|
Re: شيمبورسكا شاعرة السخرية والتناقض – ابراهيم ميرغني (Re: Abdel Aati)
|
شيمبورسكا شاعرة السخرية والمتناقضات
طلب عزيز تقدم به الصديق النابه عادل عبدالعاطي للكتابة والاجابة والحوار حول المشهد الثقافي البولندي؛ حاضرا ومستقبلا. وبما اني من هواة الشعر؛ فقد طلب مني الاخ عادل ان اعيد كتابة مخطوطة قديمة عن الشاعرة البولندية <<فيسوافا شيمبورسكا>>؛ بمناسبة مرور 80 عاما علي مولدها؛ وذلك لتعريف القاري العربي او المقيم ببولندا علي هذه الشاعرة الفذة.
ولان الشاعرة مقلة في انتاجها الشعري عموما؛ وليست معروفة بشكل كبير علي المستوي العربي؛ سوف اركز علي التعريف بها وبانتاجها الشعري وانجازاتها في حقل الكتابة والادب في بولندا؛ بما في ذلك حصولها علي جائزة توبل للآداب عام 1996. الشكر موصول هنا للصديق الشاعر الدكتور: هاتف الجنابي لاسهاماته الفذة والمتفردة في ترجمة شعر شيمبورسكا للعربية؛ والتي سوف نستعين بها كنماذج ملحقة بالمقال.
ولدت شيمبورسكا عام 1923 في غرب بولندا؛ ومنذ العام 1931 تعيش في مدينة كراكوف. درست الادب البولندي والسوسيولجيا – علم الاجتماع – في جامعة كراكوف. نشرت اول قصائدها عام 1945؛ وصدر ديوانها الاول << لماذا نحيا>> في عام ....؛ واخر عمل لها يتوزع ما بين النثر والشعر والخواطر صدر في مايو المنصرم من العام الحالي بعنوان << دوزنات للاطفال الكبار>>. اضافة الي كتابة الشعر كتبت شيمبورسكا كناقدة وترجمت من الفرنسية ؛ وكانت لقترة طويلة مسؤولة عن قسم الشعر في مجلة الحياة الادبية.
لم تكن شيمبورسكا معروفة كثيرا للعالم؛ قبل فوزها بجائزة نوبل؛ رغم انها حصدت جائزتين عالميتين من قبل؛ هما <<جائزة غونه>> في عام 1991؛ و<<جائزة هيردر>> عام 1995. ولذلك عندما اعلنت لجنة التحكيم لجائزة نوبل في عام 1996؛ عن فوز الشاعرة شيمبورسكا بجائزة نوبل للآداب؛ عمت الدهشة في الاوساط الادبية. فالشاعرة قد صدر لها حينذاك حوالي 15 مجموعة ؛ ضمت مائتي قصيدة كتبتها خلال 50 عاما. منح الجائزة لشيمبورسكا اوضح ان الشعر لا يزال مهما؛ وان النوعية لا الكمية هي الاساس في العملية الابداعية.
تعد شيمبورسكا شاعرة مقلة؛ وهي انسانة متواضعة ولا تحب الاضواء. وقد قالت اثر سماعها نبأ حصولها علي جائزة نوبل " انني مشدوهة؛ مندهشة؛ مقدرة؛ ومذعورة في آن. لقد كنت اكتب قصيدة حينما سمعت الخبر بالراديو. بعدها انهالت علي التهنئات. لا ادري كيف اتصرف بمبلغ الجائزة؛ سوف افكر في ذلك ؛ ولكن ليس هذا مهما؛ ان اهم شي عندي هو الصداقة وليست النقود". مع ذلك التواضع والبعد عن الاضواء؛ فقد ترجم شعرها الي عدة لغات؛ وهي معروفة في بلادها؛ حيث تدرس قصائدها في المدارس؛ وتتمتع باحترام الوسطين النقدي والشعري علي السواء.
تعيش شيمبورسكا حاليا في شقة متواضعة في مدينة كراكوف؛ بعد موت زوجها الشاعر<<كارول فيلبوفيتش>>؛ وحيدة بلا عائلة او اطفال. هذا الامر شكل لها باعثا وموضوعا للكتابة؛ لذا جاء في حيثيات لجنة التحكيم لجائزة نوبل ما ياتي:"ان شعر شيمبورسكا يتسم بالسخرية الدقيقة؛ التي تكشف عن القوانين البيولوجية والفعاليات التاريخية في مقاطع الواقع البشري."
لقد تجاوز شعر شيمبورسكا معوقات العزلة والتحقير؛ الي عالم خطاب شعري اصطلح النقد العربي القديم علي تسميته ب<<السهل الممتنع>>. انها شاعرة مفكرة تعبر عن الناس والاحداث باسلوب يتسم بالسخرية؛ وهي ايضا شاعرة المتناقضات علي صعيد الحالة الانسانية والبنية الشعرية. عندها الافكار والمشاعر تتناطح وتتشابك فلا تلتقي ولا تفترق. انها تبتعد عن الوعظية والحذلقة الشعرية؛ فقصائدها صافية ذكية متماسكة فنيا وفكريا؛ بل ويصعب حذف او تجاهل اي كلمة او سطر من قصائدها.
في اثناء قراءة اشعار شيمبورسكا ؛ علي القاري ان ينتبه لمشاعر السخرية واستخدام المتناقضات في شعرها؛ لانها تبدو للوهلة الاولي عسيرة الفهم والاستيعاب؛ او ان الفكر قد غلب علي المشاعر. فضلا عن ذلك فان اشعار شيمبورسكا تمتاز بمنحي اخلاقي؛ مع التركيز علي باعثين هما الحالة الوجودية للانسان؛ وموقف الفرد من التاريخ .
يبدو الانسان في شعر شيمبورسكا خاضعا لمشيئة قوانين بيولوجية ثابتة؛ ولضروات تاريخية.؛ لذا فهو اعزل غير دقيق وواضح في آماله وطموحاته وتقديراته. الانسان عندها يعرف مرارة الاستلاب وعدم الامتلاء والتحقق. انه محاط دائما بمشاعر التهديد وانعدام امكانية التفاهم التام.
القصائد المرفقة توضح بعض ما ذهبنا اليه؛ في تحليل شخصية واشعار شيمبورسكا؛ وهي عبارة عن نماذج ماخوذة من مجموعات عدة للشاعرة؛ من ترجمة الشاعر هاتف الجنابي.
ابراهيم ميرغني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شيمبورسكا شاعرة السخرية والتاناقض – ابراهيم ميرغني (Re: zumrawi)
|
المفتاح
فيسوافا شيمبورسكا ترجمة: هاتف الجنابي
كان ثمة مفتاح ؛ ولا مفتاح الآن. كيف نلج الدار؟ ربما سيجد اخدهم؛ المفتاح المفقود. ويتطلع اليه- ولكن ما الفائدة؟ وهو يمشي يرميه الي اعلي كقطعة حديد غير لازمة.
اذا حدث ذلك بالحب الذي احبك به؛ اذا حدث ذلك؛ فقد نقصنا حبا واحدا؛ محمول بيد غريبة؛ لن يفتح اي دار سيكون شكلا لا غير؛ فلينهكه الصدأ
لا من الورق؛ ولا من النجوم ولا من صيحة الطاووس؛ ياتي مثل هذا التنجيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شيمبورسكا شاعرة السخرية والتاناقض – ابراهيم ميرغني (Re: Abdel Aati)
|
الغالي عادل الغالي أبراهيم تحية المحبة والود القديم،
أتيت جريا الى هنا، بعد مشاغبات مع الأطفال في موقع آخر، رغم ذلك سبقتني حيوية البوست بخطوات، فالشكرللمشاركين جميعا.
أنا سعيدة، سعيدة جدا في الواقع، بهذاالاهداء/ الشرف، ويسعدني أنني أتواصل عبره معكما ومع بقية القراء والقارئات.
(سأكبسل) فرحي هذا، ومفردة كبسلة لأستاذنا بشرى الفاضل، وأحفظه نديا الى أن أعود بعد قراءة متأنية للمقال. حار التحايا والأشواق.
| |
|
|
|
|
|
|
|