حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 03:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-26-2007, 10:01 AM

أبوتقى

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 289

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي

    تأملات في (أفندية) الأفندي عبد الوهاب الأفندي
    جلاوزة الإنقاذ السابقون: مالكم كيف تحكمون؟! (3)

    محمد وقيع الله

    وعدنا القارئ بأن نحدثه عن جهاد الافندي، الذي تبجح بجهاده في الحركة الإسلامية السودانية، وزعم أنه هو الذي أوصل حكام الانقاذ الى السلطة، وقال إنه لو لا جهاده لما بلغوا هم تلك الدرجة العلية:" إذ لوجلس البشير ونافع وعلي عثمان في بيوت آبائهم، أو تدثروا بعصبياتهم القبلية أو العسكرية، أو ببطانتهم من المنافقين الذين يتقوون بهم اليوم، لما تمكنوا من تولي رئاسة مجلس بلدي في مناطقهم، فضلاً أن يضعوا أنفسهم حكاماً يتحدثون باسم الأمة" فما هو جهاد الافندي هذا الجهاد الكبير الذي لا يعلمه الناس والذي تمكن من خلاله من إيصال البشير وعلي عثمان إلى سدة السلطة؟!
    سنعطي القارئ معلومات تنشر لأول مرة عن بعض فصول هذا الجهاد المزعوم..
    الارتكاس الأول:
    إن جهاد الافندي المزعوم في الحركة الإسلامية السودانية إنما هو سلسلة من الارتكاسات والخيانات لا غير. وقد بدأت ارتكاسات الافندي وخياناته للدعوة منذ يفاعته عندما كان يرأس تنظيم الإخوان المسلمين بمدرسة بربر الثانوية العليا في أواسط سبعينيات القرن الماضي، وحينذاك كانت الحركة الطالبية السودانية بقيادة الإتجاه الإسلامي تخوض أعنف مجابهاتها مع الطغمة المايوية الفاسدة، وتضرب للناس الامثال بتقديم التضحيات.
    وتبعا لذلك فقد كان المرجو من (القيادي) الصغير الافندي ان يخوض غمار تلك المجابهات اللافحات، ويقود زملاءه في الحركة الإسلامية والطالبية بتلك المدرسة في خط المواجهة الوطنية الشاملة التي انتظمت القطر بكامله، وشارك فيها حتى طلاب المدارس الابتدائية، ولكن الافندي تخاذل تخاذلا مشينا، وانتكس وارتكس، وأسس السنة التي ما زال يسير عليها حتى الآن في التكسب والارتزاق!
    لماذا فصل الافندي من التنظيم؟
    لقد انتكس الافندي انتكاسة شائنة في ذلك الوقت الحرج ( وقت الحارة!). ولم يحد عن خط النضال الإسلامي الطلابي وحسب، وانما خان الدعوة والحركة الإسلامية والطالبية. فقد غلبته أطماعه المادية الخاصة بإزاء فرصة سانحة وجدها أمامه للارتزاق من صحافة مايو المؤممة، تلك الصحافة التي كان تأنف من الكتابة فيها كل الأقلام السودانية الشريفة. وهكذا بدأ الناس يقرأون مقالات الافندي في صحيفة (الصحافة) المؤممة التي كان يرأس تحريرها شخص له به صلة يدعى محمد الحسن أحمد.
    ولما رأى الطلاب الإخوان بمدرسة بربر الثانوية ان رئيسهم الافندي قد خذلهم وخانهم وشوه سمعتهم فقد واجهوه وجابهوه بما اقترف من الإثم وطلبوا مه أن يكف عن الكتابة في صحيفة مؤممة لا هم لها إلا الدفاع عن النظام المايوي الباغي والهجوم على الحركة الإسلامية والحركة الطالبية الماجدة.
    وهنالك وازن الافندي (وهذه ستصبح عادته الدائبة) موازنة دقيقة بين مصالحه الخاصة، ومصالح الحركة الإسلامية العامة، وانتهى إلى أن مصالحه الخاصة أهم وأولى بالتحقيق من مصالح الحركة الإسلامية والطلابية الملحة في ذلك الحين، ولذلك أبى ان يستجيب لأمر التنظم له بالتخلى عن الكتابة بتلك الصحيفة.
    وكيف يتخلى الافندي عن مصالحه الشخصية ومصدر الرزق المادي في سبيل تحقيق مثاليات الحركة الإسلامية التي بدت له في حينها – ولا تزال تبدو له – عصية على التحقيق. ومن ثم اتخذ قراره بمواصلة الارتزاق من صحيفة (الصحافة) المؤممة، واتخذ الطلاب الاخوان بمدرسة بربر الثانوية قراراهم الصائب بعزله عن رئاسة التنظيم وفصله من عضويته فصلا تماما.
    وظل الافندي مفصولا من التنظيم إلى أن دخل جامعة الخرطوم، فنظر الإخوان هنالك في أمره من جديد، والذي دعاهم لإعادة النظر في أمره ثلاثة أسباب، أولها: اتقاء شره العميم ، وثانيها: تأليف قلبه الأثيم ، وثالثها: مجاملة أخ له كريم، لا يزال إلى اليوم مستقيما على عهد الدعوة على عهد الدعوة العظيم. وبتقليب إخوان الجامعة لجوانب الامر قرروا إعطاءه فرصة أخرى لمراجعة نفسه، وأعفوه من عملية النقد الذاتي، ولكن وضعوه تحت المراقبة لعدة أشهر، حتى تتضح استقامته ويتبين صلاحه. وبظهور بعض أمارات (الصلاح) و(الاستقامة) الخارجية على سلوك الافندي أعادوه إلى التنظيم، ولكنهم أبقوه مع ذلك على هامش الدعوة والعمل الإسلامي، إلا من تكليف له لبضعة أشهر بالعمل محررا بصحيفة (آخر لحظة) الحائطية.
    كان ذلك في أوائل عام 1975م . ثم مرت برهة قليلة احتدمت بعدها ظروف النضال الذي كانت تخوضه الحركة الوطنية السودانية ضد نظام مايو وتمخضت عن احداث جسام دفعت ضريبتها الحركة الإسلامية الطالبية خاصة في اوساط جامعة الخرطوم، وذلك بعد انقلاب حسن حسين في عام 1975م. وعقب ذلك الانقلاب الفاشل اعتقل الطلاب بالمئات وأودعوا السجون، وبدت ظروف الدراسة بالجامعة عسيرة ذات خطر بالغ لا يحتمل أدناه أمثال الافندي الذي لا يفكر إلا في مصالحه الذاتية الضيقة، فأعاد حينها مراجعة حساباته وموازناته الدقيقة كعادته، وآثر أن يفر بجلده لا من جامعة الخرطوم وحسب، وانما من القطر بأسره، ففر إلى بريطانيا ليدرس في أحد معاهدها فنون الطيران الزراعي !!
    الافندي ورش الحشرات:
    وقد استغرب الناس حينها ولا زال بعضهم مستغربا حتى اليوم، ما الذي دفع بمثقف نابه ( ومشروع مفكر مقتدر ) كالأفندي لكي يدرس الطيران الزراعي الموكل برش الحشرات، ولكن من كانوا على علم أكيد بخلفية هذا الافندي في انتهاز فرص الارتزاق من أي مصدر جاءت، ادركوا انه قد حصل على فرصة وقتية جيدة أراد ان يهتبلها لـ (كسب العيش) والارتزاق .
    وهكذا ذهب الافندي لدراسة الطيران الزراعي، و لكنه لم يعد ليعمل في رش الحشرات التي وكل بإبادتها ، لأنه قام بإعادة حساباته وموازناته الدقيقة مرة أخرى، وذلك على ضوء متغير جديد، هو ابرام عقد المصالحة الوطنية بين الصادق والنميري في عام 1977م، فقرر الافندي على إثر ذلك أن يعود إلى جامعة الخرطوم التي كانت أجواؤها قد هدأت واستقرت فأكمل دراسته بها.
    وفي السنوات التي قضاها لإكمال دراسته بالجامعة لم تكن له من صلة من أي نوع بأي فعالية من فعاليات العمل الإسلامي الجاد، وكان من يراه يتهادى في شوارع الجامعة وممراتها لا يخامره أدنى شك في أن هذا الفتى المتزيي بزي الهيبيز إما أنه واحد من قطيعهم أو أنه يتشبه بهم أو أنه شخص لا علاقه له من قريب أو بعيد بالإلتزام النضالي الإسلامي.
    التقرب إلى الإسلاميين في بريطانيا:
    وما انقضت سنوات الجامعة حتى قرر الافندي أن يرجع إلى بريطانيا حيث عمل بشتى انواع الصحافة العربية المهاجرة إلى لندن وباريس. ومرة أخرى أعاد حساباته وموازناته الدقيقة ، فقد استبان له أن مصالحه المادية قد تتحسن أكثر إذا ما تظاهر بالانتماء إلى الإسلاميين السودانيين، الذين كانت لهم سمعة طيبة في الاوساط الحركية العالمية.
    ولذلك أخذ يتودد إليهم ويتقرب منهم بكل سبيل، ولكنهم صدوه عنهم وأوصدوا من دونه الباب، ولم يقبلوه بينهم بسبب سوابقه الرديئة معهم، وظل امر الافندي كذلك حتى توسط حسن الترابي لصالحه، فقبلوه على مضض. وهذا أمر حدثني عنه حسن الترابي شخصيا ولا أظنه سينكره الآن!
    كيف ركل الافندي مثالياته الزائفة؟
    واحتفظ الافندي بعلاقاته المنفعية بالحركة الإسلامية السودانية حتى جاءت الإنقاذ فرأى ان تلكم هي فرصته الذهبية العظمى لكي يغترف من عطاء الدولة بلا حساب، فهرع إلى خدمة الانقلابيين الانقاديين بلا تردد، وتنكر لكل مثالياته التي كان ينعق بتردادها والتودد بها الى الغربين.
    ففي لحظة الطمع الجارف التي اجتاحته نسي كل غرامه وولهه (الزائف) بالديمقراطية التي كان يتغنى بمآثرها ويمجدها يدعو إليها، وجاء ليؤيد نظاما عسكريا انقلب لتوه على حكم منتخب عن طريق ديمقراطي. وزاد على ذلك بقيامه بتزيين سواءات النظام والتحريض على معارضيه وتقديم شهادات الزور عليهم.
    ولم يكن عجيبا أن يتصرف الافندي بهذا الشكل الانتهازي المرذول، فقد كانت تلك هي لحظة التوتر العظيم التي يختبر بها الناس، وينسى فيها ارباب الطمع من أمثال الافندي جميع أنواع الفضائل، حتى يعودوا للتغني بها بعد أن تنجاب غشيات الجشع التي تعمي البصائر والقلوب.
    رأي (المايكرو- تنظيم) في الافندي:
    ولقد كانت أطماع الافندي عظيمة هائلة بحق، فقد كان يرنو أن يلحق نفسه بزمرة الحاكمين في حلقاتهم العليا، لاسيما في تلك الحلقة التي غدا يسميها الآن بـ (السوبر- تنظيم)، وهو التنظيم الذي أخبرناه في مقال سابق أنه يسميه تسمية خاطئة، وأن الأحرى أن يسمى بـ(المايكرو- تنظيم). وهو التنظيم الذي اجتمع أفراد منه بعد قليل من نجاح الانقلاب لمناقشة امر الاستفادة من مواهب الافندي وخبراته وصلاته، وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا، فقال فريق منهم إن هذا الشخص المدعو بالافندي شخص انتهازي قديم جربناه من قبل فلماذا نجربه مجددا وما وجدنا منه على طول التجربة إلا الخذلان بعد الخذلان؟!
    وقال فريق ثان إن الظروف العامة قد تغيرت الآن وإن الدولة اصبحت في أمس الحاجة إلى أمثال الافندي من المثقفين النابهين اللوذعيين، ونحن (كدولة) سنكون اقوى منه بكثير، ونستطيع لا محالة أن نطوعه لخدمتنا، ولا نحذر من أن يغدر بنا مرة أخرى، بل لعله لا يغدر ثانية بعد أن اتعظ بتاريخه في هذا السبيل.
    وقال فريق ثالث- وهم أصحاب الرأي المصيب البصير – إن هذا الافندي شخص ليس له من شيئ ثابت يسمى بالأجندة أو الهموم العامة، وجميع أجندته وهمومه لا تتعدى نطاقه مصالحه الشخصية الضيقة، هذا مع ملاحظة أن هذا الافندي الذي عرفناه قديما وحديثا هو على استعداد تام للتجاوب والتعاون مع الاجندة والهموم العامة متى ما التقت باجندته وهمومه الشخصية. ولذلك فيمكننا أن نتعامل معه ونستخدمه للدعاية للإنقاذ، ولكن على شرط ألا نأمن بوائقه ومكره وغدره ونكوصه، إذ ما أسرع أن يعود لخدمة مصالحه الخاصة وحدها ولو على حسابنا متى ما بدأ التناقض بين اجندتنا العامة وأجندته الخاصة.
    وهذا الذي قاله الفريق الثالث هو الذي ساد في النهاية، وبمتقضاه تم استخدام الافندي واستغلاله للدعاية للدولة الإنقاذية الوليدة ولتسفيه معارضيها وتكذيب أقوالهم. وأما المحاذير التي نبه إليها أصحاب الفريق الثالث فقد تحققت أيضا، إذ سرعان ما انحاز الافندي إلى صفوف خصوم الحركة الإسلامية والانقاذ حالما انتهت مدة خدمته بلندن وحالما اوقفت وزارة الإعلام السودانية مرتبه وألغت رتبته وأرسلت شخصا بديلا عنه اختير من الصدق والسابقة فحل محله وأصبح خير خلف لشر سلف!
    الافندي لم يكن موظفا بوزارة الخارجية:
    وبهذه المناسبة أود أن أقول أمرا جديدا للقراء، وهو أن الافندي لم يكن قط موظفا بوزارة الخارجية، وإنما كان موظفا بوزارة الإعلام. وهذه الحقيقة تتاقض مع افادات الافندي الاخيرة التي صاغها في شكل بيان هدد به من عناهم بالتهديد، وجعل لب بيانه هذا في ايضاح موقفه من وزارة الخارجية السودانية، وأنواع مصادر الرزق التي غرف ويغرف منها حتى الآن.
    وفي ذلك البيان الدفاعي زعم الافندي انه لم يفصل قط من وزارة الخارجية السودانية، وان الوزارة لم تستغن عنه، ولا كان في نيتها ان تستغني عنه، وأنه ما كان بامكانها ان تستغني عنه، وانه اكبر من الوظيفة الدبلوماسية، وانه هو الذي استغنى عن العمل بوزارة الخارجية وقدم استقالته من العمل بها.
    وهذا كله كذب خالص لا تشوبه شائبة واحدة من صدق. وإنما شاد الافندي هذا الصرح من الأكاذيب على مجرد خطأ او سهو وقع مني بغفلة وبحسن نية، ورأى هو أن يستثمره ويستمرئه ويطوره بسوء نية الى آخر المدى.
    وحقيقة امر وظيفة الافندي في الدفاع عن الانقاذ وتزيين أخطائها هي التي أقولها الآن. وخلاصتها ان هذا الشخص المدعو بالافندي لم يكن في يوم من الايام موظفا بوزارة الخارجية السودانية، وانما كان موظفا بوزارة الاعلام السودانية، حيث كان الملحقون الإعلاميون وما زالوا يتبعون لوزارة الإعلام، مثلما يتبع الملحقون الثقافيون لوزارة التربية والتعليم. فملفات الافندي الوظيفية موجودة بلا ريب بوزارة الاعلام لا بالخارجية، فهو قد عمل صحفيا بوزارة الإعلام لا دبلوماسيا بوزارة الخارجية.
    وقد كذب الافندي كذبا منكرا (بوعي وتعمد) حين قال في بيانه ذاك إنه كان:" موظفاً دائماً في سلك الخارجية السودانية". وهو كذب سيئ خبيث يوهم بأن الافندي كان دبلوماسيا محترفا Career diplomat دخل وزارة الخارجية من عهد قديم، وبطريق طبيعي، غير طريق التوظيف السياسي، الذي أشرف عليه ما يسميه اليوم بفجوره وتبجحه اليوم الـ (سوبر- تنظيم)!!
    لقد دخل الافندي في وظيفته الإعلامية لخدمة الانقاذ برتبة (صحفي مستأجر) مهمته مدح النظام الانقاذي وهجو خصومه ومعارضيه. فتلكم الوظيفة التي حازها الافندي هي على حد تعبير الدكتور العلامة عبد الله الطيب هي وظيفة (شاعر) السلاطين في العهود الخالية، فالافندي إذن كان ( شاعرا) مثل شعراء البلاط الأموي، يمدح الخلفاء ويهجو الخوارج والمخالفين، ويشتط في كلتا الحالتين، ويتكسب كما يتكسب الشاعر الاموي الملحق بالبلاط، وذلك مع فارق جوهري وهو أن شعراء بني أمية كانوا (مخلصين) لسادتهم ولم ينقلبوا عليهم كما انقلب الافندي على سادته.
    وقد كنا إلى امد طويل نظن ان هذا الفارق الأخير الذي أشرنا إليه إنما تولد عن طبع انتهازي قديم مركوز في الافندي، ولكن الافندي عاد فأخبرناعن مصدر آخر غير الطبع المركوز، استلهمه وتعلم منه فنون الغدر، وهو الشاعر الشيعي المتطرف دِعَبْل الخزاعي، الذي مدح الخليفة العباسي الرشيد واكل كثيرا من عطاياه ثم هجاه بعد أن مات!!
    هل يعطى الافندي من سهم الزكاة؟!
    وأهل (المايكرو- تنظيم) الذين وظفوا الافندي قديما أصبحوا جميعا على دراية كافية بهذا الطبع القديم الذي يطبع هذا الافندي، ولذا لا يمكن ان يأمنوه مجددا فيلدغوا من جحره مرتين. فقد بان شره وضرره الوخيم على نفسه وعلى الانقاذ، ولكن هذا لا يمنع بالطبع من ان يستخدموه مجددا ويعطوه وظيفة في خدمة النظام.
    وفي هذا المدى فقد نصدق زعم الافندي ان الدكتور مصطفى اسماعيل قد دعاه لكي يصبح سفيرا للسودان في دولة من دول الدنيا، وإن صدقنا الافندي في هذا - وقلما نصدق من جربنا عليه الكذب الأبلق!- فإن الامر لا يعدو ان يكون سعيا اجتهاديا فاضلا مقدرا من هذا الوزير النبيل في مجال تأليف القلوب.
    ومثل الافندي يستحق استحقاقا تاما أن يسعى المسؤولون الانقاذيون لتأليف قلبه بالمال، جريا على سابقة الطلاب الإسلاميين من قبل في تأليف قلبه بإعادته الى التنظيم في السبعينيات. ولا شك ان حاجة الإسلاميين اليوم إلى تأليف قلوب أمثال الافندي أشد من ذي قبل، ولذلك فلا استبعد ان يكون بعض مسؤولي الانقاذ قد وجدوا فقها سائغا يبرر إعطاء الافندي من سهم معروف من أسهم الزكاة.
    وإذا لم تنجح محاولة الوزير اسماعيل التي حدثنا عنها الافندي، فإني لا استبعد ان تنجح محاولات لغيره من مسؤولي الانقاذ في المستقبل، فيعطى الافندي حينها نصيبه المستحق من سهم المؤلفة قلوبهم، فقد علمتنا ملاحظة السياسة ودراستها ان ليس فيها مفاجآت ولا استحالات!
    (ونواصل في المقالة القادمة تشريح استاذ الانتهازية الأول وسط الإسلاميين.. فإلى لقاء)..

    (عدل بواسطة أبوتقى on 01-02-2008, 04:27 PM)

                  

12-26-2007, 11:01 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48867

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: أبوتقى)



    قرأت حوارا مع كاتب المقال د. محمد وقيع الله هنا:
    http://meshkat.net/new/contents.php?catid=12&artid=12046
    سأثبته في هذا البوست لأنه يعطي فكرة جيدة عنه، وسأكتفي بوضع خطوط تحت العبارات التي أود أن ألفت إليها النظر بصورة خاصة وسيدرك القارئ مدى التناقض والإرتباك فيها:

    Quote: حوار مع الدكتور محمد وقيع الله أحمد حول السلفية والغرب والسودان والمستقبل(1)
    2007-09-01

    جلسنا إلى الدكتور محمد وقيع الله، الأكاديمي السوداني والأستاذ بالجامعات الأمريكية، لنحاوره في مجموعة قضايا تتعلق بالعمل الإسلامي في السودان والغرب والفكر الإسلامي المعاصر، فالدكتور محمد وقيع الله، يجمع بين المعاصرة الطويلة لعملية الدعوة الإسلام البصيرة الهادئة في الغرب، ومراقبة تطورها بعين ناقدة ، وقد أهلته إحدى دراساته في هذا المجال للفوز بالجائزة المرموقة جائزة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وكان عنوان دراسته (الإسلام في المناهج الدراسية الغربية: عرض ونقد) وقد قرر فيها أن الإسلام يحقق تقدما مطردا يوما بعد يوم في الأقطار الغربية.

    في مجالات الفكر الإسلامي انتج وقيع الله عشرات البحوث والكتب ونشرت المئات من المقالات في أكبر المجلات العربية والأجنبية، ولعله من أكثر السودانيين إنتاجاً، وفوق ذلك فهو صاحب رؤية متوازنة ونفس تعادلت أطرافها.

    نال الدكتور محمد وقيع الله درجة البكلاريوس في العلوم السياسية من جامعة أم درمان الإسلامية، ثم نال درجة الماجستير في السياسة المقارنة من جامعة أوهايو، والدكتوراه من جامعة المسسيبي متخصصا في العلاقات الدولية، وكان تركيزه في دراساته العليا على الشؤون الصينية.

    وقد دار هذا اللقاء في داره بضاحية (الصحافة) بالخرطوم.


    * *: تضم الحركة الاسلامية السودانية اليوم الكثير من الأكاديميين والمهنيين أصحاب التخصاصات الرفيعة، إلا إن المفكرين فيها ما زالوا قليلين، فما الباعث على توجهك الفكري والي اي شيء يرجع اهتمامك بالفكر؟


    أشكر الاخوة في هذه المؤسسة الإعلامية الرائدة التي نعول على عطائها الكثير على هذه السانحة الطيبة التي اتاحتها لي، وأبدأ فأقول حقاً إن الحركة الاسلامية عامة، والحركة الاسلامية السودانية بخاصة، لا تعتني بالفكر العناية اللازمة. والسبب في ذلك، ودعني أركز على الحركة الاسلامية السودانية خاصة، انها حركة عملية " براغماتية " أكثر منها نظرية، وكانت حققت بعض أهدافها الكبيرة اعتباطاً بدون عناية تذكر بالفكر والدراسة ورأت بعد ذلك أنه لا داعي للفكر والدراسة. ثم تبين فيما بعد أن القيادة السياسية للحركة الإسلامية السودانية كانت تخشى من تشجيع حركة الفكر لأنها كانت تحذر قيام تشققات واتجاهات متمردة ومتعارضة داخل الحركة؛ فغلبت هدف الوحدة السياسية على البعد الفكري والنظري.

    بالنسبة لي ولأفراد من أصدقائي الخلص كانت البيئة التي عشنا فيها ذاخرة بالكتب وكان الأخوة الكرام الذين هم أكبر منا سناً يتعهدونا بالتوجيه والرعاية، وقد نشأنا زمرة من الشباب المسلم في المدرسة المتوسطة والثانوية، وكنا نتعهد بعضنا ونتخير أطايب الكتب لبعضنا البعض، ونتناقش حول محتوياتها بحرية وأريحية بلا تزمت تنظيمي حزبي، كنا نعيش مع بعضنا البعض بل كنا ندرس في فصل دراسي واحد. هذه الصحبة في تلك السن الغضة جعلت حياتنا تأملية الطابع وجعلت لقاءاتنا أشبه بالمنتدى الفكري. لعل هذا هو السبب الاساسي في اتجاهنا لحياة العلم والفكر.


    * *: ألا ترى في ترجيح قادة الحركة الإسلامية السودانية للوحدة السياسية والتنظيمية على حساب البناء الفكري ، خطأ فكرياً جسيما ؟


    صحيح هو خطأ. ولكن لعل المقصود كان أيضا هدفاً سامياً ، ودعنا نفترض حسن النية في أمر القائمين على الحركة الإسلامية السودانية. إن الشخص الذي كان قائماعلى قيادة الحركة كان سياسياً كبيراً ماهراً وكان عمله منصباً حول قيام الدولة الاسلامية، ولم يكن مشغولاً حتى بما يتبع ذلك من أمر تسيير الدولة الإسلامية، إنما كان مشغولا بأمر انشائها وحمايتها فقط، و لم يكن يريد لأتباعه وأنصاره أن ينشغلوا بالفكر أو بالمسائل العقدية كما في الحركات الأخرى التي لاتنشغل بالواقع ولا بالعمل البناء، بل بالتنظير الفكري والتنظير الفكري فقط. وهكذا فكأنما هناك إفراط عند أؤلئك في التنظير و كان هنا إفراط في اهماله واستغراق مطلق في العمل السياسي اليومي.



    * *: هل أنت من الذين يقولون أن الحركة الاسلامية السودانية اختزلت المشروع الإسلامي من مشروع حضاري شامل إلى مجرد مشروع سياسي لحركة هدفها الوصول للسلطة والاستحواذ عليها؟


    لا لست ممن يقول بذاك، كنت أتحدث فيما مضى عن توجهات الحركة الإسلامية حسب رؤية قائدها السابق. والآن أعتقد أن الحركة الإسلامية التي تقودها الدولة الانقاذية في السودان هي حركة واسعة المدى وحركة تحول اجتماعي بمعناه الواسع، وهي الان تؤسس مجتمعا إسلامياً من كافة النواحي ثقافةً وأدباً وسلوكاً، وتبذل محاولات جادة تشمل تأسيس اقتصاد إسلامي وبنوك إسلامية، وتجري محاولات لا بأس بها لأسلمة المناهج التربوية والإعلامية. وعموما أعتقد أن المشروع الانقاذي الإسلامي مشروع قوي وناجح وفاعل .


    * *: في إجابتك نرى بعض التداخل والتضارب. فمن يقود الآخر: الحركة الإسلامية تقود الإنقاذ أم العكس؟!


    الذي يدرك دواخل الأمور يعرف لا محالة أن الدولة الإنقاذية تقود الحركة الإسلامية. فهي أقوى من الحركة الإسلامية، وهي تؤدي من وظائف الحركة الإسلامية حتى على المستوى التربوي أكثر مما تؤديه الحركة. الإسلامية ومن ناحية عامة يمكن أن أقول باطمئنان إن الحركة الإسلامية لا سلطان لها على الإنقاذ، ولا يوجد لديها خيار إلا أن تقوم بدعم الإنقاذ. هذا هو خيارها الوحيد ولذا فإن على منظري الحركة الإسلامية الصغار أن يكفوا عن لغوهم ومزاعمهم أن الحكومة والمؤتمر الوطني قد سلباها القياد، وعليهم أن يدركوا أن الحركة الإسلامية الحقيقية هي الحكومة وجيشها وقوات أمنها لا هم.


    * *: كثير من الإسلامييين المعاصرين يقول إن الحركة الاسلامية نتيجة لضعفها في التأسيس النظري لم تنجح في توظيف القبول الجماهيري أول عهدها ولم تتمكن من أن تدفع به في العمل من أجل مشروع اسلامي ناضج مؤسس على رؤى وأفكار متجددة وقادر على العطاء؟


    صحيح إن الهدف المثالي لم يتحقق ولن يتحقق بكامله كما نريد ويريد الناس، ومن المحقق أن أكثر أحلامنا لن تحقق كما نروم، ولكن ما تحقق منها كان كثيرا بفضل الله ،من ناحيتي أحاول أن أكون واقعيا دائما وأحاول أن أتفاءل وأنظر إلى الجانب المليء من الكوب بأكثر مما أنظرالى الجانب الفارغ منه لأن هذا الجانب كان فارغا من قديم، وكان فارغا في الحقيقة منذ قرون فهيهات ان يمتلئ بين غمضة عين وانتباهها. هذا النظر الواقعي المتفائل الذي أقوِّم به اداء الإسلاميين في السودان، أتعامل به مع أداء الحركات الاسلامية الأخرى في العالم، وارى أن جميع الحركات الإسلامية العالمية ما عدا تلك المتطرفة والموتورة تحقق انجازات جيدة في خدمة المسلمين وتكفكف من نزعة تعاليها عليهم.


    * *: ماهو تعريفك للحركة الإسلامية؟!



    أي عمل إسلامي إصلاحي سلمي منظم يرمي إلى تحديث العالم الإسلامي وإلحاقه بالعصر الحديث من دون ما استسلام لمقولاته المنافية للإسلام.


    * *: فيما يتعلق بما ذكرته آنفا من حديث عن الضعف الفكري في الحركة الإسلامية، هل تستطيع أن ترصد لنا تجليات هذا الضعف فيما أسست الحركة لاحقا من دولة ومشروع؟


    من جوانب النقد التي قد تكون مصيبة وعادلة عندما توجه إلى الحركة الاسلامية السودانية والمشروع الإنقاذي الذي تبلور عنها؛ انها لم تعط الجانب الثقافي حظه من الاهتمام والرعاية، وهي ما تزال كذلك في إهمالها لهذا الجانب. ومن خلال حواري مع بعض المسئوليين الذين التقيتهم – وهم قلائل - تبين لي إنهم يكّنون نوعا من الاحتقار للعمل الدراسي الفكري، ويعتقدون انهم قادرون على تحقيق أهدافهم بغير تحصيل كبير في العلم وبدون الاستعانة بمراكز ابحاث متخصصة. وقد حاولت أن أتكلم مع بعض هؤلاء حول ضرورة الاهتمام بانتاج الكتاب وتوزيعه ومكأفاة المؤلفين والعلماء وإنشاء المكتبات العامة وغير ذلك من الجوانب المهمة والضرورية للنهضة، ولكن عندما كنت أتكلم مع هؤلاء كانوا لا يكادون ينصتون لما أقول وكأن هذه الاشياء هامشية وغير مهمة! وذلك رغم أن الدعوة الاسلامية قائمة كلهاعلى الكلمة والفكرة والمحتوى القيمي والفكري. هذا جانب ضعف كبير في تجربة الإسلاميين في السودان وسنظل نتكلم عنه مهما تضايقوا منا أو ضايقونا بالمكائد الحزبية الوضيعة التي برع فيها بعضهم بدون مبرر. وفي العموم فما لم تنتج الساحة الفكرية السودانية أعمالا فكرية حقيقية ويتم نشر هذه الأعمال فستكون هنالك فجوة كبيرة في العمل الإسلامي في السودان.


    * *: هل يمكن أن ترصد لنا تجليات هذا الضعف في مجال التربية والتعليم؟!


    نعم. وأظنها تجليات خطيرة لابد من تداركها عاجلاً. إن تربية النشء تربية إسلامية علمية نظامية ينبغي أن تكون إحدى الأولويات المقدمة في دولة الإنقاذ. ولكن من واقع النظر إلى البند المخصص من ميزانية الدولة للتعليم يتضح أن الدولة لا تضع التعليم العام ضمن أولوياتها الأولى. فما يصرف على التعليم لا يزيد على 3% من ميزانية الدولة. وهذه مسألة لا تشرف حكومة الإنقاذ لأنها من أقل النسب في العالم إن لم أقلها على الإطلاق!


    * *: بعد هذا التوصيف هل نستطيع أن نقول إن هذه الحركة كانت حركة إسلامية متكاملة أم كانت مجرد حزب سياسي صرف مثله مثل الأحزاب الأخرى ؟!


    لا أريد أن أبالغ في الحديث عن الجانب الفكري النظري ولا عن الجوانب السلبية بما يغض بقدر الإنجازات الإيجابية الضخمة التي حققتها الحركة الإسلامية السودانية. لقد كانت هذه الحركة حركة إسلامية متكاملة الي حد مقبول. وكانت تنشد بمجاهداتها إقامة دولة إسلامية صحيحة، وكان شبابها الورع الماجد يجاهد عن وعي وبصيرة وإخلاص. وأعتقد أن الله جلَّ شأنه قد بوأهم نصراً عزيزاً كريماً أكثر مما أسبغ على بقية من الحركات الاسلامية الأخرى في العالم، وذلك لما اشتملوا عليه من دأب لا يفتر ومن تحرر من لوثات الحزبية والطائفية وتقديس القيادات مهما كان وزنها. وهكذا فعلى قدر جهدهم واخلاصهم وتحررهم من الطائفية قد أسبغ الله تعالى عليهم حمايته ونجاهم من بطش القوى الخارجية وتآمر القوى الداخلية ، ونسأل الله تعالى العافية للجميع.

    * *: بالنسبة لك أنت شخصياً ماذا أخذت من الحركة الإسلامية وماذا تعطيها؟


    لقد أخذت من الحركة الإسلامية ما يكفيني ويزيد، اخذت منها الهداية، والتهذيب، والثقافة، وصحبة الأخيار من زبدة البشر الموجودين على سطح الأرض، ولا أريد أن أخذ منها شيئاً اكثر من هذه النعم الطيبات المسداة، وأرجو ان أكون من الآن والى حين الممات في طور العطاء لا أخذ المزيد.


    * *: يقول البعض إنك غبت عن الوطن أكثر مما ينبغي وأنك أضعت عمرك في أمريكا سدى. كيف ترد على هذا القول إن لم يكن صحيحاً؟!


    الحمد لله لم أضع أيامي في أمريكا سدى فقد قرأت وكتبت الشيئ الكثير ولي من المؤلفات الجديدة ما لا أرضى أن يكون لي بها حمر النعم، ولله المنة والحمد.


    * *: كيف رأيت الخريطة الدعوية في السودان بعد قدومك إليه؟!


    معلوماتي لا تزال قليلة. وعندما كنت في أمريكا كنت قلقاً من احتمالات انفجار التيار السلفي او جزء منه في شكل حركات متطرفة متمردة، ولكني رأيت الوضع في السودان كما بدا لمراقب عادي مثلي مطمئنا. وكأنما بدا لي سلفيو السودان في صورة أعقل من رصفائهم في أرجاء الدنيا الأخرى، فقد كفوا إلا قليلا منهم عن مناوشة الصوفية وعن التركيز المفرط على قضايا الخلاف القديم. وتغاضى الصوفية العقلاء بدورهم عن إثارة المعارك الكلامية اللاهبة مع السلفيين وتسامحوا معهم الى حد طيب. وكمثال لذلك قد رأيت في المسجد القريب من دارنا بالصحافة مسجدا للطريقة التيجانية معلقة عليه اعلانات متعددة لنشاطات دعوية سلفية، فهذا مما لم يكن يحدث في الماضي وكان دونه خرط القتاد، ولعله يصلح الآن أن يكون مؤشرا لنضج دعاة الإسلام من مختلف المشارب والمنطلقات. وإلا يكن مؤشرا للنضج فعسى أن يكون داعيا ومرشدا إليه ومعيناً على تحقيقه.



    * *: في حوار أجري معك من قبل قلت في إجابة عن سؤال يتعلق بموقفك التنظيمي من الطرفين اللذان انشقت عنهما الحركة الإسلامية إنك لست طرفا في الصراع الذي يدور بين هذين الشقين، وإنك لست بمنتم أصلاً لأي منهما. هل هذا الموقف قائم على رؤية محددة للواقع أم هو موقف احتجاجي مما كان من الشطط والاسفاف؟


    لا هذا ولا ذاك ، فأنا كنت بعيدا عن الوطن طوال عهد الإنقاذ. ولم تكن للحركة الاسلامية السودانية فروع أو منظمات في أمريكا ، بالاضافة إلى أنني كنت أقيم في ولاية أمريكية قصية بعيدة عن العاصمة قبل انتقالي للعاصمة مؤخرا، ولأسباب عملية لم يكن لي دور في العمل السياسي التنظميى. وبُعدي عن العمل الإسلامي في السودان هو تقصير وليس تعالياً على العمل الإسلامي ولا ينطوي على موقف احتجاج أو إدانة للحركة الإسلامية كما يفعل بعض المقصرين الذين يحلو لهم أن يغطوا على تقصيرهم بذم الحركة وانتقاصها. ومن ناحية أخرى أحب أن يكون دوري دوما في الجانب الثقافي وحده بعيدا عن أي ارتباط تنظيمي وقد ظللت على ذلك منذ أن كنت في الحادية عشر من العمر.


    * *:هل تعتقد الآن أن المشروع الإسلامي في السودان مازال قائما أم أنه وصل إلي طريق مسدود ويحتاج إلى إعادة نظر بأمل أن يعاد إنتاج هذا المشروع مرة أخرى؟


    أعتقد أن المشروع في السودان لم يصل الي طريق مسدود، وإنما انفتح أمامه الطريق حتى نهاية بعيدة أرجو أن يصل إليها بسلام، وأعتقد أن ولاة الأمور في السودان واعين جداً بأدوارهم ويؤدون معظمها عن نضج وبصيرة ويحققون نجاحات كبيرة لا سيما على الصعيد الاقتصادي وصعيد ضبط الشارع والسلوك العام بقيم الإسلام، وأعتقد أن الاخلاق مستواها ارتفع جدا في السودان، ولا أتفق مع الذين يقول أن الاخلاق انهارت، أو أن التعليم انهار، وأن كل شيئ ينهار، بالعكس أرى أن كل شيء يمضي نحو الأفضل. ومن ينظر إلى الشارع السوداني الآن لا يرى مناظر التسكع ومناظر السكارى ومناظر الذين يعاكسون البنات وهي مناظر كانت سائدة في الماضي. وقد ازداد إقبال الناس على الصلاة في المساجد، وأصبحت الصلاة سنية صحيحة خالية من البدع التي كانت تشوبها في الماضي، واصبح القرآن يقرأ بالتجويد باصوات شجية ما كنا نسمع مثلها بالأمس، وكثر عدد من يحفظون القرآن وغدا خطباء الجمعة يقدمون دروساً مفيدة للسامعين، والكثير منهم علماء شرعيون لا مجرد أئمة موظفين يقرأون من الورق التالف، إن الحكام قد أفلحوا دون أدنى شك في تمهيد جو إسلامي معافى في السودان، وحموا مجهودات الدعوة الإسلامية من أن يتطاول عليه العلمانيون المفسدون. والأمر يتطلب سنوات طويلة حتى يتحقق أكثر المأمول ، خلاصة القول إن المشروع الإنقاذي في السودان لم يصل الي طريق مسدود ولكنه يطرق أبواب الخير والصلاح وهي تنفتح أمامه تباعاً بحمد الله.






    Quote: تأملات في (أفندية) الأفندي عبد الوهاب الأفندي
    جلاوزة الانقاذ السابقون: مالكم كيف تحكمون؟! (3)

    محمد وقيع الله

    وعدنا القارئ بأن نحدثه جهاد الافندي، الذي تبجح بجهاده في الحركة الإسلامية السودانية، وزعم أنه هو الذي أوصل حكام الانقاذ الى السلطة، وقال إنه لو لا جهاده لما بلغوا هم تلك الدرجة العلية:" إذ لوجلس البشير ونافع وعلي عثمان في بيوت آبائهم، أو تدثروا بعصبياتهم القبلية أو العسكرية، أو ببطانتهم من المنافقين الذين يتقوون بهم اليوم، لما تمكنوا من تولي رئاسة مجلس بلدي في مناطقهم، فضلاً أن يضعوا أنفسهم حكاماً يتحدثون باسم الأمة" فما هو جهاد الافندي هذا الجهاد الكبير الذي لا يعلمه الناس والذي تمكن من خلاله من إيصال البشير وعلي عثمان إلى سدة السلطة؟!
    سنعطي القارئ معلومات تنشر لأول مرة عن بعض فصول هذا الجهاد المزعوم..
    الارتكاس الأول:
    إن جهاد الافندي المزعوم في الحركة الإسلامية السودانية إنما هو سلسلة من الارتكاسات والخيانات لا غير. وقد بدأت ارتكاسات الافندي وخياناته للدعوة منذ يفاعته عندما كان يرأس تنظيم الإخوان المسلمين بمدرسة بربر الثانوية العليا في أواسط سبعينيات القرن الماضي، وحينذاك كانت الحركة الطالبية السودانية بقيادة الإتجاه الإسلامي تخوض أعنف مجابهاتها مع الطغمة المايوية الفاسدة، وتضرب للناس الامثال بتقديم التضحيات.
    وتبعا لذلك فقد كان المرجو من (القيادي) الصغير الافندي ان يخوض غمار تلك المجابهات اللافحات، ويقود زملاءه في الحركة الإسلامية والطالبية بتلك المدرسة في خط المواجهة الوطنية الشاملة التي انتظمت القطر بكامله، وشارك فيها حتى طلاب المدارس الابتدائية، ولكن الافندي تخاذل تخاذلا مشينا، وانتكس وارتكس، وأسس السنة التي ما زال يسير عليها حتى الآن في التكسب والارتزاق!
    لماذا فصل الافندي من التنظيم؟
    لقد انتكس الافندي انتكاسة شائنة في ذلك الوقت الحرج ( وقت الحارة!). ولم يحد عن خط النضال الإسلامي الطلابي وحسب، وانما خان الدعوة والحركة الإسلامية والطالبية. فقد غلبته أطماعه المادية الخاصة بإزاء فرصة سانحة وجدها أمامه للارتزاق من صحافة مايو المؤممة، تلك الصحافة التي كان تأنف من الكتابة فيها كل الأقلام السودانية الشريفة. وهكذا بدأ الناس يقرأون مقالات الافندي في صحيفة (الصحافة) المؤممة التي كان يرأس تحريرها شخص له به صلة يدعى محمد الحسن أحمد.
    ولما رأى الطلاب الإخوان بمدرسة بربر الثانوية ان رئيسهم الافندي قد خذلهم وخانهم وشوه سمعتهم فقد واجهوه وجابهوه بما اقترف من الإثم وطلبوا مه أن يكف عن الكتابة في صحيفة مؤممة لا هم لها إلا الدفاع عن النظام المايوي الباغي والهجوم على الحركة الإسلامية والحركة الطالبية الماجدة.
    وهنالك وازن الافندي (وهذه ستصبح عادته الدائبة) موازنة دقيقة بين مصالحه الخاصة، ومصالح الحركة الإسلامية العامة، وانتهى إلى أن مصالحه الخاصة أولى بالتحقيق من مصالح الحركة الإسلامية والطلابية الملحة في ذلك الحين، ولذلك أبى ان يستجيب لأمر التنظم له بالتخلى عن الكتابة بتلك الصحيفة. وكيف يتخلى الافندي عن مصالحه الشخصية ومصدر الرزق المادي في سبيل تحقيق مثاليات الحركة الإسلامية التي بدت له في حينها – ولا تزال تبدو له – عصية على التحقيق. ومن ثم اتخذ قراره بمواصلة الارتزاق من صحيفة (الصحافة) المؤممة، واتخ الطلاب الاخوان بمدرسة بربر الثانوية قراراهم الصائب بعزله عن رئاسة التنظيم وفصله من عضويته فصلا تماما.
    وظل الافندي مفصولا من التنظيم إلى أن دخل جامعة الخرطوم، فنظر الإخوان هنالك في أمره من جديد، والذي دعاهم لإعادة النظر في أمره ثلاثة أسباب، أولها: اتقاء شره العميم ، وثانيها: تأليف قلبه الأثيم ، وثالثها: مجاملة أخ له كريم، لا يزال إلى اليوم مستقيما على عهد الدعوة على عهد الدعوة العظيم. وبتقليب إخوان الجامعة لجوانب الامر قرروا إعطاء الافندي فرصة أخرى لمراجعة نفسه، وأعفوه من عملية النقد الذاتي، ولكن وضعوه تحت المراقبة لعدة أشهر، حتى تتضح استقامته ويتبين صلاحه. وبظهور بعض أمارات (الصلاح) و(الاستقامة) الخارجية على سلوك الافندي أعادوه إلى التنظيم، ولكنهم أبقوه مع ذلك على هامش الدعوة والعمل الإسلامي، إلا من تكليف له لبضعة أشهر بالعمل محررا بصحيفة (آخر لحظة) الحائطية.
    كان ذلك في أوائل عام 1975م . ثم مرت برهة قليلة احتدمت بعدها ظروف النضال الذي كانت تخوضه الحركة الوطنية السودانية ضد نظام مايو وتمخضت عن احداث جسام دفعت ضريبتها الحركة الإسلامية الطالبية خاصة في اوساط جامعة الخرطوم، وذلك بعد انقلاب حسن حسين في عام 1975م. وعقب ذلك الانقلاب الفاشل اعتقل الطلاب بالمئات وأودعوا السجون، وبدت ظروف الدراسة بالجامعة عسيرة وذات خطر بالغ لا يحتمل أدناه أمثال الافندي الذي لا يفكر إلا في مصالحه الذاتية الضيقة، فأعاد الافندي مراجعة حساباته وموازناته الدقيقة كعادته، وآثر أن يفر بجلده لا من جامعة الخرطوم وحسب، وانما من القطر بأسره، ففر إلى بريطانيا ليدرس في أحد معاهدها فنون الطيران الزراعي !!
    الافندي ورش الحشرات:
    وقد استغرب الناس حينها ولا زال بعضهم مستغربا حتى اليوم، ما الذي دفع بمثقف نابه ( ومشروع مفكر مقتدر ) كالأفندي لكي يدرس الطيران الزراعي الموكل برش الحشرات، ولكن من كانوا على علم أكيد بخلفية هذا الافندي في انتهاز فرص الارتزاق من أي مصدر جاءت، ادركوا انه قد حصل على فرصة وقتية جيدة أراد ان يهتبلها لـ (كسب العيش) والارتزاق .
    وهكذا ذهب الافندي لدراسة الطيران الزراعي، و لكنه لم يعد ليعمل في رش الحشرات التي وكل بإبادتها ، لأنه قام بإعادة حساباته وموازناته الدقيقة مرة أخرى، وذلك على ضوء متغير جديد، هو ابرام عقد المصالحة الوطنية بين الصادق والنميري في عام 1977م، فقرر الافندي على إثر ذلك أن يعود إلى جامعة الخرطوم التي كانت أجواؤها قد هدأت واستقرت فأكمل دراسته بها.
    وفي السنوات التي قضاها لإكمال دراسته بالجامعة لم تكن له من صلة من أي نوع بأي فعالية من فعاليات العمل الإسلامي الجاد، وكان من يراه يتهادى في شوارع الجامعة وممراتها لا يخامره أدنى شك في أن هذا الفتى المتزيي بزي الهيبز إما أنه واحد من قطيعهم أو أنه يتشبه بهم أو أنه شخص لا علاقه له من قريب أو بعيد بالإلتزام النضالي الإسلامي.
    التقرب إلى الإسلاميين في بريطانيا:
    وما انقضت سنوات الجامعة حتى قرر الافندي أن يرجع إلى بريطانيا حيث عمل بشتى انواع الصحافة العربية المهاجرة إلى لندن وباريس. وفي ذلك الحين أعاد حساباته وموازناته الدقيقة من جديد، فقد استبان له أن مصالحه المادية قد تتحسن أكثر إذا ما تظاهر بالانتماء إلى الإسلاميين السودانيين، الذين كانت لهم سمعة طيبة في الاوساط الحركية العالمية. ولذلك أخذ يتودد إليهم ويتقرب منهم بكل سبيل، ولكنهم صدوه عنهم وأوصدوا من دونه الباب ولم يقبلوه بينهم بسبب سوابقه الرديئة معهم، وظل امر الافندي كذلك حتى توسط حسن الترابي لصالحه، فقبلوه على مضض. وهذا أمر حدثني عنه حسن الترابي شخصيا ولا أظنه سينكره الآن!
    كيف ركل الافندي مثالياته الزائفة؟
    واحتفظ الافندي بعلاقاته المنفعية بالحركة الإسلامية السودانية حتى جاءت الإنقاذ فرأى ان تلكم هي فرصته الكبرى لكي يغترف من عطاء الدولة بلا حساب، فهرع إلى خدمة الانقلابيين الانقاديين بلا تردد، وتنكر لكل مثالياته التي كان ينعق بتردادها والتودد بها الى الغربين. ففي لحظة الطمع الجارف التي اجتاحته نسي كل غرامه وولهه (الزائف) بالديمقراطية التي كان يتغنى بمآثرها ويمجدها يدعو إليها، وجاء ليؤيد نظاما عسكريا انقلب لتوه على حكم منتخب عن طريق ديمقراطيا. وزاد على ذلك بقيامه بتزيين سواءات النظام والتحريض على معارضيه وتقديم شهادات الزور عليهم.
    ولم يكن عجيبا أن يتصرف الافندي بهذا الشكل الانتهازي المرذول، فقد كانت تلك هي لحظة التوتر العظيم التي يختبر بها الناس وينسى فيها ارباب الطمع من أمثال الافندي جميع أنواع الفضائل، حتى يعودوا للتغني بها بعد أن تنجاب غشيات الطمع التي تعمي البصائر والقلوب.
    رأي (المايكرو- تنظيم) في الافندي:
    ولقد كانت أطماع الافندي عظيمة هائلة بحق، فقد كان يرنو أن يلحق نفسه بزمرة الحاكمين في حلقاتهم العليا، لاسيما في تلك الحلقة التي غدا يسميها الآن بـ (السوبر- تنظيم)، وهو التنظيم الذي أخبرناه في مقال سابق أنه يسميه تسمية خاطئة، حيث الأحرى أن يسمى مثل هذا التنظيم بـ(المايكرو- تنظيم). وهو التنظيم الذي اجتمع أفراد منه بعد قليل من نجاح الانقلاب لمناقشة امر الاستفادة من مواهب الافندي وخبراته وصلاته، وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا، فقال فريق منهم إن هذا الشخص المدعو بالافندي شخص انتهازي قديم جربناه من قبل فلماذا نجربه مجددا وما وجدنا منه على طول التجربة إلا الخذلان بعد الخذلان؟!
    وقال فريق ثان إن الظروف العامة قد تغيرت الآن وإن الدولة اصبحت في أمس الحاجة إلى أمثال الافندي من المثقفين النابهين اللوذعيين، ونحن (كدولة) سنكون اقوى منه بكثير، ونستطيع لا محالة أن نطوعه لخدمتنا، ولا نحذر من أن يغدر بنا مرة أخرى، بل لعله لا يغدر ثانية بعد أن اتعظ بتاريخه في هذا السبيل.
    وقال فريق ثالث- وهم أصحاب الرأي المصيب البصير – إن هذا الافندي شخص ليس له من شيئ ثابت يسمى بالأجندة أو الهموم العامة، وجميع أجندته وهمومه لا تتعدى نطاقه مصالحه الشخصية الضيقة، هذا مع ملاحظة أن هذا الافندي الذي عرفناه قديما وحديثا هو على استعداد تام للتجاوب والتعاون مع الاجندة والهموم العامة متى ما التقت باجندته وهمومه الشخصية. ولذلك فيمكننا أن نتعامل معه ونستخدمه للدعاية للإنقاذ، ولكن على شرط ألا نأمن بوائقه ومكره وغدره ونكوصه، إذ ما أسرع أن يعود لخدمة مصالحه الخاصة وحدها ولو على حسابنا متى ما بدأ التناقض بين اجندتنا العامة وأجندته الخاصة.
    وهذا الذي قاله الفريق الثالث هو الذي ساد في النهاية، وبمتقضاه تم استخدام الافندي واستغلاله للدعاية للدولة الإنقاذية الوليدة ولتسفيه معارضيها وتكذيب أقوالهم. وأما المحاذير التي نبه إليها أصحاب الفريق الثالث فقد تحققت أيضا، إذ سرعان ما انحاز الافندي إلى صفوف خصوم الحركة الإسلامية والانقاذ حالما انتهت مدة خدمته بلندن وحالما اوقفت وزارة الإعلام السودانية مرتبه وألغت رتبته وأرسلت شخصا بديلا عنه اختير من الصدق والسابقة في فحل محله وأصبح خير خلف لشر سلف!
    الافندي لم يكن موظفا بوزارة الخارجية:
    وبهذه المناسبة أود أن أقول أمرا جديدا للقراء، وهو أن الافندي لم يكن قط موظفا بوزارة الخارجية، وإنما كان موظفا بوزارة الإعلام. وهذه الحقيقة تتاقض مع افادات الافندي الاخيرة التي صاغها في شكل بيان هدد به من عناهم بالتهديد، وجعل لب بيانه هذا في ايضاح موقفه من وزارة الخارجية السودانية، وأنواع مصادر الرزق التي غرف ويغرف منها حتى الآن.
    وفي ذلك البيان الدفاعي زعم الافندي انه لم يفصل قط من وزارة الخارجية السودانية، وان الوزارة لم تستغن عنه، ولا كان في نيتها ان تستغني عنه، وأنه ما كان بامكانها ان تستغني عنه، وانه اكبر من الوظيفة الدبلوماسية، وانه هو الذي استغنى عن العمل بوزارة الخارجية وقدم استقالته من العمل بها.
    وهذا كله كذب محض خالص لا تشوبه شائبة واحدة من صدق. وإنما شاد الافندي هذا الصرح من الأكاذيب على مجرد خطأ او سهو وقع مني بغفلة وبحسن نية، ورأى هو أن يستثمره ويستمرئه ويطوره بسوء نية الى آخر المدى.
    وحقيقة امر وظيفة الافندي في الدفاع عن الانقاذ وتزيين أخطائها هي التي أقولها الآن. وخلاصتها ان هذا الشخص المدعو بالافندي لم يكن في يوم من الايام موظفا بوزارة الخارجية السودانية، وانما كان موظفا بوزارة الاعلام السودانية، حيث كان الملحقون الإعلاميون وما زالوا يتبعون لوزارة الإعلام، مثلما يتبع الملحقون الثقافيون لوزارة التربية والتعليم. فملفات الافندي الوظيفية موجودة بلا ريب بوزارة الاعلام لا بالخارجية، فهو قد عمل صحفيا بوزارة الإعلام لا دبلوماسيا بوزارة الخارجية.
    و قد كذب الافندي كذبا منكرا (بوغي وتعمد) حين قال في بيانه ذاك إنه كان:" موظفاً دائماً في سلك الخارجية السودانية". وهو كذب سيئ خبيث يوهم بأن الافندي كان دبلوماسيا محترفا Career diplomat دخل وزارة الخارجية من عهد قديم، وبطريق طبيعي، غير طريق التوظيف السياسي، الذي أشرف عليه ما يسميه اليوم بفجوره وتبجحه اليوم الـ (سوبر- تنظيم)!!
    لقد دخل الافندي في وظيفته الإعلامية لخدمة الانقاذ برتبة (صحفي مستأجر) مهمته مدح النظام الانقاذي وهجو خصومه ومعارضيه. فتلكم الوظيفة التي حازها الافندي هي على حد تعبير الدكتور العلامة عبد الله الطيب هي وظيفة (شاعر) السلاطين في العهود الخالية، فالافندي إذن كان ( شاعرا) مثل شعراء البلاط الأموي، يمدح الخلفاء ويهجو الخوارج والمخالفين، ويشتط في كلتا الحالتين، ويتكسب كما يتكسب الشاعر الاموي الملحق بالبلاط، وذلك مع فارق جوهري وهو أن شعراء بني أمية كانوا (مخلصين) لسادتهم ولم ينقلبوا عليهم كما انقلب الافندي على سادته.
    وقد كنا إلى امد طويل نظن ان هذا الفارق الأخير الذي أشرنا إليه إنما تولد عن طبع انتهازي قديم مركوز في الافندي، ولكن الافندي عاد فأخبرناعن مصدر آخر استلهمه وتعلم منه فنون الغدر، وهو الشاعر الشيعي المتطرف دِعَبْل الخزاعي، الذي مدح الخليفة العباسي الرشيد واكل كثيرا من عطاياه ثم هجاه بعد أن مات!!
    هل يعطى الافندي من سهم الزكاة؟!
    وأهل (المايكرو- تنظيم) الذين وظفوا الافندي قديما أصبحوا جميعا على دراية كافية بهذا الطبع القديم الذي يطبع هذا الافندي، ولذا لا يمكن ان يأمنوه مجددا فيلدغوا من جحره مرتين. فقد بان شره وضرره الوخيم على نفسه وعلى الانقاذ، ولكن هذا لا يمنع بالطبع من ان يستخدموه مجددا ويعطوه وظيفة في خدمة النظام.
    وفي هذا المدى فقد نصدق زعم الافندي ان الدكتور مصطفى اسماعيل قد دعاه لكي يصبح سفيرا للسودان في دولة من دول الدنيا, وإن صدقنا الافندي في هذا - وقلما نصدق مثله ممن جربنا عليهم الكذب الأبلق!- فإن الامر لا يعدو ان يكون سعيا اجتهاديا فاضلا مقدرا من هذا الوزير النبيل في مجال تأليف القلوب.
    ومثل الافندي يستحق استحقاقا تاما أن يسعى المسؤولون الانقاذيون لتأليف قلبه بالمال، جريا على سابقة الطلاب الإسلاميين من قبل في تأليف قلب الافندي بإعادته الى التنظيم في السبعينيات. ولا شك ان حاجة الإسلاميين اليوم إلى تأليف قلوب أمثال الافندي أشد من ذي قبل، ولذلك فلا استبعد ان يكون بعض مسؤولي الانقاذ قد وجدوا فقها سائغا يبرر إعطاء الافندي من سهم معروف من أسهم الزكاة. وإذا لم تنجح محاولة الوزير اسماعيل التي حدثنا عنها الافندي، فإني لا استبعد ان تنجح محاولات لغيره من مسؤولي الانقاذ في المستقبل، فيعطى الافندي حينها نصيبه المستحق من سهم المؤلفة قلوبهم، فقد علمتنا ملاحظة السياسة ودراستها ان ليس فيها مفاجآت ولا استحالات!
    (وفي المقالة القادمة نواصل تشريح استاذ الانتهازية الأول وسط الإسلاميين.. فإلى لقاء)..
                  

12-26-2007, 11:25 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: Yasir Elsharif)

    هذا المقال هجاء مر للحركة الاسلامية وليس للافندى فحسب!
    الافندى كبراغماتى والحركة الاسلامية كحركة مكيافيليةوالتقاطع هو المصلحة المشتركة للفندى كفرد والحركة الاسلامية التى تتكون من افراد كلهم على شاكلة الافندى بما فيهم زميل الدراسة السابق محمد وقيع الله احمد
    جنى
                  

12-26-2007, 11:49 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48867

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: أبوتقى)

    في الحلقة الثانية من اللقاء مع د. محمد وقيع الله اخترت هذه الفقرات التي تتحدث عن نفسها ولا تحتاج إلى تعليق..

    Quote: * *: قالت إنك ترى أن إثارة مسألة هوية السودان الآن مؤامرة مدبرة. فمن هو المتآمر ذو التدبير؟


    المتأمر هو الحزب الشيوعي السوداني. فهو الذي يقود هذا التدبير . الحزب الشيوعي وامتدادته التنظيمية المختلفة تحمل في قلبها حقداً شديداً على الإسلام وعلى الحركة الإسلامية في السودان ، وخاصة بعد أن تمكنت من حكم السودان وتنزيل مشروعها إلى الواقع، وقامت بحرمان الحزب الشيوعي والقوى الحانقة على المشروع الإسلامي من التنفذ في هذا البلد المسلم، قادة هذا التآمر يفكرون بعمق ويتحركون من أجل تفكيك القاعدة التي يقوم عليها المشروع الإسلامي في السودان ولذلك هم يشجعون الحركات الإثنية والعرقية المتطرفة، ويدخل في هذا الباب حديثهم المكرور عن الهامش والمهمشين، ويتحالف الشيوعيون السودانيون والمصريون مع الحركة المتمردة في جنوب السودان، ويساندون جبهة الشرق ومعظم كوادر جبهة الشرق شيوعيين باعتراف قيادات الحزب الشيوعي، ومعظم الشماليين الذي في الحركة الشعبية الجنوبية هم شيوعيون. وحركات دارفور مثل حركة عبدالواحد محمد نور يقوم على قيادتها وتوجيهها منسلخون شيوعيون أو شيوعيون مندسون في هذه الحركات. وهذه الحركات العنصرية المتمردة قامت على تأسيس نظري شبه أكاديمي توفر عليه أساتذة يساريون وعملاء استخبارات في بعض الجامعات الإسكندنافية والأمريكية والإفريقية. بل كانوا يعملون من داخل الأوكار العلمية بجامعة الخرطوم . وأخيرا أقاموا مؤتمراً مشبوهاً عن التنوع الإثني والثقافي في السودان، وكأن هناك مشكلة أثنية وثقافية في السودان ، وهذا المؤتمر أقامته جهة الكل يعرف أنه الواجهة الثقافية للحزب الشيوعي السوداني الذي يقود مؤامرة تفكيك السودان . إن الحزب الشيوعي لم يندثر ولم يتحطم كما يظن البعض ، وكما تظن حكومة الخرطوم ، وهذا الحزب ما يزال في نظري ذا فاعلية كبيرة وناشط جداً في أداء دوره في تخريب البنى التي قام عليها السودان.


    * *: لكن هذا الكلام يتناقض تماماً مع الآيدلوجية الشيوعية، فهي آيدلوجية لا تؤمن بالأعراق والأديان، ولكن تؤمن بنظرية ذات طابع أممي تتناقض مع هذا السلوك؟


    هذا الكلام سليم، ولكن الشيوعيين السودانيين لا يعرفون الشيوعية النظرية معرفة كبيرة ، هؤلاء الرجال هم مجرد مناضلون تنظيميون حزبيونلا غير . ترى ماذا ماذا يعرف شخص مثل التيجاني الطيب عن الماركسية؟! إنه لا يستطيع أن يتحدث لمدة ساعة واحدة عن الفكر الماركسي، ولكنه يستطيع أن يتكلم الساعات العديدة عن نضالات الحزب الشيوعي وتاريخه الأثيم . وقد أنفق هذا الرجل وأمثاله من ديناصورات الحزب أكثر من خمسين سنة في تنفيذ مؤامرات الحزب الشيوعي وكلها مؤامرات ضارة وقد استفحل شرها أخيراً حينما استهدفت صميم البنية العضلية لهذا البلد المسلم.

    إن كلامك عن الماركسية كنظرية صحيح. فالماركسية لاتؤمن بالتناقض العرقي أو الثقافي وإنما تؤمن بالتناقض الاقتصادي الطبقي، وكانت "يوتوبيا" ماركس تتحدث عن أنماط الانتاج المتناقضة التي تنتج نظماً اقتصادية متناقضة لا تزال تتطور وتتناقض ويفني بعضها بعضاً إلى أن يساق الجنس البشري إلى نعيم الشيوعية وبها تنتهي دورات التاريخ البشري. ولم يكن ماركس ولا زميله إنجلز يهتمان بمسائل الثقافة والإثنيات واللغات والأديان والفن والقانون، ويعدان أمثال هذه التجليات بمثابة بنيان علوي هش منبثق عن البنية التحتية الصلبة وهي البنية الإقتصادية يتغير بتغيرها ويزول بزوالها. هذه هي الماركسية وهي لا تنفع في السودان. ولذلك يستخدم الشيوعيون السودانيون ما يدعونه بالتناقض، او بتسميتهم الملطفة، التباين الإثني والثقافي لتحطيم الدولة السودانية الإسلامية الإنقاذية التي يعادونها من صميم قلوبهم ، فهم لا يستطيعون فعل ذلك إذا تسللوا عن طريق العمال لأن العمال تسسلوا من أيديهم، والطبقة العاملة أصبحت طبقة صغيرة في السودان وغير منظمة كما كانت فيما مضى، ولذا فشلوا في هذا المضمار فشلاً ذريعاً، والسيوعيون الآن لا يتحدثون عن العمال قط في أدبياتهم وهذا أمر ملاحظ، ومعظم قيادات الحزب الشيوعي السوداني ممثلون في سلوكهم وأنماط عيشهم لطبقتي البرجوازية الصغيرة والكبيرة، ولهم مطامع في استلاب السلطة من أجل تضخيم ثرواتهم، وطريقهم إلى ذلك هو تفجير نظام الإنقاذ المنيع المستعصي باستخدام الحركات العنصرية الوبيلة ضده. إنهم يريدون تحطيم النظام ولو حطموا معه الوطن فهو مجرد عمل تخريبي غير منضبط ولا مستهد بأي فكرة أوآلية ماركسية.


    * *:لمصلحة من يريدون تحطيم النظام؟


    ليس لمصلحة أحد، فهم مثل حسن الترابي الذي يسعى لتحطيم الوطن بلا أدنى موجب!


    * *:هل لأمريكا يد في دعم هذه التوجهات التي قد تخدم مشروع الشيوعيين في السودان؟


    نعم أمريكا تشجع ذلك . فالسياسيون الأمريكيون وصناع القرار في الولايات المتحدة أذكياء ومتخصصون ولهم مراكز بحث متقدمة ويمكن أن يستغلوا أي شخص يمكن أن يخدم مشروعهم في المنطقة المعنية سواء شعر ذلك الشخص أم لم يشعر ، ومن قديم نبه الكاتب الإسلامي الكبير وعميد المفكرين السياسيين الإسلاميين محمد جلال كشك إلى أن المخابرات الأمريكية دائماً ما تجند الشيوعيين وتستخدمهم لتحطيم المقومات الإسلامية وتفكيك العالم الإسلامي ، حتى إذا تفكك العالم الإسلامي سهل على أمريكا اجتياحه بعذ ذلك. اقرأوا لمحمد جلال كشك كتبه التي تتضمن هذا المعنى من مثل: (الماركسية والغزو الفكري)، و(الغزو الفكري)، و(أخطر من النكسة)، و (ودخلت الخيل الأزهر) فهي تساعد كثيراً في فهم هذه الظواهر.
                  

12-26-2007, 12:05 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: أبوتقى)

    Quote: وأخيرا أقاموا مؤتمراً مشبوهاً عن التنوع الإثني والثقافي في السودان،
    وكأن هناك مشكلة أثنية وثقافية في السودان


    سي الأفندي ماعارف إنه هناك مشكلة اثنية وثقافية في السودان؟
    وبيقولوا عليه مفكر وحامل البي إتش دي
    حقآالقلم مابيزيل بلم
                  

12-26-2007, 01:44 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48867

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أسئلة إلى الدكتور محمد وقيع الله.. (Re: أبوتقى)


    في واحد من اللقاءات بعاليه يقول الدكتور محمد وقيع الله:

    Quote: وعليهم أن يدركوا أن الحركة الإسلامية الحقيقية هي الحكومة وجيشها وقوات أمنها.


    فهل يا ترى سمع بما فعلته قوات الأمن من تعذيب في بيوت الأشباح؟؟

    لا بد أنه قد سمع.. ولكني هنا أريد أن أعطيه شهادة أحد ضحايا التعذيب في السودان وهو يذكر أسماء ضباط الأمن وما فعلوه معه.. وأتمنى أن يطلع جماعة موقع المشكاة على ذلك أيضا..


    http://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=2271&page=2

    Quote: جعفر يسن احمد

    تم اعتقالى من مطار الخرطوم عند عودتى من الخارج وتم اخذى الى مكتب العميد حسن ضحوى نائب رئيس جهاز الامن الذى الذى طلب منى الاعتراف بصلتى بالقيادة الشرعية ولما انكرت ذلك قال لى نائب رئيس الجهاز "اذا طلعت من مكتبى دا انا لا اضمن لك سلامة نفسك وقال ايضاً التعذيب هنا حتى الموت" واخذنى المقدم صلاح قوش الى مقر الجهاز وقال لى" سمعت ببيوت الاشباح المكان المات فيه الدكتور على فضل أنت حسع فيها حنعذبك والا تقول وتعترف وتعمل الحاجات الي نحن عاوزنها" وتم اعادتى الى مكتب العميد حسن ضحوى ولما انكرت صلتى بالمعارضة ضربنى العميد بتقالة ورق وقال لى " انت حتموت هنا تحت ايدينا وكسرت ساعتى وضربنى العميد بالعصا على كتفى وتم استدعاء الطيب نور الدائم ومبارك جادين وتم جلد الطيب امامى بالسوط واعادنى الرائد على حسن الى بيت الاشباح وكلف الحرس "الناس ديل بكرة يجونا جاهزين" وفى حضوره تم ضربى على الحائط وبالدبشك على ظهرى ووضعت فى زنزانة صغيرة الجزء الاسفل من بابها مصنوع من الصاج والجزء الاعلى من السيخ وامرت باخراج يدى من فتحات السيخ ووضعت عليها طشت وعند وقوع الطشت ينهال على الحرس ضرباً بالخرطوش مع السب والشتائم ومنع الاكل والشراب وقضاء الحاجة والصلاة والنوم وتغير حمل الطشت الى حمل الطوب وعندما يغمى على يتم ضربى وايقافى لمواصلة حمل الطوب ثم تم اخذى والطيب نورالدائم الى مكتب الامن وامرنا بخلع ملابسنا فيما عدا الانكسة ووجدنا مقدم امن صلاح عبدالله وعلى الحسن وعبدالحفيظ احمد البشير يحملون سياطاً وربطت ايدينا للخلف وبدأ مسلسل الضرب بالسياط على الظهر ولا تزال اثاره ظاهرة على جسدى وفى تمام الساعة الثانية طهراً اخذنا المقدم صلاح قوش والرائد على حسن والرائد عبدالحفيظ احمد البشير الى طابور شمس وعند خروجنا وجدنا الحسن احمد صالح يجلس على الارض تحت الشمس وكان عارياً وعينه اليسرى مربوطة ويتلقى ضربات بالخرطوش وتم وضعى بالقوة فوق عربة ويداى مربوطتان للخلف ودس جسدى على العربة حتى تسلخ جزء من الالية اليسرى واجزاء من الكتفين وسقطت على الارض مغشياً على وعندما افقت وجدت المقدم صلاح عبدالله والرائد على حسن يشتمونى وكان الرائد عبدالحفيظ محمد يحمل كاوية وامره المقدم صلاح عبدالله بتوصيلها بالكهربة وعند التسخين احضارها وقام بكوى جزء من الفخذ ولاتزال آثارها باقية ومنطقتين من البطن والصدر وعندها دخلت فى غيبوبة وعندما افقت كانت الاسئلة تتوالى على وفى هذه اللحظة هددنى المقدم صلاح عبدالله باحضار زوجتى واغتصابها امامى وكان هناك شخص يطبخ فى الاكل وبجواره جمر وامره عبدالحفيظ بان يضع صينية على النار ويضع فيها ظروف نحاسية بتاعة رصاص وعندما سخنت الصينية اجبرت على الوقوف عليها وانسلخت قدماى ولم اعد اقوى على الوقوف وحملت الى داخل المكتب وقال لى صلاح عبدالله انت ما عندك علاقة بالسفارة المصرية؟ وطلبت من الرائد عبدالحفيظ محمد البشير كوب ماء واحضر الماء وكانت يداى مغلولتان وعندما هممت بشرب الماء دفق الرائد عبدالحفيظ الماء وضحك.

    التقرير الطبى:-
    بناء على الامر القضاء الصادر من السيد قاضى المحكمة الخاصة مولانا الزبير محمد خليل قمنا نحن د. عبدالمطلب محمـد يسن ود. على محـمد السيد الكوبانى بالكشـف على المواطن جعفر يسن احمد بمستشفى الخرطوم التعليمى ووجدنا الاتى:-
    *- اثر حريق بالساعد الايمن
    *- اثر حريق بالساعد الايسر
    *- اثر حريق بالساق الايسر
    *- اثر حريق فى منتصف الساق
    المصدر صحيفة الاتحادي العدد الصادر بتاريخ 24-5-1994
                  

12-28-2007, 00:45 AM

abdalla elshaikh
<aabdalla elshaikh
تاريخ التسجيل: 03-29-2006
مجموع المشاركات: 4001

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسئلة إلى الدكتور محمد وقيع الله.. (Re: Yasir Elsharif)

    طيب يا الـمفكر والدكتور والهناي...لو بلد بها أكثر من خمسمائة قبيلة تتحدث بأكثر من مائة لسان..وبها ثلاثة أديان سماوية وآلاف المعتقدات الارضية..فهل يستقيم عقلا أن لايكون صراعها الـماثل الآن صراع ثقافات وإن تجلي في البعد السياسي ????..فهل تعلم أن الفور يقسمون بالصاعقة وأن الـمرأة عند البجا لاتشرب اللبن إلا بعد ان يشرب منه الرجل..وأن الورل حيوان مقدس عند النوير وإن نزول الـمرأة للبحر عند قبائل الشمال النيلي معتقد نوبي قديـم..
                  

12-28-2007, 01:21 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسئلة إلى الدكتور محمد وقيع الله.. (Re: abdalla elshaikh)

    وقيع الله:
    Quote: الشيوعيين السودانيين لا يعرفون الشيوعية النظرية معرفة كبيرة ، هؤلاء الرجال هم مجرد مناضلون تنظيميون حزبيونلا غير . ترى ماذا ماذا يعرف شخص مثل التيجاني الطيب عن الماركسية؟! إنه لا يستطيع أن يتحدث لمدة ساعة واحدة عن الفكر الماركسي،
    غريب أمر هذا الوقيع الله!!
                  

12-28-2007, 02:13 AM

نصار
<aنصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: أبوتقى)

    Quote: وقال فريق ثالث- وهم أصحاب الرأي المصيب البصير – إن هذا الافندي شخص ليس له من شيئ ثابت يسمى بالأجندة أو الهموم العامة، وجميع أجندته وهمومه لا تتعدى نطاقه مصالحه الشخصية الضيقة، هذا مع ملاحظة أن هذا الافندي الذي عرفناه قديما وحديثا هو على استعداد تام للتجاوب والتعاون مع الاجندة والهموم العامة متى ما التقت باجندته وهمومه الشخصية. ولذلك فيمكننا أن نتعامل معه ونستخدمه للدعاية للإنقاذ، ولكن على شرط ألا نأمن بوائقه ومكره وغدره ونكوصه، إذ ما أسرع أن يعود لخدمة مصالحه الخاصة وحدها ولو على حسابنا متى ما بدأ التناقض بين اجندتنا العامة وأجندته الخاصة.
    وهذا الذي قاله الفريق الثالث هو الذي ساد في النهاية، وبمتقضاه تم استخدام الافندي واستغلاله للدعاية للدولة الإنقاذية الوليدة ولتسفيه معارضيها وتكذيب أقوالهم. وأما المحاذير التي نبه إليها أصحاب الفريق الثالث فقد تحققت أيضا، إذ سرعان ما انحاز الافندي إلى صفوف خصوم الحركة الإسلامية والانقاذ حالما انتهت مدة خدمته بلندن وحالما اوقفت وزارة الإعلام السودانية مرتبه وألغت رتبته وأرسلت شخصا بديلا عنه اختير من الصدق والسابقة في فحل محله وأصبح خير خلف لشر سلف!


    عجيب يا دكتور !!!!!
    هل اتضح لك ما رأيناه هنا ام يلزمنا التوضيح??
                  

12-28-2007, 02:32 AM

Ahmed Abdallah
<aAhmed Abdallah
تاريخ التسجيل: 08-12-2005
مجموع المشاركات: 5193

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: نصار)

    اذا اختلف اللصان ظهر المسروق
                  

12-28-2007, 05:41 AM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: أبوتقى)

    الكوز التورابوري محمد وقيع الله جابها من قصيرها:

    Quote: لقد دخل الافندي في وظيفته الإعلامية لخدمة الانقاذ
    برتبة
    ( صحفي مستأجر )
    مهمته مدح النظام الانقاذي وهجو خصومه ومعارضيه
    .
    فتلكم الوظيفة التي حازها الافندي هي على حد تعبير
    الدكتور العلامة عبد الله الطيب هي وظيفة (شاعر) السلاطين
    في العهود الخالية، فالافندي إذن كان ( شاعرا) مثل شعراء
    البلاط الأموي، يمدح الخلفاء ويهجو الخوارج والمخالفين،
    ويشتط في كلتا الحالتين، ويتكسب كما يتكسب الشاعر الاموي
    الملحق بالبلاط، وذلك مع فارق جوهري وهو أن شعراء بني أمية
    كانوا (مخلصين) لسادتهم ولم ينقلبوا عليهم كما انقلب
    الافندي على سادته.



    مارأي محمد ابراهيم الشوش وخالد المبارك ومحمد محمد خير
    في كلام هذا الوقيع وهم الذين تم استئجارهم في نفس وظيفة
    الافندي السابقة ليقوموا بنفس المهمة وهي كمال قال الوقيع
    بعضمة لسانه:


    Quote: مدح النظام الانقاذي وهجو خصومه ومعارضيه


    وما رأي بقية المأجورين لدي نظام الجبهة الاسلامية

    قال الوقيع هذا الكلام عن الافندي مع انه في النهاية
    (ابن التنظيم) منذ ايام الدراسة فماذا سيقولون عن
    المستأجرين جد جد
                  

12-28-2007, 02:19 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: أبوتقى)

    Quote: برتبة (صحفي مستأجر) مهمته مدح النظام
    الانقاذي وهجو خصومه ومعارضيه


    وما رأي المأجورين من الابواق الانقاذية في
    هذا المنبر؟؟
    يعني وصفنأ لكم بالمأجورين مضبوط..
    وصف يطلقه عليكم حتي اسيادكم بلا حرج
                  

12-29-2007, 05:51 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: أبوتقى)

    حري بكل المأجورين الذين تستأجرهم الجبهة الاسلامية
    في الصحف والقنوات الفضائية وفي المنابر الاسفيرية
    قراءة مقال الكوز العتيد محمد وقيع الله مرات ومرات
    حتي يعرفوا موقعهم من الاعراب وكيف ينظر اليهم
    سادتهم في الجبهة الاسلامية..
    ومن يهن يسهل الهوان عليه# وما لجرح بميت ايلام
                  

01-02-2008, 08:51 AM

أبوتقى

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 289

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: omar ali)

    ا
                  

01-06-2008, 05:33 AM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: أبوتقى)

    Quote: وحقيقة امر وظيفة الافندي في الدفاع عن الانقاذ وتزيين أخطائها هي
    التي أقولها الآن
    . وخلاصتها ان هذا الشخص المدعو بالافندي لم يكن
    في يوم من الايام موظفا بوزارة الخارجية السودانية، وانما كان موظفا
    بوزارة الاعلام السودانية،


    Quote: لقد دخل الافندي في وظيفته الإعلامية لخدمة الانقاذ برتبة (صحفي مستأجر)
    مهمته مدح النظام الانقاذي وهجو خصومه ومعارضيه. فتلكم الوظيفة التي
    حازها الافندي هي على حد تعبير الدكتور العلامة عبد الله الطيب هي وظيفة
    (شاعر) السلاطين في العهود الخالية، فالافندي إذن كان ( شاعرا) مثل
    شعراء البلاط الأموي، يمدح الخلفاء ويهجو الخوارج والمخالفين، ويشتط
    في كلتا الحالتين، ويتكسب كما يتكسب الشاعر الاموي الملحق بالبلاط،
    وذلك مع فارق جوهري وهو أن شعراء بني أمية كانوا (مخلصين) لسادتهم
    ولم ينقلبوا عليهم كما انقلب الافندي على سادته.



    الملحقون الاعلاميون
    الدكتور محمد ابراهيم الشويش
    الدكتور خالد المبارك
    القصاب محمد محمد خير

    التوصيف الوظيفي الذي اجراه الكوز العتيد محمد وقيع الله
    لوظيفة الدكتور عبد الوهاب الافندي عندما كان ملحقآ اعلاميآ
    بلندن في السنوات الاولي لحكم الجبهة الاسلامية يسري بضرورة
    الامر عليكم كملحقين اعلاميين تم تعيينكم قبل اشهر قليلة
    مضت؟؟

    هل قرأتم جيدآ ما كتبه اعلاه؟؟
    ما شعوركم عندما قرأتم كيف تم توصيفكم من خلال توصيف وظيفة
    الافندي آنذاك كصحفيين مستأجرين مهمتكم مدح النظام ومهاجمة
    خصومه وتزيين اخطائه؟؟؟

    الا تشعرون بالعار والاهانة والذل بعد هذا الكلام الواضح في امثالكم؟؟
    قد يكون الامر عاديآ بالنسبة للعنقالي القصاب محمد محمد خير ولكن ما
    رأي الشوش العميد السابق لكلية الاداب ورئيس تحرير مجلة ( الدوحة)
    سابقآ وخالد المبارك الاستاذ بجامعة الخرطوم والكويت في هذا الكلام
    الجارح المهين؟؟؟
    ما رأيكم في رأي سادتكم فيكم؟؟
                  

01-06-2008, 09:30 AM

tmbis
<atmbis
تاريخ التسجيل: 10-19-2002
مجموع المشاركات: 24862

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: omar ali)

    Quote: وما رأي المأجورين من الابواق الانقاذية في
    هذا المنبر؟؟
    يعني وصفنأ لكم بالمأجورين مضبوط..
    وصف يطلقه عليكم حتي اسيادكم بلا حرج
    Quote: الا تشعرون بالعار والاهانة والذل بعد هذا الكلام الواضح في امثالكم؟؟قد يكون الامر عاديآ بالنسبة للعنقالي القصاب محمد محمد خير ولكن ما
    رأي الشوش العميد السابق لكلية الاداب ورئيس تحرير مجلة ( الدوحة)
    سابقآ وخالد المبارك الاستاذ بجامعة الخرطوم والكويت في هذا الكلام
    الجارح المهين؟؟؟
    ما رأيكم في رأي سادتكم فيكم؟؟
    وإنت منو البتسال من الآراء وبتصنف في النـاس ..؟
    إنت عبارة عن اكبر اكذوبة ..
    علامة استفهام في فضاء اسفيري ..
    تدعي النضال ضد حكومة الكيزان .. وتتحاوم ضدك الشكوك ..
    - يا عضو يمتلك اكثر من اسم .. من الاسماء الزائفة يستخدمها وقتما يشاء ..
    - يا كوز مزروع لشق وحدة الصف ..
    - يا كمان ( صفــر ) يكتب وفقما شاء .. يتهم ويسب ويلعن الامهات .. ويرمي اسقاطاته ضد الديانة الاسلامية ..
    تحت غطاء متوفر له من مالك الموقع .. الذي يكسر قوانينه التي قام بوضعها .. يكسر قوانينه بنفسه .. عندما يوفر الغطاء اللازم لهذا النكرة .. الذي يقوم بالتهديد بانه سيفعل وسيفعل ..


    ـــــــــ
    أتحدى .. عمر علي + مرتضى جعفــر
                  

01-06-2008, 10:54 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: أبوتقى)

    الركيب الملفقاتي الكذاب جاء يدافع عن المأجورين امثاله لخدمة
    الجبهة الاسلامية ونظامها القمعي البوليسي
    بس هناك فرق جوهري بينك وبين الشوش وخالد المبارك في الخلفيات
    والمهام
    هما قادمان من صلب الانساق الاكاديمية بدرجات بتاعت دكتوراة
    وانت قادم من صلب حياة الصياعة والتسكع والعطالة ووجدت اخيرآ
    المأوي في الجانب الاخر من البحر الاحمر

    هما مستأجران حسب توصيف الوقيع كصحفيين للدفاع عن سياسات
    الجبهة الاسلامية وتزيين اخطائها ومهاجمة خصومها
    اما انت فمستأجر للمهام القذرة والقذرة جدآ التي لا يقبلها الا
    واحد ( عفن جدآ ) كما وصفت نفسك بنفسك ..مثل استخدامك كمخلب
    قط في عملية الحوار المفبرك الذي اعد خصيصآ لتزوير الحقائق
    المتصلة باختطاف نعش الراحل الاستاذ الخاتم عدلان في مطار
    الخرطوم من قبل الاجهزة الامنية ولتشويه صورته النضالية واشانة
    سمعة اهله...وكذلك مثل استخدامك لتخريب بوستات معارضي النظام
    ومطاردة بوستات ابناء الهامش ..
    يعني انت مستأجر زيهم بس انت مستأجر علي اوسخ
    هم ابواق وانت من حظيرة الكلاب القوشية المسمنة
                  

01-07-2008, 00:24 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: أبوتقى)

    يتحدث محمد وقيع الله عن السودان كأنما هو قطر لا يسكنه سوى الترابيين القدماء أو الجدد ولا يعكر صفو العيش فيه سوى قلة من الشيوعيين الجهلاء على حـد تعبيره.

    وينتقد محمد وقيع الله حكومـة البشير انتقادات موجعة وفي الصـميم كانتقادها في ركوب البراغماتية وإهمال الفكر والكتابة والاطلاع وكانتقادها في قلة الانفاق على التعليم, وكانتقادها في تجاوز الحركة الاسلامية نفسها إلى كيان الدولة الواسـع

    ثم يتسامح الباحث المنهجي محمد وقيع الله (رغم ذلك كله مع الانقاذ) تسامحاً غير مفهوم ولا مبرر ويقرر حقائق تناقض انتقاداته , فيقرر أن الاخلاق على مايرام وأن التعليم متقدم وأن الحياة تسير إلى الاحسن,

    مشكلة الانتلجنسيا من هؤلاء هي مشكلة (أخلاقيـة) في المقام الأول وهي مشكلة تتحدر عما ورثوه من تربية الترابي التنظيميـة وتنحـدر إلى درك الطمع الدنيوي في مغازلة السلطـة لترتيب عودة (وزاريـة) للكادر الجهنمي....

    ووتتضح انتهازيـة الوقيع الله هـذا في غبطته بــ (الكثيـر ) الذي يزعم أن الحركة الاسلامية قد حققتـه , دون التفات إلى (الكثـيــر ) من الخسائر والكوارث والنزف الذي تسببت الحركـة الاسلامية الترابية في تكبيده للملايين من السودانيين ....


    مثقفون من شعبنا إلى الجحيم المقيم


    أحمـد الشايقي
                  

01-15-2008, 06:56 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: أبوتقى)

    هل يرد الدكتور الافندي في مقالته هذه التي نشرت
    بصحيفة " القدس العربي" علي محمد وقيع الله دون
    ان يذكر اسمه والذي قال في مقالته اعلاه ان
    الافندي كان صحفيآمستأجرآ خلال عمله ملحقآ اعلاميآ
    بلندن اذا كان عليه - حسب الوقيع - ان يزين اخطاء
    حكومة الانقاذ ويهاجم معارضيها


    Quote:

    قبيل قراءة الفاتحة علي روحها الحركة الإسلامية في السودان: تأملات وذكريات
    د. عبدالوهاب الأفندي

    15/01/2008

    في ايلول (سبتمبر) من عام 1975، وبعد أيام من الانقلاب الفاشل ضد الرئيس نميري الذي قاده المقدم حسن حسين عثمان ذلك الشهر، طرق بابي في مقر إقامتي بالخرطوم 3 الصديق العزيز عبدالرحيم محمد حسين (وزير الدفاع السوداني الحالي) الذي كان كثيراً ما يسعدني بزياراته، فمنعته من الدخول وطلبت منه ألا يأتي لزيارتي في ذلك المنزل بعد ذلك. وقد كان من نتيجة ذلك أن حرمت من رؤية الأخ عبدالرحيم إلي أن التقينا لأول مرة في القصر الجمهوري بعد ذلك بخمسة عشر عاماً.
    سبب ما حدث كما شرحته للأخ عبدالرحيم حينها هو أن الأخ عباس برشم، أحد القيادات الطلابية من منسوبي حزب الأمة، وأحد قيادات الحركة الانقلابية (أعدم فيما بعد مع ثلة من رفاقه رحمهم الله جميعاً)، كان قد اختبأ في المنزل مع أحد أصدقائه الذي كان يشاركنا السكن في يوم الانقلاب وبقي فيه حتي حل الظلام قبل أن ينتقل إلي مخبئه الذي اعتقل فيه في أم درمان في مساء نفس ذلك اليوم. وعليه فقد كان هناك خطر من أن تكتشف الأجهزة الأمنية علاقته بنا فتراقب المنزل أو تداهمه. ولأن الأخ عبدالرحيم كان قد التحق حديثاً بسلاح المهندسين في الجيش، فقد تعرضه زيارتنا للخطر.
    كنت شخصياً أتخوف من أكون ملاحقاً من الأجهزة الأمنية لأكثر من سبب آخر، حتي قبل الانقلاب. فقد كنت باعتباري المسؤول الإعلامي في المكتب التنفيذي للاتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم أتولي الإشراف علي أوجه نشاط عدة في الجامعة من أبرزها أضخم معرض فني ثقافي كانت الحركة تنوي إقامته في ذلك الشهر. وكان ممن تطوع لمساعدتي في تنظيم ذلك المعرض الأخوين الزبير محمد الحسن (وزير المالية الحالي) ومحمد الحسن الأمين (نائب رئيس المجلس الوطني). وبينما كان يقومان بنقل بعض المواد الإعلامية الخاصة بالمعرض من داخلية الطالبات إلي داخلية الطلاب الرئيسية البركس ، برفقة أخ ثالث لا داعي لذكر اسمه هنا، اعترض طريقهم بعض رجال الأمن وقاموا باعتقالهم. وبمجرد استجوابهم اعترف الأخ الثالث الذي كان حديث عهد بالعمل السياسي، بأنني الذي كلفتهم بنقل هذه المواد.
    بعد يومين من الانقلاب استيقظنا في الفجر لنجد داخليات الجامعة محتلة بالآلاف من رجال الجيش والشرطة المدججين بالسلاح كأنهم ذاهبون إلي محاربة إسرائيل، وقد بدأوا بعملية تفتيش منهجية لمساكن الطلاب. وكانت غرفتي أقرب غرف مسؤولي المكتب إلي الباب الخارجي، وكانت خزانة ملابسي تئن من حجم الوثائق السرية. وقد بعث إلي الأخ الصديق التجاني عبدالقادر يطلب مني أن أسارع بإخفاء الوثائق ومغادرة الغرفة. ولم يكن هناك مكان لإخفاء الوثائق سوي بوضعها تحت مرتبة السرير، وقد أسرعت فغادرت الغرفة وأنا ما زلت أرتدي البيجاما ودون أن أحمل معي أي وثائق ثبوتية. وقد تجمعنا مع حشد كبير من الطلاب في ميدان في وسط البركس. وقد ظلت الأجهزة الأمنية تفتش المساكن سحابة ذلك اليوم قبل أن تنصرف وتستمر في محاصرة المداخل. وفي مساء ذلك اليوم نشرت أجهزة الإعلام الحكومية كذباً أن كميات من الأسلحة قد وجدت في المساكن الطلابية، وأعلن عن إغلاق الجامعة إلي أجل غير مسمي.
    واجهتني شخصياً مشكلة كبري، بسبب مسؤوليتي عن كمية ضخمة من الكتب واللوحات والملصقات التي أعددناها للمعرض. وكان رجال الأمن يحاصرون مداخل السكن الجامعي ويفتشون الحقائب. وعليه فقد قمنا بتوزيع المعروضات في كميات صغيرة حملها متطوعون ضمن أمتعتهم. وكان من نتيجة ذلك ضياع الكثير منها للأسف. ومازال الأخ كابتن شيخ الدين يلومني ـ محقاً ـ علي ضياع نصف مكتبته التي كان قد تبرع بها للمعرض لأن من اؤتمنوا لها لم يتمكنوا من إعادتها لأسباب لا علم لي بها.
    وبذكر اللوحات فإنني أذكر هنا حادثة طريفة ذات دلالة مهمة في تطور الحركة الإسلامية السودانية. فبينما كنا نعد للمعرض انتدبت طائفة من طلاب كلية البيطرة لمساعدتي في التحضير له (لسبب إجرائي، وهو أن الامتحانات في كلية البيطرة انتهت مبكراً). وعندما حضروا للمساعدة وشرحت لهم فكرة المعرض، خاصة فيما يتعلق بجانب الفنون واللوحات، نظر بعضهم إلي بعض مستنكرين. وكانت كليتا البيطرة والزراعة في الجامعة مشهورتين بأنهما كانا معقل التيار السلفي في الحركة. ثم سألني أحدهم: هل حظي هذا المعرض بموافقة الإخوة المسؤولين؟ فقلت للأخ إنني أنا المسؤول وأنا أؤكد له إن المعرض يحظي بموافقتي. ويبدو أنهم ذهبوا بعد ذلك لاستفتاء أهل العلم قبل أن يقبلوا في المساهمة في البدع التي كنا نجترح.
    بعد إغلاق الجامعة واعتقال عدد كبير من الناشطين، تم إجراء تعديلات في المكتب التنفيذي وتقليصه إلي خمسة أشخاص فقط، وأسندت إلي بموجب تلك التعديلات مهمة الأمين العام ومسؤول الشؤون المالية، وهو المنصب الثاني بعد المسؤول الأخ محمد حسن الباهي. وكنت المسؤول في ذلك الموقع عن الأماكن الآمنة لإخوتنا وعلي رأسهم رئيسا الاتحاد التجاني عبدالقادر والمرحوم داوود بولاد، وأمينه العام ابن عمر محمد أحمد، والإخوة غازي صلاح الدين وسيد كمبال وغيرهم. وكانت مسؤولياتي تشمل أيضاً تأمين قنوات الاتصال بالمعتقلين، وقد كلفت بمهام أخري لا أستطيع حتي هذا اليوم التحدث عنها.
    ويجب أن أعترف هنا أنني كنت بسبب مزيج من السذاجة والتنطع لا أستحل لنفسي أخذ أموال من التنظيم حتي لأغراض الأكل والمواصلات، رغم أننا كنا من المفترض أن نكون متفرغين، وكانت الجامعة أغلقت أبوابها، مما حرمنا من السكن ووجبات الطعام. وقد وجدت نفسي بسبب هذا الموقف ذات يوم سجيناً في المنزل لقرابة يومين. فقد كنت فارقت الأخ الباهي عصر يوم الخميس في بري ولم يكن في جيبي من مالي الخاص سوي عشرة قروش، كانت بالكاد تكفي لأن توصلني إلي المنزل. وقد بقيت ليل الخميس ونهار الجمعة وأنا لا أستطيع الخروج.
    وفي صباح السبت جاء لزيارتي في نفس المنزل أستاذي الحبيب إلي نفسي الأخ حافظ السيد، (الذي عنيته حين وصفته مرة بدون تسمية بأنه أقرب من عرفت إلي القديسين ـ ولا يزكي علي الله أحد)، فتبرع لي (بدون أن يكون علي علم بورطتي) بمبلغ من المال تقبلته شاكراً. ولوكنت من المتصوفة لقلت إن شيخنا حافظاً كان من أهل الكشف. وقد كنت عنيت الأخ حافظ وأمثاله حين قلت أن حكام السودان ما كانوا ليكونوا شيئاً مذكوراً لولا مجاهدات الحركة الإسلامية التي تركوها وراءهم ظهرياً.
    وبذكر الأخ حافظ فإنني أذكر أننا ذهبنا للاختباء بمنزله في حي الدكة ببربر بعد المظاهرة التي قمنا بها تضامناً مع انتفاضة شعبان الجامعية عام 1973. ولابد من الاعتراف بأننا لم نكن ننوي التظاهر حينها ولم نكلف به. فقد وصلتنا منشورات لتوزيعها، وأذكر أنني والأخ العزيز صلاح شبرين جئنا إلي المدرسة قبل الدوام بأكثر من ساعة حيث وزعنا المنشورات في كل الفصول ثم عدنا إلي بيوتنا. ثم قمت أنا بعد نهاية استراحة الإفطار بإلقاء خطبة في الطلاب أندبهم فيها للإضراب تضامناً مع إخوانهم في الجامعة. ولكن الطلاب كانوا أكثر حماساً مني فأصروا علي الخروج في مظاهرة، وبالفعل خرجت المظاهرة، وطفنا علي بقية المدارس ندعوهم للخروج فلم يفعلوا (خرجوا في اليوم التالي). توجهت المظاهرة إلي سوق مدينة بربر، حيث ألقيت أنا في الحشد خطبة ثانية علي مرأي ومسمع من الشرطة التي كانت احتشدت لفض التظاهرة. وقد تحمست أكثر من اللازم في الخطبة، ولم ألحظ أن الشرطة كانت تستعد للانقضاض حتي جاء الأخ مامون ابراهيم خوجلي يجر بثيابي لأنزل من علي العمود الأسمنتي الذي كنت تسنمته منبراً قرب موقف التاكسي، فسارعنا إلي منزل الأستاذ حافظ للتشاور وانصرفنا منه إلي مكان آمن آخر بعد الغداء.
    وفي نفس ذلك اليوم قامت الشرطة بحملة اعتقالات، وجاءوا إلي منزلي لاعتقالي فلم يجدوني. وفي اليوم التالي كنت في طريقي إلي المحكمة لتسليم مذكرة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين حين تم اعتقالي، وعلمت بعدها أن بعض الطلبة قد اعترفوا للمحققين بأنني كنت المحرض والقائد للمظاهرة. وقد حبست في زنزانة انفرادية بينما كان بقية المعتقلين وعددهم ستة وعشرون معاً في زنزانة مجاورة. وكان الأخ مأمون يتذرع بالذهاب إلي الحمام ليمر من أمام زنزانتي ثم يقول بالانكليزية: أنكر كل شيء! وبعد الفراغ من استجوابي تم ضمي إلي بقية المعتقلين، حيث استمتعنا بأكبر وجبة طعام في حياتنا، إذ أن أسرة كل واحد من المعتقلين أحضرت طعاماً يكفي الجميع. ولهذا لم نكن سعداء حين تم إطلاق سراحنا بعد أن وقع أولياء الأمور تعهدات بحسن السير والسلوك نيابة عنا. وقد أغلقت المدرسة بعد ذلك لأشهر، وكان هذا الدوافع لمغامرتي الليبية التي تحدثت عنها في مقالة سابقة، والتي انتهت بمغامرة أخري تمثلت بالعمل في جريدة الصحافة التي كانت في وقتها في أزهي عصورها تحت قيادة أستاذنا محمد الحسن أحمد عجل الله شفاءه (والذي لم تكن تربطني به أي صلة أو معرفة سابقة، لذا لزم التنويه).
    ولعلي أنتهز هذه الفرصة للإشادة بالزملاء الكرام الذين عاصرتهم وسعدت بالعمل معهم في الصحافة، وعلي رأسهم الأساتذة محمد سعيد محمد الحسن وشريف طمبل وعبدالله جلاب وأحمد طيفور ومحمد صالح فهمي وحسن مختار والفاتح محمد الأمين وآمال مينا وغيرهم ممن تعلمنا علي يديهم. وقد كنا نختلف معهم في الرأي، ولكنهم كانوا جميعاً من أصحاب المبادئ، وكانوا يؤيدون ثورة مايو علي قناعة. ولم يحدث قط أثناء عملي في الصحافة أن فرض علي شيء يتعارض مع قناعتي أو كتبت شيئاً أخجل منه. وكان ذلك يعود تحديداً للرعاية الكريمة من أستاذي محمد الحسن أحمد ومن الأخ محمد سعيد الذي تبناني وخصني برعاية كادت تخنقني من فرط أبويتها.
    حين قررت مؤقتاً ترك الجامعة للعمل في الطيران في مطلع عام 1976، اعترض بعض الإخوة في التنظيم، وعلي رأسهم الأخ الباهي وتمنوا علي البقاء، وفعل مثل ذلك أساتذتي في الجامعة وعلي رأسهم الدكتور كمال شداد متعه الله بالصحة والعافية، استنكروا تركي الدراسة وأشفقوا علي ضياع مستقبلي الأكاديمي الواعد في عرفهم. ولكني كنت قد حزمت أمري، ولم يكن القرار سياسياً، فليس هناك ما يفرض علي من يريد أن يخدم الإسلام أن يبقي في موقع معين، بل حتي ليس من شروط ذلك الانضمام إلي تنظيم معين. بل بالعكس إن قناعتي أصبحت تزداد بأن العمل التنظيمي قد يكون معوقاً لواجب قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خاصة حين يصبح احترافاً. وقد كنت دائماً أحرص علي الاستقلال الاقتصادي عن أي جهة سياسية، وهي سنة الأئمة والفقهاء ممكن كانوا يرفضون التكسب بأداء الواجب الديني.
    ومن عجائب الأمور أن بعض محترفي النفاق قلب الأمور وجعل حرصنا علي أن نكسب رزقنا من عمل يدنا منقصة وسبة، حيث كانوا يرون أن واجب الناشط الإسلامي هو أن يجلس عند أقدام شيخه وينتظر التعليمات (والعطايا) مثل أتباع الطرق الصوفية أو حاشية السلطان، سوي أن هؤلاء كانوا من أوائل من تنكر لشيخهم حين لم يعد يتحكم في الرزق، فتبعوا الرزق وتركوا الشيخ، ثم قاموا يتهموننا بالانتهازية! يا سبحان الله!
    وقد جعلنا بعض ما قرأنا مؤخراً نتمني لو كان بعض ما ينشره بعض المتقولين عنا حقيقة، ونتمني لو كنا كما زعموا من المهمشين والانتهازيين والمؤلفة قلوبهم. لأنه لو كان ما يوردونه من ساقط القول هو المعبر عن الحركة الإسلامية اليوم، فإنه لا يشرفنا الانتماء لمثل هذا الكيان. ويكفينا أن نحتفظ بالذكريات الحميمة عن إخوتنا سابقاً. ولعل من أبزر آيات السقوط هذا الاعتقاد بأن نشر الأكاذيب والتهم قد يحط من مقام منتقديهم ويرفع من مقامهم، فكانت هذه دلالة إضافية علي فقدان العقل بعد التعري من الخلق. ذلك أن غاية ما فعلوا هو أنهم كشفوا أن ما كان يسمي بالحركة الإسلامية أصبحت كياناً خرباً، يتناقل كثير من أفراده الغيبة والكذب وهم يعلمون، ويأكلون لحم إخوتهم أحياء، ويتغدون ويتعشون علي البهتان، ويعترفون بأنهم كانوا يظهرون لإخوانهم خلاف ما يبطنون، ويكذبون عليهم كما كذبوا علي الأمة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجرنا في مصيبتنا هذه وأبدلنا خيراً منها.
    9
    qpt4
                  

01-20-2008, 07:41 AM

أبوتقى

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 289

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: omar ali)

    1
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de