كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
نفثٌ في وجه ( عابدين صدِّيق ) وقت رحيله
نعم لا المسافة ولا الخيال تجعل من هذا الحُزن فراشاً للنسيان . كان الفقيد بلسم حياة للكثيرين وكان شُعلة نشاط لا يمَل العمل العام . نذر نفسه لآمال وأحلام الفقراء . جلس في بسطة مجلسهم . وقف مع من رأى المنهاج أن تكون العدالة لهم . صبور طلق الابتسام ، واسع القلب . جَلِدٌ في معارك الوجود .
عندما يتيسر له الحراك في العمل الخاص ، تجده يبذل بالقدر الذي يُقدم بلا مَن . يفتح في كل يوم من حياته فرجة لفرح الذين أتعستهم الدُنيا . متواضع نهل من إرث أهلنا الطيبين . الكثير الذي يجنيه إلى الإنفاق الذي يُحب . ليت كل صاحب تيسير مثله .
(مِرِق ) دونه كل الرَّصاص .
العزاء لأسرته ولأهله ولأحبائه الذي ما نسوه يوماً بل هي عُسرة الدُنيا ، وللذين وقف معهم وقفة حق في سُبل الخير ونُصرة الفكرة : حُزن مُشترك .
كان رفيقهم ورفيق كل فكر نضح بمواعين الخير . تنزل الآن ونحن نُسطر إحساسنا دمعة موجعة في ذكراه . ليت المدامع تَمحو ذلة الحاجة وتوقف من يسرقون أموال الفقراء الذين نصرهم عابدين في كل لمحةٍ ونفسٍ من حياته . كان من دون الذين نعرف مُتصالح النفس ، نصر المرأة في الخاص والعام ، نصراً بلا أسقف . تربى في بيت فكرٍ أهلُه يحبون نصرة الضعيف . كان متصالح النفس أينما تجده . أنموذجاً لسفر إنساني يحق للذين ينتهجون التقدم ونصرة الضعفاء والمسحوقين أن يبكونه ويغسلون بالملح الذي بنى مجده عليه مآقيهم .
ألف سلام عليك يا زنبق الرحيل ، عال الأنفاس العبقة .
ألف سلام لعُمر صديق وكل اللُحمة الإنسانية التي قبض عليها الراحل بالنواجذ .
عبدالله الشقليني 2/12/2007 م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
عابدين صديق (الزويل) المثقف الثوري والمنظم المبدع والصديق الوفي
نعت الأخبار عابدين صديق نائب المفوض العام للاجئين السابق ورجل الأعمال البارز. ولد عابدين صديق البشير بأمبكول وتلقى تعليمه بمروي الثانوية وبجامعة الخرطوم التي إلتحق بها عام 1971 و تخرج من كلية الإقتصاد والدراسات الإجتماعية عام 1975. ألتحق عابدين فور التخرج بمؤسسة السكر السودانية، ثم ألتحق بمفوضية اللاجئين حيث ترقى بها حتى وصل لمنصب نائب المعتمد عندما فصلته ديكتاتورية الجبهة الإسلامية من العمل. أنضم عابدين صديق البشير للحزب الشيوعي بمروي الثانوية وظل عضوا عاملا به في مختلف المواقع حتى رحيله المفاجئ. التقيت عابدين صديق في عام 1973 عندما عدت للجامعة بعد أن تم إطلاق سراحي في مايو 1973 بعد إعتقال استمر 22 شهرا. رجعنا للجامعة الراحل الخاتم عدلان وشخصي لنجد ديلا جديدا من الشيوعيين والديمقراطيين يقودون العمل المعارض في الجامعة وكان في مقدمتهم عابدين صديق مسئولا تنظيميا لفرع الحزب بالجامعة. وعشت مع عابدين وعبدالرحمن سالنتوت وعباس يونس وعدد من زملاء الدراسة بداخلية ساندرسون فتعرفت على عابدين عن قرب، وكان عابدين شخصا منظما يقوم بكل شئ في حياته وفقا لتظام دقيق، فهو يحضر كل المحاضرات والنشاطات الأكاديمية والثقافية، يقوم بواجباته الحزبية وواجباته في الجبهة الديمقراطية، ويقيم علاقات ودودة ومتينة مع زملائه في الدراسة بإختلاف مواقعهم السياسية، بل يقيم علاقات عميقة مع ناس لا علاقة لهم بالسياسة، وفوق كل ذلك فهو قارئ ممتاز يقرأ في كافة صنوف المعرفة، ورغم صغر سنه كنا يتسم بالحكمة والبال الطويل والرأي الراجح. واعتقل عابدين أبان أحداث يوبيل كلية الطب وكنت معتقلا حينها فضمنا معتقل المديرية مع نخبة فريدة من طلاب كلية الطب حينها والأطباء البارزين الآن، وكان في المعتقل الشاعر عمر الدوش و ميرغني الشايب وأبو اليسر يونس وعباس برشم ومحجوب عروة ووزير المالية الحالي، وكانت فرصة للتعرف عن قرب أكثر على عابدين صديق وثقافته الواسعة وإني لأذكر الآن مناقشاتنا حول مراحل تطور الرأسمالية والتراكم البدائي لرأس المال وتطور المانيفاكتورة والإستعمار ألخ. وعندما عدت للسودان بعد غياب طويل كانت من بين أجمل وأغنى فترة إجازتي قضائي فترات في منزل عابدين والحوار يدور بيننا حول قضايا العصر ومشروع اللائحة المقترحة وقضايا المؤتمر الخامس، فوجدت عابدين أكثر إطلاعا وتقافة ومكتبته أكثر غنى. وأذكر كيف أعانتني مكتبته في القيام ببعض الواجبات التي كلفت بها خلال فترة وجودي في السودان. ولم تكن علاقتي بعابدين فقط في مجال السياسة والتثاقف بل كنا أصدقاء نمرح ونضحك كطفلين عندما نلتقي، وكان عمر الصديق، شقيق عابدين وصديقي، يطلق على عابدين لقب "الزويل" لصغر حجمه وكنا عندما نشاغبه يقول لنا الزول القصير يا حكمة يا فتنة، وكان نقول له أنه يجمع بينهما. وكان عباس يونس وعبدالرحمن سالنتوت يعشقان مشاغبته، ولعل عزاء عباس أنه عاد بعد غياب طويل من أستراليا ليلقاه قبل وفاته، أما عبد الرحمن سالنتوت فقد قال لي في التلفون "لقد كان عابدين دائما سباقا حتى في الموت فقد سبقنا" لعل طلاب الجامعات والمعاهد العليا من الشيوعيين منذ 1975 يعرفون عابدين المنظم الرائع الذي ساعدهم من خلال عمله الحزبي وسط الطلاب في تنظيم صفوفهم وفي وصولهم للقرارات السياسية السليمة، فعابدين كان مبدعا في مجال العمل التنظيمي وأستاذا في المؤسسية ولقد تعلمت منه شخصيا مبادئ مهمة في العمل التنطيمي خاصة خلال عام 1974. لقد فقد الوطن مناضلا مثقفا ومنظما بارعا وفقدنا نحن أصدقاءه صديقا وفيا لا يعوض. تعازي الحارة لزوجه ولأبنائه وبناته ولعمر الضديق ولصلاح الصديق لعثمان بلنجة وأخوانه ولأهله جميعا ولأصدقائه عبدالرحمن سالنتوت ودكتور الشفيع خضر وعباس يونس وميرغني الشائب وصلاح عوض ولأعضاء الحزب الشيوعي خاصة الأستاذ يوسف حسين وأولئك الذين عملوا معه في مجال الطلبة والعمل التنظيمي وفي لجنة اللائحة، ولآبناء دفعته بكلية الإقتصاد 1971-1975 الذين أعرف مدى عمق علاقته بهم.
صدقي كبلو
الثلاثاء ديسمبر 04, 2007
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
بُلينا بنقصٍ آخرٍ في الأنفس، رفاق وصحاب عابدين، فأصبروا..
حقبة ثمانينيات القرن الماضي وحتى أوائل تسعيناته، فترة شهدت تغيرات درامية في تاريخ السودان الحديث، فيها تصاعد نضال شعب السودان حتى توُّج بالإنتفاضة الباسلة التي أطاحت بدكتاتورية حكم الفرد في أبريل 1085، ثم الصراع لتثبيت أركان دولة الديمقراطية التعددية الوليدة..، ثم.. حتى هجوم قوى الردة والظلام الشامل في يونيو 1989، حيث كانت أهم الواجبات في أروقة الحزب الشيوعي السوداني، بقاؤه (الحزب) مؤمناً وقادراً على الإسهام في قيادة شعبنا لطريق الخلاص.. وحيث طلائع قيادة التغيير وحداة ركبه، كان هناك.. كان عابدين صديق، في هدوء وصمت وعزيمة الأنبياء كان في قيادة عمل الحزب الشيوعي وسط طلاب الجامعات والمعاهد العليا.. خاض معها كل المعارك، الخاسرة والمنتصرة.. كان فذاً في إستخلاص عبر الهزائم، لتجنب دواعيها، إنتقالاً لتحقيق الإنتصارات.. ساهم بثاقب بصره في بناء تحالفات الحركة الطلابية، حيث كان يعرف كيف يمسك بالرئيسي الذي يجمع، ويهمل الثانوي والشخصي الذي يفرق، وحيث كانت ريادة وحدة القوى الوطنية قد بدأت وسط معارك طلاب الجامعات والمعاهد العليا قبل أن تنتقل للأحزاب الوطنية على المدى الوطني.. كان عابدين مبدئياً في خوض الصراع، غير هياب، مباشر، يحترم من يختلف معه، لا يغتاب، هو من معدن نادر.. وبفقد عابدين صديق، لا نفقد سياسياً ومناضلاً فذاَ فقط، بل أخو أخوات، وأخو أخوان.. أعزي زوجته وأطفاله، وعمر صديق، ونفسي، وأعزيك آمال جبرالله، ومحمد جاد كريم الذي لم يصدق أنك قد غادرت فانيتنا حقاً، وميسرة محمد صالح، وعبدالرحمن سالنتود، ومحمد خالد، وأنت ياعزيزي جعفر عبدالمطلب، وكل الأهل، وعارفي فضلك، وزملاؤك في الحزب الشيوعي، ودُم في الخالدين، عابدين صديق، وفي قلوبنا.
ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي القدير
عدلان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
رغم إن "الفقد واحد". وهو فقدٌ عظيم سيظل شاقاً على أفرا د أسرته، وأصدقائه، وزملائه ومعارفه، وأعضاء حزبه. وعلى الوطن وكل المتطلعات والمتطلعين للعدالة الاجتماعية فيه. فقد كان عابدين إنساناً نادراً بحق في إخلاصه لمبادئ العدالة والمساواة، وآداب التعامل والتوقير للآخر، حتى في حالة الاختلاف الشديد. بل وحتى في حالة الخصومة مع أعداء هذه المبادئ (إلى جانب الحزم اللازم الذي لا يساوم، ولو قيد أنملةٍ بالطبع).
تعازي الحارة لزوجته وأطفاله، وللصديق العزيز عمر صديق، وصلاح صديق, وأخواته وإخوانه ولأهله جميعاً ولرفاق دربه الدائمين الصديق عبدالرحمن سالنتوت، وعثمان بلنجة ولأصدقائه دكتور الشفيع خضر وعباس يونس وميرغني الشائب وصلاح عوض، للأستاذ يوسف حسين. والمعذرة لمن لم تسعفني الذاكرة بأسمائهم/أسمائهن.
لي عودة مع ذكريات الأيام الحميمة التي ربطتني بالراحل المقيم. هي جزءٌ من الذكريات الباقية التي خَلَّفها في قلوب كل من عرفوه ومن عرفنه.
بــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
وهكذا ترجل فارس آخر من فرسان الحوبه ، فارس واي فارس ، مناضل وأي مناضل ، جسور مصادم لا يخشى في الحق .... أخو أخوان ، نابغة منذ أن كنا طلابا في مروي الثانوية .. لم يهادن ولم ينافق العسكر بل كان يناطحهم بثبات لا يعرف الخوف أو التردد .. لم يركب السرجين في حياته .. تغمده الله بواسع رحمته وألهم زوجته المكلومة وأطفاله وأشقاءه زملاء دراستنا عمر وصلاح الصبر الجميل ... والعزاء لكل زملاء الفقيد من خريجي مروي الثانوية وجامعة الخرطوم والعزاء موصول لزملائه في الحزب الشيوعي السوداني ولك أنت أخي دكتور جعفر .
أبو قصي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
رحم الله الزميل والصديق عمر صديق فقد عملنا معا فى الجبهة الديمقراطية وفى تحرير مساء الخير فى سبعينات القرن الماضى وكان الراحل الذى اتسم بانضباط لائحى غير عادى لا يترك شيئا يمر دون ان يضعه فى مساره.. ورغم اننى كنت فى الدفعة التى تسبقه إلا انه كان ذا عقل راجح يفوق الكثيرين منافى العمل السياسي ... تذكرته وهو يعلق على دائما على اسفاف صحيفة الكيزان "أخر لحظة" ... تذكرت "تلك الايام" و"انهم يفقدون اعصابهم... اليس كذلك!! و"كلب بنى الاحمر"... وقصائد كمال عووضة وعبدالصبور وحجازى وبابلو نيرودا وعلى عبدالقيوم... تلك الايام.. الخاتم وقوى ومحمدسليمان وحمور وانور والفتيحابى وود رجب ومصطفى أدم وسالنتوت واميرة وعواطف وبنات العاقب وكوكبة المبدعين اليساريين..
عليك الرحمة والعزاء الحار لاسرتك ومحبيك وزملائك الكثر فى الحزب وفى ميادين الحياة وانت تغادرهم جسدا مخلفا سيرتك العطرة واسهامك الرائع..
نورالدين منان واشنطن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
... و أبى العام 2007 ان يرحل قبل ان ياخذ فاروق كدودة و عابدين صديق !
" إن الحزب الشيوعى السودانى للحق لا يزال ممتحن في امر الوطن و أمر أعز ابنائه ! "
ظل فاروق و اسماء رفيعي المقصد .. يصنعون الحياة و مقومات العيش الكريم ( بضراعم) و من مواقعهم المستقلة ، و يتقاسمون خيرها مع الغير في هدوء ودون ضوضاء .. ظلت هِِمتم عالية في امر الوطن ..
.. نعم يا سهام كلام اسماء صحيح : فاروق هكذا يريد ان يكون خفيفا علي الاسرة و الناس و الوطن !
الي شيخ نضالات التحول الديمقراطى ، و وحدة البلاد .. محمد ابراهيم نقد :
" قلبنا معك و انت تجتاز الابتلاءات و المحن واحدة بعد الاخرى .. حفيدة ابو ايوب الانصارى ، ثم عابدين ، ثم فاروق و ما تنفك امامك محنة نيفاشا ! يا عبد الرحمن دمت صابرا و مظفرا .. أحمد طراوه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
طـــــق حزين ...
في ربيع العام 1951 م أشرقت الشمس في قرية أمبكول وأشرقت معها ابتسامة زين العابدين صديق البشير ,كان هادئ الطباع محبوبا ومحبا لاقرانة, خفيف الظل حتي أسماه والده ( الضيف) فقد كان زاهدا في حياتة مقلا في طعامة لايأخذ منة الاما يسنده وتخرج أصابعه وكأنها لم تمس طعاما . في العام 1958م دخل مدرسة أمبكول الاولية مؤسسا للنبوغ الذي تعرفون. حيث أبدع بها وتخرج فيها وانتقل الي مدرسة كورتي الوسطي في العام 1962م حيث انطلق منها الي مدرسة مروي الثانوية العليا متقدما صفوف طلابها وقائدا للحركه الطلابية, مؤسسا ومشاركا في الكثير من الفعاليات ,أسس طلائع النخيل والكثير من حملات التوعية ومحو الامية. شارك في معسكر الشباب الذي أقيم في مدرسة عطبرة الثانوية وقام هو ورفاقة ببناء الفصول ,جلس لامتحان الشهادة السودانية في العام 1971م من مدرسة مروي الثانوية متفوقا محرزا أعلي مجموع في الرياضيات العامة علي مستوي السودان بنسبة (100%). في العام 1971 م التحق بجامعة الخرطوم كلية الاقتصاد ,كان شخصا منظما يقوم بكل شئ في حياتة وفق نظام دقيق ,مواظبا علي حضور جميع المحاضرات والنشاطات الاكاديمية والثقافية كما كان أحد محرري جريدة مساء الخير وجريدة الطارق كما كان له اهتمامات أدبية في جمعية الثقافة الوطنية والفكر التقدمي ,تم إعتقاله في أعقاب أحداث اليوبيل الفضي بكلية الطب حيث قام هو وزملائه بالاضراب عن الطعام لمدة اسبوعين حتي تمكن وفد من أباء الطلاب بمقابلة الرئيس نميري وأطلق سراحهم .أقام علاقات ودودة مع زملائة بالدراسة باختلاف مواقفهم السياسية بل يقيم علاقات عميقة مع اناس لا علاقة لهم بالسياسة وفوق كل ذلك كان قارئ ممتاز يقرأ في جميع صنوف المعرفة تخرج من جامعة الخرطوم في العام 1975 م وبدأ حياتة العملية في مصلحة العمل في نوفمبر 1975م ثم انتقل الي مؤسسة السكر السودانية في يونيو 1976م وفي العام 1979م أبحث الي الولايات المتحدة الامريكية لنيل شهادة الماجستير من جامعة كلفورنيا بمدينة لوس انجلس (USC) ,ولم يكتف بشهادة واحدة بل نال شهادتي ماجستير في الاقتصاد والادارة خلال الفترة التي حددت لة وهي عامان. عاد الي العمل مرة أخري الي مؤسسة السكر السودانية انتقل في العام 1982 الي العمل في معتمدية اللاجئين وتدرج بها الي ان وصل الي منصب نائب المفوض العام .أقيل الي الصالح العام في العام 1992م .أتيحت لة فرص السفر للخارج والعمل مع الامم المتحدة ولكنة فضل البقاء في الوطن . بدأ العمل الخاص وكان مثابرا وناجحا وأمين مما قادة الي نجاحات لم تشغلة عن العمل العام ,اسس جريدة نايل كورير في العام 1999م كمنبر لدعاة السلام والوحدة ةالتي كانت تصدر باللغة الانجليزية . كان احد مؤسسي رابطة ابناء امبكول الاجتماعية والثقافية ,ساهم في بناء القرية النموزجية والكثير من الاعمال الخيرية . زوج اقبال طه ووالد صديق ومهند وهالة. أعيد للخدمة بقرار سياسي في العام 2007م توفي في يوم السبت 1/12/ 2007 م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: Salwa Seyam)
|
Quote: طـــــق حـــزين ... |
خالد يا فرده ..
ليس هناك حزن ، ولا يحزنون .. فعابدين قد رحل مثلما ينتظرنا الرحيل .. لكنه ترك لنا سيرة نسعد بها ونباهي بها الحياة القصيرة ..
والتاسع من يناير يجب أن تكون لقاءاً لا خطوة للحزن فيه ، ولا حظوة . فنحن الذين لم نلتق به في الحياة ، سنسعد ونتشرف بالتعرف إلى أصدقائه وأسرته والتآلف أكثر مع سجاياه وأيامه ..
إنه يوم جميل ، سنتذكره فيه بفرح وإبتسامات اللقاء والأمل ، وننام باسمين ، قائلين : يا سلام ، كان بيننا عابدين ..
عابدين صنو الأمل والكد ، وليس من حقنا أن نجعل من مساء لقائنا على شرفه مساءاً للمناحة .. لنجعل من الأمسية أمسية للتعارف ، وتمتيد الأواصر بيننا وبين أصدقائه ومبادئه .. ونخرج ، بعدها ، إلى الغد مُشرقين ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
رحم الله عابدين صديق اول صيف العام 1985 و عقب الانتفاضه كنت في معية والدي في زيارة زملائه بمكتب معتمداللاجئين قدمنى اليه الوالد قائلا: زين العابدين صديق البشير, من اهالى امبكول.... الراجل قريبك. تعاقبت الايام و استقر الوالد فى السودان و توطدت صلتى بالمرحوم عابدين و كنت قد انست الجلوس اليه و لن اكون مغاليا إن عددته فيمن شكلوا لدي الوعي وانا لا ازال على اعتاب المرحله الثانويه بل إن من اهم مااذكره للمرحوم عابدين وصيته لى بضرورة تمرين العقل على النقد و ان الافادة من الكتاب لا تتم دون إعمال آلية نقد. كان عابدين وبعكس الكثير ممن التقيناهم فى دروب الحياة يسدى لك النصح بتبسيط شديد و بحب خالص و متابعة تدل على إهتمام حقيقى, لا تحتاج الى صلة, من اى نوع كانت , كى تظفر به. رحم الله زين العابدين وعزائي موصول لوالدته و ابنائه و اخوته و اصدقائه و لكافة اهالى امبكول. احمد عبدالرحمن احمد البشير/ نيويورك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: peace builder)
|
بل إلتقينا لماماً ، وفى ظروف لم تكن مشجعة ، ولا مواتية لمدّ أواصر أخرى غير أواصر الهمْ العام ، ثم هجمت علينا جيوش الظلام بكالح طالعها، وحاولت الأيدى الآثمة طمر هذا "الحِس" العام ، وما نجحت ، تشتّت الناس قليلاً ، لكنهم لم يتفرقوا "أيدى سبأ" كما توهّم التتار ، فقد كان من "حسنات" الطامة أن قويت الوشائج ، وجمّعت المصائب ... "المصابينا" ، برغم قرآءات مسيلمتهم ، وسُجاحهم . الان أعرف اكثر أىّ "أمّةٍ" أخذ الموت ، لكنه ما أخذ عبقها ، ولا شعاعها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
فى المشفى الذى عرج منه إلى ملكوت الموت ، سأل عامل الإستقبال عمّن يكون الرجل ، أهو (شيخ طريقة) ، أم هو زعيمٌ سياسى ، هل هو رجل رياضة ، أم هو رجل صناعة ، هل هو مسيحىٌ ، أم هو مسلمٌ ، فمن ملاحظة أعداد ، أنواع وأنماط من زاروه طفق يعمل ذهنه لتحديد ماهية الرجل ، فما نجح ، ... أو قد نجح ، فقد كان عابدين كل هذا ، ولا ذاك ، كان رجل دين ، وكان رجل سياسة ، كان رجل صناعة ، وكان رجل رياضة ، وقد كان حتماً شيخ طريقة ، طريقةٍ متفرّدةً لحب الناس ، كل الناس ، صغاراً كانوا أوكبارا ، نساءً كنّ أم رجالا ، مسلمين كانوا ، أم مسيحيين ، بشر ذوى سحنات ولهجات ، ومشارب مختلفة ، لا يجمع بينهم إلآ حب الرجل ، وحب ما أحبّ الرجل ، الرجل الأمّة - زين العابِدين صديق البشير - .
طِبت فى الموت ، وفى الحياة يا عابدين ، طِبت فى حضورك بما غرسته من حب فى تربة كل الناس ، وطِبت فى غيابك ، بما وجبت لك من محبة الناس ، ومن لهجهم بطيب ذكراك ، وبما يتبادلونه الان فى (حضرة) غيابك من مشاعر اللوعة والأسى على رحيلك الباكر ، أحبوك وقتها ، ويحبونك الان ، لأنك لم تذهب ، ولم تمت ، فكيف يموت الذى كان فى مثل عبقك ، كيف تموت سيرةٌ عطرة لأزكى إنسان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
إلتحق بمدرسة (مروي الثانوية العليا) متقدما صفوف طلابها بما جُبِل عليه من صفات وقدرات ، أضافت الأيام لها المزيد من الصقل وشحذِ الهمّة ، وفى مروى الثانوية ، وجد ما يعتمل فى صدر الصبى من حبٍ فطرىٍ للخير ، ولنجدة ومساعدة الاخرين مسرباً طبيعياً ، ومصبّاً بديهياً لطالما حلم به الصبى الذى يخطو الان نحو عتبات الشباب ، لم يكن ذلك المسرب سوى إنضمامه للحزب الشيوعى السودانى ، والذى كان يمثّل وقتها وجدان ونبض الجماهير ، و (نفّاج) الولوج لساحات العمل العام ، والإنحياز إلى قضايا جوهرية ، قضايا تتجاوز كتابة الشعر والقصة ، والتى راودت صبيّنا عن نفسه زمناً طويلاً ، إلى قضايا كتابة مصير أمةٍ ترزح تحت نير أمراض الحكم ، الفقر والجوع والمرض .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: خالد ماسا)
|
Quote: حاضرة فىّ المرات التى قابلت فيها عابدين ، زرته مرارا فى مكتبه بشارع الجامعة ،كما زرته بمكتبه فى كسلا . استحضر صوته الهادئ ومودته التى لايخطئها القلب . ومع تلك الذكرى وذاك الغياب وجائع عميقة تسرى وتمتد فى وطن كان عابدين يأمل له فى شفاء . لآ ادرى ما نفع كلماتى؟ وهنالك العديد من الاصدقاء ينهشهم نفس المى . لن يكون الموت اليفا مهما تكررت مشاهده . فجعت فى كثير من الصحاب والاهل و لكل طعم من الفقد متميزفى مرارته ، ولعابدين من ذاك التفرد . لكنهم موجودون ... بصيغة أخرى ... وتحضرنى كلمات صديقى سيداحمد بلال فى "هذا الولى مسموح بزيارته " : أتيتك مطلق التصنيف مسكوناً بكل خريف لو يتحدّرالمجرى ويلفظنى أعود بصيغة أخرى محاذاة لشلالات قلبى يدخل الانسان: صوت ما وأغنية وفاجعة وتنويع من الاسماء مفاجأة من الصحراء للصحراء . لاسرته ، ولكم جميعا التعازى والمودة. أم الخير كمبال – امريكا / كالفورنيا
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
طـــــــق خاااااص
يابا مع السلامة يا سكة سلامة
في الحزن المطير
يا كالنخلة هامة
قامة واستقامة
هيبة مع البساطة
اصدق ما يكون
راحة ايديك تماماً متل الضفتين
ضلك كم ترامى حضناً لليتامى
خبزاً للذين هم لا يملكون
بنفس البساطة والهمس الحنون
ترحل يا حبيبي من باب الحياة لباب المنون
روحك كالحمامة بترفرف هناك
كم سيرة وسريرا من حولك ضراك
والناس الذين خليتم وراك
وعيونم حزينة بتبلل ثراك
ابواب المدينة بتسلم عليك
والشارع يتاوق يتنفس هواك
يا حليلك حليلك يا حليل الحكاوي
تتونس كانك يوم ما كنت ناوي
تجمع لم تفرق بين الناس تساوي
نارك ما بتحرق ما بتشد تلاوي
ما بتحب تفرق من جيبك تداوي
الحلم الجماعي والعدل اجتماعي والروح السماوي
والحب الكبير
في الزمن المكندك والحزن الاضافي
جينا نقول نفرق نجي نلقاه مافي
لا سافر مشرق لافتران وغافي
وين عمي البطرق جواي القوافي
يا كرسيه وسريرو هل ما زلت دافي
يا مرتبتو امكن في مكتبتو قاعد يقرا وزهنو صافي
يا تلك الترامس وينو الصوتو هامس
كالمترار يساسق يمشي كما الحفيف
كم في الذهن عالق ثرثرة المعالق والشاي اللطيف
تصطف الكبابي اجمل من صبايا
بينات الروابي والضل الوريف
احمر زاهي باهي يلفت انتباهي
هل سكر زيادة ام سكر خفيف
ينده للبنية يديها الحلاوة
والخاطر يطيب
يدخل جنو منو محبوب الشقاوة
يستنى النصيب
الدفو والنداوة السنا والعبير
كالغزلان هناك في الوادي الخصيب
حيث الموية عذبة والغصن الرطيب
كم تحت المخدة اكتر من مودة
للجنا والغريب
عش وعشب اخضر جدول من حليب
يابا ابوي يا يابا
الشمس البتطلع بلت منو ريقا
والنجمة البتسطع فيه تشوف بريقا
الندى في حركتو يطفيها الحريقة
ننهل من بركتو زي شيخ الطريقة
شاييهو وطرقتو والايدي الصديقة
يلا نسد فرقتو حب الناس درقتو
يا موت لو تركتو مننا قد سرقتو
كنا نقول ده وقتو لكنك حقيقة
النفاجو فاتح ما بين دين ودين
نفحة محمدية دفئاً كالضريح
ميضنة كم تلالي جيداً في الليالي
مجداً في الاعالي
مريم والمسيح
قلباً نبضو واصل ما بين جيل جيل
ما بين كان وحاصل او ما قد يكون
ما بتشوف فواصل الا الذكريات
وآلام المفاصل بعضاً من شجون
يابا مع السلامة يا سكة سلامة في الحزن المطير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
Quote: صدّقنى أنا أمبارح شفتو ...... |
طــق خاااااص
الوريف عبد الله ..
ومن منا لم يراه ..
انا شفتو في " حبات التمر " ...
انا شفتو في دموع الامهات ..
كان بيأشر لي " صديق صلاح "
كان بيكلم " محمد صلاح " .. عندو ونسة مع " ايهاب بلنجة "
شفتو في بكاء الكبار ..
شفتو في " الحزن الشيوعي " وفقدان الرفاق ..
شفتو في الحضور الكبير..
صدقني لم اتمالك نفسي .. هربت ..هربت بعيدا بعيدا عن الناس .. في المساحة خلف الصيوان الكبير
وبكيت .. تلفت حولي وجدت الكثيرين هربو ليبكو في نفس المكان ..
انحنا بيكم بنبقي .. ابونا حي ما مات ..شكرا ليكم .. عندما قالها ابنة صديق مزقتني الكلمات ..
مزقت الحضور ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الحزن المطير
يا كالنخلة هامة
قامة واستقامة
هيبة مع البساطة
اصدق ما يكون
راحة ايديك تماماً متل الضفتين
ضلك كم ترامى حضناً لليتامى
خبزاً للذين هم لا يملكون
بنفس البساطة والهمس الحنون
ترحل يا حبيبي من باب الحياة لباب المنون
روحك كالحمامة بترفرف هناك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 9 ينايــر ، لـيلة الوفـاء والعِرفـان للراحـل عابديــن صــديق ... (Re: خالد ماسا)
|
Quote: وبكيت .. تلفت حولي وجدت الكثيرين هربو ليبكو في نفس المكان .. |
.
يا لقلبك يا خالد، ويا لقلوب كلّ من هرب باكياً، فبرغم غمامة الحزن، كان هناك ما يشبه الفرح ، فرح رؤية كمّ الحب الذى ملأ تلك الساحة، على بعد خطوات من "نافورة" الحب والعطاء . كانت ليلة جميلة، لم أشاهد مثلها منذ أمدٍ بعيد، لا فى عدد الناس، ولا فى "نوع" من أمّوها مقدّمين باقات العرفان والولاء لسيرة هامة فارعة، لسيرة عابدين صديق، فشكراً لكم، شكراً لكل من أعاد لقلبى وجيب الوفاء والعرفان فى زمن الجحود الأكبر هذا .
سلامٌ على كل قلبٍ هفا ليلتها .
| |
|
|
|
|
|
|
|