خربشات علي جدار القصة القصيرة

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 10:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-23-2008, 07:02 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خربشات علي جدار القصة القصيرة

    1-فضل الله المجنون



    يمتدالدرب أمام عينيك ضيقآ ولكن لايمكنك أن تسميه زقاق 00واسعا ولكن لايمكنك ان تطلق عليه طريق00 أخذت الحيشان منه قضمات وقضمات فتلوي كأنها ثنيات الالم مع كل قضمة جديدة و يعود للاعتدال عند حيشان متخمة البطن او تساقطت اسنانها ثم يعود للتلوي بذات الفعل القديم0

    تشعر أن البيوت نبتت من أحشائه الي سطح الارض فعلي كل جدار قطعة منه أخذت من تربة كانت مستودع اسراره الجينية00 عند منحناه الاخير رسمت أشجار العشر والحسكنيت والطنطب لوحتها التشكيلية علي جسده حيث ترعي مواشي القرية اعشاب اندرست منذ الخريف الماضي ولم تبق منها الا اثار مثل الوشم القديم علي الذراع
    هناك كان يقطن فضل الله المجنون00 لم يكن بيتا بالمعني المعروف ولكن برحة بين اشجار الحسكنيت أتخذها مسكنآ0


    - هسي عليك الله ياحاجة السرة الكلام البتقولي فيهو ده شنو؟

    -انتوا قايلني خرفتا والله والله متل ماقلتا ليكم فضل الله ده من زمنا الشفع كان بيجي يوزع لينا التمر ياهو زاتو فضل الله المجنون ده بي خلقتو دي لا كبر لا عجز

    كانت السرة بت جاد الله عجوز شمطاء أخذ منها الدهر ما اخذ ولم يترك منها الا ماعافته نفسه

    -جن شنو يا حاجة كدي الكلام ده خليهو هسي

    وولج عبيد الي دكانه متعللآ بزبون غير موجود ولم ينس ان يردد آية الكرسي في سره0
    وعند هدأة الحلة سمعت ولولة شقت سكون الليل

    - في شنو؟؟

    - السرة بت جاد الله ماتت

    وهكذا كان فضل الله المجنون سرآ في عرف القرية لا يتحدث عنه الا همسآ مثل افضاء الرجل الي زوجته عند هدأة الليل 00 همسآ لم تتحمله أبواب البيوت الصدئة فهرب منها الي رمل الشوارع وورق الاشجار وزقزقة العصافير فالكل يعرف والكل لا يجرؤ علي مجازفة البوح00 يقال والعهدة علي الراوي ان امه انجبته في ليلة القدر فدعت ان يعطيه الله عمر نوح خوفأ من فقده صغيرآ مثل اخوته الذين أتوا من قبله 000 فضل الله المجنون يتحدي الزمن000
    حسنا00
    لم يكن قصيرآ ولا طويلأ اكتسب لونه من أديم الارض فهو أديمي اللون أن صح التعبير مترعآ بالحياة وكأنها تنبع من جنبات عراقيه البالي 00 أظنه وسيمآ وأن كان شعث لحيته يخفي وسامته تحت دثار من الدروشة وعندما يدخل الي القرية تشعر باشجار العشر والحسكنيت قد مالت في اتجاهه وكأنها في انتظار نبأ عظيم0

    جلس حاتم علي حجره المفضل عند زاوية الشارع ممدآ رجليه الحافيتين كي تعانقا الرمال مستخدمآ سفنجته وسادة كي تخفف من قسوة الحجر00مواء قطة يزعجه رماها بحصاة ولكن بلا فائدة وفي لحظة وكأن الزمن توقف أنتبه الي مواء القطة وكأنها تقول
    - فضل الله جا00 فضل الله جا00 فضل الله جا 00
    أحس ببرودة تسري أسفل عموده الفقري00رعشة شملت كل جسده00 بحث عن ميكانيكية الفرار ولكنه وجدها قد هربت من رأسه 00سمع خشخشة قدميه وهو يقترب
    خشخش 00 خشخش00خشخش
    نبتت لأشجار العشر والحسكنيت والطنطب أقدام وهي تتبعه بنفس ايقاع الخطوات
    خشخش00 خشخش00 خشخش 00استطالت اشجار النيم وهي تحدق في الشارع من وراء الحيشان في أنتظار القادم
    اهتز الشارع وهو يتحول الي حلقة ذكر 00الابواب والشجر والحيطان حتي حصي الطريق كان يهتز بأيقاع منتظم وهو يردد

    فضل الله00فضل الله00فضل الله00

    كان يقترب وقد أستطالت قامته حتي بلغت اسقف البيوت وهو يهتز بنفس الايقاع

    فضل الله00فضل الله00فضل الله00

    كانت لحظة خارج أيقاع الزمن قد يبصر فيها الاعمي ويمشي الكسيح وتحبل العواقر
    لحظة تتحول فيها اشواك السدر الي ازهار ويصافح فيها المقتول قاتله

    فضل الله00فضل الله00فضل الله00


    خشخش00خشخش00خشخش00

    وأخيرا جدا طاوعنه حنجرته و

    -فضل الله لا00 فضل الله لا00

    أخترقت الصرخة سمع الجميع وهم خارجون بعد أداء صلاة العشاء من المسجد00ركض عوض قبل الجميع فقد عرف في الصوت أبنه حاتم 00أحتضنه بقوة وهو يرفعه من الارض أحس بنبضات قلبه تكاد ان تخترق ضدره وكأنها تررد فضل الله 00فضل الله00 سال العرق باردا من جبينه وهو في شبه غيبوبة مرتعشآ مبتل الثياب مبتل الفؤاد0

    أمتلأ الديوان حتي فاض الي الشارع لا تسمع الا صوت الانفاس تتردد الكل مترقب 00تفر العيون الي الباب ثم تعود الي الجسد المسجي امامها ونحيب أمه عبق المكان برائحة الحزن00 امتلاء بيتها بالنساء معزيات وقد تحول الموقف الي مأتم0

    -بجيبو انا فضل الله
    قالها عوض وهو يركض الي الشارع وحيدآ أحس بأول نسمات الليل تلفح وجهه اغرورقت عيناه بالدموع00تذكر حاتم 00طفولة حاتم00شقاوته00مرضه وهو صغير00وتمرات فضل الله السر الذي لا يدرك كنهه

    -أدي التمرة دي اول مايصحي من النوم

    لماذا يافضل الله لماذا
    تذكر العلاقة الحميمة بين حاتم وفضل الله لا يري مبتسمآ الا وهو يداعبه00يحمله علي كتفيه ويطوف به الحلة وضحكات حاتم تملاء المكان فرحا وحبور

    لماذا يافضل الله لماذا
    لايزال يسمع نحيب أمه يصل الي أذنيه يقطع كبده تحمله اليه نسمات الليل نفحات نفحات يتغلغل فيه وهو يتحول الي كائن يمشي في عروقه له دبيب

    لماذا يافضل الله لماذا

    وجده هناك ينكت في الارض بعود جاف

    - ليه يا فضل الله
    قالها دامعآ

    نظر أليه وكأنه ينظر من خلاله

    -0000000000000000000

    امسكه من ذراعه وهو يهزه بقوة

    - قوم الولد حيروح مني قوم

    -0000000000000000000000

    - والله كان حصل ليهو حاجة مابخليك

    هدأت رعشة حاتم أول ماوضع فضل الله يده علي جبينه00هدأ تنفسه وذهب في نوم عميق
    نهض فضل الله في بطء 00 خرج من الديوان 00ولحق به عوض00أدخل يده في جيبه وناوله تمرة

    - أديها ليهو أول مايصحي من النوم

    - ليه لكن يا فضل الله في شنو؟

    -قول ليهو قال ليك فضل الله المابراعينا مابنراعي واوعي تفوت صلاة العشاء مع الجماعة تاني

    وهكذا تحول فضل الله الي طوطم يطوفون به ويخشونه تدور رحي القرية وتدور ثم تنتهي اليه 00توسع له المجالس ولكنه لا يسامر غير الارض00 تفتح له البيوت ولكن لا انيس له الا الحسكنيت00مغرقآ في زهده 00زاده تمرات لا يخلو منها جيبه00لا ينتمي الا الي الهواء منكفئى علي ذاته 00منفتحا علي عوالم ليست منهم ولا تنتمي اليهم00الكل يأخذه الدهر الي مدن لا سقوف لها وحين يعود يجد فضل الله كالجبل لم تغيره الايام ولا السنون0

    وفي ذات صباح لم تشرق له شمس ارتدت فيه اشجار العشر ثوب الذبول00أنحنت فيه اشجار النيم وكأنها تنتحب00نهضت الحلة من غفوتها وهي تعلم الكل كان يعلم 00حتي الابقار ارتفع خوارها 00 مواء القطط ونبيح الكلاب وكأنها تنادي

    الجميع كان يركض 00تدافعت الاكتاف وتشابكت الايدي والوجهة واحدة 00

    وجدوه هناك 00عاريآ ودموعه اغرقت التراب من حوله 00 شاخص بنظره الي السماء وهو ينادي اموات ذهبوا في ذاكرة الزمان او ينعي اطفال لم تنشق عنهم الارحام بعد

    -دي شنو الفضائح دي هسي ماتودو مستشفي المجانين مااحسن
    ارتفع الصوت من بين الناس غطاه حاتم بقميصه 00 علا صوت بكائه بكي معه الناس دون ان يدركوا لما يبكون وعلي ماذا ينتحبون00 الجميع يبكي بحرقة فقد عزيز 00 كل عانق من بجواره وغطت السماء غيمة سوداء وكأنها تعلن الحداد0
    لم يمض نهار ذلك اليوم حتي سمع الناس ولولة الاسعاف تشق فضاء الحلة

    - في شنو

    - في شنو

    - فضل الله اخدو ناس مستشفي المجانين

    - فضل الله لالا فضل الله لالا

    حتي الان لم يعرف من بلغ عن فضل الله 00قالها عبيد بسخرية مريرة وهو يغلق دكانه

    - ماناس الزمن ده كان بقي نبي الله الخدر مابريحو

    تحول فضل الله الي اسطورة يتداولها الرجال في مجالسهم 00قصة تحكيها النساء لاطفالها قبل النوم 00كان هنا فضل الله 00تهدأ لذكراه النفوس وتداخلها الطمأنينة00ينام الاطفال وهم يتوسدونه حلمأ جميلا00
    والان اذا أخذتك الايام الي هناك لوجدت لافتة تميل الي الامام وكأنها تومئ اليك بالتحية عانقتها اشجار العشر والحسكنيت كتب عليها
    حلة فضل الله00 ولم تنجو اللا فتة من شقاوه طفل خربش البهية كاتبا < المجنون>




    محمد الطيب يوسف
    حسيب
    2001م

    (عدل بواسطة محمد الطيب يوسف on 02-23-2008, 07:21 AM)
    (عدل بواسطة محمد الطيب يوسف on 02-24-2008, 01:56 PM)

                  

02-23-2008, 07:56 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    ويبقي حلم أن ألتقيك

    في سماء بلا غيوم

    وأرض بلا جنون

    سيدي فضل الله
                  

02-23-2008, 10:36 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    up

    والله لكن يا ناس سودانيز0000000000

    غايتو هدا رفعناها
                  

02-23-2008, 11:52 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    2-رجل بلا ظل



    أهداء

    الي أستاذي العزيز أبراهيم الزعيم الصافي وهو يصر علي أن تظل الضمة مرفوعة والفتحة مستقيمة ولايحب أن يري الكسرة الا عند الضرورة00 [محاولة لتعريب قصة دارجة]

    محمد الطيب




    أوقف السائق السيارة عند الجراج ونزل منها ليفتح الباب الخلفي 00 تناول عصي الأبنوس من المقعد00 نزل منها في هدوء نفض عن بدلته غبارآ لم يعلق بها00 تأكد من تناسق بنطاله مع الحذاء الذي صنع من أجود أنواع الجلود00 ناول حقيبته للسائق00 من جنباته كانت تفوح رائحة عطر باريسي فاخر00 أسمر مربوع القامة 00حف شاربة بأناقة ملحوظة وأن ترك لحيته مهملة أهمالآ معتني به وقد خضبتها الحناء بحثآ عن شباب ولي الي غير رجعة00 تدلت من نظارته سلسلة ذهبية أودع آخرها في جيب بدلته اليمين وأبتعد من السيارة يتبعه ظله كظله00

    ولج الي داخل الوزارة بخطوات قصيرة سريعة وان تعمد أن يطرق حذاؤه الأرض بقوة00 وصوت ضربات عصاه علي البلاط يملأ أرجاء الممر00 ابتسم في داخله وهو يستمتع بحالة الهدوء التي عمت المكان حال قدومه00 دخل الي مكتبه وهو يرسم تقطيبة علي وجهه00 نهضت السكرتيرة في ارتباك وهي تصلح من ثوب يظهر أكثر مما يخفي

    - أدخلي لي برنامج اليوم والبريد

    قالها وهو يدخل الي مكتبه الخاص دون أن يلتفت أليها

    - حاضر معاليك

    تناولت ملفآ منتفخآ بالأوراق وهي تلحق به

    جلس علي كرسيه الدوار وطرق طرقتين علي لوحة الحاسوب أيمن المكتب

    - كيف الحال عندكم اليوم؟؟

    -لاشئ مهم فقط عبد الستار سأل عليك بالتلفون

    أومأ لها برأسه أشارة لأن تنصرف00 فوضعت الملف علي الطاولة واستأذنت

    لعق شفتيه بلسانه وهو يحملق في ساقيها حتي أغلقت الباب خلفها0

    دخل عم سعيد حاملآ القهوة وضعها علي المكتب دون أن يتحدث00 تناول القهوة وباليد الاخري تناول الصحيفة

    - في أضخم عملية من نوعها 00
    الكشف عن عملية أختلاس ضخمة في وزارة معروفة [ص 3]
    - مهندس ومدير أداري وأصابع الأتهام تشير الي أيدي خفية لرؤوس كبيرة في القضية
    - ملف كامل عن القضية غدآ

    أرتجفت يده قليلآ وهو يضع كوب القهوة جانبآ00 ظله يغطي جانبآ من الصحيفة أحس بالضيق قليلآ وهو ينتقل للصفحة الثالثة بحثآ عن التفاصيل00 أنزل الصحيفة الي سطح المكتب وأنكفأ عليها 00 ظله يحتل كل المساحة بينه و بين الجريدة00 حاول تجاهل الأمر وهو يقرأ في تقاصيل الخبر 00 حبات من العرق تلألأت في جبينه 00 أمسك بسماعة التلفون

    - أستدعي لي عبد الستار الان

    - حاضر سعادتك

    رفع الصحيفة مرة أخري الظل بينه وبينها 00 ألقاها في ملل 00 نهض من الكرسي ووقف عند النافذة 00 تبعه ظله الي النافذة 00 نظر أليه في غيظ00 عاد الي المكتب ورفع سماعة الهاتف مرة أخري

    - ألم يأتي عبد الستار بعد

    - في الطريق أليك يا سيدي

    وضع السماعة في عنف00 علا صوت تنفسه قليلآ وهو يذرع الغرفة جيئة وذهابآ والظل يتبعة بنفس الأيقاع 00 رمقه في غضب00أغلق النافذة حتي يمنع تسلل الضوء ثم اغلق مصباح المكتب أيضآ00 غرق المكتب في ظلام دامس 00 الظلام يجثم علي صدره ويكتم أنفاسه 00شعر به كأنه تحول الي ظل ضخم يحاول قتله00 صدرت منه أهة خافتة وهو يحاول الوصول الي مفتاح الأنارة 00 أنقذه باب المكتب وهو يفتح0

    رفعه عبد الستار من الأرض ثم أشعل المصباح 00 شهق في قوة وقد غرق جسده في العرق 00الظل ممددآ أمامه 00 نظر أليه أحس كأنه يبتسم ساخرآ منه0

    - خير معاليك ماذا بك؟؟

    - لا شئ لاشئ فقط أخبرهم أن يزيدوا الأضاءة هنا 00 مصباح عند كل ركن وأن يضعوا مصباحآ أعلي المكتب

    - حاضر معاليك [ قالها عبد الستار في تعجب ]

    - ماهذا المنشور في الصحيفة اليوم؟؟

    - حاولت أن أتصل بك صباحآ ولكنك لم تأتي بعد

    - ها

    - لا أنها مجرد زوبعة صغيرة وسأنتهي منها اليوم لا تنشغل بهذا الأمر

    - ولكن هل تظن أن لديهم أدلة علي ما نشروه

    أقترب منه عبد الستار وهو يرسم أبتسامة اطمئنان علي وجهه

    - قلت لك لا تشغل بالك بهذا الأمر سأحسمه اليوم بأذن الله

    أومأ برأسه وهو يتنهد في عمق

    صوت أقدام العساكر وصل الي أذنيه وهو داخل المكتب 00 فر ظله الي ركن قصي في الغرفة 00 أرتفعت دقات قلبه ونهض من كرسيه في ذعر0
    حاول جمع اوراق متناثرة علي الطاولة أمامه في عجلة00 دفع أحدهم باب الغرفة بقدمه 00أنهار علي كرسيه في يأس00 وضع رأسه بين كفيه وهو يحاول أن يبكي ولكن أين صوته00 أمسك أحدهم بكتفه وهو يجره الي الخارج00 سطعت أضواء الكاميرات علي وجهه00 فقد الرؤية للحظات وهو يحاول أن يغطي وجهه بكلتا يديه والجميع يتحدث ويؤشر عليه وكان ظله يقفز بين الحشد وكأنه يرقص00جذبه أحد الصحفيين من كتفه وهو يلح عليه بسؤال ما00 سقط علي الأرض 00تأوه وهو يحاول أن يغرس أصابعه في البلاط00 تحلق الحشد حوله في دائرة ضيقة وهو يحاول النهوض 00 كل العيون حوله جاحظة والأفواه مشرعة 00 رزاز من فم أحدهم أرتضم بوجهه وظله كان واقفآ وسط الحشد ينظر أليه في شماتة0

    نهض في ذعر00 جلس علي الفراش وهو يتصبب عرقآ 00 الظلام الدامس من حوله غطاء كثيف يكتم أنفاسه00 صرخ في قوة وهو يمسك بعنقه

    -أشعلوا المصباح 00 أين النور

    نهضت زوجته وأشعلت الأباجورة التي بجوار السرير 00 نسمة من الهواء ولجت الي صدره 00 صرخ فيها

    - ألم أنبهك الا تطفئي النور00 ألم أنبهك؟؟

    نظرت أليه في حيرة ناولته كوب من الماء وهي تسأله

    - ماذا بك هل كنت تحلم ؟؟

    شرب كوب الماء بصوت مسموع

    - لا شأن لك
    قالها في عنف وهو يتابع ظله الذي امتد طويلا حتي تكسر عند زجاج النافذة أو عبر منها الي الحديقة لا يدري هو

    -أشعلي مصباح الغرفة

    نهضت بتثاقل ضغطت زر الاضاءة 00 غرقت الغرفة في الضوء 00 أنكمش ظله تلقائيآ حتي أحس به تحته00 نهض في ذعر وهو ينظر الي حيث كان جالسآ00 نظرت أليه زوجته في حيرة وعيناها مليئتان بالأسئلة ولكنها لم تفتح فمها00 تناول جواله وأتصل بعبدالستار

    - ماذا فعلت؟؟

    بدا صوت عبد الستار ضعيفآ متخاذلآ لا كما أعتاده مليئآ بالثقة وهو يقول

    - معاليك في الصحيفة رفضوا رفض بات أن يلغوا الملف وسينزلونه في عدد الغد كملحق منفصل ومعي الان مسودة منه

    - وماذا يوجد بالملف ؟؟

    - الموجود بالملف لو نزل غدآ سيدمرك تمامآ

    - ماذا؟؟ أتصل بوزير الثقافة 00 بدائرة الأمن 00 يجب أن يصادر هذا العدد فورآ لا يجب أن ينزل أبدآ

    - حاولت معاليك ولكن يبدو ثمة رضا جماعي عن الموضوع فلا أحد يريد أن يتدخل

    اشتم رائحة الشماتة في صوت عبد الستار00 أغلق الجوال في عنف وأرتدي ملابسه في عجل00 فتح باب الغرفة ولكن الي أين يذهب 00 وقف جامدآ عند الباب للحظات ثم عاد الي داخل الغرفة 00 أنهار علي طرف السرير 00 مر شريط حياته أمام عينيه سريعآ00 تذكر صعوده بسرعة الضوء علي أكتاف الأخرين 00 كم دبر وأطاح بكل من أعترض طريقه00 ولكن تري من يحاول أن يتسلق علي كتفيه هذه المرة 00 من وراء كل هذا00 خطر علي باله عبد الستار00 تنهد في عمق واضجع علي سريره متخذآ وضع الجنين 00

    طويلة كانت ساعات الليل 00 أشرقت الشمس وهو مضجع في مكانه 00 ولم يزر النوم عينيه 00 نهض في تثاقل 00 تناول حقيبته وركب السيارة متوجهآ الي الوزارة

    ولج أليها في تردد 00 خطواته منهكة ضعيفة 00 لم تخفت الضجة وهو يعبر الممر 00 دخل الي مكتبه منكث الرأس 00 سبق ظله في الدخول 00 أغلق الباب خلفه 00 تناول الصحيفة قبل أن يجلس علي الكرسي00 أشعل مصابيح الغرفة الجديده كلها 00 أختفي الظل من أمامه 00 جلس علي الكرسي وهو يبحث غن الملف بين صفحات الجريدة00ألتهمت عيناه السطور في سرعة 00 تسارعت دقات قلبه 00 شئ في داخله يصعد الي حلقه00 تناول كوب الماء من الطاولة 00تجرعه وعيناه لا تفارقان الصحيفة 00 كل شئ من حوله ينهار00 القي الصحيفة من يده 00 بحث عن ظله لم يجده 00 أين هو ؟؟00 أحس بشئ يتحرك تحت ملابسه 00 يمس الجلد مسآ خفيفآ00 الضوء يكاد أن يعمي عينيه 00 نظر الي ملابسه 00 الضوء يخترقها وصولآ الي ظله تحت ملابسه00أبصره وهو يحاول أن يدخل الي داخله 00الي صدره 00 قفز في سرعة 00 أغلق مفاتيح الأنارة ماعدا واحدآ00قفز ظله من بين ملابسه وجلس علي طرف الطاولة وهو ينظر أليه وأبتسامة ساخرة تعلو شفتيه

    - ماذا تريد مني؟؟

    أطلق الظل ضحكة ساخرة

    - انا هو أنت بالطبع لا أريد منك شيئآ

    قالها وهو يدنو منه بوجهه 00 مد يده محاولآ أن يمسك به 00 أمسكت يده الهواء

    - يجب أن أتخلص منك

    علت ضحكاته مرة أخري

    - أنا هو أنت كيف لك ان تتخلص مني 00 كيف لك أن تتخلص من ذاتك ومن قدرك 00 لن يحدث هذا حتي تتحول الي ضوء أو مصدر للضوء وأنت آخر من يمكن أن يكون مضيئآ

    - أتحول الي ضوء؟؟

    قطب حاجبيه وهو يفكر في العبارة 00 أنتبه الي رنين الهاتف 00 هرب ظله الي أرضية المكتب وتمدد في هدوء00 تناول السماعة

    - مدير دائرة الأمن علي الخط

    -قولي له أني لم آت بعد ولا تحولي لي مكالمات طوال اليوم

    - حاضر معاليك

    وضع السماعة أحتوي الغرفة بعينيه 00 صدرت منه آهة خافتة 00 جواله يرن 00 نظر الي أسم المتصل 00 شامت آخر 00لم يرد ثم اغلق الجوال 00تذكر حلم أمس بدا له كأنه رؤيا 00جسده يهتز 00 جدران الغرفة تقترب منه 00أخرجت شاشة الحاسوب لسانها ساخرة 00 تململ في كرسيه00 كان يعرف مصدر كل هذا 00 نظر الي ظله في حسرة00 وهو يجلس علي الطاولة عاقدآ يديه أمام صدره

    نبهه رنين الهاتف مرة أخري00 رفع السماعة صارخآ

    - ألم أنبهك أني لا أريد أي أتصالات

    - ولكنه000000000 [صمت]

    - هل أتصل سيادته؟؟

    قالها بصوت خافت

    - نعم سعادتك

    - طيب حولي المكالمة فورآ

    - السلام عليكم

    - وعليكم السلام سيادتك

    نهض واقفآ دون أن يشعر

    - ماهذا المنشور في الصحف اليوم

    - مجرد كذب وأفتراء

    - ولكنه مدعوم بالأدلة ألم تقرأ الخبر

    - نعم سيادتك قرأته ولكنه يحتاج الي دفقة ضوء لتهرب منه الظلال

    - لم أفهم

    أرتبك قليلآ

    - هناك نقاط مظلمة فقط تحتاج الي توضيح وبعدها ستتبين لكم براءتي

    -اسمع 00 أذا كان المنشور في الصحيفة صحيحآ فأنت تعرف ماذا سيحدث لك

    - ولكن 000 تييييييييت 00تيييييييييييييييييت

    - قاطعه صوت الخط وهو يغلق 00 رجع برأسه الي الوراء وومضت في رأسه فكرة بلا ظلال00 فعلآ الأمر يحتاج فقط الي ضوء 00 مجرد ضوء00 غادر المكتب في نشاط وظله يركض خلفه00 ركب السيارة وأنطلق بها 00 الشوارع كانت مزدحمة بالناس 00 تجولت عيناه بينهم 00 شعر أن الجميع يعلمون أنه هو 00 غاص في مقعد السيارة محاولا أن يختفي عن الأنظار00 أبتعد عن المدينة بسيارته التي تنهب الطريق نهبآ00 فقط يحتاج الي ضوء 00ضوء ينبعث منه00أوقف السيارة الي جانب الطريق00 نزل منها 00 نظر الي ظله في شماتة وهو يتناول من حقيبة السيارة أناءآ مملوءآ بالبنزين وعاد الي داخل السيارة مرة أخري 00 ظله جالس علي المقعد بجواره 00 ينظر أليه في سخرية00 صب أناء البنزين علي نفسه في برود 00 أشعل قداحته واشتعلت النار في جسده00 أختفي ظله من أمامه وصوته يرتفع بالصراخ 00 دفع باب السيارة خارجآ الي الفضاء وهو يصرخ

    ويصرخ

    ويصرخ

    ولكن لم يسمعه أحد

    فقد كانت صرخاته بلا ظلال


    محمد الطيب

    مكة المكرمة

    2008

    (عدل بواسطة محمد الطيب يوسف on 02-23-2008, 11:54 AM)

                  

02-24-2008, 05:43 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    استهلال:
    إلى ابني القاص الماهر محمد الطيب يوسف
    (رجل بلا ظل) محاولة جادة لتأكيد الهوية وتأصيل الانتماء، وليست محاولة لتعريب قصة دارجة، وآمل أن تكون نصيرًا للضمة المرفوعة والفتحة المستقيمة، وأن تحافظ على الجر بالكسر، لأن اجتماع الجر مع الانكسار، هو الواقع البدهي.. وازدراء الرفع والضم والجر والجزم هزيمة ذاتية مُرَّة.. هوَّن عليك يا بنيَّ الاستخفاف بالفصيحة فهي وعاء الإيمان وسرَّ خلود التنزيل.. أما إصراري أنا على الضمة والفتحة فهو مصدر اعتزاز لي لا مناط تبخيس.

    قصة سياسية في قالب رمزي انتقادي ساخر، تصطبغ بصراع داخلي تستحكم فيه نوازع النفس وآمالها بمثبطات الرقابة الخارجية (الصحافة)، وتترابط بين أجزائه خيوطُ الجُرمِ أحيانًا ثم تنتقض اعتمادًا على إمكانية الإفلات (تأكيدات عبد الستار كبير خواصه: إنها مجرد زوبعة صغيرة وسأنتهي منها اليوم‘ لا تنشغل بهذا الأمر)، وربما يرمز الظل هنا إلى (جهاز المراقبة الذاتي) أو القرين سيئ الطويَّة الذي ما انفك يُراقب ويُزيِّن ويشمت على صاحبه الرابض فوق مقعد وثير دوار يلعق عرق الآخرين ويتلمَّظ حلاوة ملوحته على غفلة من ذاته ومن المجتمع.. إنه يتوهَّم أن مكتبه يُشكل ستارًا كثيفًا يحول بينه وبين الضوء الذي تتباين عنده ضروراته، فتارة يحكم إغلاق النوافذ ليحس بالهدأة والسكينة في العتمة، وتارة يتملَّكه الذعرُ ويسري في عروقه سريان الكهرباء في أسلاكها النحاسية؛ فينتفض من نومه هلعًا جزعًا من الظلام، ويصيح في زوجته آمرًا بإضاءة الأنوار ليخرج من الكابوس وكتلة الظلام التي أخفت ظله الذي يقف بمثابة المحفِّز..
    وهَمٌ بحجم البالون الضخم دفعه إلى الاستمتاع بالقدرة على الاستغفال الذي يرفع صاحبه إلى درجة التعالي والاستكبار وشموخ الأنف دون استبصار لما يمكن أن يتمخض فيه من فضيحة تؤدي إلى نهاية مفجعة.. كان يتأرجح بين الخوف والطمأنينة، القلق والراحة، ولِمَ لا؟ أليست تطمينات عبد الستار مكمن ثقته كافية لتهدئ من روعه: "قلت لك لا تشغل بالك بهذا الأمر.. سأحسمه اليوم بإذن الله"، وفي إذن الله هنا إيحاء بأن للرجل علاقة بربِّه تضاعف حجم الثقة فيه والاعتماد عليه!! ومع ذلك فإن (معاليه) لا يجهل سرَّ ذلك الخاطر الذي يضطره إلى استدعاء سيرة ابن أبي سلول كلما أطل عليه عبد الستار، واستقر في قرارة نفسه أن هذا الشخص لا ضير أن يلحق به وصف (شيطان الإنس) والاستعانة بالشيطان يُمثِّل أحيانًا بوابة إلى إشباع هوى النفس وإسكان نهمها.
    "إذا فاتك الميري تمرَّغ في ترابه"... فَهْمٌ سقيمٌ وخطلٌ بيِّنٌ متوارث خلَّفته لنا دولة الاستعمار، حتى صارت هذه المقولة متقبلة؛ بل تحفيزية لضعاف النفوس، واستحلال المال العام في كثير من بلدان العالم الثالث التي رزحت تحت وطأة الاستعمار الأوروبي أفرز شريحة عريضة من (التماسيح) أو طبقة من (القطط السمان) بتعبير إخوتنا في شمال الوادي، وهذه الأجسام المُتورِّمة ذات الخزائن المُكتنزة هم شُرَّار الذي يتلذَّذون بامتصاص دماء الحزانى والبؤساء والمنكسرين، هم (دراكولا) العصر.. شخصيات بليدة الإحساس، ونفوس ضعيفة منكسرة أمام إغراءات المال (السائب)، ويتحدَّر من بين شفتيها (اللعاب) كلما ارتفعت بنود ميزانية دائرتها، لم يعد انتهاب الذخائر والنفائس عندها خيانة للأمانة، ولا يراودها إحساس بالذنب أو الجُرم وهي تملأ جرارها من المال المنسكب والمؤتمن عليه.. إنه اختفاء الظل و(موت الضمير).. كم في تلك البلاد (الجالسة) من استغلال لسماحة نفوس البسطاء، والاجتراء على الحق العام، واستباحة للأمانة؛ بل والتلذذ بما يتيسر نهبُه.. فقط من أجل صلف زائف وكبرياء مصطنع يتجلَّى في سيارة فارهة وثياب ناصعة البياض وشالات فاخرة وعطر سان ديور وعصاة الأبنوس والأباجورات الكريستال وكاسات الـ (كابتشينو) أو الشراب البارد على النجيل في المساءات الحالمة.. يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "من ضيع الأمانة ورضي بالخيانة؛ فقد تبرأ من الديانة"
    إضاءة الأنوار تكشف الخوف من الظلام؛ رغم أن (معاليه) بنى نفسه وارتفع بشخصيته إلى أعلى درجات سُّلَّم نُصب في ركن مُعتم أو على ظهر حائط بلا ظل. هاجس الخوف يسكن قلب الرجل.. وعبد الستار أنموذج متكرر لذات الشخصية التي تحيط بالمسؤول إحاطة السوار بالمعصم.. فهو مايسترو الحاشية أو البُطانة التي تجمع أفرادها طموحاتٌ متشابهة ويلتقون على أطماع متماثلة، وهم يجيدون لانحناء لوليِّ النعمة الزائفة.. وإن نُحِر الثورُ فهي أول الشاربين من دمه (إفك وخداع ونفاق وطمع وشماتة).. وهذه القيم ذاتها هي التي تتركَّب منها نفسية (معاليه) وتصوغ منهجه في الحياة، ولا عجب أن يُتقنَ مداهنة (الكبير) ويلعق حذاءه، فهو يهابه وإن كان غائبًا، ويرتجف من صوته وإن كانت العين لا تبصره.. (الوقوف اللاشعوري عند اتصال "الرأس الكبيرة" على الهاتف).
    وخلافًا للقيم يحاول (معاليه) الانتحار، غير أنه نسيَ أن ثلث المجتمع نفسه قد لا ينظر إلى الفاسد نظرة احتقار؛ بل يتقبَّله وكأن شيئًا لم يكن، هذا إن لم يتودَّد إليه لينال مما ناله بكياسته في استثمار أساليب النفاق والمخادعة والمخاتلة.. وهذه نهاية طبيعية ليست مفزعة، فكما رُوي أيضًا عن الخليفة الرابع رضي الله عنه: "موت الصالح راحة لنفسه، وموت الطالح راحة للناس"، ولعل الكاتب أراد هذه النهاية البئيسة لصاحب الظل الخفي ليوحي لنا بأن روحه لن تشهد استقرارًا في الحياتين، وستظل في شقاء أبدي..
    ويُلاحظ أن القاص استجمع عناصر القصة القصيرة ابتداء بالمكان (الوزارة) والزمان (ساعات الدوام المكتبي)، وحشد أحداثها في هذه البيئة (الزمكانية) مستخدما مفردات قاموس العمل: (نعم سعادتك، حاضر سعادتك، في شنو معاليك، سيادتو اتصل..) وجعل مشاهدها مترابطة ومتواترة من البداية إلى النهاية مستخدمًا أسلوب التنكيت والتبكيت والسخرية المريرة التي تشدُّ القارئ وتجعله محافظًا على ابتسامه رغم ما قد يحس به من غثيان تجاه مكونات هذه الأشباح المستحوذة على دولاب العمل، والممعنة في ذاتيتها وتحقيق أطماعها دون خوف أو وجل من أحد، ولكنه في الوقت نفسه رفع الصحافة إلى مستوى دورها (سلطة رابعة)، ولم يشأ أن يجعلها مغمضة العين كما هو شأن الصحافة الرسمية في دول العالم المتخلف.. واستطاع استخدام الغمز والتلميح بقدر كبير من الإتقان لبيان عَوَر (صاحب الشأن)، ثم منحه قبسًا من إفاقة أو صحوة أو غيرة وطنية: " إذا كان المنشور في الصحيفة صحيحًا فأنت تعرف ماذا سيحدث لك".
    وعمومًا فإن الصراع يشكل المحور الرئيس في (رجل بلا ظل)، صراع أظهر التجاذب بين الخوف والطمأنينة، والحلم والواقع، والكبرياء والإذلال.. كان صراعًا نفسيًّا داخليا شديد القوة إلى الدرجة التي جعلت الظل يخالف قواعد الفيزياء فيرى في الظلام ثم يغادر منطقة جسم صاحبه الذي يحجب عنه الضوء، وينفصل عنه في لحظة بالغة الانهزام، وهكذا يمد الضميرُ لسانه ثم يغادر منطقة القفص الصدري تفاديًا لتلك النتيجة المأسوية.
    والقصة في جوهرها تصوير بليغ لمشهد من مشاهد الحياة في أحد جوانبها المتعددة راعي فيه القاص مقومات القصة المتعارفة بين أساطينها: رسم الشخصيات وبنائها النفسي والسلوكي، الحبكة، الصراع، السرد، عنصري الزمان والمكان، ترابط الأحداث.. فقط كانت تحتاج إلى مزيد من الإدهاش وتكثيف العبارات وحشدها.. وهذا رؤية شخصية يا محمد لم تتبع معايير النقد.. وطابت حياتك.


    أبراهيم الزعيم
                  

02-24-2008, 08:59 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    up
                  

02-24-2008, 10:49 AM

Moawia Mohammed
<aMoawia Mohammed
تاريخ التسجيل: 10-24-2006
مجموع المشاركات: 3793

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    يا الله
    هيلاهوب
    فوووق
                  

02-24-2008, 11:20 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: Moawia Mohammed)

    شكرآ جزيلآ ماوية

    علي الجدعة القوية دي

    لفي وتعالي ساعدينا تاني كمان شوية

    أنا ضهري وجعني
                  

02-24-2008, 11:06 AM

hani babiker

تاريخ التسجيل: 02-12-2008
مجموع المشاركات: 48

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    ياود الطيب

    طلعت ماك هين من وين ملكة الكتابة دي

    كدي لمن نتلاقى..

    ودي الأكيد
                  

02-24-2008, 12:41 PM

abuguta
<aabuguta
تاريخ التسجيل: 04-20-2003
مجموع المشاركات: 8276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: hani babiker)

    محمد الطيب
    قصصك جميلة ومعبرة وفيها ريحة الطين والقرية

    بس عشان يقولو ليك كتاب وانت مبدع
    لا زم تكتبها بالخط الصغار يعنى لا تغط على Bold
    خليها زى كتبة قلمى دا,,وانت عاوز تشحمها عشان يشوفوها الناس
    اها ناسنا هنا لا يشوفون الكتابة السمينة,,او ثلاثة سنون
    اخدصحيتى دى وقرط على كدا

    وافر الود كثيف

    ابقوتة فى اخر الدوام
                  

02-24-2008, 02:00 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: abuguta)

    أها يا أبقوتة

    كده كويث



    شكرآ ليك كلامك الجميل خالص خالص
                  

02-25-2008, 06:13 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: hani babiker)

    شكرآ هاني

    كدي لمن نتلاقي؟
                  

02-24-2008, 01:58 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    ــــــــــــ
    فووووق ياود الطيب
    قصرت معاك ..
    مزيدا من الابداع
    والسرد القصصي
                  

02-24-2008, 04:12 PM

Elawad Eltayeb
<aElawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: emad altaib)

    فوق.
                  

02-24-2008, 08:23 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 1122

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: Elawad Eltayeb)

    أها ياود الطيب رفعة من ناس وردية الليل، وبجى أقرا برواقة الصباح

    والصباح رباح

    تحياتى
                  

02-24-2008, 08:54 PM

اسماء الأمين
<aاسماء الأمين
تاريخ التسجيل: 08-24-2006
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: مهيرة)

    اوووووووووووووووووه
    من بالدار يا احباب ؟؟؟
    والله هلت الانوار ....
    وفرهد ورق الشجر ....
    وتفتحت الازهار .......
    وحل السعد والفرح مدرار..........
    فمحمد الطيب شرف الديار ...........


    ياولد خش لي جوة وطلع المكنوز
    وتقعد عافية
    اسماء
                  

02-24-2008, 11:54 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: اسماء الأمين)

    خربشات عميفه ولها معني..
    سارجع لأستمتع بقراتها كامله فيما بعد..
    سأقرا فقط..فلست ذات قدره تسمح لي باكثر من ذلك..

    تحياتي..
                  

02-25-2008, 06:13 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: Muna Khugali)

    مرحبآ ثانيآ وثالثآ وعاشرآ يا مني

    فبعض الحضور

    يشرح الصدور
                  

02-25-2008, 06:13 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: اسماء الأمين)

    هلت الأنوار

    بحضور الشموس يا أسماء

    شمسك طلت ونورت لي صباحي الجميل بيك

    شكرآ شديد
                  

02-27-2008, 02:53 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: اسماء الأمين)
                  

02-25-2008, 06:13 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: مهيرة)

    مرحب بيك تاني وتالت يا مهيرة

    منورة الدار
                  

02-25-2008, 06:13 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: Elawad Eltayeb)

    العوض

    مشكور

    فوووووووق
                  

03-11-2008, 07:29 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

                  

02-25-2008, 06:13 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: emad altaib)

    مابتقصر يا عمدة

    وافر شكري وأحترامي
                  

02-25-2008, 06:38 AM

zumrawi
<azumrawi
تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 3

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    عزيزى محمد الطيب يوسف
    الكتابة عندك لها مكنتها وجدت اجواء
    من عرس الزين فى القصة الاولى والكتابة عن الشخصيات ذات
    الجذب الصوفى كثيرة فى الادب السودانى باجناسه كلها
    ربما هن محاولات لسبر غور الشخصية السودانية
    فى معركتها مع الزمن والحداثة ارانى احناج ان اعود اليك ثانية
    فى مهلة وساقرا القصة الثانية
    ارقد عافية ودمت طيبا
                  

02-25-2008, 08:22 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: zumrawi)

    شكرآ كثيفآ زمراوي

    علي المرور الجميل

    والكلام المشجع
                  

02-25-2008, 02:03 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    000
                  

02-25-2008, 02:26 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    هل جربت كتابة المسلسل الاذاعى ؟
    كل القصص التى هنا تشير الى كاتب درامى من طراز فريد
    لان روح السرد فيها خيوط من الحوار الدرامى
    اكثر ما شدنى
    ربما لان كتابة القصة عندى تحولت الى هذا النوع من الادب حولت كثير من قصصى الى مسلسلات ونجحت حتى فى مصر (اذاعة وادى النيل)
    ومثل كتابتك هذه جديرة ان تكون مسموعة ايضا بنفس القدر الذى نقراها به
    مجرد اقتراح
                  

02-25-2008, 08:57 PM

اسماء الأمين
<aاسماء الأمين
تاريخ التسجيل: 08-24-2006
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    أبشر يا ود الطيب
    سلمى الشيخ سلامة الرائعةبروعة كتاباتها وروحها الحلوى
    تطل على خربشاتك قارئة ومشيدة وشكلها اعجبت لدرجة انها
    تنصح وترشد وهذا دأبها اتابع كتاباتها في صمت مني
    واندهاش واعجاب .
    محمد لو عايز نصيحتي سكها وخت كلامها حلقه في ودنك (علي
    قول المصريين).
    سلام
                  

02-26-2008, 08:37 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: اسماء الأمين)

    هو سك نصاح يا أسماء
                  

02-26-2008, 05:03 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    مرحبآ بالأذاعية الأستاذة سلمي بين كتابتي المتواضعة

    وجودك هنا سبب من أسباب سعادتي

    وأشادتك قلادة في عنقي

    دهشت لأقتراحك ولست الا مجرد كاتب مبتدئ

    لي اليك عودة

    مليئة بالود
                  

02-26-2008, 01:49 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    up لحين حضور الق آخر
                  

02-27-2008, 07:56 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    00
                  

02-27-2008, 07:34 PM

الصادق اسماعيل
<aالصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    OOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOO

    عمل ممتع واصل
                  

02-28-2008, 05:34 AM

ابوبكر الامين يوسف
<aابوبكر الامين يوسف
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 1051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: الصادق اسماعيل)

    عوافى اهل العقد والرأى
                  

02-28-2008, 09:11 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: ابوبكر الامين يوسف)

    وأن تأخر حضورك بكة

    فأن الحقول لا تيأس من زخات المطر

    يا مراحب بيك
                  

02-28-2008, 05:53 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: الصادق اسماعيل)

    شكرآ مرورك الدافئ الصادق أسماعيل
                  

03-03-2008, 01:46 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    3-تراجيديا الخلاص



    --------------------------------------------------------------------------------


    مدخل00

    من قال أن المعاناة تولد الأبداع أنها أحيانآ تخلف البؤس الذي يقبع بين نظرات العيون وتفاصيل الوجوه البالية وتنهدات الصدور00 نافذة تطل علي جحيم من الكبد اليومي بحثآ عن الأمل 00 رمية لها رام لا يمنح فريسته حق الأستسلام أو حتي الموت00


    نص00

    بدأت سمية في ممارسة طقسها اليومي الذي يبدأ قبل طلوع الشمس 00 أخرجت بنابر الحديد ووزعتها حولها في شكل مدروس 00أعادت تلميع اكواب الشاي بحثآ عن أرضاء زبائن لا يجيدون سوي الأمتعاض00 تأكدت من كمية الشاي واللبن والسكر وحتي الهبهان والعرق والجنزبيل00

    - سمية كيف أصبحتي

    -كويسة الحمد لله صبحك الله بالخير

    -عليك الله الشاي وبالله ولعي لي السيجارة دي معاك

    عبد الرؤوف زبون قديم وسقيم 00 يملك كشك الجرائد الذي أتخذت ظله مكانآ لعملها00 ناولته السيجارة00 نظراته تخترق ثيابها وتصل حتي العظم 00أصلحت من جلستها وعدلت ثوبها بحثآ عن أمان مفتقد في حضرته00 رجعت بذاكرتها للوراء محمود 00 الزوج 00 الأب 00 والأخ00 الذي أحتواها من عالم ذي أنياب 00 كم هي وحيدة وضعيفة من دونه0
    أخبرها جارها فضل السيد

    -سمية يا سمية

    -أيوة يا فضلو

    - والله قالوا محمود قبضوا ناس الألزامية

    ذهب الي حيث اللاعودة00ترك لها دراجة رالي وأربعة أطفال

    - الجميل سرحان وين

    رفعت عيونها

    -أهلآ وسهلآ

    أشارت ألي بنبر بجوارها 00 ناولته كوب الشاي المعتاد بدون سكر وغرقت في داخلها مرة أخري0
    أيام سوداء أعقبت غيابه القصري 00 أنهكت جسدها وجيبها المتعب أصلآ بين المعسكرات ولكن بلا جدوي 00 تفاصيل مؤلمة وجراح لازال دمها نازف 00أسئلة أجاباتها ضاعت بين الجهل والتجاهل

    - لو سمحتا راجلي قالوا أخدو ناس الألزامية

    - وبعدين

    - عاوزة أستفسر أعرف محلو كيف

    - ياسعيد ماتجيب الشاي ده 000 نعم ؟؟

    - قلتا ليك راجلي أخدو ناس الألزامية

    - وبعدين

    - عاوزة أعرف محلو وين

    - يعني نحن ماعندنا شغلة غيركم

    - بس 000000

    - شوفي يا أخت نحن جايينا المنسق العام عندو مرور يعني مافاضيين كدي مرينا بكرة

    تواترت الأيام عليها تأتيها الاخبار عنه متفرقة من هنا وهناك
    { مجروح ودو مستشفي الدمازين 00 شفناهو غرب الأستوائية 00 والله عندنا صاحبنا قال شافو في جوبا00}

    - بالله ملعقة سكر يا سكر

    - حاضر

    الجنزبيل ده الليلة كتير كده مالو غيري القهوة دي بالله

    - حاضر

    - سمية الشاي بارد سخنيهو شوية بالله

    - حاضر

    سمية خشمنا ده غلاية نزلي الشاي ده من النار

    - حاضر

    أبتسمت في حزن و طيف عمر أبنها يمر أمام عيناها وسؤاله بألحاح < أنت أبوي وين>

    بحثت عن كل فرص العمل الممكنة وغير الممكنة في بلد يحتاج فيه تناول كوب من الماء ألي واسطة00 تذوقت طعم الحاجة الي الآخر الذي لا يعطي ألا بثمن فهربت هروبآ بلا خيارات أنتهي عند ظل كشك عبد الرؤوف0

    -سمية أنت مالك الليلة

    أنتفض جسدها في قوة

    - دي المرة التالتة أقول ليك أعملي لي شاي كركدي

    - معليش والله يا أخوي حال الدنيا

    مرت الأيام متشايهة 00 فلا أمس يعود ولا حاضر يسعد ولا غد يرتجي 00 أستقرت أوضاعها ألي حد ما 00 يوفر لها عملها الحد الأدني من الأحتياجات الضرورية 00يشدها الحنين الي زوجها 00 الي غياب جميل في حضرته وترجعها متطلباتها الحياتية الي أرض الواقع 00 حتي ظهر صالح في حياتها00 كان الوقت عصرآ عندما أتي

    - بالله شاي يا أخت

    جلس غير بعيد منها وهو ملتفت أليها كليآ

    - الجميل من وين

    - 00000000000000

    -مابتردو مالكم ولا نحن مابنستاهل

    - لا ياخي بس مشغولة شوية أتفضل الشاي

    تلفت حوله ثم أقترب منها هامسآ

    - بعد المغرب عندكم حاجة

    أبتسامة صغيرة علمها لها أكل العيش أرتسمت علي وجهها

    -خلاص بمرك بعد المغرب وأوصلك البيت

    - لا شكرآ مافي داعي للتعب

    -تعب شنو 00 أنتوا تعبكم راحة

    - لا شكرآ < قالتها بحسم >

    نهض غاضبآ ولم يكمل الشاي 00 تنهدت في عمق 00 تعبت من كل هذا حتي متي الصبر علي هذه اللزوجة00 آآآآآآآآآآآآآآه أين أنت يا محمود

    عادت ألي منزلها في قاع المدينة 00 بيئة توفرت فيها كل العوامل اللازمة لحياة الضفادع والبعوض والذباب والصراصير00 نامت بين دموعها والتعب قد أتخذ من جسدها مسكنآ0

    وعندما أشرقت شمس كان صالح واقفآ أمامها 00 ركل منضدتها المتواضعة في قوة 00 تناثرت علب البن والشاي علي الارض 00 ركلة أخري علي كفتيرة الشاي00 صرخت في جزع 00أنثنت علي المتانثر من رزقها محاولة جمعه 00 أمسكها من ذراعها ورفعها في قوة

    - ليه حرام عليكم

    - ارفع العدة دي معاك

    - سافل حقير أنا عملتا ليك شنو؟

    صفعة داوية هوت علي وجهها وتلقفها كومر الكشة 00 اغلق صالح الرقيب في شرطة القسم الأوسط باب الكومر خلفها0

    أفرج عنها آخر اليوم مكسورة الخاطر موهنة الجسد شربت من دموعها حد الظمأ طعم الظلم حارق في حلقها ونظراتها خابية0

    مرت علي عبد الرؤوف في الكشك

    - أسمعني يا عبد الرؤوف

    - أول شي حمد لله علي السلامة

    - الله يسلمك عاوزة لي قروش أمشي بيها حالي لما تفرج

    وقف عند باب الكشك بحثا عن تضييق المسافة بينهما

    - لكن أنت حسابك ما كتر

    - مامشكلة بتتعدل بكرة وبديك قروشك كلها

    - القروش ما مشكلة

    قالها وهو يقترب منها أكثر حتي أحست بأنفاسه علي عنقها00أبتعدت عنه ممتعضة 00علا صوتها قليلآ

    - عاوز تديني ولا أشوف زول غيرك

    دخل الي الكشك00 ناولها النقود وأبتسامة ماكرة ترتسم علي جانب فمه

    تلقفها الشارع 00 وحيدة 00 مهيضة الجناح 00 خطواتها مرتعشة في أتجاه البيت 00 نحيبها المكتوم يفتت الأكباد تكومت في فراشها متدثرة بغطائها بحثآ عن أمان يهديها الدفء
    كان صالح أول زبائنها صباحآ 00 أبتسامته اللزجة ملتصقة بشفتيه 00 جلس بالقرب منها 00 نفث دخان التبغ في وجهها 00 ناولته الشاي في صمت

    - أها اصبحتي كيف بعد يوم أمس

    شعرت بحنجرتها مثقلة بالكلام 00 دموعها المنحدرة حتي صدرها كانت هي ردها البليغ

    - بغشاك بعدين عشان نطلع سوا

    أومأت برأسها في أنكسار

    تركت باب منزلها مواربآ عند آخر الليل00 صراخ صرصور يخترق السكون00 دخل صالح وأغلق الباب خلفه بحرص بالغ

    كان لابد أن تنثني كي تستمر الحياة





    محمد الطيب يوسف
                  

03-07-2008, 09:33 PM

اسماء الأمين
<aاسماء الأمين
تاريخ التسجيل: 08-24-2006
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    فووووووق
                  

03-08-2008, 03:20 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    Quote:

    هل جربت كتابة المسلسل الاذاعى ؟
    كل القصص التى هنا تشير الى كاتب درامى من طراز فريد
    لان روح السرد فيها خيوط من الحوار الدرامى



    عزيزي الدكتور/ محمد الطيب

    (أنت مجرد كاتب مبتديء؟). لنصدق ما قلت، و هل هنالك مبدع ، لم يبدأ؟ أستاذة سلمى ( متعها الله بالصحة)، ذات أنف يشتم رائحة الياسمين؛ و لو غلفته بآلاف الروائح. سمت ما قالت اقتراحا، و لكنه وصية درامية من مجربة، و أكرم بالتجربة، التي قد تكون أغلى من كل (أكاديميات) جافة. الذي يهمني هنا هو شهادتهابالحركة الحية من خلال النصوص. و كم من نصوص ، قتلها أصحابها بجمود مريع.
    أخي محمد
    دخول الأستاذة سلمى إلى هذه الخربشات، كسب و تعليقها فوز. ربما رأت شيئا من الشبه، بين خربشاتك و تداعيات الأستاذ المبدع يحي فضل الله (متعه الله بالصحة). و التحية لكليهما.
    أرجو أن يكون رأي الأستاذة سلمى، محركا حقيقيا، لرؤية محمد الطيب، كل يوم في ثوب جديد، من خلال منهج كتابي،سيتفرد لا محالة يوما بسمة خاصة، و يكون مدرسته الكتابية. و سيستطيع بعدها الصيدلي القاص، أن يغوص في كيمياء المجتمع، مشيرا إلى العلة و وصف الدواء معا. و لن يجرعنا الدواء كرها، لأن ( الدراما)، ستحبب لمتلقيها، أن يفتح فمه للشرب من كوثرها. و كوثر الدرا ما مُغرٍ، كالخمر الذي لا يرتوي شاربه؛ حتى بعد الثمالة.

    اسمح لي أن أشكر الأستاذة سلمى و في انتظار المزيد
    و لك ودي كله


    .
                  

03-08-2008, 07:29 AM

ممدوح أبارو
<aممدوح أبارو
تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 3162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: ابي عزالدين البشري)

    الاستاذ محمد الطيب
    تحية بقدر حب اهل قرية فضل الله له
    استمتعت جداَ بالسرد وعشت وكأنني احد افراد تلك القرية
    لك مودتي



    ممدوح أبارو
                  

03-09-2008, 04:44 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: ممدوح أبارو)

    Quote: الاستاذ محمد الطيب
    تحية بقدر حب اهل قرية فضل الله له
    استمتعت جداَ بالسرد وعشت وكأنني احد افراد تلك القرية
    لك مودتي



    ممدوح أبارو


    شكرآ مدوح لحضورك هنا وأتمني باقي القصص تكون نالت أعجابك كمان
                  

03-08-2008, 12:12 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: ابي عزالدين البشري)

    Quote: أرجو أن يكون رأي الأستاذة سلمى، محركا حقيقيا، لرؤية محمد الطيب، كل يوم في ثوب جديد، من خلال منهج كتابي،سيتفرد لا محالة يوما بسمة خاصة، و يكون مدرسته الكتابية. و سيستطيع بعدها الصيدلي القاص، أن يغوص في كيمياء المجتمع، مشيرا إلى العلة و وصف الدواء معا. و لن يجرعنا الدواء كرها، لأن ( الدراما)، ستحبب لمتلقيها، أن يفتح فمه للشرب من كوثرها. و كوثر الدرا ما مُغرٍ، كالخمر الذي لا يرتوي شاربه؛ حتى بعد الثمالة.

                  

03-16-2008, 10:54 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

    4-الغرفة رقم [38]




    يقسم أنه يستطيع أنه يراها من وراء أجفانه في زيها الأبيض وهي تقوم بعملها بآلية فيها شئ من الملل حولته الي جانبه الأيمن 00 أحس بقطعة الشاش تمر من أعلي ظهره وصولآ ال أليتيه تأوه في صمت من الألم 00 هذه التقرحات التي تغطي أعلي فخذيه 00 تمني لو يستطيع ان يلمسها ويزيل القشور التي علقت بها 00 مسحت الدهان ليشمله من أسفل قدميه حتي عنقه 00 يكاد يتلظي من النار التي أشتعلت في جسده 00 متي يدرك هؤلا الحمقي أنه يتالم 00 آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه أطلقها في داخله عالية وأن لم تعبر حاجز شفتيه 00 اعادته الي وضعه الأول وسمع صوت الباب وهو يغلق00 ماهذا الذي يجثم علي وجهه 00 ليته يستطيع أن يزيحه ليستنشق الهواء فقط دفقة من الهواء تعبرالي داخل رئتيه بسعتهما ثم ليعيدوا هذا الشئ الي وجهه0

    حسنآ 00 هو يعلم أنه ميت أكلينيكيآ كما سمع الطبيب وهو يخبر زوجته بذلك تمني لو يستطيع أن يصرخ حينها ليخبره بأنه حي وأنه يسمع حماقاته بكل وضوح 00 أصرت زوجته علي أبقائه تحت رحمة الأجهزة التي تحيط به 00 حمد لها ذلك أول الأمر ولكنه الأن ساخط عليها الي أبعد حد ليته يستطيع أن يفصل كل هذه الأسلاك عن جسده 00 في خاطره تقطيبة ملل رفضت كالعادة العبور الي ملامح وجهه00 بعد قليل ستدخل الممرضة لتناوله وجبته عبر الأسلاك 00أبتسم وهو يسمع تكة الباب وهو يفتح 00 ساعته الداخلية تعمل علي أدق مايكون 00 لا يعلم من أين أكتسب هذه الخاصية أفترض أنها من طول الترقب وأنتظار الموت أو اللاشئ هو لا يدري ولكنه يتحسس ساعات اليوم بمخيلته وكأنها كرات تنس تتراقص أمام عينيه0


    تابعها وهي تنزع الأبره من الفراشة التي علقت علي ذراعه وتستبدلها بواحدة أخري 00 تناولت من الطاولة ماكينة الحلاقة 00 عرف الأن أن زوجته ستأتي لزيارته فهم لا يشذبون لحيته الا حين تكون هناك زيارة 00أمسكت بفكه وهي ترفع رأسه من الوسادة 00
    صرخ في قوة
    -[ لالالالا]
    لازال يذكر آخر حلاقة وقد خلفت شظيات من الألم علي خده ومسحت عنها الدم بلا مبالاة ثم أضافت الكولونيا وهي تهز كتفيها بلا مبالاة مغمغمة
    -[ علي كل حال هو لا يشعر]
    علا صوته وهو يسبها بكلمات نابية وخذيه يشتعلان نارآ وهي لا تشعر

    هرب الي داخل عقلها00 بين تلافيف خلاياها الرمادية أستقر00 تتبع نبضاتها الكهربائية 00 تسرب الي داخل أفكارها في هدوء00 خاصية أخري أكتسبها بطول رقاده هنا 00 من ضمن مميزات كثيرة 00 بدأ يشعر أنه يتحول الي سوبرمان عاجز 00

    - علي كل حال رقدته هنا ليست كلها مساوئ

    قالها في سخرية مريرة

    تري من هذا الطفل الذي يحتل ذاكرتك كلها ؟؟ سأل نفسه في حيرة وهو يغوص في افكارها أكثر وأكثر 00 هي مطلقة منذ أربعة أعوام 00 لابد أن هذا الرجل ضخم الجثة الذي يركلها في عنف هو زوجها وقد تكومت عند قدمية في استسلام تام 00 الطفل هناك يتابع مايحدث في عجز وقد أغرورقت عيناه بالدموع0
    مشهد آخر وهي تجمع ملابسها في حقيبة والطفل متشبث بثيابها 00 مسحت دموعها بظهر يدها00

    - ماهذه الورقة التي تحملها في يدها

    أشتد فضوله وهو يحاول أن يقرأ مافيها قبل أن تبتلعها الحقيبة

    - أهااا أنها ورقة طلاق 00 مابالك تبكين أيتها المأفونة 00 حمدآ لله علي سلامتك وأنت تتخلصين من هذا الكابوس الجاثم عل صدرك

    آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآى صرخ في ألم والموساة تخترق لحم خده 00
    -عليك اللعنة تشردين مع ذكرياتك البغيضة وأنت ممسكة بالموساة علي خدي

    تناولت زجاجة الكولونيا وأغرقت بها خده 00 خيل له أن جسده تحول الي عضلة واحدة متقلصة من الالم 00 متي ينتهي هذا الالم 00 التقرحات تنبض في جنون 00 حلقه تحول الي قطعة من الخشب 00 قلبه ينبض في عنف 00اثقال وأثقال وضغت في جفنيه وهو يحاول فتحهما ليسمح لعبرة طال حبسها بالأنطلاق 00 حبات من العرق أنعقدت اعلي جبينه 00
    حاول الاسترخاء وتجاهل آلامه التي لا تنتهي 00 خاطرة طريفة طرأت له 00 سيبحث أين هو من ذاكرتها 00 أبتسامة تحدي غمرت دواخله 00 تري هل يستطيع ؟؟ تسلل الي داخلها مرة أخري 00 أبواق السيارات تصم أذنيه 00 شارات المرور تعبر بسرعة مجنونة 00 نظر الي اسفل 00 هاهو ممدد علي الأريكة وجهاز التنفس مطبق علي وجهه

    لالا هذا ليس هو هذا أكثر شبابآ لابد أنه تعيس آخر 00 الأن فهم أنها في سيارة اسعاف00 ذكري غير مفيدة له 00 تراجع في هدوء ثم بدأ رحلة بحث جديدة 00 مبني من ثلاثة طوابق 00 موظف استقبال 00 ممرات مزدحمة بعاملات النظافة 00 ممرضات يتضاحكن بلا سبب 00أطباء علقت سماعات علي أعناقهم ومؤخراتها تتراقص علي صدورهم 00 المصعد يتجه الي أعلي 00 أنزاح بابه في بطء وأمامه ظهرت الغرفة رقم [38]00 أنه هنا 00 قلبه ينبض في عنف وهو يفتح الباب في لهفة

    الرقم [38] هو أول ما رآه في الغرفة كتب علي النافذة غطيت به أرضية الغرفة 00 لمح

    طرف السرير وهو محاط بالأجهزة 00 لابد أنه هناك 00 تحرك نحوه في لهفة 00 هاهو ممدد علي

    الفراش 00 بضعة أسلاك موصلة في مناطق مختلفة من جسده 00 غلالة رقيقة تحيط بجسده فلا

    يستطيع أن يري التغيرات التي طرأت عليه في دقة 00 رفع رأسه ليري وجهه الرقم [38] 00

    أبتسم في حزن وهو ينسحب من ذاكرتها في هدوء 00 أحس بها وهي تدلك في جسده بعد

    أنتهائها من الحلاقة 00 أصابعها قوية وهي تمر علي عضلاته الذابلة 00 مازالت نظراتها

    ساهمة وهي تؤدي في عملها فهو بالنسبة لها مجرد المريض قي الغرفة رقم [38]

    سمع صوت الباب وهو يفتح لابد أنها زوجته 00 وصله صوتها بلا ملامح وهي تسال الممرضة

    - كيف هو الأن

    رفعت كتفيها وهي تبتعد عن فراشه كي تسمح لزوجته بالأقتراب منه 00 دنت منه في بطء 00 أحساس فظيع باللوم والعتاب غمره00 الشوق وعظم الافتقاد 00 خفقات قلبه تزداد سرعتها وهو يرحل بذاكرته للوراء

    ممدد علي الأريكة 00 عويل الأسعاف يصل اليه من بعيد وهي تجلس بجوار كتفه الأيمن ممسكة بيده ودموعها تنهمر علي صدره بغزارة 00 صوتها يصله متقطعآ وكأنها تحدثه من أعماق سحيقة

    - أرجوك لا ترحل 00 لا تستسلم 00 من لي بعدك 00 ابقي معي

    آلاف الأيادي تمتد أليه وهي تشده الي حيث لا يدري 00 الي المجهول ومن أجلها قاوم 00 كان الأمر يحتاج الي قوة جبارة حتي يبقي بقربها 00 رغب في الأستسلام لهم حتي يرتاح من هذا الالم الذي يخترق صدره كالخنجر ولكن صوتها كان يشده اليها00 كم يحبها 00 لحظتها تمني لو يستطيع أن يمسح دموعها وأن يربت علي خدها كي يطمئنها بأنه بخير ولكن يده كانت لا تطيعه ولسانه ألتصق بقاع فمه في عناد غريب 00 كانت يدها تمسك بيده في أصرا ر وهم يدفعونه في ممرات المستشفي 00 وخزات من الابر أخترقت لحم ذراعه 00 أصوات الأطباء تصل الي أذنيه بعيدة بعيدة كأنها حلم

    - لابد أن نقصان أمداد الدم الي رأسه أدي الي ضرر بالغ

    - لابد من أجراء مزيد من الفحوصات

    يستسلم لنوم يأتي بلا أستئذان لفترات قد تطول أو تقصر ولكن عندما يعي ماحوله يجدها بجواره وصوت بكاؤها يمزق نياط قلبه 0


    أيام وليالي مرت عليه وهو علي هذا الحال ثم تم نقله الي هذه الغرفة 00 كانت تزوره كل

    يوم 00 تجلس عنده ساعات طوال 00 تقرأ له من كتاب يحبه 00 تخبره بتفاصيل يومها 00

    تبثه شوقها وحبها له 00 تعلم في ذلك الوقت لعبة الأنتظار والترقب لمواعيد زيارتها 00

    كان يعود للحياة وصوتها يعبر الي أذنيه مليئآ بالحب والحنان 0

    رويدآ رويدآ أصبحت تغيب يومآ أو يومين ثم تحولت الزيارة الي اسبوعية 00 تأتي فتسال

    عن صحته التي لا جديد فيها ثم تنصرف في سرعة وكأنها علي موعد عاجل 00 لم يغفر لها

    غيابة من أجندتها اليومية 00 ثم قليلآ قليلآ تحولت الزيارة الي نصف شهرية فشهرية 00

    تعلم معني أن ينتظر فلا تأتي 00 يترقب مواعيد زيارتها كأنه موعده الأول معها 00 فتمر

    الساعات بطيئة جدآ وحين يزف موعد حضورها 00 لا تأتي 00 وأن أتت تمسك بيده في عجلة

    تضغط عليها ضغطات متوالية لا يفهم ماذا تعني بها فأن يدها أصبحت لا تجيد الكلام


    وصله صوت تنهدها اليائس مليئآ بالملل 00 الدموع تكثفت عند عيناه00 لابد لها من الهطول 00 يكاد حلقه أن يحترق00 خفقات قلبه تتزايد وهو يجاهد كي يرفع جفنيه قليلآ00 صوت جهاز رسم القلب وصل لأذنيه في وضوح 00 أحس بالدموع تهرب من عينيه في غزارة 00 تلامس أذنيه في طريقها للوسادة 00 أتسعت عيناها في هلع وهي تركض منادية علي الطبيب00 صوت تنفسه يعلو 00 شعر بالسرير يهتز من تحته أو أن جسده يهتز 00 كان يرتفع من الفراش في بطء شعر بالذعر وهو يبتعد من الفراش 00 باب الغرفة يفتح 00 دخل الطبيب وأنقض علي صدره يدلكه في عنف 00 كان ينظر من اعلي والطبيب يبذل محاولات يائسة لأعادة النبض الي قلبه 00 جهاز رسم القلب كان يعطي خطآ مستقيمآ دلالة علي توقفه تمامآ وزوجته وضعت يدها في فمها وهي تتابع مايحدث في هلع [ لابد أنها مازالت تحبه بطريقة ما] 0

    تراجع الطبيب في يأس وهو يمسح عرقى وهميآ عن وجهه وكان جسده مسجآ هناك في دعة غريبة

    سال نفسه في دهشة

    - تري هل مات ؟؟


    تمت



    محمد الطيب

    مكة المكرمة

    2008
                  

03-17-2008, 04:39 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خربشات علي جدار القصة القصيرة (Re: محمد الطيب يوسف)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de