|
لماذا ينشط فيروس الإنفلونزا في الشتاء؟
|
إكتشف علماء الولايات المتحدة الأميركية سببًا معقولاً لكون فيروس الإنفلونزا فيروسًا موسميًا ويصيب الناس عادة في فصل الشتاء. حيث أن الفيروس يغطي جسمه بغطاء يذوب في فصل الصيف مما يؤدي إلى تدميره، ولكن هذا الغطاء يظل صلبًا في فصل الشتاء، مما يمكنه من البقاء حيًا حتى يقتحم جسم عائل ما، وحينئذ يذوب غطاؤه وينشط في العمل داخل الجسم. إن هذا الاكتشاف من الممكن أن يؤدي إلى ابتكار طرق جديدة للوقاية من فيروس الإنفلونزا والعلاج منه. وقد نشرت هذه النتائج في العدد الثاني في شهر مارس من صحيفة علم الأحياء الكيميائي، وقد كانت هذه النتائج مأخوذة عن دراسة قام بها باحث كبير وعالم في مجال الأعصاب هو جوزهو تزيمربيرج وزملاؤه. وقد أجريت هذه الدراسة في معمل الفيزياء الخلوية والجزئية في المعهد الوطني لصحة الطفولة والنمو البشري في ميريلاند.
حيث قام "تزيمربرج" وفريقه بفحص تركيب فيروس الأنفلونزا وغطائه الخارجي خاصة، باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي النووية، ووجدوا أن الغطاء الخارجي لفيروس الإنفلونزا، والفيروسات الهوائية الأخرى تتكون من بروتين دهني يسمى هيماجلوتينين الذي يصبح صلبًا في الظروف الجوية الباردة. وقد ذكر تزيمربيرج لوكالة رويترز في مكالمة هاتفية أن هذا البروتين هو الذي تعد له اللقاحات لتدميره. وقد جاء حرف H الذي يوجد في اسم فيروس الإنفلونزا من اسم هذا البروتين.
وعندما يدخل فيروس الإنفلونزا إلى جسم عائل فإن طبقة الهيماجلوتينين تذوب ويبدأ الفيروس في العمل حيث يصيب خلايا الجسم. كما أن بروتين الهيماجلوتينين يساعد الفيروس أيضًا على ربط الخلية المصابة التي استهدفها بجسم العائل ولهذا يستطيع الفيروس أن ينصهر معها ويسمح لمحتوياتها بغزو خلية العائل.
وأثناء فصل الصيف، وعندما ترتفع درجة حرارة الوسط المحيط، فإن هذا الغطاء الذي يحمي الفيروس لا يستطيع مقاومة الحرارة المرتفعة وينصهر، مؤديًا إلى هلاك الفيروس قبل أن يصيب البشر.
وقال"دوان الكسندر" مدير المعهد الوطني لصحة الطفولة والنمو البشري، بأن تلك النتائج من الممكن أن تقدم طرقًا جديدة للوقاية من وعلاج الإنفلونزا من خلال استهداف غطاء الهيماجلوتينين. فقد كان العلماء متحيرون لبعض الوقت في تعليل انتشار فيروس الأنفلونزا في الشتاء وكانوا يعتقدون أنه قد يرجع إلى أن الناس يقضون معظم أوقاتهم داخل المنزل في بيئات محكمة أو ربما بسبب أن أشعة الشمس تقتل كثيرًا من الفيروسات في فصل الصيف. ولكن أيًا من هذه التفسيرات لم يكن مقنعًا تمامًا.
ولا يمكن للفيروسات أن تتكاثر بنفسها. فلا بد لها من اقتحام خلية حية وتسلبها مكوناتها، وتعيد برمجة الحامض النووي للخلية من أجل أن تنفذ الخلية أوامر الفيروسات. وتقوم الأنواع الجديدة من الفيروس بتكوين غطائها من مادة الهيماجلوتينين وتقتحم الخلايا بأعداد كبيرة. ويتصلب هذا الغطاء عندما يبرد جسم العائل في الشتاء، مما يساعد الفيروس على البقاء حيًا وتزيد فرصته في إصابة خلايا جسم العائل.
ويقول "تزيمربيرج" بأن غطاء الفيروس لا يتصلب كله مرة واحدة في الحال، ولكن ببطء بدءًا من درجة 40مئوية (104 فهرنهايت) وحتى درجة 4 مئوية (39 فهرنهايت). ويعتقد تزيمربيرج وزملاؤه أن هذه هي الطريقة التي ينجح بها الفيروس في البقاء على قيد الحياة في ظل درجات حرارة متفاوتة. ويرى الباحثون أنه قد يصعب في فصل الشتاء إزالة الفيروس الذي قد يعلق بيديك لأنه في ظل برودة الماء فإن غطاؤه الصلب يحميه من الصابون والمطهرات.
فيروس الأنفلونزا تنقسم فيروسات الأنفلونزا إلى 3 أنواع هي : أنفلونزا A (أ) و B (ب) و C. (ج) . و النوعان (أ) و (ب) يسببا ن الانتشار الموسمي للعدوى للإنسان في فصل الشتاء. والنوع (أ) يصيب الخنازير والخيول والطيور. والنوع (ب) يصيب الإنسان فقط. أما النوع (ج) فيختلف عن النوعين الآخرين من عدة جوانب أهمها طبيعة العدوى للجهاز التنفسي، فهو يسبب أعراضًا بسيطة أو لا بوجد له أعراض ، ولا يسبب انتشار وبائي. وفيروسات الإنفلونزا لها القدرة على التغير المستمر. وهذا التغير يمكن الفيروس من تجنب جهاز المناعة البشري ولهذا نتعرض للإصابة بالإنفلونزا على مدى الحياة. لأنه عند الإصابة بفيروس الإنفلونزا يقوم جهاز المناعة بإنتاج أجسام مضادة نوعية للفيروس الحالي.
وبتغير خصائص الفيروس لا تستطيع الأجسام المضادة القديمة التعرف إلى الفيروس الجديد، وبالتالي تتم الإصابة الجديدة. غلا أن الأجسام المضادة القديمة لا تزال لها القدرة على توفير مناعة جزئية ضد الفيروس، حسب نوعية التغيير الذي يتم على الفيروس. وينتقل الفيروس من شخص لآخر بوساطة رذاذ العطس والسعال. حيث يتم استنشاق الفيروس عن طريق الأنف أو الفم ويصل لخلايا الجهاز التنفسي ويبدأ فيها التكاثر. وبإمكان الفيروس دخول الجسم البشري عن طريق الأغشية المخاطية للأنف والفم أو العين أيضًا.
ويستطيع الشخص المصاب نقل العدوى للآخرين قبل ظهور الأعراض بحوالى 24-48 ساعة وتستمر القدرة على نشر الفيروس إلى اليوم الثالث أو الرابع بعد ظهور الأعراض. بغض النظر عن طبيعة هذه الأعراض المرضية التي تصيب جميع أجزاء الجسم. وينتشر الفيروس عن طريق العطس أو الكحة من شخص لشخص أو لمس شيء ملوث بفيروس الأنفلومزا زيلمس بعدها فمه أو أنفه، ويمكن للشخص نقل العدوي للآخرين قبل ظهور اعراض المرض بيوم أو خلال 5 ايام من المرض .
الأعراض الحمى المرتفعة والرعشة وآلام في العظام والسعال، على الرغم من أن المرض يستمر من 3 –7أيام وبعضهم قد يعانون من المضاعفات لدرجة الدخول للمستشفى. والآلاف يموتون سنويا بسبب مضاعفات الإنفلونزا معظمهم من المسنين أو الأطفال . والفيروس المسبب للانفلونزا يتغير بسرعة. ولهذا يتطور المصل المضاد كل سنة حسب نوع الإنفلونزا الجديد للوقاية من المرض . وكل الفيروسات بالمصل ميتة لهذا غير معدية . وقد يشعر بعضهم بارتفاع الحرارة بعد حقنه لأن جهاز المناعة يتعرف علي الفيروس. والمصل يعطى في بداية موسم الإنفلونزا ولا سيما في شهري أكتوبر ونوفمبر للذين يعيشون في نصف الكرة الشمالي ..
ويحدث الانتشار الوبائي لفيروس الأنفلونزا بسبب قدرته السريعة على التغير. فعند حدوث تغيير بسيط على الفيروس يبقى جزء كبير من الناس محتفظين بالمناعة له. ولكن بحدوث تغيير جذري للفيروس. ومن الممكن أن يؤدي إلى ظهور سلالة جديدة ليس لها مناعة لدى البشر، فيبدأ خطر الانتشار العالمي. لذلك تتم مراقبة نشاط فيروس الأنفلونزا عالميا بوساطة منظمة الصحة العالمية عن طريق 110 مركز مراقبة للأنفلونزا في 80 دولة. لتجميع معلومات عن الفيروس وانتشاره وفحص عينات لتحديد خصائصه. ويتم استخدام هذه المعلومات لتحديد المكونات السنوية للقاح الإنفلونزا بوساطة منظمة الصحة العالمية، والتي تنصح بإعطائه لمجموعات معينة معرضة لخطر أكبر عند الإصابة بالفيروس ككبار السن(أكبر من 65 سنة) والمصابين بأمراض صدرية كالربو .
الإنفلونزا التقليدية تصيب الأنف والحلق والرئتين وتظهر فجأة قشعريرة وحمي مرتفعة (درجة الحرارة 38-41 درجة) وترتفع الحرارة بسرعة خلال الـ 24 ساعة الأولى وقد تستمر يوما أو يومين وحتي أسبوع . ويظهرالعطس والرشح واحتقان في الأنف وقصر التنفس والقيء وزغللة بالعين والصداع والآلام العضلية بجميع عضلات الجسم ولاسيما في الرجلين وأسفل الظهر وآلام شديدة في المفاصل والشعور بألم وحرقان في العينين عند النظر للضوء. وتزول هذه الأعراض المرضية الحادة بعد 5 أيام. وعند انحسارها تبدأ أعراض الجهاز التنفسي كألم الحلق والسعال الجاف الذي يستمر أسبوعين. ويتعافى معظم المرضى خلال أسبوع أو أسبوعين، لكن بعض المصابين تستمر أعراض الإرهاق الشديدة لديهم أضف إلى الكسل أو التراخي لعدة أسابيع مسببة صعوبة في العودة لممارسة الحياة الطبيعية والعمل. وعند الأطفال الأقل من 5 سنوات تتركز الأعراض عادة في المعدة بالإضافة للجهاز التنفسي مع وجود قيئ و إسهال، وألم في البطن. وربما تصيبهم تشنجات بسبب الارتفاع الشديد في درجة الحرارة .
وخلال يومين أو4 أيام تبدأ الأعراض التنفسية بالازدياد حيث يقيم الفيروس في القناة التنفسية محدثا أعراض البرد والتهاب الحلق والشعب الهوائية وعدوي بالأذن والإلتهاب الرئوي . ويظهر السعال الجاف. وقد تعاود المريض حمي ثانية خلال هذه الفترة .وأحيانا يخطئ الأشخاص في التفرقة بين الإنفلونزا والزكام ، بحيث تتشابه أعراضهما ويحدثان في موسم الشتاء. فالمرضان مختلفان لأن كثيرين يصابون بالزكام عدة مرات في السنة لكن يصابون بالإنفلونزا مرة كل عدة سنوات. ومن الخطأ القول انفلونزا بالمعدة لأن الإنفلونزا تصيب الجهاز التنفسي . ويمكن تأجيل او عدم اعطاء اللقاح للذين لديهم حساسية لبروتينات الدواجن والبيض او حساسية للقاح نفسه . أوللذين لديهم حمى أو السيدات في الثلاثة أشهر الأولى من حملهن. ونلاحظ ان مكان الحقن يحدث تورمًا وحمى بالجسم .
الوقاية للوقاية منه اخذ لقاح ضد الإنفلونزا حقن أو رذاذ بالأنف . ولا يعطى اللقاح للحوامل. وتظهر المناعة للنوع نفسه من الفيروس المحضر منه اللقاح بعد اسبوعين من تعاطيه . و لهذا التطعيم يتم كل سنة بلقاح من نوع الفيروس نفسه السائد وقته . والأشخاص الذين ياخذون اللقاح هم الذين فوق سن 65أو المعرضون للعدوى . ولا يعطي للأشخاص من سن 6 أشهر – لمن فوق، ولديهم حالات قلبية أو رئوية بما فيها الربو . أوللأطفال من سن 6 أشهر – 18 سنة الذين يتناولون الأسبرين بصفة منتظمة و لديهم مخاطرة ظهور متلازمة راي Reye syndrome أو للمرأة المحتمل أن تكون حاملاً في موسم الإنفلونزا أوللأطفال من عمر 6 –23شهرًا أو المصابين بجروح في المخ أو العمود الفقاري أو للمسنين . والمرض يصيب الاطفال والشيوخ. ومضاعافاته التهاب رئوي بكتيري وجفاف بالجسم وقد يزيد حالة احتقان هبوط القلب والربو ومرض السكر سوءا . والأطفال يمكن أن يصابوا بمشاكل في الجيوب الأنفية وعدوي بالأذن.. "منقول"
|
|
|
|
|
|