|
|
 مأساة كلب أمريكي أطرش ( السودان بعيون حيوان )
|
مأساة كلب أمريكي أطرش
( 1 )
ما أن إنتهت مراسم تزاوج الكلبة الوسيمة فيكي مع رفاقها في الجوار كوكي و موكي و سوكي و بوكي و دوكي حتى انفض الجمع زاهداً في رفقة أنثى الكلب هذه المستهلكة ...
وحدها بقيت فيكي تحسب الأيام في إنتظار ( فرفرة الجراء ) داخل بطنها المليء حتى ذلك الوقت بأصناف مختلفة من المأكولات الكلبية الغنية بسعرات حرارية يحلم بها الكثير من أبناء لوس أنجلس من ( البلاك أميريكان ) ... مارتن كوين مالك الكلبة فيكي أدرك أن فيكي تعاني من أعراض الوحم حينما أعرضت عن تناول الهوت دوغ الكلبي اللذيذ الذي اشتراه خصيصاً لها إحتفاءً بعيد ميلادها الثاني ..
في العيادة البيطرية حيث يأخذ السيرجنت في الكوماندوز الأمريكي مارتن كوين الكلبة فيكي خلال فترات منتظمة لعمل الفحوصات الروتينية الدورية تلقى السيرجنت كوين بسعادة خبر حمل فيكي المدللة بستة من الجراء ظهرت صحيحة خلال فحص الأشعة بالموجات فوق الصوتية ...
مع مرور الأيام وشى بطن فيكي المنتفخ بقرب الحادث المنتظر السعيد ...
خارج غرفة الولادة بعيادة دوغي دوغي وقف السيرجنت ينفث دخان سيجارته في المكان المخصص للتدخين و هو لا يخفي قلقه على سلامة فيكي ... ما أن إقترب من غرفة الولادة حتى سمع أصوات الجراء الوليدة المحببة لنفسه منذ نعومة أظافره ... أخيراً إنفتح الباب و ظهرت دكتورة سوزان بلاكهورس وهي مضطربة بشكل واضح ... طلبت في أدب من السيرجنت مرافقتها إلى مكتبها لتشرح له الوضع ... تبعها مارتن في قلق واضح ... هناك تلقى الخبر المحزن ... فيكي فارقت الحياة إثر جلطة بالرئة نادرة الحدوث ... لم تفلح إلا في ولادة جرو واحد أما الخمسة الباقين فقد تم عمل ولادة قيصرية لفيكي لإخراجهم أحياء و مع ذلك لم يتمنكوا من النجاة ... تعالى صياح مارتن داخل مكتب الدكتورة بلاكهورس متهماً إياها بمعاملة كلبته فيكي بإهمال واضح مثل ما تعامل إمرأة فقيرة من نساء العالم الثالث ... تدخل مدير العيادة و أفلح أخيراً مع الدكتورة بلاكهورس في تهدئة ثورة السيرجنت كوين الذي بدأ يتقبل خسارته المفجعة ...
ريكي هو الإسم الذي أطلقه السيرجنت كوين على نجل الراحلة فيكي الناجي من مصير أخوته الخمسة ... الجرو اليتيم تلقى على يد السيرجنت إهتمام مكثف جعل الفتى ريكي يشب مفتول العضلات وسط التغذية الصحية المثالية ...
السيرجنت كوين تلقى في أواخر العام 2003 أمراً بالسفر مع الكتيبة الأمريكية رقم ( ... ) إلى العراق ... حينها كان ريكي قد أتقن العديد من المهارات الكلبية في القتال و تكتيكات الهجوم على الأشخاص الغير مرغوب فيهم وذلك بفضل مجهودات توني بيغبون مدرب الكلاب الذائع الصيت في جميع أنحاء مانهاتن ...
أصابت الحيرة السيرجنت كوين بشأن مصير ريكي هل يودعه أحد ملاجيء الكلاب أو يتركه وديعة عند أحد أصدقائه ريثما يرجع من مهمته في العراق ... ليالي عديدة قضاها مارتن في قلق بالغ ... و أخيراً جاء الفرج .. ففي أحد الأيام و أثناء دخول مارتن كوين إلى مبنى قيادة الكتيبة لمح على لوحة الإعلانات إعلان كتب عليه : ( مطلوب تجنيد كلاب حراسة مدربة للسفر إلى العراق ) ... كاد مارتن أن يطير من الفرح ... أسرع لمقابلة المايجور سالي ساوتووث لمعرفة تفاصيل الموضوع و ما لبث أن تقدم بطلب رسمي لتجنيد ريكي بنفس الكتيبة رقم ( .... ) التي سيسافر معها هو .
يتبع ..........
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: مأساة كلب أمريكي أطرش ( السودان بعيون حيوان ) (Re: أشرف البنا)
|
( 2 )
بنية ريكي و التدريبات التي تلقاها على يد بيغ بون جعلته يجتاز المعاينات بسهولة شديدة و ينجح في تلقي المهارات العسكرية المطلوب إكتسابها مثله مثل أي جندي بشري من زملائه بالكتيبة .
ساعات الصباح الباكر من الثاني و العشرين من نوفمبر رست حاملة الجنود ( ديث كارير ) و هي تحمل ألاف الجنود المتحفزين للتحرير و بين أولئك كان صديقنا ( أليس الكلب صديق للإنسان ) ريكي . مارتن كوين تم تكليفه برعاية ريكي بحكم العلاقة الأسرية التي تجمع بينهما مع توجيهات بكيفية رفع مهارته المهنية ..
تنقلت الوحدة التي عمل بها مارتن و ريكي إلى عدة مواقع حسب إعادة إنتشار القوات حتى انتهى بهما المطاف ضمن طواقم الحراسة بسجن أبي غريب الذي ذاع صيته فيما بعد ...
وجد ريكي ( فقط لم يبح بإنطباعه هذا لأي شخص ) وجد السجن اسم على مسمى ... شاهد أشكالاً غريبة مختلفة عمن عرفهم من البشر ... أشخاص خائفون يقفز الهلع من عيونهم كلما رأوه ماراً و هو يتبع مارتن عند تقديم الطعام لهؤلاء أو إخراجهم لقضاء حوائجهم أو إلى غرف التحقيق تلك التي يتعالى منها الصياح و البكاء العويل ...
بوند ذلك الدوبرمان المغرور باح له بسر خطير و هما بمأوى الكلاب المجندة ... أخبره بأن السرجنت كيلي براون قد أمرته بتمزيق ثياب أحد هؤلاء البؤساء المساجين ... عندما رأى أن ريكي لم يصدقه أخبره بالمزيد كيف أنه قام بذلك أكثر من مرة ... بعد عدة أيام رأى بأم عينيه ما أخبره به بوند ... كانت تلك الليلة إحدى ليالي الحراسة الليلية لمارتن و ريكي ... لمحتهما كيلي و بصحبتها المغرور بوند و نادت على مارتن كي يستمتع بمرحها و لعبها بذلك المأفون ( س ) و هو يئن عارياًً مكبلاً بينما هي تركل مواضع حساسة من جسده. أثار المنظر الغثيان لدى ريكي و أحس برغبته في تقيؤ اللحم سيء الطهو الذي قدمته لهم تريزا هو و رفاقه على العشاء . إستغرابه زاد و هو يرى إبتسامة الرضا المرتسمة على شفتي أبيه مارتن كوين ... هاله أكثر إكتشافه أن إبن جلدته بوند المتعجرف يستجيب بوحشية لأوامر أولئك البشر المجردين من المسلك الإنساني الذي طالما إدعاه بنو البشر ... هو يعرف أن مارتن كوين سينال ثمن سكوته من كيلي و هما يسترقان الخلوة في نهاية هذه الأمسية الدامية و لكن أي ثمن سيناله بوند هذا المقيت ...
مع تكرر المشهد في مناسبات مختلفة مع سجناء آخرين بدأ ريكي يعتاد على الصياح و الأنين و الدماء السائلة و غير ذلك من التفاصيل المقززة ... و لكنه لم يلبي أبداً تعليمات صديقه مارتن و هو يدعوه لمشاركة بوند تسليته و مرحه ...
حينما تم نشر تلك الصور بالصحف و فيها ظهر عدد من الجنود و هم يمارسون تلك الممارسات مع السجناء كف مارتن و كيلي عن ممارسة الفظائع و لكن بعد فوات الأوان فقد تم إستدعائهما بعد أن وشى بهما آخرون و قد ظهرت كيلي بإحدى الصور المنشورة على صفحات الجرائد ...
تأزم الوضع حينما صدر الأمر بعودة السيرجنت مارتن كوين ليخضع للتحقيقات ضمن من تم توجيه الإتهام إليهم ... بما أن ريكي جندي ذو شخصية إعتبارية فقد تقرر أن يستمر في أداء مهامه و قد صدرت الأوامر بأن يتولى رعايته الجندي شان فوولمان ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة كلب أمريكي أطرش ( السودان بعيون حيوان ) (Re: أشرف البنا)
|
..
(( قصة بت كلب ))
-----
شكرا يادكتور ..
------
خلينا نشوفك مرة مرة .. ولو من خلال مثل هذا السرد الجميل
فقد تعودنا كلما أدبرت الأيام أن نرى لك فيها وجها من الإبداع ..
سلم على أهلنا وكل الأحباء الذين حولك ..
خاصة المصون ( المدام ).. وعثمان وإخوته
-----
تموت الأسد في الغابات جوعا .. ولحم الشية تأكلها الكلاب
-----
إهداء :-
مع الود
..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة كلب أمريكي أطرش ( السودان بعيون حيوان ) (Re: صلاح شكوكو)
|
صلاح شكوكو ...
أيها العزيز...
مشكور على مرورك المشرق ... و مشكور مرة ثانية على كلماتك الرقيقة .... ثم الشكر أيضاً على تحيتك الرائعة للمدام و الأبناء و لك من قبلهم أجمل الرد إن شاء الله ... ثم الشكر من جديد على سطوع ملامحي بأناقة لمستك على الصورة ...
أما الإبداع فلك فيه القدح المعلى و لضروبه المختلفة من فنون القلم و الريشة و فنون الكرة معرفة بك و بألقك ...
لك أعذب التحايا و عبرك لأفراد الأسرة الكريمة بلا إستثناء ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة كلب أمريكي أطرش ( السودان بعيون حيوان ) (Re: أشرف البنا)
|
( 3 )
شان فوولمان لم يكن أبداً يتخطى التعليمات خوفاً من أن يكون ذلك سبباً في عدم حصوله على الجنسية التي من أجلها وافق على التجند و الحضور للعراق ...شيء آخر كان يقلق ريكي من رفقة فوولمان و هو أنه قد نمى إلى علمه أن فوولمان في الأصل ذو أصل كوري و أن بنو جلدته يفضلون لحم الكلاب على سائر أنواع اللحوم الأمر الذي كان يدفع ريكي للتصبب عرقاً أثناء مناوبات الحراسة الليلية و لا يرتاح إلا عند تغيير نوبة الحراسة ...
ثم أن أوامر صدرت بتدريب ريكي و بعض من رفاقه على البحث عن الألغام الأرضية التي تتم زراعتها لإستهداف الجنود الأمريكيون ... برع ريكي في تعلم مهارات الشمشمة اللغمية و تحديد المسارات الآمنة و انتهت الدورة و قد حصل على قدرة فائقة في العثور على الألغام و التنبيه على وجودها ...
سالي سورنوز تلك المجندة الحمقاء بالفرقة رقم ( 000) تم إختيارها مرافقة لريكي المتميز ... بدأ يمارس مهامه الجديدة بنجاحات متكررة ... لفت نظره حزن مرافقته الشديد ... في أكثر من مرة سمحت لدموعها بالنزول على خديها دون أن تدرك أن هذا المخلوق حساس و وفي لدرجة تجعله يشعر بحزنها المكتوم ... بدأت سعادة ريكي تزداد و هو يشعر بأن العلاقة بينه و بين التعيسة سالي سورنوز تتوطد و قد إعتادت عليه و بدأت تحكي له عن همومها و هي تظن أن لا يفهم ما تقوله له ... حكت له عن أبيها مدمن المخدرات و عن والدتها التعيسة ... كان يشعر بإرتياحها بعد أن تفضفض عن همومها و حزنها ... ولكن سعادة ريكي دائماً تنتهي قبل أن تبدأ ....
يوم الإثنين الدامي خرجت فرقة نزع الألغام في مهمة تمشيطية ... لا زال يذكر ذلك الصباح الحزين ... إطمأنت سورنوز على أن إبنها المدلل ريكي ( كانت تشعر بأنه ابنها فعلاً ) قد تناول إفطاره ... ركبا بعدها السيارة إلى موقع المهمة ... سارت العربة بهم لمدة ربع ساعة قبل أن يسمع ريكي الإنفجار و يراقب الأجساد و الأشلاء تتطاير يمنة و يسرة ... و من ضمنهم كانت المسكينة سالي سورونوز و التي لمح جسدها المحترق ملقياً على مسافة أمتار قليلة منه و قد فارقته روحها ... كان الذعر يسيطر على ريكي مثله مثل الناجين من أفراد الفرقة ... كان الصمت يعم المكان الشيء الذي لم يفهمه ريكي ... لاحظ الجرح الصغير النازف من بطنه ... تفقد بقية جسده ... كان ذلك كل شيء ... لا جروح أخرى ... كانت السيارات الأخرى المرافقة قد توقفت و بدأ راكبوها في الإسراع بتقديم الإسعافات الأولية لزملائهم من الجرحى ... كان الصمت يعم المكان ... لم يستوعب ريكي الأمر ... يرى الشفاه تتحرك ... و الأفواه تفغر و الصمت يعم المكان ... بعد ساعتين من الزمن كانت قد أجريت لريكي المعالجة اللازمة لجرحه .... و لكن الصمت كان يعم المكان ... أفاق ريكي من صدمته على حقيقة أنه لم يعد بإمكانه سماع الأصوات ... فقد كان كل شيء ساكن رغم أن الناس يتكلمون ... و هكذا أصبح ريكي أطرش ...
يتبع...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة كلب أمريكي أطرش ( السودان بعيون حيوان ) (Re: أشرف البنا)
|
| Quote: بما أن ريكي جندي ذو شخصية إعتبارية فقد تقرر أن يستمر في أداء مهامه و قد صدرت الأوامر بأن يتولى رعايته الجندي شان فوولمان ... |
(( أنا خايف يجينا في دارفور مع أصحاب القبعات الزرقاء ))
بس ضروري يعرف أنو هناك مافي أبوغريب ..
لكن في أبو حلوف وأبوجلمبو وناس قريعتي راحت ..
(( ديل بقطعوا ليه أمريكا في راسه ))
---------
لكن با دكتور عجبتني حكاية الشخصية الإعتبارية
الذاتية.. يارب الشخصية دي حسابها في ياتو بنك .. ؟؟
--------
لك التحية
...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة كلب أمريكي أطرش ( السودان بعيون حيوان ) (Re: أشرف البنا)
|
( 4 )
إجتمعت لجنة طبية خاصة للبت في شأن ريكي ... " هذا الكلب أصبح عديم الفائدة و عاجزاً عن أداء أي مهمة " المايجور دايفيد أوفينسيف قالها و هو غير مكترث لتأثير تصريحه على مستقبل ريكي و حياته القادمة ... قرار اللجنة كان متفقاً مع كلام المايجور أوفينسيف ... و بين عشية و ضحاها أصبح ريكي عاجزاً بائساً ... تم عزله عن رفاقه القدامى حيث لم ينتظر ترتيبات نقله إلى الوطن ....
حينما كان السفير الأمريكي في إحدى زياراته لثكنات الجنود الأمريكان لفت نظره وجود ريكي معزولاً عن رفاقه فحكى له مرافقه عن سبب عزله و أخبره بأنهم بصدد الترتيب لإرجاعه إلى الوطن ....
فكر الدبلوماسي أن ريكي يمكن أن يقوم بأعمال الحراسة داخل مبنى السفارة بالمنطقة الخضراء ... و بعد أيام قليلة إنتقل ريكي لمقر عمله الجديد ... لم تكن هناك فظائع مثل تلك التي عايشها في أبي غريب ... كما لم يكن هناك أي مثير فقد كانت الإجراءات الأمنية المشددة ... و مع مرور الأيام أدرك ريكي الذي لم يعد يسمع ما يقال أن وجوده بالسفارة لا يتعدى المظهر و الديكور ... ريكي الذي لم يتعود على عجزه أصيب بالكآبة أخيراً وقرر الإضراب عن الطعام ... أثار ذلك حنق السفير الذي لم يعتد مثله مثل معظم أبناء جلدته أن يقول له أحد لا ... نانسي بلاك ويدو السكرتيرة بالسفارة هي الوحيدة التي أفلحت في جعل ريكي يتنازل عن إضرابه بالقدر الذي يطيل حياته و لا يريق ماء وجهه ... إنتهى المطاف بريكي في السفارة كمرافق شخصي للسيدة بلاك ويدو التي كانت قد أكملت عامين من مدة خدمتها بالعراق لم ترى فيهما الشارع و لا مرة واحدة خارج المنطقة الخضراء ... ثم جاء أمر بإستبدالها بموظف آخر و نقلها للعمل بالسفارة الأمريكية في الخرطوم ...
حزمت بلاك ويدو حقائبها ... نظرت إلى ريكي الجالس قربها يراقبها و هو مدرك أن لحظة فراقهما قد إقتربت ... رغم أن بلاك ويدو في قرارة نفسها لم تكن تغمرها مشاعر الإرتباط النفسي بريكي إلا أنها أحست بأن ريكي برفقته لها يمكن أن يخفف عنها وقع السفر إلى السودان خاصة أنها قد سمعت كثيراً عن ضجر طاقم السفارة هناك ...
بلاك ويدو كانت ذات مزاج متقلب دائماً ... هذا ما لاحظه ريكي ... سريعة الغضب ... عنيفة الإستجابة للمؤثرات العصبية كمعظم الزنوج الأميريكان ... لطالما عكر مزاجها التفكير في أن الوزير كولن باول تجنب معاملتها معاملة خاصة حتى لا يحسب ذلك عليه في أنه يميل لأبناء عمومته من ذوي البشرة السمراء ... على العكس فاجأها بنقلها إلى هذه البقعة الساخنة حيث تقوم يومياً بمتابعة حصيلة القتلى وسط الجنود من مواطينيها .... و اليوم رغم أنها أكثر إرتياحاً بنقلها للسودان إلا أنها غاضبة من أن النقل كان يمكن أن يكون لأي دولة أخرى أفضل حالاً من السودان .... أما ريكي فرغم أنه كان مرتاحاً لإهتمام بلاك ويدو به إلا أنه كان أحياناً يتعرض لمعاملتها الخشنة أثناء نوبات غضبها الهيستيري ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة كلب أمريكي أطرش ( السودان بعيون حيوان ) (Re: أشرف البنا)
|
الأستاذ عثمان أبوحراز...
تحية عطرة ...
ضحكت كثيراً و أنا أقؤأ مداخلتك اللذيذة ... ياخي و الله كلينتون دا طلع بريء جداً ... ما شاف الجا بعدو بيشغل الناس بشنو ...
حكاية الكلبة الفرنسية دي خلت ساركوزي يكون نسيبنا  ...
أما ريكي فأكيد حيستفيد من فتوى شيخ الترابي و يناسب السودانيين ...
مع خالص الود و فائق الإحترام ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة كلب أمريكي أطرش ( السودان بعيون حيوان ) (Re: أشرف البنا)
|
( 5 )
أفلحت بلاك ويدو في حصولها على تنازل القيادة المحلية للقوات الأمريكية عن ريكي لصالحها ... و بعد عدة أيام كان ريكي يدخل للمرة الثانية في حياته إلى القفص المعد لنقل الكائنات غير الآدمية عبر الجو أو البحر ... ساعات عدة قضاها ريكي داخل قفصه و رغم أنه لم يكن يسمع أزيز المحركات إلا أنه كان يشعر بإهتزازات الطائرة وسط المطبات الجوية ... ثم أخيراً أحس بعجلات الطائرة و هي تلامس مدرج الهبوط بمطار الخرطوم الدولي ....
مرت نحو ساعة قبل أن يخلى سبيل ريكي لينضم بسعادة إلى بلاك ويدو داخل سيارة السفارة الأمريكية ... الحر الشديد و المساحات الجرداء كانت أولى الأشياء التي لفتت إنتباه ريكي ... نظر ريكي بفضول لوجه بلاك ويدو يستطلع المرسوم على وجهها من تعابير ... بدت مشاعر الإحباط ظاهرة على قسمات وجهها المتحجر أصلاً ... كانت في تلك اللحظة تلعن قريبها ذاك الذي لم يأبه لما يصيبها ... ريكي آثر أن لا يبدي أية حركة حتى و إن كانت هزة ذيل بريئة حتى لا تنفجر بلاك ويدو بالسباب في وجهه ... كانوا لحظتها في السيارة أربعة ركاب ... بلاك ويدو و مستقبلها تومي بيغمان ضابط المخابرات و السائق الأمريكي من أصل سوداني إدريس الفرفار و رابعهم ريكي ... كان القلق بادياً على بلاك ويدو زاد من ذلك أنها لم تكن قد قابلت أياً من الرجلين المرافقين من قبل ... رغم أنها قد إطلعت من قبل على التدبيرات الأمنية التي يجب على الرعايا و الدبلوماسيين الأمريكيين إتباعها أثناء تواجدهم خارج الوطن ، إلا أن تومي بيغمان بدأ يذكرها بذلك مما زاد من قلقها ... بعد سيرها البطيء توقفت السيارة فجأة وسط جموع السيارات المحتشدة إثر تعطل إحدى السيارات كعادة الخرطوم وسط النهار ... شعرت بلاك ويدو بالتوتر و هي تتخيل الخطر القادم من أي مكان و في أي لحظة ... ريكي تحفز و هو يرى الضغط النفسي الذي تعاني منه صديقته .... إدريس الفرفار أحس بما تشعر به بلاك ويدو من ضيق و توتر فقال لها بإنجليزية غلفها عدم الإستعجال السوداني و الهدؤ المعروف : لا تقلقي فالرئيس ج. ب. نفسه يمكن أن يسير في شوارع الخرطوم على الأقدام دون أن يصيبه مكروه ... رغم إقتناع تومي بيغمان بما قاله إدريس إلا أنه لم يرتح لقوله و رمقه بنظرة إستنكار تلقفها إدريس بذكاء و أطبق على شفتيه الغليظتين ... تذكرت بلاك ويدو ما قرأته أثتاء إستعدادها للقدوم للسودان عن طيبة الشعب السوداني و كيف أنه يغفر حتى لجلاديه مثل نميري و طاقمه الأمني ... و لكن رغم ذلك فهي مواطنة أمريكية من أمة لا يريحها سوى التوجس من الخطر المتربص ( أو هكذا يفترض ) ... ريكي كان يراقب البؤساء خارج العربة ... وجوه علتها مظاهر الكآبة و الإحباط ... و آخرين ضحكوا في بلاهة هيستيرية ... و آخرين وجوههم كستها برودة الموتى و شحوبهم ... فجأة إقتربت من العربة إمرأة كالحة تحمل رضيعها تطلب صدقة ... بيغمان وجد ضالته و صرخ في إدريس : ابعدها عن السيارة فهي يمكن أن تشكل خطر علينا ... ضحك إدريس و هو ينزل من السيارة و أبعد المرأة عن السيارة بهدؤ ... ثم رجع إلى مكانه و قد دفعت غريزة الخطر ريكي للنباح في صوت لفت إهتمام المارة و القريبين من السيارة ...
بعد رحلة شابها القلق و عكر صفوها الزحام وصلت بلاك ويدو و مرافقوها إلى وجهتهم بمقر السفارة ... كانت لا تزال غاضبة من تصرف ريكي الذي فضح وجودهم وسط تلك الجموع المأخوذة بهموم الحياة ...
يتبع ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة كلب أمريكي أطرش ( السودان بعيون حيوان ) (Re: أشرف البنا)
|
( 6 )
بعد مضي أيام قلائل في السودان بدأ الضجر يتسرب إلى نفس ريكي من جديد ... بلاك ويدو نفسها كانت تعاني من الوحشة و قد لاحظت التناقضات الكثيرة بينها و بين عدد من أفراد الطاقم الدبلوماسي ... كان ريكي الذي إعتاد على اللعب مع أصحابه من البشر قد أدرك أن بلاك ويدو لم تكن تكترث كثيراً للعب معه أو تكترث للتعاطي معه ككائن له أحاسيسه و انفعالاته ... ريكي بدأ في الإعتياد على إدريس الفرفار بحكم حضوره مرتان في اليوم على الأقل ، هذا عدا المرات التي كانت تخرج فيها بلاك ويدو من بيتها أكثر من مرة في اليوم ...
إدريس الفرفار كان شخصاً مرحاً لذا فقد وجد ريكي فيه إنساناً التواصل معه ... إدريس نفسه شعر بألفة متبادلة مع ريكي ... و في نفس الوقت كان ريكي قد بدأ يضيق من تبلد بلاك ويدو المفتقدة إلى الدفء و فاقد الشيء لا يعطيه ... كانت كثيراً ما تنسى إطعامه قبل خروجها فيتضور جوعاً حتى عودتها و لا تبادر إلى إطعامه إلا بعد أن يطالب بذلك بالتباح أو الوقوف جوار الثلاجة ...
في إحدى الأمسيات عادت بلاك ويدو متأخرة من عملها بسبب زيارة مسئول رفيع المستوى من وزارة الخارجية للسودان ... كانت منهكة و محبطة ... تجاهلت مطالبة ريكي لها بإطعامه ... ظل ريكي ينبح حزيناً من آن لآخر في تلك الأمسية ... كان نباحه يزعجها و يثير أعصابها و يقلق منامها ... كانت تنهره كلما عاود النباح ... إستيقظت في الصباح على رنة الموبايل ... مكالمة من إدريس الذي كان ينتظر خروجها ليوم حافل بالعمل ... أسرعت بالإستعداد للخروج يدفعها خوفها من غضب القائم بالأعمال و قد كان التفاهم بينهما مفقود أصلاً ... لم تنسى أن تطعم ريكي بل تعمدت ذلك عنوة عقاباً له على قض مضجعها بنباحه المتقطع ... ريكي رمق إدريس بنظرة حزينة الذي إستغرب مسلك صديقه و لم يدري ما وراء ذلك من الأسباب ... و غادرت بلاك ويدو برفقة إدريس بلا شفقة أو رحمة بريكي ...
غريزة البقاء و آلام الجوع هي التي دفعت بريكي لفتح الثلاجة مستخدماً ما تأتى له من مهارات عسكرية ثم بدأ في الإنقضاض على بقاياً الطعام الموجودة ثم أجهز على جزء كبير من اللحوم دون أن يأبه لردة فعل بلاك ويدو المنتظرة ...
حاول ريكي أن يصلح آثار ثورة الجوع و لكن دون جدوى ... فبلاك ويدو كاد أن يغمى عليها فور دخولها للشقة و اشتمامها رائحة بقايا الطعام ثم المنظر المريع الذي وقعت عيناها عليه عند دخولها للمطبخ ... كان إدريس خلفها مباشرة ينتظر أن تعطيه بعض الأوراق ... بلاك ويدو ثارت على الفور مستخدمة كل مفردات قاموس الشتائم النابية التي تعود الأميريكان إستخدامها لأقل إنفعال ... أسرعت ناحية المكنسة لإستخدامها في ضرب ريكي و الذي كان مليئاً بالحنق إثر معاملتها الغير ( حيوانية ) له .... ما أن أمسكت بالمكنسة حتى سمعت نباح ريكي و زمجرته التحذيرية لها ... تصلبت مكانها و هي ترى ريكي متحفزاً للهجوم عليها غير آبهاً لإحتمال مفارقته لجنّتها ... تدخل إدريس الذي دخل الشقة لتوه لتهدئة ريكي ... من وجهة نظر بلاك ويدو كان ريكي هو الملام ... ريكي إستسلم لتهدئة إدريس و بدأ يسكن ... بلاك ويدو أدركت أنها دفعت بهذا الكائن إلى كرهها و هو الذي عرف عنه الوفاء ... شعرت بلاك ويدو بأنها في مأزق ... فهي تعرف جيداً أن ريكي يمكن أن يكون فتاك لو دخلت في نزاع جسدي معه ... إدريس سألها عما يحدث ... كذبت حتى لا يرى إدريس مقدار قسوتها و قبحها ... إدعت أن ريكي في حالة من الهياج غير معروف السبب ... ريكي كان يتابع حركة شفتيها مدركاً أنها تفتري عليه أمام إدريس ... ولكنه إحتفظ بحنقه داخل حناياه منتظراً ما سيؤول إليه مصيره ...
يتبع .............
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة كلب أمريكي أطرش ( السودان بعيون حيوان ) (Re: حسين محي الدين)
|
العزيز حسين محي الدين ...
تحية و ود ..
شفت يا حسين دا زاتو الخلانا ننطط من حفرة لحفرة ...
و حتى ريكي هذا المنتمي لقبيلة تقنع بالقليل أصابه الضجر ...
أما بلاك ويدو ... فهي فقدت الحب لذا فهي عاجزة عن منحه حتى لريكي المسكين ...
سعيد بك مع عاطر التخايا و الإحترام ...
و سأعود ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة كلب أمريكي أطرش ( السودان بعيون حيوان ) (Re: أشرف البنا)
|
( 7 )
إدريس الفرفار كان سعيداً بتنازل بلاك ويدو له عن ريكي تنازلاً تاماً ... إدريس يفخر بكل شيء أمريكي الصنع أو المنشأ ... إتفقا على أن يحضر إدريس في اليوم التالي لإصطحاب ريكي إلى مأواه الجديد ... ليلتها بات ريكي حزيناً ... إستعرض شريط حياته مرات عديدة و هو يئن ألماً و إحساساً بقسوة مشواره في هذه الحياة ... كان كثيراً ما يتذكر مارتن كوين و لكنه الليلة كان أشد حزناً على فراقه ... ثم أن هيئة إدريس الفرفار رغم لطفه لم تكن توحي له بأنه سينتقل إلى وضع أفضل أو مماثل على الأقل لما هو فيه الآن ... و لكن فات الأوان فهو لا يعرف التملق و الكذب مثل بنو البشر ....
في اليوم التالي كان إدريس قد هيأ أميمة زوجته و أبنائه لإستقبال ريكي ليقيم معهم بصورة دائمة ... ريكي المنقبض القلب لم يجد مفراً من ركوب السيارة مع إدريس الفرفار مستسلماً لقدره ... السابعة مساءً في أحد أحياء الخرطوم التي تسكنها طبقة ( مستورة إلى حد ما ) من السودانيين ...منزل إدريس الفرفار المتواضع ( مقارنة مع شقة بلاك ويدو ) ... أميمة و أبنائها في إنتظار قدوم ريكي برفقة أبيهم ... كل الحي أحيط علماً بحضور كلبهم ( الأمريكي ) الجديد ... الجميع متشوقون ... تتوقف العربة السوبربان ... ريكي يقفز من السيارة تابعاً إدريس ... يبتسم الصغار فرحاً... ريكي يتفاعل مع مسح إدريس على فرو ظهره بهز ذيله ...
رغم أن العشاء لم يكن كما تعود ( ما تبقى من طبيخ الغداء ) معجوناً بالخبز ، إلا أن ريكي إنقض عليه مستلذاً بطعم الأكل السوداني لأول مرة ...
بعد ساعات قليلة خلد الجميع للنوم و كان يفترض أن يكون ريكي أيضاً نائماً في المكان الذي خصص له لولا إنبعاث من بعيد لرائحة أنثوية أقضت مضجعه و جعلت الهرمونات الموجودة بجسده تغلي ... رغم أن جدار المنزل كان مرتفعاً إلا أن ذلك لم يكن عائقاً أمام ريكي المدرب جيداً في تسلقه و القفز عبره إلى نداء الغريزة ....
تتبع ريكي الرائحة حتى وصل إلى التجمع حيث تجمع نحو عشرة من ذكور الكلاب و أنثى واحدة تعيسة ...
جرقاس كان سيد ذلك الجمع قبل حضور ريكي ... ريكي المفتول العضلات، المتماسك الأعصاب لم يجد صعوبة في السيطرة على الوضع ... و دحر جرقاس الذي إنهزم دون أن يحلف بالطلاق أن لا يسمح لأي جندي أمريكي ( متقاعد ) أن يطأ أرضه ... البسّامة كلبة سعيدة الدلالية ملأها الفخر أن تكون محظية هذا الأمريكي الدخيل ... باعت جرقاس و كل ذكرياته القديمة حبث أنجبت له من قبل (رزّام) الذي توفي بعد أن دهسته حالفة ترحيل مدرسي ...
جميع الكلاب أظهرت تجنباً واضحاً للإحتكاك مع ريكي مناقضين بذلك الحماقة السودانية و الهاشمية باهظة الثمن ... و أخيراً غادر ريكي الجمع تاركاً ورائه حسرة لدى الذكور و أمل لدى البسّامة بولادة جراء أمريكية بحكم جنسية والدها ...
يتبع ......
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة كلب أمريكي أطرش ( السودان بعيون حيوان ) (Re: أشرف البنا)
|
تحية ود
والان بعد ان اصبح ريكي تقريبا او النسب ..
واصبح صحراويا ايضا يتجول في شوارع الخرطوم
أخشى ان يتكرر مشهد امه مرة اخرى (ساعة الولادة)
في بلد لاتوجد بها رعاية اولية للحوامل من الكلاب
ولايوجد بها هوت دوق كلبي وأن وجد نخشى عليها من الحمى النزفية..
في انتظارك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة كلب أمريكي أطرش ( السودان بعيون حيوان ) (Re: أشرف البنا)
|
..
دا زولك لما إتجند في الجيش الأمريكي
ودا زولك لما رسلوه السودان (( إتسخط ))
============
تعرف يادكتور .. نحنا أهلنا المحس بيقولوا للخواجات بالرطانة
(( موغري )) ومفردها (( موق )) وهي تعني خواجه لكن الكلمة
في الأصل تعني (( كلب )) ..
ولعل النزعة الدينية قد جعلت المخيلة لديهم تربط بين النجاسة
في مكمن الحيوان والإنسان فلم تجد إلا أن تحجز لهما (( دومين ))
واحد في ( ديكشنري ) اللغة النوبية المحسية ..
مشدودون الى هذا السرد الجميل
رغم أن البطل من فصيلة (( الهوهوة ))
ولعل هذه السمة هي روعة أن يكون الكلب حيث يكون الإنسان
في مهمات (( الهجين )) و( العجين )) و( الدجين )
الهجين : دارفور
العجين : المطبخ
الدجين : حيث تعيش الدواجن ( خاصة الدجاج )
ولك التحية وكل الود
منتظرون إندياحك
...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة كلب أمريكي أطرش ( السودان بعيون حيوان ) (Re: صلاح شكوكو)
|
صلاح شكوكو...
تحياتي و ودي أيها العزيز ...
أعذرني فقد انشغلت قليلاً في الأيام السابقة و لم أدخل لأستمتع بطرافة و روعة مداخلتك ... أراه ريكي الآن ماثلاً أمامي عبر الصور ( موقري ) و مغري بالإسترسال للتلاقي مع تجاوبك الأكثر من مفرح ...
مع عاطر التحايا ...
| |
|
|
|
|
|
|
| |
أشرف البنا
صلاح شكوكو
حسين محي الدين
نادر الفضلى
ابوحراز
Mohammed Tirab
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست