا أخي تشاهد هذه الصورة الحية على أرض العزازة، منظر النسوة وهن يتجهن نحو القطار ومنظر الشباب وهم يحملون المرضى الى المركز الصحي وكبار السن الى الدور فتحولت القرية كلها الى منطقة عمليات لخدمة ضيوف الرحمن ضيوف القرية، فكان تعطل القطار كما لو أنه هدية جاءتهم من السماء |
انه السودان الذي ينبغي أن نحرص ليبقى
وطنا جميلا ومختلفاً، يفرح أهله بضيف
الهجعة، والتهنئة والتحية لأهلنا بالعزازه
وشكرا أخي مهدي على نقلك لهذه الصورة
المفرحة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Ahmed Yousif Abu Harira
Mohamed Abdelgaleel
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست