"الحج العقلي" في مشاكل حزب الأمة: من صحيفة صوت الأمة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 11:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-28-2007, 03:19 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"الحج العقلي" في مشاكل حزب الأمة: من صحيفة صوت الأمة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم

    "الحج العقلي" في مشاكل حزب الأمة

    دار جدل حول خط صحيفة صوت الأمة و حول بعض الانتقادات من بعض الاقلام الشابة ومن الضروري ان نتفهم اننا في عصر المعلومة والعولمة والشفافية وعندما نبحث في علاج قضايا شائكة كقضايا مجتمعنا فلابد ان نتناول الامور بشكل ممتليء ساقيه بالوضوح. فعندما نحلل اي مشكلة لا يجب اختزال المشكلة وتحليلها بطريقة تخلق مشكلة اخرى واي تشخيص خاطيء يولد علاج خاطيء. فبالنسبة للانتقادات التي وجهت لرئيس حزب الأمة فيجب أن نعطيه حقه في الجانبين السلبي والايجابي وذلك من اجل الاستفادة من الاخطاء وتصحيحها وليس من اجل التقليل من قيمة اي فرد. هذه ميزة جديدة وشيء حديث نسبياً في حزب الأمة ان ينتقد حزب الأمة في صحيفة صوت الأمة انه لامر جديد حقاً ويرجع الدور لرئيس تحرير الصحيفة والطاقم الاداري والفني الذي يعمل فيه و للكوادر الشابة التي بادرت بفتح كل الملفات مما يشجع ويعطي امل بان المستقبل سوف يكون مختلفا وذلك لان اي شيء الآن اصبح مختلفا ومتخلفاً في بعض الاحيان.
    المشكلة ليست في الحبيب الصادق المهدي لوحده ولكن تركيبة الحزب وطريقة تشكله تاريخيا والخلفية التي انبثق منها والواقع المجتمعي كلها عوامل ساعدت الحبيب الصادق المهدي في ان يقود الحزب كل هذه السنوات، المحك في انه اذا نجح حزب الامة في تحقيق اكثرية مريحة في الانتخابات القادمة فهذا يعني ان الجماهير تؤيد سياسات الحزب وخطه وطريقة ادارته وان الحزب بخير اما اذا تعرض الحزب لنكسة في الانتخابات فهذا يفتح الباب كبيرا للتغيير وليس التغير الذي ياتي في شكل تطور طبيعي.
    اختزال المشكلة كلها في شخص الحبيب الصادق المهدي خطأ واختزال كل الخطأ في الجماهير خطأ، بلا شك فقد ساهم الحبيب الصادق المهدي كثيرا في الجرعة الفكرية للحزب وحول الحزب وفتحه للشباب والطلاب وهذا شيء جديد وحديث نسبياً واصبحت هناك حيوية فكرية وسياسية .فقد وهبه الله قدرات كبيرة وحركة فكرية وسياسية كبيرة لم تتوفر لاحد من رصفاءه ولا ينبغي ان يكون ذلك عيب بل ميزة تضاف للحزب ولا ينبغي ان تكون خصما عليه، فلنقارن حزب الامة بزميله الاتحادي ونفكر في الامر ونتدبر او حتى بالشيوعي او الجبهة.
    تصوري للنهضة الحزبية والإصلاح الحزبي أن يبدأ من اسفل الى اعلى وقد طرحت ذلك في ورقة وقلت اي تصور انقلابي لعزل اي فرد ومهما كان وحتى لو كان الرئيس فسوف لن تحل المشكلة، فلو استقال الحبيب الصادق المهدي اليوم هل سوف تحل مشاكل حزب الأمة الاجابة..لا كبيرة.. اي تعجل وتشنج للنظر في امر التغيير فسوف لن يأتي باي نتيجة. العمل الحزبي يحتاج الى صبر والى نفس طويل ومهمتنا ان نبث الوعي في اوصال جماهيرنا وشبابنا ونترك الخيار لهم لكي يختاروا. لذلك ادعو لتشخيص المشكلة مصحوبة بالواقع المجتمعي والاقتصادي والتاريخ والجغرافيا لانه عندما يكون عندنا تشخيص سليم للمشاكل نستطيع ان نقدم حلول سليمة.
    الاصلاح الحزبي ينبغي ان يتم عن طريق المؤتمر العام فاذا استطعنا ان نكون اجهزة فاعلة ومؤسسات قوية فمنصب الرئيس أو الأمين العام فسوف لن يكون ذا اهمية كبرى كما نرى في الدول المتقدمة ولكن المساءل تحتاج إلى وقت، ما ينطبق على الحبيب الصادق المهدي فسوف لن ينطبق على شخص غيره، واعتقد ان حزب الامة في المستقبل سوف يتجه لخلق تحالف كبير ما بين المزارعين والعمال والطلاب والخريجين ابناء المزارعين والرعاة والعمال فهم الاغلبية في الحزب، وتشكيل رؤية حزبية وسياسات حزبية تعبر عن مصالحهم. لذلك تأتي اهمية المؤتمر العام هنا ولا ينبغي ان نترك المؤتمر ان يكون عرضة للاختطاف من اي جهة بل هي مهمة الكادر الواعي في المناطق المختلفة ان يتحرك ويساهم في تكوين الرؤية التي تعبر عن مناطقهم ومشاكل اهلهم. حسب قرار اللجنة المركزية كان ينبغي ان يقوم المؤتمر العام قبل نهاية العام الحالي ولكن تأخر الوقت، لذلك علينا اكمال وتنفيذ قرارات اللجنة المركزية الاخيرة، وعلينا ايضاً ارجاع كل التيارات والشخصيات التي خرجت عن الحزب تحت دعاوى مختلفة اذا رغبت في العودة، واجراء مصالحات داخلية شاملة وحتى يقوم المؤتمر العام في جو صحي وحتى تساهم كل التيارات في ادخال رؤاها وحتى تقول الجماهير كلمتها النهائية وهي صاحبة الكلمة.
    ايضا لا يجب ان نسمح لاي جهة ان تكتب برنامج الحزب وينبغي ان ينبع البرنامج من الجماهير وممثلي الجماهير في المؤتمر والآن هناك عدد كبير من الكوادر والشباب يكتبون ويفكرون، وغير صحيح ان الحبيب الصادق المهدي هو وحده الذي يكتب ولكن ربما لانه رئيس الحزب وتجد كتابته رواجا فمثلا هناك شخص مثل المرحوم الدكتور فضل الله على فضل الله فقد قدم طرح فكري كبير ومهم ومنطلقا من نفس الرؤية، ايضا هناك اخرين امثال الاحباب عبد الرسول النور وابراهيم الامين د. عبد الله قسم السيد ود. فيصل عبد الرحمن علي طه والحارث ادريس الحارث وغيرهم كثر من الكوادر الذين قدموا اوراق حزبية ومساهمات فكرية ناضجة والالاف من الخريجين وحملة الشهادات العليا. المشكلة ليست في الحبيب الصادق المهدي وحده ولكن اخشى على الحزب من رئيس يقود الحزب في اتجاه جهوي او عشائري او قبلي وعلى الاقل الحبيب الصادق المهدي بعيد عن ذلك وهذا خوف مشروع في ظل الاثنية التي تمسك بتلابيب الوطن هذه الايام.
    لذلك علينا ان ننظر في المشاكل الاخرى وننظر للتاريخ وحتى تكون عندنا رؤية كاملة لمشاكل الحزب ومن ثم ايجاد البدائل المعقولة وبشكل غير انقلابي وبعمل سياسي استراتيجي عن طريق الجماهير وبالانتخاب وعبر الآلية الشرعية المؤتمر العام. اي محاولات للقفز فوق الواقع فسوف لن تنجح لذلك يجب ان نكون ديمقراطيين ونحترم حق الجماهير في اختيارها وفي نفس الوقت ننتقد رئيس الحزب وايضا يجب ان نعطيه حقه فيما قام به من مجهود في الجوانب التي حقق فيها اشراقات. ما نريده هو التوازن والوسطية والعقلانية والشفافية. هنالك من يعارض مثل هذه الكتابات التي تتحدث عن مشاكل الحزب وهذا شيء طبيعي بين اي تيارين. المحافظ التقليدي الذي يرى ان يظل الحال كما هو عليه وليس بالامكان ابدع مما كان والتيارات الحديثة التي تتطلع للتغيير والبحث عن اوضاع افضل لاهلنا ولجماهيرنا الذين انتظرونا كثيراً ولكننا لم نحضر ولم نقدم لهم شيء وهذا منطق دخولنا العمل السياسي. فليواصل الشباب كتاباتهم ولا يجب ان يخافوا من اي شيء واي حركة تصحيح سوف تاخذ وقت كبير وربما نترك الامر للاجيال القادمة لاكمال المشوار والمهم هذا نوع من الحج العقلي او كما قال ابو حيان التوحيدي "الحج العقلي اذا ضاق الفضاء إلى الحج الشرعي"..

    نقلا عن صوت الأمة: المساحة الاسبوعية "زورق الحقيقة"
                  

12-28-2007, 05:04 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "الحج العقلي" في مشاكل حزب الأمة: من صحيفة صوت الأمة (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    الصديق أبوهريرة

    تحياتي

    تجدني فرحا بهذه الكتابة الراتبة التي ابتدرتها وأنت أهل لهذه النقلة التي نأمل أن تتواصل وظني أن قلمك يستحق أن يجد موضعه الطبيعي وسط كتاب الصحف ، عموما تجدني متفقا حول بعض مضمون ما طرحت هنا وأشاركك بهذه المقالة التي نشرتها بالصحافة عن صوت الامة بأمل أن تسهم في النقاش:

    أخوك صلاح

    Quote:

    صوت الامة: السودان للسودانيين

    عادت إلى الصدور صحيفة "صوت الأمة" بعد ما يقارب عقدين من الزمان تجمد فيهما الرأي على الاتجاه الواحد. ومن على البعد نهنئ أختنا الاستاذة رباح الصادق وصديقنا الأستاذ صلاح عووضة الذي يرأس تحريرها وحوله شباب من الصحافيين يريدون أن يتابعوا الخبر الصادق ويستطلعوا الآراء المفيدة ويحققوا في القضايا والمشاكل التي تهم المواطنين ويفتحوا المجال لشكاوي الناس التي تهم ويعرضوا إنات وآهات المواطنين في واقع مليئ بكل الظلامات.
    صحيفة صوت الامة إذ تعود فإنها حتما ستفتقد الاستاذ سيد أحمد خليفة وعثمان علي نور وحسن أحمد الحسن وصديق بولاد والنور جادين ومحمد دفع الله وجعفر الريابي وعيسى السراج وداؤد مصطفى وإخلاص نمر وصلاح جلال وآخرين رفدوها بعطائهم الصحفي في الفترة الديمقراطية الاخيرة وجعلوها صوتا للحزب في ظروف إمكانيات شحيحة برغم أن الحزب كان قد إمتلك كل البلد ديمقراطيا ولعل هذا هو الفرق بين العهد الديمقراطي والشمولي، وهو الفرق بين أمانة الحاكم المنتخب والشكوك في ذمة الحاكم الذي يستلب ارادة الناس بليل.
    صحيح أن الصحيفة لم تكن قد فاقت صحف الاتجاه الاسلامي في التوزيع ولم تصل إلي مرحلة من الاتقان الصحفي الذي يوازي ايام بشير محمد سعيد أو خرطوم فضل الله محمد أو سوداني محجوب عروة ولكن كان مشهود لكل محرريها وكتابها بلتجربة المضمخة والحرفية العالية والمذكورون عاليه أصبحوا رموزا في الصحافة والعمل العام. ورحم الله استاذنا عصمان على نور والذي كان سكرتير تحريرها حيث يلعب حلقة الوصل بين المحررين والخطاطين والمصمميين وعمال المطبعة وكان يؤدي وظيفته بكل إتقان ويحف كل هذا الطاقم بمشاعر الابوة والاخوة.
    لقد قرأت ما سطره الاستاذ محمد عيسى عليو عن صحيفة "صوت الامة" والذي أعطانا صورة عامة عن زيارته لمكاتب الصحيفة وفرحت لما وصفه بالمؤسسية التي صاحبت الصحيفة العائدة للصدور، ولعل هذه المؤسسية ستمهد لها المنافسة في سوق الصحافة والذي أصبح تواجد الصحيفة فيه مرتبطا بالاعلان الحكومي أكثر من إرتباطها بالخدمة التحريرية التي تقدمها للقراء. فضلا عن ذلك فإن الاعلانات الحكومية صارت بسبب رضا الحاكم بالصحيفة أو عدمه عاملا جديدا في إستمرارية الصحافة السودانية، وهذا الوضع الشائه يهدد فاعليتها ويشل دورها في التغيير، بغير أنه يجعلها مجالا للاستقطاب الحكومي الحزبي ولقد ماتت من قبل صحيفة "الاضواء" الرصينة والشجاعة بسبب موقفها المبدئي تجاه الجماهير، وهو الموقف الذي حجب عنها الاعلان، وعاني المحررون أثناء صدورها وبعد توقفها من الحصول على مرتباتهم وحقوقهم المادية ولم يجدوا الجهة التي تعيد لهم حقوقهم وذلك ما يطرح السؤال حول سبب وجود اتحاد للصحافيين في حال وقوفه في خانة الحياد بين المخدم الثري والمحرر المظلوم.
    كان يمكن لصحيفة "صوت الامة" أن تكون أكثر الصحف تطورا في الفترة الديمقراطية إذا إنحاز وكلاء الوزرارات أو مكاتب الاعلام فيها وقاموا بمدها إعلانيا..طمعا في ترقية من قبل رئيس الحزب أو وزراء الحزب ولكن لم يكن هذا متاحا في النظام الديمقراطي الذي به من الكوابح للوزراء الحزبيين ما يجعلهم بمنأى عن تشنيع صحف الاسلاميين بهم آنذاك، وهي الصحف التي كانت تنشر أخبارا للفساد في الحكومة الديمقراطية الاخيرة. على أنه لا ندري ما هو المشين فسادا في وضع الحكومة الحالية حتى ينشره رؤساء تحرير تلك الصحف وبعضهم يستمد إستمرارية صحيفته الآن من الاعلان الحكومي..؟.
    إن صدور صحف حزبية مثل "الميدان" و"صوت الامة" دلالة قوية على سعي الاحزاب لانتزاع حقوقها كاملة غير منقوصة من هذا الوضع الذي عمل لتمزيقها إربا إربا، كما أن هذا الصدور يتيح المجال للكادرات الحزبية للتدرب على فنون العمل الصحفي والاعلامي الذي ظل طوال العقدين الماضيين حكرا على كوادر الاتجاه الاسلامي.
    ومن ناحية أخرى يدل هذا الصنيع على إهمية توسيع دائرة الوعى السياسي بالقضايا التي تهم المواطنين، ولعل ما يفرح أكثر أن الميدان قد طرحت صفحاتها لغيرالمنتميين للحزب ومن خلال الاعداد التي نراها في نظام الـ FPD وجدنا أن المحررين غطوا كل القضايا التي تهم المواطنين وحاوروا كل ألوان الطيف السياسي دون التقيد بمحاورة قيادات الحزب فقط وبدا أن جيل الصحافيين الجدد في الميدان يتوق إلى الاعتراف بالآخر ومد جسور الحوار معه والتخفيف من غلواء النظرة الحزبية الضيقة التي راكمتها التجربة الحزبية السودانية. إضافة إلى ذلك بدت الميدان أكثر إهتماما بالتبويب والاخراج الصحفيين والطباعة كذلك مقارنة بوضعها في العهد الديمقراطي ونلحظ إنفتاحها على كتاب جدد لا نملك إلا التمتع بحرفهم الاخضر.
    من خلال ما قرأت للاستاذ عليوة وجدته يقول "إن (صوت الأمة) الجديدة جريدة مستقلة وذات رسالة قومية، فهي تعبّر عن كل الأمة السودانية، كلٌّ يدلي بدلوه، والهدف من ذلك أن يميّز القارئ السوداني ما بين هذا الطرح أو ذاك. فمهمة الجريدة هي تقريب وجهات النظر للقارئ الكريم، فهي كالمنظار المكبّر أو المنظار المقرّب في نفس الوقت.. وفي اعتقادي أن الساحة السودانية محتاجة لأكثر من صحيفة، لاسيما القراء الذين لم تشبع رغباتهم الصحف السيّارة يومياً وما أكثر هؤلاء القراء"
    هذا أمر جميل وطيب أن يدرك الاخوة بصحيفة "صوت الامة" إهمية إستقلاليتها وكما قال الاستاذ عليوة فإن واجب الصحيفة هو أن تقرب وجهات النظر بين السواد الاعظم مثلها مثل الصحف المستقلة خصوصا وأن تجربة الصحافة الحزبية في الفترة الديمقراطية الاخيرة، خصوصا صحف الاتجاه الاسلامي، لعبت دورا في إذكاء الغلواء الحزبي وعجزت أن تجمع السودانيين على التوحد أمام مهددات الديمقراطية التي كانت تضعف من رصيدها. كما شاهدنا أن عددا كبيرا من القراء الذين ينتمون للاحزاب لا يسهمون في شراء صحف احزابهم بل وجدناهم يفضلون قراءة الصحف المستقلة لكونها أكثر كفاءة في تغطية الاحداث السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية ولتعدد كتابها المستقلين المحترفين، فالصحيفة الحزبية ولكونها كانت تنظر للاحداث من زاوية واحدة لا تتيح للقارئ المتحزب وغير المتحزب كل وجهات النظر، فوقا عن ذلك فإن المحررين في الصحف المستقلة ولكونهم مستقلون يرسمون صورة بانوراميا صادقة في كتاباتهم ولا يتتقيدون برغبات رئيس التحرير المسؤول أمام رئيس الحزب والذي يحفه الرقيب الحزبي .فالصحفي المستقل يدخل دور كل الاحزاب ويلتقي بكل الحزبيين ليقدم خدمة صحفية لجملة القراء ولا يجد توبيخا من مدير إدارة الاخبار أو رئيس قسم التحقيقات بسبب إلتقاءه وزير اتحادي أو عضو برلماني اسلامي أو شخصية شيوعية نافذة.
    إن الشئ الآخر الذي يقلل من إهمية الصحيفة الحزبية المتقيدة ببرنامج الحزب ونشاطاته هو أنها تحدد نوعية قرائها منذ العدد الاول في الوقت الذي تحتاج فكرة الحزب وليس الصحيفة أن تتمدد وسط الناس حتى تتزايد عضويته، فكيف تقطع الصحيفة الحزبية مع إهتمامات من لم ينتمون إليها وتضع "فاصلا صحافيا" بينهم والحزب..؟ ثم كيف توصل الصحيفة أهداف الحزب لأكبر قطاع ما دام القراء أصلا حزبيون وبينما أن خطتها التحريرية حجبت كل شئ يستقطب القارئ غير الحزبي..؟
    التصور القديم للصحيفة الحزبية الملتزمة بخط الحزب لدرجة أن محرريها وكتابها هم الذين ينتمون إليه يشبه إلى حد بعيد الصحف الحكومية والتي اصبحت جزء اصيلا من التاريخ في العالم كله، والحمد لله أن تجربة الانقاذ مع صحفها الحكومية أبانت لنا أن لا شئ يقتل الصحافة إلا الترعرع في ظل وجود ما نسميه بالرقيب، سياسيا كان أم إجتماعيا أم دينيا أم إقتصاديا.. فالصحافي لا يحتاج إلى كل هذه التابوهات التي خلقتها المصالح الذاتية، فالصحافي يملك ضميره والضمير هو الذي يقيده أكثر من كل المقيدات الاجتماعية وحتى إن تجاوزها فإن في الصحيفة متسعا من المساحات للتصحيح من قبل الذين يرون أن الصحافي تعدى على المقدس أو إحتقر تراث الامة الاجتماعي أو فتح صحيقته للابتذال الشخصي.
    إن الصحافة الحرة هي أكثر الصحافات صونا لمصالح المجتمع لأنها تعبر عن جماع الكل ولا تقتصر خدمتها على فكرة سياسية واحدة لا تريد مراجعتها..الصحافي الحر هو الاقوي في الدفاع عن مكتسبات شعبه.. وهو الاوفى لامته ما دام أنه لا يمالي الديكتاتور ,, وهو الاوفر وعيا ما دام أن تجربة صحيفته الراسخة تعطيه الفرصة للاستفادة من خبرة الاجيال السابقة حتى لا يفشل ..وهو الاصدق في تعبيره ما دام أن لا أحدا يفرض عليه أمرا أو يوجهه نحو خدمة ما.
    إن الصحافة الحكومية هي لسان حال الحاكم العاجز عن المجئ للسلطة عن طريق الصندوق الانتخابي ولذلك فإن الفكرة في الاساس هو تاسيس صحيفة تدافع عن سلطانه وتحمي الفكر الحر من العبور عبرها، ولذلك اصيبت التجربة في سودان الانقاذ بالفشل ليس ذلك فحسب فهي لم تخلق صحافيا شريفا ولا تراثا من الصحافة يعتد به.
    إن ما يسر المرء هو أن السيد الصادق المهدي رئيس حزب الامة من الكتاب المرموقين وله إسهاماته المعتبرة في حقل الكتابة وهو يدرك قبل غيره أن لا كتابة حرة في ظل صحافة مؤطرة بخطوط حمراء وأن لا صحيفة فاعلة إذا تم رسم سياسة حزبية أكثر من كونها مهنية لكادر صحيفة "صوت الامة" والذي في قمته صحافي عركته التجربة ويدرك كيف يصنع النجاح، هذا بغير مواقفه الوطنية المشرفة طوال عمله في الصحف التي مر بها، ولهذا نأمل أن يرفع اهل الحزب أيديهم عن الصحيفة ما دام قد وثقوا فيه ويهيئوا له الفرصة لتنفيذ خطته التحريرية كاملة وألا يكثروا من الملاحظات التي تخلق حساسية لرؤساء التحرير على أن يتركوا أمر تقييم الصحيفة بعد إنقضاء عام على الاقل.
    أقول هذا وفي ذهني تجارب صحفية عديدة خضتها وبدا لي أن أصحاب الرساميل الصحفية يستعجلون النجاح وأحيانا يتدخلون في خطة التحرير ويلاحقون رئيس التحرير بالملاحظات اليومية والتي ; والتي كثيرا ما تزحمه وحينما تتزايد الضغوطات عليه يتنازل عن تطبيق خطته، ثم يفشل المشروع برمته ويخسر الصحافي وصاحب راس المال معا. على كل حال مرحبا بصدور "صوت الامة" ولتكن صوتا ضد البؤس وبراحا لكل السودانيين ومجالا للامل.




                  

12-28-2007, 02:25 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "الحج العقلي" في مشاكل حزب الأمة: من صحيفة صوت الأمة (Re: صلاح شعيب)

    الشكر لك اخي صلاح شعيب والمقال بلا شك رائع واشكرك على التشجيع
    هذا هو اول مقال افتتاحي لي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    "زورق الحقيقة"

    أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم - واشنطن

    يا مرحى فقد انطلق العدد الأول من صوت الأمة والذي نأمل أن يكون صوتاً للأمة جمعاء، صوت للعقل، للحقيقة، للديمقراطية والحرية. يجيء هذا العدد مع ذكرى أكتوبر وما ادراك ما أكتوبر، فيجب أن نستلهم روح اكتوبر وحتى تكون صحيفتنا ذات ملامح أكتوبرية، تكوي جبهة الظلم، تفتح افاق الحرية، وترفع اذان الحق في ربوع الوطن العزيز.

    تجيء صوت الأمة تجرجر صفحاتها، وتجيء ذكرى اكتوبر تجرجر اذيالها وما بين الأمة وصوتها واهلها، واكتوبر وشعاراتها تكمن معاني الحرية، والنضال من اجل الحرية، انها علاقة من نوع غريب، علاقة تستلهم روح نضالات الوطن منذ المهدي وإلى المهدي الذي ما زال يبحث عن حل لقضايا البلد يستلهم روح اكتوبر ولكن هيهات فقد ادلهم الخطر، وبات امر الوطن يبحث في اي مكان خارج الوطن إلا في الوطن، انها لعنة الشعارات، وقصر النظر السياسي الذي اورد الوطن مورد الهلاك، حيث اصبحت الرماح كاشطان بئر في لبان السودان، الكل يسنن رماحه بمسنن الجهوية والاقليمية وضاعت الافكار القومية في الوسط، ولا تعترف الحكومة الا بالرماح، تغفل رماح الحقيقة، تغلق العقل وتقفله ولا تتفاوض الا مع اصحاب الرماح، ولكننا نسنن رمح الكلمة عبر صوت الأمة من اجل طعن قلب الجهل وطعن الشمولية في خاصرتها.

    كان درس اكتوبر درساً قاسياً للشموليين، حيث علم الشعب السوداني الشعوب قاطبة ان ظلام الشمولية البهيم سوف يشقه فجراً يحمل ديمقراطية بيضاء ولو كره الشموليون، تتعدد الشموليات والبحث عن الحرية والنضال في سبيلها واحد هكذا علمنا الشعب. لذلك مهما طال الزمن فإن الحرية قادمة والسودانيون قادمون في سبيل حريتهم التي سلبت بليل.

    ينبغي أن تكون صوت الأمة صوت للاستنارة، تنبذ الخرافة وتعتمد على المعرفة الحقيقية وتجمع المعلومات الحقيقية وتحللها وتعرضها على الشعب، ولابد أن تكون صوتاً للوعي واكساب الوعي لشعبنا والهامه وتذكيره ببطولاته وثوراته منذ المهدي والى أكتوبر وأبريل ومازال الحبل على القارب. لذلك ربط اصدار العدد الأول بذكرى أكتوبر يحمل بشارة خير لاهل السودان. لابد من ابراز اصوات الريف فيها واصوات المزارعين والعمال والجوعى والمرضى وقضاياهم، فعندما نقول صوت الأمة يجب ان نهتم بكل قضايا الامة بكل تنوعها وتعقيداتها، لا ينبغي أن تكون صوت لاهل الوصاية والدعاية الزائفة واصحاب الاجندة الخاصة لتلميع الذات، يجب أن تكون صوتاً للشعب كله وقضاياه الحقيقية كلها، يجب أن نحاور الزراع والصناع والطلاب وبسطاء الناس وحتى نعرف همومهم الحقيقية وعكس ذلك بشكل علمي، علينا أن نقوم باحصاءات واستقصاءات علمية وايراد الاحصاءات والمعلومات والبيانات من مصادرها الحقيقية، فالمعارضة يجب أن تكون بالحقائق وليست بالدعاية المجانية، نريد من صوت الأمة أن تكون صوت الحقيقة الأول يجلد الظلم على رأسه اينما وجده وفي اي مكان ومهما كان مصدره.

    تطل علينا ذكرى أكتوبر وصدور صوت الأمة والمشاكل تلتف حول الوطن التفاف السوار بالمعصم، اتفاقات متنوعة ومتعددة، شرقاً وغرباً وجنوباً ولا تنفيذ، وفي الوسط حيث على العقول اقفالها وحيث تصر السلطة على تفسيراتها لكل شيء وترفض الحل الشامل لكل شيء ولابد أن يرجع كل شيء لنار الحل القومي الشامل ولو كابر اهل السلطة انه درس التاريخ القريب البعيد فهل يتعلم اهل السلطة من التاريخ. انهم يغفلون تاريخ الوطن ويظنون ان كل شيء يبدأ منهم وينتهي عندهم.

    لا نريد أن نقتل الحروف لانها تموت حين تقال بلا مضمون ويجب أن تكون صوت الأمة كلها مضامين ويجب أن تورق اغصان الحرية فيها، وأن تقص جذور التخلف من الاعماق، نريدها أن تكون كعطر لصوت الديمقراطية يزاور "اكشاك" الصحف كل صباح لكل الشعب ولكل الاتجاهات، ويجب أن تكون زورق للحقيقة، فهي قد اطلت في ليلة هم وحشية جنونية تخنق الوطن. نقول انا ها هنا عائدون مع عظماء التاريخ، مع الذين فقدوا ارواحهم مهراً للحرية، مع الجوعى، مع الفقراء وقضاياهم، مع الطلاب، مع النساء، مع الريف، مع التنمية المتوازنة، عائدون نبعث نشيد الحرية ونردده مع الشعب وسوف نتذوق طعم النجاح ومهما طال السفر. سوف تطاردنا امطار اللاحرية خلف ابواب الشمولية ولكن يجب أن نصمد ونعرف ان درب الحرية طويل، وليله مدلهم، وطريقه وعر، وفي سبيل الحرية يجب أن نبذل التضحيات كلها، ونتحمل كل الاشواك التي تصادفنا في الطريق وإلى أن نصل إلى هدفنا السامي في انعتاق الشعب كل الشعب من الجهل والمرض والامية والشمولية.

    في الختام يجب أن نشكر الاخ صلاح الدين عووضة والطاقم الذي يعمل معه على تحملهم هذه المسئولية الكبيرة ووصيتنا الاولى لهم أن ينشروا الحقائق كما هي لما كما يراد لها أن تكون، ان ينشروا الحقيقة وأن يسلكوا مسلك علمي ومهني في الصحيفة، ووصيتنا الثانية لهم أن يهتموا بالوصية الأولى. هكذا تعلمنا ويجب أن نتعلم من التاريخ فهلا صنعنا تاريخاً جديداً عبر صوت الأمة والتي أن نأمل أن تكون صوت للأمة جمعاء وصوت للحرية والديمقراطية والعدالة والحقيقة. فالمساحة الاسبوعية التي سوف اكتب فيها سوف تكون بعنوان "زورق الحقيقة" لاني آمنت بذلك منذ يفاعتي بأن تكون الحقيقة والمعرفة والنهج الابستمولوجي هو طريقي وبدون مجاملة ومواربة، فهلا ركبنا جميعاً "زورق الحقيقة" وعبرنا به إلى ضفة الحرية الاخرى
                  

12-29-2007, 01:55 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "الحج العقلي" في مشاكل حزب الأمة: من صحيفة صوت الأمة (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    --
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de