مساهمة في التفكيك والتركيب ..مفهوم السودان الجديد : قراءة نقدية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 11:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-04-2003, 09:48 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مساهمة في التفكيك والتركيب ..مفهوم السودان الجديد : قراءة نقدية

    الاخوات والاخوة

    طرحت في خلال السنوات الاخيرة الفائتة ؛ اطروحة السودان الجديد ؛ كحل للازمة السودانية ؛ وقد تبنت الشعار العديد من القوي ؛ بل لقد اتسع تاثيره ؛ حتي اصبحت تلهج به القوي الطائفية واقطاب النظام

    انني ؛ كاحد الذين دعوا الي فكرة السودان الجديد ؛ ومن المساهمين في الكتابة والتوثيق لها ؛ اجد لزاما علي ؛ بعد حوالي 20 عاما من طرحها ؛ وحوالي عشر سنوات من اتساع دائرة المنادين بها ؛ ان اخضعها لقراءة نقدية ؛ يشكل هذا البوست محاولة جد عرجاء ؛ لابتدارها


    انني اعتقد ؛ من واقع ملاحظة مثابرة لمآلات هذه الفكرة والشعار ؛ والقوي التي تطرحها؛ والتقبل الجماهيري لها؛ ان فكرة واطروحة السودان الجديد قد استهلكت وابتذلت وانتهكت ؛ من قبل من يدعو لها ؛ او المعادين لها علي السواء

    انني ازعم ان اكبر من شوه فكرة وشعار السودان الجديد ؛ هو الحركة الشعبية لتحرير السودان؛ وهي الحركة التي اتت بها الي القاموس السياسي؛ ؛ ثم القوي التي تبنتها ؛ من قوي منظمة او كتاب او تنظيمات مدنية ؛ واخص هنا القوي السياسية التي تبنتها ؛ وعلي راسها التحالف الوطني السوداني ؛ ومؤتمر البجة ؛ والتحالف الفيدرالي السوداني؛ والي درجة ما حركة القوي الديمقراطية الجديدة؛ الخ ..

    كيف شوهت هذه القوي فكرة واطروحة السودان الجديد ؟
    فعلت ذلك بسياستها اللامبدئية - كما الحركة الشعبية لتحرير السودان- والتي مارست باسم بناء السودان الجديد ؛ اسؤا السياسات الانتهازية ؛ من نزع العزلة عن حزب الترابي ؛ والتحالف معه ؛ ومحاربة القوي المدنية والمستقلة في جنوب السودان ؛ ثم العمل علي تقاسم السلطة مع النظام الارهابي الحالي ؛ ومحاولة بناء تحالف سلطة ( وربما تحالف برامج) معه ؛ يدور حول تكريس سيطرة الحركة والانقاذ ؛ علي اغلبية الشعب السوداني

    كما شوهت هذه القويالاطروحة ؛ وذلك بسبب فقرها الفكري والبرامجي ؛ كما في حالة التنظيمات الاخري ؛ التي اشرنا اليها ؛ والتي تبنت الاطروحة ؛ ولم تضف اليها شيئا ؛ كما لم تقف ضد محاولات ابتذالها وتشويهها من قبل الحركة الشعبية ؛ وبذلك جعلت شعار السودان الجديد ؛ مجرد هيكل خال من المضمون ؛ الامر الذي فتح الباب لثعالب السودان القديم ؛ من شيوعيين وامة واتحادي ديمقراطي؛ لتدخل من هذه الثغرة ؛ وتدعي انها ايضا تسعي لسودان جديد ؛ بل ويذهب البعض الي ان الميرغني سيقود بناء السودان الجديد ؛ موصلين بذلك انتهاك الشعار والبرنامج والحلم الي مداه ؛ وفاتحين الباب للنظام ليدعي انه ايضا يسعي ويعمل من اجل سودان جديد ؛ قافلا بذلك دائرة الملهاة

    ان قسما من الجماهير التي انفعلت بالفكرة اول بدء؛ وظنت انها تحقق املا جديدا للخروج من الازمة الوطنية ؛ لا تزال بعد 20 عاما من طرح الفكرة ؛ لا تعرف تفاصيلها؛ ولا تري لها برنامجا محددا تفصيليا !! وقد دار راسها من كثرة من تسلبط علي شعار السودان الجديد ؛ وكانه قطعة عظم القيت وسط كلاب جائعة ؛ ومن تعدد تاؤيلاته ؛؛ ثم رات كيف يستغل شعار السودان الجديد ؛ لتمرير الانتهازية السياسية ؛ وللتحلل من الالتزامات الوطنية والثورية ؛ ولاعادة البريق لقيادات سادت ثم بادت ؛ فكان ان بدات في ايلاء ظهرها ؛ لهذا الشعار الغامض الفضفاض ؛ والذي اصبح شعار من لا شعار له

    اننا في حاجة اذن ؛ في مسعانا التفكيكي والتركيبي ؛ وفي نظرتنا النقدية الي مفهوم وفكرة واطروحة السودان الجديد ؛ نحتاج الي جهد فكري وبرامجي بديل او جديد ؛ يقوم اول ما يقوم علي تجميع المعلومات وتمحيصها ؛ ثم علي عمل نقدي ممنهج ؛ يؤدي الي قيام البرامج التفصيلية ؛ المبنية علي الدراسات العقدية المعمقة ؛ ثم يستخلص الشعارات والاهداف العامة في النهاية ؛ وليس العكس ؛ كما تم مع شعار وفكرة السودان الجديد

    انني ادعو الجميع ؛ وخصوصا من يتبني شعار السودان الجديد ؛ للحوار حول هذا الامر

    عادل

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 09-04-2003, 09:57 PM)

                  

09-05-2003, 05:51 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مساهمة في التفكيك والتركيب ..مفهوم السودان الجديد : قراءة نقدية (Re: Abdel Aati)

    مقال قديم ؛ حول السودان الجديد
    راجع لعام 1998

    ---------

    آراء حول مفهوم السودان الجديد

    حوار مع اطروحات د.ابراهيم الكرسنى



    يدور اخيرا الكثير من الحوار حول مفهوم السودان الجديد ؛ والذى طغى طرحه على الساحة .هذا النقاش يختلط بالكثير من سوء الفهم لهذا المصطلح ولدعوة للسودان الجديد .سوء الفهم يرجع فى جزء منه الى تبنى هذا الشعار من قبل قوى لا تنتسب لقوى السودان الجديد ؛ بل هى على الضد منه ؛ ولهذا ياتى الشك فى حرصها على تطبيق هذا الشعار فى الواقع العملى.. هذه القوى تشمل الاحزاب التقليدية ؛ كما يظهر الشعار ايضا فى بعض الوثائق العامة والمشتركة للتجمع الوطنى الديمقراطى .ويبدو الشك فى جدية هذه القوى مبررا ؛ خصوصا عندما نتابع البرنامج الشامل لها ودعواتها لسياسات تناقض اساسا مع مفاهيم بناء السودان الجديد ؛ ويغدو استخدامها للشعار من جهة لمجرد الدعاية حتى تصل الى السلطة المشتهاة ؛ ومن جهة اخرى محاولة لطمس الاختلافات بينها وبين قوى السودان الجديد ؛ تمهيدا لطمس شعارات وروى هذه القوى الجديدة فى اعين الجماهير والرأى العام .

    من الجهة الاخرى ؛ يبدو ان الحركة الشعبية لتحرير السودان ؛ وقوات التحالف السودانية ؛ حريصتان وجادتان فى طرح هذا المفهوم ؛ كذلك يمكن ان نضيف مؤتمر البجة والتحالف الديمقراطى الفيدرالى (دريج) ؛ وبدرجة ما الحزب القومى السودانى ؛ الا ان تصورات هذه القوى غير واضحة للنهاية ؛ وتحتاج الى صياغة دقيقة لما تقصده بالسودان الجديد ؛ وماذا تقصد بالسودان القديم ؛ وما مدى تمايز السودان الجديد الذى تدعو اليه عن" السودان الحديث" الذى تزعم الجبهة القومية الاسلامية انها تبنيه تحت ظل النظام الراهن .

    ويبدو ان هذا المصطلح قد ظهر لاول مرة تحديدا على يد الحركة الشعبية لتحرير السودان ؛ وخصوصا فى خطاب للدكتور جون قرنق فى مارس 1984[ii]..وقد خضع المفهوم لشرح وتطوير من بعض قيادات الحركة الشعبية
      .ان التلخيص الاساس لمفاهيم الحركة الشعبية عن السودان الجديد هو اجراء تغيير جذرى فى كامل البنية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية فى السودان ؛ فى اطار اعادة بناءها على اسس اكثر عدالة ولصالح ازالة الغبن عن المناطق المهمشة . كذلك نجد فى بعض وثائق الحركة الشعبية واد بياتها الدعائية تعريف جغرافى للسودان الجديد ؛ بما يشمل الاقاليم الجنوبية ؛ مناطق الانقسنا وجبال النوبة وابيى ؛ بعبارة اخرى المناطق التى تتمتع فيها الحركة الشعبية بنفوذ والتى ينشط فيها الجيش الشعبى لتحرير السودان ؛ والتى يمكن ان تشكل القاعدة الجغرافية للدولة الجنوبية المستقلة اذا ما سارت الامور فى هذا الاتجاه.

      بالمقابل نجد ان قوات التحالف السودانية ؛ الفصيل الاساسى الذى يدعو للسودان الجديد فى شمال السودان ؛ قد اضافت للشعار السودان الجديد شعار اخر ؛ وهو : من اجل دولة مدنية ديمقراطية موحدة .بهذا المنطلق ؛ فان السودان الجديد ينبغى ان يكون ديمقراطيا ؛ مدنيا -فى تفسيرات التحالف الدولة المدنية تتماهى مع الدولة العلمانية -وموحدا ..هذه النظرة توضح ان مفهوم التحالف بعيد عن الفهم الجغرافى ؛ وهو يتوائم مع المفهوم الاساسى للسودان الجديد عند الحركة الشعبية ؛ بما يعنيه من اجراء تغييرات جذرية فى كامل البنية الاجتماعية -السياسية فى السودان .

      نواصل
                  

09-05-2003, 05:52 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مساهمة في التفكيك والتركيب ..مفهوم السودان الجديد : قراءة نقدية (Re: Abdel Aati)

    يعتقد البعض من جهة اخرى ان طرح شعار السودان الجديد هو اضافة جديدة للمشاكل السودانية ؛ باعتبار انه سيدخل تجريبية جديدة تنفذ على الشعب السودانى ؛ كما يعتقد البعض انه يضعف من وحدة قوى المعارضة ضد النظام الراهن ..بينما يقدم البعض صورة زاهية لسودان العام 1956 ؛ واصفا لها بان السودان كانت به خدمة ادارية ممتازة ؛ وتعليم وخدمات اساسية على مستوى جيد ؛ ويطالب ليس ببناء سودان جديد وانما باعادة سودان العام 1956 ..البعض الاخر يعتقد ان السودان الجديد يمكن ان يشبه بنظام الجبهة القومية الاسلامية الحالى ؛ والتى تدعى ايضا انها تقوم بثورة حضارية شاملة ؛وانها تبنى سودانا جديدا [iv].

    للرد على هذه المخاوف والتساؤلات والاعتراضات ؛ نقول ان سودان العام 1956 لم يكن الا بذرة للسودان القديم الذى بدا من وقتها ويسيطر حتى الان ؛ ففى مقابل الخدمات الجيدة نسبيا المقدمة للشرائح المتميزة فى المدن الكبيرة ؛ نجد ان اطراف السودان والاقاليم قد كانت محرومة من ابسط احتياجاتها من خدمات الصحة والتعليم والادارة ؛ وفى مقابل الرفاهية النسبية وتوفر السلع للافندية ؛ نجد ان الغالبية العظمى من الرعاة والمزارعين كانت تعيش على الكفاف ؛ ان هذه المعادلة بين الاقلية المتميزة والاغلبية المحرومة من ابسط احتياجاتها ؛ قد استمرت حتى اليوم ؛ وان كانت قد ازدادت حدة وتقلصت هذه الاقلية الى مجموعات ضيقة من الطفيليين فى حين ذادت الاغلبية بسقوط جماهير عريضة من الافندية والعمال وسكان المدن وممثلى الطبقة الوسطى الى صفوف المحرومين .

    ان التوجه الاقتصادى الاساسى للسودان القديم قد كان قائما على الاستهلاك ؛ لا على الانتاج ؛ على تبذير الفائض الاقتصادى ؛ لا على توفيره ..كما ان النشاط الاقتصادى الاول قد كان هو التجارة ؛ فى اكثر صورها استغلالا و محسوبية ؛ ولذا فقد كانت وزارة التجارة اهم وزارات السودان القديم ؛ لما تمنحه من رخص تجارية وتسهيلات للمحسوبين ..وقد كانت هذه الاتجاهات الاقتصادية اختيارا واعيا للنخب السياسية الحاكمة ؛ والتى خرجت من حلف يشمل قادة الاحزاب الطائفية والقادة العشائريين ؛ بتاريخهم الطويل فى الاستغلال المادى والروحى للبسطاء ؛ وكذلك المثقفين المحافظين ذو الذهن الضيق من تلك الاحزاب ؛ اضافة الى مجموعات الضباط ضعيفى التعليم ؛ مفتوحى الشهية ؛ غير المعتادين على العمل والانتاج ؛ والذين تم تشجيعهم المرة تلو الاخرى من قبل القادة الطائفيين وانتهازيى المثقفين للقفز على السلطة واستغلال مواردها لانفسهم فى المقام الاول ؛ ولصالح حلفاؤهم من النخبة المذكورة .

    ان السودان القديم ؛ تحت الحكم المدنى او العسكرى لهذه النخبة ؛ قد كان تحت الهيمنة الفكرية للايديولوجية المتعربة -الاسلامية المحافظة لهذه الفئات .هذه الايدولوجية بنيت على احتقار الثقافات والديانات والتكوينات السودانية الاخرى ؛ وكانت ذات طابع عنصرى صريح ؛ وقد استغلت الاسلام والنفوذ الطائفى لتمكين حكمها على مجمل الشعب ..وقد اهملت هذه النخبة واجب التعليم وتحرير البلاد من الامية ؛ وعملت كل وسعها لكيلا تنهض مؤسسات المجتمع المدنى ؛ وان يظل السودان محكوما ببنيته التقليدية ..كما انها كانت علمانية فقط فى الظاهر ؛ولكنها كانت فى الحقيقة والممارسة محافظة وابوية -بطريركية -.وحين كانت هذه النخبة تسمى نفسها باسياد البلد -كما قال ممثلوهم ابان ثورة 1924 ؛ فقد كانوا ينظروا لغيرهم من ابناء الشعب - وخصوصا فى الجنوب والمناطق المهمشة - كعبيد واولاد شوارع ؛ والذين ينبغى ان يخدموهم دون شروط ؛ وان يتقبلوا برضى حكمو ايدلوجية وامتيازات هذه الاقلية الانانية معدومة الافق والمواهب .

    فى هذا الاطار ؛ لا يشكل نظام الجبهة الاسلامية الدموى قطعا فى هذه المسار ؛ بل هو الثمرة المرة والطبيعية والشكل المتطرف لتجلى ازمة السودان القديم .ان حكم الجبهة قائم على أيديولوجية التعصب الدينى المتطرف ؛ وعلى اضطهاد الثقافات والديانات والرؤى الاخرى وتحطيمها ؛ وعلى العنصرية السافرة والتطهير العرقى والمذابح الجماعية ..كما ان اقتصاد المافيا المعتمد من النظام قائم على تحطيم مطلق للانتاج ومحسوبية مطلقة فى التجارة والنشاط الخدمى ..ان الجبهة الاسلامية انما تعيد انتاج السودان القديم فى شكل فاشى ؛ وبهذا الشكل فان سودان الجبهة الاسلامية لا يختلف نوعيا عن السودان القديم للاعوام 1954-19989 ؛ولكنه قد يتفوق عليه باستخدام الاساليب العنيفة للحكم والطابع الطاغوتى للنظام .واذا كان السودان القديم فى الخمسينات والستينات قد استطاع ان يحكم تحت ظل اشكال ديمقراطية مشوهة ؛ مستغلا جهل وسلبية الجماهير ؛ فانه فى التسعينات لا يمكن ان يستمر الا بقوة السلاح ؛ بعد انتفاض الجنوب والمناطق المهمشة وجماهير غفيرة من الوسط على واقعه المر وقسمته الضيزى .ان عنف الجبهة الاسلامية انما هو اخر متراس يستند عليه السودان القديم قبل انهياره التام والاخير .

    نواصل
                  

09-05-2003, 05:53 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مساهمة في التفكيك والتركيب ..مفهوم السودان الجديد : قراءة نقدية (Re: Abdel Aati)

    من هذا المنطلق فنحن نرفض الادعاء بان الجبهة الاسلامية تبنى سودانا جديدا ؛بل انها تعيد بناء السودان القديم فى اسؤا وابشع تجلياته ؛بما فيه من علاقات الاستغلال ؛ عدم المساواة ؛ الهيمنة والتخلف. وفى هذا يبدو مهما الاشارة الى ان الجبهة الاسلامية قد نمت تحت رعاية واحتضان قوى السودان الجديد التقليدية والعسكرية ؛ ووجدت كل الدعم منها ؛ خصوصا بعد ثورة اكتوبر والتى شكلت تهديدا محتملا لحكم السودان القديم ؛ بشعارها الواضح :لا زعامة للقدامى ..وكذلك فى سنوات حكم السفاح نميرى ؛ وذلك عندما اشتدت التحركات الجماهيرية ضد النظام ؛ فى الوسط والغرب والجنوب ؛ والمتمثلة فى اضرابات المعلمين والمهنيين فى العام 1979؛ انتفاضة دارفور فى العام 1982 ؛ وفى انطلاقة الجيش الشعبى فى عام 1983.



    حلف قوى السودان القديم ؛ بطرفيه الفاشى والتقليدى ؛تلاقى مرة اخرى فى ما سمى بحكومة الوفاق الوطنى ؛ بقيادة الترابى والصادق والميرغنى ؛ فى الفترة الديمقراطية . واتضح من جديد ان ما يجمع بين هذه القوى هو اكثر مما يفرق بينها ؛ وان اختلافها هو اختلاف مقدار ؛ لا اختلاف معيار ؛ على حد تعبير الشهيد محمود محمد طه .فقط براغماتية الصادق المهدى ؛ ورغبته فى ارضاء كل الاطراف ؛ وحلمه بوحدة وطنية جامعة يكون هو قائدها ؛ ومن الطرف الاخر عنجهية وشمولية الترابيين ؛ ورغبتهم فى الاستيلاء على السلطة كاملة دون شركاء ؛ هو ما ادى بهم الى الاختلاف وفى المحصلة الى قيام انقلاب ونظام يونيو 1989 ؛ والذى كان انتصارا للجناح الفاشى وسط قوى وحراس السودان القديم .

    لكل هذا فان الدعوة للسودان الجديد تاخذ تميزها عن ادعاءات النظام الحالى ببناء نموذج جديد ؛؛ان النظام على حد قول د.ابراهيم الكرسنى ( يبنى عصور الظلام من جديد فى القرن العشرين ).. ولكن التشابه ما بين مشروع الجبهة والسودان القديم -التقليدى -ليس نظريا فحسب ؛ بل هو ذاهب عميقا فى التفاصيل ..ان قوات الدفاع الشعبى الجبهوية انما هى استمرار لصيغة القوات الصديقة فى مايو ولتسليح القبائل فى كردفان ودار فور فى حكم الصادق المهدى ..كما ان امتيازات ومحسوبية الترابيين قد تعلموها من محسوبية وامتيازات الاسر الطائفية واحزابها وحكوماتها ؛ان حرب الابادة على الجنوب مستمرة منذ نيل الاستقلال ؛ كما ان الانهيار الاقتصادى والسياسات المتخبطة قد بدأت منذ عقود ؛ ليس اولها سياسة الشريف الهندى وزير المالية فى اواخر الستينات .

    فى تقديرى ؛ فان السودان الجديد سيكون مغايرا ومناقضا لمنهج وممارسات وأيديولوجية السودان القديم ؛ فى تجلياته التقليدية-حكم الاحزاب وحكم عبود ونميرى- او الفاشية -حكم الجبهة الراهن-..وسيقوم على المساواة فى الحقوق والواجبات لكل المواطنين ؛على الاتجاه للانتاج والتنمية ورفع مستوى المعيشة للفقراء والمهمشين تاريخيا ؛ سيكون منفتحا على كل الثقافات السودانية وساعيا لتطويرها وتفاعلها السلمى ؛سيرتكز على مبدا السلم الداخلى والتعاون الاقليمى والدولى ؛ على1ضمان الحقوق الاساسية بما فيها حق تقرير المصير ؛ كما سيعمد لبناء وتقوية مؤسسات المجتمع المدنى وابعاد التعصب الدينى واحادية الثقافة فى الحياة العامة ..

    ان شعار السودان الجديد لا يهدف الى شق المعارضة ؛ طالما يلتزم الجميع بالدعوة لنظام الديمقراطى ؛ والنضال ضد الديكتاتورية .. لكنه برنامج لاجتذاب وتنظيم تلك الجماهير التى تكره النظام القائم حتى النخاع ؛ لكنها لا تود الرجوع الى السودان القديم بمؤسساته الكسيحة وممارساته وقياداته التى ادت بالبلاد الى الكارثة ..



    --------------------------------------------------------------------------------

    هذا المقال هو ترجمة بتصرف لمقال بنفس العنوان بالانجليزية نشر فى شبكة الانترنت ضمن حوار حول مفهوم السودان الجديد ابتدره د.ابراهيم الكرسنى .

    [ii]راجع العقيد د. جون قرنق دى مبيور :خطاب للشعب السودانى حول تأسيس الجيش الشعبى والحركة الشعبية لتحرير السودان .مارس 1984.

      راجع مقال الدكتور دينق دونقرين اكوانى :السودان الجديد الكونفدرالى :رؤى الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان (( The Confederate New Sudan :The SPLM/A options وكذلك محاضرة كوما ندور باقان اموم :الثقافة فى ظل السودان الجديد .

      [iv] راجع مجمل هذه الآراء فى مقال الدكتور ابراهيم الكرسنى :دعوة لحوار فكرى حول مستقبل السودان :سودان جديد ام توجه جديد للتنمية الاقتصادية -الاجتماعية للبلاد- ( A call for a thoughtful debate on the future of Sudan :A New Sudan or a New Approach for the Socio- Economic Development of the Country?)
                  

09-05-2003, 07:39 PM

MOHDY
<aMOHDY
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 338

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مساهمة في التفكيك والتركيب ..مفهوم السودان الجديد : قراءة نقدية (Re: Abdel Aati)

    الاخ عبد العاطي

    انا دوما احتفي بالمفكرين الذين يتيحون للراي مساحة للنقاش من دون أي تعصب بل طلبا للمشورة و تعضيدا للراي و خلخلة لبعض النصوص التي ربما لن تتسق مع مجموعات اكبر

    السودان الجديد:

    فكرة أزلية دعت اليها كل الحركات التي اراذت ان تحكم فئة المواطنين السودانيين بحكم الجغرافية و بحكم الثقافة... لعلي الان بعمارة دنقس يردد نفس العبارة و من خلفه جيوش بادي و تيراب و المهدي و حكومة الازهري و عبود و النميري و الديمقرطية الجديدة و اخيرا حكم الجبهه القومية الذي تفكك الي حكومة البشير و علي عثمان
    جمال الفكرة يتمثل اساسا في التلويح بالمستقبل الذي ينتظر الشعب السوداني ان هو تسمك بأصول الفكرة و لم يحاربها بل و ساعد تطورهالكن الخطورة تأتي بن الذين يأتون بالافكار الجديدة يتناسون تماما فرضية المجتمع و التطور المتدرج الذي يجب حدوثه قبل تتخلل الفكرة للعقول و تتمشي مع نمط المجتمع بحيث لا تصبح خرقا للعادة يصبح تحقيقها معجزة تحتاج لرسول

    نحن لا نريد نزيفا من الدماء و لا نريد حمامات للموت بل نطلب وعيا يأخذ بحياة السودان الي الظل المريح الذي يعطي كل ذي حق حقه و يحتفي بجمال التنوع و حرية الفكرة..

    ان مجيء النميري بالاشتراكية الفكرية بترت موال الفرح في قلوب السودانيين فقتل امام الانصار و عشرات السودانيين في غياب شرعية حربه ضدهم....اولم يكن ذلك من اجل فكرة؟ و ها نحن نعيش تجربة اخري حديثة امام اعين الجميع....اثمن الافكار موتا و دما ام ازدهارا و سؤددا؟

    هل يمكن ان تصبح العلمانية مؤسسة للحياة السودانية لشعب تشكل الغالبية المسلمة فيه مل يفوق السبعين بالمائة؟
    ان الواقع العالمي الحالي يشكل خط تماس للعلمانية الحديثة و ربما يرمي بها الي مزبلة الرصيف... الواقع العالمي الجديد يضع مواجهة تاريخية بين القوي الحديثة متمثلة في امريكا و مواجهتها لما يسمي للارهاب و منطقة الشرق الاوسط و صدقني نتاج هذه السياسة سوف يتشكل تماما بعد انتهاء فترة حكم الادارة الحالية. و الناتج قد يكون شكلا جديدا و ربما مشوها ليس فيه مفردات وصف لكن له اتجاه عام وهو الانتصاب لمواجهة العترسة الامريكية داخل النسيج البشري لمواطني المنطقه لا الحكومات.. و لا ننسي ان مواجهة قادمة في منطقة فلسطين و اسرائيل ربما تطيح بكل شيء و تضطر كل المنطقة ذات الشعور المتوحد اما ان تتاقلم او ترفض الناتج من المواجهه...و لهذا ففي اعقادي و قراءتي الشخصية فان السنين القادمة ستشهد تطرفا اكثر و نشاطا دينيا غير معهود بين طبقات المجتمع المختلفه لمواجهة السياسات التي رسمت لدول لا تستطيع الخروج عن المسيرة الامريكية...و مثالي ينبني علي قراءة سريعه لدخول دول جديدة في صراع المواجهه ضد الهيمنه الامريكية كالصومال و كينيا و النيجر و ربما دول افريقية اخري...
    فالذي يبني لسودان جديد لا بد و ان يضع في الحسبان تطلع السودانيين حتي لا تصبح الفكرة مجرد فكرة تحتاج لسيف و نطع لتطبيقها بل فكرة تجد الهتاف و المشجعين علي طول الطريق فكرة تضمن للشعب وجوده و كلمته و اماله
                  

09-09-2003, 11:54 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مساهمة في التفكيك والتركيب ..مفهوم السودان الجديد : قراءة نقدية (Re: MOHDY)

    العزيز مهدي

    تحية طيبة وشكرا للمساهمة

    من الطبيعي ان الافكار لا ينبغي ان تنعزل عن الواقع الاجتماعي والثقافي الذي تخاطبه ؛ ولكن مهمة الافكار الجديدة ليس العمل علي مسايرة الوافع فحسب ؛ بل وتغييره

    اتفق معك في نهوض الاصولية ؛ ولكن هل تملك الاصولية اي برنامج حقيقي لتغيير ؛ غير الرفض الاعمي ؛ والدولة الظلامية ؟

    عادل
                  

09-06-2003, 08:55 AM

Roada


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مساهمة في التفكيك والتركيب ..مفهوم السودان الجديد : قراءة نقدية (Re: Abdel Aati)

    الأستاذ عادل،
    تحية طيبة،

    أتابع كتاباتك التى تحارب( السودان القديم) فى فكرة و رموزة، و أجدها مساهمات جادة و هامة فى بناء المستقبل
    و تأسيس فكر (السودان الجديد) و أحتمالأت الدولة الموحدة.

    تابعت بوست أستقالتك من تنظيم التحالف الوطنى/ قوات التحالف السودانية، و هو أحد الأحزاب الشمالية ـ فى معظم عضويتها التى تنادى و تقاتل من أجل هذا( السودان الجديد).

    و الحق لم يوقفنى نبأ الأستقالة، و أن كنت أعتقد أنة و بمساهماتك الفكرية ستكون فقدا على التنظيم الفتى و الشجاع.
    و لا بد ان تنظيم التحالف الوطنى يدرك تماما، كما تدرك أن التنظيمات الجادة لا تبنى أو تهدم بالأفراد، انما بفكرها، و عملها الصادق و الشجاع.

    راعنى الكم و النوع من المهنئين ، و نوع التهنئة. و لا بفوتنى هنا تقديرى الى انك ماضى فى نفس فكرك الذى ينادى بسودان جديد، و احزاب اكثر مناسبة لامكانات طموحك لقضايا الأختلاف التى أدت ألى تركك التنظيم من أساسة، مزيد من الديمقراطية، و مزيدا من الشفافية و من المبدئية فى التحالفات.

    و مسالة التحالفات هذة هى التى دفعتنى للكتابة فى هذا الشان، شأن أستقالتك من التنظيم الذى يضم عدد من أبناء عمومتى مقاتلين فى صفوفة ألى التنظيم الأخر (الحركة) و التى تضم النصف الثانى من أولاد الأهل .

    و دعنى أقول هنا بأننى لست عضوة منظمة فى أى منهما، و لكنى مؤيدة للغالبية العظمى من مواقف كلا التنظيمين.
    فلو لا و جود الحركة الشعبية لتمت ابادة اهلى عن بكرة ابيهم. و لولا قوات التحالف لمات كل أمل فى سودان جديد
    و موحد.

    للحركة الشعبية لتحرير السودان مشكلاتها، و للتحالف الوطنى مشكلاتة أيضا. و كلاهما يحتاجان للكثير من التثوير لمؤسساتهما الداخلية ، تفعيل و تنشيط الأهداف و المبادى الفكرية و التنفيذية، و ميكانيكا العمل فيهما.

    ماقادنى للتعليق على أستقالتك من التحالف الوطنى قبل الأندماج فى الحركة الشعبية الأتى:

    كتبت يا أستاذ عادل:

    (اعتراضي علي الدمج بين التحالف والحركة ؛ ياتي من قرائتي بان الحركة تعمل من اجل مساومة انتهازية مع اقصي الجناح الفاشي من قوي اليمين السوداني ؛ وانها بطبييعتها المتقلبة ؛ وبمظهرها كاحد القوي الخارجة من المناطق المهمشة؛ يمكن ان تكون درعا جديدا وفعالا يقف امام تطور الثورة السودانية والوعي القومي السوداني)

    دعنى أقول بدا باننى لو كنت راسمة لسياسات الحركة الشعبية، و التحالف الوطنى، و (الأحزاب الشمالية) و التى تحسن القول و ليس الفعل...لقدتها ثورة مسلحة زاحفة بعدتها وعتادها، تصوب نحو الخرطوم، و لأ تتوقف الأ بعد أن تحرر كل مدينة أو قرية فى طريقها للعاصمة القومية.

    و لو كنت الراسمة لسياسات الحركة الشعبية و التحالف الوطنى معا و دونما (الأحزاب الشمالية) ، و كان التنظيمين قادرين على هذا الفعل، لما نظرت للوراء برهة. و لو كنت قادرة على على تحرير الوطن من النازى بالحركة منفردة ، أو بالتحالف الوطنى منفردا، لكان جميع الخائفون من التضحية الأن من قادة وسادة الأحزاب الشمالية يتجولون فى شوارع السودان الجديد الديمقراطى..

    و هكذا و فى كل هذا، أو من كل هذة السيناريوهات لن تحتاح أى من (القوى الثورية) التى لديها المقدرة على تحرير السودان من الدخول فى أى تسوية أو مساومة أنتهازية مع أى من الفاشست، أو حتى أشباههم . و يا حبذا و لو كان التحرير هذا تم عن طريق السيناريو الأول حيث نشارك أحزابا شمالية و جنوبية ، و تلك التى من جبال النوبة سويا، فى تحرير البلاد، و بعدها نبنى دولة موحدة قائم على العدل و الحرية و المساواة، ثم نعيش فى تبات و نبات....و لكن الأمر ليس هكذا يا أستاذ عبد العاطى.

    يأستاذ عبد العاطى، شماليى السودان الذين فى السلطة و حلفاءهم يبيعون اللة فى سوق عبيد أمدرمان، فماذا لو ساومت الحركة الشعبية بعضا من الأبالسة لأنقاذ ماتبقى من الرب؟

    وحتى ماذا لو أتت الحركة بالشيطان لأنقاذ ماتبقى من اللة فى ملامح و قلوب و أجساد الناجين من المحرقة....
    المحرقة (الموقوفة عن التنفيذ جزئيا)، و التى ربما تبدأ ثانيا.

    أن الجناح الفاشى هذا، أحد الذين تساومت و تتساوم معهم الحركة الشعبية هو الجناح الذى يقود السائد فى الفكر السياسى الشمالى. و هو المنتصر، و هو رغم عدم و جودة (هذة الأيام) فى السلطة، الا أنة الخالق لما يدفع بالمجاهدين الى معسكرات غسل الأدمغة ليتخرجوا مجاهدين و غزاة ، و جاهزين لأبادة الناس. فهم الأدمغة العقائدية التى تؤهل وقود الهوس الأسلامى الشمالى أفوجا أفواجا، كتائبا للرحمان، و ابن الوليد ووقاص و الزهراء و دبابين و ما أدراك. كانو فى السلطة أو خارجها...فالأيدلوجيا نفسها نفسها . هم ،أى الجناح الفاشى هذا... هم الذين يؤثرون فى حسابات السياسة و الحرب و السلام فى السودان، و الفرق بين من هم فى القصر أو خارجة ليس لأنهم تركوا الهوس الأسلامى الدافع لابادة الناس و لكن حول من منهم يقوم بمهة الأبادة بصورة أفضل، من منهم أكثر صدقا فى أبادتة .

    الحق يقال يا أستاذ عبد العاطى، و رغم أمنياتى الصادقة و لو كانت أفكارك حول السودان الجديد هى السائدة و سط المثقفين الشماليين...الا انت فى هذا الوقت لا أحد رغم ثوريتك، و ماتنادى بة من مبادى و أفكار لا شى رغم نبلهما، أى الأفكار و المبادى التى تكتب عنها. أنت لا أحد، و الأفكار لا شى فى خارطة الواقع السياسية السودانية. . و التى أذا ما صبرنا عليها لوجدنا أنفسنا جنوبيون و نوبة صورا بالأبيض و الأسود فى جدران المتاحف الأوربية، و فصول فى كتب الأنثربولجيا الأنكليزية، و ربما ذكريات مزعجة يستحى من الحديث فيها أهل الشمال.

    و لأنى من الوحدويين، و لأن أهلى هنا و هناك. أقول لك يأ أستاذ عبد العاطى و بكل الأسف، أن الأحزاب الشمالية فى الخلف، فهى متأخرة عن الوعى و الأستعداد لتقوم بدورها و تتحمل مسئولياتها تجاة القضايا المصيرية المتعلقة بمسائل الدولة الموحدة و ما ألية .

    أن الدعوة الى دولة السودان الجديد الموحدة شمالا و جنوبا و شرقا و غربا تتطلب الكثير من التضحيات من الدعاة لها(و لكن قبل فوات الأوان). و دعنا نكون عادلين و بعضنا البعض.

    على دعاة هذا الأحتمال أن يفهموا و بجدية مسئولة أن الأحزاب الشمالية و منذ ان أتت الأنفاذ الى السلطة و أعملت محارقها فينا و قفت هذة الأحزاب متقرجة معظم الوقت، ان لم يكن فى كل الأوقات. و قفت متفرجة علينا و نحن نذبح و نباد، و نغتصب، و نحرق أحياء، و تترك جثثنا فى العراء للحيوانات البرية، وقفت الأحزاب الشمالية ووقف المثقفين و السياسيين الشماليين متفرجين علينا و نحن نسجن فى قرى السلام حيث نباع و نشترى كالمعيز. تفرجوا علينا و حتى بلغ عدد من مات منا المليونين، و من نزح منا الأربعة ملايين داخليا و أكثر من مليونين فى دول العالم. لقد دمرت أسرنا نفسيا و معنويا، كل هذا و أنظر الى المثقف و السياسى السودانى الشمالى، و أحزابة السياسية ماذا فعلت تجاة ما وصلنا لة؟ ماذا لو لم يتدخل الشيطان فى جبال النوبة مثلا؟ و الحديث هنا يطول، و أحسبك شاهدا على كل هذا.

    عليك يا أستاذ عادل أن تفهم أن الحركة الشعبية، رغم مشكلاتها الداخلية و التى قد أتفق معك فى البعض منها، ألا أنها تمثل معظم أهل الجنوب و جبال النوبة و طموحاتهم، فلو لا وجودها لأبادنا النازى الأسلامى عن بكرة أبينا.

    و نحن نريد الخلاص الأن .

    لا نرييد ان نواصل الموت الرخيص باى حال، و لا نريد أن نكون المدافعين الوحيدين عن سودان موحد و جديد، و الميتين الوحيدين لاجلة. فالدفاع عن الفكرة، يعنى التضحية. فأذا ماكان أهل السودان الشمالين حريصين على وحدة هذا الوطن عليهم أن يثبتوا هذا . فقد سئمنا الكلام دون الفعل.

    عليك يا أستاذ عادل و من يشاركك الرأى أن تعوا حجم الحصار الذى وجهت بة الحركة الشعبية و حلفاءها، الحصار الأقليمى و الدولى، و طبعا التقاعس المستمر للأحزاب السياسية الشمالية . أن أهل الجنوب و جبال النوبة فى وقت ما صاروا وحدهم، و حدهم ، ووحدهم.

    أن قوات التحالف السودانية و انت حتى أيام مضت عضوا فيها قدمت نموذجا متميزا رغم عمرها القصير. لم تكن قوات التحالف السودانية كبقية الأحزاب السياسية الشمالية تبيع الكلام، أنما نظموا أنفسهم كما نظموا مبادئهم و تقدموا للموت معنا. و هذا ما نتحدث عنة، أذا ماكنا نسعى لدولة واحدة علينا أن نموت سويا لأجلها أو نحيا معا لنراها.

    و لكى أرجع الى ما دفعنى على التعليق على الفقرة التى أوردت فى بوست الأستقالة...دعنى أقول أن الحرب لا بد لها من التوقف، فنحن الذى نموت، و أذا ماكان خلاصنا فى المساومة مع الأبالسة فالتكن هذة المساومة، فما هى خيارات الحركة الأخرى فى ظل الحصار؟ و غياب الأحزاب الشمالية المستعدة للموت معى؟

    أن الحركة قوية بجماهيرها و طرحها، و قوية بنضالها ضد الفاشست و بنضال التيارات المجددة داخلها.
    أود أن أن أحى كل الأعضاء فى التحالف الوطنى و قوات التحالف السودانية لمضيهم فى الوحدة مع الحركة الشعبية، فهذا هو الموقف الشجاع و الامين، أذا ما أردنا دولة سودانية موحدة، علينا أن نعيش معا و نموت معا.

    و لأن كلا من الحركة و التحالف الوطنى ليس بالتنظيمات الكاملة فلدى التنظيمين الكثير من الوجبات المدرسية الداخلية ، و عليهم العمل الداخلى والخارجى لتطوير أدواتهم، فهذة بداية فقط لسودان جديد بين أبناء و بنات الوطن الواحد. .

    و قد أعود أذا ما وجدت الوقت.

    (عدل بواسطة Roada on 09-06-2003, 09:24 AM)

                  

10-17-2003, 06:56 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مساهمة في التفكيك والتركيب ..مفهوم السودان الجديد : قراءة نقدية (Re: Abdel Aati)

    Salam Ya Adil, shukran Jazeel, ya habeep, I'm coming your way! I strongly disagree!
                  

10-17-2003, 10:36 PM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مساهمة في التفكيك والتركيب ..مفهوم السودان الجديد : قراءة نقدية (Re: Bashasha)

    عادل
    تحياتي

    أرجو الا تتسرع في أحكامك علي مسألة السلام الجارية الان في كينيا
    يجب أن نتريث قليلا قبل أصدار أحكام مسبقة، الحركة الشعبية تنظيم له رؤية أعمق من حكاوي التحالفات التكتيتكية التي تعودت عليها الاحزاب الشمالية

    الصبر حتي نري نهاية هذه المفاوضات
                  

10-18-2003, 04:43 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مساهمة في التفكيك والتركيب ..مفهوم السودان الجديد : قراءة نقدية (Re: أحمد أمين)

    شكرا لكل المساهمين

    ساعود لكم جميعا
    لاخي وصديقي طناش مساهمة قيمة ؛ ارسلها عبر الايميل
    اتمني ان يقوم بنشرها هنا

    احمد امين
    راسلني علي الايميل من فضلك

    عادل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de