|
الارقام لا تكذب:الميزانية (ضد) المواطن
|
Quote: الارقام لا تكذب:الميزانية (ضد) المواطن(الحلقة الأولى)
تحقيق: نزارعبد الماجد صحيفة السودانى
خلت ميزانية 2008 م من أي بند لصالح زيادة المرتبات، في الوقت الذي حوت بنودها زيادة في ضريبة القيمة المضافة من 12% إلى 15 % مما أدى لتصاعد الرفض لها شعبياً وبرلمانياً وإقتصادياً، وعلى النقيض من ذلك تم تخفيض ضريبة ارباح الاعمال النصف تماماً(من 30% إلى 15%) وضريبة ايجار العقارات لـ(10%) وفرضت زيادة 10% على الاجهزة الكهربائية والالكترونية. مما يدلل على أن المواطن موعود بفاصل جديد من المعاناة باعتبار أن تلك التخفيضات (مخصصة) لفئات محددة، ليصبح من العسير على المواطن فك الاشتباك بين (غول السوق) وزيادة الاعباء المعيشية ومرتبه غير الموعود بالزيادة. الدولة والمواطن.. صورة مقلوبة أثبتت جولة قامت بها (السوداني) في الاسواق التي تعد أرض معركة مقبلة للمواطن في مواجهة حوجة الدولة للصرف عليها وهي تحاول سد عجز (ميزانيتها) من جيب المواطن، فمع اطلالة العام الجديد سيكون على (محمد احمد) خوض هذه الحرب التي لا ترحم مزوداً بدريهمات (لا يقمن صلبه)، فالارقام لا تكذب أو (تشوه سمعة) الدولة التي (لا) تعمل لوقف مكابدة المواطن اليومية، فالسلع الأساسية التي يحتاجها المواطن ستقفز أسعارها بأمر الدولة (المتفننة) في الحفاظ على كامل مخصصاتها والتي (خصصت) المزيد من الضرائب الواجبة على المواطن. المواطن محمد ابراهيم حسين قال لي انهم تناسوا ما يسمى بالبيض والفراخ والفواكه فهي أصبحت (أدوات مترفين). وتعجب من ضعف مرتبات المواطن (العادي) مقارنة بالتزاماتهم المعيشية فلا يمكن لرب الأسر أن يغفل مسألة العلاج وتعليم أبنائه. بينما قالت لي سعاد محمد علي بسوق أمدرمان إنها بالاسعار السابقة للسلع الاساسية تدخل السوق بنقودها القليلة لتصبح (حاوي) وهي تحمل كيساً لسد رمق من ينتظرها بالمنزل (كيسنا الصغير دا الحكومة دايرا تقالعنا فيهو..ورونا نسوي شنو). السر الباقر بسوق امدرمان قال إن التجار أيضاً متضررون لأنهم سيدفعون أموالاً زائدة للموردين نتاج زيادة اسعار السلع وقال انهم كانوا يدفعون ضرائب ارباح حوالي 3000 جنيه في العام. اما زميله حسن يوسف فقال إن على الدولة أن تخفض من الضرائب والرسوم الإدارية المفروضة عليهم والتي يتضرر منها المواطن لأنه يتحمل الزيادة بشكل مباشر على السلع الاستهلاكية الضرورية.
أولويات الدولة الميزانية كعادتها إبتسمت لقطاع الأمن والدفاع والشرطة والأجهزة السيادية التي استحوذت على حوالى ربع المنصرفات المقدر بحوالي (22%) من اجمالي المنصرفات التي قدرتها الموازنة بـ(22.450) مليون جنيه، حيث يستحوذ هذا القطاع على (4840) مليون جنيه خصص منها (88%) للمرتبات والمزايا الوظيفية الاخرى بينما خصصت حوالي (3%) من المنصرفات والمقدرة بـ(638) مليون جنيه للاجهزة السيادية (رئاسة الجمهورية- مجلس الوزراء- الجهاز التشريعي القومي- المراجع العام- الحكم الاتحادي- العدل والمفوصيات) والتي خصص منها (480) مليون جنيه كمرتبات ومزايا فيما يبلغ (75%) من جملة اعتمادات هذا القطاع بينما خصص لقطاع الصحة (1%) من المصروفات العامة بتخصيص (267) مليون جنيه منها (170) مليون جنيه كمرتبات وأجور أي ما يعادل (63%) من اعتمادات القطاع، أما التعليم فخصص له (383) مليون جنيه خصص منها حوالى (70%) والتي تعادل (267) مليون جنيه للمرتبات. الحساب... ولد بدون تعليق وكأن بـ(السوق) يقول هاؤم أقرؤا كتابيا
السلعة سعر الاجمالي قبل الزيادة السعر الاجمالي بعد الزيادة السعر للمستهلك قبل الزياده السعر الجديد للمستهلك جوال السكر (50 كجم) 104 111069106 للجوال الرطل= 1 1.2 اللبن (البدره) زنة 2.5 كجم 36 414040 الرطل=1 1.2 جركانة الزيت عبوة 36 رطل 60 6969 الرطل=2.5 3.5 جوال البصل 60 69 الربع=8 10 جوال الدقيق زنة 50كجم 90 105104104 الكيلو=2 2.5 كرتونة الشاي 41 47.45 الرطل=5 6.5 كرتونة الصلصة 50 575353 العلبه =0.5 0.6 كرتونة الصابون 8.5 101010 القطعة = 0.3 0.45 جوال العدس 55 63 الكيلو= 3 4 جوال الأرز 35 41 الكيلو=2.5 3.5 الفول المصري 120 138 الربع=14 17 الفحم
ميزانية (مواطن) مغلوب على أمره إذا كان لدينا أسرة ما تتكون من خمسة أفراد(الوالدين وثلاثة ابناء) ويتحصل عائلها على الحد الأدنى من الاجور البالغ ( 180 جنيها) فإذا أردنا حساب تكلفة معيشتهم (اليومية) فهي لا تخرج من هذه (الميزانية) الحقيقية لتكلفة (حياتهم) بالحد الأدنى لكل الاشياء والتي يوضحها هذا الجدول والتي توضح ميزانية أسرة توؤل ل(حد الكفاف). البند التكلفة اليومية التكلفة الشهرية ايجار مسكن اقل ايجار لأسرة تتكون من 5 افراد 150 الحد الأدنى لاستهلاك كهرباء
30 الحد الأدنى لاستهلاك المياه
16 الحد الأدنى لرسوم النفايات الحد الأدنى 7 سكر 1.2 36 لبن 1.2 36 زيت (ربع رطل) 0.8 24 ربع كيلو لحم يوميا + خضار 4 120 صلصة (1/2 علبه يوميا) 0.3 9 خبز (بواقع قطعة خبز للوجبة) 2 60 مواصلات (أقصر خط مواصلات) (ذهابا وايابا لفرد واحد فقط) 0.8 24 تكلفة فحم أو أسطوانة غاز مره شهريا على الأقل 16 الجملة
528
وبحساب بسيط بين احتياجات المواطن (بالحد الأدنى) مقارنة بالحد الادنى للاجور مع العلم أن هذه الميزانية قد خلت من التزامات الأسرة بالعلاج والمصروفات الدراسية للأبناء أو مقابلة أي أمر طارئ. 528 /180*100=293% (والله معاك يا مواطن). اما بالنسبة لوجبة الافطار والتي يتناولها المواطنون في اماكن عملهم فحسب افادات الحاجه هدي التي تدير مطعماً بسوق بحري ان طلب الفول سيصبح ب2 جنيه (60 جنيها للوجبه في الشهر) بعد زيادة الخبز وسعر الفول ومتعلقاته، ولن نحلم (بعد الآن) بساندوتش الطعمية بسعر (50 قرشاً) بعد زيادة أسعار الخبز والكبكبي والزيت والفحم(جملة واحده) ومتوقع أن يقفز سعر الساندوتش ليصل إلى (1 جنيه) أي ما يعادل (30 جنيهاً في الشهر). تصريحات (غير مبلوعة) وزاد وكيل وزارة المالية الشيخ المك (الطين بلة) إثر تصريحاته التي تنم عن أن المواطن قابع في (آخر صف) أولويات الدولة مؤكدا عن عدم تراجع وزارته من قرار زيادة ضريبة القيمة المضافة والتنمية على الاستثمار لعدم وجود بدائل أخرى (بخلاف خيار زيادة أسعار المحروقات) بينما تتعامي نفسها وزارة المالية عن الخيارات الأخرى وعلى رأسها إلغاء تخفيضات ضرائب الأعمال والعقارات أو الاستفادة من أموال أسعار التركيز لمعالجة الاشكالات التي تواجهها الموازنة. والمستغرب له ان الدولة بكامل (اولوياتها المرتبة) وأجهزتها التنفيذية أستبقت إجازة الميزانية في المجلس الوطني فبدأت تنفيذ الزيادات من واقع ميزانية 2008 التي من المفترض أن تنفذ بدءاً من مطلع الشهر القادم، فالجمارك عدلت تعريفتها الجمركية للسكر بناءاً على الميزانية الجديدة وفقا لتوجيهات صادرة من وزارة المالية. بينما يحاول المجلس الأعلى للأجور أن يتجاوب مع (أشواق وأماني) المواطنين واعدا بزيادة في المرتبات غير مضمنة في الميزانية..!؟. اخيراً: نحاول في الحلقة القادمة ان نعرف حقيقة المعالجات التي يمكن أن تفلح في حفاظ المواطن البسيط على حياة الكفاف وماذا في جعبة مؤسسات الدولة ذات الصلة وماذا فعل (برلمان الشعب) الذي افلحت أغلبيته الميكانيكية المتحالفة مع آخرين على اجازة الميزانية كما هي بينما ذهبت أدراج الرياح تكتلات برلمانية أخري في رفض هذه الميزانية الشئ الذي عد من البرلمانيين محاولة لـ(الطبطبة) على ميزانية (محمد أحمد) المنتهكة أصلا. |
|
|
|
|
|
|