|
تحياتي ورفقة صلاح إدريس من الخرطوم جدة وهو ملئ بالتفاؤل للسودان
|
الكرام أبناء السودان أعضاء ومتصفحي موقع السودان المصغر تحياتي والتهاني القلبية بالعيد والأماني تصاحب الدعوات لكم جميعاً بالتوفيق والسداد وفوق ذلك نعمة الصحة والعافية عبر الزمان والمكان . بعد أن كان الحصار الزماني والمكاني قاب قوسين أو أدني من أن يجعل عيد الأضحي بالصين شاء المولي أن أعود من الصين يوم السبت ثم تسارعت الخطي من أجل الظفر بمقعد علي أي جناح يطير بي للسودان وبالفعل فقد طمرتني الفرحة أن أنال مقعداً علي رحلة الخطوط السودانية رقم 220 المتجهة للخرطوم في مساء أول يوم من عيد الأضحي وزادت غبطتي أن تحركت الطائرة صوب الخرطوم في نفس الزمان المحدد للإقلاع وكذا طردت إحساس عدم الإنضباط الذي لازم الخطوط السودانية زمناً طويلا . لكن يوم أمس أعادني الأحساس بعد الإنضباط للمربع الأول حيث كتبت لي موظفة الخطوط السودانية بخط يدها في رحلة الخرطوم جدة الحضور عند الخامسة صباحاً والإقلاع التاسعة . وبالفعل سألتني من رقم هاتف في حالة حدوث أي طارئ للتواصل معي إحتياطاً ورغم ذلك فقد سارت الأمور كما هي حتي الساعة السادسة صباحاً وحضرت أمام صالة الركاب وودعت مرافقي وغادر لعمله وما أن إقتربت من رجل الأمن بالمطار حتي سألني ألي أين فأجبت السعودية - جدة فقال لي عليك مراجعة مكتب الخطوط السودانية بالجانب الآخر فقلت له يا خبرك السمح بالمخالفة فقال لي أزيدك كمان شوية ما حصل زول جاء هذا الصباح وذهب لمكتب الخطوط وسأل ورجع عندي تاني ودخل الصالة ، فتأكد لي بأنني لا محالة في فخ من أفخاخ الخطوط السودانية وبالفعل ذهبت وعند السؤال قال لي الموظف آسفين نحن والله طائرتنا دي مشت المدينة تجيب حجاج وتحول موعد رحلتك للساعة الواحدة ظهراً والإقلاع الساعة الرابعة . ورقم تلفوني الذي معاكم وحضوري شخصياً لتأكيد الحجز زي مكا قال الريس بليت وشربت مويته . المهم عند الواحدة حضرت وكملت الإجراءات ودخلت كابينة الدرجة الأولي التي أسافر بها لأول مرة مضطراً وبعد قليل جاء السيد صلاح أحمد أدريس علي متن الرحلة وجلس في آخر زاوية من الدرجة الأولي التي كان عدد ركابها أربعة فقط وبعد غفوة الإقلاع أخرج صلاح إدريس أوراقة علي ما أعتقد للكتابة ، لكنّي أصريت علي الدخول من باب فوق السحاب للأرباب محاولاً طرح سؤال قد يمتلك صلاح إدريس شئ من الإجابة علية فستأذنته أن أحصل علي ربع ساعة ورحب بي بأريحية سودانية تفضل . فقلت له دعنا نتجاوز الإرث المشترك لأهل السودان ( الرياضي والفني) ولك في باع طويل لكن هناك ما هو أهم للمشرتك الذي يجمعنا كلنا أهل السودان وهو هذا الوطن السوداني ولقربك ربما لمناطق تبدو ملمة بكثير من الخفايا المتعلقة بالشأن السوداني هل لك أن تحدثني عن إمكانية أن نري غداً وطن واحد ينعم فية الجميع بالعدل والمساواة والمواطنة الحقيقية وتقاسمأً للمسئوليات والواجبات كلِ بقدرها ومستحقها المناسب . فإستعدل في جلستة وبدأ بأعوام كنا فيها طلاباً لا نفهم إلا طريق المدرسة والعودة منها مشبعين بالعلم والتحصيل الواجب فعاد صلاح إدريس للعام 83 وبدأ من باريس في زمن مايو وصاحب القصة هو الأمير عبد الرحمن نقد الله شفاه الله حينما إلتقي إبنة مارسيل صاحب الثروة الطائلة التي كانت مهتمة بالسودان وتنقب في سر تماسك السودان موحداً برغم كل المحن التي إنتابته في الماضي والحاضر من ذلك الزمان وتسائل الأمير نقد الله لماذا الإهتمام بالسودان وحاول الإجابة بالإنسان والموروث والتاريخ لكنها فاجئتة بأن موقع السودن الجغرافي هو الذي جعل هذا التماسك سودانياً صرفاً وبذات القدر فإن الموقع الجغرافي هو التحدي الحقيقي للحفاظ علي هذا السودان موحداً متماسكأً وإستطال صلاح إدريس في عوامل توحد السودان لكنه توقف كثيراً في خمسة أشخاص ربما يكون لهم الأثر البليغ في مستقبل السودان ليظل وطناموحداً وهم قيادات تاريخية إضافة لآخرين جدد ف يالساخة السودانية وبدأ متفائلاً جداً لمستقبل السودان وفق معطيات لم يفصح عنها كاملة لكن أوضحت له بقدر من التشاؤم وفق ما نري ونتلمس برؤية قد تنقصها العمق والإلمام الكامل بحيثيات بقاء السودان موحداً يسع كل أبناءه بقلتهم عدداً وكثرتهم فكراً وعطاءاً. ولم يسعفنا الوقت للدخول في أمكان أخري من وجع السودان وأفراحة حتي أعلن الكابتن التوجة نزولاً لجدة وقلت له حمداً لله علي السلامة فقد نلتقي أو لا نلتقي ثانيةً لكنّا سودانيين نحملها مشتركة حتي يأخذ صاحب الوداعة وداعته.
تحياتي بحيراوي
|
|
|
|
|
|