|
|
 البيئة ليست ترفاً: من صوت الأمة
|
البيئة ليست ترفاً
أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم
سوف اتناول هذا الاسبوع موضوع البيئة وأهميتها وإهتمام الدول المتقدمة بها، فالبيئة لم تعد مجرد اشجار وبحار وانهار متدفقة بل اصبحت هي الكائن الحي الذي سوف يساعد الكائن الحي على العيش بسلام أو الإنقراض جراء التلاعب بالبيئة واهمالها لدرجة كبيرة وخاصة في دولنا المتخلفة.
البيئة والتغيرات المناخية وظاهرة الانبعاث الحراري هي مدار نقاش هذه الأيام في مؤتمر بالي وقد ذهب كل المهتمين للمشاركة في هذا المؤتمر وقد قامت الهند وباكستان وبنغلاديش بدور كبير في الضغط على الدول المتقدمة ولفت نظرها لمشاكل البيئة في العالم الثالث وحتى تقدم هذه الدول مساعدات نوعية وقد نجحت هذه الدول في ادخال تعديلات في البيان الختامي لصالح الدول النامية.
لقد حصل آل غور على جائزة نوبل لجهوده في مجال البيئة والمحافظة عليها وقد الف كتب عديدة وحاضر كثيراً للتذكير بموضوع البيئة والتغيرات المناخية وظاهرة الانبعاث الحراري ورعى انشطة متعددة في هذا المجال، فهذه هي بعض الميزات الجيدة لسياسي العالم الاول فبعد ان اكمل فترته كنائب للرئيس مع كلنتون وبعد ان ترشح ولم ينجح في الفوز في انتخابات الرئاسة حيث فاز عليه بوش تفرغ تماماً لقضية البيئة فقد حاول البعض ان يقنعه لكي يترشح مرة اخرى ولكنه رفض وقال انه يحب عمله هذا كثيراً وقد حقق فيه نجاحات كبيرة في غضون فترة وجيزة.
هل يتعلم ساستنا بأن يجيدوا اي عمل آخر غير "الدافوري" السياسي المباشر، هل تملك احزابنا جيمعها رؤية للبيئة والحفاظ عليها في السودان، هل هناك مناهج في مدارسنا لتعليم الاطفال كيفية المحافظة على البيئة فالسبب الرئيس للتصحر هو اهمال البيئة وحرق الاشجار واستخدامها في الطهي والبناء واشياء اخرى. لقد آن الاوان لكي يكون هناك برنامج متكامل للبيئة في برامج كل الأحزاب. انه عصر الحفاظ على البيئة فهلا تعلمنا ذلك وحتى نلحق روح العصر.
في امريكا مثلاً ترى الغزلان تجوب في الشوارع ففي المنطقة التي اسكن بها هناك تقرير عن منطقة فيرفاكس في ضاحية واشنطن العاصمة ان هناك حوالي 2000 غزالة تعرضت لحوادث طرق ودعا التقرير الاهالي للتدقيق في القيادة ومراعاة اماكن تلك الغزلان والرفق بها في القيادة. ايضا عندما تجد ثعبان في منزلك او بالقرب منه ما عليك الا الاتصال لكي تأتي جهة مسئولة لتحمله بعيدا ولكن لا يجب قتله ابدا وذلك من اجل التوازن الايكلوجي او التوازن البيئي. فقد تذكرت في بعض المناطق الزراعية ان الفئران تتوالد بكثرة بصورة غير معقولة وفي نفس الوقت فقد قام الأهالي بقتل كل ثعبان مر عن طريق الصدفة. وقد ادركت ان قتل الثعابين يسبب خلل في البيئة والمقابل له هو انتشار الفئران وتلك هم حكمة الخالق من خلق كل تلك المخلوقات لتعيش في الكون ووجودها لحكمة كبيرة. لقد لاحظت مدى الوعي بامر البيئة في الدول المتقدمة، فاذا قطعت شجرة لابد ان تزرع مكانها شجرة اخرى ولا يمكنك ان تقطع شجرة بدون اذن وايضا لاحظت اننا نسكن وسط غابات وبرغم انها مدن غاية في الروعة فالأشجار تحفها من كل النواحي.
لقد اعلنت الحركة الشعبية انها سوف تزرع مليون شجرة واتمنى ان يتواصل هذا المجهود وادعو ان تقوم كل الاحزاب والجمعيات والمنظمات التي تعمل في هذا المجال بتشجيع زراعة الأشجار من اجل خلق بيئة صحية ومناخ معافى وحتى نحارب ظاهرة التصحر والتغيرات المناخية التي بدأت تظهر في السنوات الاخيرة نتيجة لما يقوم به الانسان من اهمال للبيئة والتلاعب بها من اجل الحصول على ارباح بسيطة وقتية وبالمقابل نخلق مشكلة كبيرة لنا وللاجيال القادمة على المستوى البعيد.
اتمنى ان يكون عندنا سياسيين متخصصين في كل المجالات فالسياسة لم تعد مجرد تصريح في الصحف او الحديث في ندوة بل نحتاج إلى افراد متخصصين في المجالات المختلفة ويمكن ان نوكل لهم هذه الملفات وقد انتهى عصر الفرد الاوحد الذي يعرف كل شيء. ومن الضرورة بمكان ان تكون هناك ندوات واوراق عمل عن البيئة والتغيرات المناخية والايكولوجية ويجب ان يدرج موضوع البيئة في برامج واوراق الاحزاب وحتى تكون عندنا منظومة متكاملة لمعالجة المشاكل المختلفة ويمكن ربط ذلك بالتنمية الزراعية والصناعية وادراج قوانين تراعي البيئة فعند التشريع يجب وضع ضوابط للمصانع والمزارع والمباني وينبغي ان تراعى البيئة.
ابان فترة نميري وما بعدها قد تم التصديق لبعض الافراد بمشاريع كبيرة وبمساحات واسعة جدا وكانت هذه المشاريع غابات وقام اصحاب هذه المشاريع بقطع كل الاشجار وبدون ان يزرعوا اشجار مقابل تلك الاشجار التي اجتثوها وكانت النتيجة التصحر والرمال. كانت هذه المشاريع تمنح من اجل الترضيات السياسية وفي بعض الاحيان عن طريق الرشاوى والفساد لذلك ينبغي مراجعة عقود تلك المشاريع وتنظيمها بصورة تراعي البيئة والزام المزارعين باتباع نظام محدد وبدون ان نضر المزارعين وفي نفس الوقت نراعي امر البيئة. لانه على المستوى البعيد سوف لن تنتج هذه المشاريع اي شيء وسوف تصبح مجرد رمال وهذا ما حدث فقد كانت هناك كثير من المحاصيل تزرع في موسم الخريف في بعض المناطق ولكنها الآن لا تنجح على الاطلاق نتيجة للتغير والتغيير الايكولوجي الذي حدث في السنوات العشرين الاخيرة.
البيئة لم تعد مجرد ترف فكري وسياسي لسياسي العالم الاول بل اصبحت ضرورة وذلك من اجل حياتنا جميعاً بشر وشجر وحيوانات وبحار وانهار. علموا الاطفال الاهتمام بالبيئة علموهم غرس الاشجار شجعوهم على رعاية كل ما هو اخضر انشروا الخضرة تخضر حياتكم. اضغطوا على السياسيين اسئلوهم عن برامجهم في البيئة وعلاقتها بالزراعة والصناعة والحياة.. اغرسوا شجرة متى ما وجدتم فرصة فهو من سنتنا وسنة نبينا محمد "ص" قبل ان تكون موضوع سياسي.
من صوت الأمة: المساحة الاسبوعية "زروق الحقيقة"
|
|
 
|
|
|
|
ابوهريرة زين العابدين
اسعد الريفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست