|
هل دارفور مهمشة.....نعم
|
لقد كنت دائما أشعر أن هناك ظلما يقع على أهل الجنوب والغرب والشرق وهو ظلم يختلف في نوعيته عن الغبن الذي يعاني منه أهل القبائل الشمايلية وأريد أن أحكي تجربة عشتها بنفسي في أوائل الثمانينات حينما ضربت المجاعة غرب وشرق السودان. فقد كنت عضوا في فريق من منظمة العمل الدولية مهمته تطوير مشاريع تنمية ريفية للمناطق التي ضربتها المجاعة وقد يسر لي ذلك ان أتعرف على العاملين في المنظمات العاملة مع الجوعي..مجموعة كبيرة من الشباب والشابات الاوربيات كانوا يعملون في اطعام الجوعي في معسكرات الجوع تطوعا دون أي مقابل ولم أر شاب سوداني واحد شمالي أو غير شمالي يشارك في ذلك العمل بل عرفت من تواجدي هناك أن المنظمات كانت ترحل الأغذية من ميناء بورتسودان ويطالب اثرياء التجارأن تدفع لهم أجرة ترحيل تلك الأغذية بالدولار..كما عرفت ان هذه المنظمات كانت تصر على توزيع الغذاء بنفسها لأن الحكومة كانت تبيع الإغاثة للتجار الذين يعرضونها في بقالات الخرطوم بحجة أن الجوعى لا يستسيغون الاطعمة الاوربية من الجبن والمعلبات وغيرها مع ان الجائع يأكل حتى لحم حمار ميت....وقد علق لي د. بيتر ودورد عن استغرابه بأنه لا توجد أي مبادرات سودانية من الأثرياء من التجار أوغيرهم في جمع تبرعات لاخوانهم الجوعي ومساعدتهم. ولا زلت أذكر أننا دخلنا قرية فلم نجد فيها أحد واستقبلنا موكب من الدجاج العطشان الذي كاد أن يطلب منا الماء بلسان فصيح وتتقدم هذا الموكب امرأة عجوز وحينما سألناهاعن أهل القرية قالت انهم ذهبوا للفاشر لجلب الماء وكانت المسافة بين الفاشر وهذه القرية حوالي 45 دقيقة بالعربة...لقد كانت تلك التجارب من أسوأ تجاربي التي لن أنفك أذكرها بأسى بالغ...سأواصل.......
|
|
|
|
|
|