الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 09:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2003, 01:13 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية

    موضوع قديم ؛ نعيد طرحه اليوم ؛
    لان الحال نفس الحال؛ والمقال نفس المقال
    ولا تزال الاتفاقات الثنائية ؛ والثلاثية ؛ تتري
    ومصير الوطن في كف عفريت

    عادل
                  

07-20-2003, 01:15 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: Abdel Aati)

    مستقبل العمل المعارض

    ما بين المبادرات الثنائية

    واخطار تمييع القضية الوطنية*




    تحليل سياسى بقلم : عادل عبد العاطى


    فى ذكرى انتفاضة مارس – ابريل 1985؛

    استلهاما لعبرتها ؛ ولكيلا تجهض الانتفاضة القادمة .

    مقدمة :
    شهدت الفترة الاخيرة توقيع مجموعة من الاتفاقيات والاعلانات الثنائية التى قامت بها بعض الاطراف الفاعلة فى تنظيم المعارضة السودانية الرئيس ؛ التجمع الوطنى الديمقراطى ؛ مع اطراف خارجية لا تمت اليه بصلة ؛ بل وذات عداوات مع اطراف التجمع ؛ اعنى هنا مذكرة التفاهم التى وقعتها الحركة الشعبية لتحرير السودان مع حزب الترابى (المسمى بالمؤتمر الوطنى الشعبى ) فى جنيف فى 19 فبراير 2001 ؛ ومذكرة نداء السودان والموقعة من قبل محمد عثمان الميرغنى (رئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى ورئيس التجمع الوطنى ) و الصادق المهدى (رئيس حزب الامة ) فى القاهرة فى مارس 2001. ان هذه الاتفاقات والتى فأجات البعض وكانها صاعقة آتية من سماء صافية ؛ لها ما لها من الاسباب الموضوعية ؛ وفيها ما فيها من الجديد فى مواقف القوى السياسية الموقعة لها ؛ ويعقبها ما يعقبها من ترتيب جديد فى الساحة السياسية السودانية .

    فى هذا المقال نحاول ان نحلل بسرعة وايجاز ؛ ظروف ومقتضيات هذه الاحلاف الجديدة والغريبة للبعض ؛ ونحاول ان نستخلص منطوقها والساكتة عنه ؛ كما نحاول ان نخرج منها باستنتاجات تساعد فى تنسيق مجهود ونضالات ورؤى قوى المعارضة الوطنية الجذرية ؛ الباحثة عن بديل ديمقراطى مدنى ؛ تكاد ملامحه تضيع وسط سياسات الصفقات والمناورات والتحالفات اللامبدئية ؛ التى درج عليها اقطاب النظام واجنحته ؛ وتخصص فيها سدنة وقادة قوى السودان القديم .



    تاريخ ومغزى الاتفاقات الثنائية فى السياسة السودانية :

    الاتفاقات الثنائية كشكل لادارة الصراعات السياسية فى السودان؛ ممارسة قديمة قدم الحياة السياسية السودانية . ان من اول هذه الاتفاقات فى عهد ما بعد الاستقلال هو اجتماع "السيدين " فى 1957 ؛ والذى كانت نتيجته الاطاحة بحكومة الوطنى الاتحادى بقيادة الازهرى ؛ وبناء حكومة السيدين بزعامة عبدالله خليل . كما من تاريخ هذه الاتفاقات لقاء بورتسودان ما بين الصادق المهدى وجعفر نميرى ؛فى العام 1977 ؛ والذى كانت نتيجته انخراط الصادق المهدى فى نظام مايو ومؤسساته فيما سمى بالمصالحة الوطنية . اما فى الفترة الديمقراطية الثالثة فيمكن ان نرصد منه لقاء الميرغنى – قرنق ؛فى العام 1988 ؛ والذى انتج ما سمى باتفاقية السلام السودانية ؛ والتى قلبت المائدة وقتها على حكومة الصادق المهدى "القومية " ؛ ووضتعها ؛ مع غيرها من الخطوات ؛ تحت ضغوط انتهت بتغيير خطها السياسى وتكوين حكومة الجبهة الوطنية المتحدة (دون الجبهة الاسلامية ) ؛ فى مطلع سنة 1989 .

    كما اننا اذا عدنا الى التاريخ القريب فنرصد لقاء الترابى والصادق فى جنيف ؛ ومن بعده لقاء الصادق والبشير فى جيبوتى ؛ والذى افرز الاتفاق الذى اطلق عليه نداء الوطن ؛ ونتج عنه انسحاب حزب الامة من صفوف التجمع الوطنى الديمقراطى ؛ وعودة الصادق المهدى وقيادات حزبه الى الخرطوم . ان مؤتمر التجمع الاخير فى العام السابق قد كان فى نظر الكثيرين تدشينا لحلف ثنائى ما بين الميرغنى وقرنق ؛ يتجاوز فى جوهره شكليات ومؤسسات التجمع ؛ الامر الذى اجمع عليه اغلب قراء الخارطة السياسية حينذاك (راجع مقالنا : مؤتمر التجمع الثانى : قديم يتجدد وجديد يتبدد)

    ان هذه الاتقاقات ؛ وغض النظر عن النتائج السياسية المختلفة التى نتجت عنها ؛ الا انها يربطها قاسم مشترك اوحد ؛ وهو التحضير السرى لها ؛ واعلانها فى جو من المفأجاة لاطراف الحركة السياسية وللجماهير ؛ وحتى دون علم القوى المتحالفة مع اطراف هذه الاتفاقات ؛ كما فى حالة التجمع الوطنى الديمقراطى ؛ والذى فؤجئت بعض اطرافه المرة بعد الاخرى ؛ باعلان اتفاقات تقوم بها بعض قياداته ؛ وتعلم بها هى من الصحف ؛ قكانت بذلك كالزوج/ة المخدوع/ة ؛ آخر من يعلم .

    ان هذه السرية والاعلانات المفاجئة ؛ والتى يفخر بها بعض اطراف هذه الاتفاقات ؛ مثلهم فى ذلك مثل مخرجى افلام الاثارة الرخيصة ؛ انما تعبر عن مسلك فى العمل السياسى خطير ؛ حيث تغلب عوامل السرية على الشفافية ؛ وسياسة الصالونات المغلقة والغامضة ؛ على المواقف المفتوحة والمعلنة والتى يمكن التكهن بها ؛ والاطمئنان الى تطوراتها . ان هذا السلوك يعبر فى جوهره عن سيطرة شخصيات بمفردها على الساحة السياسية السودانية ؛ وعلى شخصنة الصراع السياسى ؛ وابعاد دور المؤسسة الحزبية والوطنية والجماهير والراى العام عن اتخاذ القرار ؛ وقصره على بعض القيادات الابدية التى احتكرت الحديث باسم الجماهير ؛ وجعلت من كلمة الوطن والسودان ؛ والتفاهم والمصالحة ؛ عبارات مائعة لا وزن لها ؛ تبرر بها مواقفها المتناقضة ؛ وتزين بها اتفاقات تحالفاتها المتغيرة .

    ان اسلوب الاتفاقات الثنائية ؛ والذى تخصص فيه قادة الاحزاب الطائفية ؛ ينسجم تماما مع انعدام المؤسسة والمراكز الديمقراطية لاتخاذ القرار ؛ فى الحزب الطائفى ؛ وانحصارها فى شخص زعيم الطائفة . ان انتقال هذه الظاهرة الى تنظيم الجبهة القومية الاسلامية ؛ والتى زعمت يوما انها تنظيم للقوى الجديدة ؛ انما يوضح الاتجاه التقليدى الذى رسى عليه هذا التنظيم تحت قيادة الترابى ؛ وكونه شكلا ومضمونا يندرج تحت قوى السودان القديم ؛ وتحوله الى طائفية جديدة ؛ تحت قيادة زعيم فرد نرجسى متقلب فى سياساته وتحالفاته ؛لا يؤلى للمبادى قيمة ؛ ولا يجعل للمؤسسة او الجماهير عليه من تاثير . كما ان امتدادها الجديد الى الحركة الشعبية لتحرير السودان ؛ يوضح ازمة المؤسسية انعدام الشفافية وشخصنة القيادة ؛ وغيره من المظاهر السلبية التى رصدت فى مسيرة الحركة ؛ والمعتبرة احد الاطراف المهمة وسط قوى السودان الجديد .
                  

07-20-2003, 01:16 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: Abdel Aati)

    اتفاق الترابى – قرنق
    قراءة فى الاسباب والمضمون والنتائج :
    على هدى الخلفية السابقة ؛ ومن واقع قرائتنا للخرطة السياسية وتوازن القوى السياسى فى السودان ؛ والازمة التى تركب اغلب القوى الفاعلة يمكن قراءة مدلولات اتفاقية الترابى قرنق ؛ المسماة بمذكرة التفاهم ؛ كونها هربا الى الامام ؛ ومحاولة لتجاوز ازمة كل منهما ؛ عن طريق قلب الطاولة على كل الاطراف ؛ عسى ان تنتج الفوضى جديدا. (راجع الجزء الاول من هذا التحليل ؛ بعنوان الخرطة السياسية السودانية عشية اتفاقات الترابى - قرنق و الميرغنى - الصادق )

    فجون قرنق من جانبه ؛ وبعد تحالف مع اقطاب المعارضة التقليدية ؛ من حزب الامة اولا والاتحادى الديمقراطى ثانيا ؛ لم يتجاوز المربع الاول ؛ فى انتصارات طاغية على جبهة العمل العسكرى ؛ او جديد يذكر على ساحة السياسة السودانية . و لا تزال المعارضة الشمالية بعد عقد من الزمان ؛ تعاقر ازمتها ؛ الامر الذى يمكن ان يؤدى لنفاد صبر اكبر المثابرين ؛ ناهيك عن عقيد يقود حركة عسكرية ؛ ويطمح فى ان يرى النتائج اليوم وليس غدا . وفى حالة الشتات وانعدام الاتجاة والارادة التى يعانى منها التجمع الوطنى ؛ فقد عن لقرنق ان يبحث عن طرف جديد ذو قوة وشوكة ؛ يمكن ان يكسر الركود ؛ ويضمن له امكانية حدوث تغيير ما فى الخرطوم ؛ ومن افضل من الترابى مرشحا لمثل هذا الحلف الجديد ؟

    وفى الحقيقة فان تاريخ العقيد قرنق فى التحالفات مع بعض الاطراف القوية فى الساحة الشمالية؛ ضد بعضها الاخر ؛ ثابت و قديم . فقد وقع اتفاقية السلام السودانية مع الميرغنى فى العام 1988 ؛ فى مواجهة حكومة الصادق المهدى ؛ ثم وقع اتفاقا ثنائيا مع حزب الامة فى العام 1990 ؛ ضد نظام البشير ؛ وكان هذا الاتفاق مدخله لولوج صفوف التجمع الوطنى الديمقراطى ؛ ثم ناهض حزب الامة ورمى بثقله مع حلف جديد مع الميرغنى ؛ ضد حزب الامة والنظام معا ؛ وها هو الان يتحالف مع الترابى ؛ ضد جناح الجبهة الحاكم ؛ وبصورة غير مباشرة ؛ ضد حلفاؤه القدامى من اعضاء التجمع الوطنى والقيادات الطائفية .

    ان تحالفات قرنق هذه ؛ ومع تحقيقها لنتائج تكتيكية مؤقتة ؛ من فتح المجال له وسط بعض الاطراف الاقليمية العربية ؛ وكسر بعض الحواجز فى صورته امام العقلية الشمالية ؛ الا انها تواجه بالفشل وانعدام اى نتائج على المستوى الاستراتيجى ؛ وهى من الجهة الاخرى تهدم من اساس مصداقيته عند طرفين مهمين فى اللعبة السياسية ؛ وهما القوى الجنوبية والجماهير الجنوبية التى لا تثق فى الحركة السياسية الشمالية عموما ؛ و القوى التقليدية خصوصا ؛ والقوى الجديدة فى الشمال والتى كانت تنظر الى الحركة الشعبية كحليف طبيعى فى معركتها من اجل سودان جديد ؛ والتى تصدمها تحالفات قرنق مع الاطراف المسئولة عن الازمة السودانية ؛ من القادة الطائفيين بالامس؛ ومؤسس ومهندس النظام اليوم . ان قرنق بتغليبه للبرامجى على المرحلى ؛ والتكتيكى على الاستراتجى ؛ قد ذهب فى ميكافيليته ومذهبه النفعى الى حدوده القصوى ؛ عندما وقع اتفاقا للتفاهم مع الرجل المسئول عن كل مآسى السودان فى العقد الاخير ؛ والملطخة يداه بدماء عشرات الالاف من الجماهير الجنوبية البريئة .

    الترابى من جانبه ؛ لم يخف يوما نفعيته واساليبه الانتهازية واللامبدئية فى العمل السياسى ؛ وفى سبيل ذلك لم يتورع عن نحت وتطبيق مصطلحة الشهير عن فقة الضرورة ؛ والذى يعرفه البعض فى صورته الاوضح ؛ وهى ان الغاية تبرر الوسيلة . الا ان الغاية عند الترابى هى السلطة ولا شى غيرها . ان الرجل الذى تحالف مع النميرى وانكسر تحته ؛ وخلق البشير ودخل السجن بقرار من نفسه ؛ لا يستغرب ان يدخل فى حلف اليوم مع جون قرنق ؛ وان يتبادل الحوار ويدعو الى التنسيق مع الحزب الشيوعى . ان فشل الترابى فى تحطيم الآلة الحكومية التى خلقها بنفسه ؛ والنظام الذى اقامه بساعدية ؛ من اجل اشباع نرجسيته المتاصلة ؛ وطموحه الطاغى الى السلطة والظهور ؛ سيقوده حتما الى التحالف مع الشيطان نفسه ؛ وفى ذلك لا جديد ؛ لمن يدرك طباع هذه الشخصية المخاتلة والمغامرة ؛ وتضخم الذات فى هذا التكوين المليئ بالعقد والتناقضات .

    استنادا على السابق ؛ فليس من المستغرب ان تاتى مذكرة التفاهم ممعنة فى العمومية ؛ خالية من اى قراءة نقدية للتجربة السياسية السودانية ؛ وان تركز على البديهيات ؛ من الاشارة الى التعدد الثقافى والدينى والعرقى فى السودانى ؛ والعموميات ؛ من شكل اقامة الدولة على اساس المواطنة . كما يظهر قصر التحليل السياسى ؛ فى ربط احادية النظام بقرارات الرابع من رمضان ؛ واخلاء جناح الترابى من مسؤليته السياسية والجنائية عن كل ما تم قبل الرابع من رمضان . ان البند ذو المعنى الوحيد هو ذاك الذى يتحدث عن توحيد الجهود فى معارضة النظام ؛ وهنا تنازل من الحركة الشعبية حينما وافقت على صيغة المعارضة السلمية ؛ بدلا ان تقر المعارضة بكل الوسائل ؛ وهى ما هى من كونها تنظيم عسكرى فى المقام الاول . ان اتفاق التفاهم والذى صور كجبل من الناحية السياسية ؛ لم يتجاوز كونه فارا من الناحية الفكرية والعملية .

    ان مختلف دفاعات قادة الحركة الشعبية عن مذكرة التفاهم ؛ بما فيها لقاءات ياسر عرمان ومنصور خالد الصحفية ؛ لا تعدو كونها لعبا على الذقون ؛ فى تصويرها للاتفاق كمدخل للسلام ؛ وفى بحثها عن تغييرات فعلية فى فكر ومواقف الترابى ؛ الامر الذى لا يجد اسناده حتى قى نصوص المذكرة اياها . انها اذن فى المقام الاول ؛ دفاع هزيل عن لا مبدئية الحركة الشعبية ؛ وتطوير لمختلف الحيل التى تسوقها الحركة الشعبية لتبرير مواقفها المتناقضة ؛ وانعدام المبدئية فى قرارتها ؛ والطابع العشوائى والمرحلى لتحالفاتها وتكتيكاتها .

    من الجهة الاخرى ؛ فان انصار الترابى ؛ والترابى شخصيا ؛ يبدون تمسكا مرضيا بالمذكرة المذكورة . وفى ذلك يجب الا يلاموا ؛ فهم يتمسكوا بها طالما حققت اهدافها الآنية ؛ وسيرموها كالنواة حالما تتغير الحالة السياسية . ان الترابى بعد فشل انتفاضتة الاسلامية ؛ قد سعى لاستفزاز البشير وجناحة ؛ آملا فى تصعيد الصراع . وقد كان . ان اعتقال الترابى الجديد يقدم له تبييضا لوجهه امام اى انتفاضة قادمة ؛ فى نقس الوقت الذى لم يتنازل فيه عن برنامجه الاسلاموى . الا ان الترابى فى نفعيته هذه قد تجاوز الخطوط ؛ حينما غامر بكل ما ظل يردده عن قرنق ؛ وكل ميراث حركته " الجهادى " من اجل حلف لن يعمر فوق خريف واحد .

    ان الترابى طول العام الاخيرقد كان يستخدم مجموعة من الخطابات المتناقضة لاكتساب الدعم فى صراعه مع البشير ؛ اعتمادا على طبيعة الجمهور المخاطب ؛ والخطابات هى :

    · خطاب اسلامى متطرف ؛ يعتمد على خيانة البشير للمبادى ؛ وانكساره امام الضغوط العالمية والاقليمية ؛ وهذا الخطاب كان موجها لكوادر وقاعدة الحركة الاصولية ؛ وبدرجة ما للحركة الاصولية العالمية .

    · خطاب اصلاحى يركز على قضايا الفساد فى الحكومة ؛ وعلى توسيع الحريات الديمقراطية ؛ وهو خطاب موجه الى الجماهير الشعبية من غير قاعدة الحكم ومؤيديه ؛ والى اطراف المعارضة .

    · خطاب موجه الى الخارج الاقليمى والعالمى ؛ بركز فيه على البحث عن المساومة ؛ وتبييض وجهه امام القوى الخارجية المؤثرة ؛ والتى احترق امامها بصورته كمتطرف اصولى .



    ان التحالف مع قرنق يصب فى اطار الخطابين الثانى والثالث ؛ وهذا يؤدى بالضرورة الى نقض الخطاب الاول . الا ان الترابى محترق فعليا امام الراى العام السودانى غير الاصولى ؛ وامام القوى الخارجية ؛ وكان مجال الدعم متاحا له فقط وسط القوى الاصولية الداخلية والخارجية ؛ وها هو قد استفزها الآن بتحالفه مع قرنق ؛ رمز كل ما هو معاد للاسلام فى نظرهم ؛ وكما صوره الترابى شخسيا لاكثر من عقد ونصف ؛ ولم يتبق له من التاييد الا حفنة من المهووسيين ؛ ممن يعبدوه شخصيا دون الله ؛ فهل يستطيع هذا الرجل المغامر ان يخرج من المازق الذى اوقع نفسه فيه ؛ والعزلة الى ضربها على مشروعه ؟ ام سيكون هذا الاتفاق بداية النهاية له ولحركته ؟ ان هذا يعتمد فى المقام الاول على الاطراف الاخرى من فوى النظام والمعارضة ؛ وقدرتها على الحركة والفعل ؛ مما سنتناول بعضا منه فى الفقرات القادمة .
                  

07-20-2003, 01:18 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: Abdel Aati)

    اتفاق الصادق –الميرغنى
    الهجوم المضاد للسيدين واعادة الحلف التاريخى :
    كان الرد على اتفاق الترابى – قرنق سريعا ؛ فى سلسلة الاتفاقات الثنائية ؛ بتوقيع ما سمى بنداء السودان ؛ بين "السيدين " ؛ الصادق المهدى ومحمد عثمان الميرغنى ؛ والذى شكل هجوما مضادا لقادة الطائقتين السودانيتين ؛ واعادة لحلفهم التاريخى ؛ والذى ظن البعض انه قد اصبح جزءا من التاريخ ؛ ليعود باشد ما يكون ظهورا .

    ان التوقيع على هذا الاتفاق ؛ قد جاء متسقا مع الازمة التى يعيشها هذان القائدان الطائفيان؛ والتى ذكرنا جزءا منها فى تحليلات سابقة . ان الصادق المهدى الذى فشل فى تحقيق اى من اهدافه بعد الرجوع الى الخرطوم ؛ وبعد قطع علاقاته مع التجمع ؛ قد اصبح محاصرا ضمن حدود ضيقة يرسمها له النظام ؛ او قل يرسمها هو شخصيا لنفسه ؛ ويستغلها النظام ويكرسها . اما الميرغنى فقد فؤجى تماما بتوقيع حليفه قرنق ؛ مع عدوه الترابى ؛ مذكرة للتفاهم من خلف ظهره . واذا كان الحليف الرئيسى للميرغنى بعد انسحاب الامة من التجمع قد كان قرنق ؛ واذا كان خط المشاحنات والعداء بين الامة والتجمع قد دار بين الصادق وقرنق ؛ فى حرب رسائلهم المشهورة ؛ فان القرار الطبيعى للميرغنى والمهدى قد كان اعادة حلفهم التاريخى ؛ فى محاولة لتكبير كومهم ؛ وانقاذ ما يمكن انقاذه من بنية العلاقات القديمة والنفوذ القديم ؛ المهددة من اطراف عدة ؛ فى فسيفساء السياسة السودانية .

    ان هذا الاتفاق ؛ قد شكل صفعة قاسية لاولئك الذين زعموا بحدوث تغييرات فى سلوك وممارسات ومفاهيم القيادات الطائفية فى السودان ؛ وممن حلموا بان يقودهم الصادق تارة ؛ والميرغنى تارة اخرى ؛ الى بناء السودان الجديد . ان الاتفاق الحالى يوضح ان الحلف بين القادة الطائفيين استراتيجى ؛ والمنافسة بينهم عابرة . و ان ما يجمع قيادة الصادق والميرغنى ؛ من وحدة المصالح ؛ وتطابق البرامج ؛ وقسمة الجماهير والبلاد على اسس طائفية بين بيتيهما ؛ لهو اكبر بما لا يقاس مما يفرق بينهم من طموح الرئاسة ؛ وها نحن على مشارف القرن الحادى والعشرين ؛ نذبح السياسة على اعتاب القداسة ؛ وها قد عادت العرجاء الى مراحها ؛ وحليمة الى سيرتها القديمة ؛ واثبت المثل الشعبى صحته وحكمته ؛ من فوق رؤوس اصحاب المذاهب العلمية ؛ وعلماء السياسة الحديثة ؛ ممن عللوا انفسهم والآخرين ؛ بامكانية حدوث تغيير ما ؛ فى مواقف رموز وحراس القديم والتخلف ؛ ومن امكانية بناء ديمقراطية ما ؛ بالتعاون مع اوتوقراطية طائفية لا ياتيها الحق من بين يديها ولا من خلفها؛ و لا يشكل الالتزام بمبدا ما ؛ غير مصالحها الضيقة ؛ اى قيمة معنوية او سياسية لقادتها .

    ان قراءة جد سريعة فى متن نداء السيدين ؛ توضح قصوره عن كل مقررات التجمع الوطنى الديمقراطى ؛ وتراجعه حتى عن الحدود الانهزامية والاستسلامية التى يطبل لها الصادق المهدى . فالنداء يبدأ برفض وادانة مجمل العمل المسلح ؛ دون ان يفرق بين الحرب العدوانية التى يشنها النظام ؛ والمقاومة العادلة التى تقوم بها فصائل المعارضة الوطنية . ان هذا الموقف من المهدى لا يثير استغرابنا ؛ وهو الذى سرح قواته ؛ بل وجعل بعضها تحارب ضد رفاق الامس ؛ كما تم فى معركة كسلا؛ فى اطار خطه التصالحى مع النظام . الا ان ما يثير العجب توقيع الميرغنى على بند كهذا ؛ وهو رئيس التجمع الوطنى ؛ والذى تخوض قواته معارك باسلة ؛ ضد تحرشات النظام وحملاته العدوانية ؛ والتى لا تزال قوات حزبه الاتحادى ؛ قوات الفتح ؛ وان بصورة نظرية ؛ فى حالة حرب مع النظام . ان موقف الميرغنى هنا يتناقض مع مقررات مؤتمر مصوع الاخير ؛ والذى اجاز ضمن تكتيكاته لمواجهة النظام مبدا المعارضة المسلحة . ان الميرغنى بذلك يناقض مقررات المؤتمر التى وقع عليها بنفسه ؛ وقرارات التنظيم الذى هو رئيسه .

    فى هذا الاطار ؛ فان عدم اشارة اتفاق السيدين ؛ ولو لمرة واحدة ؛ للتجمع الوطنى او مقرراته ؛ تبدو مفهومة ومنسجمة مع السياق العام للترتيب الجديد ؛ فى بعث الحلف الطائفى الثنائى التليد ؛ والذى لا يحتاج الى التجمع الوطنى لاسناده ؛ و لا لمقررات اسمرا او مصوع لتبريره . ان عدم الاشارة الى مقررات التجمع انما تشكل اشارة واضحة لتراجع القادة الطائفيين عما وقعوه من التزامات ؛ حول طابع الدولة ؛ ومستقبل نظام الحكم فى السودان ؛ وضرورة اصلاح البنية السياسية فى السودان . وعودة مرة اخرى الى البرنامج التقليدى فى معاملة قضايا البلاد ؛ اذا كان من الممكن اطلاقا اعتبار ذلك برنامجا ؛ من اعادة تاسيس النظام الديمقراطى الطائفى ؛ وتكريس التعالى القومى والثقافى ؛ وتهميش قوميات باكملها ؛ وعدم الاهتمام بالتنمية وتطور البلاد ؛ النهج الذى انتج الكارثة فيما مضى ؛ والذى سيقود اليها حتما فى المستقبل ؛ اذا ما صار له الانتصار .

    ان اتفاق السيدين من الجهة الاخرى ؛ ياتى استجابة لمطالب القوى الاقليمية ؛ والتى تبحث عن حل تصالحى فى السودان ؛ يخفف من غلواء النظام ؛ دون ان يهدد السيطرة العربية – الاسلامية فى السودان . ان اتفاق الترابى – قرنق قد كان صدمة لبعض هذه الاطراف ؛ باعتبار ان قرنق يركز على البعد الافريقى للسودان ؛ والترابى مغامر لا يحرص على علاقات السودان العربية ؛ وبه توجهات ايرانية اممية واضحة ؛ وافق افريقى لسياساته الاسلامية ؛ الامر الذى يجعل لحلفهما نتائج جد خطيرة على بنية السودان الاجتماعية ؛ وتوجهاته العالمية . ان واقع انعقاد اجتماع السيدين فى مصر ؛ وليس فى اريتريا او يوغندا او احد الدول الاوروبية ؛ يحمل ما يحمل من الدلالات ؛ حول اهمية هذا البعد الاقليمى والخارجى .
                  

07-20-2003, 01:20 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: Abdel Aati)

    مصير التجمع الوطنى الديمقراطى
    وضرورة وحدة قوى السودان الجديد :
    ان مصير التجمع ومستقبله الى زوال . هذا ما يبدو من قراءة جد محايدة لمتن وهوامش الاتفاقات الثنائية الاخيرة . ان واقعة توقيع السكرتير العام للتجمع ؛ السيد باقان اموم ؛ على اتفاق مع احد اعداء التجمع الاساسيين ؛ حسن الترابى ؛ وواقعة توقيع رئيس التجمع ؛ على اتفاق مع احد خصوم التجمع الرئيسين ؛ الصادق المهدى ؛ انما يوضح انعدام الوحدة والانسجام فى صفوف هذا التنظيم . انه من المثير للانتباه ؛ انه لا سكرتير التجمع ولا رئيسه ؛ قد ناقشا امر هذه الاتفاقيات مع شركائهم وحلفائهم فى التجمع .

    ان بعض احزاب التجمع قد اقامت الارض ولم تقعدها ؛ حينما وقع مبارك الفاضل ؛ وهو وقتها سكرتير عام التجمع ؛ اتفاقية نداء الوطن فى جيبوتى ممثلا لحزب الامة ؛ بدعوى انه كسكرتير للتجمع ؛ لا يملك ان يوقع اتفاقات بصفته الحزبية ؛ دون تنسيقها مع التجمع . وها هى الان نفس هذه الاحزاب تقبع ساكنة صامتة ؛ حينما يوقع رئيس تجمعها وسكرتيره العام ؛ اتفاقات لا تمت لمقررات التجمع بصلة ؛ ولم يتم التنسيق معهم بشانها ؛ بل وتمت دون علمهم ومن وراء ظهرهم .

    ان واقعة الاتفاقات الثنائية الاخيرة ؛ توضح ان اللاعبين الاساسيين وسط قوى المعارضة ؛ لا يحترموا تعهداتهم والتزاماتهم تجاه حلفاؤهم فى التجمع الوطنى ؛ وانهم يبحثون عن حلول ثنائية او فردية ؛ والتى غالبا ما تتناقض مع التزاماتهم السابقة ؛ وغالبا ما تكون ذات طابع حزبى صارخ .

    اننا ولادراكنا بالطبيعة الحربائية واللامبدئية للاحزاب الطائفية ؛ وطبيعة تكوينها الفكرى المتخلف ؛ وبنيتها القائمة على ارادة زعيم الطائفة الفرد ؛ قد زعمنا ان هذه الاتفاقات المتعددة التى وقعت عليها فلى اطار التجمع ؛ قد كانت ذات صفة مؤقتة . بل وكنا ندرك ان طبيعة تحالفهم مع قوى الجديد ذات طابع مؤقت ولا مبدئى ؛ وها ان الايام تثبت صحة تحليلاتنا ؛ فى خروج حزب الامة اولا من صفوف التجمع ؛ وسير الميرغنى الان فى نفس الاتجاه .

    ان ما يبدو من سير الحركة الشعبية فى نفس الاتجاه ؛ من الخروج على المواثبق ؛ والدوس على المبادى ؛ انما يضع موضع الشك ؛ كل شعاراتها المعلنة عن السودان الجديد ؛ ويشير الى انها اما قد تحولت الى قوة تقليدية ؛ تبحث عن اقتسام السلطة مع "السادة " والكبار ؛ من سدنة السودان القديم ؛ او انها حركة تائهة ؛ تبحث عن الفعالية وعن حلفاء اقوياء ؛ دون ان تنتبه الى ضياع الاستراتيجى فى متاهة التكتيكات المرحلية ؛ او انها حركة عسكرية تحارب من اجل الحرب ؛ ولمصالح مادية او ذاتية لقيادتها ؛ وغير حريصة هى على ايجاد حل جذرى للمشكل السودانى ؛ وتوقع مع من شاء ما شاء من الاتفاقات ؛ شرط ان يدعم مسيرتها العسكرية ؛ وقيادتها الفردية .

    ان الخاسر الاكبر فى هذه اللعبة هى قوى السودان الجديد ؛ او القوى الجديدة ؛ والتى انضوت طويلا تحت جناح القادة الطائفيين ؛ او تحت بندقية جون قرنق ؛ عسى ان تبنى حلمها الموهوم عن جبهة موحدة لقوى المعارضة تطيح بالنظام . ورضيت ان تجمد برامجها وتعطل شعاراتها وتؤخر وحدتها ؛ من اجل استمرار هذة الجبهة ؛ وبغرض الاطاحة بالنظام . وها هى الان بعد ان زالت الغشاوة عن اعينها ؛ تجد نفسها مهمشة ومبعثرة على الساحة السياسية ؛ المحلية والعالمية ؛ فلا هى انجزت وحدتها ؛ ولا هى اعلنت برامجها ؛ ولا بقى حلفها الجديد وجبهتها العريضة مع الطائفيين ؛ ولا اطيح بالنظام .

    ان الاتفاقات الاخيرة من الجهة الاخرى ؛ سواء كانت اتفاقية الترابى – قرنق ؛ او الميرغنى – المهدى ؛ انما تكشف للجماهير وللقوى الوطنية انعدام المبدئية فى رموز الساسة السودانيين التقليديين ؛ وتعطى المجال واسعا لبروز قيادة جديدة ؛ توحد القوى الجديدة ؛ وتبنى مركزا جديدا للعمل السياسى ؛ قائما على وحدة الهدف والبرامج والتكتيكات ؛ وعلى الشفافية فى العمل السياسى ؛ والديمقراطية فى ادارة المؤسسة التنظيمية ؛ والتجديد فى مجال الافكار والطروحات ؛ اى باختصار ؛ بناء وحدة قوى الجديد ؛ تحت برنامج للتغيير والتجديد ؛ وببنية تنظيمية موحدة ؛ وقيادة وطنية شابة وجديدة ؛ ديمقراطية وفعالة ؛ مرتبطة بالجماهير ؛ وملتزمة بتعهداتها .

    ان وحدة قوى الجديد قد اصبحت ضرورة لا مفر منها ؛ اذا ما ارادت هذه القوى ان تخرج من واقع التهميش والتشظى ؛ واذا ارادت ان تعامل بجدية من قبل الاطراف المحلية والاقليمية والعالمية ؛ وان تعامل باحترام من قبل جماهير الشعب عموما ؛ وتلك القطاعات الناشطة اجتماعيا وسياسيا من القوى الجديدة التى تمور بها الحياة السودانية .

    ان واقع اطلاق قوة ما على نفسها صفة الجديد ؛ لا يغير من طابعها اذا لم تلتزم بذلك فى شعاراتها المعلنة ؛ وبرامجها المطروحة ؛ وتحالفاتها العملية . اننا بذلك ننظر بعين الشك والارتياب ؛ الى تلك القوى التى تغيب شعارات التغيير؛ وتطمس برامجها فى وحدة زائفة مع قوى القديم ؛ وتهرب من بناء وحدة قوى الجديد ؛ وتحاول عبثا تخدير الجماهير وطمس وعيها عن واقع الازمة ؛ وتبحث عن مؤطى قدم لنفسها بالتحالف مع هذا الطرف الطائفى او ذاك ؛ او هذا الجناح من اجنحة السلطة ؛ بدلا من الاعتماد على الجماهير ؛ والتحالف مع غيرها من قوى الجديد . ان واقع الحال يكشف ان قيادة كل من الحركة الشعبية لتحرير السودان ؛ والحزب الشيوعى السودانى ؛ قد سارت فى هذا النسق ؛ ويبقى تصنيفهما ضمن قوى الجديد مشكوكا فيه ؛ حتى حدوث تغيير جذرى فى مواقفهما وتكتياتهما .

    اننا ندعو كل قوى التغيير ؛ وكل القوى الجديدة ؛ سواء تلك التى كانت فى صفوف التجمع ؛ او تلك التى كانت خارجه ؛ الى بناء وحدتها ؛ وتاطير نفسها فى تنظيم واسع وطنى ؛ موحد وفعال ؛ قادر على تقديم البديل عن كل اجنحة السلطة ؛ وعن قوى القديم من قادة الحلف الطائفى ؛ كما هو راغب وقادر على منازلة النظام وهزيمته ؛ وعلى المنافسة والوصول الى السلطة فى اطار العملية الديمقراطية فى المستقبل .

    ان القوى التى تزعم انتمائها الى القوى الجديدة ؛ وتلك التى تتمسك بمقررات اسمرا ؛ وتلك القوى الجذرية فى معارضتها للنظام ؛ وفى محاسبة مجرميه ؛ مدعوة الى تاطير كل دعواتها فى شكل جديد ؛ لا يدع مجالا للتناقض ؛ ولا يوجد فيه مكان للانتهازيين من سدنة السودان القديم . ان مقررات اسمرا ؛ وغيرها من انجازات المعارضة الوطنية ؛ معرضة الى ان تضيع هدرا ؛ اذا لم تجد اطارها التنظيمى ؛ والقيادة التى تتمسك بها ؛ وتناضل من اجلها . كما ان تضحيات منتسبى المعارضة ؛ وشهداء الكفاح ؛ معرضة الى ان تذهب ادراج الرياح ؛ اذا ما تم الاستسلام لمناورات القادة الطائفيين ؛ ومن يدعموهم من القوى التى تدعى انتسابها للجديد .

    ان الجماهير الوطنية ؛ والقوى الفاعلة اجتماعيا وسياسيا وسط جماهير شعبنا ؛ وابناء القوميات التى همشت طويلا ؛ وجماهير المناطق المحررة التى قدمت النفس والنفيس ؛ تطلعا من اجل سودان جديد ؛ تتنتظر بخليط من اللهفة والياس ؛ بزوغ ذلك اليوم الذى تجد فيه تعبيرها السياسى والتنظيمى موحدا ؛ وبديلها الوطنى متبلورا ؛ ونضالها غير مهدد بالضياع ؛ وقضيتها غير قابلة للتمييع ؛ فهل آن وقت تحقيق ذلك الحلم الغالى ؛ والامل المرتقب ؟

    عادل عبد العاطى
    7 ابريل ‏2001‏‏
                  

07-20-2003, 01:51 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: Abdel Aati)

    أخي الأستاذ عبدالعاطي : لك التحايا و الإحترام بما يليق بشخصك الهميم و الحريص عى تراب و وحدة الوطن الحدادي مدادي.
    و بعد
    هل تذكر تلك النكتة في السبعينات :
    أحد رؤساء الأحزاب ، لامه أعضاء مكتب حزبه بأن الحزب الفلاني متفوق عليهم في شعبيته لأن رئيس ذلك الحزب يجامل الشعب في كل صغيرة و كبيرة ، لذا لا بد أن يجامل بطريقة إنشرارية أكثر.
    لذا و عندما سمع بأول زول مات في منطقته ، درع جلابيتو و لف عمتو و لفح شالو و تقلد عصاه، و كان أول الناس الشايلين الفاتحة. و إستغرب ليه رئيس الحزب التاني ما جا. أها لما راح المقابر مع ناس البكا ، لقى رئيس الحزب التاني بيدق في الطوب و هو ( معطون بالطين و التراب ).
    لا شك أنك سمعتها.
    نفس أسلوب الأحزاب إلى الآن بس بطريقة أخرى. فكل هذا الزخم من الإتفاقات التي لا تروي عطشانا و لا تجدي فتيلا ، كلها تصب في خانة المكسب الحزبي الضيق. فهي لا تقوم على قاعدة حزبية ناهيك عن أنها ليست ترجمة لمطالب الشعب ، فكيف تنجح مثل هذه المبادرات.
    أيام سوار الدهب ، بحت الأصوات تنادي قرنق أن أركب معنا سفينة الديمقراطية ، فقال لا ، سأطلع على جبل النضال حتى الإنفصال و الذي سيعصمني من طوفان مايو تو. و هاهو يتباكى على الديمقراطية.
    عفوا للتسمية ، و لكن كل أحزابنا بلا إستثناء أحزاب بنودها المعلنة شكل ، و بنودها السرية تخرج للعلن منذ أول يوم تتقلد فيه مناصب وزارية ، و ذاكرتك أخي عادل ذاخرة بالأمثلة.
    أليس غريبا أن يضع قرنق يده في يد الترابي ؟ و بالأمس القريب قالوا في بعضهما ما لم يقله مالك في الخمر، حتى تأكدنا أنه لا تلاقي. و لكن ( كيتن ) في البشير ، ممكن كل شي يصير.أما السودان ، فهو في ذيل الإهتمامات.
    المكايدة السياسية في السودان من مقومات كل الأحزاب قاطبة.
    خلاصنا هو تخلصنا من هذه الأحزاب. لا بد من دماء جديدة ، و هناك الألوف من أبناء السودان المخلصين الذين لا ينتمون إلى أي حزب. فكيف السبيل لإعطاءهم الفرصة.؟
    تسلم عادل.
                  

07-20-2003, 03:04 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: ابو جهينة)

    الاخ جلال

    تحية طيبة

    اللامبدئية ؛ والانتهازية السياسية ؛ وشخصنة القضايا العامة؛ والتعيش علي قتات الفكر ؛ والحنث بالوعد ؛ وعبادة الاشخاص ؛ والمحسوبية ؛ والاسرية ؛ والتشدق باسم الجماهير مع احتقارها الفعلي ؛ هو السمة السائدة في الغالبية العظمي من احزابنا وقياداتنا

    ماساة النظام السياسي السوداني؛ تكمن في نظامه الحزبي المتهاوي؛ وقادته الاقزام ؛ الذين يريدوا ان يحكموا شعبا عملاق؛ وحاشاه للقزم ان يطوع ويحكم عملاقا

    لن يتطور السودان ولن يتحقق فيه الاستقرار ؛ ما دامت هذه احزابه وقياداته ؛ وما دامت تلقي التبرير والدعم من المثقفين والمتعلمين

    اما الشعب؛ فقد اثبت جدارته الف مرة ؛ ولكنهم عن قضاياه منصرفون

    لك الود

    عادل
                  

07-20-2003, 03:22 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: Abdel Aati)

    الأخ الفاضل عادل
    تحياتي
    وشكرا جزيلا لتسليط الضوء على خطورة ثنائية الحلول، وهنا لابد من اذكر حدث منذ يومين فقد سمعت تعليقا لأحد رموز النظام وتعليله لرفضهم مسودة الاتفاق النهائية الأخيرة لأنها تكرس للإنفصال وتقسم الوطن على اساس شمال وجنوب ...الخ
    والقول مردود لرياك قاي رئيس مجلس تنسيق ولايات الجنوب ونائب البشير الجنوبي
    ألم يكن بروتوكول مشاكوس في يوليو 2002 تكريسا للإنفصال وتقسيم السودان على اساس شمال تشريعه بالشريعة الاسلامية وجنوب خالي منها!! ألم تبح اصوات كل القوى السياسية ومنذ 93 بأنه يجب إيجاد حل "شامل" للمشكلة السودانية؟
    لماذا لم يسمع احدا هذا واصبح كأنه اكتشاف جديد بأن حل المشكلة السودانية تسير في طريق الحل الثنائي الجزئي؟
    عموما يا عزيزي انا أؤمن بأنه في السياسية كما في الحياة "لا يصح إلا الصحيح" وسيظل مشوار مشاكوس معوجا مرفوضا إلا ان يصحح.. ليس بتغيير الوثيقة الأخيرة حسبما تتمنى الجبهة الاسلامية.. ولكن بأن يشمل التفاوض الاطراف المتجاهلة، وان تشمل الوثيقة بقية مشاكل السودان وهموم ابنائه وليس نسبة البشير أو قرنق او من يخلفهما
                  

07-20-2003, 04:22 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: Raja)

    الاستاذة رجاء العباسي

    تحية لك وعميق احترام

    احب في البداية ان اشكرك علي جهدك التوثيقي لمنعرجات السياسة السودانية؛ ومتابعتك الدقيقة والتي تشكل لي نموذجا لامانة القلم الصحفي والتزامه جانب الحقيقية والعدالة والبسطاء من الناس

    الاتفاقات الثنائية مصيرها الي الفشل؛ وكذلك الثلاثية ؛ واي اتفاقات لا تتعرض للازمة في شمولها ؛ وتشستبعد بعض الاطراف ؛ وتتم في سرية ومن وراء الشعب؛ سوف تنتهي الي مزبلة التاريخ

    اتمني يوما ان توثقي لنا في كتاب؛ منعرجات هذه المفاوضات ؛ وما تيسر لك من المعارق ؛ في دهاليز السياسة السودانية

    مع تقديري العظيم

    عادل
                  

07-20-2003, 08:56 PM

safwan13


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: Abdel Aati)

    تحليل عميق با استاذ
                  

07-21-2003, 00:10 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: safwan13)

    شكرا يا اخي صفوان
    وما اشبه الليلة بالبارحة

    عادل
                  

07-21-2003, 02:38 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: Abdel Aati)

    العزيز الفاضل عادل
    وفي ظل هذه الصورة الغائمة لسلام وطننا.. تتحرك الانقاذ هنا وهناك عسى ولعل ان تظفر بموالين جدد.. اتصالاتهم محمومة بحزب الأمة "رئيسه" بالتحديد، يريدون ان يتنازلوا عن خلافات ثنائية ليضمنوا حلفاء للفترة العصيبة القادمة والتي يتوفع ان تجيب على تساؤل شكسبير: يكونوا او لا يكونوا
    عرفت ايضا انهم بصدد تقريب الهوة بينهم وباقي الاحزاب والفصائل الشمالية، بطريقة ثنائية ايضا وما علينا الا توقع الفشل لك تلك التحركات لأنها ما زالت تنظر للأمور الأساسية بشكل سطحي اناني.. وشخصي
                  

07-21-2003, 03:00 PM

msd


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: Raja)

    I strongly recommend that, we must think of new Political Parties, which are realy related to people, all the our politician are selfish and just think how to maximize their profit and no concern of Sudanese Sufferness

    (عدل بواسطة msd on 07-21-2003, 03:24 PM)

                  

07-22-2003, 11:38 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: msd)

    العزيز م س د

    اتفق معك تماما
    ليس احاب جديدة فحسب؛
    وانما قيادات جديدة وتفكير سياسي جديد

    عادل
                  

07-22-2003, 11:35 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: Raja)

    الاستاذة رجاء

    لا استغرب ان يقبل الصادق بالصفقة؛ فما كان توقيعه علي اعلان القاهرة الا اشارة مرسلة الي اهل النظام

    في ظل اللامبدئية التي تحكم السياسة السودانية؛ فاني لا استغرب اغرب التحالفات واشدها تناقضا؛ فقد ظن ساستنا انهم يمكن ان يسالوا الناس عما يفعلوا ؛ وهم لا يسالون

    ولكن هيهات

    عادل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de