الاستقلال والشخصية السـودانية: "السوداني: ديمقراطي شكليا ولا مبالي عمليا"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 01:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-31-2007, 10:50 PM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاستقلال والشخصية السـودانية: "السوداني: ديمقراطي شكليا ولا مبالي عمليا"

    في مقال د. حيدر ابراهيم علي «صعوبة أن تكون سودانياً» قبل سنة وردت فقرة "السوداني: ديمقراطي شكليا ولا مبالي عمليا" وايضا فقرة "وعرف السوداني نظاماً برلمانياً، ولكن لم يعرف نظاماً ديمقراطياً حقيقياً، والدليل ببساطة غياب التنمية. وهذا جعل من البرلمان مجرد سوق عكاظ لاستعراض القدرات الخطابية والاستشهاد بأبيات الشعر والامثال، وليس بالارقام والاحصائيات."
    وفي رأي يجب ان نتوقف كثيرا في مدلول هذه الفقرات بالاضافة لمضمون كل المقال ونحاول معا ايجاد اسباب الفشل والعجز الذى اصاب الشخصية السودانية.
    Quote: «صعوبة أن تكون سودانياً»
    د. حيدر ابراهيم علي
    مرت خمسون عاماً على الاستقلال، وكانت سنوات اغلبها خيبة وفشل وعجز، حتى وصلنا الآن الى مرحلة ما قبل السقوط بقليل.. لو سارت الامور على هذا المنوال والنمط العشوائي. ولكن السوداني رغم كل مصائبه يتجنب ان يواجه نفسه ويتحمل المسؤولية الخاصة في هذه الحرائق.. فهناك آخر يتحمل هذه المسؤولية، الاحزاب، الكيزان، برونك، والامم المتحدة، الجنوبيون، الصليبيون، المصريون، اولاد الغرب... الخ. ويعود هذا التهرب في الاساس الى طبيعة الشخصية التي تخشى اللوم والادانة والعتاب، وتميل الى الفخر والمدح. وقد لاحظ نعوم شقير ان السودانيين مولعون بالألقاب وبالذات القاب المدح، والتي أورد منها: «صقر الجو وتور الجاموس وكرار وحقّار ورحل الكحل ودود بنقة وأسد الخلا وبولاد الحديد وتمساح وجمل المحامل، العنزة أم قرن وكاسر قيده»: «ص 272». ورغم انطباعاته السريعة وقصر مدته، ولكن يبدو ان ظاهرة الاعجاب بالذات تلفت نظر القادمين الى السودان. ويرى الكثيرون ان هذه الصفات ليست مذمومة ويسمونها الاعتزاز بالنفس والشعور بالقيمة والكرامة.. ولكن السؤال هل تسمح هذه الصفات بقدر من التنازل والتواضع، بحيث يمكن ان يحاكم السوداني نفسه وينقدها بدون احساس بقلة القيمة او ما يسميه السوداني الهوان، وهي صفة كثيراً ما نذم بها الآخرين.
    وتلاحظ قلة الكتابات حول ما يمكن أن نسميه الشخصية السودانية، عدا كتابات متناثرة لمحمد ابراهيم ابو سليم، له كتاب يحمل الاسم، ولكنه احتوى موضوعات ذات صلة بالكيان القومي اكثر من الاهتمام بملامح الشخصية الفردية التي كونها التاريخ. وكتب د. كمال دسوقي، الذي درس علم النفس في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، كتاب تحت عنوان: «دراسات في المجتمع السوداني»، يغلب عليها الجانب الميداني «الأمبيريقي» على حساب البحث عن نظرية. بالاضافة لكتابات أكاديميين أجانب عملوا في السودان وكتبوا ـ انطباعياً مع قدر ضئيل لعمل ميداني عن الأخلاق السودانية، واهتم الانثروبولوجيون ببعض القبائل غير العربية. وقد ظل مجال الشخصية القومية السودانية بعيدا عن بؤرة الاهتمام. وزاد الأمر سوءا بسبب تركيز كتابات التاريخ السوداني على التاريخ السياسي والاداري، وأهمل التاريخ الاجتماعي والثقافي. وهذه آثار مدرسة شبيكة التاريخية والتي كونت العديد من المؤرخين الذين وجهوا تيارات كتابة تاريخ السودان.
    ويمكن أن نفسر اهتمام السودانيين المبالغ فيه بموضوع «الهوية» على حساب الشخصية، خاصة أن موضوع الهوية ـ كما اسلفت في مناسبات سابقة ـ اقرب الى التجريد والميتافيزيقيا منه الى التاريخ والاجتماع، بالذات في الحالة السودانية. فهو بحث عن جذور غمرت في أحيان كثيرة، وافتعال بناء «هوية» ودعمها بتاريخ غامض ودلالات اكثر غموضاً.
    إن اسئلة الهوية التي تستهوي السوداني لا تضيف الى كيانه الوجودي اي الفردي الانساني اي بعد. فالسؤال هل نحن عرب أم أفارقة؟ لا يضيف الى شخصيته الذاتية شيئاً اكثر من ان يربطه بمجموعة ثقافية معينة قد تثقله بمزيدٍ من التخلف والاوهام. ولكن أسئلة مثل هل نحن منتجون ومبدعون أم مجرد مستهلكين وتابعين؟ هل نحن محبون للحرية نناضل من اجلها ام لا نبالي بمن يحكم؟ هل يربطنا الانتماء الوطني القوي ام نتوق الى عودة القبيلة والعشيرة؟ أين وصلنا في بناء الدولة الوطنية الحديثة؟ ماذا انجزنا في التنمية؟ ماذا حققنا في التعليم والمعرفة والبحث العلمي؟ ماذا ابدعنا واضفنا في الشعر والموسيقى والادب والرسم والنحت والرقص والسينما؟ كيف حاربنا التصحر والأوبئة؟ هذه هي الأسئلة المكونة لشخصية سودانية حديثة. ولا تضيف أسئلة العروبة او الافريقية، لأن العربي المتخلف الذي يعيش تحت خط الفقر وعدم تلبية الحاجات الاساسية، لا يتفوق على الافريقي المتخلف في شيء. مهما كان نسب اجداده او انسياب شعره او لونه القمحي.
    كيف دخل السوداني في المتاهة «Labyrinth» الحالية؟ أغامر بالقول إن السوداني مغترب ولا منتم بامتياز. فهو مغترب عن الدولة وعن المجتمع وعن أسرته وعن أقرانه، فالسوداني يعيش في الميلاد حتى الممات على خشبة مسرح، ويلبس عدة أقنعة ويؤدي مسرحية يدري هو قبل غيره أنها مضجرة وأنه مجبر على دوره. ولكن عليه أيضا ان يمثل أنه يحب دوره! هذا الاغتراب يحيط بالسوداني من مستويات عديدة، أهمها وأخطرها العلاقة مع الدولة، وقد يكون هذا مصدر التخريب الذي طال كل أقطار النفس السودانية المهمشة والبائسة والخالية من الفرح والابداع والتي ترتاح الى النمطية والسأم واللا جدوى.
    فالسوداني لم يعش وضعية المواطن داخل دولة تقوم على قانون عقد اجتماعي يحدد الحقوق والواجبات، ومن يكتشف الانسان قيمته ومعناه واحترامه. ولكن السوداني لم يعرف طوال تاريخه هذه العلاقة مع الدولة. فالفونج او السلطنة الزرقاء «1504 ـ 1821م» لم تكن دولة يسميها البعض كونفدرالية تجارية يهتم حكامها بسلامة سير القوافل وحركة البضائع بين القبائل والكيانات الاقليمية المتعادية، ويرى آخرون فيها نظاماً شبه اقطاعي يقوم على علاقة الحماية مقابل الضريبة او العشور. وهذا هو شكل امثل لعلاقة الحاكم والرعية او قل الراعي والرعية، والتي هي اقرب الى الانعام التي يحميها الراعي من الذئاب. والراعي يملك مصائر الرعية «يفترض المواطنين» ولولا شفاعة رجال الدين لما وجدت الرعية ادنى رحمة. ثم كان البديل هو الاستعمار اي الحكم التركي «1821 ـ 1885م» ويرى البعض فيها محاولة تحديث. ولكن النظام الضرائبي «المحدث» طغى على اي تحديث آخر. واختصر المواطن السوداني الغائب تصوره وعلاقته في النظام الجديد، في القول المأثور «عشرة في تربة ولا ريال في طلبة» وعرف السودانيون الكرباج وأساليب التعذيب المهينة والبدائية التي برعت فيها الدولة التركية، ومارستها في بلادها وفي المستعمرات، ولم يكن السودانيون محظوظين. فقد كان التخريب والاهانة اعظم من بعثات الطهطاوي وفتح المدارس وزراعة النيلة.
    وكان الخلاص في حكم وطني طرد المستعمر، ولكنه اختزل المواطنة في غياب الترك والحمرة التي اباها المهدي، اما المواطن السوداني فلم ينعم بعلاقة حقوق وواجبات فاستمرت مطاردة المواطنين للضرائب أو التجنيد. ورغم أن المهدية في مرحلة الثورة استطاعت ان تحشد الطاقات الوطنية ضد المستعمر، ولكن مع قيام الدولة تحولت شعارات الكرامة الى قمع جديد. وسرعان ما فقدت الدولة المهدية التأييد، بدءاً من الصراع مع الاشراف ثم قبائل الشكرية والكبابيش والعبابدة والشايقية. كما انقلبت قبائل عديدة سبق أن ناصرت المهدية في الجزيرة ودارفور وكردفان، وعجز السوداني مجدداً عن الدخول في علاقة مواطن- دولة. وتكرس وضع الرعية وتعمق شعور الاغتراب عن الوطن. وكانت النتيجة عودة الاستعمار، وكان الخلاص يأتي دائماً من الخارج.. ولم تكن المقاومة شاملة وقوية. واستطاع الحكم الثنائي أن يحكم بهدوء طوال نصف قرن، وانتهى باستقلال مهذب دشن بتبادل الانخاب بين السودانيين والانجليز.. حسب المحجوب.
    وعرف السوداني نظاماً برلمانياً، ولكن لم يعرف نظاماً ديمقراطياً حقيقياً، والدليل ببساطة غياب التنمية. وهذا جعل من البرلمان مجرد سوق عكاظ لاستعراض القدرات الخطابية والاستشهاد بأبيات الشعر والامثال، وليس بالارقام والاحصائيات. وارتكب النظام البرلماني خطيئته العظمى حين طرد نواب في البرلمان زملاءً لهم آخرين انتخبهم الشعب وليس البرلمان، بسبب انتماءاتهم الايديولوجية. ولم تستطع النظم البرلمانية أن تتحول الى ديمقراطيات، لذلك كان يسهل على ثلاثمائة جندي وضابط ان يستلموا السلطة ولا تتحرك الملايين التي صوتت قبل ثلاث سنوات لحماية احزابها. وهذا مظهر لاغتراب السوداني: ديمقراطي شكليا ولا مبالي عمليا. ويكمن الاختلال السياسي والوجداني في أن هذه الجماهير الصامتة تقوم بانتفاضة شعبية لاقتلاع النظام الذي احتملته ست سنوات او ستة عشر عاماً. وقد اكتسب السوداني نوعاً من الازدواجية السياسية، وقد تكون انعكاساً لازدواجية نفسية في شخصيته، في التعامل مع الاحداث.
    ومثلت الانقاذ قمة اغتراب السوداني داخل الدولة، فقد جاء الانقاذيون وهم أقرب الى الغزاة، فكأنهم دخلوا سمرقند أو الفسطاط، إذ منذ اليوم الاول تعاملوا مع كل بقية السودانيين، اي الذين لا ينتمون الى الجبهة الاسلامية او لا يتعاطفون معها، «كأهل الذمة» فقد تمت الاعتقالات الكثيفة واسرعوا بالفصل التعسفي وحرموا السوداني من حق إنساني يؤكد شخصيته وجدواه للوطن.. حق العمل. وشهد السودانيون قصة مدينتين على أرض الواقع: مدينة الانقاذ ومدينة بقية السودانيين. وصار السوداني يعيش الاغتراب «alienation» يومياً، ويشعر بأنه لا ينتمي لهذا الوطن، وذلك ببساطة لأنه محروم من حقوقه الأولية. وعادت دولة الجباية والضرائب، واختزلت العلاقة في عقد إذعان مع المواطن: أن يقوم بكل الواجبات والالتزامات وزيادة، وفي نفس الوقت ألا يتجرأ بالمطالبة بأي حق.
                  

12-31-2007, 11:09 PM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستقلال والشخصية السـودانية: "السوداني: ديمقراطي شكليا ولا مبالي عمليا" (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    Quote: نصف قرن من الحرث في البحر
    قبل عدة أسابيع كتب د. حيدر ابراهيم علي مقالاً في هذه الصحيفة، بعنوان: «صعوبة أن تكون سودانياً»، وهو عنوان يلخِّص الفكرة والواقع تلخيصاً موجزاً ومفحماً في ذات الوقت، فما أصعب أن تملأ فمك الآن.. وتردد مع الدعاية لشركة الإتصال -خليك سوداني-.. وليت الأمر توقف عند الإجراءات المشدّدة أو الرسوم العالية التي تعتزم تنفيذها الإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية، فيما يتعلق باستخراج هذه الورقة «الثبوتية»، فلو كان الموضوع «إجراءاتٍ» و«تحرياتٍ» وقسماً على «كتاب مقدّس» وشهوداً من أعيان القبيلة أو نظار القبائل أو مشائخ الطرق الصوفية أو السلاطين أو «رث الشلك» لهانت الإجراءات، ولو بلغت الرسوم مقدار راتب شهر لموظف بسيط أو عاملة مكدودة لأمكن تدبيرها عن طريق الاشتراك في «ختة».. المسألة أصعب من إجراءات قسم الشرطة ذاك المختص باستخراج الأوراق.. وأعقد من «غلوتية» تدبير الرسوم والأتاوات، إذ أنها من التعقيد بحيث يصبح السؤال عن «القيمة الحقيقية» لكونك «سودانياً»؟!
    * إنه سؤال مقلق بحق، وجارح في ذات الوقت، فما نراه الآن ونعيشه يومياً، واستخدام صيغة الجمع هنا لأنني أزعم أن الأغلبية ترى وتعيش في واقع مأزوم، نفسياً ومادياً، فقد ضاقت أرض السودان الرحيبة بمقدار ما يعدون من أميال مربعة، ضاقت بحيث أصبحت «تبعية رقعة مساحتها بضعة كيلومترات» لمحلية أو مركز ريفي تسبب هرجاً ومرجاً وتستوجب «تعبئة جماهيرية» وتعبئة «حكومية» مضادة، ويتم تبادل عمليات الطرد بين جمهور وموظفي دولة على شاكلة ما حدث في «الخوي» إحدى قرى سهول كردفان الواسعة. ولكون هؤلاء المواطنين يشعرون «بحقارة» يمارسها عليهم مركز حكومتهم المفترض دون أن يأخذ برأيهم أو يأبه بارتباطاتهم المعنوية والمادية، أو مصالحهم التي يعرفون تدبيرها ومباصرتها من خلال ممارستهم للحياة في ديارهم هذه لعقود طويلة، فهذا وجه صعوبة بائن، عاناه وربما لا يزال يعانيه مواطنون آخرون في منطقة المناصير عند منحنى النيل، ما بين الخيار المحلي، وإعادة التوطين حول ضفاف بحيرة «سد مروي العجيب» كما يحبذون، ووفق ما يأملون، وبين «إدارة السد» ذات السند السلطوي الغامض، والذي يفضل «فردا واحدا» يمتاز بصلف مشهود على مئات الآلاف من «الناس الطيبين»، فما أصعب أن تكون سودانياً، تنتمي لذات الجنسية التي يستحوذ سيادتها نفر من المتسلطين!!

    * ما أصعب أن تملأ خياشيمك فخاراًً لكونك «سودانياً» وأنت في هذه الرقعة الجغرافية «مسلوب الإرادة» مصلوب على قارعة طريق سياسات وبرامج وشعارات بائسة مثل تلك التي يطبق فيها «تيم المؤتمر الوطني الحاكم» في كل مرفق من مرافق الدولة، وفي كل ولاية من ولايات البلاد؟ وعلى رأس كل منسقية من منسقيات السلطة، الغاشمة، وعند منعطف كل محلية، أو رئاسة أي «دورية» نظامية أو غير نظامية.

    * صعوبة أن تحيَّا يومك، وتتوقع أن غدك اسوأ من ماضيك، تعيش «كائناً ماضوياً»، تضبط ساعة شعورك وأمانيك على زمن «القرش ابو جمل» والجنيه ابو «حجل» وجوز الحمام فيه ثلاث فردات! فتملي على ابنك «طالب الجامعة» جملة عربية بسيطة، فيخطها بجملة أخطاء املائية، ثم يفغر فاهاً -كالفار- حسب تعبير بشرى الفاضل، ينتظر ترجمتها على «شريط» مداركه الضحل، فتصفق يداً بيد، وتمط شفتيك ذماً لعهد التعليم «الرأسمالي» «الرسالي» وتشتاق لعهد «التعليم المجاني» غير الرسالي، في ما يتعلَّق برسالة «الغفران» من المساءلة عن «من أين لك هذا»، وتندب حظوظ أبنائك وأحفادك مِنْ مَنْ لمن يحدقوا النظر إلى خارطة السودان ملياً، بل «أُمليت عليهم تلقيناً» من لدن جهاز التلفزيون ومحطة البث الإذاعي «أن هنا دولة حضارية»!! تسيل مياه الصرف الصحي في عرض وطول شوارع مركز عاصمتها ليَشتَم آلاف الراجلين روائح نتنة تنبعث مع القاذورات، ولأن شارع القصر «حصين» لا يدخله إلا من حظي برتبة ولو في «حركة ثورية» فتنقطع الصلة بين «تلك البكاسي الغبراء التي تقل آلاف الناس إلى رواكيبهم وجالوصهم غرب الحارات يحملون في تلافيف أكياس النايلون «أطناناً من الكمونية» البايتة، وكوارع وقوانص «الدجاج» خالي من انفلونزا الطيور طبعاً». وبين تلك الإحتفالات العقيمة، والسرادق السقيمة التي يتبارى خطباء ووجهاء على التناوب فوق منصتها للحديث عن «السوداني» عشية كل مناسبة باذخة.

    * فما أصعب أن تكون سودانياً فعلاً، وتطوِّقك الإجراءات الاحترازية ودوريات الشرطة، لزوم عدم السماح لك بالإفلات من واقعك «كضحية» مثالية لإشباع نزوات حكام السودان، تلك النزوات التي لا يشبعها ما التهمت من «ممتلكات الدولة» عبر سياسات الخصخصة والبيع الرخيص والأثمان الهابطة والسداد الآجل.. وبأوامر «عليا» عليا جداً بحيث لا يطالها تساؤل من شخص.. «وضيع» يكتب في صحف سيارة، فيصنَّف ضمن آخرين بأنه «شيوعي ومارق على الدين الحنيف»!!
    * نصف قرن والحرث على صفحة مياه البحر، وآلام التسنين من اسهالات «مسلحة» واستفراغ «مليشيات» ومغص كلوي حاد ينهض في الأطراف وحمى تعم مجمل الجسد فيرتعش من تالا نيالا لأقصى درديب، ومن نمولي لحلفا، والموال الطبي الممجوج يصف الداء بإنه «فيروس» يصيب الذين كفروا بنعمة كونهم يحكمون بالشريعة - السمحة.

    * هل نقف هكذا مكتوفي الأيدي؟ هل نتفرّج على أرواحنا تنتزع، ومشاعرنا تنتهك، ومستقبلنا رهن «شارة» بيعة عمياء، وطاعة «لرأس المال الطفيلي» أم ننهض جميعاً «معاً» من أجل تغيير حاسم وحازم، لاستعادة «قيمة كونك سودانيا»؟ هذا هو محك الاختيار الفردي والجماعي!!

    المصدر: النسخة الالكترونية لصحيفة الصحافة
    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147508747

                  

12-31-2007, 11:25 PM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستقلال والشخصية السـودانية: "السوداني: ديمقراطي شكليا ولا مبالي عمليا" (Re: Dr. Faisal Mohamed)


    أنا سوداني أنا

    كل أجزائه لنا وطن ... إذ نباهى به ونفتتنُ
    نتغنى بحسنه أبداً ... دونه لا يروقنا حُسنُ
    حيثُ كُنا حدت بنا ذِكرٌ..مِلؤها الشوقُ كلنا فداه
    نتملى جماله لنرى ... هل لترفيه عيشه ثمنُ
    خيرُ هذي الدماء نبذلها كالفدائىُ حين يُمتحنُ
    بسخاءٍ بجرأةٍ بقوى ... لا ينى جهدها ولا تهنُ
    تستهينُ الخطوبُ عن جلدٍ.. تلك تنهالُ وهى تتزنُ
    .......................
    أيها الناس نحن من نفرٍ عمّروا الأرضَ حيثما قطنوا
    يُذكر المجد كلما ذُكروا... وهو يعتزُ حين يقترنُ
    حكّموا العدل فى الورى زمنا ًأتُرى هل يعودُ ذا الزمنُ
    رددالدهرُ حُسنَ سيرتِهم ... ما بِها حِطةٌ ولا درنُ
    نزحوا لا ليظلِموا أحداً ... لا ولا لإضطهادِ من أمِنوا
    وكثيرون فى صدورِهمُ ... تتنزى الأحقادُ والإحنُ
    دوحةُ العُربِ أصلها كرمٌ ... وإلى العُربِ تُنسب الفِطنُ
    أيقظَ الدهرُ بينهم فتناً... ولكم أفنت الورى الفتنُ
    ........................
    يا بلاداً حوت مآثرنا ... كالفراديس فيضُها مِننُ
    فجّرَ النيل فى أباطِحها ... يكفل العيشُ وهى تحتضنُ
    رقصت تِلكمُ الرياضُ له ... وتثنت غصونُها اللدن
    وتغنى هزارُها فرِحاً ... كعشوقٍ حدا به الشجنُ
    حفل الشيب والشباب معاً ... وبتقديسه القمين عنوا
    نحنُ بالروح للسودان فداً... فلتدُم أنت أيها الوطن

                  

12-31-2007, 11:31 PM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستقلال والشخصية السـودانية: "السوداني: ديمقراطي شكليا ولا مبالي عمليا" (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    Quote: أيها الناس نحن من نفرٍ عمّروا الأرضَ حيثما قطنوا
    يُذكر المجد كلما ذُكروا... وهو يعتزُ حين يقترنُ
    حكّموا العدل فى الورى زمنا ًأتُرى هل يعودُ ذا الزمنُ
                  

12-31-2007, 11:36 PM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستقلال والشخصية السـودانية: "السوداني: ديمقراطي شكليا ولا مبالي عمليا" (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    Quote: نحنُ بالروح للسودان فداً... فلتدُم أنت أيها الوطن
                  

01-01-2008, 09:37 PM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستقلال والشخصية السـودانية: "السوداني: ديمقراطي شكليا ولا مبالي عمليا" (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    Quote: وعرف السوداني نظاماً برلمانياً، ولكن لم يعرف نظاماً ديمقراطياً حقيقياً، والدليل ببساطة غياب التنمية. وهذا جعل من البرلمان مجرد سوق عكاظ لاستعراض القدرات الخطابية والاستشهاد بأبيات الشعر والامثال، وليس بالارقام والاحصائيات.
                  

01-03-2008, 11:59 PM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستقلال والشخصية السـودانية: "السوداني: ديمقراطي شكليا ولا مبالي عمليا" (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    Quote: إن اسئلة الهوية التي تستهوي السوداني لا تضيف الى كيانه الوجودي اي الفردي الانساني اي بعد. فالسؤال هل نحن عرب أم أفارقة؟ لا يضيف الى شخصيته الذاتية شيئاً اكثر من ان يربطه بمجموعة ثقافية معينة قد تثقله بمزيدٍ من التخلف والاوهام. ولكن أسئلة مثل هل نحن منتجون ومبدعون أم مجرد مستهلكين وتابعين؟ هل نحن محبون للحرية نناضل من اجلها ام لا نبالي بمن يحكم؟ هل يربطنا الانتماء الوطني القوي ام نتوق الى عودة القبيلة والعشيرة؟ أين وصلنا في بناء الدولة الوطنية الحديثة؟ ماذا انجزنا في التنمية؟ ماذا حققنا في التعليم والمعرفة والبحث العلمي؟ ماذا ابدعنا واضفنا في الشعر والموسيقى والادب والرسم والنحت والرقص والسينما؟ كيف حاربنا التصحر والأوبئة؟ هذه هي الأسئلة المكونة لشخصية سودانية حديثة. ولا تضيف أسئلة العروبة او الافريقية، لأن العربي المتخلف الذي يعيش تحت خط الفقر وعدم تلبية الحاجات الاساسية، لا يتفوق على الافريقي المتخلف في شيء. مهما كان نسب اجداده او انسياب شعره او لونه القمحي.
                  

01-04-2008, 03:26 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستقلال والشخصية السـودانية: "السوداني: ديمقراطي شكليا ولا مبالي عمليا" (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    د. فيصل
    كل سنه وإنت طيب
    أشكرك على مشاركتنا فى الإطلاع على مقال د. حيدر إبراهيم
    فى رأى مقال مميز عكس واقع السودان والسودانيين،أتفق معه فى مضمونه

    ملحوظة المقال الثانى لم أتبين من هو كاتبه؟

    ولى عودة إن شاء الله.
                  

02-06-2008, 11:59 PM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستقلال والشخصية السـودانية: "السوداني: ديمقراطي شكليا ولا مبالي عمليا" (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    الأخ نادر الفضلي

    مشكور على المرور الكريم وأسف على التأخير في الرد.

    المقال الثانى من النسخة الالكترونية لصحيفة الصحافة، وحسب اللنك لا يوجد اسم للكاتب.

    مع خالص الود والتقدير ،،،
                  

02-07-2008, 00:05 AM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستقلال والشخصية السـودانية: "السوداني: ديمقراطي شكليا ولا مبالي عمليا" (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    ومثلت الانقاذ قمة اغتراب السوداني داخل الدولة، فقد جاء الانقاذيون وهم أقرب الى الغزاة، فكأنهم دخلوا سمرقند أو الفسطاط، إذ منذ اليوم الاول تعاملوا مع كل بقية السودانيين، اي الذين لا ينتمون الى الجبهة الاسلامية او لا يتعاطفون معها، «كأهل الذمة» فقد تمت الاعتقالات الكثيفة واسرعوا بالفصل التعسفي وحرموا السوداني من حق إنساني يؤكد شخصيته وجدواه للوطن.. حق العمل. وشهد السودانيون قصة مدينتين على أرض الواقع: مدينة الانقاذ ومدينة بقية السودانيين. وصار السوداني يعيش الاغتراب «alienation» يومياً، ويشعر بأنه لا ينتمي لهذا الوطن، وذلك ببساطة لأنه محروم من حقوقه الأولية. وعادت دولة الجباية والضرائب، واختزلت العلاقة في عقد إذعان مع المواطن: أن يقوم بكل الواجبات والالتزامات وزيادة، وفي نفس الوقت ألا يتجرأ بالمطالبة بأي حق.


    ولكن السؤال:

    هل نقف هكذا مكتوفي الأيدي؟ هل نتفرّج على أرواحنا تنتزع، ومشاعرنا تنتهك، ومستقبلنا رهن «شارة» بيعة عمياء، وطاعة «لرأس المال الطفيلي» أم ننهض جميعاً «معاً» من أجل تغيير حاسم وحازم، لاستعادة «قيمة كونك سودانيا»؟ هذا هو محك الاختيار الفردي والجماعي!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de