ممصطفى البطل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 01:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-04-2008, 05:41 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ممصطفى البطل

    Allow me to welcome to Sudaneseonline, my old friend

    مصطفى البطل

    Ustaz Mustafa is well known as

    a writer, and journalist in Sudan, and among Sudanese in Diaspora

    (عدل بواسطة Elmoiz Abunura on 01-06-2008, 05:33 AM)

                  

01-04-2008, 05:46 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)


    Attached Mustafa's article about the Sudanese Thinker Abdelazziz Alsawi

    اسماء حقيقية واسماء مستعارة!

    مصطفي عبدالعزيز البطل


    [email protected]

    بعد اكثر من ربع قرن من الكتابة الغزيرة و المؤثرة حول القضايا الفكرية و السياسية، و بعد عقود من المثاقفة الحرة علي الساحات السودانية و العربية و الدولية، خرج الاستاذ عبدالعزيز حسين الصاوي علي الناس في مقاله الاسبوعي بجريدة (الصحافة) بخبر فريد من نوعه. فحوي الخبر: عبدالعزيز حسين الصاوي اسم مستعار تخفي من ورائه دبلوماسي سابق في وزارة الخارجية السودانية اسمه الحقيقي: محمد بشير احمد. و قد بين الصاوي في مقاله بشئ من التفصيل العوامل والملابسات التي حدت به الي اتخاذ اسم مستعار طيلة هذه السنوات. و كانت الاستاذة رباح الصادق المهدي قد ازاحت القناع عن هذا السر علي نحو مفاجئ قبل عدة اسابيع في مقال منشور، و اظن ان مبادرة رباح تلك كانت الدافع الرئيسي الذي حدا بالصاوي الي اتخاذ قراره بالاعلان بنفسه عن اسمه الحقيقي بعد عقود من "الاختفاء" المعنوي و " المنفي " الاختياري. والاضطرار الي اخفاء الاسم الحقيقي واستخدام اسم بديل هو في الواقع نوع من المنفي الاختياري. الاستاذ محمد بشير احمد صالح سوداني نوبي من منطقة قبة سليم في الشمال الاقصي، التحق بعد تخرجه في الجامعة بالسلك الدبلوماسي حيث قضي شطرا مقدرا من عمره المهني. حدد الصاوي، او محمد بشير، فلسفته السياسية و الاجتماعية و موقفه الفكري العام في مرحلة باكرة من حياته الوريفة فانتمي للتيار القومي العربي خلال سني دراسته بثانوية حنتوب في ستينات القرن الماضي، و قد اظهر الرجل بسالة مؤكدة في الثبات علي المبدأ عبر عقود متوالية، تلونت خلالها مواقف الكثيرين يسارا و يمينا، و لكن صاحبنا كان من العصبة اولي العزم الذين ثبتوا علي عهدهم و ما بدلوا تبديلا.

    كنت قد سألت الصاوي، او محمد بشير، ان يفسر لي ظاهرة انتماء عدد كبير من نوبيي الشمال الي التيار القومي العربي مع ان النوبيين من الوجهة العرقية ليسوا عربا. و من الحق فانني برغم المفهوم السائد عن ان كل من تكلم العربية فهو عربي و ان العروبة ثقافة بقدر ما هي انتماء لكيان عرقي او مجموعة اثنية ، فقد وجدت نفسي دوما في حالة تأمل لظاهرة انخراط نوبيي الشمال بالاضافة الي اخرين من ذوي الاصول الافريقية الخالصة من غربي السودان ضمن صفوف ذلك التيار العروبي الصفوي في مسمياته المتعددة. واذكر ان الباحثة الهولندية كارين كورنيلسون كانت قد طلبت مني قبل اعوام مساعدتها في الحصول علي معلومات عن المرحوم المقدم (م) محمود حسيب احد مؤسسي تنظيم الضباط الاحرار ووزير المواصلات في اول حكومة يتم تشكيلها برئاسة بابكر عوض الله بعد استيلاء انقلابيي مايو علي السلطة عام ١٩٦٩، و قد ابدت كورنيلسون استغرابها عندما قادها البحث الي حقيقة ان حسيب، الذي ينتمي عرقيا الي قبائل جبال النوبة ذات الاصول الافريقية الخالصة كان عضوا نشطا في حركة القوميين العرب. و استعراض الظاهرة وتقويم الصاوي لها ليس من اغراضي هنا، و لكنني توقفت كثيرا امام ملاحظة مدهشة و طريفة في ذات الوقت جاءت في معرض رده علي سؤالي فقد ذكر لي ان لغة المناقشات في غالب اجتماعات تنظيم القوميين العرب علي ايامه في حنتوب كانت هي الرطانة النوبية اذ كان جل الاعضاء، ان لم يكن كلهم، من الحلفاويين و السكوت و المحس!

    و الكتابة تحت اسماء مستعارة ليست ظاهرة جديدة او مستغربة فقد عرفت عالميا و عبر التاريخ بانماط متعددة و دوافع و دواعٍ ووظائف متباينة لعل ابرزها الحاجة الي الالتفاف حول اشكال الرقابة السياسية و المجتمعية والدينية والاخلاقية و الادارية في احيان كثيرة، و التمايز و توكيد الذات في احيان اخري. و في هذا المعني الاخير كشف الفيلسوف و الصحافي الفرنسي فرانسوا ماري أرويه، احد رموز حركة التنوير في القرن الثامن عشر، انه اتخذ لنفسه الاسم الشهير المستعار " فولتير " حرصا منه علي ان يبرهن لنفسه و للناس انه لا يدين لوالده بشئ! و المعروف ان الروائي الانجليزي الشهير جورج اليوت كان في واقع الامر امرأة اسمها الحقيقي ماري آن ايفانس. كما ان الاديبة الفرنسية الاشهر جورج صاند لم تكن سوي البارونة دوديفاند. وفي العصر الفكتوري نشرت شارلوت برونتي روايتها العالمية " جين اير "مذيلا بالاسم الرجالي " كور بيل "، و تردد ان الكاتب و السياسي الامريكي الشهير بنجامين فرانكلين قد استخدم في كتاباته ما يقارب المائة من الاسماء المستعارة! و قد غلب الاسم المستعار ( موليير) علي المؤلف الكوميدي الاشهر جين بابتسي بوجدن. و بين العرب اختار امير الرحالة المسلمين محمد عبدالله الطنجي لنفسه الاسم المستعار " ابن بطوطة "، و قد عرّفنا التراث العربي علي اعداد غفيرة من "المبدعين" الذين اتخذوا لانفسهم اسماء بديلة مثل ديك الجن و صريع الغواني و الجاحظ و الفرزدق و جرير و تأبط شرا. و في العصر الحديث استتر العديد من مشاهير الادب و الفن و السياسة خلف اسماء قلمية، فقد كتبت ملك حفني ناصف رائدة الاصلاح الاجتماعي في العالم العربي خلال العشرينات تحت توقيع (باحثة البادية)، و هناك ماري زيادة التي اتخذت لنفسها الاسماء القلمية (كنار) و (ماريا) و (مي). و هناك ايضا الاخطل الصغير (بشارة الخوري) و ادونيس (علي احمد سعيد) و بدوي الجبل ( سليمان الاحمر) و ابو سلمي (عبدالكريم الكرمي) و فارس فارس (غسان كنفاني) و مهدي عامل (حسن حمدان). و المصريون بلا جدال هم الاطول باعا في استخدام الاسماء المستعارة فقد مهر محمد التابعي كتاباته في النقد الفني في اوائل العشرينات بتوقيع (حندس) و معناها الظلام في اللغة العربية، وكتب فكري اباظة في "المصور" بتوقيع (الملحوس) و اشتهر اسم الملحوس اكثر من اسم المجلة نفسه. و كتب احسان عبد القدوس مئات المقالات الموجهة للمرأة تحت توقيع (زوجة احمد) ولما ذاع سر الاسم اصدرها في كتاب بنفس التسمية. و استخدم مصطفي امين عددا من الاسماء المستعارة منها (مصموص) و (مدام اكس)، و في المسرح كتب نجيب الريحاني باسم (كشكش بك)، و في السيرة و الادب الاسلامي نشرت عائشة عبدالرحمن عددا كبيرا من المؤلفات باسم (بنت الشاطئ). وكتب الاديب فؤاد حداد تحت توقيع (ابو الحن). و بعض الاسماء المستعارة في الصحافة المصرية المعاصرة تساقطت سواترها منذ عهد طويل و مع ذلك استمرت تجربة الاستعارة و من اشهر هذه النماذج شخصية الكاتبة ( نادية عابد ) في مجلة "صباح الخير" المصرية التي يعرف كل من هب و دب في عالم القراءة انها شخصية وهمية يختفي من ورائها الكاتب و الاعلامي الشهير مفيد فوزي! و لاسباب معروفة تكثر ظاهرة الاسماء القلمية في المملكة السعودية، و قد قرأت مؤخرا ان عدد الكتاب السعوديين الذين يكتبون باسماء مستعارة بلغ نحوا من مائة و خمس و خمسين اشهرهم تركي السديري (ابو هند)، وحمد الجاسر الذي يطلق عليه علامة الجزيرة العربية و تنشر بعض كتاباته تحت توقيع ( الشاعر النجدي) و (ابو مي)، و عبدالله الجفري الذي ينشر الكثير من كتاباته الادبية مذيلا باسم ( ليال). و يكتب عبده خال تحت توقيع (نيفين عبده)، كما ينشر شيخ الصحفييين السعوديين احمد محمد السباعي بتوقيع (فتاة الحجاز). و يكتب الشعراء السعوديون من امراء الاسرة المالكة باسماء مستعارة و من هؤلاء الامير عبد الله الفيصل ( المحروم ) و الامير خالد الفيصل (دائم السيف)، و الامير سعود بن سعود ( منادي).

    عرفت الصحافة السودانية العديد من الاسماء المستعارة لسياسيين و ادباء اشار الصاوي نفسه الي بعضهم في مقاله الذي اشرنا اليه. و كانت الاسماء المستعارة قد توالدت ابان فترات الاحتلال الثنائي حيث لجأ العديد من الكتاب الي اسماء مثل (افندي) و (رائد) و (وطني)، و تعتقد بعض المصادر ان كاتب المنشورات التي ظهرت في بداية العشرينات تحت التوقيع الشهير (وطني ناصح امين) ردا علي مقالات حسين شريف في جريدة الحضارة و التي قادت الي اشعال ثورة ١٩٢٤ كان هو الملازم علي عبداللطيف شخصيا. و بالرجوع الي صحف "الحضارة" و "الفجر" نجد بعض الاسماء المستعارة مثل (ابن النيل) و (ابن الشعب) و هما اسمان استخدمهما الصحفي امين بابكر. و كتب السياسي الاتحادي خضر حمد، الذي اصبح فيما بعد عضوا في مجلس السيادة، تحت توقيع (طوبجي)، و كتب القائد الشيوعي عبد الخالق محجوب في صحيفة "الايام" بتوقيع (مراقب)، كما استخدم د. عبد الله علي ابراهيم، مسئول قطاع الثقافة في الحزب الشيوعي خلال حقبة السبعينات اسم (علي ابراهيم) لتذييل بعض مقالاته في صحيفة الايام. و في مرحلة باكرة من حياته كان رئيس تحرير (الصحافة) الاسبق محمد الحسن احمد يكتب موادا رومانسية وخواطر عاطفية بتوقيعات مستعارة في مجلة (الطليعة)، و قد جرّت عليه تلك الكتابات غضب الحزب الشيوعي الذي كان ينتمي اليه حيث اتهم بإلهاء الحركة العمالية عن طريقها النضالي والترويج للقيم الرأسمالية تحت ستار الرومانسية و غيرها من المفردات ذات المضامين الامبريالية! و ذيّل الاديب محمد المهدي المجذوب العديد من كتاباته بتوقيع (الشعبي)، ونشرت العديد من الصحف و المجلات مقالات للاستاذ محمد المكي ابراهيم بتوقيع (حسين الزهراء) تيمنا بشاعر المهدية الذي يحمل نفس الاسم، و قد ظهرت غالبية اسهامات الكاتب عبدالرحيم محمد عبدالرحيم الادبية تحت الاسم المستعار (عبدالرحيم ابو ذكري). و اتخذت الاستاذة نفيسة شرقاوي لنفسها الاسم القلمي (ام احمد)، كما عرف السودانيون انتاجا صحفيا متميزا للكاتبة ( آمنة بنت وهب ) التي عملت خلال الحقبة المايوية ضابطا بجهاز امن الدولة. و لا يزال (ابن خلدون) حيا في ذاكرة الكثيرين و هو الاسم الذي وقع به الاستاذ جمال عبدالملك مقالاته خلال عقود متوالية من العطاء الصحافي و الثقافي. و في الكتابة الساخرة لمع (حساس محمد حساس) و هو الاسم المستعار للدكتور محمد عبدالله الريح. و خلال فترة تخفي الجبهة الاسلامية القومية و محاولتها التنائي بنفسها عن انقلاب ١٩٨٩ اتخذ المرحوم محمد طه محمد احمد الاسم المستعار(احمد الشوكاني) وظل يكتب تحته في صحف النظام الجديد ردحا من الزمن، ثم لما بدا له ان سر الاسم المستعار قد انكشف استبدله بالاسم المستعار الاخر( محمد احمد جنقال) و ظل يكتب تحته لعهد طويل حتي لم يعد من وراء الاستخفاء طائل فاستعلن و استجهر. و اغزر من كتب تحت صفة مستعارة ( و ليس اسما مستعارا) هو المرحوم الاستاذ محمد محجوب سليمان المستشار الاعلامي للرئيس الاسبق جعفر نميري، فقد نشرت له صحيفتي (الايام) و (والصحافة) مئات المقالات تحت توقيع (المحرر السياسي). و محمد محجوب سليمان هو نفسه الكاتب الشبح الذي كتب كل المؤلفات المنسوبة للرئيس الاسبق مثل كتاب ( النهج الاسلامي لماذا) و كتاب ( النهج الاسلامي كيف) مع انه في خويصة امره كان علمانيا صرفا يؤمن بفصل الدين عن الدولة و يستشعر قلقا شديدا من تنامي النفوذ الاسلامي في نهايات العهد المايوي و يعبر عن ذلك تعبيرا صريحا في مجالسه الخاصة، و اشتهر الرجل بأنه كان يكتب لنميري خطبا طويلة وكان له تأثر واضح باسلوب و منهج الأستاذ محمد حسنين هيكل في الكتابة خاصة فيما يتعلق بالمقدمات وتأكيد المعنى بإيراد المترادفات.

    و هناك ظاهرة وثيقة الصلة بموضوع الاسماء المستعارة و هي السماح للاخرين بوضع اسمائهم علي الانتاج الادبي او الفني للكاتب الاصلي لقاء مقابل مادي، و مثال ذلك ما اورده يحي عبدالقادر في مؤلفه (علي هامش الاحداث في السودان) من ان كتاب ( نفثات اليراع ) المنسوب لشيخ المؤرخين السودانيين محمد عبدالرحيم هو في واقع الامر من تأليف الشاعر التيجاني يوسف بشير الذي كان يعمل مصححا في مطبعة يملكها محمد عبدالرحيم. و تنتشر هذه الظاهرة علي نطاق اوسع في مجال الشعر الغنائي. و في بعض الاحيان تسبب استخدام الاسماء المستعارة من قبل البعض الي الحاق ابلغ الاذي بآخرين دارت حولهم الشبهات دون بينة سليمة او حجة ناهضة، و انصع مثال علي ذلك حالة المفكر التونسي العفيف الاخضر الذي اتهمه الزعيم الاسلامي راشد الغنوشي علانية بأنه الشخصية الحقيقية وراء الاسم المستعار (الدكتور المقريزي) المتهم بالتجديف والاساءة الي الاسلام، في محاولة للايقاع بينه و بين السلطات التونسية، مما اضطر العفيف الاخضر الي اصدار بيان ينكر فيه ان يكون هو و الدكتور المقريزي شخص واحد و يطلب مؤازرة القوي الديمقراطية لحمايته من مصير مظلم علي يد قوي الارهاب الديني. غير ان اطرف ما قرأت في شأن الاسماء المستعارة كانت الازمة التي تعرض لها القاص السوري سعيد حورانية الذي اتخذ لنفسه في بواكير شبابه اسم ( تشيخوف )، ثم شارك بذلك الاسم المستعار في مسابقة للقصة حيث تقدم للجنة المسابقة بعمل قصصي اسماه (الصندوق النحاسي) و حدث ان فازت القصة بالجائزة الاولي، و لكنه عندما تقدم مزهوا طالبا تسلم جائزته ووجه بتقريع و تنكيل لا مثيل لهما وهمّ بعض اعضاء اللجنة بضربه بالاحذية اذ اعتقد الكل انه سرق القصة من الكاتب الروسي تشيخوف ثم نسي ان يقوم بتغيير الاسم، و فشل سعيد فشلا ذريعا في ان يقنع احدا بانه فعلا كاتب القصة، و قد حجبت الجائزة في ذلك العام!

    كما استخدم كاتب هذا المقال نفسه عددا من الاسماء المستعارة خلال التسعينات، كان من بينها الاسم النسائي " سناء قريش " الذي وقعت به مئات الاعمدة متصديا للعديد من قضايا المرأة، و من عجب ان اضخم بريد في الصحيفة كلها كان بريد سناء قريش اذ كانت ترد اليه مئات الرسائل و كان اغلب مرسليها من الرجال الذين يطلبون مشورتي في معالجة قضاياهم العاطفية فيكتبون الي اشياء من شاكلة: ( انني احبها و لكن لا اعرف كيف اتحقق من مشاعرها تجاهي)! و قد خطر لي في مرحلة لاحقة ان اتصدي للموضوعات الفنية و شرعت بالفعل في كتابة عمود متخصص في النقد الفني تحت الاسم المستعار (ابن زيدون)، وقد وجهت سهام نقدي الحاد في احدي المرات الي بعض كتابات الدكتور عثمان جمال الدين الاستاذ بمعهد الموسيقي و المسرح، و يبدو انني تجاوزت حدود اللياقة فجاءني غاضبا يستحثني ان اكشف له عن شخصية ابن زيدون الحقيقية بدعوي انه لا يستقيم من الوجهة الاخلاقية ان يتم توجيه النقد اليه باسمه بينما يستخفي الكاتب وراء اسم مستعار، و بدت لي وجهة نظره منطقية و كنت مشرفا علي تحرير الصحيفة فقلت له ان ابن زيدون هو فيصل الباقر و غادرت السودان بعدها مباشرة مهاجرا الي الولايات المتحدة و تركت الرجل من ورائي يقلب الخرطوم رأسا علي عقب بحثا عن فيصل. و الاستاذ فيصل الباقر هو مستشار تحرير صحيفة ( الميدان ) حاليا، و قد كان في التسعينات المحرر الخفي لصحيفة "ظلال" يكتب نصف مادتها باسماء مستعارة، و هو كادر شيوعي نشط و كان في ذلك الوقت مطاردا من جميع الاجهزة الامنية، و لم اري ثمة بأس - و الحال كذلك - في ان ينضم عثمان الي زمرة مطارديه!

    مرحبا بالمفكر الحر و الدبلوماسي الرصين محمد بشير احمد، مستأنفا لمسيرته التنويرية الراشدة في محافل الحوار الفكري والثقافي والسياسي و ساحات الوعي و المعرفة باسمه الجديد القديم، اسم الميلاد المبارك و النسب الاصيل، بعد ان اختار العودة الي الذات و التخلي عن اسم مستعار تلاشت موجباته و ظروفه الموضوعية، و شاءت ارادة المولي ان تميط اللثام عن سره " ذات سوار"!

    نقلا عن صحيفة ( الاحداث )
                  

01-04-2008, 06:59 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    شكرا ابونورة فاهلا بقريبي وصديقك مصطفي البطل ...دون تحيز مصطفي كثير الاجتهاد والمثابرة والبحث والكتابة بعمق نتمكن من الحرف قادر علي توصيل ما يريد بسهولة و دون شطط....
                  

01-04-2008, 04:07 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)


    Dear Abubakr
    Happy New Year and independence day
    You wrote
    Quote
    شكرا ابونورة فاهلا بقريبي وصديقك مصطفي البطل ...دون تحيز مصطفي كثير الاجتهاد والمثابرة والبحث والكتابة بعمق نتمكن من الحرف قادر علي توصيل ما يريد بسهولة و دون شطط

    I do agree with you. I should also say that Mustafa was also a hard working civil servant in an important institution, the Council of Ministries during 1980s. I am sure he has a lot to write about this critical institution. He has first hand information about how major political decisions made in Sudan during 1980s. We just need to challenge, or entice him to write about this period. I am sure you have the magic to do that.
    Regards to your queen, and princesses
                  

01-04-2008, 05:34 PM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    فعلا لاكرامة لنبى فى أهله.

    أعرف مصطفى البطل منذ 2004 وبينى وبينه خطوات فى برنزفيل ولكن منذ الأمس إتضح لى لم أعرفه قط.

    فالعتب على من قدموه لنا عند التعارف .

    تحياتى يامعز والتحية لمصطفى.
                  

01-04-2008, 05:47 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Balla Musa)

    د / أبونورة
    سلامات
    الف شكر وانت تقدم لنا
    الصديق مصطفى البطل
    .. وارجو أن تكون والأسرة
    الكريمة بالف خير
    تحياتى واشواقى
                  

01-04-2008, 05:53 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Osman Musa)

    Dear Osman
    Happy New Year, and Independence Day
    Thanks for your message. I really enjoy your posts on the Big Apple, and our mutual friend Dr. Ahmed Tarawa. Sure, Mustafa is a voice of reasoning, and I am sure he will enrich Sudaneseonline
    Regards to Ilham, and the kids
                  

01-04-2008, 05:41 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    Dear Balla
    Happy New Year and Independence Day
    Quote
    أعرف مصطفى البطل منذ 2004 وبينى وبينه خطوات فى برنزفيل ولكن منذ الأمس إتضح لى لم أعرفه قط.

    فالعتب على من قدموه لنا عند التعارف .


    Thnaks for your message. I hope you, and Mustafa will have time know each other, I am sur you will enjoy his conversations
    Peace
                  

01-04-2008, 05:53 PM

khalid kamtoor

تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    العزيز/ المعز ابو نوره

    شكراً لمقال البطل... وقد كنت أعرف منذ زمان أن هذا الاسم الذي يكتب به الأستاذ المفكر عبد العزيز حسين الصاوي ليس اسمه الحقيقي. أخبرني بذلك بعض الإخوة الأصدقاء.. وقد قرأت كتابه وقتها الذي يتحدث عن الهوية... وحين قابلته ذات مساء لم اساله عن ملابسات هذا الاسم، بل كان النقاش حول بعض المقالات التي كتبتها في شأن الهوية، وقد حدد لي واحدة وهي الدراسة التي لم أكملها بعد في نقد سفر الفروفيسور فرانسيس دين المعروف بـ War of Vision
    أو صراع الرؤى، وأطلق عليه آخرون (صدام التصورات).. وكنت نشرت أجزاء منه في صحيفة (الصحافة) العام 2005م... وقبل أن أغادره أعطاني بطاقته وقال لي أنها تحمل رقم تلفونه وشدد على لقائي.. وقد حملت البطاقة اسمه الحقيقي... شكرا لك ابونوره.. ولك الود
                  

01-04-2008, 06:05 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: khalid kamtoor)

    Dear Khalid
    Thanks for welcoming Mustafa, and I am sure he has a lot to say in your constructive discussion on the Sudsnese identity. I hope you, and him can shed more lights to us about Mohamed Elbashir Ahmed ( Abdelazziz Elsawi)
    Regards
                  

01-04-2008, 05:50 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    ابونورة .. دامت ايامك اعيادا ...
    مصطفي مثابر وياتي من خلفية فيها ارث من ثفافة التوثيق والصحافة ( وتشاركه انت في الجزء الاول"التوثيق والتاريخ " ) واكيد لديه ما يكتبه عن الفترة التي قضاهاموظفا في مجلس الوزراء في ثمانينات القرن الماضي ....
                  

01-04-2008, 06:21 PM

khalid kamtoor

تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: abubakr)

    صدق أبوبكر يا معز
    فقد أذهلتني بإمتلاكك للذهنية التوثيقة الجبارة... ووالله هي قليلة جداً هذه الأيام... وأكون صادقاً من أنك لا تقل ثوثيقية عن أساتذتي: عبد القدوس الخاتم ومجذوب عيدروس، وسأضيف لهما – من غير مجاملة – المعز أبونوره... وعامك سعيد ومديد... والسنة الجاية إلى الأعلى – وظني فيك أكبر..... ولك مودتي

    (عدل بواسطة khalid kamtoor on 01-04-2008, 06:31 PM)

                  

01-04-2008, 06:51 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: khalid kamtoor)


    Dear Khalid,
    You wrote
    Quote
    صدق أبوبكر يا معز
    فقد أذهلتني بإمتلاكك للذهنية التوثيقة الجبارة... ووالله هي قليلة جداً هذه الأيام... وأكون صادقاً من أنك لا تقل ثوثيقية عن أساتذتي: عبد القدوس الخاتم ومجذوب عيدروس، وسأضيف لهما – من غير مجاملة – المعز أبونوره... وعامك سعيد ومديد... والسنة الجاية إلى الأعلى – وظني فيك أكبر..... ولك مودتي
    Thanks for your kind word. I grew up in a house were the discussion on the political history, and social history of Sudan are the meals of our day. like many Sudanese of my generation, I grew up in de- tribalized families which have multiple political affilations
    Regards
                  

01-04-2008, 06:31 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: abubakr)

    الأخ معزابونورة ..
    لك الشكر علي إطلاعنا بجهود ألأستاذ مصطفي البطل ..
    لك وله حلو الأمنيات بعام سعيد علينا وعلي الوطن المكلوم ..
    نأمل إستجابة البطل والكتابة لنا عن تلك الفترة التي قضاها موظفا بمجلس الوزراء .
                  

01-04-2008, 07:02 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: محمد على طه الملك)


    Dear Mohamed
    Thanks for your messsage
    You wrote
    Quote
    نأمل إستجابة البطل والكتابة لنا عن تلك الفترة التي قضاها موظفا بمجلس الوزراء

    Mustafa has a good memory, I hope he will share with us his first hand information about the Council of Ministries

    On a personal note;
    Are you a relative of Talal, Jamal, and Waleed Elmalek
    Regards
                  

01-04-2008, 06:28 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)


    Dear Abubakr
    You wrote
    Quote
    ابونورة .. دامت ايامك اعيادا ...
    مصطفي مثابر وياتي من خلفية فيها ارث من ثفافة التوثيق والصحافة ( وتشاركه انت في الجزء الاول"التوثيق والتاريخ " ) واكيد لديه ما يكتبه عن الفترة التي قضاهاموظفا في مجلس الوزراء في ثمانينات القرن الماضي
    Indeed Mustafa and I share this background, but we also share the journalism back ground. I am not sure if you know that my maternal grandfather Dr. Mekki Shibeika used to write in pseudo names to Sudanese news papers since 1930s. The differnce between us is that Mustafa developed, and emerged as a journalist, and a writer in his own rights while I found myself in the jungles of oil industry in Sudan, and later on, academia in the U.S. Yes, I think Mustafa has a lot to say about his period as a senior employee at the Council of ministries
    Regards
                  

01-04-2008, 07:44 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: Are you a relative of Talal, Jamal, and Waleed Elmalek

    نعم أبناء عمومة ، اما د. الوليد فهو خال العيال ..
    سعيد بمعرفتك .
                  

01-04-2008, 08:37 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote
    نعم أبناء عمومة ، اما د. الوليد فهو خال العيال ..
    سعيد بمعرفتك
    .
    I am honored by your kind words
                  

01-04-2008, 08:41 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: Dr. Mekki Shibeika used to write in pseudo names to Sudanese news papers since 1930s
    .

    شكر للمعلومة المعز فلقد غطت شهرة المرحوم جدكم كمؤرخ واكاديمي عي كتاباته الصحفية
                  

01-04-2008, 10:06 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    Dear Abubakr
    You wrote
    Quote
    شكر للمعلومة المعز فلقد غطت شهرة المرحوم جدكم كمؤرخ واكاديمي عي كتاباته الصحفية
    Another person in my maternal family who was a journalist ,is my maternal uncle, Hisham Mekki Shibeika. Hisham was a freelance journalist, and a politician. He was a leader of the short- lived Sudanese branch of the Arab Nationalists Movement in Sudan ( 1963- 1968). Hisham was also a staunch supporter of the Eritrean Liberation Front in Sudan. Still vivid in my memory the frequent visits to our home of his long time friend, the late Sudanese thinker, Mohamed Abuelgasim Haj Hamad, and some members of the Eritrean liberation Front
    Regards
                  

01-04-2008, 10:11 PM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    العزيز معز
    تحياتي
    البطل انسان رائع
    وكاتب رشيق العبارة
    تشرفت بالعمل في جريدة ظلال
    فقد كان البطل أحد سدنتهاالكبار!
    ارجو ان تمدني بتلفونه
    مودتي لكم
                  

01-04-2008, 10:23 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: خالد العبيد)

    Dear Khalid
    Happy new year, and independence day
    Quote
    العزيز معز
    تحياتي
    البطل انسان رائع
    وكاتب رشيق العبارة
    تشرفت بالعمل في جريدة ظلال
    فقد كان البطل أحد سدنتهاالكبار!
    ارجو ان تمدني بتلفونه
    مودتي لكم


    Thanks for your kind words. Indeed Mustafa is an articulated writer. I hope you can post here some of his writings. I will provide you with his contact numbers. Just drop me a line at
    [email protected]
    Regards to your family and all friends in Down Under
                  

01-05-2008, 00:44 AM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    الصديق الحبيب المعز..
    عام سعيد وكل يوم وأنت وأهلك /أهلي بألف خير

    وألف مرحبا بالقادم من طرفك الكاتب مصطفى البطل..
    إضافة يحتاجها المنبر وأعضائه ورواده (الغلابة) الذين ينتظرون كتابات بمثل هذا المستوى..

    تحياتي وودي
                  

01-05-2008, 02:03 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    Dear Raja
    Happy New Year and Independence Day to you, our family, and friends
    Quote
    وألف مرحبا بالقادم من طرفك الكاتب مصطفى البطل..
    إضافة يحتاجها المنبر وأعضائه ورواده (الغلابة) الذين ينتظرون كتابات بمثل هذا المستوى
    ..

    Indeed Mustafa is a thoughtful writer who respects the intelligence of his readers
    I hope to see you this summer in the U.S, Sudan, or Lebanon
    Peace and Love to you
                  

01-05-2008, 05:23 AM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    العزيز المعز ابونورة

    التحية للاستاذ مصطفى البطل

    كاتب عميق انيق العبارة واضح الفكرة

    اكتشفته قريب واصبحت مواظب على قراءته

    بعدين ..

    قبل ايام جات سيرتك والمنبر

    نط واحد قال اتخيلو بس المعز

    بكتب بالعربى فى المنبر

    واتخيلنا

    تحياتى للاسرة
                  

01-05-2008, 06:08 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: عمر ادريس محمد)


    Dear Abu Napta

    Happy New Year, and Independence Day

    Quote


    العزيز المعز ابونورة

    التحية للاستاذ مصطفى البطل

    كاتب عميق انيق العبارة واضح الفكرة

    اكتشفته قريب واصبحت مواظب على قراءته




    Glad that you have been introduced to Mustafa's writings. For a trade unionist like you, Mustafa is also a walking encyclopedia about the social, and political history of the Sudanese working class. Don't forget that he grew up in Atbara, the capital of the Iron, and Fire

    Quote

    بعدين ..

    قبل ايام جات سيرتك والمنبر

    نط واحد قال اتخيلو بس المعز

    بكتب بالعربى فى المنبر

    واتخيلنا


    تحياتى للاسرة



    Omer,

    I will try to find a way to overcome this language hurdle, at least I could express my sorrow, and cry in Arabic to the loss of our mutual friends Farouk, and Abdein. May Allah bless their souls. Regards to all our friends, particularly the friends of the beautiful, and difficult time at GPC, Khartoum

    Regards to Muna, and the kids
                  

01-05-2008, 06:43 PM

bent-elassied
<abent-elassied
تاريخ التسجيل: 03-10-2003
مجموع المشاركات: 659

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    My dearest friend Elmoiz

    Happy new and prosperous year to you and your nice family.

    Your friend Mustafa is welcome in our Sudaneseonline,

    Wishing to you and Mustafa all the best,

    Mey
                  

01-05-2008, 07:50 PM

رأفت ميلاد
<aرأفت ميلاد
تاريخ التسجيل: 04-03-2006
مجموع المشاركات: 7655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: bent-elassied)

    مرحب بالأستاذ مصطفى البطل
    مقال رائع ومتمكن

    شكرآ المعز أبونورا
                  

01-05-2008, 08:14 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: رأفت ميلاد)

    Dear Raaft
    Happy New Year, and Independence Day
    Thanks for welcoming Mustafa to our forum
                  

01-05-2008, 07:59 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: bent-elassied)


    My dear friend Mey
    Happy New Year and Independence day
    Glad that you are back, and looking for your reflections this year.I am sure you will enjoy Mustaf's writings, and comments, because after all, you are a serious researcher looking for the facts, and the ruth
    Peace and Love to you
                  

01-05-2008, 09:15 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    الأخ المعز

    كل عام وأنت بخير

    مرحباً بمصطفى البطل، و مشكور على نشر هدا المقال الرائع
                  

01-05-2008, 09:32 PM

مصطفي عبدالعزيز البطل

تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 6

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: نادر الفضلى)

    الاخ الاكرم المعز – لك التحيات ووافر الشكر لمبادرتك بتقديم شخصي المتواضع لاهل هذا المنتدي المتميز. و الشكر موصول للاخوة و الاخوات من اقمار الموقع المنيرة الذين تفضلوا بكلمات الترحيب وا لتشجيع.

    الاخ خالد العبيد – معقول انت في سدني؟ سدني الفي استراليا؟! و بعدين شايفك بتقول - في البوست الاخر - مسترجعا ايام صحيفة (ظلال) في بداية التسعينات: " كنا نكسر القيد نهارا"، يعني اخيرا بتسجل اعتراف كامل!! تتذكر لما عبدالعزيز الهندي و انا كنا بنقول ليك يا خالد كتاباتك دي حتكون السبب في قفل الجريدة و سحب رخصتها، و كنت تنفي ذلك و تظهر الاستغراب و تصر علي ان كتاباتك عادية و معقولة! يعني انت " تكسر القيد نهارا" و اصحاب الجريدة يفلسوا و يخسروا استثماراتهم و يمشوا بيوت الاشباح، و انت وفيصل الباقر تمشوا تختبؤوا تحت الارض؟! و الله انتو شيوعيين صعبين! رجاء مراسلتي علي بريدي الالكتروني [email protected]
                  

01-05-2008, 09:40 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: مصطفي عبدالعزيز البطل)

    Dear Mustafa
    Glad that you appeared at last
    Quote
    الاخ الاكرم المعز – لك التحيات ووافر الشكر لمبادرتك بتقديم شخصي المتواضع لاهل هذا المنتدي المتميز. و الشكر موصول للاخوة و الاخوات من اقمار الموقع المنيرة الذين تفضلوا بكلمات الترحيب وا لتشجيع

    Since some friends here are eager to read your other articles, I wonder if you can post some of them in this post
    Regards
                  

01-05-2008, 09:54 PM

مصطفي عبدالعزيز البطل

تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 6

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)
                  

01-05-2008, 10:00 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: مصطفي عبدالعزيز البطل)

    Dear Mustafa
    Thanks for your prompt response. You made my day, I will enjoy my weekend reading your articles again
                  

01-05-2008, 09:30 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    My dear old schoolmate Nader
    Happy New Year and Independence Day
    Quote
    مرحباً بمصطفى البطل، و مشكور على نشر هدا المقال الرائع


    Thanks for welcoming Mustafa to
    Sudaneseonline

    Regards to your family and to my old friend Alfadhli
                  

01-06-2008, 00:43 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)


    غربا باتجاه الشرق:




    مصطفي عبد العزيز البطل

    [email protected]





    في سيرة الأحساب و الأنساب .. والاعصاب!



    تحيّرني حالة العصبية و التشنج الهستيري التي اعترت عددا مقدّرا من الذين تدافعوا بالمناكب، خلال الايام القليلة الماضية، للادلاء بدلائهم، في منابر الشبكة الدولية، في قضية اثبات نسب رئيس الدولة الاسبق المرحوم اسماعيل الازهري. تلك القضية التي تولي كبرها الاستاذان د. عبدالله علي ابراهيم و محمد المكي ابراهيم. وكأني بالاستاذين قد ازاحا غطاءً سميكاً اطلق من عقاله مارد القمقم الذي تحدثت به الاساطير! قرر عبدالله ان نسبة الزعيم الازهري الي قبائل الفلاتة فرية افتراها اهل الهوي، وان جذور الزعيم العرقية، في حقيقة الامر، تمتد الي اصول عربية راسخة. احتفي بالمقولة و زكّاها ود المكي مؤيداً النسب العربي لفارس الاستقلال، متوسلا الي تأكيد بغيته بعبارات مثل: ( يتصل نسبه باصول رفيعة) و (اصول عزيزة) و (اصول يمنية). و ما ان استقرت الكلمات: "رفيعة" و "عزيزة" علي شاشات الحاسوب حتي انفتح صندوق باندورا! قال الثائرون: اذا كان هناك اناس من اصول رفيعة عزيزة فإن مفهوم المخالفة و التحليل الابتدائي بل و المنطق البسيط يقود ضمناّ و بالضرورة الي ان هناك اخرون من اهل السودان ذوي اصول وضيعة متدنية، و من هنا انطلقت القذائف الثقيلة تلقي بحممها علي ود المكي و تدك ( بستانه) دكاّ. انعقد الحكم علي انه طالما كان ود المكي يري في في الانتساب الي اليمن رفعةّ و عزّة و الانحدار من تكرور تدنياً و ضعة، فانه ولا شك ممن يعتنقون ايديولوجيةً عرقية و ثقافية تحتقر الاعراق و الثقافات المغايرة ولا تري في السودان الا تراتبيةً انثروبولوجيةً تتماهي مع نظام الطبقات في الهند. و مازال القوم علي تلك الحال من الغضب و الانفعال حتي خرج عليهم من يهدئ الخواطر و يطيب النفوسً، يقول: ايها الناس، كلكم لادم، و ادم من تراب.



    و من عجب ان ردة الفعل العصبية هذه بدأت ثم تطورت لتأخذ مداها، بعد ان قرأ اهل الانترنت الجزء الاول من اصل مادة من جزئين كتبهما شاعر الاكتوبريات. والذي يطلع علي المادة كاملة بجزئيها يلحظ حرص الكاتب علي تبيين عقيدته في ان قبيلة الفلاتة، التي يري ان الازهري قد نسب اليها دون دليل، انما هي (من احسن الناس اخلاقا و ديناً وانشط اهل السودان الي العمل الشريف)، و ان ابناؤها (حملة حضارة ادخلت الي السودان صنوفاً و الوفاً من المهارات و الصنائع و الزراعات)، ثم يقول: (و لو كان الازهري علي صلة بهم لبقي كما هو، رافع العلم و محرر السودان وابو الوطنية). الامر اذن اهون مما يظنون فهو، في المبتدأ و المنتهي، لا يعدو ان يكون" تصحيح نسب" و ازالة لبس و معالجةٌ نقدية لرواية وردت بين دفتي كتاب! وجليً، كما عين الشمس، ان انتقاء قبيلة او اعراق بعينها ودمغها بالضعة والهوان – كونها غير عربية - ابعد ما يمكن ان تستصحبه قراءةٌ منصفة لمقال يغدق، بغير حساب، اوصاف التزكية و التمجيد علي قبائل غرب افريقيا، كما نقلنا عن النص الاصلي للمادة موضع الجدل.



    فيم اذن الجلبة و الضوضاء و الهرج و المرج و "القفز علي الرقاب"؟! الذي بدا لي و استقر في ذهني ان القضية، في الوانها الحقيقية، وثيقة الصلة باضطرابات و تداعيات اصابت مراكز الجهاز العصبي العام لقطاعات واسعة من اهل السودان تشكل جمهرة الناشطين في الشبكة الدولية بعض عيناتها العشوائية، اكثر منها حركة احتجاج مشروع يلتمس تصويب النظر باتجاه موقف استعلائي مفترض و تعريته امام الرأي العام.



    كيف..ولماذا؟!



    الازهري الشخص يرقد منذ ثمانية و ثلاثون عاما في باطن الارض، و الازهري الرمز هو الان في ذمة التاريخ، و ما اظن ان سودانياً واحداً ، يتنفّس داخل مساحة المليون ميل او خارجها، يمكن ان يدعي، ضحي يومنا هذا، ان تفصيلات شجرة عائلة الازهري تأخذ مكانا ما، متقدما او متاخرا، في بؤرة تفكيره او قائمة همومه. و في محافل سوداننا (القديم) اشتمل نسيج الحياه اليومية علي مجاذبات، لا تنتهي الا ريثما تبدأ، حول الاصول و الفروع و الاحساب و الانساب، لم يكن اهل السودان في اعقابها يأخذون بخناق بعضهم البعض، العيون جاحظة و الزبد يتدفق من الافواه! كان جدل الاحساب و الانساب، يتفرّع و يتشعب ثم ينتهي بطرفة! و في سودان الامس وقف المرحوم عمر الحاج موسي يصف مهارات بعض الناس فقال: (هم كالنسّابة اعرف الناس بكريم النسب، و كالصاغة اعرف الناس بجيد الذهب)، و لم يكن هناك من يستبشع او يري في مثل هذا القول تجاوزا او تخطياّ لخطوط حمراء. و كان اذا ردد احدهم علي مسامعنا انه ينحدر من ارومة شريفة او زعم ان نسبه يمتد الي العباس عم الرسول (ص)، قلنا له: (نفعنا الله بعلمك)!! ومضينا في حال سبيلنا لا يخطر لنا، و لو للحظة عابرة، ان يقينه، او وهمه، امر ذو بال. ذلك كان سودان ما قبل "الانقاذ"!



    في سودان – ما بعد "الانقاذ" – اصبح للمتعلمين من كل عرق او قبيلة او مدينة او قرية حلقة بريد الكتروني مغلقة علي الشبكة الدولية يدور فيها الحوار، في خفية و حذر، محاطا بكل تدابير السرية، حول اسئلة و قضايا تشيب لها الولدان: ما هو مستقبل قبيلتنا او عشيرتنا؟، اين نحن من تقسيم السلطة و الثروة؟ ماذايتعين علينا ان نفعل لحماية انفسنا و اهلنا من تغول و سيطرة المجموعات العرقية الاخري و هيمنتها علي الموارد نتيجة تمثيلها المتعاظم في مراكز الحكم و السلطة! و في سودان ما بعد الانقاذ – رأيت اعدادا لا تقع تحت حصر من الاسر السودانية ممزقة بين عائل يعمل و يعيش في دول الخليج العربي وعائلة، غاب عنها الاب، تعيش في براري امريكا الشمالية وحيدةً تائهة، و عندما يطرح السؤال: لماذا؟ تتدفق الي اذنيك اجابات ما كانت لتخطر ببال احد قبل سنوات قلائل: نريد ان نؤمّن مستقبل اولادنا بجنسيات وجوازات سفر امريكية او كندية، فلم نعد نطمئن لمستقبلهم في السودان، فنحن لا نعرف مآلات الامور ولا مايخفيه المستقبل! ثم ماذا نقول في هذه المصطلحات الجديدة العجيبة التي تسمعها هنا وهناك فتظل تنقر علي الرؤوس كالمطارق: السودان النيلي، السودان غير النيلي، مثلث حمدي، و مربّع عبدالظمّار! الي هذا الحد اذن اهتز الايمان بمستقبل الهوية القومية و تهاوت سلطتها في القلوب وهان امرها علي الناس، والي هذا الحد اذن اختل الوجدان الوطني و تراجعت معانيه و مضامينه. والي هذا الحد اذن اضطرب الجهاز العصبي المركزي لشعب بأسره، وسادت تبعا لذلك روح التشكك في دوافع الاخر وطواياه، و مشاعر الارتياب في ما عسي ان تخفي القلوب بين جنباتها، حتي لم يعد ابناء الوطن الواحد يحتملون، بصدر رحب، مبادرةً فردية لتصحيح نسب!



    اجالة النظر في ارضية الواقع السياسي و الاجتماعي و الثقافي في السودان اليوم تكشف لكل ذي عينين ان جدل الانساب والاحساب والهويات القبلية والعرقية، في اطاره الاشمل، لا يخرج بحال عن مجمل التحديات التي فرضت نفسها فرضاً علي السودان في مدار تاريخه المعاصر – او بالاحري حاضره المعاش، و ما برحت تأخذ بخناقه و تنؤ بكلكلها علي صدره في زمانه الاخير حتي لكأني به و قد بلغت الروح منه الحلقوم. و قد وصلت – هذه التحديات - ذروة احتقانها خلال الحقبة الممتدة من يونيو ١٩٨٩ و ما بعدها، الشواهد و الحادثات ماثلة تكاد تنطق بلسان. هذا الواقع البئيس، بغير جدال، هو الذي يعمق الاحساس بغياب المستقبل، او علي افضل الفروض يعد بمستقبل تظلله الهواجس والاوهام، لا يعرف ملامحه و قسماته الا الجن!



    عندما امسكت ( الانقاذ) بتلابيب السلطة قبل ثمانية عشر عاما قال قادتها و نصراؤها للملأ من اهل السودان: کانت البلاد بين كفي عفريت، تنتقص من اطرافها، و ينخر السوس بين جنباتها، و تتداعي عليها العاديات كما تتداعي الاكلة علي قصعتها، فقيّضنا الله لنعيد اليها امنها ووحدتها و عزتها وعنفوانها.



    بارك الله فيكم و جزاكم عنا خير الجزاء. بلغتم الرسالة و اديتم الامانة و نصحتم الامة....ان وجدت امة!



    نقلا عن صحيفة (الاحداث)






                  

01-06-2008, 03:08 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    Dear Friends
    This is another interesting article by Mustafa. I hope he will find time in his next visit to Sudan to interview Ustaza Fatima Mahgoub



    غرباً باتجاه الشرق:






    خاطرات علي ضفاف " عنف البادية ":



    وقائع الايام الاخيرة في حياة عبد الخالق محجوب





    مصطفي عبدالعزيز البطل

    [email protected]



    الجزء الاول:

    صديق عزيز يعرف ولعي بمتابعة و توثيق التاريخ المعاصر، او بالاحري التاريخ المعاش، برّني الاسبوع الماضي بنسخة من كتاب الدكتور حسن الجزولي "عنف البادية: وقائع الايام الاخيرة في حياة عبد الخالق محجوب"، الصادر عن "منشورات مدارك"، بتقديم من الدكتور محمد سعيد القدال. في مطلع الفقرة الاولي من الاهداء اقرأ: (الي عوض الجزولي دياب) فأعرف علي الفور ان المؤلف شقيق للمحامي و السياسي و الكاتب المثقف الاستاذ كمال الجزولي، و تشع من دخيلتي، بصورة عفوية و تلقائية، شعاعات من حب و مودة تجاه المؤلف، كونه شقيق كمال. و كمال من ذلك السنخ من خلق الله الذين اذا عرفتهم عن قرب احببتهم حبا يزيد و يفيض و ينداح علي من حولهم مجانا و لوجه الله تعالي! كمال شيوعي امّنه رسول الله (ص) من عذاب يوم القيامة اذ جاء في الاثر: (ان لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم في الخير و حبب الخير اليهم، اولئك الآمنون من عذاب يوم القيامة)، و قد حبب الله المكرمات الي كمال و حبب كمال الي المكرمات، و قد رأيته يسلك مسالكها و يمشي في مناكبها و اليه النشور. و أخر عهدي به ليلة متميزة في يوليو ١٩٩٥ حملت في صبحها عصا التسيار مهاجرا في ارض الله الواسعة. كان الصديق المغفور له محمد طه محمد احمد قد بدأ تلك الانعطافة الحادة في مساره الفكري و نهجه السياسي فانفتح علي التيارات المضادة للاسلام السياسي الحركي المنظم، يسمع و يحاور و يتأمل. و ارتاحت نفسه القلقة الي ذلك المسار. و كنت اعرف انه قد جلس الي الاستاذه سعاد ابراهيم احمد، احدي القيادات التاريخية للحزب الشيوعي السوداني، بدارها بالخرطوم مثني و ثلاث و رباع، و حاورها حوارات متعمقة مستفيضة. اسر اليّ محمد بان لدية رغبة عارمة مستبدة ان يلتقي بالاستاذ كمال الجزولي وان يتعرف اليه و ان يناقشه في بعض من امور السياسة و الفكر. فكان ذلك اللقاء الذي جمع بين القطبين المتناقضين الرائعين بمنزلي بضاحية المنشية واستطرد و استطال حتي الهزيع الاخير من الليل. اقل بعدها كمال محمداً في سيارته متجهين الي كوبر (الحي السكني، حيث اقام محمد، لا السجن). و لم ار ايّا منهما بعد تلك الليلة. تقبل الله ذلك الفتي الزاهد القلق في الفراديس العلا و اطال في عمر كمال و بارك فيه.



    اكاد اظن ان "عنف البادية" لحسن الجزولي هو اول عمل مستقل يوثق، بصورة متكاملة و بدرجة عالية من الموضوعية و الاستقامة المنهجية لوقائع الايام الاخيرة في حياة القائد الشيوعي شبه الاسطوري عبد الخالق محجوب يعكف عليه و ينجزه عضو عامل في صفوف الحزب الشيوعي. و عدا بعض الهنات الهيّنات و الملاحظات التي ساعرض اليها لفوري، فان العمل في اجماله، شكلا و متنا، يستوجب عندي درجة جيد جدا، و اظن ان اخرين ربما انعموا عليه بتقدير الامتياز بغير تردد، و لست احسبهم، ان فعلوا، متزيدين و لا متجاوزين. لا سيما و ان المؤلف قد مزج باقتدار فذ بين التاريخ و السرد الروائي. و عندما يمتزج التاريخ بالرواية – كما افصح القدال في مقدمته – فانه ( يصل الي ذري عالية كما في "قصة مدينتين" و "الحرب و السلام" و "لمن تقرع الاجراس").



    اطلق المؤلف رصاصة من مسدسه علي قدمه، كما يقول مثل امريكي، بغير مسوغ يبرر فعلته، و ذلك حين ادلي في مقدمة الكتاب باعتراف طوعي بانه لم يكن في مقدوره الالتزام "ببرودة التحليل و التوثيق الاكاديمي المجرد"، ثم اضاف انه حاول التزام الموضوعية (رغم كل اللؤم و الخسة التي ......). و من عجب انني عندما اكملت قراءة صفحات الكتاب الثلاثمائة و الخمسون و جدت ان الكاتب قد ترك الاحداث تتداعي والوقائع تعبر عن نفسها موثقة و منسوبة الي مصادر جيدة في غالب الاحوال، بغير تدخل منه يقدح في موضوعية الطرح و المعالجة اللهم الا في مواقع محدده سنتوقف عندها اجمالا او تفصيلا، و منها ذات العبارة التي وردت في الاعتراف الطوعي، و هي عبارة: (رغم اللؤم و الخسة!). و لقد كان في وسع المؤلف ان يقوم بتنقية مؤلفه من مثل هذه العبارات المتناثرة في مواقع قليلة و ان يتفادي بذلك الاعتراف علي نفسه بجريمة من اخطر جرائم حرفة الكتابة كتحيّف الجادة و الميل مع الهوي. و من الشواهد القليلة التي ربما نالت منالها من القيمة الموضوعية لبعض طروحات المؤلف وصفه لنهج معاوية سورج بانه "تخريبي"، و استخدامه في هذا الصدد لعبارات مثل (مواصلة نهجه التخريبي) مما يجوز استخدامها في بيانات سياسية موجهه لعضوية الحزب تصف سلوكا سالبا و تحرض علي ادانته، و لكنها بالقطع لا تليق بعمل توثيقي شبه اكاديمي يفترض فيه سرد الحقائق دون تظليل و تحليلها علي ارضية منهجية. و من ذلك ايضا ما ورد علي لسان المؤلف في الصفحة ٥١ من ان اقصاء بابكر النور و فاروق حمد الله و هاشم العطا ادي الي اضعاف مجلس قيادة الثورة ( الذي تفتقر باقي عضويته الي الوعي السياسي و الفكري)، وهو ادعاء جسيم يصعب تقعيده و اسناده موضوعيا اذ يكاد يقترب – في صياغته هذه - من تنابذ السياسة اكثر منه الي وقار التحليل. و لعله قد ندّت عن ذاكرة المؤلف ان المجموعة التي لم يبخل عليها بهذا الوصف الاطلاقي تضم بابكر عوض الله رئيس القضاء الذي ضحي بمنصبه الرفيع دفاعا عن مبدئه في اثبات حق الحزب الشيوعي و مشروعيته في العمل السياسي عام ١٩٦٦، ثم انه – الي ذلك – هو الشخص الذي كان عبدالخالق محجوب قد تخيره، دون غيره، للترشح لرئاسة الجمهورية في انتخابات الديمقراطية التعددية الثانية التي حال دون اجراؤها انقلاب ١٩٦٩.



    تعامل المؤلف بشئ من الخفة غير الجائزة عند ايراد بعض المصادر و توثيقها، علي اهمية شأن المصادر في مثل هذا العمل الذي تصدي له. هذا مع ان القراءه الشاملة للكتاب تقود لزوما الي ان المؤلف يلم الماما عاليا باصول و مناهج الكتابة العلمية مما يدرج هذا القصور تلقائيا تحت مظلة " عجز القادرين علي التمام". و من الاساسيات في هذا الصدد ان المؤلف ملزم بايراد اصول المصادر لا وسائطها، فاذا نشر المؤلف مقالا بموقع معين علي الشبكة الدولية و اردت انا ان اشير الي معلومات وردت فيه فانه يتعين علي ان اورد اسم المؤلف و عنوان المقال كمصدر للمعلومه و ليس اسم المنبر الالكتروني مجردا. و قد اورد المؤلف عددا من المعلومات الشديدة الحساسية مشيرا الي ان مصدرها "سودانيزاونلاين"، و ذلك موقع علي الشبكة مفتوح للكافة، يصول فيه و يجول من يحسنون من لا يحسنون و يجوس خلاله الثقاة و الافاقون، و نسبة معلومة الي مصدر كهذا، لا يقدم غطاء توثيقيا يعتد به، فكان الاحري بالمؤلف اذن ان يورد اصول المصادر في كل الاحوال. ثم ان المؤلف تعامل مع بعض المصادر تعاملا يوحي بشئ من الازدواجية في المعايير، فهو يبدي التشكك في مصدر و يسفه شهادته، لا لعلة في المتن بل لصفات تلقي بظلالها علي شخصية الشاهد، و ذلك عندما يتناول رواية مصدرها شوقي ملاسي عن حوار دار بين الاخير و بين محمد ابراهيم نقد، و يقول المؤلف في مبررات التشكيك " ان نبرة المبالغة و التحشير فيها واضحة "، ووصف مصدر ما باعتماد المبالغة و التحشير في رواياته يقدح و لا شك في مصداقيته و يجعل الاعتماد علي شهاداته مستقبلا اقل امكانا، ولكن حسن الجزولي يعود في موقع اخر فيأتي برواية اخري منسوبة لشوقي ملاسي يدور موضوعها حول مكالمة هاتفية بين الرائد هاشم العطا و النقيب صبري ارباب يوجه فيها هاشم بعدم استخدام الطائرات لضرب الدبابات المضادة في يوم ٢٢ يوليو تفاديا لاحتمالات وقوع ضحايا من المدنيين، و هي مكالمة يقول شوقي ان السيدة خديجة صفوت تنصتت اليها بمحض الصدفة و سجلتها علي جهاز كاسيت. غير ان حسن الجزولي يحتفي هنا احتفاء واضحا بشهادة شوقي هذه المرة و يقبلها علي علاتها، متناسيا انه كان قد نعته قبل صفحات قليله بانه يميل الي المبالغات و التحشير!



    و مع جودة و ترابط المنهج الذي اتبعه المؤلف اجمالا في سرد الاحدات و تحليلها و استخلاص النتائج منها فانني لم استحسن معالجته لامر بعض الروايات التي اوردها هو نفسه علي انها (اشاعات) و (اقاويل) ترددت هنا و هناك. و تسجيل مثل هذه الاشاعات و الاقاويل لا بأس به لا سيما ان بعضها قد ورد في وثائق الحكومة البريطانية و في صحف عالمية واسعة الاحترام مثل صحيفة لوموند الفرنسية. و لكن المؤلف يعود فيورد هذه الاشاعات و الاقاويل ضمن تلخيصه للعوامل و الاسباب التي ادت، من وجهة نظره الي اندحار انقلاب ١٩ يوليو، بصياغة توحي بأنها حقائق راسخة و يلتمس الي تلك الغاية تعبيرات قطعية مثل قوله في الصفحة ١٤٩ (نستطيع حصر العوامل الخارجية التي ساهمت بشكل مباشر.....الخ)! و من امثلة تلك الشائعات و الاقاويل: المزاعم بأن الطائرة التي اقلت الوفد المصري الذي ارسله السادات للتشاور مع قادة الانقلاب، حملت علي متنها عناصر من المخابرات المصرية احضرت معها و قامت بتسليم مؤيدي نميري الذين كانوا يتهيأون للتحرك (ابر الدبابات) التي كانوا يحتاجون اليها لتحريك الدبابات من معسكر الشجرة و استخدامها لدحر الانقلاب. و من ذلك ايضا ما تضمنته وثائق بريطانية تتحدت عن (شائعات) بانه " لم تكن وحدها القوات السودانية الموجودة علي خط قناة السويس هي التي تم نقلها الي السودان و انما لحقت بها فرقة من المظليين المصريين". و هو ما اضافت اليه لوموند الفرنسية " انه لولا دعم هذه القوات لما كان للانقلاب المضاد ان يتم علي وجه السرعة". و كون ان هذه الروايات رددتها مصادر ذات وزن مقدر لا يجعل منها حقائق يعتد بها طالما لم تتوفر اية ادلة او قرائن ظرفية تمنحها قيمة ذاتية مستقلة. و بالتالي فان حشدها و كانها حقائق مسلم بها ضمن سلسلة الاسباب و العوامل التي ادت الي دحر الانقلاب لا يصمد امام التقويم الموضوعي فضلا عن انه يؤشر الي اختلال منهجي.



    و من الناحية الشكلية ايضا فقد ازعجني – لحد ما - ما اعتقدت انه شئ من عدم الاكتراث من قبل المؤلف او لعلها بكلمات اخري ضعف في الحساسية تجاه اهمية الدقة و الضبط عند ايراد الرتب العسكرية. فقد تضمن الكتاب اسماء عدد كبير من العسكريين تعامل حسن الجزولي مع رتبهم و اسمائهم تعاملا يدعو الي العجب، اذ يورد اسماءهم في مواقع متعدده من الكتاب برتب مختلفة، فهو يذكر رتبهم الصحيحة احيانا، ثم يرقيهم في الفقرات التالية، ثم يعود بعد صفحات قلائل فيخفض رتبهم، و في بعض الحالات جردهم تماما من الرتبة! و من امثلة ذلك المرحوم عثمان حاج حسين ابوشيبة، الذي كان قائدا للحرس الجمهوري برتبة العقيد، و هي رتبة ترقي اليها استثنائيا قبل انقلاب ١٩ يوليو، مما استوجب علي الرائد هاشم العطا ان يضيف عبارة ( الا ما ندر ) عندما نعي في بيان الانقلاب الاول علي نميري و زمرته اضعافهم للروح المعنوية داخل الجيش، اذ انهم بحسب البيان ( طفقوا ينثرون الترقيات الاستثنائية لا يراعون الكفاءة الا ما ندر)، و لكن حسن الجزولي ذكر اسم عثمان حاج حسين مقرونا برتبة العقيد مرة واحدة ثم خفض رتبته فجأه الي مقدم و استمر علي هذا المنوال في المرات الخمس التالية التي ورد فيها الاسم، ثم عمد في الصفحة ٢٤٩ الي تغيير اسمه فاعطاه اسما جديدا اذ اطلق عليه المقدم محمد عثمان بدلا من العقيد عثمان حاج حسين! و اختلف الامر بالنسبة للمرحوم معاوية عبد الحي الذي ورد اسمه في قرار تعيينه عضوا في مجلس قيادة ثورة ١٩ يوليو، ثم في قرار المحكمة العسكرية باعدامه لاحقا علي انه النقيب معاوية عبد الحي، غير ان حسن الجزولي اورد اسمه برتبة الرائد. اما عبدالعظيم عوض سرور فقد قدمه المؤلف علي انه الرائد عبدالعظيم في بداية الكتاب ثم خفضه في منتصفه بدون مقدمات الي رتبة الملازم اول. و كذلك الحال بالنسبة للملازم احمد الحسين الذي ورد اسمه برتب متعدده ثم تم تجريده من الرتبة تماما في نهاية الكتاب! و قد ذكر المؤلف اسم الرجل الثاني في انقلاب ٥ سبتمبر ١٩٧٥ علي انه (الرائد شامبي)، و الحقيقة انه كان برتبة الملازم اول و اسمه الكامل عبد الرحمن شامبي نواي. اما قائد انقلاب ٢٥ مايو ١٩٦٩ فقد جاء في الكتاب برتبة و اسم البكباشي جعفر نميري. و البكباشي من سلسلة الرتب التركية الاصل التي كانت القوات المسلحة تستخدمها حتي العام ١٩٦٦ ثم استبدلتها بسلسلة رتب عربية. و البكباشي تعادل في السلسلة العربية رتبة المقدم، ولكن نميري لم يكن مقدما اذ ان رتبته و صفته عند قيادته للانقلاب كانت العقيد جعفر نميري قائد ثان مدرسة المشاه بجبيت.

    الجزء الثاني:

    خلال احد المواسم الرمضانية في النصف الاول من التسعينات قدم تلفزيون السودان مسلسلا باسم (اللواء الابيض) تناول فيه تاريخ تلك الحركة و اقطابها و في مقدمتهم البطل علي عبداللطيف. و قد افصح ذلك المسلسل، في احدي حلقاته، عن الاسم الرباعي الكامل بالاضافة الي اللقب الذي اشتهر به في مدينة ام درمان شخص تواترت الاخبار و الوقائع و الوثائق علي انه الجاسوس الخائن الذي كان ينقل الي السلطات البريطانية اخبار اجتماعات و نشاطات جماعة اللواء الابيض. و قد اثار ذلك حفيظة اسرة الشخص المعني فحركت ساكنها مهددة ان تجر من فضحوا اسم عميد اسرتها الي القضاء، غير ان منتجي المسلسل استعصموا بموقف مبدئي ثابت، و هو ان توثيق حقائق التاريخ غاية مستقلة تتضاءل امامها الاعتبارات الاسرية و الاهواء الشخصية. و كنت اود لو ان حسن الجزولي نحي منحي اصحاب مسلسل اللواء الابيض و ترسّم خطاهم في تقديم كل اسم حصل عليه – في مسار بحثه المضني عن حقائق الايام الاخيرة في حياة عبد الخالق – ووثقه كاملا دون تعمية او تظليل، و استغني بذلك عن اسلوب الترميز و التشفير بالاحرف الاولي والاشارات المبهمة. و الواضح ان المؤلف نفسه يشاركنا هذا الرأي الي حد كبير، و لكن يده لم تكن مطلقة في كل الاحوال فقد قال صراحة، في احد حواشي الكتاب، ان مصادرا بعينها اخذت عليه مواثقا و عهودا. و قد كان من مؤدي هذا القيد علي قلم المؤلف انه بينما يجد القارئ امامه معلومة كاملة مكتملة عن الشخص الذي اتهمه المرحوم طه الكد عيانا بيانا بانه هو الذي وشي بعبد الخالق و دل رجال الامن الي مكان اختبائه، و هذا الشخص عضو في الحزب الشيوعي و من الذين اسندت اليهم مهمة تأمين عبدالخالق، و قد مات طه و في يقينه ان ذلك الشخص هو الواشي، و يسجل الكتاب ليس فقط الاسم الكامل لهذا الشخص، بل يضيف الي ذلك مكان عمله الحالي و هو دولة الامارات العربية. بينما يقدم الكتاب تلك المعلومة للقارئ علي طبق من فضة فان الشخص الاخر الذي عرفه عبدالخالق معرفة لصيقة وثقي " منذ ايام الحزب الاشتراكي" و ادخره لليوم الاسود، و لكن الرجل خيب ظنه و خذله و ادار له ظهره حين طرق عبدالخالق باب منزله في بهيم ليل ٢٢ يوليو يظل اسمه سرا مستغلقا في قرارٍ سحيق تذود عن حماه العهود و المواثيق، و تلك في امانة تحديد المسئوليات و توزيع اضواء البحث التاريخي قسمة ضيزي.



    و قد تناول حسن و قدم توثيقا جيدا لبعض الروايات، و طبيعة هذه الروايات و ملابساتها و تعدد المتصلين بها تنفي عنها لزوما طابع السرية، و مع ذلك فقد ظل يشير الي اسماء شخصياتها الاساسية بالاحرف الاولي دون مبرر معقول كاكتفائه بالحروف (ص.ع. م ) في معرض الاشارة المتكرره للمقدم صلاح عبد العال مبروك. و اخفاء الاسم هنا لا يستقيم بالنظر الي ضخامة و جسامة الاحداث التي يشتبه المؤلف في ان الاخير تورط فيها، فالرائد مأمون عوض ابوزيد كان يتشكك تشككا ورد به موارد اليقين في ان لصلاح دور في انقلاب ١٩ يوليو، الي حد انه عرض علي احد ضباط الانقلاب الذين حكم عليهم بالاعدام ليس فقط تخفيف الحكم بل اطلاقه حراً و تعيينه في وظيفة حكومية لو انه اماط اللثام عن دور صلاح. ثم ان اختيار صلاح لرئاسة المحكمة التي وقف امامها قائد مجلس الحركة المقدم بابكر النور كان اختبارا من قبل نميري و مأمون لمعرفة ما اذا كان صلاح سيتردد في توقيع حكم الاعدام فيؤكد الشكوك حوله ام يمضي قدما فيرسل بابكر الي الدروة و قد فعل فخسر مامون الرهان. ثم ان هناك، الي ذلك، شهودا عدولا شهدوا بان صلاح كان يقف في يوم ٢٢ يوليو وراء حركة انقلابية مستقلة بذاتها تستهدف تصفية نميري و مجموعة ١٩ يوليو في انٍ معا و انه كان يحمل بيانها رقم واحد في جيبه، و لكنه حين دهمته الحادثات اظهر الالتحاق بالنميري و زمرته مكرا و تقية. ووجود مثل هذه الحركة، بصرف النظر عن علاقة صلاح بها، ثابت بشهادة الملازم عبدالرحمن شامبي قبيل اعدامه. ذلك كله يجعل من غير المنطقي الاشارة الي العناصر الفاعلة في احداث عميقة الاثر والمغزي كهذه بمجرد احرف و رموز. و الادوار المشتبه في نسبتها الي المقدم صلاح عبدالعال مبروك تبدو لي شديدة التعقيد لدرجة ان المؤلف نفسه وجد صعوبة ظاهرة في فصل خيوطها و فك طلاسمها فتركها كما هي تسبح في بركة اللامعقول! فلقد استعصي عليّ، مثالا، ان افهم مغزي الترهيب و الترغيب و الضغوط الهائلة التي تعرض لها الملازم عبدالعظيم عوض سرور لاجباره علي الاعتراف بدور للمقدم صلاح عبدالعال في انقلاب ١٩ يوليو، و الملازم عبدالعظيم له رواية ذات ابعاد درامية عن ثباته علي مبدئه في عدم الادلاء بأي اقوال عن صلاح و دوره في الانقلاب تصل ذروة سنامها عندما يقول بأنه ازداد ثباتا عندما علم بوصية المرحوم محجوب ابراهيم طلقة لزملائه قبيل دقائق من اعدامه بان تقتصر اقوالهم في التحقيقات علي ادوارهم فقط دون التطرق الي دور اي شخص اخر، فقد عززت هذه الوصية من تصميمه علي عدم الاستجابة للضغوط الواقعة عليه من مامون عوض ابوزيد و جعفر نميري، حتي صدر عليه الحكم بالموت، و هو الحكم الذي جري تخفيفه لاحقا الي السجن المؤبد. و السؤال الذي ينتصب شاهقا: هل كان صلاح عبد العال واحدا من مجموعة هاشم العطا التي نفذت الانقلاب؟ اذا كانت الاجابة بالايجاب فان تصميم و ثبات الملازم عبدالعظيم هنا يصادف تفسيره المنطقي بلا جدال، اما اذا كانت الاجابة بالنفي فعلام اذن كل هذا البناء الدرامي ذو النفَس الاغريقي؟ و فيم اذن تعريض عبد العظيم نفسه للموت حتي لا يكشف دورا لصلاح لا وجود له اصلا؟! و انا اميل الي الاعتقاد بان شكوك مامون لم يكن لها ما يبررها، و ان شهادات المساعد الكودة و غيره بان صلاح عبدالعال ذهب الي مكتب الرائد هاشم و هنأه بنجاح الانقلاب و اظهر له التأييد لا يعدو ان يكون سلوكا انتهازيا سلكه مئات غيره من العسكريين والسياسيين. اما ان يكون صلاح قد شارك في انقلاب ١٩ يوليو، ثم ترأس المحكمة التي حكمت علي قائد مجلس الحركة بالاعدام، ثم دبر في اتون ذلك كله انقلابا ثانيا يهدف الي تصفية نميري و مجموعة ١٩ يوليو معا، ثم صد عائدا، بعد ذلك، الي سفينة النميري ليوهمه انه من نصرائه، فهو ما يصعب ابتلاعه دون عقاقير هاضمة. و لكن كل ذلك ان صح، و ليس ذلك علي تاريخ السودان السياسي بعزيز، فانه يقود حتما الي نتيجة يتيمة و هي ان هذا الوطن، الشديد التعقيد، يُظِل تحت سمائه من يماهي و يضاهي عبد الله ابن سبأ و يتواضع و يتقاصر امام قامته راسبوتين!



    يورد المؤلف رواية مفصلة عن ذهاب الرائد هاشم العطا حوالي الساعة الخامسة مساء، بعد تنفيذ الانقلاب، الي منزل الاستاذه سعاد ابراهيم احمد و طلبه اليها مساعدته في الاستدلال علي مخبأ عبد الخالق، و لكن سعاد التي كانت علي علم تام بمكان عبدالخالق بدليل انها توجهت اليه مباشرة بعد مغادرة هاشم لمنزلها، ادعت عكس ذلك و امتنعت عن تقديم المعلومة الصحيحة لهاشم، و تركته هائما علي وجهه في شوارع الخرطوم يبحث عن عبدالخالق حتي ساعة متأخرة من الليل. و بلغ التيه و اليأس بهاشم درجة انه كلف موظفا صغيرا بوزارة المالية التقاه في عرض الطريق بمحض الصدفة، ان يذهب الي الشفيع احمد الشيخ و ان يطلب اليه ان يكتب له بيان الانقلاب الذي كانت الامة تنتظره امام اجهزة التلفاز لساعات! و بحسب حسن الجزولي فان هاشم ظهر (بعد ستة ساعات من القلق و الترقب)، و قد بلغ منه اللهاث و الاعياء كل مبلغ ليلقي البيان و هو – بحسب حسن ايضا –(بادي الاضطراب شديد الارهاق). في تقويمي الخاص فان ساعات التأخير الست و الاضطراب و الارهاق الذين بدا فيهما هاشم دقت المسمار الاول في نعش ١٩ يوليو اذ اهدرت هيبة السلطة الانقلابية عند مهد ميلادها، و اظهرته امام الكافة و كأنه عمل مغامر و متفلت. و رواية سعاد تستعطف، كما يقول الفرنجة، سؤالا اخفق المؤلف في طرحه و معالجته. والسؤال هو: لماذا امتنعت سعاد اساساًَ عن تقديم المعلومة الصحيحة لهاشم؟ خاصة و انها كانت تدرك يقينا بان هاشم كادر عسكري شيوعي، و قد علمت ذلك بعد عدة اشهر من انقلاب مايو عندما دعاها هاشم الي اجتماع في مكان ما بالخرطوم شرق ليطلب اليها توجيها في مسألة بعينها باعتبارها من قيادات الحزب، ثم ان هاشم كان هو الشخص الذي حرر عبدالخالق من معتقله بالشجرة، و سعاد تعلم ذلك ايضا ولا شك، و كل هذا و ذاك يزيد الغموض ضغثا علي ابالة و يجعل من اخفاق المؤلف في المتابعة و التحري والاستجلاء، و تركه لاسئلة محورية كهذه هائمة علي وجهها، تماما كما تركت سعاد هاشم هائما علي وجهه، تظل احدي نقاط الضعف القليلة الظاهرة في كتابه.



    يحوم المؤلف و لا يلج في امر البيان رقم واحد الذي وجهه الرائد هاشم الي الامة في ساعة متاخرة من ليل ١٩ يوليو، فهو يورد و يوثق توثيقا حسنا تلميحات الشفيع احمد الشيخ بان البيان من صياغة عبدالخالق و ان لغة و بصمات عبدالخالق واضحة عليه، و يترك المسألة عند هذا الحد. و ذلك مع ان هناك روايات اكثر رواجا، في المجال العام، تقول بان من قام بصياغة البيان هو التجاني الطيب بابكر و ليس عبدالخالق. و كنت ارجو لو ان المؤلف قد تحصل علي البيان و نشره كاملا اما في متن الكتاب او ضمن ملاحقه بدلا عن نقل ملخص ورد بموقع سودانيزاونلاين دون تحديد لاصل المصدر. و اذكر ان الدكتور عبد الماجد علي بوب، الاستاذ الجامعي المقيم حاليا بولاية كاليفورنيا، و هو في ما احسب عضو في الحزب الشيوعي، كان قد ذكر لي قبل سنوات ان بحوزته نسخة مصورة من اصل ذلك البيان، و اكاد اظن بانه كان واثقا من ان كاتب البيان انما هو التجاني لا عبدالخالق. و في معتقدي ان البيان قام بصياغته التجاني و ان هاشم ادخل عليه اضافات من عنده تعكس راي العسكريين في امر الحوار الذي كان نميري وزمرته قد ابتدروه مع حركة الانانيا "من خلف ظهر القوات المسلحة" بحسب كلمات هاشم في بيانه المذاع.



    يقدم الكتاب لمحات باهرة من مشاهد تنفيذ احكام الاعدام علي قادة الانقلاب. و كان قد استقر في ذهني ان الضباط قد اعدموا فرادي، و لكن حسن الجزولي يقدم شاهدا هو الملازم اول (م) عبدالرحمن فضل الله يقول ان عددا من الضباط تم اعدامهم في مراسيم جماعية. و قد شاهد الشاهد، و لعله شارك، في اعدام جماعي شمل: العقيد عثمان حاج حسين ابو شيبة، العقيد عبدالمنعم محمد احمد، الرائد محمد احمد الزين، النقيب معاوية عبدالحي، و الملازم احمد جبارة. و لم تقع من ذهني موقعا حسنا كلمة (واخرين) التي لحقت بهذه القائمة من الاسماء، ذلك ان اعدامات يوليو، مهما يكن من امر، لم تكن كاعدامات الخمير الحمر في كمبوديا التي كان يصطف في طوابيرها المئات، بل كانت محدودة العدد، وكان حريا بالمؤلف ان يبذل جهدا اضافيا في سبيل العثور علي اسماء هؤلاء (الاخرين) و توثيقها. و الالحاح علي التحديد و التوثيق هنا ينبعث من حق اصيل لهؤلاء (الاخرين) في ان يعلم الناس انهم كانوا جزءا من ذلك المشهد البطولي المدهش الذي فصله الشاهد من بداياته الي نهاياته، و الذي بلغ ذروته عندما صاح الرائد محمد احمد الزين بصوت مرتفع مخاطبا فرقة الاعدام: (نحن جاهزين)!



    يقول الكتاب ان الرائد هاشم العطا في طريقه الي الدروة ردد ابياتا للشاعر المصري کمال عبدالحليم، و يسجل هذه الابيات وعددها ثلاثة، ثم يقول ان هاشم اضاف اليها بيتا رابعا قام بتاليفه في تلك اللحظات ارتجالا، و يسجل ذلك البيت ايضا. و شجاعة هاشم و بسالته مما يحتاج الي دفتر خاص، غير انني اجد نفسي مترددا بعض الشئ في قبول هذه الرواية – و ان كنت لا اردها تماما – سيما و ان المؤلف لا يقدم لها توثيقا يعتد به. مصدر التردد وقائع و معلومات متواترة بأن اعدام هاشم ساده الهرج و المرج، و انه في طريقه من غرفة الاعتقال الي ساحة الاعدام كان محاطا – كما السوار بالمعصم – بعدد مهول من غوغاء العسكريين و دهمائهم الذين كانوا يتحرقون شوقا الي قتله، و ان هؤلاء اطلقوا عليه مئات الرصاصات و هو في منتصف الطريق في مشهد عبثي فوضوي. و اشك في ان ايا من هؤلاء الرجرجة الذين اخبرت عنهم الاخبار قد سمع اصلا باسم الشاعر كمال عبدالحليم ناهيك عن ان يحفظ اشعاره او يتبينها اذا رددها اخرون.



    لا اعرف لماذا اطلق حسن الجزولي علي الفصل الذي خصصه لمشهد اعدام عبدالخالق محجوب و نهايته التراجيدية شبه الاسطورية " الافول"، و لعله كان يحسن الصنيع لو انه نظر في دواوين صهره، شاعر الشعب، محجوب شريف فاستعار منها لفظة " التسامي" التي اختارها محجوب لوصف اعدام القائد الشيوعي الفذ. مهما يكن فقد قدم حسن عملا متميزا من حيث التسجيل و التوثيق و الرصد المتناهي الدقة للحظات عبد الخالق الاخيرة: فها هو يخلع دبلة الزواج بهدؤ عجيب و يضعها علي طاولة المأمور عثمان عوض الله راجيا تسلميها لزوجته، ثم ها هو يخلع ساعة يده و ينظر حوله فيتخير جنديا هو اصغر الحاضرين رتبة فيهديه اياها. ولقد ادهشني الي اقصي حدود الادهاش و اشده ان عبد الخالق تعرف علي الجاويش الخير مرسال، المكلف بتنفيذ الاعدام، كونه شقيق الشيوعي القديم شاكر مرسال، فحيّاه ثم لاطفه قائلا: ( يا زول حبلك ده قوي، انا وزني تقيل)! و لعل اولئك الذين ارهقوا عبد الخالق – ايما رهق - ولاحقوه طوال حياته المعذبة باتهامات الالحاد و الكفر يقرأون "عنف البادية" فيعرفون انه تلي الشهادتين و صلي ركعتين، و انه حين لاقي ربه لقيه طاهرا متوضئا، و انه مات علي عقيدة الاسلام.



    هذه في مجملها ملاحظات نقدية عابره حول منهج و متن هذا العمل المجيد الذي يضعنا – ببراعة و اقتدار – امام صفحات من تاريخ السودان كتبها ابطالها بحروف بارزة، و لكن سطورها غابت عن الكثيرين، من معاصريها و من الاجيال الطالعة، و اولئك و هؤلاء هم الذين من اجلهم توفّر الدكتور حسن الجزولي علي هذا الكتاب سنين عددا حتي خرج من دار "مدارك" يرفل في حلة قشيبة فاقع لونها تسر القارئين.



    عن صحيفة (الاحداث)

                  

01-06-2008, 05:16 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)


    غرباً باتجاه الشرق





    انتهازيون بلا حدود!





    مصطفي عبد العزيز البطل

    [email protected]





    صديقنا طلحة جبريل، مدير مكتب صحيفة (الشرق الاوسط) بواشنطن، لا يحلو له العيش الا وسط الزوابع و العواصف! هکذا كان منذ اول يوم عرفته قبل اكثر من ربع قرن و نحن في اول مدارج المرحلة الجامعية. ومن المعالم اللامعة في سجل طلحة انه، حين كان رئيسا لإتحاد الطلاب السودانيين في المغرب، تسبب عبر معركة حامية الوطيس اشعل نيرانها بنفسه مع السفير المرحوم الرشيد نورالدين ومع السلطات المغربية في آن معا، في ادخال جمعيته العموميه - بربطة معلًمها- سجن الرباط العمومي. و من لا يخشي اهوال السجن وهو علي كتف العشرين لا يهاب ردود افعال الرأي العام وهو علي عتبة الخمسين!



    قبل اسابيع قليلة شغل طلحة بعض المنابر الاعلامية بمقولة خرج بها عبر مقاله الاسبوعي بجريدة (الصحافة) مؤداها ان السودان، في حضَره و مدَره، لا يعرف فضلا لجامعة الخرطوم سوي انها كانت مصنعا لتفريخ الانتهازيين من المنظرين والكوادر السياسية و التنفيذية و القانونية التي اقامت النظم الشمولية علي سوقها وجهدت، ما وسعها الجهد، لمدها باسباب الحياة والديمومة وهيأت لها من امرها رشدا. ولم يكن غريبا، والحال كذلك، ان تنهض ثلة من خريجي الجامعة للتصدي لتلكم الاطروحة، وسال بين يدي حملة التصدي المجيدة مداد غزير تراوح بين الانفعال والموضوعية، ولعل افضل ما قرأت في هذا الصدد المقال الرصين للاديب الدبلوماسي علي حمد ابراهيم، الذي رأي ان قضية ميل قطاع عريض من المثقفين و المتعلمين السودانيين و استعدادهم التلقائي للوثوب الي سفائن النظم الشمولية اوسع مدي و اعمق جذرا، في خصائصها و تجلياتها، من ان يستوعبها ربط متعسف بمؤسسة تعليمية بعينها وحقبة زمنية بذاتها.

    الذي شد انتباهي حقا هو تلك القائمة الطويلة من العلماء والاكاديميين الذين تسنّموا مناصب القيادة في العهد المايوي التالف، والتي استند اليها طلحة في تعضيد حجته. بدا لي انه لم يمر مديرللجامعة الا وانتهي به الامر وزيرا او شاغلا لمنصب دستوري، حتي المدير الوحيد الذي يبدو انه حالت بينه و بين المنصب الدستوري حوائل ذكّرنا الكاتب انه كان اول من افترع بدعة ارسال مدير الجامعة البرقيات الي الرئيس المخلوع مهنئا بحلول ذكري" الثورة"، وذلك فضلا عن الصفوف المتراصة من عمداء الكليات والاساتذة الذين تدافعوا الي ارائك السلطة، المُقعد علي ظهر الاعمي، عند اول صفارة!



    ولكن الحديث عن انتهازية المثقفين و المتعلمين السودانيين قديم قدم السودان نفسه! واجد نفسي دائما اقرأ أو اسمع مثل هذا الحديث ثم اتجرعه مع شئ من الملح، كما يقول تعبيرامريكي تعذرت علي ترجمته علي وجه الدقة. ذلك انني اقرب الي الظن ان لفظة "انتهازي" و مشتقاتها في التداول العام الشفاهي، كما في المدونات الموثقة علي مدي تاريخنا السياسي و الاجتماعي المعاصر، قد بلغ بها الاستخدام المكرور مبلغا انتهي باللفظ الي ما يشبه الابتذال! و لقد كانت هذه الفكرة وما زالت تلاحقني كلما وقعت علي عبارة (الانتهازي عوض عبد الرازق) الشهيرة، التي تكررت بثبات محيّر ولافت للنظر في بعض ادبيات الحزب الشيوعي، حتي اصبحت لفظة "الانتهازي" لازمة من لوازم الاسم لا يستقيم الجرس بدونها رغم ان من شهدوا الوقيعة، التي الحقت الصفة بالموصوف، أنبأوا بأن الامر في طويته اقرب الي تداعيات المبدأ التاريخي الاشهر: الويل للمغلوب، منه الي الانتهازية!



    الانتهازية في المصطلح تمتُّ لتدليل الذات و تلبية الشهوات بنسب وثيق، وتدور وجودا وعدما مع نزعات بشرية اساسية جوهرها الرغبة في اختزال المسافات علي حساب المبادئ و القيم المستقرة، والارتقاء بأهواء الفرد خصما علي حقوق المجموع. و ليس ثمة شك في ان بريق السلطة وصولجانها يظل، و كما كان دائما علي مدار التاريخ الانساني، العامل الافعل و الاكثر خطراً في حفز كثير من المتعلمين السودانيين لاهتبال كل سانحة للولوج الي ابوابها. و من قبل قال العلامة ابن خلدون في توصيف السلطة و توظيفها ( الوزارة منصب شريف ملذوذ)! ولاغرو ان اجيالا كاملة من المتعلمين اقامت عقيدتها في الوظيفة العامة، لا علي انها التزام بخدمة المواطن، بل علي ان الوطن كله بستان لها، فتغزّلت بالوظيفة العامة غزلا حسيا فاضحا و غنّت لها هي تضع اولي خطاها علي ابوابها:



    خلاص يا ادارة جيناكي..

    حلاوة القدلة بالكاكي..

    والعربية ملاكي..



    الحقبة الزمانية التي صوّب طلحة النظر اليها و ما تلاها من حقب، تقدم شواهد في حب السلطة والتمسك بأعنّتها، جديرة بالاستبصار و التأمل. احدي هذه الشواهد تتجلي في تجربة اختيار السيد الصادق المهدي نفراً من اخلص خلصائه لتولي مناصب دستورية رفيعة ابان العهد المايوي في اطار تعاقد سياسي استوعبه برنامجه للمصالحة الوطنية آنئدٍ، و كان الظن، تبعاً لمقتضيات العرف السياسي، ان استمرارمشاركة هؤلاء الخلصاء في السلطة رهن بانفاذ شروط ذلك التعاقد. غمرت الدهشة كل المراقبين حين نكص النميري و ارتد علي عقبيه فلم يحترم ميثاقا و لم يف بعهد، فقرر الحزب المُصالح الانسحاب من السلطة. لم يكن مصدر الدهشة وقائع الخلاف ولا قرار الانسحاب، بل التخاذل ثم الرفض الصريح من قبل ابرز ممثلي الحزب لمغادرة مقاعد السلطة رغم انتفاء مسوغات شغلها. ثم ما كان من تشبث هؤلاء النفر بأهداب الحكم و ركلهم بين عشية و ضحاها تاريخا طويلا من المدافعة السياسية تحت رايات الحزب العتيد، ثم التحاقهم بالمعسكر المعادي بغير تردد و دون ان يطرف لهم جفن، و كأن مشاركتهم في السلطة في الاصل و المبتدأ لم تكن رهنا بمعطيات و مبادئ وشروط و اهداف معلومة، فكان التكالب علي المقاعد (الشريفة الملذوذة) بمثابة اعلان صريح بأن: تباً للمبادئ والاهداف، و "والله لا اخلع قميصا كسانيه الله!". ثم اذا بالتاريخ يعيد نفسه حين ادعي السيد مبارك المهدي دعاوي ما انزل الله بها من سلطان حول حزب الامة و ضرورات تجديده و تطويره ثم اقام كيانا جديدا تحت راية "الاصلاح و التجديد" سرعان ما فتحت له السلطة ذراعيها، فدفع باقرب معاونيه الي قلبه الي مناصب الوزارة و الولاية و ديوان الرئاسة. و الذي حدث بعد ذلك خبره عند الكافة. غضب دهاقنة العُصبة المنقذة علي قائد المصلحين والمجددين ذات صباح أغبر فأنزلوه من صياصه و سحبوا البساط من تحت قدميه، فنادي من فوره علي رفاقه و اتباعه ان اتركوا مناصبكم و الحقوا بي نتفكّر بليلنا ونتدبّر ثم نقرر ما عسي ان يكون الموقف عند صياح الديك. ولكن هيهات. واذا بالمجدد الاكبر وحيداً مستوحشا و قد لفظه اقرب الاقربين من اساطين التجديد و آثروا عليه طنافس السلطة وصحاف الفالوذج، و کأنهم ما تعاهدوا بالامس علي مبدأ ولا اقسموا علي كتاب! غير ان انشطارالعصبة المنقذة نفسها، قبل ذلك، بين معسكر مفكّرها و ملهمها و باني نهضتها الحديثة، ومعسكر حملة السلاح، القابضين علي رقبة السلطة، وانحياز السواد الاعظم من كادراتها وهرولتهم – خفافا و ثقالا - الي معسكر "السيف و الذهب" تحت شعار: سِماط البشير ادسم، يبقي بلا جدال المثال الاكثر تعبيرا والاجود تصويرا لظاهرة التنصّل عن المبادئ و تمحّك المعاذير لهجر الحلفاء والاحباب طلباً لصولجان الحكم.



    ولأمر ما استقر في العقل الجماعي، وغير قليل مما استقر في العقل الجماعي يفارق المنطق، ان داء الانتهازية يشبه داء النقرس الذي يصيب الملوك وعلية القوم ومن يليهم من وجهاء وعلماء. ولكن الحقيقة تبقي ان العقل و السلوك الانتهازي اوسع مجالا واعمق وجودا في حيواة الناس، فهو لا يقتصر علي الطليعة الفاعلة في مدارات السياسة والمال والعلم والثقافة، بل يسري في ثنايا المجتمع من مخامص القدمين الي محاجر العينين. كما ان الانتهازية كظاهرة سوسيولوجية لا تقف حصرا – من حيث المُعطي والمضمون - علي طلب السلطة والارتهان لاستحقاقاتها، اذ انها في افقها العام اكثر سعةً و شموليةً بحيث انها تستوعب انماطا متباينة من السلوك المُشاهد في الممارسة اليومية، كالاستغلال غير المشروع للقدرات والموارد والمواقع لخدمة المآرب الذاتية، الي جانب انها تستغرق و تفسّر في ذات الوقت ضعف التربية الوطنية التي ترفد الشعور العام بمعانٍ راكزة كضرورة مراكمة العطاء الفردي المتجرّد باتجاه منجزات و اهداف و قضايا عليا و الايمان بدور كل من تلقي حظا من التعليم بدوره في تقديم مقابل من عمل طوعي.



    و الحال كذلك فان الشواهد علي انتشار السلوك الانتهازي في مناطق و زوايا متباينة تتعدد و تتمدد فلا يكاد يبلغها الاحصاء. والا فما قولك في في الالاف المؤلفة تنهل علمها وتبني مهاراتها من عرق الكادحين ودموعهم، عبر عقود من الزمان، ثم تفر من خدمتهم فرار السليم من الاجرب عند اول بارقة للثراء. وما قولك في الالاف من الكوادر الدنيا و الوسيطة في مرافق الخدمة المدنية و قد اتخذت من سلطة المنح و المنع، مهما تضاءلت، اداة للمحاورة و المداورة والتربّح و الاكتناز. و ما قولك في الاف المصرفيين وموظفي المؤسسات العامة، ائتمنتهم الامة علي مقدراتها فلم يؤجلوا عمل اليوم الي الغد واضحي انتهاب المال العام تحت ابصارهم و مباركتهم و مشاركتهم سنةً ماضية ترسّموا خطاها خلفاً عن سلف، حتي تفاحشت الاختلاسات و بلغت ارقاما استعصت علي الحساب. و ما قولك في معلّمين يضنون بالعلم شُحّاً علي ابناء الفقراء في قاعات الدرس، فما يبذلونه الا في حلقات دروس خصوصية ضيقة تقصر قصرا علي ابناء و بنات الموسرين ايثارا للدرهم و الدينار علي امانة العلم و رسالته، و ما قولك في تسعين الفا من موظفي الدولة عصفت بهم رياح "التمكين" عصفاً فباتوا بين عشية وضحاها في قارعة الطريق، ثم يأتي ليحل محلهم تسعون الف "متمكّن" يتقافزون بين الوظائف والمناصب والحزن الذي ران علي عيون الاطفال من حولهم يدمي القلوب و الجزع الذي اغرق نفوس من فقدوا كرامتهم و موارد رزقهم يملأ كل بيت. ثم ما قولك ايها القارئ الكريم، اصلحك الله واصلح بك، في هذه المجاميع التي رأيتها وخَبِرتها في طول امريكا الشمالية وعرضها، عبر سنين طويلة، و قد كان مدخلها و طريقها الي البطاقات الخضراء و الجنسية يمين غموس وادعاءات كاذبة بالتعذيب في بيوت الاشباح و روايات صفيقة مختلقة بالانتماء الي اسرة المرحوم مجدي محجوب و المرحوم د. علي فضل، و اخري بلهاء عن اغتصاب نساء و مصادرة اموال و قتل اطفال! ثم ما ان يستتب للواحد منهم امر في "بلاد الكفر"، بعد ان تجوز خديعته علي محققي سلطات الهجرة، حتي تراه و قد مد ساقيه و اخذ يجادل في المجالس، بغير علم ولا هدي ولا كتاب منير، بإن نظام الانقاذ نظام مبروك، و ان اهل السودان يحتاجون الي وصاية و الي من يحملهم علي الحق حملا! و قد بلغ تزاحم هؤلاء المتكذّبين و نهّازي الفرص علي مراكز اللجؤ مبلغاً حرم ضحايا التعذيب الحقيقيين من كل حق اصيل هم به اجدر الناس؛ و لكأني بهم يشكون الي ربهم ظلم من اتخذ من محنتهم و مأساتهم سلماً و مطية لاغراض الدنيا، وقد تكسّرت علي صدورهم نصال السلوك الانتهازي الذي لا يعرف خلقاً و لا مبدأً، فوق نصال التعذيب الذي لم يرقب إلاّ ولا ذمّة.



    كلنا في هم الانتهازية شرق، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرجم جامعة الخرطوم بحجر!



    نقلا عن صحيفة ( الاحداث)


                  

01-06-2008, 05:36 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    غربا باتجاه الشرق:





    مفصولون لوجه الله: تأملات في فقه التمكين



    مصطفي عبد العزيز البطل



    قرر المفكّر المصري د. مصطفي الفقي التخلي عن وظائفه السياسية في البرلمان والحزب الوطني الحاكم في مصر، وتخصيص ما تبقي من سنوات عمره للقراءة والكتابة ومعالجة القضايا الفكرية. وفي مناسبة اتخاذه لهذه الخطوة استضافه النجم التلفزيوني محمود سعد الذي وجّه لضيفه، ضمن اسئلة اخري، السؤال التالي: اي الايام في حياتك المهنية يمكن ان تصفه بأنه كان أسوأ يوم علي الاطلاق؟ حدّق الرجل في الهواء ثم بذهن صافٍ وهدوء كامل اجاب: اسوأ يوم في حياتي كلها كان يوم فصلي من وظيفتي في رئاسة الجمهورية! و كان د. الفقي قد شغل منصب سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات. كانت تلك من المرات النادرة في حياتي، بل و لعلها الاولي والاخيرة، التي استمعت فيها الي مسئول مفصول من عمله يتحدث بمثل هذه الصراحة عن اسفه علي فصله من وظيفته. فلقد عاصرت و شهدت وسمعت عن مئات من حالات الفصل والاعفاء من الخدمة لمسؤولين سودانيين وفي كل الحالات، بلا استثناء، كنت اراهم يذبحون الخراف و يوزعون لحومها و يرددون عبارات من شاكلة: الحمد لله الذي اراحنا وخلّصنا من خدمة الحكومة. و الاصل عند الكثيرين هو ادعاء الزهد في المنصب او الوظيفة و اظهار الاستعداد الدائم لركلها بالقدم في اي لحظة وان كان الواقع والحقيقة يشيان بغير ذلك!



    الثابت ان الخدمة الاميرية ارتبطت منذ عهد التركية السابقة بالمقام الرفيع والامتياز الاجتماعي، وعلي طول التاريخ المعاصر للخدمة العامة في السودان كان تقلّد الوظيفة العمومية تكليفا يشْرُفُ به صاحبه. ومن الطبيعي والحال كذلك ان يكون لفقد مثل هذا التكليف اثره السالب، نفسيا و اجتماعيا و اقتصاديا، في حيواة من ركلتهم المناصب و الوظائف و ان تدثّروا بالادعاء بأنهم اسعد الناس بالتحلل من اعبائها! و اذكر في طفولتي الباكرة ان كلمة "التطهير" كانت هي الاكثر استخداما في توصيف حالات فصل موظفي الدولة. و كانت اللفظة فيما يبدو تنطوي علي شحنة سياسية معنوية هائلة، و آية ذلك الهتافات المدوية كالطبل: " التطهير واجب وطني" التي ما زالت تطن في اذني. و هو نفس الشعار الذي ردده مطربا الشعب محمد وردي و محمد الامين، بعد ذلك، ضمن اناشيدهما الاكتوبرية!



    وعلي توالي العهود، بدءاً من حقبة الحكم الاستعماري، اتخذت السلطة الحاكمة من الفصل والاحالة الي المعاش تحت مسميات متعددة سلاحا ماضياً لتأمين الانظمة في مواجهة خصوم حقيقيين ومتوهّمين. و قد تباينت الممارسه في هذا الصدد نوعا وكماً، و احسب ان النظام المايوي كان اول نظام يستخدم هذا السلاح بصورة منظمة و ممنهجة و علي مراحل متعددة. و هو الذي ابتدع المسميات الادارية المختلفة مثل "الاحالة الي المعاش لصالح الخدمة" و" الاحالة الي المعاش للصالح العام" لموظفي الخدمة المدنية، و " الطرد من الخدمة" و ما شاكلها للقوات النظامية. و خلال الفترة الانتقالية التي رأس حكومتها د. الجزولي دفع الله احتلت مسألة "تطهير" الخدمة العامة من ذيول النظام المايوي مكانا متقدما في قائمة الاجندة، غير ان الفترة الانتقالية، التي كان الفقيد جون قرنق يطلق عليها "مايو الثانية" انقضت دون "انجاز" يذكر علي صعيد الفصل والاحالة الي المعاش. و لكن المؤكد ان الحكومة الجزولية كان لها فضل لا ينكر في مراجعة و توفيق اوضاع الالاف من كوادر الخدمة العامة والقوات النظامية التي انطبقت عليها معايير الفصل التعسفي ابان الحقبة المايوية اذ احتسبت الحكومة الجزولية سنوات الفصل بالنسبة للكثيرين لاغراض تقدير الفوائد المعاشية و اعادت الي الخدمة الفعلية كثيرا من المفصولين. ثم جاء السيد الصادق المهدي علي رأس الديمقراطية الثالثة، فأطلق من داخل البرلمان قولته الشهيرة: (انني ملتزم بكنس مايو كنسا تاماً)، ثم خاطب بعد ذلك قادة الخدمة المدنية من وكلاء الوزارات و رؤساء الوحدات و المصالح المستقلة في لقاء جامع قائلا: (ان من حق اي مسئول صعد الي منصبه بغير كفاءة او اهلية ان يقلق علي موقعه)، و لكن القلق فيما يبدو لم يساور اياً منهم فقد بشّرتهم الديمقراطية و تعقيداتها بطول سلامة، و انتهي الامر بالسيد المهدي نفسه، في خاتمة المطاف، ان رأس حكومات ضمت تشكيلاتها اعدادا غفيرة من قيادات و كوادر النظام المايوي بما فيهم النائب الاول للرئيس المخلوع! و لا يعني ذلك ان حكومات المهدي لم تمارس الفصل للصالح العام، فلقد قام بعض الوزراء الحزبيين باصدار قرارات بالفصل والاحالة للمعاش للصالح العام، ولم تكن اغلب تلك القرارات فوق الشبهات، بل ان كثير منها املته الاهواء الشخصية و التقوّلات. و كان من ابطال الفصل التعسفي ابان العهد الحزبي المرحوم صلاح عبد السلام الخليفة وزير شئون الرئاسة وعبدالله محمد احمد وزير الثقافة و الاعلام، و قد طوي الموت صلاحا و اصبح في ذمة العداله الكبري، اما عبدالله محمد احمد، و قد كنت اتحدث اليه كثيرا بحكم موقعي كمسئول للشئون السياسية والاعلامية في مكتب رئيس الوزراء، فقد حيرتني اسبابه الممعنة في الغرابة التي كان يقرر بموجبها فصل العاملين في الاجهزة التابعة لوزارته. و اذكره ذات صباح هائجا مائجاً يأمر وكيل الوزارة آنذاك، محمد علي دليل، بفصل موظّفة، فلما اجابه الوكيل بأن هناك صعوبات قانونية تحول دون ذلك، امر بنقلها الي جوبا فرد الوكيل بأن قانون الحكم الذاتي الاقليمي لا يجيز نقل الموظفين الاتحاديين الي الجنوب. ثم عندما سنحت لي الفرصة سألت الوزير عن اسباب الفصل و لدهشتي رد قائلا: "هذه الموظفه شيوعية وانا لدي معلومات مؤكدة في هذا الشأن"، و لم تكن حالة الوزير الذهنية تسمح لي بأن الفت انتباهه الي ان الحزب الشيوعي حزب مصرّح به و ان له نوابا في البرلمان! و قد قام بعد ذلك و في احدي غضباته المضرية، بفصل ستة من قيادات التلفزيون بقرار واحد. و لكن اغرب ما رأيت من قرارات الفصل عند عبدالله كانت مذكراته المتلاحقة الموجهه الي رئيس الوزراء تطلب الموافقة علي احالة احد المديرين بالوزارة للمعاش للصالح العام، و كان المدير يشغل وظيفة قيادية عليا تستوجب احالة شاغلها للصالح العام موافقة رئيس الوزراء. و كان رئيس الوزراء بدوره يتجاهل تلك المذكرات فقد كانت ثقته في وزير اعلامه، علي اخر عهده بالموقع، قد تضعضعت. و ذات يوم، و في حضوري، سأل الاستاذ ابراهيم علي ابراهيم، مدير عام مكتب رئيس الوزراء عبدالله عن الاسباب الحقيقية لطلب فصل الرجل من وظيفته اذ كانت الاسباب التي توردها المذكرات عامه و غامضة بعض الشئ. رد الوزير بالقول: ان ذلك الشخص له علاقة متينة بأحد اقطاب الحزب الاتحادي كما انه ينحدر من اسرة ختمية عريقة و متزوج من ابنة احد ابرز معاوني السيد محمد عثمان الميرغني وان هذه المعلومات مؤكدة!!! و من عجب ان مثل هذا السخف ظل يلاحق ذلك المسئول، حتي بعد سقوط الديمقراطية الثالثة علي يد العصبة المنقذة، فركب الرجل طيات السحاب الي الولايات المتحدة، مهاجرا بعلمه و خبراته، و تفرغ للعمل الاكاديمي وبلغ فيه شأوا بعيدا و طاب له المقام في حمي نجاشي اليانكي الذي لا يظلم عنده احد!



    غير ان فكرة احالة موظفي الدولة للصالح العام شهدت في عهد الانقاذ تطورا نوعيا مذهلا من وجهة التنظير وتفاحشاً كميا طاغياً علي صعيد التطبيق، ذلك ان العصبة المنقذة اتت الي السلطة بنظرية فقهية متكاملة هي نظرية التمكين (و الذين ان مکّناهم في الارض)، وهي نظرية ثقيلة ذات حمولة دينية عالية، فلأول مرة في تاريخ السودان اصبح الفصل للصالح العام عبادة يتقرب بها الحاكمون الي الله زلفي، و قد كانت قبل ذلك صراعا علي حرث الدنيا وعصبيات السياسة. و من ابرز ملامح التمكين، نظرا و تطبيقا، انها تتصف بالشمول النطاقي حيث ان مجال سريانها، بخلاف كل تجارب الماضي، لا يقتصر علي اجهزة الخدمة العامة والقوات النظامية، بل تتسع مظلتها افقيا لتغطي كل الاصعدة والمناشط المعاشية وغير المعاشية للافراد والجماعات من اقتصاد وتجارة و ثقافة و رياضة وتنظيم اهلي. و استثناءً من العديد من اجندة الثورة المنقذة التي اتسمت في بداياتها بالضبابية والتغبيش المتعمد، فقد كان الوضوح المطلق صفة لازمة لفقه التمكين فقد جاءت اشاراتها و نذاراتها مع شعاع الفجر، و كان اصرح تعبير عنها هو ما جاء علي لسان احد القيادات التاريخيه للحركة الاسلامية (الاستاذ احمد عبدالرحمن محمد) حيث ادلي بتصريح لصحيفة (ظلال) في اول بدايات عهد الانقاذ جعلت منه الصحيفة مانشيتها الرئيسي: ( التمكين العسكري و المدني لا يكفي، لا بد من التمكين الاقتصادي)! و في التطبيق فقد اتسق الاخلاء المنظم لاجهزة وهياكل الخدمة المدنية والقوات النظامية من ساكنيها و احلال سكان جدد، من كوادر الجبهة الاسلامية مكانهم، بهدف السيطرة علي مالية الدولة ووسائل الاعلام و اجهزة الخدمات و مؤسسات القمع المادي، مع الاجلاء الممنهج لكبار التجار و رجال الاعمال من مواقعهم الاقتصادية و التجارية بغرض تمكين عناصر الكيان السياسي الاسلامي الحاكم من السيطرة علي مفاتيح التجارة الداخلية و الخارجية.



    و كان من مؤدي ممارسات التمكين، في مجال الخدمة العامة، انه اصبح مطلوبا من كثيرين ان يغادروا مواقعهم، لا بسبب التشكك في ولاءاتهم و انتماءاتهم ولكن لمجرد الحاجة لاحلال اخرين في هذه المواقع احلالا منظماً. ثم ارتبطت سياسات الفصل التمكيني بممارسات يصعب استكناه حكمتها واستبطان دواعيها، فبينما كانت الانظمة التي مارست الفصل التعسفي في الماضي تخلّي بين المفصولين و خشاش الارض بعد ابعادهم من مواقعهم، بمعني ان من طالتهم قرارت الابعاد كان بامكانهم ان يبحثوا عن وظائف اخري داخل و خارج اجهزة الدولة اذا وجدوا من يرغب في توظيفهم، فأن سلطة الانقاذ سلكت في معاملة المفصولين نهجاً لم تسبقها عليه سلطة، اذ طاردت المفصولين و قعدت لهم كل مرصد، وبذلت جهودا مضنية لمنعهم من الحصول علي اعمال بديلة و استنت لذلك تشريعات و قرارات غير مألوفة، بل ولعلها غاية في الغرابة كإلزام المنظمات غير الحكومية، بما فيها هيئات الاغاثة الاجنبية، بعدم توظيف المفصولين تحت طآئلة سحب تراخيص هذه المنظمات، كما منعت اعدادا كبيرة من هؤلاء من مغادرة البلاد للعمل بالخارج بحرمانهم من الحصول علي جوازات سفر او تأشيرات مغادرة، بل لاحقت الكثيرين في المطارات والموانئ فأنزلتهم من الطائرات والسفن واعادتهم الي منازلهم. و بلغ افتراء السلطة و كيدها لهؤلاء حدودا عزّ ان يكون لها نظير، حتي لقد ظننت انها ستصدر ذات صباح منشورا يلزم الناس الا يبادروهم بالسلام واذا لقوهم في عرض الطريق ان يضطروهم الي اضيقه!



    و خبر ما كان من خطط التمكين و تدابيره الذي كان سرا مهولا في امس قريب، اضحي اليوم "ببلاش" كما يقول المصريون. فلعله من علم الكافة في يوم الناس هذا ان المغفور له مجذوب الخليفة، تغشّت قبره الشآبيب الرطاب، كان هو الشخص الذي اسندت له العصبة المنقذة مهمة الاشراف علي وضع و انفاذ مشروع اخلاء الخدمة المدنية من سكانها واحلال كوادر الجبهة الاسلامية مكانهم، برغم انه قضي الشهر الاول من حكم الانقاذ حبيسا علي ذات نسق الحبس الترابي الاحترازي الماكر. وأجد نفسي، و انا في النصف الاخر من الكرة الارضية، اذكر و بعد ما يقرب من ثمانية عشر عاما، ذلك الكادر الانقاذي، الذي لمع نجمه بعد ذلك في سماوات الحكم و السلطة حتي بلغ الجوزاء، و قد جاء الي رئاسة مجلس الوزراء، والانقاذ في بداياتها، باوراق فلوسكاب كتبت عليها اسماء وزارات و تحت كل وزارة عدد من الاسماء، سلمها وزير الرئاسة الي الاخ مختار علي مختار، رئيس القسم الكتابي في المكتب الوزاري لطباعتها بنظام الرونيو و توزيعها علي الوزارات. ثم اذكر جلوسنا، انا و الاستاذ حسين صديق، الامين العام الاسبق لمجلس الوزراء، بعد ذلك في مكتبه نتملي في تلك الصفحات التي ضمت نحوا من مائه و خمسين اسما، نحاول ان نقرأ ما بين السطور وان نستنطق تلك القوائم البكماء بغير جدوي. کانت تلك اول القوائم ثم اذا بها تتري و تتوالي، مجملة و منجمة، ما اذن الله لها ان تتري و تتوالي، حتي بلغت ارقاما تنِد عن الحصر واصبح ضحاياها، كضحايا المهالك في دارفور، تتقاطع احصاءاتهم و تتضارب بتقاطع المصالح و تضاربها.



    تلك صفحة سوداء حالكة تؤرق كل صاحب ضمير حر، ويكفي ان من كتبوا سطورها بالامس اضحوا اليوم في ضيق من امرهم، ينشدون التنصّل من عارها و يلتمسون الخلاص من وزرها. و ان كان رأس الدولة قد خرج علي الناس اخيرا بما يقرب من ان يكون اعترافا مغلفاً و اعتذارا ضمنيا وأبدي النية الحسنة حيال تهيئة المناخ لتحوّل مأمول يرد الحقوق و يصون الكرامات فإننا نبادر، بغير تردد، فنشد علي يده مهنئين، ذلك ان الاعتراف بالخطأ فضيلة توجب القدح المعلي وشجاعة تستنهض الاكبار، ولعلني امضي قدما فاناصر النداء الذي توجه به عبر هذا المنبر الاسبوع الماضي الكاتب الصحفي الاستاذ فتحي الضو حين دعا قيادة الانقاذ، وقد اصابت قوما بجهالة فأصبحت علي ما فعلت نادمة، ان تتأسي و تترسّم بعض النماذج الاكثر اشراقا في عالمنا اليوم (المغرب و جنوب افريقيا)، فتخرج بنفسها من ضيق التردد والاحراج الي فضاء الاسماح والافراج، فتعترف باخطائها علانية وعلي رؤوس الاشهاد بغير شروط و لا قيود، وتقدم اعتذارها، علي ملأ من شعبها، لالافٍ مؤلفة من ابناء هذا الوطن خاضت الانقاذ في اعراضهم ظلما وعدوانا، حين قذفتهم واذاعت عنهم دون بينة او دليل ذائعات الفساد المقذعات، وترد عنهم كل همز او لمز او وشاية او نميمة اشاعتها في حقهم بين الناس بالباطل.



    ان الله يغفر الذنوب جميعاً الا ان يُشرك به.



    نقلا عن صحيفة (الاحداث)


                  

01-06-2008, 05:55 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    مرحب ألأستاذ الكاتب مصطفي البطل..

    كل عام وانتم بخير استاذ معز ابو نوره
                  

01-06-2008, 06:11 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    Happy New Year and Independence Day Muna
    Thanks for welcoming Mustafa to the forum
    Regards
                  

01-07-2008, 07:54 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    غرباً بإتجاه الشرق



    مصطفي عبدالعزيز البطل

    [email protected]



    امريكا: الهجرة اليها افضل من "ضرابها"ا!



    توقفت تجربتي المحدوده في الكتابة الصحفية عام ١٩٩٥وهو العام الذي غادرت فيه السودان مهاجرا الي بلاد اليانكي، ممتطيا صهوة فولبرايت، المنحة الامريكية الشهيرة التي كان الاكاديميون السودانيون و بعض كوادر الجهاز التنفيذي يعرفونها كما يعرفون ظهور ايديهم، قبل ان تغل الولايات المتحدة يدها عن السودان و تحبس عنه عطاياها العلمية و المادية. كان ذلك الموقف الامريكي حتما مقضيا اذ اخذت بلب العم سام الهواجس و التوجّسات منذ عهد الخرطوم الغابر عندما كانت الشعارات المزلزلة تسد عين الشمس وجحافل الدفاع الشعبي تهدر في الطرقات:" امريكا روسيا قد دنا عذابها ، عليّ ان لاقيتها ضرابها!"، و هو شعار كنت قد عرفت عنه شيئا و غابت عني اشياء. عرفت حقيقة العداء للطاغية الامريكي، بيد انه استعصي علي ذهني تماما، رغم طول التحري والتأمل وانعام النظر، ادراك مغزي وعيد العصبة المنقذة (كما كان يحلو للاستاذ احمد سليمان ان يسميها عهدئذ) لروسيا بالعذاب و الضراب! و من عجب ان الاتحاد السوفيتي كان قد بدأ مسيرة انكساره و انحداره المدوية قبيل ظفر العصبة المنقذة بالسلطة بعدة اشهر، و عندما استقر الامرللمنقذين واسفر وجه الانقاذ، ذو القسمات الصارمة الممتلئة تحدياً للدنيا و العالمين، في مبتدأ التسعينات كانت مشاهد المواطنين الروس علي شاشات التلفاز و هم يقفون ،صفًا صفا، بعيون خابية ووجوه كابية، تحت صقيع الشتاء لتسلم انصبتهم من الاطعمة، تقذف بها اليهم جسور الاغاثة الجوية الالمانية والهولندية، تقطع نياط القلوب! و قد انقدح في ذهني بعدها ان السبب اليتيم الذي ربما يكون قد القي بالدب الروسي الجريح، المغلوب علي امره، في اتون عراك كهذا مع العصبة المنقذة، لا ناقة له فيه و لا جمل، انما هو ضرورات القافية و الوزن الشعري، لا اكثر و لا اقل!



    تلك ايام، مضت بخيرها و شرها، و لو كتب الله لي اليوم ان استقبل من امري ما استدبرت، لما تبدل مسار ذلك الحديث الذي دار بيني و بين رئيسي الاستاذ علي عيد بلولة مدير عام اكاديمية السودان للعلوم الادارية، و كنت يومها محاضرا في هيئتها العلمية. دعاني الي مكتبه لينهي الي قرارا يهمني! قال: وزير شئون الرئاسة اصدر توجيها بان تشارك الاكاديمية بممثل في الدورة الجديدة للدفاع الشعبي و قد وقع الاختيار عليك! تطلعت في وجه الرجل وقد طارت نفسي شعاعا، ثم في تهويمةٍ من تهويمات الخيال الجامح، رأيتني مرتديا عراقي دمور و سروال و حذاء رخيص مهرولا في طرقات الخرطوم اردد: امريكا روسيا قد دنا عذابها! صادفني السفير الروسي في عرض الطريق، فاستوقفني و سألني: (و علشان ايه ده كله يا باشا، هو احنا كنا عملنالك حاجة لا سمح الله)، و السفير الروسي في ذلك العهد كان – علي ما اذكر – يتكلم شيئا من العربية بلكنة مصرية! افقت بعد ذلك افاقة كاملة علي صوت الاستاذ علي عيد وهو يتمتم بكلمات ظاهرها التشجيع و الحث علي الالتزام بتوجيهات الوزير و باطنها شكر الله المنتقم الجبار ان مكّنه مني، و كان بينه و بيني ما صنع الحداد ابان سني عملي تحت امرته – قبل ذلك - في رئاسة مجلس الوزراء وكان وقتها امينا عاما للحكومة! التطور المنطقي للحوار وفقا للمعطيات والوقائع الماثلة كانت تقتضي ان اخبر محدثي و رئيسي بحقيقة هامة و هي حصولي علي منحة زمالة فولبرايت التي تستدعي الاستعداد للسفر للولايات المتحدة للالتحاق بمعهد هيوبرت همفري بجامعة منيسوتا في ظرف وجيز. و لو كان العهد غير العهد و الحال غير الحال لما ترددت في ان اورد ذلك السبب لتبيان الخطل في امر اختياري للدفاع الشعبي. و لكن قفزت الي قمة رأسي و تراقصت امام عيني، بدلا من ذلك، عبارات مثل: لسانك حصانك، و لا يكب الناس "في معسكرات الدفاع الشعبي" الا حصائد السنتهم! شكرت مديرنا الهمام علي ما اسبغه علي من شرف و اوصيته ان يصيخ السمع لجهاز "المجروس" بقدر المستطاع حتي يسمع تهليلي و تكبيري و انشادي بدنو عذاب امريكا و روسيا، الذي وعدت ان يكون هادرا مجلجلا يشرف الاكاديمية و اهلها. و لفائدة الاجيال الطالعة اقول: المجروس هو الاسم الذي كان يطلق خلال حقبة التسعينات الاولي علي جهاز التلفزيون، اذ لم يكن الناس يشاهدون علي شاشته الا رجالا ملتحين يحملون البنادق و يقفزون من شاحنات المجروس الضخمة الي الارض، ثم من الارض الي شاحنات المجروس!



    ذهبت بعد ذلك لمقابلة المستر لوسيان فاندربروك، الدبلوماسي المسئول عن ملف منح فولبرايت بالسفارة الامريكية. کانت المقابلة قصيرة، بدأت وانتهت بكلمات المجاملة التقليدية، و غادرت بعد ان سلّمني كل الاوراق اللازمة و تذاكر الطيران و جواز سفري و عليه تأشيرة الدخول الامريكية. (هذا كل ما حدث و الله علي ما اقول شهيد، و اقسم لاستاذنا الدكتور عبد الله علي ابراهيم، قسماً مغلظاً، لا يقل عن ذلك القسم الوثيق الصلة بموضوع دخول القوات الدولية لدارفور، انه لم يدر بيني و بين ذلك الدبلوماسي الامريكي اكثر من الذي ذكرت، و لو حدث ان نسب اليّ هذا الفاندربروك اي شئ اخر يمكن ان يقع عليه د. عبدالله اثناء حفرياته الاخطبوطية في الوثائق الامريكية فإنني اكذًّبه مقدما!)



    لم تكن العودة الي تجربة الكتابة الصحفية ضمن اجندة الحاضر او المستقبل عندي باي حال من الاحوال لعدة اسباب منها ان الملال كان قد تمكن من نفسي و بلغ منها كل مبلغ بعد اكثر من عامين من الكتابة الراتبة في النصف الاول من التسعينات لثلاث اعمدة في ان معا: الاول باسمي الحقيقي الكامل، و الثاني بالاسم المستعار" سناء قريش"، و ثالثها بالاسم المستعار ايضا "ابن زيدون". و لم يخطر ببالي قط ان اعود الي مثلها! و منها انني، و لمدة اثني عشر عاما، اعيش في الولايات المتحدة، بعيدا عن السودان و حراكه و عراكه و مشاهده السياسية و مسارحه الاجتماعية و سوحه الثقافية. ثم انني، علاوة علي ذلك، لا اكاد اذكر صفحة واحدة كتبتها باللغة العربية، علي حبي لها، خلال هذه السنوات الاثني عشر، و قد اهتزت تبعا لذلك ثقتي وادعاءاتي القديمة بالتمكن في اللغة العربية! ما الذي حدث اذن؟ و كيف انتهي بي الامر الي ما تري و تقرأ؟ الاجابة عند الاستاذ عادل الباز الذي التقيته في اوربا قبل اسابيع فأمسك بتلابيبي واخذ علي عهدا موثقا بكتابة زاوية اسبوعية تتناول- كل ثلاثاء- قضايا وموضوعات سودانية وامريكية. وانا علي العهد. وفائي بالعهود يشهد عليه عهدي لمدير الاكاديمية بتسليم نفسي لمعسكر الدفاع الشعبي!



    نقلا عن صحيفة (الاحداث)



                  

01-07-2008, 09:27 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    مرحبا بالصديق والزميل مصطفى البطل
    ودعنا ننتظر المزيد من التألق في موسقة الحرف
    وهدهدة ذهننا بالافكار المؤنقة
                  

01-08-2008, 01:02 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    Dear Salah
    Thanks for welcoming Mustafa in your post, and this post. I am sure Mustafa will be able to address several important challenges facing us in Sudan, and Sudanese Diaspora
                  

01-08-2008, 03:30 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    غرباً باتجاه الشرق:





    المستشار خالد المبارك و الملياردير محمد فتحي!





    مصطفي عبدالعزيز البطل

    [email protected]



    انا من الذين يقرأون الكتابات الراتبة – و غير الراتبة - للاستاذ الدكتور خالد المبارك منذ عهد الطلب، و قد وجدت في صيدليته - علي توالي السنون و الحقب – ما يرفد العقل و الوجدان، يضيف اليهما اضافات هادئة محايدة حينا، و يتحداهما و يستفزهما الي التفاعل مع الاشكاليات و الاقضية حينا اخر. و خالد من فصيلة المثقفين السودانيين الذين استدارت مواقعهم الفكرية و مواقفهم السياسية استدارات شاسعة واسعة. و في حالته الخصوصية فقد دارت به الدورات من التبتل في محاريب الماركسية اللينينية كادراً شيوعيا، الي ممارسة السياسة الليبرالية التعددية مؤسسا – مع اخرين- للحزب الوطني الاتحادي في طبعته الثانية عام ١٩٨٦، ثم الي رحاب الانظمة الشمولية التي تتخذ من تطبيق الشريعة الاسلامية مناطا و منهاجا، و هي المرحلة الاخيرة التي بدأ معها - في ما يبدو - مشوار التأمل و التفكر في سيرة الاولياء و الصالحين (من نظائر الفكي خالد ابوتلفون الذي اطلق اسمه علي الدكتور تيمنا و تبركا). و من استدارت حياته مثل هذه الدورات الرهيبة الرحيبة جديرٌ بان يحوز في صيدليته ما تشرئب اليه اعناق الاجيال اللاحقة من سنام المعارف و ركام التجارب. و قد وجدت نفسي علي خلاف بيّن مع الكثيرين ممن اخذوا علي خالد قبوله - في خريف العمر – ما حسبوه عطية من عطايا نظام الانقاذ لنهّازي الفرص و متسقطي الولائم و المتطفلين علي سماط السلاطين من المثقفين والعلماء. و رأيت في تلك التصاوير مواقف شاطحة. اذ انني احسب نفسي معارضا للنظام لا عدوا له، و فارق بين المعارضة و العداء. و انظر الي مناصري السلطة القائمة علي انهم مخالفون اشداء لا خصوما الداء استدعي الي التحقيق و المحاكمه، متي شئت، خويصات قلوبهم او اصدر عليهم احكام الاعدام المعنوي ضربة لازب. و ما اذكر انني ناظرت احدا من هؤلاء في الشأن العام الا و جهدت – ما وسعني الجهد- ان اتمثل قول الامام احمد: ( وما ناظرت احدا قط و انا ابالي ان يظهر الله الحق علي لساني او علي لسانه). و في معتقدي انه حقٌ راكز لخالد، و من ساروا سيرته في التسدّن للنظام ومظاهرته ومصاهرته و ايداع متاع معارفهم و خبراتهم – بغير حراسة - علي عتبة بابه، ان تكون لهم خياراتهم و مساراتهم دون وصاية من احد. و احسب ان خالدا كان يقرأ كتابات الشانئين، ( او" الكارهي احشاءه" في ترجمة لم استحسنها للمقابل الانجليزي اتي بها و افرط في استخدامها الراحل العظيم جمال محمد احمد)، و يردد في دخيلته عبارة الدكتورعبدالله علي ابراهيم، الذي قال عندما سألته صحيفة (ظلال) في النصف الاول من التسعينات عن مواقف له بدت و كأنها مشايعة لنظام الانقاذ: (قضاتي شعبي و ليس كادرات المعارضة)!



    لم يكن ما سبق من قبيل التمهيد الذي الذي يمكن ان يقال في شأنه (مقدمة لا بد منها)، بل انه في الحق مقدمة لم يكن لها ثمة داعٍ علي وجه الاطلاق اذ يمكن الاستغناء عنها تماما و بالكلية، فلا صلة لها من قريب او بعيد بالخاطرات التي استغرقتني و انا اطالع زاوية خالد الاسبوعية بصحيفة "الرأي العام"، و التي تناول فيها بالنقد تصريحات رجل الاعمال الملياردير محمد فتحي لصحيفة بريطانية، و ازمعت ان اراجعه في شانها. و لكنها، اي المقدمة التي طالت و استطالت، ربما صلحت و افادت في طمأنة خالد بان كاتب هذه الكلمات لا يستبطن له عداءً و لا موجدة، و لا يستبشع له موقفا اختاره لنفسه و هو في مدارك الشيخوخة، و لا ينفس عليه قميصا كسته اياه سلطة الانقاذ، بتوليته مستشارا بسفارة السودان بعاصمة الضباب، مهوي افئدة المتعلمين السودانيين، ومعشوقة شاعرنا الاصيل الراحل محمد سعد دياب وملهمته التي نحسب ان الكريم قد ابدله خيرا منها.



    في حوار اجرته صحيفة بريطانية مع رجل الاعمال المهندس والملياردير المعروف المقيم بلندن محمد فتحي ابراهيم، مؤسس شركة الاتصالات الإفريقية سيلتل إنترناشونال، و الذي ارتبط اسمه بجائزة محمد فتحي إبراهيم للإنجازات في القيادة الإفريقية، وردت عبارة نسبتها الصحيفة لفتحي جاء فيها ما يمكن ايجازه في الكلمات التالية: ( في ثقافتي و تقاليدي النوبية من العيب ان ينام الواحد شبعانا و جاره جائع). و قد رأي الدكتور خالد المبارك في هذه العبارة بعينها اشكالية اخذ علي نفسه واجب فضّها و تبيان مواضع خللٍ مفترضٍ فيها. و النقطة محل النظر، بحسب خالد، هي ان هناك حديثا شريفا حسن المتن والاسناد عن رسول الله (ص) يقول فيه ان من صفات المسلم الا ينام و جاره جائع، و قد كان الاولي بالملياردير فتحي، و الحال كذلك، ان ينسب شرف العبارة و جلالها الي الاسلام و رسوله و الي المسلمين لا الي التقاليد و الثقافة النوبية. و الفكرة التحتية التي تشف، او تشع، من وراء هذا النقد، كما يبدو لي، هي ان الملياردير فتحي، لو استخدم التعبير المذكور منسوبا الي الاسلام لكان له فضل التنويه بعظمة هذا الدين العظيم واعلاء قيمه و رفع راياته في البلاد التي تموت من البرد حيتانها، لا سيما وان الاسلام يعاني في بريطانيا – كما هو الحال في بقية الدول الاوربية – محناً وابتلاءات افرزتها تطورات الحرب المستجدة علي الارهاب. و قد استنتجت من قراءة ملاحظات خالد ان الملياردير فتحي، الذي قدم "نوبيته" علي اسلامه فأضاع علي نفسه الدرجة الكاملة التي كان بوسعه احتيازها لو انه استخدم التعبير الاقوم، قد بدد ايضا امكانية حصوله علي درجة جزئية، كان من الممكن ان تؤمن له نجاحا محدودا، ربما تفادي معه الرسوب الكلي، لو انه قال: (في ثقافتي و تقاليدي السودانية) عوضا عن (النوبية)، و المنطق الذي تشي به هذه الملاحظة يكاد ينطق عن نفسه ولايحتاج بدوره الي كثير بيان. و قد شاءت المصادفات ان اشاهد في ذات الليلة التي طالعت فيها مقال خالد برنامجا تليفزيونيا علي القناة الفضائية المصرية استضافت خلاله مقدمة البرنامج القنصل المصري في مدينة لوس انجلوس الذي اورد عرَضا، ضمن حديثه، اسم " الجمعية النوبية" في لوس انجلوس مشيدا ببعض انجازاتها، و لكن المذيعة انتفضت فجأة و كأنها رأت ثعبانا ساما و هي تهرج مستنكرة مستعجبة: " ليه اسمها الجمعية النوبية؟ ليه ما يسموش نفسهم الجمعية المصرية؟! " و فكرة قيّومية وسمو الكيانات والاطر الثقافية والاجتماعية و العقيدية الكبري علي ما عداها من الانتماءات الاصغر والادق، التي حركت ساكن المذيعة المصرية بصورة عفوية تلقاء الجمعية النوبية في لوس انجلوس، و قبلها الدكتور خالد المبارك تلقاء تصريحات الملياردير فتحي، فكرة شديدة التعقيد متشعبة الخطوط والدروب، يرتبط سدادها و خطلها اوثق رباط بجملة من المعطيات والافتراضات. غير انها في الحالة السودانية بالذات تبدو اكثر تعقيدا من غيرها اذ تختلط بمزيج كيميائي نشط من" التراجيكوميديا " ذات الخصائص السودانية المتفردة. و لكنني اود ان امضي قدما فاستدعي من الذاكرة مشهدا، كان قد انقدح في ذهني و انا اتأمل منطق خالد في ضرورة نسبة القيمة المعنوية السامية للعبارة - التي تستهجن نوم الغني المتخم في ظل جوع الجار المعدم - للحديث الشريف و للاسلام طالما انها وردت في التوجيه النبوي. فقد رأيت و سمعت امام جامع المنشية، في اول التسعينات، يرغي و يزبد في خطبة الجمعة مستنكرا ما رآه خروجا عن الدين في شعار كانت سلطة الانقاذ قد اعلنته في احتفال ما عهدئذٍ يقول: " مزقنا فاتورة العدس". فقد كان من رأي الامام انه طالما ان الله سبحانه و تعالي قد قال في التنزيل المجيد: (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) فان تفاخر الانقاذ بتمزيق فاتورة العدس يجئ استخفافا بآيات الله و تنصلا من روح الدين ونصه يقف برافعي الشعارعلي مشارف الكفر! و الواضح ان الامام المتنطّع، وقد كان التنطّع سمة تلك الايام، يبتغي سبيلا ليضع علي العباد، تطرفاً و معاسرة، قيودا في استخدامات اللغة والتعبير المعنوي لم يفرضها المولي عز وجل، تماما كما بدا لي ان خالدا يريد ان يفرض علي الملياردير فتحي قيدا علي استخدام الامثلة و القيم المعنوية التي اتفق ان زكاها الرسول (ص)، لم يفرضه المعصوم نفسه علي المؤمنين! و لكن التساؤل الذي يلح علي هنا يبقي: ما هو الذي حمل خالد اصلا علي الاعتقاد بانه كان لزاما علي محمد فتحي ان يهتبل فرصة الحوار مع الصحيفة البريطانية فيشير الي قيمه ومبادئه الشخصية علي ان مصدرها الاسلام لا ثقافته و تقاليده النوبية، مع ان الحضارة النوبية سابقة للاسلام، و الاسلام في واقع الامر انما تبني القيم الانسانية المثمرة في كل الحضارات و الثقافات و بني عليها و اضاف اليها ثم قدمها لبني البشر علي انها قيم الاسلام. اذن فمن الوجهة المعرفية البحتة ليس هناك ثمة خلل في العبارة التي استخدمها فتحي!



    ثم من قال ان فتحي يريد اساسا ان ينضم الي سلك الدعاة الاسلاميين فينتهز كل سانحة للترويج للمبادئ و المعاني الاسلامية؟ اليس من الجائز انه يخجل و يستخذي من الدعوة الي الاسلام و التبشير بقيمه تماما مثل الشيخ ياسين عمر الامام، الذي اوقف حياته كلها، شابا و كهلا و شيخا، لخدمة قضية الدين ثم خرج علي الناس، و هو علي ناصية الثمانين، ليقول انه من هول ما رأي من نماذج الانحراف واستغلال الدين مطية لاغراض الدنيا اصبح يخجل و يستخذي من ان يبشر بالاسلام او يدعو احدا الي الدخول في رحابه! لماذا يريد خالد اذن من الملياردير فتحي ان يتصدي لمهمة استخذي امامها عتاة الاسلاميين ذوي الاقدام الراسخة في العمل الاسلامي الدعوي و الحركي؟ و اذا كان امثال الشيخ ياسين يخجلون من التبشير بالاسلام في السودان فما الذي عساه يحفز فتحي للقيام بدور المبشر في الغرب الذي لا زالت الرموز الاسلامية فيه تقدم رجلا و تؤخر اخري كلما طُلب منها ان تدين و تستنكر اعمال القتل و العدوان التي يدبرها خُطّاب الحور العين من هواة الارهابيين المسلمين و محترفيهم، و لايزال الكثير من قياداتها يرددون ان الاعتداء المريع علي مركز التجارة الدولي في نيويورك في يوم ١١ سبتمبر ٢٠٠١ دبره و نفذه اليهود لا مجموعة المهندس المسلم محمد عطا!



    صحيح ان الرسول (ص) قال" ليس منا من بات شبعانا و جاره جائع"، و لكن الصادق الامين قال ايضا " ان الكذب يهدي الي الفجور و الفجور يهدي الي النار و ان الرجل ليكذب و يتحري الكذب، حتي يكتب عند الله كذابا". اليس من المحتمل ان فتحي قد وقع علي هذا الحديث و تملي فيه فقرر، قصدا و عمدا، ان ينسب القيمة المعنوية في عبارته، المثيرة للجدل، للتراث و الحضارة النوبية بدلا عن الاسلام و المسلمين و السودان و السودانيين فرارا بنفسه من نار جهنم يوم القيامة؟ فاغلب الظن ان فتحي يعرف انه لو حدّث شعوب اوربا بان المسلمين "او السودانيين" لا ينامون و الجار جائع كان كاذبا و كتب عند الله كذّابا! فهو يعلم - ولا ريب - عن تلال الحبوب التي كان الاسلاميون يكدسونها في مخازن بنك فيصل الاسلامي عام ١٩٨٤ حين عصفت المجاعة بالملايين من ابناء السودان و حصد الموت اعدادا لا يكاد يبلغها الاحصاء، و ظل الجوع و المسغبة يفتكان بحيواة الملايين من البؤساء حتي جاءت الاغاثات الاجنبية و "عيش ريغان"، من الولايات المتحدة و اوربا المسيحية، بينما اخوة العروبة و الاسلام يلتهمون الخراف المشوية و يرمون الي جيرانهم كلما ازفت ساعة " النوم" بفتات لا يسد رمق طفل. و هو يعرف، ولا شك، اهوال دارفور وسياسات التمكين الشيطانية والمناهج الاقتصادية الممعنة الوحشية التي طحنت من المسلمين من طحنت وسحقت من غير المسلمين من سحقت، و عن الجوع و الفقر المدقع و البغاء الذي يحيط بعاصمة البلاد و يعشعش في قلبها، بينما كرام المسلمين و صفوة السودانيين يراكمون الملايين في بنوك ماليزيا و يبتنون القصور و العمائر يعلقون في صوالينها لوحات " اما بنعمة ربك فحدث"، ويستوردون فاخر الطعام من اركان الارض الاربعة تحمل صحافها الي الموائد خادمات جئ بهن من الهند والسند و بلاد تركب الافيال، ثم يمتطون امتنة الطائرات كل عام الي حيث يطوفون بالبيت الحرام. سبحان الله، من قال ان المسلمين لا ينامون و جيرانهم جوعي؟!



    ثم اين هو السودان الذي يأخذ خالد علي فتحي انه ذكر النوبة و تجاوزه؟ اليس هو السودان الذي تخثّر وتبدد مفهوم الوطن في عقول ابنائه، تحت الرايات الاسلامية، حتي اذا سئل احدهم عنه قال: انا لا اعرف الوطن، فالله لن يسألني يوم القيامة عن وطني بل عن ديني! و لجأ مثقفوه و علماؤه الي المعاجم و القواميس و بطون الكتب حياري يبحثون عن معني كلمة "وطن"، ثم خرجوا علينا يقولون: سوري، ان صفات الوطن والمواطنة لا توجد في الفكر السياسي العربي الاسلامي! اليس هو السودان الذي رأينا جميعا، رأي العين، كيف انحسرت و انقرضت ولاءاته وانتماءاته القومية فتشظي و تشرذم و تقطعت اواصره شذر مذر، و أمسي قبائل وافخاذ يضرب بعضها رقاب بعض، و يتمترس ابناؤه و يتخندقون في كل ركن من اركانه مدججين بالسلاح متحفزين متربصين؟!



    بارك الله فيك يا خالد واعز بك الاسلام و المسلمين. ولا يهولنّك ماسمعت مني فلست عندي والله بظنين، فانني اعلم انك انما اردت خيرا و امحضت نصحا، و مثلك قمين بان ينفق من علمه و رأيه ايمانا واحتسابا، و امثال فتحي أحرياء بان يسمعوا من بني وطنهم، يأخذون ويردّون. و اكاد اظن ان فتحي قد استمزج نصحك واستطعمه ثم ردّه، فقد ارتجّ عليه امر الاسلام و المسلمين، والسودان و السودانيين، كما ارتجّ علينا جميعا، فاستعصم بشجرة اصله النوبي الباذخ وحضارته الكوشية الماجدة، و ليس هو في ذلك نسيج وحده. بل هو في خطي بني جلدته من النوبيين الاخيار وهم في خطاه. واحفاد بعانخي و تهراقا، علي طول المعمورة وعرضها، يبادلونه انتماءً بانتماء ووفاءً بوفاء، كونه نسب الفضل الي اولي الفضل من آبائه الاكرمين واستمسك براية الحضارة النوبية الغراء و سعي الي اعلاء ذكرها في العالمين، و يهمسون في اذنه رغم حوائل الصحاري والمحيطات: أحسنت و أجملت يا ابن عم ووصلتك رحم!





    عن صحيفة (الاحداث)



                  

01-08-2008, 05:12 AM

A/Magid Bob
<aA/Magid Bob
تاريخ التسجيل: 04-23-2005
مجموع المشاركات: 224

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المعز.. (Re: Elmoiz Abunura)

    الصديق الحبيب المعز..
    عام سعيد وكل يوم وأنت وأهلك /أهلي بألف خير
                  

01-08-2008, 05:53 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    My dear friend and mentor Ali
    Happy New Year, and Independence Day
    Allow me first to extend my condolences to you in the untimely death of our mutual friend Farouk. I tried to call you, but it seems I have the old numbers. Please drop me a line with your new contact numbers at
    [email protected]
    Regards to Sousan, Hadeel, Ahmed, and Hisham[/B
                  

01-08-2008, 07:24 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)


    غرباً باتجاه الشرق:




    اوكازيون الشُهرة و الجنّة!



    مصطفي عبدالعزيز البطل

    [email protected]



    يقول البروفيسور احسان صفدر، صديقي و جاري في ضاحية بيرنزفيل، و هو امريكي من اصل بنغلاديشي، من الجيل الثاني الذي ولد و ترعرع في الولايات المتحدة، انه لم يفهم ابدا اسباب الهياج الذي شاهده عندما كان يزور ارض اجداده قبل سنوات طويلة ليبحث عن اصوله و يتلمسها؛ فقد رأي صفدر حالة صخب هستيري لا مثيل له تسيطر علي مدينة اهله في شمالي بنغلاديش بسبب كتاب قيل ان كاتبة اسمها تسليمة نصرين تعرضت فيه بالاساءة الي بعض المعاني الاسلامية. و من اسباب عجب صفدر ان احدي المظاهرات التي رآها و تابعها، في المدينة، التي اتفق انها كانت نفس مدينة عائلة تسليمة نصرين، توقفت عند منزل معين و اشعلت فيه النار، ثم حدث ان شاهد المتظاهرون شخصا يسير في الطريق العام علي دراجة فاستوقفوه و ضربوه ضرب غرائب الابل، فلما استوضح صفدر الامر عرف ان المنزل المحروق يخص عم تسليمة و ان الرجل المضروب – الذي تصادف مروره اثناء التظاهر - هو ابن خالها! الذي لم يفهمه احسان صفدر، هو لماذا الهياج و الهستيريا اساساً؟ فبالنسبة لصفدر: (اذا كتب شخص ما كتابا فيه اساءة لمعتقداتي، فردي سيكون "هذا كتاب صفيق كتبه جاهل و لن اشتريه و ساتجاهله"، نقطة في آخر السطر، وانتهينا!)، و الاجابة علي سؤال صفدر بالطبع هي ان الجمهور الغاضب في بنغلاديش في سعيه للدفاع عن معتقداته كان يفعل ذلك وفق فهمه للتوجيه النبوي (من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع....الخ)، فالجميع في بنغلاديش ولله الحمد و المنّة "مستطيعون" و قادرون و علي اهبة الاستعداد للدفاع عن الاسلام باليد و النبّوت و الزعيق و النهيق... و "كله الا الاسلام"! و يبدو ان مشاهد التطرف البنغلاديشي التي حيرت البروفيسور صفدر قد كان لها تأثير كبير علي تفكيره بحيث انه اصبح يعيد عليّ رواية ما شاهده بتفصيل ممل، و كانه يحكيه للمرة الاولي، ثم يكرر السؤال" لماذا" حتي اصابني الملل منه ومن بنغلاديش كلها!



    الذي رأيته من امر الحملة المتطورة الداعية لحظر الموقع الالكتروني سودانيزاونلاين يتداخل، في ذهني، الي درجة ما مع تجربة احسان صفدر. فقد قام شخص يكتب باسم مستعار من مشتركي الموقع الالكتروني بكتابة مادة مسيئة للاديان، و لان النشر في منابر الانترنت يتم بصورة فورية و تلقائية، فقد ظهرت المادة المسيئة لبعض الوقت حتي تنبه لها مديرو الموقع فقاموا بازالتها. و كذلك قامت سيدة سودانية بكتابة مادة قصيرة عن حقوق "المثليين"، و هو التعبير الاكثر حداثة لوصف "الشاذين" جنسيا، اعتقد انه تم سحبها ايضا. و منبر سودانيزاونلاين يضم حوالي ثلاثة الف مشترك، ولكنه مفتوح لمئات الالاف من السودانيين يعيشون في عشرات البلدان علي طول المعمورة و عرضها، و من بين هؤلاء نسبة مرتفعة ذات تعليم نوعي متقدم من الكادرات المهنية بمختلف قطاعاتها و اهل الاكاديميا و الطلاب و عدد مقدر من الفعاليات السياسية و الفكرية و الادبية و الاعلامية. و يتداول هؤلاء فيما بينهم في فترات متقاربة حول ضرورات الحفاظ علي مستويات و معايير موضوعية لضبط المواد المطروحة و اسلوب و لغة مناقشتها، كما ان المنبر نفسه له لائحة تقول احدي فقراتها بلسان عربي مبين: ( لا يجوز سب الاديان و كريم المعتقدات او الاساءة الي الانبياء و الرسل). و الحال كذلك فان المرء يتصور ان منتدي كهذا يضم اطيافا واسعة من سودانيي الشتات ذات تجارب غنية متلاقحة، بحكم تعدد البيئات السياسية و الاجتماعية لدول المهجر، لا بد ان يكون علي درجة من الوعي والاستعداد و القدرة علي معالجة اية مظاهر من شانها ان تشكل خروجا علي لوائحه و ضوابطه، تماما مثل اي كيان اهلي ديمقراطي له نظمه و ميكانيزماته. و لكن ماذا يفعل اعضاء المنبر مع هؤلاء المطوّعين، (او المتطوعين) من ذوي الاستعداد الفطري والجاهزية العالية لتغيير "المنكرات" و هم في بلادنا اكثر من الهم علي القلب! و هؤلاء ثوريون فوريون في امور الدين، ما ان يخيل للواحد منهم انه رأي منكرا حتي يصرخ، كما الأم التي فقدت وليدها: و اسلاماه! فيتداعي الواحد منهم علي الاخر بصراخ اشد و انكر، و يصبح الزعيق و التشنج و الهستيريا سادة الموقف! و علي حساب التكرار: نحن نتحدث عن منبر يضم الافا من المشتركين، و من بين صفوف هذه الالاف نهض واحد و تحت اسم مستعار كتب سطرين يقول فيهما ان الله غير موجود و ان الاديان انشأها بشر و اختفي هذا الواحد بعد ذلك في العالم الاسفيري. ثم يجئ الرد استنفارا للعباد ان حيّ علي الجهاد، علي من؟ علي شبح لا وجود له! و دعوات لنصرة الله والرسول و الحرب علي الباطل و الذود عن حرمات الدين، ثم، و يا للهول، ان برلمان البلاد – و قد فرغ من التشريع و الرقابة علي اداءالسلطة التنفيذية - يستعد للانعقاد لمناقشة امر سودانيزاونلاين وبحث امكانية حجب موقعه عن مشتركي السودان قربي لله و ارضاء لرسوله!



    اري واسمع كل هذا الضجيج و اول ما يتبادر الي ذهني من سؤال: أتلك حمية للدين ام عطالة مقنعة؟! و هل دين الله – الذي بإسمه يزعق الزاعقون- هزيلٌ عليل الي الحد الذي يتهدد وجوده و كيانه سطران كتبهما شخص لا يؤمن بالاديان؟ فيكون الرد علي هذين السطرين هو اغلاق اكبر المواقع السودانية علي الشبكة الدولية؟ و ما هي هذه العقول الكليلة الخاملة التي تعيش في القرن الحادي والعشرين بروح القرن التاسع عشر؟ كان السلطان تيمور بن سعيد، والد حاكم عمان الحالي يحرم علي مواطني السلطنة الاستماع الي الراديو و ينزل اشد العقاب علي من يضبط متلبسا بحيازة جهاز ترانزستور، و مثله السلطان يحي حميد الدين في اليمن الذي منع الاستماع الي المذياع سدا للذرائع، و حتي زمان قريب، عاصرناه وعشناه و ابتلينا به اشد الابتلاء، كانت فرق امن الانقاذ تتسوّر البيوت في المدن السودانية و ترغم ساكنيها قسرا علي انزال اطباق الارسال التلفزيوني الفضائي، تماما كما كانت تمنع الاحتفال برأس السنة الجديدة و تأخذ من تضبطهم "محتفلين" مخفورين الي السجون عقابا لهم علي ولوغهم في البدع و الضلالات! مات سعيد بن تيمور و يحي حميد الدين وانفتحت ابواب السماء علي مصاريعها، بفضل تكنولوجيا ثورة المعلومات و فرائض العولمة، و اصبح الارسال التلفزيوني الفضائي و التواصل عبر الانترنت كالماء و الهواء و لم يعد عسس الحكومة قادرين علي مطاردة مواطنيها و منعهم من التفاعل مع العالم الخارجي. و لكن خفافيش القرن التاسع عشر لا تزال حية ترزق، تأكل و تشرب و تصرخ ملء الحناجر: وا اسلاماه! يذكرني هؤلاء بشخص مشهور في الولايات المتحدة اسمه القس ال شاربتون، كلما رأيت وجهه علي شاشة التلفاز اصبت بالاحباط، و القس ال شاربتون يدير منظمة صغيرة في مدينة نيويورك، و لكن عمله الاساسي في هذه الدنيا الفانية هو ان يتتبع الاخبار و ما ان تحمل وكالات الانباء خبرا عن رجل اسود تعرض لاعتداء من الشرطة، في اي من ولايات امريكا الواحدة والخمسون، حتي يقود شاربتون اتباعه من الدهماء و الغوغاء في شوارع نيويورك في مظاهرات هادرة ثم يظهر هو علي شاشات التلفاز في المساء ليتحدث عن اضطهاد السود في امريكا، و مع ان شاربتون تعرض لنكسات كثيرة اذ تبين ان معلوماته عن العديد من القضايا التي تبناها و قاد في سبيلها تظاهرات رجرجة نيويورك وعاطليها لم تكن دقيقة، الا انه اكتسب شهرة واسعة وسط السود اغرته بطرح اسمه علي قائمة المتنافسين لانتخابات رئاسة الولايات المتحدة الماضية عام ٢٠٠٤ !



    ظاهرة اختطاف رؤوس الاخبار وتعبّطها و تلبّسها و ادعاء الغيرة علي القيم العامة، انسانية كانت ام دينية، كما يدل نموذج ال شاربتون و تجربة احسان صفدر، ظاهرة عالمية لا محلية. و جوائز هذا النوع من النهج الانتهازي و دوافعه لا تخفي علي احد: الشهرة و ذياع الصيت! و صور الاندفاع الاخرق والحمية الشتراء التي يظهر في لبوسها ادعياء نصرة الدين هي في الغالب الاعم سلوك مفتعل يصطنعه اصطناعا اولئك النفر من طلاب المجد و المتعطشين الي الاضواء، و الا فكيف يمكن ان نجد تفسيرا لزعم كاتب، من المنتفضين ذودا عن حياض الدين، دون ان يطرف له جفن، ان ٩٩٪ من الالاف المؤلفة من مشتركي الموقع "داعرون" و "صعاليك" و "اوغاد"، بينما الاسطر موضع الجدل – او بالاحري الغضب المصطنع - كتبها شخص واحد فقط؟! و كيف تجد تفسيرا لامر كاتب اخر يقول في مقال منشور انه لا يعرف مثقال خردلة عن الانترنت و لم يحدث ان جلس امام كمبيوتر و انه يكتب عموده الراتب في صحيفة يومية بخط اليد و يسلمه للصحيفة، و مع ذلك يصارع بالمناكب لياخذ مكانا متقدما بين قواد الحملة و فرسانها، حتي لا يفوته الاوكازيون، فيكتب شاتماً لاطماً مطالبا الحكومة بقفل الموقع علي الشبكة الدولية و كأنه دكان في سوق سوق سعد قشرة. وعن زعيم التيار الديني الوهابي و خطبه النارية حدث و لا حرج!



    كتبت في هذه الزاوية مطلع اكتوبر الماضي عن حاضر و مستقبل المنابر السودانية علي الشبكة الدولية و قلت ان هناك رباطا قويا بين تطور مسيرة هذه المنابر و بين التطور الديمقراطي العام في البلاد، و من ذلك المقال انقل الفقرة التالية: (و قد بدا لي من كثرة التأمل في هذا الهم، ان هناك حبل وثيق يربط بين الاصلاح و التطور المنشود في مسار منابر الشبكة الدولية من جهة، و بين مسيرة الحياة الديمقراطية علي مستوي السودان بأسره من جهة اخري. فلقد تأذت الديمقراطية ايما اذي من ضيق الناس ذرعا بصعوبات و مكاره الممارسة حتي لقد دعا بعضهم ربه جهرة، في عز سني الديمقراطية، ان يجئ بعسكر يأتون علي اخضرها و يابسها وان يقيموا علي انقاضها حكما غليظ الاكباد يمسك البلاد بيد من حديد، ويردّها الي ما يحبون، و لكأن ابواب السماء كانت مشرعة علي مصراعيها لتستقبل دعواتهم! و عند كثير من اهل السودان فان الديمقراطية اذا ولدت فانها ينبغي ان تولد كاملة مكتملة، مثل منيرفا الهة الحكمة في الميثولوجيا الاغريقية!). و قلت ايضا: ( مهما يكن فان التحديات التي تجابه المنابر السودانيه الناطقة بالعربية تكاد تتطابق في جوهرها مع تلك التي تواجه قضية الديمقراطية اذ يدور جلها في مدارات استيعاب الاخر و قبول الفكر المغاير و التعبير الموضوعي عن الذات و التماس جوهر القيم الحضارية في الفكر والعمل). و سودانيزاونلاين واحد من هذه المنابر، بل هو في واقع الامر اكبرها و اكثرها نجاحا و انتشارا، و جمهرة المشاركين في هذا المنبر من ابناء الوطن الكبير، المتطلع لمستقبل رشيد، قادرون – ولا ريب – علي ادارة موقعهم و رعايته و ممارسة النقد الذاتي البناء و استدعاء قيم الديمقراطية الحقيقية و استلهام عبقرية السودان الجديد، دون وصاية من الدجاجلة و الانبياء الكذبة.



    والحمد لله من قبل و من بعد فنحن في السودان، مهما يكن من امر، افضل حالا من بنغلاديش، فحتي الان لم اسمع ان منزل اسرة المهندس بكري ابوبكر، مؤسس ومدير منبر سودانيزاونلاين، قد تم حرقه قربي لله و لا ان احد افراد عائلته الاقربين قد تم ضربه حبا في الرسول الكريم!





    نقلا عن صحيفة ( الاحداث )



                  

01-10-2008, 07:24 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)


    غرباً باتجاه الشرق:





    صحة الرئيس "زي الفل"!



    مصطفي عبدالعزيز البطل

    [email protected]





    قال زهير بن ابي سُلمي ينعي بؤس حياته و تطاول عمره:



    سئمت تكاليف الحياة و من يعش ثمانين حولاً لا ابالك يسأمُ



    و الواضح ان الحياة التي عرفها ابن ابي سلمي في عمره المديد، الذي بلغ الثمانين وتجاوزها، لم تكن ذات طبيعة نوعية راقية بلغة العصر و مقاييس المجتمعات "المتحضرة"، التي تجعل من شكل و محتوي و نمط النشاط العقلي و الوجداني و المادي، والاستهلاك اليومي للفرد مقياسا لجودة بل و قيمة حياته في المطلق. و يبدو ان حياة زهير، رغم انتاجه الشعري الكثيف، كانت في مجملها "خالية من المضمون" بمصطلح حمودة حلا ق الجامعة! ولكن الامر يختلف كليا و جذريا في حالة الرئيس حسني مبارك، رئيس جمهورية مصر العربية، الذي اطفأ في مايو الماضي ثمانين شمعة من عمره الوارف بإذن الله. ولكنه خلافا لزهير بن ابي سلمي، و بحسب كل المؤشرات الظاهرة للعيان، لم يسأم "تكاليف الحياة"، بل وعلي العكس من ذلك فإنه يعيش حياته طولا وعرضا وارتفاعا: يلعب الاسكواتش ويأكل "الكفتة و الكباب" ويمارس الحكم الرشيد!



    غير ان الحياة، مهما يكن من امر، لها منغصاتها. و عدم استقرار الحالة الصحية للرئيس مبارك خلال السنوات القليلة الماضية و احدة من هذه المنغّصات. قبل فترة شعر الرئيس مبارك بشئ من الاعياء اثناء مخاطبته جلسة مشتركة لمجلسي الشعب و الشوري مما اضطره لقطع خطابه و البدء في مسيرة التعامل مع حالته الصحية التي استلزمت السفر الي اوربا بغرض الاستوصاف و الاستطباب. و خلال الشهرين الاخيرين اندلعت في مصر المحروسة اقاويل و اشاعات ملات البر، حتي ضاق عنها، بشأن الحالة الصحية للرئيس. و لم يقتصر الامر علي بر مصر بل وصل صداه وتردد في الولايات المتحدة و اوربا، التي اهتم عدد كبير من مراكز الدراسات السياسية و الاستراتيجية فيها، فضلا عن كبريات الصحف و ووكالات الانباء و التلفزيونات، بذائعة مرض الرئيس المصري وشرعت في تقصّي مصادرها و تحليلها و استنباط تصورات مستقبلية للنتائج و السيناريوهات التي قد تترتب عليها، و قد استلزم ذلك – ضمن ما استلزم- اخضاع مواد الدستور المصري الحالي للنظر المکثف للتعرّف علي ميكانيزمات القانون الاساسي في ما يتعلق بضبط الية انتقال السلطة في حالة عجز او غياب الرئيس. وقد اشارت المراكز الامريكية و الاوربية تحديدا الي تقارير تتحدّث عن اصابة الرئيس بقصور في الدورة الدموية يؤدي الي تقليل نسبة تدفق الدم الي اوعية المخ. و لعل ابرز ما فاقم الذائعة و منحها قوّة و جلَداً غياب الرئيس عن اي نشاط عام و اختفاء صوره من شاشات التلفاز لاكثر من ثلاثين يوما و هو امر لم يعهده المصريون خلال الاعوام الاربعين الماضية. وذلك الي جانب اضطراب الحكومة و تخبّطها و افتقارها الي منهج سديد و فعّال للسيطرة و التحكّم، حيث تعاملت مع الامر في المبتدأ و كانه سرٌ حربي ثم اوعزت لصحافتها و اعلامها الرسمي، بعد ذلك، بمعالجات نيئة و خائبة. و ذلك اخفاق يجد جذوره بوجه عام في غياب تقاليد المصارحة و المواجهة عند التعامل مع حالات المرض. و تلك بدورها خصيصة من الخصائص النادرة التي تتوحد فيها الانظمة الحاكمة في العالم العربي مع مجتمعاتها. و من الطبيعي، و نحن نعيش عصر ثورة المعلومات، ان يطير حمام تكنلوجيا الاتصالات الزاجل بالاخبار الي داخل مصر وان يكون لمثل هذه الاخبار فعلها و صداها في اوساط الرأي العام.



    وبصرف النظرعن اهمية و حساسية المنصب، فان رئيس اي دولة هو انسان في المقام الاول، و كل انسان خلقه الله من تراب يمرض و يصح، و يضعف و يقوي، ثم تستهلك خلاياه و تتهتّك باضطراد العمر و تقدمه. ثم ان "كل ابن انثي و ان طالت سلامته، يوما علي الة حدباء محمول". تلك عبرة الحياة و سنة الله الماضية. ولكن الشرق الاسلامي، الذي يؤمن بحفظ العبر و المأثورات و ترديدها و لكن دون تطبيقها و تنزيلها الي واقع الحياة اليومية، قد قرر في ما يبدو – و قد اكتفي بالترديد – ان يترك التطبيق و التنزيل للشعوب البيضاء ذات العيون الخضراء في شمالي الكرة الارضية! فالذي طالما حيّرني، و انا اعيش منذ اكثر من اثني عشر عاما في الولايات المتحدة، و قد طفت اوربا شمالا و جنوبا، انني لم اسمع طوال حياتي بين ظهراني هذا العالَم الذي يطلق عليه اسامة بن لادن "فسطاط الكفر"، من يحفظ او يردد حكما و مأثورات مثل: الموت حق و الحياة باطل، و مع ذلك فانني كلما جلست الي جهاز التلفاز متحريا الاخبار فانني اري و اسمع وزراء و سناتورات و اعضاء في مجلس النواب يقفون، و زوجاتهم الي جوارهم، يقرأون بيانات موجهة الي القواعد التي انتخبتهم لتولي الوظيفة العامة، يعلنون فيها للكافة ان الفحوص الطبية قد اظهرت اصابتهم، او كما في في حالة السناتور جون ادواردز، المرشح الديمقراطي للرئاسة، اصابة زوجاتهم، بامراض معينة، و انه نتيجة لذلك فقد استقر قرارهم اما علي التخلي عن المنصب او الاستمرار في تصريف اعبائه مع التعهد بترك المنصب لدي اول بادرة يتبين معها ان الحالة المرضية المعينة ربما قيدت طاقاتهم و قدراتهم علي تصريف مهامهم علي الوجه الاتم. و ذات الشئ يفعله مدراء الشركات الكبيرة عند تعرضهم لوعكات صحية اذ تسرع هذه الشركات لاخطار جميع حملة اسهمها و موافاتهم بكل صغيرة و كبيرة عن الحالة الصحية للمدراء بما يطمئن هؤلاء المساهمين ان من يتولي ادارة استثماراتهم من الكفاءات و الكوادر مؤهلون لذلك العمل نفسيا و جسمانيا. و كما هو معلوم فان موعد الفحص الطبي الدوري لرئيس الولايات المتحدة و نتائج ذلك الفحص كتاب مفتوح للاعلام و الراي العام. اما عن الحالة الصحية لنائب الرئيس ديك تشيني، المصاب بمرض القلب المزمن، فحدث ولا حرج، اذ يتباري البيت الابيض و مستشفي والتر ريد في تغذية الاعلام ببيانات دقيقة عن حالة القلب ومدي استجابته للعلاج.



    هذا عن الولايات المتحدة و اوربا، فلنعد الي مصر و نري كيف عالجت الدولة حالة مرض الرئيس: بعد صمت مطبق و امتناع، تطاول امده، عن اصدار بيان او توضيح يبسط الحقائق للناس، اوعزت الحكومة للصحافة الرسمية بالتصدي للذائعة و نفيها، و كان من مؤدي ذلك ان استقوت الشائعات و استطردت في مسارها، فطالبت صحافة المعارضة بأن تعلن الدولة الحقائق كاملة عبر وزير الصحة او الطبيب الخاص للرئيس حتي يهدأ الضجيج و يطمئن الرأي العام وتوجّهت بالنداء الي الحكومة بان تؤمن علي حق المجتمع في الاطلاع علي كل المعلومات بشأن مجريات الحياة السياسية وعلي رأسها اخبار رئيس الجمهورية طبقا لما ينص عليه الدستور من حق في المعرفة و تداول المعلومات، ولكن لا حياة لمن تنادي! و قد بلغ التوتر و الارتباك بالاستاذ محمد علي ابراهيم، رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الرسمية، و المقرّب من مؤسسة الرئاسة، ان وجّه الاتهام علانيةً لسفير الولايات المتحدة بالقاهرة المستر فرانسيس ريتشاردوني بتغذية الشائعات بشأن صحة الرئيس، مما اضطر وزارة الخارجية الامريكية لاصدار تكذيب رسمي لهذا الاتهام. و هكذا و كما هو الحال في كل الرزايا و البلايا التي تصيب خير امة اخرجت للناس، انتهي الامر الي نظرية المؤامرة و الي توجيه اصابع الاتهام الي قوي خارجية تكيد لامتنا و تريد بها شرا!



    استمرت المعمعه ما شاء الله لها ان تستمر، ثم و في صباح مؤتلق مشرق ظهر الرئيس امام كاميرات التلفاز لفترة دقائق معدودة خلال زيارة لاحد المنشئات، ثم تلا ذلك الحدث مؤتمر صحفي مفاجئ للسيدة الفضلي سوزان مبارك قالت فيه بالحرف الواحد: "صحة الرئيس زي الفل". و من الطريف ان احدي الصحف المصرية استخدمت تلك الجملة المعبرة كمانشيت رئيسي لصفحتها الاولي في عددها الصادر اليوم التالي مباشرة! و قد لفت انتباهي و حيّرني في ذات الوقت امر اختيار زوجة الرئيس للقيام بهذه المهمة، فقد كان الظن ان يكون الادلاء بتصريحات تتعلق بصحة الرئيس من اختصاص طبيبه الخاص او وزير الصحة. غير ان خاطرات اخري خطرت لي في مسعاي لايجاد تفسير معقول لهذا الاختيار. وهي ان الحكومة المصرية ربما تراءي لها ان في قيام زوجة الرئيس بهذا الدور ما يخدم الغرض المطلوب بصورة اوسع تأثيرا و اكثر فعالية، اذ ان تأكيد السيدة الاولي للامة في مؤتمر صحفي جامع ان صحة الرئيس، الذي هو في نفس الوقت زوجها، "زي الفل"، اقوي واوقع من صدور مثل هذا التصريح من وزير الصحة او الطبيب الخاص، ذلك ان صدور صفة "زي الفل" من السيدة الاولي تطمئن الشعب علي صحة الرئيس من حيث قدرته علي الاضطلاع بواجباته في ادارة الدولة خلال ساعات العمل الرسمية، بالاضافة الي اي واجبات اخري يجوز له ان يضطلع بها بعد ساعات العمل الرسمية، ليس بوسع احد ان يطمئن الشعب عليها بخلاف السيدة الاولي!



    المقارنة بين النموذج الامريكي و النموذج العربي تؤدي لزوما الي مسار واحد ينتهي بكلمة واحدة لعلها من اكثر الكلمات استخداما في لغة الخطاب السياسي و الاعلامي الراهن الا وهي: الشفافية! وهي اللفظة التي اقتحمت القاموس السياسي و الاعلامي السوداني في السنوات القلائل الاخيرة و ان كنت اجهل الظروف و الملابسات التي دخلت فيها الكلمة القاموس و استوطنته. وهي علي اية حال كلمة مستوردة تفتقر الي الاصالة، فالذين استجلبوها ووطّنوها لم يفعلوا اكثر من ترجمة الكلمة الانجليزية (ترانسپيرانسي) الي اللغة العربية. و عندي ان مثقفي الاتحاد الاشتراكي ابان العهد المايوي التالف كانوا اكثر اصالة و قدرة، ممن تلاهم من مثقفي الشمولية، علي اثراء لغة الخطاب العام، فقد كان منهم من صك عبارات شديدة الحيوية مثل "تمليك الحقيقة للجماهير"، و اية اصالتها انه لا الانجليز ولا الامريكيون يعرفون او يستخدمون كلمة "جماهير" رغم وجودها في قاموس اللغة الانجليزية منذ بدء الكتابة، لكأنما اخترعت اللفظة لاستخدامها حصريا في دول العالم الثالت! و تعبير" تمليك الحقيقة للجماهير" المايوي يقترب الي حد كبير من حيث المزاج و الميول من كلمة "شفافية" الانقاذية، و قد يصح زواجهما في كثير من المذاهب و قد "يخلّف" صبيانا و بناتا. و لكن الثابت بالقرائن و الادلة القاطعة ان كلا النظامين الشموليين الذين انتجا هذه المصطلحات، شأنهما في ذلك شأن كل الانظمة التي تغلب عليها الثقافة الشرقية العربية الاسلامية، اكتفتا بنحت التعابير و المصطلحات و ترويجهما دون تطبيقهما او تنزيلهما الي ارض الممارسة، فبرغم عظمة و ثراء مصطلح "تمليك الحقيقة للجماهير" فإن مسئولا مايويا واحدا لم يفكر في تمليك الجماهير حقيقة مرض الرئيس المخلوع. و كان النميري قد تتعتع و ترنّح و كاد يسقط علي الارض لولا ان تلقفه افراد الحراسة داخل مبني التلفزيون وهو يهم بإلقاء خطابه الشهري الذي عرف باسم "لقاء المكاشفة". و نقل الرئيس بعدها الي الولايات المتحدة فلما قفل راجعا لم يكن يسير خطوة واحدة الا و خلفه من يحمل حقيبة مكتظة بكل انواع الادوية والعقاقير و يحفظ مواقيت استعمالها و تناولها. ثم حدث ان ساءت صحته بعد ذلك و سافر عدة مرات للعلاج خارج البلاد دون ان يصدر تصريح واحد ينبئ الامة بما عسي ان يكون قد اصاب "ملهمها" و "حادي ركبها".



    و علي اية حال فإن حسني مبارك، في نهاية المطاف، رئيس لدولة مجاورة، و جعفر نميري اصبح تاريخا، و امر صحة و شفافية ايا منهما قد لا يكون مما يشغل السواد الاعظم من ابناء و بنات السودان غداة يومنا هذا. و لعل مثل هذا القول يبعث من طرف خفي تساؤلا تلقائيا: و ماذا عن صحة و شفافية الرئيس الحالي الفريق عمر البشير؟! مقدار علمي ان البيان الصحفي الوحيد الذي تلقاه شعب السودان عن صحة رئيسه الفريق البشير كان ذلك البيان الذي تناهي الي اسماعه قبل شهرين بصوت السيد الصادق المهدي، من خلال برنامج "زيارة خاصة" بقناة الجزيرة، و الذي كشف فيه النقاب عن ان "عظْمة" استقرت في حلق السيد الرئيس و ظلت عالقة به لمدة ثلاثة ايام، غير ان العظمة غادرت حلق الرئيس بفضل بركات السيد الصادق المهدي دون حاجه الي استطباب او تدخل جراحي. و بخلاف ذلك فإن صحة الفريق البشير "زي الفل"! و الثابت وفقا للمعلومات المذهلة و التحليل الصاعق، و كل الوقائع و المؤشرات، التي قدمها الخبير الاستراتيجي صلاح البندر مؤخرا في محاضرته بواشنطن حول استعدادات المؤتمر الوطني للانتخابات القادمة و كل الانتخابات المستقبلية علي وجه الاطلاق، فان الفريق البشير باق في سدة الرئاسة حتي يبلغ سن الثمانين. وبما انه لم يُعرف عن السيد الرئيس اهتمام كبير بالشعر الجاهلي، فمن الوارد انه لم يسمع اصلا بزهير ابن ابي سلمي، و بالتالي فقد يستمر في معاظلة "تكاليف الحياة" و مقاليد السلطة لسنوات تمتد لما بعد الثمانين من عمره المديد باذن الله.



    هذا عن الصحة، فماذا عن الشفافية؟!



    مستفيدا من "هامش" الحرية و الديمقراطية الذي حدثني عنه الاخ عادل الباز، و صدّعني به تصديعا، فانني و بعد التوكّل علي الباقي الحي امضي قدما فاقول ان فرص السيد الرئيس في الحصول علي الدرجة الكاملة في امتحان الشفافية تبدو متواضعة للغاية فانا، بامانة و تجرد، لا اعرف كيف سيتفق لرجل حكم بلادا في مساحة الهند لمدة ثمانية سنوات دون ان يدري احد، ولا حتي الجن، انه يحكم باسم الجبهة الاسلامية القومية، ان يوصف بانه "شفّاف"؟ و لكن الفريق البشير، علي ضعفه في مادة الشفافية، قد اثبت في ذات الوقت انه يحوز علي صفات اخري جوهرية وهي انه ثابت الجنان قوي الاعصاب مؤتمن علي الاسرار و انه فوق هذا و ذاك، "بطنه غريقة"!



    سيدي الرئيس: صدقني، الشفافية لا قيمة لها. المهم ان الصحة "زي الفل"!



    نقلا عن صحيفة (الاحداث)

                  

01-13-2008, 07:59 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ممصطفى البطل (Re: Elmoiz Abunura)

    Dear Abubakr Sidahmed
    Dr. Ballah Musa
    Osman Musa
    Khlaid Kamtoor
    Mohamed Ali Elmalek
    Khalid Obeid
    Raja
    Omer Idriss
    Bent-elassied
    Raaft
    Nader Alfadhli
    Muna Khugali
    Salah
    Dr. Ali Bob
    Thanks for welcoming Mustafa to Sudaneseonline
    Regards
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de