الليبرالية و"الليبراليون الجدد" والمحافظون الجدد: سمك لبن تمر هندي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 06:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-23-2004, 08:35 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الليبرالية و"الليبراليون الجدد" والمحافظون الجدد: سمك لبن تمر هندي

    انجز الصحفي فيصل قاسم حلقة في برنامجه الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة؛ عن ما اسماه الليبراليون العرب الجدد؛ يجد القارئ هنا نصها

    http://www.aljazeera.net/programs/op_direction/articles/2004/6/6-17-1.htm

    ولما كانت هذه الحلقة مليئة بالمغالطات؛ ولما كانالبعض في هذا البورد يعتمد علي قناة الجزيرة؛ كالمصدر الاول لتثقيفه؛ فاننا ننقل هنا بعض الاراء؛ التي كتبت عن هذا البرنامج؛ وربما نعرج في النهاية بشي من التعليق.

    عادل
                  

06-23-2004, 08:37 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الليبرالية و"الليبراليون الجدد" والمحافظون الجدد: سمك لبن تمر (Re: Abdel Aati)

    الليبرالية العربية الجديدة! مفاهيم عصر راهن لا تلغيها الثيران الدموية الهائجة!


    سيار الجميل
    [email protected]
    الحوار المتمدن
    العدد: 870 - 2004 / 6 / 20


    ما كنت اريد ان اتحدث عن قناة الجزيرة ولا انتقد برنامج الاتجاه المعاكس الذي يقّدمه الاخ فيصل القاسم لولا الهجمة غير المبررة التي شنّها في الحلقة الماضية ضد الليبراليين العرب الجدد.. وما كنت لانشر شيئا عن نشر غسيل غير نظيف ابدا تمارسه قناة الجزيرة ضد العراق ونخب العراقيين وضد غيرهم من الساسة والقادة والمفكرين وهم كثر وبوسائل اعلامية مثيرة ليس لها اي صلة بالواقع ولا بحقائق الامور لولا الهجمة غير المبررة التي طالت كل من له نزعة ليبرالية فكرية او سياسية مستحدثة.. والمشكلة ان هذه القناة الاعلامية المؤثرة ماضية في تشويه الحقائق السياسية والمفاهيم الفكرية العربية قبل غيرها .. ويستمع اليها العرب في كل مكان من دون ان تتأمل قليلا في مشروعها الديماغوجي ولا اقول تبدّله او تغّيره، بل لتصحح بعض ما تقوم به.. فمن الخطأ الشديد بقاء هذا التشويه الا اذا كانت القناة المذكورة تدرك متعمّدة ما تقوم به وما ترّوج عنه، ولها اجندة خاصة خفية متفّق عليها لاعتمادها في ضرب من تريد وتشويه ما تريد من دون طائل ولا نتيجة!



    اين الربّاط بين الليبراليين الجدد وبين المحافظين الجدد؟
    لم اكن اتخّيل ان يصل الامر الى ان يقرن الليبراليون العرب الجدد بالمحافظين الامريكيين الجدد ، اذ لا علاقة منطقية او جدلية بين الطرفين.. ابدا! ومن البديهي ان يعتمد كل الذين نعرفهم من الليبراليين العرب الجدد على مرجعيات فكرية وتاريخية تختلف اساسا عن تلك المرجعيات التي يعتمدها المحافظون الجدد في امريكا! ومن الخطأ الجسيم ان يوصم كل الليبراليين العرب الجدد بالاصولية والالغاء وقتل الاخرين وقمع الاصوات وكل التهم البليدة.. فهم على ما ازعم الوحيدون في فضاء هذا العالم العربي البائس من يعطيك حق الرد ويسمح لك بالمشاركة السياسية ان كان الذي يقابلهم مفكرون بررة وسياسيون مهرة لا ثيران هائجة في حلبة صراع فوضوي غير متكافىء ابدا.. الليبرالية يا عزيزي فيصل القاسم: مذهب سياسي قديم منتشر في كل ارجاء هذا العالم الرحب، ولا يمكن ان يحتكره بضعة كتّاب عرب يحملون على كواهلهم هموم العرب ومآسيهم التي لم يشاركوا في صنعها ابدا، ربما اختلف مع بعضهم في ما يطرح ولكنهم كلهم ليسوا خونة ولا مرتزقة ولا منتفعين ولا عملاء ولا مأجورين .. والليبراليون العرب الجدد لا يجمعهم حزب ولا تنظيم ولا خنادق ولا اجندة سياسية معينة ولا علاقات خفية او علنية.. فثمة اختلافات فكرية وسياسية في ما بينهم، بل ولا يعرف احدهم الاخر شخصيا الا ما ندر..
    والليبراليون العرب الجدد لا يعرفون لغة الاقصاء كما تصفهم ، لأنهم لا يملكون سلطة ولا قوة ولا نفوذ ولا اعلام متمرس او متمترس .. سلاحهم الوحيد قواسمهم المشتركة في حريتهم وافكارهم وانفتاحهم وارائهم المتنوعة ومشروعاتهم التي من مقوماتها الاختلاف السياسي والحرية السياسية ومقارعة الحجة بالحجة والشجاعة في قول الحقيقة او مقاربة للحقيقة باعلان الواقع وفضح زيفه وعدم التستر على الجناة والطغاة والبغاة.. وعدم استخدام اية وسائل غير سياسية في بناء الحياة السياسية العربية، واذا كان الليبراليون لهم وسائلهم البراغماتية ورؤاهم الواضحة، فهم اناس واقعيون عمليون لا يؤمنون بالشعارات الواهية ولا بالطوباويات الخاوية.. اما ان كان بعضهم قد ادان المقاومة هنا او هناك، فلا يمكن لأي عاقل له ذرة من الانسانية ان يؤيد قتل المدنيين ومباركة الارهابيين باسم المقاومين!



    معنى الليبرالية اليوم؟
    ولعل الليبرالية والليبراليون هم من ابعد الناس عن حمل ايديولوجية مغلقة او التمذهب في اصولية معينة.. وبالرغم من ان ثمة اخطاء قد تحصل عند البعض من الليبراليين العرب القدماء والجدد، فليس معنى ذلك ان هناك عطبا في المبادىء والقيم الليبرالية، بل لأن واقعنا العربي هو غير واقع امم اخرى لم يعد لها سبيل سياسي الا التعامل ليبراليا بعد سقوط كل الايديولوجيات العقيمة سواء دينية مذهبية متكلسة كانت كالتي توارثها العالم عن القرن الثامن عشر، او قومية فاشية كالتي شاعت وانتشرت وتوارثت في القرن التاسع عشر، او اشتراكية شيوعية منغلقة كالتي تسلطت وامتدت وتعاظمت في القرن العشرين. وبالرغم من معاداة كل الايديولوجيات للمبادىء الليبرالية، فان المنتصر الوحيد اليوم عند فاتحة القرن الواحد والعشرين هو الليبرالية في ارجاء هذا العالم.. وان كل التغيرات الجذرية التي حدثت في كل العالم منذ 15 سنة، أخذت تتعامل مع قضاياها ليبراليا بدءا بالبيروسترويكا والغلاسنوست الروسيتين وصولا الى متغيرات الصين الداخلية انتقالا الى انقلابات دول الكتلة الاشتراكية ودول امريكا اللاتينية ومستحدثات دول جنوب شرق آسيا.. فهل كل هذا العالم الليبرالي الجديد الذي ولد عند نهايات القرن العشرين من اجل بناء تقدم القرن الواحد والعشرين يقترن بالمحافظين الامريكيين الجدد؟؟
    واذا كان كل من العالمين العربي والاسلامي يعيش ارهاصات تراجعية مخيفة سياسيا وفكريا واجتماعيا واقتصاديا تحت مظلات انقسامية مريعة واجندة عمياء بليدة، فهل سيكون الليبراليون العرب الجدد مسؤولون عن ذلك؟ هل هناك ثمة حاكم ليبرالي عربي واحد في تاريخ العرب الحديث والمعاصر قتل الناس وعذّبهم وسامهم سوء الحياة؟ هل صنع الليبراليون العرب القدامي ساسة ومفكرين لانفسهم عروشا وجعلوا اولادهم حكاما وطغاة؟؟ هل كان الليبراليون العرب القدامى خونة لاوطانهم واحزابهم وترابهم واهلهم حتى يكون الليبراليون العرب الجدد كذلك؟ من اتى بالاستقلالات الوطنية للبلاد العربية ابان النصف الاول من القرن العشرين وأسس الاحزاب الوطنية الرائدة وشّرع الانتخابات حتى ان كانت مزيّفة؟ ما الذي اتى به الانقلابيون والثوريون من العسكريتاريا العربية الذين نحروا الليبرالية العربية على مذبح شعاراتهم واهوائهم وتسلطهم وقراراتهم الصّماء؟ ما الذي اتى به الراديكاليون والمتسلطون من القوميين الفاشيين ومن الشيوعيين الفوضويين ومن الاسلاميين الاصوليين الذين ناصبوا الليبراليين العداء منذ مائة عام؟ لست من المدافعين عن تيار او حزب او تكتل او خنادق او اصوليات.. بل ادافع عن افكار ورؤى وتجارب وحريات.. ولسنا في منازلة مع بقية التيارات السياسية والفكرية على الساحة، فكل الليبراليين العرب الجدد كانوا قد تخّلوا من خلال قناعاتهم عن خنادق بالية وقد تحّولوا اليوم الى الليبرالية بعد تجارب فكرية وسياسية ونضالية مريرة، شيوعية وماركسية وراديكالية واشتراكية وقومية وبعثية ودينية وطائفية ومذهبية.. بعيدا عن التطرف وبعيدا عن الوصاية ومقاربة للحرية واتباع الوسائل الديمقراطية التي لا يريدها الاخرون من الفوضويين والفاشيين والاصوليين والمتسلطين..



    دعوة مشكورة لا احققها
    عندما ارسل لي الاخ فيصل القاسم بالاي ميل مقالته عن الليبراليين العرب قبل 3 اسابيع وكلها شتائم وسباب بحقهم، اجبته على الاي ميل بكلمات جميلة وشكرته.. وقلت لنفسي: من المؤكد أن الرجل سيخصص حلقة من برنامجه عن الليبراليين العرب الجدد، وقد فعل.. وله الحق وكل الحق في ذلك اذا ما اخذ بنظر الاعتبار مسألة التكافؤ بين الضيفين ومسألة الحيادية في توزيع الاسئلة بين الضيفين ومسألة الامانة والموضوعية في التقييم.. فضيفه الاول شاكر النابلسي باحث ومفكر له تجاربه وابحاثه ويشهد الجميع بامكاناته ونزاهته وتاريخه النقي ولم يكن في يوم من الايام يستجدي الصدقات والارتزاق عند بوابات بغداد ايام صدام حسين!! اما ان يحدث العكس بحيث تنّصب كل الاتهامات على ضيف واحد هو الاخ شاكر.. ويغدو الرجل وكأنه في سجن الباستيل يحاكم محاكمة الكوميونات الثورية ويمنع من ابداء رأيه بأن يقاطع حديثه دوما ومرارا وتكرارا.. ويترك الحبل على الغارب للضيف الاخر الذي لم يعرف كيف يضبط اعصابه وهيجانه وسيل اتهاماته وسبابه وشتائمه وبلغة ركيكة.. فهذا غير مقبول اخي فيصل ابدا! ولنا في التجارب التي قدمّها البرنامج منذ اكثر من اربع سنوات شواهد مؤلمة عن اخوة واصدقاء وزملاء كتاب ومفكرين عرب استضافهم البرنامج وخرجوا منه وهم يحملون منه اسوأ الذكريات نظرا لما تعرضوا له من القدح وسيل الاتهامات ووصل الامر الى سباب وشتائم لا مكان لها من الاعراب!
    ان من السهولة استعراض العضلات والتشدق بالعبارات الجديدة امام الجماهير التي ربما تجهل مغزى الليبرالية والراديكالية وبقية المفاهيم الاخرى التي ولدت في هذا العصر كما ولدت كل المستحدثات الاخرى، ولكن هناك تاريخ وهناك نخب وهناك اصحاب رأي وهناك سلطات وهناك مساحة من الحريات التي لم توفرها اي اتجاهات اخرى لا علاقة لها باللبيبرالية في حياتنا نحن العرب على امتداد تاريخنا المعاصر.. وهنا نتساءل ونطالب الاخرين بالجواب: ما المصلحة السياسية والفكرية التي يمكن جنيها من التعرض الى الليبرالية والليبراليين العرب الجدد بهذه الوسيلة؟ اقول: ان هذا يذكرني بما كنت اسمعه من البعثيين في سنوات صدام حسين الاخيرة عندما جعل اعلامياته البائسة تشتم الديمقراطية والليبرالية من دون اي اسباب واضحة لأنه عدوها ليس لأنها قادمة من امريكا، بل لأنها التي ستغدو بديلا عنه شاء ام ابى .. فكل الذين مهددة مصالحهم وقوتهم وسلطاتهم يجدون في امتداد التفكير الليبرالي وممارسته السياسية خطرا عليهم، وهم يرون بأن العالم لم يعد في اغلب قسماته الا ليبراليا بشكل او بآخر!!




    مقترح هل تقبلونه!
    ان من شاهد حلقة يوم 15 يونيو 2004 من برنامج الاتجاه المعاكس على شاشة (قناة الجزيرة)، وموضوعها المقارنة بين (الليبراليين العرب الجدد) في الحياة العربية اليوم و(المحافظين الامريكان الجدد) في الولايات المتحدة الأمريكية، يدرك ادراكا مباشرا بأن (الليبيراليين الجدد) قصد بهم تلك النخبة من الكتاب والمفكرين والساسة والمثقفين والمبدعين في موقع (إيلاف) الالكتروني، وأن الهمز واللمز بمن يحتويهم يشير الى (موقع إيلاف) بدلالة اتهام ضيف البرنامج الاخ الدكتور شاكر النابلسي بكتاباته والطعن به وبزملائه! وهنا اوّجه سؤالا واحدا الى الاخ فيصل ان يقبل منازلة من نرشّحه ويقابله امام الملايين وفي الموضوع نفسه من دون ان يكون هناك تدخل من اي مدير حلقة.. هل يقبل ان يكون لوحده ازاء من نريد نحن ترشيحه بمنازلته من اجل ان نحقق الامانة والموضوعية.. ومن دون اي استفتاء لا يمت للواقعية باية صلة مع احترامنا رأي الجماهير قاطبة؟ فهل تتقبلون ذلك؟ علما بأن هناك من يرفض رفضا قاطعا تلبية دعوة الاتجاه المعاكس وانا في مقدمتهم كما فعلت عندما اتصل بي الاخ شويري منظم البرنامج لأكثر من مرة بسبب الاسلوب المتبّع الذي لا يخدم حياتنا العربية سياسيا او اعلاميا ابدا.. انني اقدر حرص الاخ فيصل على نجاح برنامجه ومهمته، ولكن اطالبه بأن يترك هامشا حقيقيا لحق الرد من دون اي محاكمات او اتهامات او تجاوزات او شتائم وسباب وكأننا في حلبة لصراع الثيران الهائجة. ومن ذا الذي يخسر في النهاية؟ ان الذي يخسر هو الثور الهائج الذي سيقع في نهاية المطاف ببركة دمائه!



    واخيرا: ماذا اقول؟
    لا اريد ان القن الاخرين دروسا في اساليبنا الاعلامية، ابدا فهم الاقدر على تقديم الدروس منّي.. ولكن من حقنا ان نعّبر عن مثل هذا الذي يسود في حياتنا العربية ويؤثر بالضد على تفكير اجيالنا.. فاذا كنتم تؤمنون حقيقة بالرأي الاخر وبالحريات وبالشفافية ( التي بدأت تتحدث بها حتى زمر المتخلفين والمتكلسين والديماغوجيين )، فلماذا تدينون غيركم ادانات لا معنى لها.. وهم لا سلطة ولا قوة بايديهم فليس هذا البعض من الكتاب الليبراليين العرب الجدد من صناع القرارات.. ولا من اصحاب المليارات ولا المؤسسات الاعلامية الضخمة، فاغلبهم من الموظفين والباحثين والاساتذة والمثقفين والمبدعين الاحرار.. ولم يكونوا في الحقيقة الا نتاج مرحلة تاريخية بائسة ونتاج عصر ادركوا متغيراته علينا وعلى كل الشعوب، فهم يعبرون عن افكارهم وامنياتهم وطموحاتهم في معالجة الاوضاع القائمة التي ما كانوا بمسؤولين عنها مسؤولية احزاب فاشية او حكام طغاة او مسؤولين بغاة او موقّعي معاهدات او اعلاميين جناة..
    ان كل الليبراليين العرب الجدد معروفون على الساحة وكلهم ليس لهم الا كلمتهم وسعيهم للعمل من اجل لقمة عيش شريفة على عكس من يأتي هائجا على سقوط طاغية جلاد كونه خسر ما كان يدفعه اليه النظام السابق وبعد ان خسر بغداد التي كانت محطة حقيقية لكل المرتزقة من كل الاصناف! وخسروا موائدها التي تقدم كل الاصناف! يأتي هائجا ليتهم هذا ويشتم ذاك وينال من سمعة اناس لا علاقة لهم بالموضوع.. انني اذ ادافع عن الحق من دون اسماء، احّي كل التيارات والاتجاهات الفكرية والسياسية العربية الجديدة مهما كانت توجهاتها السياسية التي ستخدم مستقبلنا وتفكير اجيالنا القادمة وان تغدو لنا اساليبنا الليبرالية الجديدة في اعادة الاصلاح والبيروسترويكا والانفتاح والمكاشفات والشفافية واحترام الرأي الاخر وممارسة الديمقراطية باسمى صورها العربية.. فلا يمكننا التشدّق بها جميعا من دون ممارستها او تطبيقها! وليعلم الاخرون بأن لا مجال لمن لا يؤمن بمثل هذه الاساليب ان يجادل غيره باسمها! ومهما حاول الاخرون اعاقة السيرورة التاريخية، فان المستقبل سيكون لها مهما كانت التحديات الداخلية ضد حجم المتغيرات.. وهي الوحيدة الكفيلة بحل قضايانا الشائكة التي ورثناها من القرن العشرين.



    مفكّر عراقي ليبرالي جديد
    [email protected]
                  

06-23-2004, 08:39 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الليبرالية و"الليبراليون الجدد" والمحافظون الجدد: سمك لبن تمر (Re: Abdel Aati)

    صك براءة من الفكر الليبيرالي لقناة الجزيرة


    مفيد مسوح
    [email protected]
    الحوار المتمدن
    العدد: 871 - 2004 / 6 / 21


    ليس من الضروري، لمن شاهد حلقة 15 يونيو 2004 من برنامج الاتجاه المعاكس على شاشة (قناة الجزيرة)، ومحورها المقارنة بين طروحات من سمـَّاهم مقدم البرنامج (الليبيراليين الجدد) و (المحافظين الجدد) في الولايات المتحدة الأمريكية، أن يكون حاد الذكاء وشديد الحذاقة لكي يدرك بأن المنعوتين بـ (الليبيراليين الجدد) هم كتاب موقع (إيلاف) وبأن المنبر المقصود هو (موقع إيلاف)، وقد ذكر أحد الضيفين اسم واحد من الكتاب صراحة دون أن يفوتهما الإشارة الواضحة إلى جميع كتاب الصحافة الإليكترونية المتنورين اليساريين والعلمانيين الذين وصفوا بـ (المستهترين بالثوابت القومية والدينية) وبـ (عملاء الغرب وأمريكا) واتهموا بالتحالف مع (المحافظين الجدد) وبتلقي الدعم المادي من جهات مشبوهة.
    وبغض النظر عن صحة أن يكون جميع كتاب الصحافة الإليكترونية و (خاصة كتاب إيلاف) ذوي اتجاهات ليبيرالية أم لا فإن طرح الموضوع للحوار بهذا الشكل واستفتاء مصوِّتي القناة حول سؤال المقارنة الغريب والمغلوط يؤكد على غوغائية القناة وافتقارها لأدنى متطلبات المنبر الإعلامي التقدمي الذي يحتاجه الشارع العربي في هذه المرحلة الحرجة والمعقدة من تاريخه.

    بدايةً .. متى كانت كلمة (ليبيرالي) نقيصة أو تهمة؟

    فمن بداية اللقاء، وكما يحدث في معظم حلقات البرنامج، حُرم الضيف المتزن الهاديء الأستاذ الدكتور شاكر النابلسي من جو حوار مدني متحضر نظرأ لسرعة تحول الحوار إلى مهاترة ومشادة لم يعد لمنهجية البحث فيه أي مكان. وقد أسعفنا الكاتب الكبير صلاح عيسى باتصاله الهاتفي ليؤكد في مداخلة سريعة لم ترق للدكتور فيصل فبتلرها قبل إتمامها، بأن الليبيراليين في التاريخ أناس ذوو طروحات ومواقف وطنية ثورية بناءة عملية وتقدمية ومن الخطأ النظر إليهم بمنظار القناة ومحور الحلقة.
    لم أسمع يوماً في حياتي انتقادات لاذعة للفكر الليبيرالي إلا من قبل الأحزاب الشيوعية في بلدان المعسكر الاشتراكي في معرض الحديث العلمي عن أشكال الديموقراطية ومقارنة الحريَّة الفردية بحرية المجتمع وفق المنظور الماركسي .. لقد عرفت الحياة السياسية في الغرب طيلة العقود الخمسة الأخيرة أوجهاً لنشاط الحركات الليبيرالية استقطبت الشارع ضد الحروب وسباق التسلح وانتهاك حقوق الإنسان واستغلال الشعوب وأطلقت كذلك حملات التضامن مع الشعوب الفقيرة والمحتلة والمهملة وحملات حماية البيئة ومكافحة الأوبئة والأمراض الفتاكة وطالبت بفرض تبني الدول الغنية وتمويلها لخطط مكافحة البطالة والأمية ومساعدة الشعوب المنكوبة ..
    فالليبيرالية فكر تقدمي علماني وطني مؤيد لمصالح الأغلبية ولبرامج التعاون السلمي بين الشعوب ويستند إلى الواقع وما يحيط به من أحداث ويحلل الحاضر بطريقة علمية ويرى المستقبل وفق معطياتٍ تقدمها دراسات منهجية تقوم بإعدادها مؤسسات مستقلة لا تخضع لتأثيرات الأفراد أو الأحزاب أو الحكومات.
    أما تعبير (الليبيراليين الجدد) فلم أسمع به إلا مما قرأته خلال الشهرين الماضيين في عدة مقالات (أغلبها لمقدم البرنامج الدكتور فيصل القاسم) تغلب على لغتها صفة التهكم وإطلاق الأحكام والاتهامات وتوصيف وفرز كتاب الصحافة الإليكترونية وفق معايير غريبة لم أجد اسم مرجعيتها أو الجهات الناظمة لها. ولا أدري فيما إذا كان (الليبيراليون القدامى) أفضل من (الليبيراليين الجدد) بنظر أصحاب هذه الحملة.

    متى كانت كلمة جديد تهمة ؟

    إن كان (الليبيراليون الجدد) أصحاب رؤى جديدة متطورة عن رؤى السابقين فكيف تصبح الليبيرالية الجديدة تهمة؟
    الكتاب المتهمون يعكسون في معظم كتاباتهم فكرهم الوطني المعادي للاستعمار والاستغلال وللحروب ولتدخل حكوماتٍ معينة بالشؤون الداخلية لحكومات أخرى ويدينون انتهاك حقوق الإنسان وكافة مظاهر القهر والقتل والاحتلال والقمع الفكري والتعذيب الجسدي .. وهم يرون في العلمانية حلاً سليماً وفعالاً للقضاء على النزعات الطائفية والتعصب الديني والقومي وعلى زج الدين في أمور السياسة والتستر وراء الانتماءات الدينية وخطط حماية ثوابت الأمة للحصول على مكاسب فردية ضيقة أو حزبية بعيداً عن مصلحة الوطن .. وهؤلاء الكتاب إذ يتمنون لأوطانهم الحرية ولمجتمعاتهم بكافة أطيافها وجميع أفرادها التقدم والتطور فإنهم يطالبون بالعلمانية منهجاً يتحرر فيه المجتمع المدني من قيود الثوابت الدينية والقومية والعرقية ضماناً للتعايش السلمي ولتجنيد كافة الطاقات خدمة للبناء والتقدم.
    وعلى هذا فإن الكتاب الذين يقفون في مواجهة (الليبيراليين الجدد) يختارون لأنفسهم جبهة معادية للتقدم والعلمانية، بحجة الثوابت غير القابلة للتغيير، ومعادية للحريات الديموقراطية، بحجة رفض مجتمعاتنا للعقائد المستوردة من الغرب، ورافضة للنضال السلمي من أجل حقوق الإنسان وحقوق الشعوب، بحجة فشله ومعارضة كذلك لثقافات الحوار بين الشعوب تحت ستار الحفاظ على الخصوصية إلخ ..
    لقد عبر السيد مقدم البرنامج وضيفه الحاقد على من يسمونهم (الليبيراليين الجدد) عن تمترسهما وراء هذه الجبهة مؤكدَين براءة (قناة الجزيرة) من أية مساع سلمية لحل مشاكلنا مع الشعوب المجاورة ومع العالم ومن تطلعات الليبيراليين نحو مجتمع مدني متطور يحترم ويصون الحرية الفكرية للأفراد وحرية التعبير عن الرأي وحرية المواطنين في التجمع والتظاهر واختيار حكوماتهم ومحاسبتها وكذلك حريتهم الثقافية والتعليمية والمهنية والاجتماعية ..

    ومن يتابع برامج (قناة الجزيرة) يكتشف بسهولة أنها قناة رجعية ومعادية للتطور الاجتماعي والفكري ومروجة للثقافات الانعزالية والسلفية وهي لذلك بعيدة جداً عن حياة الناس ما عدا برامجها الإخبارية التي تسلط الضوء دوماً على المؤلم والمحرض والمقيت من الأخبار والتحقيقات وفق وجهة نظرها الخاصة (ليس بالأخبار وحدها يحيا الإنسان !!).
    إن (شاشة الجزيرة) بافتقارها إلى أية برامج ترفيهية أو فنية أو أدبية تبعد مشاهديها عن الحياة وتجعلهم أسرى لحالات التوتر وأخبارها وللجهاد ومفاهيمه وهي لا تخفي أبدأً تعاطفها مع المتشددين والمتطرفين وحتى الإرهابيين وتشفيها من ضحاياهم وإن هي أظهرت مرةً حياديةً ما فإن هذه الحيادية تأتي مبطنة سرعان ما تتكشف حقيقة أمرها للمشاهد.
    لجميع برامج القناة نفس الصفات وذات المنهج .. ما من مرةٍ تابعنا برنامج (للنساء فقط) إلا وكان لسان حال القناة داعماً للمدافعين عن الرجعية والتخلف والسلفية وعن عقلية التمسك بمقولات القرون الأولى والتعصب الأعمى لخصوصياتنا الثقافية التي تفضلنا عن الآخرين. ما من مرة وقفت مقدمة البرنامج إلى جانب صاحبة رأي تقدمي يناصر المرأة في حقوقها الفكرية والسياسية والاجتماعية.
    إن قناة الجزيرة جهاز إعلامي معادٍ لحرية المرأة ومساواتها بالرجل فكيف له أن يكون ليبيرالياً أو يساند الفكر الليبيرالي؟ّ

    أما (إيلاف)، المنبر المتهم بتبني فكر (الليبيراليين الجدد)، فإنه بالفعل وباعتراف عالمي وبأدلة قاطعة أثبتتها الإحصاءات منبر حر استوعب خلال ثلاث سنوات من عمره آراء وطروحات المئات من الكتاب ذوي الآراء المتنوعة والمتباينة من حيث الانتماء الفكري ومن جنسيات كافة البلدان العربية وأطيافها تجمعهم المواقف الوطنية والإنسانية والموضوعية والنظرة الواقعية إلى الوقائع والأحداث بعيداً عن الشعارات والخطابات والمتاجرة بالمشاعر. بهذا لن يكون مستغرباً أن يشن مروجو السلفية الفكرية والسياسية والمنادون بالشعارات التي أثبتت الأيام والأحداث بطلانها وفشلها وانعدام المنطق في أي منها، حملاتهم ضد الفكر الليبيرالي الذي يجتاح الساحات والذي أصبح البديل الناجح للقوالب والقيود التي كبلت طوال العقود الماضية أيادي المناضلين الوطنيين من أجل التحرر والتقدم والعدالة، حتى ولو وصل الأمر إلى اتهام هؤلاء الكتاب ومنابرهم بالـ (عمالة) و بـ (الاعتماد على تمويل جهات خارجية) كما ذكر مقدم البرنامج وضيفه السيد (أبو شاور) !!
    وبخلاف (قناة الجزيرة) صاحبة الشعارات الفاقدة لمصداقيتها منذ بدايات القناة والمتمثلة بـ (منبر من لا منبر له) و (الرأي والرأي الآخر) فإن جميع منابر الفكر العلماني التقدمي الشفاف والليبيرالي ذات أبواب مشرعة للجميع تعتمد الانفتاح على الآخر مبداً لا حياد عنه واحترام جميع الآراء المبنية على رؤى مختلفة انطلاقاً من قناعة علمية تقر بأن الحوار السلمي الجاد والبعيد عن الحقد والكراهية والعنف والقمع الفكري والفوقية والانعزالية وحده الكفيل بالوصول بالساحة العربية إلى أفضل صورها الديمقراطية وبرفدها بخيرة قادة المجتمع. إن صفحات المولقع الفكرية والسياسية تستوعب وترحب بأصحاب الآراء المتباينة ولا تهمل مداخلات ومشاركات المخالفين للرأي الذي يستقطب الغالبية العظمى مهما كانت قليلة أو ذات نسبة ضعيفة بينما لا نجد سلوكا مشابهاً لدى قناة الجزيرة التي لا ترحب بمداخلات تنتقد نهجها أو تخالفها في الرأي إلا ضمن الإطار الذي تستطيع معه توظيف هذا الرأي لزيادة حدة التناقض في مسعى دائم لإظهار القناة كالجهة الوحيد الصادقة في تبنيها لقضايا العرب والإسلام والحفاظ على حضارتهما وللعداء لأمريكا وإسرائيل وكشف المخططات الإمبريالية!

    أما تعبير (المحافظون الجدد) فليس له معنى في المقارنة المبتذلة التي تمحور الحوار حولها. فالمحافظون هم نفسهم جدداً كانوا أم قدامى !! لقد ارتبط مصطلح (المحافظة) دوماً بصور التمسك بالتقاليد الشكلية وبالمفاهيم الرجعية المتخلفة التي تحد من التقدم والتطور وتقتل الإبداع وتقيد المبدعين وتعادي الفكر التقدمي والآيديولوجيات الثورية. ألم يوصف المحافظون دوماً باليمين؟
    هل تغيرت طروحات (المحافظين الجدد) فنسفت مفاهيم المحافظين القدامى؟
    إن كانوا قد فعلوا فهم ليسوا بعد محافظين !!
    المحافظون الجدد هم نفسهم المحافظون القدامى أينما كانوا ومهما كانت انتمائية ممثليهم الفكرية أو الحضارية.
    وبما أن أخواننا في (الجزيرة) يقفون بشدة في وجه الفكر الليبيرالي ويكيلون الاتهامات جزافاً لكتابه ويتمسكون بصلابة وعناد بـ (ثوابت الأمة وعقيدتها الراسخة) و (خصوصياتها المميزة) و (رموزها الفريدة) و (تاريخها العظيم) فإنه يحق لهم بجدارة أن يسموا بـ (المحافظين) دونما حاجة لإضافة (جدد) أو (قدامى) ..
    وسيكونون بالتالي هم حلفاء فكر المحافظين الرجعي في أيةٍ من بقاع العالم وسيكون من حقهم حمل (صك البراءة التامة من الانتماء للفكر الليبيرالي المتنور).
                  

06-23-2004, 08:42 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الليبرالية و"الليبراليون الجدد" والمحافظون الجدد: سمك لبن تمر (Re: Abdel Aati)

    طه حسين وشاكر النابلسي في زورق الليبرالية أمام عواصف الدهماء

    احسان الطرابلسي
    [email protected]
    الحوار المتمدن
    العدد: 872 - 2004 / 6 / 22


    القنبلة التي فجّرها شاكر النابلسي يوم الثلاثاء الماضي 15/6/2003 على شاشة قناة الجزيرة في برنامج "الاتجاه المعاكس" كانت قنبلة مدوية تناثرت شظاياها في كافة أنحاء العالم العربي بدليل هذا السيل الهائل من التعليقات عليها بين مؤيد ومعارض، ساخط وراض، ناقم ومرحب. لقد كان شاكر النابلسي في هذا اللقاء شجاعاً شجاعة طه حسين في عام 1926 عندما أصدر كتابه المدوي (في الأدب الجاهلي) الذي نسف فيه جملة من اليقينات والثوابت وأحالها للنقد العلمي الموضوعي الدقيق، وذلك لأول مرة في تاريخ الثقافة العربية المعاصرة. وقد قامت زوبعة ثقافية شديدة ضده من رجال الدين، ومن السلفيين المحنطين الذين كانوا يُحكمون بحكم الأموات في القبور.

    وفي ذاك الوقت، اتهم طه حسين بأنه يمثل الثقافة الغربية، والفرنسية على وجه الخصوص، وبأنه عميل للمخابرات الفرنسية، وبأن زوجته كانت صهيونية جاسوسة، وبأن طه حسين هو وليد الثقافة الغربية الفرنسية التي تسعى إلى تقويض الثقافة العربية، وبأنه ضد العروبة والثقافة العربية، وينادي بأن تنضم مصر إلى حضارة البحر الأبيض المتوسط لا إلى الحضارة العربية كما قال في كتابه (مستقبل الثقافة المصرية)، وأنه من المتهافتين على نظريات الغرب، وبأنه ملحد وكافر وخارج عن الملة. ومن رجال الدين من أجاز اهدار دمه، ولقد هوجم طه حسين منذ اليوم الأول إلى آخر يوم في حياته. ولم تتوقف الحركة الأصولية السلفية عن متابعته وكشف شبهاته ودحر مخططه، وجاءت هذه الردود الصاعقة على ألسنة أناس - لا يزال منهم أحياء - فضلا عن معاصريه أمثال الرافعي ومحمود شاكر وزكي مبارك وغيرهم. وتساءل الأصوليون: هل يمكن أن يكون طه حسين عميدا للأدب، وهو يزدري الأدب والأدباء، أو قائدا لثقافة أمة، وهو منكر لمفاهيمها، ولا يدين لها بالولاء، أو مفكر لا يثبت أي شيء، ويثير من حوله الشكوك والسخريات والأحقاد ؟

    وتساءل السلفيون قائلين: كيف يمكن أن يكون موضع القيادة وموضع الثقة من يقول : "إن الإنسان يستطيع أن يكون مؤمناً وكافراً في وقت واحد، مؤمناً بضميره وكافراً بعقله ؟ هذا مفهوم كنسي غربي مسيحي يرفضه الإسلام وينفر منه".

    *

    وعندما هوجم طه حسين، كان الشارع العربي والمصري ضده بفضل سيطرة المؤسسات الدينية عليه، وبفضل مجموعة من المثقفين والكتاب السلفيين كالرافعي وزكي مبارك ومحمود شاكر وشيخ الأزهر أحمد خضر حسين الذي أصدر كتاب (نقض الاسلام وأصول الحكم) وصدّره بإهداء إلى (خزانة حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد الأول ملك مصر الأعظم) ورجاه بأن: (يتفضل عليه بالقبول، والله يحرص على ملكه المجيد، ويثبت دولته علي العز والتأييد). كذلك وقف حزب الوفد الليبرالي من طه حسين موقف المهاجم، واتهم سعد زغلول طه حسين بالجنون والغفلة أمام المطالبين برأس طه حسين. وكانت الجامعة هي الوحيدة التي وقفت إلى جانبه. وحدث كل هذا، في وقت كانت فيه مصر تعيش في مناخ ديمقراطي إلي حد كبير، وكانت فيها أحزاب وقوى سياسية ليبرالية.

    *

    شاكر النابلسي يقود الآن معركة فكرية وسياسية حداثية وليبرالية، دون مساندة من الشارع العربي أو الإعلام العربي المنافق والمضلل لهذا الشارع، ودون مساندة من الجامعة. والحملة المسعورة التي يتعرض لها شاكر النابلسي الآن ليست بسبب مواقفه الليبرالية المشرفة من قضايا الأمة في فلسطين والعراق ولكن نتيجة للكتب الجريئة التي اصدرها من قبل، ومنها كتابه (المال والهلال: الموانع والدوافع الاقتصادية لظهور الإسلام، 2002) والذي هو في ظننا وتقديرنا أشد خطورة من كتاب طه حسين (في الأدب الجاهلي). ففي هذا الكتاب لم يهز النابلسي الثوابت التراثية المقدسة فقط كما فعل طه حسين، ولكنه اقتلع الكثير منها اقتلاعاً علمياً منهجياً.

    *

    التاريخ يعيد نفسه الآن، ولكن بشكل أسوأ هذه المرة، وبأكثر جهلاً وتخلفاً وعمى في البصر والبصيرة.

    فالهجمة الدينية السلفية التي تعرض لها طه حسين في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين نتيجة لمواقفه الفكرية الحداثية والليبرالية الجريئة التي كانت تتلخص في أن التاريخ الغربي هو نموذج للتاريخ البشري، ويجب على البشر كلهم أن يحتذوا حذوه ويكرروه، وهذا أمر اختياري لمن يريد التقدم (نظرية طه حسين الشهيرة)، هي الهجمة نفسها التي يتعرض لها شاكر النابلسي من قبل السلفيين القوميين والدينيين نتيجة لهذه المواقف. والاتهامات التي اتهم به طه حسين من أنه صهيوني وعميل للغرب ومسوّق لأفكار المستشرقين الغربيين والاستعمار الغربي.. الخ. هي التهم نفسها التي يرمي بها السلفيون الدينيون والقوميون شاكر النابلسي الآن من أمثال رشاد أبو شاور وخليل السواحري وفاروق الوادي وعدلي صادق وغيرهم من السلفيين القوميين والدينيين.

    فرشاد أبو شاور الكاتب الفلسطيني، على شاشة قناة "الجزيرة" التي يتحكم بها من جانب الإخوان المسلمون ومن جانب آخر مجموعة من البعثيين، يعلن بأن النابلسي وأمثالة من الليبراليين الجدد هم عملاء الغرب، وهي التهمة نفسها التي سبق واتهم بها طه حسين من قبل خصومه.

    وفاروق الوادي الكاتب الفلسطيني، يشبه النابلسي بأنه افكاتو الشيطان، وبأنه محامي ديمقراطيّة السلاسل والاغتصاب، ( القدس العربي ، 4/6/2004)

    وخليل السواحري الكاتب الفلسطيني، يصف النابلسي بمن باع نفسه للشطيان ويقول: "رجل العقود الاخيرة من القرن الماضي لم يعد هو رجل العقدين الاخيرين، بعد ان ترك عمله في المهجر السعودي وسافر إلى المهجر الامريكي حيث تباع الذمم وتشترى في سوق المزاد الاعلامي" (الدستور الأردنية، 17/6/2004).

    وعدلي صادق الكاتب الفلسطيني، يصف شاكر النابلسي بأنه "الخبير الأمريكي، الذي يقرأ من علي الورق، عبر شاشات الفضائيات، زاعقاً، في تحميل المسؤولية عن تردي الأوضاع الدولية، وعن تفاقم أزمة التسوية، للسلطة الفلسطينية ورئيسها!" (القدس العربي 22/3/2004).

    وسعادة خليل الكاتب الفلسطيني، يصف الليبراليين الجدد ومنهم شاكر النابلسي بأنهم حاقدون وموتورون وهلاميون، وعفريتهم اسمه العروبة والوحدة العربية والقومية العربية (إيلاف 20/6/2004).

    وهؤلاء جميعاً من (أزلام) ياسر عرفات، ومن آكلي خبزه، وشاربي مرقه.

    وهناك عشرات الكتاب في مواقع الانترنت يهاجمون شاكر النابلسي ويرمونه بأقذع السباب والشتائم ويرمونه بالعمالة والصهيونية والخيانة.. الخ.

    *
    فلماذا ما زال العقل العربي حتى الآن مفتقداً عند معظم الانتجلنسيا؟

    ولماذا ما زالت طبقة المثقفين الرثة حبيسة شعارات بادت وخطابات ماتت، ولم تعد تصرف الآن في أي بنك من بنوك السياسة العالمية. انها شيكات سياسية بدون أرصدة، كما قال شاكر النابلسي بالأمس على شاشة قناة الجزيرة؟

    إن الجواب على هذين السؤالين يكمن في أزمات عدة ما زالت تفترس العقل العربي. منها أزمة التعليم وسيطرة التعليم الديني الظلامي، وكبت حرية التفكير والرأي الآخر، وسيطرة المجتمع العسكري العربي والمجتمع القبلي، وتفشي الفساد، وصعود الديكتاتوريات العربية الوراثية.

    إن نظرة سريعة على المشهد العربي العام هذه الأيام، يجعلنا نترحم على المجتمع العربي في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، حين كان الانسان يكفر بالله جهاراُ نهاراً، فلا يُقتل كفرج فودة وحسين مروة ومحمود طه ومهدي عامل وغيرهم، ولا يحاولون نحره كما فعلوا مع نجيب محفوظ وكما فعلوا مؤخراُ مع الكاتبة السعودية جهير عبد الله المساعد، ولا يُطرد من الأرض كنصر حامد أبو زيد، وانما يتم نقاشه فيما كفر، ولماذا كفر، وبالتي هي أحسن، كما تم ذلك مع اسماعيل أدهم (1911-1940) عالم الرياضيات المصري الذي نشر عام 1936 رسالة بعنوان: (لماذا أنا ملحد؟) فلم يُقتل ولم يُطرد من الأرض، وانما تم الاكتفاء بحواره ومجادلته بالتي هي أحسن، وبالرد عليه من قبل أحمد زكي أبو شادي برسالة بعنوان: (لماذا أنا مؤمن؟) ، وبمقالة من محمد فريد وجدي بعنوان: (لماذا هو ملحد؟) وانتهى الأمر عند هذا الحد.

    ولو كان شاكر النابلسي يعيش في بلاد العرب وليس في الغرب للقيّ نفس مصير فرج فودة أو حسين مروة أو محمود طه، أو على الأقل لحاولوا نحره كما فعلوا مع نجيب محفوظ وجهير المساعد أخيراً.

    فأين نحن اليوم من أمسنا المتسامح؟!


    * كاتب لبنلني مقيم في كاليفورنيا
                  

06-23-2004, 08:45 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الليبرالية و"الليبراليون الجدد" والمحافظون الجدد: سمك لبن تمر (Re: Abdel Aati)

    المحافظون الجدد والليبرالون الجدد بين الواقع ومهاترات الغوغاء

    شاكر النابلسي
    [email protected]
    الحوار المتمدن
    العدد: 870 - 2004 / 6 / 20


    -1-
    قُدر لي الاشتراك قبل أيام في حلقة من حلقات برنامج "الاتجاه المعاكس" في تلفزيون "الجزيرة" حول الليبرالية والليبراليين العرب الجدد وعلاقة هؤلاء بالمحافظين الجدد في أمريكا. وكان هناك الكثير من الأفكار السياسية الهادئة التي كان يجب أن تقال وتتوضح في هذه الحلقة من هذا البرنامج لكي يستوعب المشاهد حقيقة الطروحات الجارية الآن على الساحة السياسية العربية، إلا أن الوقت مضى، ولم نستطع أن نوصل الحقيقة التاريخية للمحافظين الجدد ولليبراليين الجدد في العالم العربي للمشاهد، ونبين الإئتلاف (إن وُجد) والاختلاف الكبير بين هذين التيارين.

    فمن هم المحافظون الجدد في أمريكا، وما هي أفكارهم، وكيف استطاعوا أن يطبقوا هذه الأفكار؟

    ومن هم الليبراليون أو العقلانيون أو التنويريون الجدد العرب الجدد، وما هي أفكارهم، وكيف أنهم لم يستطيعوا تطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع العربي حتى الآن؟

    ولماذا يتعرض الليبراليون العرب الجدد لكل هذه الهجمة الغوغائية الشرسة من قبل ورثة الفكر السياسي الستيني، والخطاب السياسي الناصري والبعثي والإخواني السلفي والانتلجنسيا العربية الرثة ؟



    -2-



    تأسس المحافظون الجدد Neo Cons فكرياً على يد ليو ستراوس المفكر الألماني الذي هاجر إلى أمريكا عام 1938، وأسس كاستاذ جامعي في جامعة شكياغو ما عُرف فيما بعد بالستراوسية الليبرالية التي كانت تمثل الجذور الأولى لفكر المحافظين الجدد الآن، الذين تم اطلاق هذا اللقب عليهم، من قبل الليبراليين الأمريكيين، من باب السخرية والحطِّ من قيمتهم الفكرية والسياسية. وكانت الستراوسية تنادي بالأفكار التالية:



    - رفض الحداثة وتفضيل المنطق على التفكير.

    - استخدام الدين للسيطرة على الجموع.

    - استعمال الكذب والخداع للمحافظة على السلطة.

    - فرض الدين على الجماهير وابعاده عن الحكام.

    - استعمال القوة لكبح العدائية لدى البشر، من خلال دولة قوية كابحة.

    - الإيمان بالريادة الأمريكية الخيرة.



    وفي الثمانينات، وفي عهد ادارة رونالد ريغان (1980-198 لعب المحافظون الجدد الذين كانوا من الحزب الديمقراطي، ثم انضموا إلى الحزب الجمهوري دوراً سياسياً مهماً، حاثين ادارة ريغان على استعمال شدة أكثر قسوة مع الاتحاد السوفياتي من أجل اسقاط النظام الشيوعي هناك. وكان على رأس هؤلاء المحافظين الجدد رونالد رامسفيلد، ديك تشني، جيب بوش، زالمادي خليل زادة، ريتشارد بيرل، دوغلاس فايث، وولفوفيتز، وغيرهم. وفي عام 1997 قدم هؤلاء للكونغرس ولادارة الرئيس كلينتون ما سُمّي بـ "مشروع القرن الأمريكي الجديد" ولكنهم لم يلقوا آذانا صاغية من هؤلاء، كما لم يلقوا آذاناً صاغية من ادارة الرئيس بوش الأب فيما بعد. وكان برنامجهم السياسي ينادي بالأفكار التالية:



    - زيادة ميزانية الدفاع بشكل كبير لتحديث القوات المسلحة.

    - تعزيز العلاقات مع الدول الصديقة الديمقراطية.

    - تحدي أمريكا لنظم الحكم المعادية للحرية والديمقراطية.

    - تعزيز ودعم الاصلاح السياسي وحرية السوق في العالم.

    - قبول أمريكا بالدور الفريد في الحفاظ على النظام العالمي الديمقراطي الحر.

    - المطالبة باستعمال القوة في القضاء على النظم الديكتاتورية في العالم ومنها العراق.

    - عدم حصر قيم الحرية والديمقراطية في شعب من الشعوب، أو في بلد من البلدان.

    - النظر إلى العالم من خلال منظار الخير والشر، ولا منظار وسطياً بينهما.



    ووقعت بعد ذلك كارثة 11 سبتمبر 2001 التي أضافت إلى الخطاب السياسي للمحافظين الجديد ثلاثة بنود جديدة هي:



    - استعمال العصا الاستباقية.

    - اظهار محور الشر والتنديد به.

    - تقسيم العالم إلى أعداء وأصدقاء (أن تكون معنا أو ضدنا) دون وسطية.



    وقد ظهر معارضون امريكيون كثر للمحافظين الجدد من الأكاديميين ومن السياسيين، وعلى رأسهم انتوني كدسمان خبير الشؤون الاستراتيجية بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية بواشنطن الذي قال بأن الخطاب السياسي للمحافظين الجدد هو وهم خطير، خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط. كما كان من بين السياسيين المعارضين للمحافظين الجدد أعضاء في الكونجرس الأمريكي، منهم رون بول.



    -3-

    كانت كارثة بيرل هاربر في 1941 فاصلاً بين تاريخين: ما قبل الكارثة وما بعد الكارثة، ودافعاً قوياً لأمريكا لدخول الحرب العالمية الثانية، وقرار هاري ترومان بالقاء القنبلة النووية على هيروشيما ونجازاكي، وقتل نصف مليون ياباني وجرح عدد آخر، وتغيير خريطة العالم التي تغيرت بتحرير أوروبا، وانهزام الديكتاتورية النازية، والفاشية، والعسكرتاريا اليابانية.. الخ.

    كذلك فقد كانت كارثة 11 سبتمبر 2001 هي الآخرى فاصلاً بين تاريخين سياسيين أمريكيين: ما قبل الكارثة وما بعد الكارثة. وكانت هذه الكارثة التي وصفت بأنها أشد ايلاماً من كارثة بيرل هاربر، أو هي بيرل هاربر جديدة كما وصفها راي كريفن Criffin في كتابه (بيرل هاربر الجديدة) دافعاً لأن تقوم أمريكا باعادة تشكيل العالم من جديد بما فيه الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ومن هنا جاء مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تم الاعلان عنه فيه يونيو من عام 2004 من قبل الدول الثماني الكبرى.

    وكما ركب جنون العظمة العسكرتاريا اليابانية عندما أقدمت على فعل كارثة بيرل هاربر، فقد ركب جنون تغيير العالم الفصائل الدينية الأصولية التي أقدمت على ارتكاب كارثة 11 سبتمير 2001.

    فلولا كارثة 11 سبتمبر لما تمّ اقتلاع النظام الديكتاتوري العراقي بالقوة العسكرية، ولتم اسقاطه سلمياً وبالطرق الديبلوماسية. وكانت أمريكا قادرة على ذلك، وقد استطاعت من قبل اسقاط امبراطورية عظمى كالاتحاد السوفياتي في 1989 سلمياً، ودون اطلاق طلقة رصاص واحدة.

    وفي ظني واعتقادي، أنه لو كان الديمقراطيون يحكمون البيت الأبيض كما كانوا في عهد هاري ترومان 1941 لرموا افغانستان والعالم العربي بقنابل نووية كالتي اسقطت على هيروشيما ونجازكي، ولما كانوا اكتفوا باسقاط نظام طالبان، وملاحقة فلول "القاعدة"، واسقاط النظام الديكتاتوري العراقي، واصدار "مشروع الشرق الأوسط الكبير" ، واصدار قانون محاسبة سوريا، وتهميش ياسر عرفات وعزله سياسياً، ومقاطعة كل الفصائل الفسطينية وغير الفلسطينية الأصولية المسلحة.. الخ، وحيث لا قوة كبرى كالاتحاد السوفياتي كانت ستردعهم، وحيث كان العالم كله متعاطفاً معهم، وحيث كانوا أصحاب حق في الانتقام الشرس لضحياهم الأبرياء.

    لقد كانت كارثة 11 سبتمبر أكثر ايلاماً واشد وقعاُ على الشعب الأمريكي من كارثة بيرل هاربر. صحيح أن أمريكا فقدت في بيرل هاربر 2300 جندي و 19 سفينة وبارجة حربية، في حين لم تفقد في 11 سبتمبر غير ثلاثة آلاف قتيل فقط، إلا كان كارثة 11 سبتمبر كما وصفها هنري كيسنجر كانت "يوم العار" التي لا بُدَّ من الثأر له . كما كانت 11 سبتمبر أعظم هدية قدمها مجانين العرب من الغربان الأصوليين إلى المحافظين الجدد، كما قال المحلل والراصد السياسي جيمس زغبي.

    وهكذا، فكما قدمت الانتفاضة الفلسطينية المسلحة الأخيرة الحجة القوية لحكومة شارون لتهميش السلطة الفلسطينية، وتدمير ما تبقى للشعب الفلسطيني من حجارة متناثرة، واقامة الجدار الفاصل (يُبنى الآن بإسمنت مصري وفلسطيني)، وأودت بحياة القيادات الفلسطينية الدينية المسلحة، فقد قدمت الأصولية الدينية المسلحة الحجة القوية للمحافظين الجدد لكي يطبقوا أفكارهم السياسية على أرض الواقع السياسي في الشرق الأوسط، بدءاً من العراق، وبنهاية لا نعلم أين ستكون!



    -4-

    هذا هو واقع المحافظين الجدد، وهذا هو خطابهم السياسي الذي أمكنته الأصولية الدينية العربية المسلحة بجنونها الخارق من تطبيق أفكاره بحذافيرها على أرض الواقع.

    فكيف نظر الغوغاء العرب وإلاعلام العربي التعتيمي والانتلجنسيا العربية الرثة إلى المحافظين الجدد؟

    كعادة كل هؤلاء، اتُهم المحافظون الجديد بأنهم صهاينة، وبأن اللوبي الصهيوني هو الذي يقودهم، ومردّ ذلك يعود إلى الديانة اليهودية لبعض قادة المحافظين الجدد. وهذا أمر خلافي كما كان اشتراك أمريكا في الحرب العالمية بدوافع صهيونية وعلى رأسها تأثير روتشيلد على القرار الأمريكي أمر خلافي، كما يبين لنا نايل فيرجسون في كتابه المتميز (آل روتشيلد: أنبياء النقود 1798-184. ولكن فئة كبيرة من الانتلجنسيا العربية الرثة الغوغائية، اضافة للإعلام العربي الذي يقوم بالتعمية، يُقسم بالعشرة غير الطيبة بأن المحافظين الجدد صهاينة في كليتهم، وكأنه وحده الذي يمتلك الحقيقة الدامغة، ولا يدع مجالا للشك في هذا. ويطلق عليهم العناوين التالية:



    - الأشد خطراً من اللوبي الصهيوني.

    - الرعاة الطبيعيون للمصالح الرأسمالية.

    - المؤيدون لاسرائيل، والمعارضون لمنح الشعب الفلسطيني حقوقه.

    - الكارهون للحرية الزائدة لأنها تساهم في تفكك المجتمع.

    - ابطال اقتصاد السوق الحرة.

    - عصابة تريد السيطرة على العالم.

    - أصحاب أقوى سلاح سري.

    - القوة الفاعلة الكافرة.



    إن أسهل فهم لأي ظاهرة تاريخية سياسية غربية لا تتماشى مع المزاج العربي، ولا تعده بجنات عدن على الطريقة العربية في اطلاق الوعود ونشر الأحلام الزائفة، هو اطلاق صفة الصهيونية على هذه الظاهرة، حتى تستريح الثقافة والانتلجنسيا العربية الرثة والإعلام العربي التعتيمي المثير لغرائز القتل وسفك الدماء، ويريح.

    لقد ضخّمت والانتلجنسيا العربية الرثة والإعلام العربي التعتيمي من قوة ومقدرة المحافظين الجدد الذين يشكلون تياراً سياسياً من ضمن عدة تيارات سياسية داخل الإدارة الأمريكية. ولم يبن الإعلام العربي بأن قوة المحافظين الجدد قد تأتت من الفرص التي اتاحها الارهاب العربي المتأسلم لهذا التيار. والدليل على ذلك أنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا يذكر في عهد رئاسة بوش الأب ورئاسة كلينتون وبداية عهد بوش الابن، إلى أن وقعت كارثة 11 سبتمبر التي أمكنتهم من تطبيق أفكارهم على أرض الواقع.

    إن المحافظين الجدد ليسوا قوة سياسية بذاتهم بقدر ما هم قوة سياسية بالظروف السياسية التي تتاح لهم وبالرئيس الذي يستمع إليهم، ويتعاون معهم، وينفذ بعض خططهم. إن تأثير المحافظين الجدد يقوى ويضعف حسب الظروف الدولية والاقليمية. فقد استطاعت الحمائم في الحزب الجمهوري أخيراً بقيادة كولن باول الانتصار على المحافظين الجدد في الحالة العراقية، لأن أمريكا وجدت مصلحتها في خطاب الحمائم، وليس في خطاب المحافظين الجدد. وهذا لا يتم إلا في مجتمع ديمقراطي مفتوح، لا تتحكم فيه فئة من الفئات أو قبيلة من القبائل أو فصيل من الفصائل أو حزب من الأحزاب إلى أبد الآبدين، ويُورّث فيه الحكم من الآباء إلى الأبناء، ولكن تتحكم به المصلحة الوطنية فقط.



    وفي المقال القادم سنجيب على أسئلة الليبراليين الجدد، فإلى لقاء.

    [email protected]
                  

06-23-2004, 08:48 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الليبرالية و"الليبراليون الجدد" والمحافظون الجدد: سمك لبن تمر (Re: Abdel Aati)

    من هم الليبراليون العرب الجدد، وما هو خطابهم؟

    شاكر النابلسي
    [email protected]
    الحوار المتمدن
    العدد: 873 - 2004 / 6 / 23


    -1-
    ظهر التيار الليبرالي العربي أو التيار العقلاني التنويري في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على أيدي جيلين من المفكرين التنويريين. فكان الجيل الأول يمثل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وعبد الرحمن الكواكبي وشبلي شميّل وفرح أنطون وغيرهم. وظهر الجيل الثاني في بداية القرن العشرين وكان يمثل طه حسين وقاسم أمين ومحمد حسن الزيات وتوفيق الحكيم ومحمد حسين هيكل وغيرهم. وهؤلاء جميعاً اشتركوا في تيار فكري وسياسي واحد كان ينادي بالمباديء التالية:

    - حرية الفكر المطلقة.

    - حرية التدين المطلقة.

    - حرية المرأة ومساواتها بالحقوق والواجبات مع الرجل.

    - التعددية السياسية.

    - المطالبة بالإصلاح الديني.

    - المطالبة بالإصلاح التعليمي والسياسي.

    - فصل الدين عن الدولة. وكان هذا المطلب خاصاً بالجيل الثاني لليبراليين العرب في مطلع القرن العشرين.

    - اخضاع المقدس والتراث للنقد العلمي.

    - تطبيق الاستحقاقات الديمقراطية.


    -2-

    وفي النصف الثاني من القرن العشرين ظهر تيار تنويري ليبرالي قادته مجموعات كبيرة من النخب الثقافية في العالم العربي استعرضنا فكرها في كتابنا (الفكر العربي في القرن العشرين 1950- 2000) في أجزائه الثلاثة التي صدرت في 2001 . وكانت هذه النخب تتبنى خطاب التنويريين العرب في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وتضيف عليه المبادئ التالية:

    - محاربة المجتمعات الديكتاتورية العسكرية والقبلية والحزبية المتسلطة التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين بعد الاستقلال، وأحدثت ما نُطلق علية "كوارث الاستقلال".

    - المناداة باقامة المجتمع المدني.

    - احياء دعوة الاصلاح الديني من جديد.

    - التأكيد على العلمانية، وفصل الدين عن الدولة.

    وفي نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين وبعد 11 سبتمبر 2001 على وجه الخصوص، الذي يعتبر فاصلاً تاريخياً عربياً كما هو من الفواصل التاريخية الأمريكية أيضاً كما بيّنا في الجزء الأول من هذا المقال، ظهر جيل جديد من الليبراليين أطلق عليهم الإعلام العربي "الليبراليون الجدد". وهؤلاء نادوا بعصر تنوير جديد، وهو مقدمة لفلسفة المستقبل، وتبنوا أفكار التنويريين الذين جاءوا في القرن التاسع عشر، والذين جاءوا في بداية القرن العشرين، وكذلك أفكار الليبراليين الذين جاءوا في النصف الثاني من القرن العشرين، وأضافوا إليها المبادئ التالية من خلال مواقفهم ومن خلال ما يكتبون، والتي تعتبر بمثابة مسودة أولى لمانيفستو الليبراليين الجدد:


    1- المطالبة باصرار بالإصلاح التعليمي الديني الظلامي، في ظل سيادة الارهاب الديني، بعد أن تم خطف الإسلام وتزويره، وأدلجته أدلجة دموية مسلحة.

    2- الدعوة إلى محاربة الارهاب الديني والقومي السياسي والدموي المسلح بكافة أشكاله.

    3- تأكيد اخضاع المقدس والتراث والتشريع والقيم الأخلاقية للنقد العميق، وتطبيق النقد العلمي العقلاني بموجب مبدأ الجينيالوجياGenelogy الذي يتلخص بالسؤال التأويلي (من؟) وبالسؤال التقويمي (لماذا؟)، وبحيث يكون النقد تأويلاً وتقويماً لا مجرد سخرية وسباب، باعتبار أن الجينيالوجيا هي أداة وعي الحداثة، حيث يصبح النقد الحقيقي سبيلاً إلى الرشد الحقيقي.

    4- اعتبار موقف الدين العدائي من الآخرين موقفاً جاء بناء على ظروف سياسية واجتماعية معينة قبل خمسة عشر قرناً، ولم تعد هذه الظروف قائمة الآن، وانما تغيرت تغيراً كلياً، ولذا، يجب عدم الاستعانة مطلقاً بالمواقف الدينية التي جاءت في الكتاب المقدس تجاه الآخرين قبل خمسة عشر قرناً لمهاجمة الآخرين الآن وسفك دمائهم. فالمصالح متغيرة، والمواقف متغيرة. والتغير هو سُنّة الحياة.

    5- اعتبار الأحكام الشرعية أحكاماً وضعت لزمانها ومكانها، وليست أحكاماً عابرة للتاريخ كما يدعي رجال الدين، ومثالها الأكبر حجاب المرأة، وميراث المرأة، وشهادة المرأة.. الخ.

    6- إن الفكر الديني وهو الفكر الذي جاء به علماء الدين وفقهاؤه ورجاله وليس الدين الرسولي نفسه، يقف حجر عثرة أمام الفكر الحر وتطوره، كما يقف حجر عثرة أمام ميلاد الفكر العلمي.

    7- لا ولاء مطلقاً للماضي المحكوم بماضيه فقط، ولا انغلاق عليه. وفهم الحاضر يدفعنا إلى إعادة النظر في قيم الماضي، وضرورة خلق المستقبل الذي هو لبّ الحداثة.

    8- لا يمكن انتاج الحاضر بتاريخ الماضي، وانما بتاريخ الحاضر، والمستقبل كذلك. وشرط تخطي الماضي قائم في الحاضر، وليس في الماضي. وخاصة ماضينا وتراثنا الثقافي الذي أقام مجزرة معرفية لنفسة بنفسه، وعادى الفلسفة بقيادة ابن تيمية والسيوطي وابن القيم الجوزية وغيرهم، وطرد العقل، واضطهد المعتزلة، وأغلق باب الاجتهاد، وحرّم علم الكلام، ونفى أصحاب المنطق، ووضع النصوص الدينية المزوّرة التي تحارب الفلسفة والحكمة وإعمال العقل (من تمنطق فقد تزندق)، وألغى العلوم الطبيعة والطب واعتبرها "علوماً دخيلة"، واستبدل بها العلوم الدينية والطب النبوي حتى أصبح النبي أشهر وأحذق من أبي الطب أبوقراط، وحرّم الموسيقا والغناء والنحت والرسم والشعر، وكافة أشكال الفنون الإنسانية الرفيعة. فكيف يمكن الاستعانة بهذا الماضي للعبور من الحاضر إلى المستقبل؟

    9- إن ضعفنا، وهزالنا، وقلة معرفتنا، وعجزنا العلمي والعقلاني هو الذي يؤدي بنا إلى الاتجاه إما إلى الماضي للاستعانة به لبناء الحاضر، وهو أسوأ الخيارات، حيث لا يملك الماضي إلا ماضيه فقط الذي انتهت صلاحيته في وقت مضى، ولم يعد صالحاً للحاضر، وإما اللجوء إلى الخارج لبناء الحاضر، فهو أقل الخيارات سوءاً .

    10- على العرب أن يتخلوا عن المثل الأعلى الموهوم الذي يتقمصوه تخيلاًً، ومكابرة، واستعلاء، وانتفاخاً كانتفاخ الطواويس (لنا الصدر دون العالمين أو القبر).

    11- الاقرار بأن التاريخ محكوم بالقوانين وليس بهوى الشعوب ولا بخيالها ولا بتعلقها بماضيها. ولا شعب يقدر على تشكيل التاريخ حسب رغبته بالعودة إلى الوراء، واستعادة أمجاد سالفة ومدنية وحضارة سابقة. وأن الكمال البشري كما قال قاسم أمين ليس موجوداً في الماضي.

    12- الايمان بأن اغتراب العقل لا يحقق غير سيادة الهمجية والغوغائية والمجتمع الدموي.

    13- طرح أسئلة على كافة المستويات لم يسبق طرحها في الماضي من قبل تنويريي القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، بدءاً من الأفغاني وانتهاءً بطه حسين، وكسر جوزة المسكوت عنه,

    14- تبني الحداثة العربية تبنياً كاملاً باعتبارها هي التي تقود إلى الحرية. والتفريق بين الحداثة الغربية والحداثة العربية. فلكل أمة حداثتها الخاصة بها.

    15- تحرير النفس العربية من أوهامها، ومن السحر والتعاويذ والشعوذة التي تحيط بها.

    16- تحرير النفس العربية من ماضيها، ومن حكم الأسلاف الذين ما زالوا يحكموننا من قبورهم.

    17- عدم ادّعاء المعرفة المطلقة والأحكام النهائية. وأن لا وجود لعلم مطلق، وضرورة أن نظل منفتحين على الحقيقة.

    18- خلق شخصية عربية جديدة متحولة من العنف والذل واللاعقلانية والدروشة والقبلية والعرقية إلى شخصية عقلانية واقعية علمية وطنية لا عرقية.

    19- العودة إلى الذات ونقدها، والعودة إلى الوعي بالذات لا كأفراد ولكن كأمة. ولا يكفي أن نهزم الأساطير، ولكن علينا ملاحقة ظلالها في الكهوف والمغارات أيضاً.

    20- عدم الحرج من الاستعانة بالقوى الخارجية لدحر الديكتاتورية العاتية واستئصال جرثومة الاستبداد وتطبيق الديمقراطية العربية، في ظل عجز النخب الداخلية والأحزاب الهشة عن دحر تلك الديكتاتورية وتطبيق تلك الديمقراطية. وهذه ليست سوابق تاريخية فقد استعانت أوروبا بأمريكا لدحر النازية والفاشية العسكرتاريا اليابانية في الحرب العالمية الثانية، وقامت أمريكا بتحرير أوروبا، كما قامت بتحرير الكويت والعراق.

    21- لا حرج من أن يأتي الإصلاح من الخارج، ولكن بالطرق الديبلوماسية، والمهم أن يأتي سواء أتى على ظهر جمل عربي، أو على ظهر دبابة بريطانية أو بارجة أمريكية أو غواصة فرنسية. وقد سبق للفيلسوف العربي القديم (الكندي) أن قال بأن "علينا أن نأخذ الحقيقة من أي كان سواء كان مشاركاً لنا في الملّة أو لا".

    22- الايمان بأن لا حلَّ للصراع العربي مع الآخرين سواء في فلسطين أو خارجها إلا بالحوار والمفاوضات والحل السلمي في ظل عدم تكافؤ موازين القوى العسكرية والعلمية والاقتصادية والعقلية بين العرب وأعدائهم.

    23- الايمان بالتطبيع السياسي والثقافي مع الأعداء، والاعتراف بالواقعية السياسية وما يجرى على أرض الواقع العربي السياسي، وعدم دفن الرؤوس في رمال الصحاري العربية المحرقة والمهلكة. وأن التطبيع والتلاقح بين الشعوب والثقافات هو الطريق إلى السلام الدائم في الشرق الأوسط. وأن اتفاقيات السلام كاتفاقية كامب ديفيد 1979 ، واتفاقية اوسلو 1993 ، واتفاقية وادي عربة 1994 يجب أن تصبح اتفاقيات شعبية بين الشعوب، بدلاً من أن تكون اتفاقيات دول فقط، ولا علاقة للشعوب بها. فذلك ضياع للوقت وللمصالح وتزوير للحقائق السياسية القائمة على أرض الواقع سواء رفضنا أم قبلنا. وأن نفور الانتلجنسيا العربية الممزقة من جهة والرثة من جهة أخرى من التطبيع، لن يلغي احتمالات السلام الحتمية في المنطقة، والذي هو السبيل التي التغيير الشامل.

    24- الوقوف إلى جانب العولمة وتأييدها، باعتبارها أحد الطرق الموصلة إلى الحداثة الاقتصادية العربية التي يمكن أن تقود إلى الحداثة السياسية والثقافية.

    25- المطالبة بمساواة المرأة مع الرجل مساواة تامة في الحقوق والواجبات والعمل والتعليم والإرث والشهادة. وتبنّي مجلة الأحوال الشخصية التونسية التي صدرت 1957 والتي تعتبر النموذج العربي الأمثل لتحرير المرأة العربية، دون الحاجة إلى تبني قيم الغرب في تحرير المرأة، ومساواتها بالرجل.

    -3-

    وبعد هذا الخطاب (المانيفستو) الذي نكشف عنه لأول مرة بهذه الصياغة الأولية لليبراليين العرب الجدد، ما هي العلاقة بينهم وبين المحافظين الجدد في أمريكا والتي يحاول الإعلام العربي وبعض المثقفين، ربط هذين الفريقين ببعضهما اساءة إلى كليهما، والحطّ من قدر كليهما، والاستخفاف بهما؟

    وانطلاقاً من هذا الربط المزوّر بين المحافظين الأمريكيين الجدد وبين الليبراليين العرب الجدد، يطلق الإعلام العربي على الليبراليين الجدد ألقاباً وصفات دونية منها:

    - إنهم يقومون بدور مقاولي الأنفار لإصدار صحف واذاعات تروّج للهيمنة الأمريكية، كما يقول موقع الإخوان المسلمين على الانترنت.

    - إنهم كتاب المارينز، كما يصفهم الكاتب "السلفي الجديد" رشاد أبو شاور وغيره من السلفيين الجدد المقنعين بقناع الليبرالية الكاذبة.

    - إنهم الليبراليون المتأمركون، كما يصفهم اسامة عبد الرحمن.

    - إنهم من فاقدي الرؤيا السياسية المنافقين، كما يصفهم سيّد نصار.

    - إنهم كتاب الطابور الخامس كما يصفهم كتاب حزب البعث.

    والحقيقة أن لا علاقة سياسية ولا فكرية بين المحافظين الجدد في أمريكا وبين الليبراليين الجدد في العالم العربي فيما عدا نقاط ثلاث فقط، يلتقي فيها الليبراليون الجدد مع المحافظين الجدد، وهي:

    - تحدي أمريكا لنظم الحكم الديكتاتورية.

    - تعزيز ودعم الإصلاح السياسي وحرية السوق في العالم.

    - أن قيم الحرية والديمقراطية وحرية السوق ليست حصراً ووقفاً على شعب دون الآخر.

    وما عدا ذلك فكلا التيارين مختلفين. فالتيار الأول من المحافظين الجدد حكام وصُنّاع قرار، أما التيار الثاني من الليبراليين الجدد فهم مجموعة من المثقفين غير المنظمين، وغير المنخرطين في أي تنظيم سياسي أو ثقافي، ولا رابطة مادية لهم، ولا زعيم ولا قائد ولا شيخ ولا أمير لهم، ولا يملكون القرار السياسي. اضافة لذلك، فإن الليبراليين الجدد يخالفون المحافظين الجدد في الأفكار التالية:

    - يخالف الليبراليون الجدد المحافظين الرافضين للحداثة. فالليبراليون الجدد يرحبون بالحداثة، ويعتبروا الحداثة المفتاح الحقيقي للتقدم، ودحر التخلف.

    - يرفض الليبراليون الجدد دعوة المحافظين الجدد في استخدام الدين للسيطرة على الجموع.

    - يرى الليبراليون الجدد، عكس المحافظين الجدد، أن الوسائل الديبلوماسية والسياسية والاقتصادية هي أنجع من القوة العسكرية في وقف العدائية والديكتاورية لدى البشرية. ومثال ذلك سقوط الاتحاد السوفياتي 1989، وانهيار جدار برلين، رمزي الديكتاتورية في الحرب الباردة، دون إراقة نقطة دم واحدة، أو إطلاق رصاصة واحدة.

    - يرى الليبراليون الجدد، عكس المحافظين الجدد، أن الحرب الدائمة لا تولد الاستقرار.

    - يرى الليبراليون الجدد أن السلام هو الحل المنشود، بينما يشكك المحافظون الجدد في عملية السلام.

    - يؤيد الليبراليون الجدد بناء الدول التي تهدمها الصراعات السياسية بينما يعارض ذلك المحافظون الجدد.

    - يؤمن المحافظون الجدد بالإرادة الأمريكية الخيرة المطلقة، بينما يرى الليبراليون الجدد أن الخير في ذلك يجب أن يقترن بالعدالة في المواقف السياسية والدعم المادي والعلمي المتوازن للأطراف المتصارعة.


    (تنشر بالتزامن مع صحيفة "السياسة" الكويتية، و"المدى" العراقية، و"الأحداث المغربية")
                  

06-23-2004, 09:25 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الليبرالية و"الليبراليون الجدد" والمحافظون الجدد: سمك لبن تمر (Re: Abdel Aati)

    بالله ناس الجزيرة فتحوا الموضوع دا كويس طيب

    بس انا كلامي تاني غير دا

    كلامي عن وقائع شاهدتها في المنبر دا تحديدا

    وحاعود لما القي المزاج المناسب للحوار

    بالمناسبة قريت تساؤلاتك في البوست المعني

    ولكن لم يكن بي شوق لذلك الحوار حينها

    مع التحية
                  

06-24-2004, 00:22 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الليبرالية و"الليبراليون الجدد" والمحافظون الجدد: سمك لبن تمر (Re: اساسي)

    الاخ اساسي

    اقتكرتك "شريتني حينها؛ لكن جميل ان عدت للحوار
    يهمني ان تقول رأيك

    عادل
                  

06-23-2004, 03:39 PM

Ahmed Osman
<aAhmed Osman
تاريخ التسجيل: 01-22-2004
مجموع المشاركات: 786

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الليبرالية و"الليبراليون الجدد" والمحافظون الجدد: سمك لبن تمر (Re: Abdel Aati)

    - عدم الحرج من الاستعانة بالقوى الخارجية لدحر الديكتاتورية العاتية واستئصال جرثومة الاستبداد وتطبيق الديمقراطية العربية، في ظل عجز النخب الداخلية والأحزاب الهشة عن دحر تلك الديكتاتورية وتطبيق تلك الديمقراطية. وهذه ليست سوابق تاريخية فقد استعانت أوروبا بأمريكا لدحر النازية والفاشية العسكرتاريا اليابانية في الحرب العالمية الثانية، وقامت أمريكا بتحرير أوروبا، كما قامت بتحرير الكويت والعراق.


    الاخ عادل
    انا ما عارف ليه الفقرة اعلاه ما سهلة الهضم كالفقرات الاخرى
    من المنفست و؟
                  

06-23-2004, 03:39 PM

Ahmed Osman
<aAhmed Osman
تاريخ التسجيل: 01-22-2004
مجموع المشاركات: 786

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الليبرالية و"الليبراليون الجدد" والمحافظون الجدد: سمك لبن تمر (Re: Abdel Aati)

    21- لا حرج من أن يأتي الإصلاح من الخارج، ولكن بالطرق الديبلوماسية، والمهم أن يأتي سواء أتى على ظهر جمل عربي، أو على ظهر دبابة بريطانية أو بارجة أمريكية أو غواصة فرنسية

    (عدل بواسطة Ahmed Osman on 06-23-2004, 03:44 PM)
    (عدل بواسطة Ahmed Osman on 06-23-2004, 04:01 PM)

                  

06-24-2004, 00:29 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الليبرالية و"الليبراليون الجدد" والمحافظون الجدد: سمك لبن تمر (Re: Ahmed Osman)

    احمد عثمان

    وهو غير مبلوع لي ايضا؛ وارفضه واعتبره اهانة لليبرالية والفكر الليبرالي والليبراليين؛ وقبل كل شي للشعوب مصدر كل سلطة.

    اعتقد ان هذا المانفستو خاص بكاتبه؛ اما الاحزاب الليبرالية العربية القليلة؛ فمواقفها واضحة جدا من رفض التدخلات الاجنبية والاحتلال ؛ واحيلك هنا الي اطروحات الحزب الليبرالي السوداني والحزب المغربي الليبرالي وحزب الغد الاجتماعي المصري وغيرها.

    لهذا اعتقد انه لا بد من الفرز حتي وسط القوي التي تدعي الليبرالية؛ وقد قمنا بجزء من هذا الفرز؛ حينما وقفنا ضد الحزب الحاكم في ملاوي؛ رغم انضمامه لمنظمة الليبرالية العالمية؛ وهو عندنا حزب دكتاتوري متسلط؛ وقد قلنا اننا لن ننضم لهذه المنظمة وهو فيها؛ وقد طالبنا بطرده من شبكة الليبراليين الافارقة؛ كشرط اساسي لكيما ندخلها.

    عادل
                  

06-24-2004, 00:35 AM

zoul"ibn"zoul

تاريخ التسجيل: 04-12-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الليبرالية و"الليبراليون الجدد" والمحافظون الجدد: سمك لبن تمر (Re: Abdel Aati)

    Salaam Adil

    Thank you for bringing this informative piece. In regards to Ahmed's comment, for simply cause it is America

    Thank you
                  

06-24-2004, 02:25 AM

Elnasri Amin

تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 1748

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الليبرالية و"الليبراليون الجدد" والمحافظون الجدد: سمك لبن تمر (Re: Abdel Aati)

    Quote: (الليبيراليين الجدد) قصد بهم تلك النخبة من الكتاب والمفكرين والساسة والمثقفين والمبدعين في موقع (إيلاف) الالكتروني،


    الاخ عادل

    ايلاف الالكترونى....ما عنوانه على الانترنت؟
    شكرا

    النصرى
                  

06-24-2004, 08:26 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الليبرالية و"الليبراليون الجدد" والمحافظون الجدد: سمك لبن تمر (Re: Elnasri Amin)

    سلام للجميع

    ساحاول الرجوع للموضوع
    هنا عنوان موقع ايلاف المشار اليه

    http://www.elaph.com

    عادل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de