كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
قال الصادق المهدي ؛ في مذكراته لمجلة الوسط ؛ بتاريخ 27-4-1994 ؛ العدد 126 ؛ ما يلي
==========================
انني فتحت عيني علي الحياة ؛ علي صدي بعض الاحاديث العارضة ؛ وكانت تصدر من ثلاثة اشخاص
اولها : حديث قاله عمي السيد يحي عبدالرحمن المهدي ؛ زان يكبرني باربع سنوات. وهو كطفل في الرابعة من عمره ؛ كان يردد " مهاجر سياتي من كبكابية" . والمعني الذي كان يقصده؛ ان شخصا ما ذا دور سياتي من كبكابية ؛وكان بعض نساء الاسرة من اللواتي كن علي وشك وضع حملهن يسأل يحي المهدي: "هل هذا مهاجر" ؛ فيجيب بالنفي. وذات يوم حكت لي والدتي ان يحي قال لها" مهاجر جاي الخميس " . وبالفعل ولدت يوم الخميس ؛ وكانت هذه اشارة غيبية غامضة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ويواصل الصادق المهدي مذكراته ويقول :
=======================
ثانيها: ان جدي الامام عبدالرحمن روي انه عندمت جاء خبر ولادتي ؛ كان يقرا سورة ابراهيم . زكان والدي يريد ان يسميني ابراهيم . ولكن كان لدي جدي ضيف ؛ وبيتما هما جالسان ؛ جاء طائر القمرية واستقر علي عمامة جدي ؛ الذي اقر بان هذا نبا . وخلال حديثه مع الضيف الزائر ؛ اخبره بمولدي ؛ ورد عليه الضيف: "لماذا لاتسميه باحد اسميك؟" ؛ وكان اسم جدي الامام عبدالرحمن الصادق ؛ ولهذا ربط ما بين الراي والنبا وسماني الصادق
لهذه الحقيقة كنت المس منذ يداية صلتي به انه يعاملني معاملة خاصة ؛ حتي ذات يوم وانا معه ؛ وكنت في سن صغيرة ؛ قال لوالدي: " ابنك هذا ما شي يسد فرقتي" ؛ اي سيملا الفراغ بعدي . وعندما قال ذلك بكت امي ؛ فقال لها: "الموت امر لابد منه " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
يعلق الكاتب جمال خليل علي المقاطع اعلاه ؛ فيقول :
----------------
بشري للسودان والسودانيين !!؛ فقد ظهر مهديهم الجديد الذي سيملا الارض عدلا بعد ان ملئت جورا ؛ بفعل حلفاء الامس ؛ اعداء اليوم ؛ الاصهار دائما. الصادق ابن الصديق ابن عبدالرحمن الصادق بن الصديق بن محمد بن عبدالله المشهور بالمهدي. اخر تقليعات السيد الصادق فهو الذي لا تخلو جعبته من تقليعات ؛ ويلبس لكل حال لبوسها
ففي زمن الدعوة الي الحاكمية الالهية ؛ عملة حكام السودان اليوم النادرة بحق ؛ ابي السيد الصادق الا ان يركب الموجة ؛ التي اوصلت نسيبه النجيب الي سدة الحكم ؛ فلماذا لايكون هو الاحق باحراج الضمير الديني في السودان؛ وهو الذي انحدر من صلب رجل امتطي صهوة فرس الغيب ؛ قبل اكثر من مائة عام ؛ فاحرز نجاحا عم القري والحضر ؟
حينها عاد محمد احمد عبدالله المعروف ب"محمد احمد المهدي" ؛ بعد بناء ضريح الشيخ القرشي الي الجزيرة ابا؛ مع صديقه وتلميذه عبدالله ود تورشين ؛ المشهور بالتعايشي ؛ واسر له انه اصبح يري النبي وهو يقظان؛ وان النبي اخبره بانه المهدي المنتظر ؛ الذي سيملا الارض عدلا بعد ان ملئت جورا وظلما !
كان ذلك في ربيع الثاني سنة 1298 للهجرة ؛ والسير تقول انه في راس كل قرن سيجي مصلح يعيد للاسلام حسن سيرته !! فمن هو يا تري مصلح قرننا بنظامه الجديد ؛ الترابي ام الصادق ؟؟ لا فرق فقد اصلحوا واي اصلاح !!
------------------------ جمال خليل - الصادق المهدي المنتظر - مجلة الطريق - المانيا - العدد الثاني - مارس ابريل 1995
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ويتابع الصادق المهدي مذكراته ؛ منتقلا من القداسة الي السياسة ؛ فيقول في نفس العدد من مجلة الوسط التالي "
=======================
انني من اكثر الذين تصدوا للعمل العام ؛ وتعرضوا للسجن فترة تبلغ 8 سنوات ؛ ومن اكثر الذين تعرضوا لعقوبات مالية علي قترات مختلفة ؛ ولدي مساهمات فكرية غير مسبوقة من معاصري !!
وكذلك ؛ ايا كانت حقوقي وامتيازاتي الوراثية ح فانني اعتقد انني من اكثر الناس معرفة بالسودان . فقد طفته اربع مرات ؛ ولا اظن ان هذا تاتي لاحد من قبلي ؛ وكذلك من اكثرهم معرفة بالعالم ؛ فقد طفته كله تقريبا ؛ في سياحة ليست للهو ؛ زانما من باب العمل الدبلوماسي والسياسي والفكري ؛ وهذا نادر بين معاصري.
وساهمت في الفكر السياسي بافكار هي من اكثؤ ما ساهم به عاملون في الحياة العامة في الفكر السياسي . واعتقد ان الذين يريدون صرف النظر عن البلاء والتركيز علي الموروث ؛ سيفاجاؤن بالحقيقة ؛ واقول " "هاكم اقراؤا كتابيا "..!!!
-------------- انتهي الاقتباس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ويواصل جمال خليل
------------------
هذا الصادق الذي جاء الي العالم بكرامة ومعجزة ؛ والذي لا ياتيه العيب من بين يديه ولا من خلفه ؛ يكتب عن نفسه كما تكتب الباحثات عن الزواج في مجلات اوروبا الرخيصة ؛ تتحالف قوي المعارضة معه لاسقاط النظام ؛ وتثديم السودان قربانا له
فهل نملك الا ان نرثي لحاله وحال من ياملون ان الايام ستغير الذي يعتقد انه ولد ليحكم ؛ لان قمرية حطت علي عمامة جده ؛ او ىن جدته نامت يوما فحلمت !!!؛
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
حسنا ؛ فليفكر الصادق عن نفسه بما يريد ؛ لماذا يجد اذن الكثير من التاييد وسط الانصار ؛ وبعض التاييد في قطاعات اخري ؛ ومن بينها قطاعات المثقفين
رغم فشله البائن ؛ ورغم انه لم ينجز انجازا سياسيااجتناعيا او اقتصاديا قوميا طول تاريخه
الاجابة نجدها عند عالم الاجتماع الفرنسي ؛غوستاف لوبون ؛ الذي عاش في القرن التاسع عشر ؛ ومؤلف واحد من افضل الكتب عن علم نفس الجماعات ؛ بعنوان : يكلوجية التجمع ؛ او علم نفس التجمع ؛ والذي نشر بالعربية عن دار الساقي بلندن ؛ بعنوان سيكلوجية الجماهير
يتحدث لوبون عما يسميه بالهيبة المكتسبة ؛ او الهيبة الشخصية ؛ او ما يطلق عليه اليوم الكاريزما ؛ ويقول : يكفي ان يحتل فرد ما منصبا معينا ؛ او يمتلك ثروة ؛ او يتزيأ ببعض الالقاب ح حتي يصبح مكللا بهالة الهيبة - الكاريزما- ؛ مهما كانت مؤهلاته الشخصية
ولماذا اذن تنحسر هذه الكاريزما وتسقط الي الحضيض ؛ عندما ياتي الصادق الي الحكم ؛ الامر الذي يضرب النظام الديمقراطي في الصميم ؛ ويفتح الباب اامام المغامرين العسكريين ؟
يقول لوبون :
الهيبة الشخصية - الكاريزما - تنتهي مع الفشل ؛ والبطل الذي صفقت له الجماهير بالامس ؛ قد تحتقره علنا في الغد
غوستاف لوبون ؛ سيكلوجية الجماهير ؛ الطبعة العربية - دار الساقي - الصفحات 137-143
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
وننتقل مع "الامام" في متاهته ؛ وقفزه ما بين السياسة والقداسة ؛ لنري كيف وصل المنقذ الي السلطة المبتغاة ؛ لكيما يحقق النبؤات والعلامات الغيبية الغامضة
يقول المرحوم محمد احمد المحجوب عن وزارة الصادق الاولي : ===========================
لم يهض الصادق المهدي الانتهابات ؛ لانه لم يكن قد بلغ السن القانونية -30 سنة- ؛ وكان معروفا انه يحبذ تعيين رئيس وزراء يمكن اقناعه بسهولة الاستقالة وفتح الطريق امامه عندما يبلغ الثلاثين من العمر ؛ وكان يعرف جيدا ؛ انني اذا اصبحت رئيسا للوزارة ؛ فلن استقيل من اجله ......
ذات مساء؛ جاء بعض افراد عائلة المهدي الي منزلي ؛ طالبين مني الاستقالة حتي يصبح الصادق ؛ الذي بلغ الثلاثين من العمر ؛ رئيسا للوزراء؛ بعد ان تم افراغ احد المقاعد البرلمانية وانتخابه لهذا المقعد << جيث كان شرطا لرئيس الوزاء ان يكون نائبا في البرلمان>>؛ وكان جوابي : ان هذا طلب غريب ؛ والصادق لا يزال فتيا ؛ والمستقبل امامه ؛ وفي وسعه ان ينتظر ؛ وليس من مصلحته ومن مصلحة البلاد والحزب ان يصبح رئيسا للوزارة الان؛ بيد انهم اصروا فتصلبت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ويمضي محمد احمد المحجوب ليحكي ؛ كيف انه سافر لحضور مؤتمر في نيروبي ح وعاد بعد عدة ايام ؛ ليجد الحزب منشقا ؛ وانه اجتمع الصادق لاصلاح ما تم من اضرار ؛ ولام الشمل ؛ وايضاح وجهة نظره في امتناعه عن الاستقالة ؛ قماذا قال له الصادق؟
قال له الصادق :" انني اعرف كل ذلك ؛ ولكني قد اتحذت موقفا ولن اتزحزح عنه ". ؛
قال المحجوب حينها ردا علي الصادق: " انني مقتنع الان اكثر من اي وقت مضي ؛ بانك لا تصلح لرئاسة الوزارة ؛ وقد تصبح رئيسا للوزارة ذات يوم ؛ ولكنك لن تدوم اكثر من تسعة اشهر
وقد كان
محمد احمد المحجوب - الديمقراطية في الميزان - طبعة جامعة الخرطوم - ص 217
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
وقيل لن الصادق المهدي؛ لما صارع المحجوب لكيما يستقيل له من رئلسة الوزارة ؛ ليحتلها هو ؛ كما استقال له احد النواب المساكين لينزل في مكانه هو ؛ بمجرد ان بلغ الثلاثين
حضر له بعض الاجاويد وقالوا له ان ينتظر 3 اشهر حيث كان يتوقع ان يفرغ منصب دستوري عال؛ يمكن ان يعوض به المحجوب ؛ ويحتل هو فيه رئاسة الوزراء؛ وبذلك يحفظ ماء وجه الجميع وتضمن وحدة الحزب؛
فماذا قال لهم الصادق المهدي؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
اولا
موقفه من علاقة السلطة السياسية والدينية او قل الطائفي والمدني او قل الامامة والرئاسة
فالرجل الذي فجر حربا لا هوادة لها في الاسرة المهدية ؛ من اجل نقض فكرة الامامة ؛ عاد اليها في اخريات ايامه يتلفح بها ؛ دون قدرة علي الاجابة علي ابسط الاسئلة المتعلقة بمعضلات تكوينات طائفية في مجتمع حديث؛ وفكرة الامامة في ظل منهج ديمقراطي
ان الصادق لا يريد ان يكف عن كونه زعيما للانصار ؛ ولكنه يود ان يكون كذلك زعيما لكل الشعب السوداني؛ بما فيه من غير مسلمين؛ ومسلمون من طوائف اخري ؛ ومسلمين رافضين للطائفية؛
انه يريد ان يحافظ علي القاعدة الاجتماعية الضيقة ؛ ويزعم عن نفسه القومية والانفتاح السوداني
انه يود ان يركب سرجين ؛ ويحمل لقبين ويتحدث بلسانين ؛ ويلهج برايين
وقديما قيل ركاب سرجين وقاع وصاحب رايين كضاب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ثانيا
الرجل موزع في ولائه مابين فكرة التعددية الحزبية والشمولية في دولة الحزب الواحد
فالصادق الذي يلهج بالديمقراطية؛ والديمقراطية قائمة علي التعددية؛ دعا منذ الستينات؛ الي فكرة الحزب الشامل الجامع؛ وهي فكرة شمولية بجدارة
وقد خاول الصادق المهدي؛ ان يبني هذا الحزب الجامع؛ في مؤتمر القوي الحديثة في الستينات؛ وفي الجبهة الوطنية في السبعينات؛ والتي لم تحتوي بيانات حركاتها الاكثر جدية ؛ واقصد حركة حسن حسين في 1975 وحركة محمد نور سعد في 1976؛ عن كلمة واحدة تتعرض لاعادة التعددية الحزبية؛ بل سعت كل منهما الي بناء سلطة الجبهة الوطنية؛ اي الحزب الشامل الجامع اي شمولية الصادق المهدي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ثالثا
التناقض ما بين الجمهورية البرلمانية؛ والتي اتت بالصادق للحكم ؛ المرة تلو الاخري والجمهورية الرئاسية ؛ والتي اطاحت به من الحكم المرة بعد الاخري
قالصادق الذي يزعم انه صاحب حوب الاغلبية؛ يسلق النظام البرلماني بالسنة حداد ويدعو المرة تلو الاخري الي الجمهورية الرئاسية؛ والي سلطات رئاسية؛ والي تفويضات مطلقة
وكانما نسي الرجل؛ ان ما بيده من السلطات؛ كان يفوق سلطات عشرات من الرؤوساء وكانما لم يكفيه ان يكون رئيس وزراء ووزير دفاع في آن وكانما عمي هو عن الالام التي سببتها الجمهورية الرئاسية في السودان
في عهد هبود وفي عهد مايو وفي عهد الانقاذ
وكانما جهل الرجل انه في ظروف التعددية العرقية والثقفافية والدينية؛ فان الجمهورية الرئاسية تنبئ بالفشل والمركزية المفرطة وتاجيج الصراعات
ولا نحسب الرجل قد نسي ؛ او عمي ؛ او جهل فلماذا هذا الاتجاه الغريب؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
الاجابة هي الفشل والتهرب من المسؤولية
فالرجل لما فشل في الحكم المرة تلو الاخري تحت ظلال النظام البرلماني النيابي كرئيس للوزراء لم يرجع البصر كرة ولا كرتين ليري اين ارتكب الاخطاء؛ وليتحمل مسؤوليته عن هذه الاخطاء وعن الفشل
بل وجد كبش الفداء ؛ في النظام الذي اتي به الي الحكم ؛ وبحث عن العلاج ليس في اصلاح نفسه وحزبه وبرنامجه وممارساته وتصوراته للسودان ولدوره الشخصي الخ الخ بل في الاتيان بنظام رئاسي ؛ وكانما النظام الرئاسي قد اتي لنا بخير علي يد النميري ؛ والبشير ؛ وعبود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ولا يعني ما كتبت اعلاه ادانه مطلقة للنظام الرئاسي -الديمقراطي- ولا قفلا لباب النقاش حول اي النظامين؛ في اطار الديمقراطية النيابي -البرلماني ام الجمهوري -الرئاسي اصلح للسودان
ولكني اعني؛ ان حديث الصادق عن افضلية النظام الرئاسي؛ انما هو تهرب من اس المشكلة ومن اسباب الازمة الحقيقية ؛ ودوره فيها الي قضايا انصرافية شكلية عن طبيعة النظام رئاسيا ام برلمانيا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
نواصل اليوم ما بدانا ؛ بعد انقطاع
ونري لزاما ان نشرك بعض القراء ؛ في محتويات المقال الهادف ؛ للاستاذ ابكر ادم اسماعيل؛ بعنوان: قراءة نقدية لخطاب المهدية الجديدة الصادق المهدي في آخر تجلياته
والكتوب قبل بضعة سنوات ؛ وذلك لما فيه من تحليل قيم ل"فكر " "الامام"؛ ويبتدر استاذ ابكر مقاله بمقوله لبيار ابي صعب ؛ حول دور المثقف ؛ حيث يكتب موضحا حجم المسالة:
حجم المسألة:
"أن تكون مثقفاً معناه أن تتخلى عن امتيازاتك وطمأنينتك، كي تشهد للحق. المثقف هو الضمير الحي، حين يستقيل الآخرون ولا يعود للقيم من يدافع عنها..."
بيار أبي صعب
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
يقول استاذ ابكر في مقدمة مقاله: ------
تهدف هذه الورقة إلى تقديم قراءة نقدية لخطاب المهدية الجديدة، الذي هو خطاب الصادق المهدي، وفي آخر تجلياته، كتاب العودة، الذي صدر مؤخراً، وقامت جريدة الحياة بنشره مسلسلا في أكثر من عشر حلقات، وفي توقيت متوافق مع تحركات الصادق المهدي لدرجة قادت بعض الناس إلى إطلاق إشاعات حول تواطؤ تم بينه وبين الجريدة. ومهما يكن من أمر، فهذا جزء من طرائق عمل أجهزة الإعلام العربية في التعامل مع الشأن السوداني، الذي يعتبره البعض انحيازا تقليديا لخطاب المركزية ذات التوجهات الإسلاموعربية.
على أية حال، فكتاب العودة، هو في رأينا تلخيص لعناصر الخطاب المهدوي الجديد. وهو في الواقع شكل من أشكال الترحُّل النصي لمقولات سابقة، إذ أننا وجدنا أن أغلب المقولات الرئيسية هي إعادة إنتاج لأفكار الصادق المهدي السابقة، وكتابه "تحديات التسعينات" بالخصوص.
ولأن الكتاب لم يقم على منهج واضح في تسلسل موضوعاته، وهو أقرب إلى الجالوص منه إلى العمارة، وتكثر فيه التكرارات، وخاصة المقولات المنفستوهاتية، لذلك، فإننا سنحاول الإمساك بالأفكار الجوهرية والمقولات المفصلية (النمطية) والعناصر الأساسية، ومن ثم تفكيك كل منها وإرجاعه إلى حقله الفكري الأيديولوجي، وأساسه الموضوعي ـ الإجتماعي التاريخي؛ أي أن نقدنا يقوم على منهج وصفي تحليلي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ويواصل -------
من ملاحظاتنا، أن الصادق المهدي قد زين خطابه بمقولات تصور الأشياء بشكل لا يتسق مع واقعها في كثير من الأحيان، وعلى أساس هذه الصور، استلف المنفستوهات الطافحة فوق الأزمة السودانية وألحقها بآليات، فصلها مثل "قمصان عامر" وألبس كل عامر قميصه (وعامر هنا موديل صوري قابل للتغيير باستمرار حسب ما رغبة الصادق المهدي وما يقتضيه التكتيك). وحتى أن المهتمين والمراقبين بدأوا يتساءلون من فرط (عقلانية) "الأطروحة": إذا كان الأمر كذلك، فما هي المشكلة إذن؟
طبعا الصادق المهدي شخص ذكي، ولديه القدرة على (اصطناع) المنطق الشكلي في حلبة اللامنطق (السياسة السودانية). ولما للأمر من أهمية قصوى تتعلق بمصير ومستقبل شعب في لحظات فارقة، فإننا ـ كما كنا دائما ـ نسعى إلى تفحض دقيق لهذا (المنطق)، إنطلاقا من شكنا المنهجي في المقولات السياسية عامة، ولمفارقة هذا (المنطق) وتلك (العقلانية) للواقع. وبالتالي ليس أمامنا إلا إعادة النظر في الخطاب بالاحتكام إلى السيرورات التاريخية، وإرجاع المقولات إلى منطلقاتها ودوافعها؛ المصالح والرغبات التي تحركها، أهدافها وغاياتها، ومواقع قائليها في حلبة الصراع. هذا لأننا نسلم بأن أي خطاب هو في الواقع تعبير عن أيديولوجيا وأي أيديولوجيا هي بالمقام الأول تبرير مصالح (مادية أومعنوية أو الإثنين معا) في حلبة الصراع التي هي (بنية/بنيات اجتماعية محددة).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ثم يختم المقدمة بالقول:
---------
ملاحظة أخرى، أن الخطاب المعني هنا، قد شُيّد ليشمل مجالات تأثير متعددة ومتباينة، لأنه في الأساس خطاب سياسي يعتمد على الاعتقادات أكثر من اعتماده على البراهين، ويعتمد أيضا على أساليب اللعب على المجاهيل والغوامض؛ فستقوم استراتيجيتنا في هذه الورقة على تقديم مقارابات نظرية وتعريفات وتحديد لبعض المصطلحات الضرورية، وأيضا على مقاربات تاريخية نتسلح بها وعلى أساسها نتفحص مقولات الخطاب المعني بالنقد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
وبعد ان يورد الاستاذ ابكر جملة من التعريفات والمصطلحات الغنية ؛وبعد قراءات لتاريخ السودان وللثورة المهدية ؛ ولم كانت مهدية ؛ وبعد ان يشرح بنية الصراع في السودان؛ يذهب الي تحليل المهدية الجديدة؛ فيكتب ضمن ما يكتب:
-------- المهدية الجديدة؛ مشروع الصادق المهدي الأيديولوجي:
المهدية الجديدة هي تأسيس على البناء الذي أقامه الجد عبد الرحمن المهدي، الذي يسميه الصادق: الدعوة الثانية، وآخرون، المهدية الثانية. وهو بناء يتكون من:
1/ كيان الأنصار كمؤسسة دينية مرتبة بشكل هرمي يقوم على أساس قرابي باصطفاف الناس في قبائل تحت الشيوخ، واصطفاف الشيوخ تحت الوكلاء. ويتم التواصل مع قمة الهرم (الإمام والعشيرة المهدية) عبر المناديب، وهم مبعوثون دوريون إلى الوكلاء والقبائل. وقد تم ويتم استثمار (الراتب) وخاصية الوراثة كرأس مال رمزي ومحاور للتماسك العاطفي الضروري لعمل الأيديولوجيا، ومن ثم التحريك السياسي (الإشارة). والواقع أن كيان الأنصار هو كيان طائفي ـ ديني محافظ أشبه بالفيدرالية الإثنية منه إلى أي شيء آخر ويعيد إنتاج نفسه من خلال إعادة إنتاج علاقات القرابة والجهل كآليات تسمح للوعي الأسطوري بالإستمرار في إعادة إنتاج نفسه، ومن ثم التغطية على التناقضات الموضوعية في الحياة الاجتماعية بـ"الوعي المزيف". وعلى أية حال، فقد أثبت هذا الكيان عدم قدرته على التمدد في مجالات مستنيرة نسبياً.
2/ حزب الأمة: كمؤسسة سياسية هو في الواقع كيان الأنصار مطعما ببعض المثقفين/الأفندية، ومعظمهم من الإنتهازيين الذين يقايضون الطائفة بمؤهلاتهم لتقوم بتوصيلهم إلى قمة الهرم السياسي/الإجتماعي/الاقتصادي.
3/ دائرة المهدي: كمؤسسة اقتصادية، هي مؤسسة تمثل شكل من أشكال الإقطاع السوداني. إذ تقوم علاقات الإنتاج بين (السيد) و(الأتباع) على نمط (خليط من القنانة والعبودية)، فـ(الأتباع/الأقنان/العبيد) يقومون بالعمل الإنتاجي، وتكون الملكية (وسائل الإنتاج) للسيد؛ مالك الأرض وما عليها من موارد، على أن (يعلفهم) بالحد الأدنى من المعيشة مادياً و(يرعاهم) (روحياً): يعدهم بالجنة. وهذا من جانب آخر مثال واضح لنمط الأقتصاد الريعي العشائري ذي القاعدة العبودية الذي لم يتغير في جوهره حتى الآن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ولان المهدية الجديدة مرتبطة عند مؤسسها عبدالرحمن المهدي؛ وخلفه الصادق المهدي؛ بالثروة وليس بالثورة؛فان ابكر يمضي للتحليل واجراء الحفر حول حول هذه النقطة ؛ فيكتب: --------
أركيولوجيا الثروة:
مات الإمام المهدي، ولم يكن (يملك) ـ تقريبا ـ إلا سيفه الذي قدمه (السيد) عبد الرحمن المهدي للملك جورج ملك بريطانيا عدو المهدي الأول عربونا للولاء والإخلاص[18]. والمعروف ـ أيضا ـ أن الإمام المهدي، كان نجارا يأكل من عمل يده عملا بالحديث الشريف: "ما أكل ابن آدم قط طعاما خيرا من عمل يده".
وحتى عهد الخليفة، يقر (السيد) عبد الرحمن المهدي قائلاً: "لم يكن ما لدينا من مأكل وملبس يفوق شيء مما لدى عامة الأنصار..."[19]، ولكن في أيام الحكم الإنجليزي، تبدل الحال. إذ كان "أول المستفيدين من سياسات الحكم الإنجليزي هو السيد عبد الرحمن المهدي... ]فقد[ منحته الحكومة مقاولة تجهيز أخشاب لخزان سنار الذي شُيّد لري مشروع الجزيرة. ومن خلال استثمار رأس المال الذي كسبه ]من عمل الأتباع[ من هذه العملية وضع الأساس لنشاطه الاقتصادي الواسع إنطلاقا من زراعة القطن في جزيرة أبا... وبالإضافة إلى هذه الجزيرة وأراضيها الواسعة في النيل الأبيض ـ ]التي استولى على جزء منها من الأهالي وحولها إلى ملكيته بتواطؤ مع الحكومة الإنجليزية. المذكرات:18: 56[، كان السيد عبد الرحمن يملك مشاريع أخرى مولتها الحكومة بتكلفة بلغت 28000 جنيه... وفي الجزيرة نفسها بلغت مساحة الأراضي التي كان يديرها في 1931م حوالي 9600 فدانا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ويواصل: --------
وبالإضافة للأرباح الكبيرة التي حققتها له الزراعة، علينا أن نضيف الزكاة، التي كان يجمعها من الأنصار منذ سنة 1919م سنويا وكذلك الهدايا التي كان يقدمها له أثرياء الأنصار. وهكذا أصبح السيد عبد الرحمن في عام 1935م من أبرز أغنياء السودان بكل المقاييس. وفي حالة السيد عبد الرحمن لم ينحصر الدعم في المشاريع الزراعية والمساعدات المالية فقط... ولكن الفنيين الزراعيين والمهندسين التابعين للحكومة قدموا له مساعدات كبيرة في تخطيط القنوات واستغلال الأراضي وتركيب الطلمبات. وهكذا، من خلال مثل هذه الأساليب قامت الدولة الكلونيالية بمساعدة السيد عبد الرحمن في بناء قاعدته الاقتصادية ليقود المهدية التي ورثها عن أبيه إلى طور جديد. هذه (المهدية الجديدة) أكدت قدرتها على قيادة جموع الأنصار، ولكنها كانت مجردة كلية من محتوى المهدية الأصيل المعادي للكلونيالية. وفي هذا الخصوص يشير نقد الله إلى القصص الشعبية التي تقول إن السيد عبد الرحمن استطاع تنظيف أراضي الجزيرة أبا من الأشجار وزراعتها عن طريق استخدام الأنصار، الذين كان يقول لهم أن كل واحد منهم يقطع الأشجار من شبر من الأرض ويزرعه سيعوضه الله نفس المساحة في الجنة..."[20].
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ولكن ما علاقة ذلك بالصادق المهدي؟ يوضح لنا الامر استاذ ابكر حين يقول: --------
ورث الصادق المهدي هذا البناء، وهو يجلس الآن على قمته، يأكل من ريعه، ويلعب البولو ويترفه، ثم يأتي لـ(يحجِّي) الناس عن (العدالة، الديمقراطية، الشمولية، والشمولية الإثنية... إلخ). وبالإضافة لكل ذلك، من هو الصادق المهدي؛ منتج الخطاب؟ فبناءاً على تأكيدات إريك فروم، وطالما أن الأيديولوجيات ـ في جانب من جوانبها ـ عبارة عن (رغبات) وبنى (لاواعية) (نزعات)، وهذه من محدداتها: الوضع والتربية، فلنتفحص منتج الخطاب حتى لا تتأشكل علينا تداخلات النزعات والبنى اللاواعية في ما سيأتي:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
وهنا ناتي الي بيت القصيد ؛ حيث يشرح لنا ابكر من هو حقيقة الصادق المهدي ؛ فيكتب:
------
منتج الخطاب:
خلفيات النزعة التنظيروية التجريدوية:
ولد الصادق المهدي عام 1936م، في كنف العشيرة المقدسة، تحت جناح جده عبد الرحمن المهدي لحظة بلوغه قمة الوجاهة الاجتماعية/الاقتصادية ـ وهو طبعا يملك الدينية ـ وبروز طموحه في "القيادة السياسية للمثقفين" (المذكرات:18: 13) ومن ثم السعي "بالتدريج للوصول إلى سودان مستقل تكون له ولأسرته فيه السلطة السياسية الكاملة" (نفس المرجع: ص17). وكان من المفهوم أن يتم إعداد الصادق لمهام الوراثة. و(السيد) عبد الرحمن يعرف جيدا مفاتيح المستقبل. وفي رحلة الإعداد هذه تم زرع الرغبات والحاجات الإضافية إلى رغبات وغرائز ومصالح من هم عاديين من الناس. فإبن العشيرة (سيد) منذ ميلاده، زعيم في طور التكوين، يأمر فيطاع، يشير إلى أي شيء فيصبح ملكه (بوضع الإشارة، على وزن وضع اليد ـ ذلك القانون الذي تم بواسطته الاستيلاء على الكثير من أراضي شعب السودان)، هو لا يلعب سكّج بكّج مع (رفاقه ـ إن جاز التعبير) في المدرسة أو الحي! فهم يعملون له ألف حساب، لأنهم يعرفون وضعهم (الطبقي) من هذا (السيد) (المقدس)! وهو أيضا يشعر بذلك، وربما يدركه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ويواصل :
---------
كان متفوقا في (حفظ الكتب والنظريات)، فسار في الطريق إلى الحد اللازم للمهمة التي (خُلق) من أجلها: أن يحكم الناس. قبل سنين الدراسة، وأثنائها، وبعدها، لم يعمل أي عمل سوى رئيس حزب، ولما بلغ الثلاثين من عمره، عمل رئيس وزراء. ولهذه أناخ أخطر رجال الدولة السودانيين (المحجوب)؛ وبانت بعض خصائصه للناس:
أ/ معرفته بالواقع (بُرجعاجية ـ بتعبير صحافة الديمقراطية الثالثة)، (فهو يعرف سكج بكج، ولكن من مشاهدة الملازمين (الخدم) لها أو من حكاية حكاها له أحدهم؛ وسياحية على شاكلة: "بعد تخرجي من الجامعة في بريطانيا أحسست بالغربة التي اتصلت أثناء سنين التعليم لدرجة آليت على نفسى ألا أغادر السودان مرة ثانية!... كان هذا عام 1958م. وصح هذا العزم لنحو عشر سنوات بقيت أثناءها داخل السودان مترحلا داخله إلى أن طفته مرتين"[21] ثم بعد ذلك إنضافت إلى وسائل المعرفة بـ(الواقع) التقاريروية الحزبية، على شاكلة (دراسة وتوصيات الورشة زودتني بمادة استفدت منها وكتبت ورقة بعنوان: ... إلخ)، وليست المعرفة السياحية والتقاريروية عيبا في حد ذاتها، ولكن العيب في اعتماد أن تكون هي المصدر الأساس ويُظن بأنها أو يتخذ منها الطريقة المثلى (أو على الأقل الكافية) للمعرفة بـ(الواقع)؛ وهو في ذلك ضحية وضعه، فلسوء حظه أن المعايشة وإحساس المساواة المتبادل هو شرط أساسي من شروط المعرفة الحقيقية بالناس. وهذه مشكلة الرؤساء الأزلية، فحتى (أبناء التراب) عندما يصيرون رؤساء ينفصمون عن الواقع.. فما بال الذي ولد رئيساً!). ولكن مشكلة الصادق المهدي لا تتوقف عند هذا الحد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ويزيد :
--------
ب/ تعامله مع الأفكار يتم بطريقة تجار الملجة: أولاً؛ حسب المواسم وحسب "الماشي في السوق"، وهو في الغالب لا يعنى كثيرا بطريقة الإنتاج ولا بالفائدة للناس، وإنما بما سيكسبه في ملجة السياسة السودانية. في الستينات، أيام المد الإشتراكي والإبداع الرأسمالي، خرج الصادق المهدي على الناس بدعوى السندكالية (Syndicalism) وهي مذهب أنتجه البعض في الغرب الرأسمالي: ويعرّف بأنه مذهب ثوري يسيطر العمال بموجبه على الاقتصاد والحكم عن طريق الإضراب العام، أو هي ـ السندكالية ـ نظام اقتصادي يملك فيه العمال مختلف الصناعات ويديرون شئونها، أما المعنى الثالث، ونرجح أن هذا ما كان يقصده الصادق المهدي؛ أنها نظرية في الحكم مبنية على قاعدة التمثيل النقابي، لا على قاعدة التمثيل الإقليمي/الجغرافي. الصادق المهدي يدعو إلى هذه النظرية ولكنه لم يسأل نفسه ـ والغريبة لم يسأله أحد في ذلك الوقت! ـ عن أي نقابة سيرأس حتى يصبح رئيسا للوزارة؟ لأنه حتى ذلك الوقت لم يسمع أحد أنه له عملا (أو ينويه) غير رئيس حزب أو رئيس وزراء، وحتى ذلك الحين لم يسمع الناس بنقابة إسمها "نقابة رؤساء الأحزاب" أو "نقابة رؤساء الوزراء"، أضف إلى ذلك استهلاكه الراهن لمصطلحات مثل التنمية المستدامة (Sustained Development) والديمقراطية المستدامة.. إلخ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ثم يفضح المخبؤ: -------
ج/ موقعه الأيديولوجي:
يقول د. منصور خالد: "لا يعد الصادق المهدي مجرد عضو نمطي ضمن الصفوة الشمالية، بل نموذجها الأصيل. وبما أن هذه الصفوة الشمالية ظلت مقتنعة بسموها وتفوقها الإثني، الثقافي، وبالفضيلة الكامنة فيها، فإنها بذلك لا تشعر بوخذ الضمير في سلوكها بفرض نفسها وصيا وموجها للآخرين..."[22] وتتجلى هذه الوصائية في كثافة استعمال الصادق المهدي لكلمة "ينبغي". وبالرغم من اتضاح ملامح الشخصية الاسبدادية في ممارسته القائمة: الإمساك بزمام كل شيء، فهو المفكر، رئيس الحزب والإمام والناطق الرسمي لدرجة أنه يطابق شخصه بـ"الحزب" ـ وهذه حقيقة يحاول إنكارها دوما بإدعاءات التجديد والاهتمام المستمر بالهيكلات، إلا أن الإعتراف يغافله في مقولاته: ففي صفحة 134 من كتاب العودة، يقول أن "أحد المواطنين... كتب في جريدة الخرطوم... يدعو لمنهج علمي لتقويم القادة والزعماء، واقترح المقاييس الآتية ]وأورد المقاييس العشرة ثم قال[ بهذه المقاييس ينال حزب الأمة تقديرا إيجابيا" بالرغم من أن المقاييس المفترضة لا تتكلم عن الأحزاب وإنما عن الزعماء، ولكنه يطابق بين الحزب والزعيم (وهذا ما هو حاصل في حزب الأمة بالفعل في الوقت الراهن).
وكل هذا على بعضه، قد يساهم في إضاءة الجوانب المتعلقة بالسيكولوجية/النزعة التنظيروية التجريدوية التي يلاحظها الناس في خطاب الصادق المهدي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ثم ينتقد ما يسمي ب"فكر" الصادق المهدي؛ كما وضح في كتاب العودة:
---------
نقد الخطاب:
أ/ القضية الفكرية:
1ـ التأصيل والتحديث:
في الفصل العاشر، تحت عنوان البطاقة الفكرية لحزب الأمة، يلخص الصادق المهدي ملفاته الفكرية، وفي مقدمتها قضية التأصيل والتحديث. وتحدث عن التأصيل وقسمه إلى "تاصيل منكفئ" و"تأصيل مستنير"، وعرفهما باختصار، ولكنه سكت عن "التحديث"! لماذا يا ترى؟ هناك احتمالات عدة:
ـ أن يكون الصادق المهدي قد نسي الموضوع.
ـ أن يكون ظن أن التحديث هو التأصيل المستنير؛ أي أنهما مترادفان (Synonyms).
ـ أن يكون اكتشف تناقضا جوهريا بين مفوهم التحديث والتأصيل (يشوشر) على خطابه التأصيلي، فسكت.
ـ أو يكون لدى الصادق المهدي قصورا معرفيا بالتحديث والحداثة.
ولقد قمنا بالبحث والإستقصاء في كتاباته السابقة علنا نعثر على إضاءة ما، وفي الفصل الثامن من كتابه "تحديات التسعينات" ـ ذي الطابع (الفكري) ـ عثرنا على بعض التفاصيل الإضافية التي يمكن إدراجها في سياق ما أسماه بالتأصيل المنكفئ والتأصيل المستنير ضمن المحاولات الشكلانية في سبيل (نسف) العلمانية. وعلى أساس النتائج التي توصل إليها خط "نهج الصحوة أو النهج التجديدي"[23]. ويمكن أن نفهم من هذه المحاولات موقفه الضمني من "التحديث".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
وهاكم زهرة؛ من حديقة الاستاذ ابكر ؛ مهداة الي مدعي الحداثة والتحديث ؛ من المطبلين للصادق المهدي؛ عساهم يفقهوا شيئا مما يرددون :
-------
ومهما يكن من أمر، فإن هناك حقيقة هي؛ أننا لا نتكلم في فراغ تاريخي، والتحديث ـModernization ـ في السياق التاريخي الراهن، سواء بالمنظور الجدلي، أو بالمنظور البنيوي، هو فعل الحداثة ـ Modernity ـ التي هي الأساس الفلسفي/النظري القائم على قواعد أهمها:
1/ مشروعية الإبتكار/ الإبداع/ الخلق، ومن ثم اتخاذ المستقبل معياراً والتوجه إليه هو الدافع.
2/ العلمانية: بمعنى اعتماد نسبية المعايير على مستوى المعرفة والممارسة الإجتماعية، والقطيعة (بالمعنى العلمي/التاريخي/النسبي) مع البنى الفكرية الأسطورية والدينية الإطلاقية ـ أي جعلها مقيسة وليست مقياساً. ومن ثم القطيعة مع مشروعية الأسلاف وبناهم الإجتماعية، أي جعلها موضوعا للتحويل بمعايير المستقبل.
وبهذا المعنى، فإن التحديث لا يعني التأصيل (الرجوع إلى أصل) المستنير بأي حال من الأحوال، بل هو النقيض البنيوي له ولأي تأصيل آخر. وإذا اكتفى الصادق المهدي بـ"التجديد" كان سيكون متسقا أكثر مع أسس خطابه الفكري، فالتجديد هو باختصار "إضافة عناصر أخرى إلى نفس البنية (الأصل) وبشروطها؛ وبالمعنى المبتسر جداً: تغيير شبابيك وطلاء الجالوص.. إلخ. بينما التحديث هو تفكيك بنية قديمة (الأصل) وإعادة إنتاجها في بنية جديدة مقترحة (أكثر تقدما) وبشروط البنية الجديدة. وبالمعنى المبتسر: إقامة عمارة مكان الجالوص.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
وزهرة اخري لنفس المدعين ؛ اذا لم تكن الاولي فواحة لدرجة كافية :
--------
غير أن الشيء المهم هنا هو أن "الحداثة" كمعطى تاريخي، هي المرجعية الفلسفية للأفكار (العزيزة) التي (يدعيها بالمجان) خطاب التأصيل المستنير، وهي؛ الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والتعددية، ..إلخ إلخ، التي هي نتاج سيرورة الحداثة التاريخية. ولم تستمد مشروعيتها لا من البنى الفكرية للأسلاف (الأصل) ـ البنى الفكرية الأسطورية والدينية الإطلاقية، ولا من البنى الإجتماعية لهؤلاء الأسلاف (الأصل) ـ العشائر الأبوية الاستبدادية، بل هي نتاج كفاح ضد هذه البنى، وأن ما تحتله من حيز هو مقدار ما هدمته من هذه البنى وهي لا تتقدم في الفراغ، وإنما على حساب هذه البنى نفسها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ويمضي قدما الي نقد عقلية سوق الملجة ؛ في التعامل مع الافكار:
-------------
أما دعوى "التنوع البشري الخلاّق" التي أطلقتها اليونيسكو، وأخذها الصادق المهدي ليحاجج بها حول (بديهة) أهمية مراعاة الإنتماء الديني، فهي في الأساس صادرة من موقع العقلانية، وتنتمي للحقل الفكري للحداثة والعلمانية، إعمالا لمبدأ النسبية الذي يسلم بعدم نفي الآخر وإنما "تحديده" ومبدأ مساواة الخصوصيات (ومنها الدينية) كشخصيات اعتبارية أمام الدولة أو الجهاز المسيطر الذي يشمل بأحكامه الجميع و"يطالب باحتكار العنف الفيزيائي والرمزي" ويفترض فيه الحياد ـ وهذا المبدأ يتكلم عن الأديان بشكل عام وليس الإسلام أو الأديان السماوية أو ما يسميه فقهاء الدساتير السودانية "كريم المعتقدات" فحسب، وإنما تسلّم بالمساواة المبدئية بين "اللاة" و"الله"، و"المهدي" و"الكجور". ولا نحسب أن الصادق المهدي صادق في (إيمانه) بمبدأ "التنوع البشري الخلاق"، فهذا مجرد تجلٍّ لطريقة تجار الملجة.
وعلى أساس هذا التحليل، يصبح ما أسماه الصادق المهدي بـ"الموقف الصحيح"، وهو فعلا موقف صحيح، بالنسبة لقضية الدين والدولة، المستمد من مطالب العلمانيين وغير المسلمين في السودان، ومنفستو "اليونيسكو"، لا علاقة له به وإنما هو مجرد "كلام منفستوهات" على وزن "كلام جرايد"، والعلاقة بين الصادق المهدي و"الموقف الصحيح" علاقة غير حقيقية، لأنه يستعمل هذا الأخير هنا منبتاً عن سياق بنيته الفكرية وغاياته السياسية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ويعرج علي قضية الديمقراطية ؛ في تحليل ليس بالخمج ؛ فاضحا لتدليس الصادق المهدي ؛ ومن يلهجون بالحديث عن فكره ؛ وما هو بفكر ؛ وانما رص للكلام في سوق الملجه:
---------
2/ قضية الديمقراطية:
لا نظن أن أحداً قد استعمل كلمة الديمقراطية وأدعى (إنتسابها إليه؛ فهو الأصل طبعا!) مثلما فعل الصادق المهدي، الذي يقرر أن: "الفرق الأساسي ]بين الديمقراطية والشورى[ هو وجود أو غياب مؤسسات" (العودة:146)، على أساس أن "الشورى قيمة إيمانية غير مصحوبة بمؤسسات... أما الديمقراطية فقد بلورت مؤسسات" (نفسه:146)، وهو يبدو متأكدا هكذا، وقاطعاً، حتى أنه لم (يتحرفن) ويقول مثلاً: (أهم الفوارق) أو (أحد الفروقات الأساسية)، فهل صحيح أن الفرق الأساسي ـ لاحظ الأساسي هذه ـ هو وجود أو غياب مؤسسات؟؟
للإجابة على هذا السؤال، لابد أولا من تعريف المؤسسة، وهي ببساطة، وحسب القاموس:
Institution is:
… long-established custom, practice, group, etc. e.g. marriage is a sacred institution
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ويضيف:
------
أي هي عادة، ممارسة أو جمعية راسخة. هكذا بكل بساطة. ومجلس العشيرة، أو مجلس القبيلة، أو أهل الحل والعقد أو مجلس الشورى، كل هذه أشكال قائمة لمؤسسات الشورى، بل يذهب هاني الدرديري في رسالته العلمية التي نشرها بعنوان "نظام الشورى الإسلامي مقارنا بالديمقراطية النيابية المعاصرة" إلى ما معناه أن الدولة في الحضارة الإسلامية هي مؤسسة الشورى ـ بغض النظر عن التجاوزات التي حدثت. (الدرديري،1991، بدون عنوان ناشر). والشورى ـ عموماً ـ ليست مجرد "قيمة إيمانية" كما يقرر الصادق المهدي، بل هي في جوهرها ممارسة تاريخية ملازمة لبنية إجتماعية معينة هي "بنية العشيرة الأبوية الاسبتدادية" بغض النظر عن (الدين الذي تتبناه هذه العشيرة المحددة)، وهي بالنسبة للإسلام ممارسة مستصحبة في الأساس، مع بعض التعديلات التي اقتضاها الاستصحاب، من الجاهلية. إذن، هذا ليس أساس الاختلاف أو التناقض في رأينا. ولتقصي تفاصيل القضية فلنستمع إلى شهادة د. حيدر إبراهيم: "ارتبط مفهوم الديمقراطية مع فكرة الشورى في الفكر الإسلامي المعاصر ضمن محاولات التجديد والمعاصرة، ولكن هذه المحاولة تدخل في إشكالية أساسية تنعكس على كل المجهودات التأصيلية والاجتهادات، خاصة حين يسعى المفكرون والمنظرون الإسلاميون عموما إلى إستخدام أدوات ومناهج إسلامية أصولية.
فالرجوع إلى القياس أو الرأي أو الاستصحاب، لا يحل التناقض، لأن مفهومي الديمقراطية والشورى ينتميان إلى بنيتين فكريتين مختلفتين، ولهما عناصر وجزئيات ومكونات مختلفة ومتباينة، وتطورت ضمن سيرورات تاريخية وظروف اجتماعية مختلفة تماما، لذلك يظل إنتزاع مفهوم من سياق بنيته الفكرية عملية معقدة، وفي بعض الأحيان تضر بالإثنين، إذ يفرغ من مضمونه الأصلي، وفي نفس الوقت يصعب دمجه أو تمثيله في البنية الأخرى. ونعتمد هنا على التعريف الأنثروبولوجي الذي يقول بأنه لابد للبنية أو الهيكل من أن يكون نظاما، أي تراص العناصر، بحيث يكون كل تغير في عنصر ما تغيرا في كل العناصر الأخرى"[24].
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ويقول ؛ ما يصلح ردا علي المحتفين بالمسرحية الهزلية ؛ المسماة مؤتمر حزب الامة ؛ والتي اصدعونا بها:
--------
وبالرغم من ذلك، فالصادق المهدي لا يقر بوجود تناقض في الأسس النظرية بين الشورى والديمقراطية، وهو على هذا الأساس يقول "إننا ندعو للديمقراطية ونعتقد أن كل التوجيه المطلوب والتوازن المراد يمكن أن يضما في ميثاق وطني ملزم للجميع في نصوص الدستور الملزمة" وعلى أساس "التأصيل المستنير" الذي ينسفه هذا التحليل، فالديمقراطية عند الصادق المهدي "ينبغي أن تؤصل اجتماعيا وثقافيا لتلائم ظروفنا، لتصبح متجذرة في حياتنا السياسية" (العودة:14
وهو هكذا يتبنى الأجراء المقلوب، فبدلا من أن نوفق أوضاعنا الاجتماعية والثقافية وظروفنا لتتلاءم مع الديمقراطية (أي نقوم بتحديث أنفسنا بالقيام بتحولات جذرية في المجتمع) ـ لأن المشكلة في (أوضاعنا) وليست في الديمقراطية، (يؤصلها) الصادق المهدي! وإذا تأصلت الديمقراطية وتلاءمت مع ظروفنا (بنية العشيرة الأبوية الاستبدادية) فإنها بالتأكيد لن يبقى من ديمقراطيتها شيء يذكر، إلا الهياكل بلا مضمون، وهو بالضبط ما يريده ويمارسه الصادق المهدي سواء في حزبه أو حينما يحكم السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ثم يردف: ------
وبمثل هذا (المنطق) يرقد الحجر والبيضة في أمن وأمان! بعد أن تم تجريدهما من هويتهما؛ تجريد الديمقراطية من مضمونها وتحويلها إلى مجرد هياكل (تسمى مؤسسات) وإلباس (الأخت الشورى) بنطلون جينز للخروج بها إلى سوق العصر! وإخفاء التناقض، بالضبط كما يحدث في "حزب الأمة الجديد"!
وما ينطبق على الديمقراطية، ينطبق على أطروحة حقوق الإنسان بالكامل، ولا داعي للتكرار.
وإنطلاقا من هنا ـ الأسس الفكرية ـ يستمر الصادق المهدي في خلق الإلتباسات: ففي حديثه عن علاقة الدين بالدولة يرفض مبدأ فصل الدين عن الدولة/السياسة بحجة أن "الدين يدخل في الحياة، والسياسة جزء من الحياة. والمؤمن بدين لا يستطيع أن يستمر مؤمنا ويطرد دينه من حياته" وهذا شكل نموذجي للتلبيس! فأولا؛ لم يقل أحد في علاقة الدين بالدولة الديمقراطية بأن يطرد المؤمن دينه من حياته وإنما ألا يفرضه على حياة الآخرين. وثانياً، إذا كان الصادق المهدي يقر بأن السياسة (جزء) من الحياة، فلماذا لا يكون الدين ضمن أجزائها الأخرى؟ ولنحلل مقولته لنعرف كيف يصنع الالتباس:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
1/ السياسة = جزء من الحياة (معادلة الحقيقة)
2/فصل الدين عن السياسة = طرد الدين من الحياة. (معادلة الإلتباس)
لأنه يجعل من:
3/ فصل = طرد (معادلة التلبيس)
4/ السياسة = الحياة (معادلة التناقض)
وضمن ألعوبة الألفاظ يتم إخفاء التناقض، ويقوم هو بإخفاء الإلتباس باستعمال متلازمة "ينبغي" فـ"المبدأ الذي ينبغي إقراره في هذا الصدد، أن المؤمن مهما استهدى بدينه ينبغي ألا يحاول إخضاع الآخرين له. وأن يحترم التعددية الدينية". هذا هو (المبدأ) العلماني، وهو صحيح ولم ينزل من السماء وإنما نشأ نتيجة سيرورات تاريخية وتجارب، وهو أساس التطبيقات في الدول العلمانية، والتجربة البشرية تقول أنه لم يتم تطبيق هذا المبدأ إلا حين تم فصل الدين عن الدولة/ السياسة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ثم يقول:
------
ونحن نطالب الصادق المهدي بإيراد مثال واحد طُبّق فيه هذا المبدأ في الدول غير العلمانية، والإسلامية بالذات خلال القرون الأربعة عشر التي مرت وفي التجربة المعاصرة حتى يكون كلامه (موضوعيا) وقابلا للإقناع. أما الإتكال على "ينبغي" فلا يحل المعضلة، ثم قوله أن الدولة لا تستطيع أن تعمل وكأن الدين غير موجود.. ]و[ أنه لا يمكن إلغاء الوجود الحركي للدين في المجتمع" فهو تحصيل حاصل وتقرير بديهة، بل الدولة لابد أن تعمل على تحديد الدين في حدوده أولا، ومنع المتدينين من محاولة إخضاع الآخرين لأديانهم. وهنا تتجلى الذهنية الإطلاقية: فهو يفهم مسألة الفصل القائمة على مبادئ النسبية فهما دينياً مطلقا ويعبر عن هذا الفهم باستعمال كلمات مثل (طرد، إلغاء،..إلخ) هذا عوضا عن ما بهذا الإستعمال من شبهة استغلال سياسي لتهييج المشاعر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ويتواصل النقد - الشرح ؛ للصادق المهدي والمفتونين به والمفتون بهم:
------
أما محاولته للاستدلال على "تدّين" أهم ثلاث دول علمانية، بالإشارة إلى كنكردات (عهود) الدولة الفرنسية مع الكنيسة الكاثوليكية، وظهور الصليب في العلم البريطاني، ووجود اللوبي اليهودي ووجود النص "توكلنا على الله" في الدولار، فهي من جانب تلغي إطلاقاته في (طرد، إلغاء، ..) ومن جانب آخر تؤكد أن من يتابع الشكلانية تفضي به إلى السذاجة. فالحقيقة أن الدين في هذه الدول المذكورة قد وُضِع في حدوده بفعل السيرورات التاريخية والتحولات الاجتماعية التي أدت إلى ترسيخ العلمنة وفصل الدين عن الدولة وتجاوز الأشكال الاستبدادية في أنظمة الحكم إلى غير ما رجعة، وأن الدين بعد هذا (التحديد) الطويل، سلّم وتحول إلى مواطن عادي ضمن مواطني الدولة وليس الدولة أو فوقها. وهذه قيمة لم يفهمها المنظرون الإسلاميون بعد. وأن هذه الأشكال/الأدوار الرمزية، مجال الدين الحقيقي، التي ذكرها الصادق المهدي تنتمي إلى حقيقة أخرى، هي أن (الدين)، في المجتمع البرجوازي/الرأسمالي، بالفعل، "بنية فوقية". وأن "البنية التحتية" التي هي علاقات الإنتاج هي المهيمنة في بنية الدولة، لذلك لا يستطيع الدين أبدا أن يدّعي أنه الدولة ـ فهو يعرف قدر نفسه جيداً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
وختام لهذه النقطة: ------
ومشكلة الفكر الإسلامي عموماً أنه لم يتم حتى الآن تشكل بنى إجتماعية قادرة على إعادة طرح (الإسلام) خارج سياق بنية العشيرة الأبوية الاستبدادية وعلاقات الإنتاج الريعية الخراجية. أي أن التنظير في هذا المجال يتكل على "ينبغي"، وحتى على مستوى "ينبغي" هذه، تظل المشكلة في السودان أن مسئولية الرفض تقع على عاتق الدين (المختار) الإسلام وعلى الثقافة المختارة الإسلاموعربية، وفي الإثنية المستعلية المسيطرة الإسلاموعروبية التي يمثل الصادق المهدي نموذجها الأصيل. فهي الجهة التي تناقض شروط "ينبغي" التي يحاول الصادق المهدي أن يقنعنا بها عن طريق التقريرية الإعتباطية. ثم يأتي بعد ذلك ويطالب أن لا يحاكم الإسلام والعروبة!
والسؤال هو: لماذا يحاكم الإسلام والعروبة في السودان؟ فبالإضافة لما ذكرنا سابقاً فالمحاكمة ليست فقط بسبب ممارسات الإنقاذ التي يريد الصادق المهدي أن يجعل منها كبش فداء، بل بسبب ممارسات الصادق المهدي وأسلافه أيضا. وثم أنه ليس فقط لأن الإسلام إسلام والعروبة عروبة، ولكن لأنهما ـ بكل بساطة ـ يحكمان الناس وبالقوة، وبالتالي، على الحاكم أن يتوقع المحاكمة من المحكومين. وهذه بديهة، فالناس في زامبيا أو نيكاراقوا لا يحاكمون الإسلام ولا العروبة. ولكن ـ من جانب آخر ـ فمستجدات العصر هي التي صارت تحاكم كل شيء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ياتي ابكر لنقطة التنمية ؛ هذه التي لاكها الصادق حتي بكت الكلمة؛ من كونها لم تصبح عملا ؛ فلنري هنا تناقض النظري مع الواقعي
يكتب استاذ ابكر:
------
3/ قضية التنمية:
التنمية المستدامة:
يقدم الصادق المهد\ي تحت هذا العنوان طرحا جاء متماسكا نظريا في مجمله. والسبب في رأينا يرجع إلى تخليه عن أسلوب التلبيس الديني الذي ظل يمارسه في طرح القضايا الأخرى. وذلك ـ من ناحية أخرى ـ لسبب جوهري هو أن الصادق المهدي لا يسلم بوجود نظام إقتصادي إسلامي، فـ"على صعيد الاقتصاد: نزل الوحي بمبادئ عامة للاقتصاد مما لا يختلف عليه الناس مثل التعمير، والتكافل، ومنع الاستغلال وغيرها، ولا يوجد نظام إقتصادي بأجهزته وضوابطه لتحقيق هذه المبادئ ]
والحقيقة أنه يوجد نظام إقتصادي إسلامي هو أقتصاد الريع والخراج الذي ظل يمارس على مدى تاريخ (الحضارة الإسلامية)، ولا يزال، وإن إختلفت بعض عناصره، والصادق ينكره لأنه يجرد الإسلام من تاريخه، حين تقتضي الضرورة، أي أنه يجعل منه مجرد كائن إبستيمولوجي ويتعامل معه على هذا الأساس[، الأجهزة والضوابط، أي النظام الإقتصادي الذي يوافق مقاصد الشريعة ]إذا فُهمت بأنها المبادئ العامة التي نزل بها الوحي تصبح تقرير بديهة لا تخص الدين فحسب[ هو من وضع البشر"[25]. وكان بالتالي، أن وضع التنظير للتنمية في موضعه الصحيح، ولم يحشرها في التأصيل المستنير باعتبارها (كائنا وضعيا) بالجملة والتفصيل، ولم يفصلها بالتالي عن سياق البنية الفكرية الحديثة عموماً، والتنظير الحديث "الوضعي ـ العلماني" خصوصا، باعتبارها تحولا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ثم يدلف للمستور
--------
ولكن إذا نظرنا إلى الجانب الآخر ـ العملي ـ تبرز تناقضات الصادق المهدي مع خطابه في الواقع. فنحن لا ننمي الفراغ، وإنما هناك واقع (أصل) قائم وبه إشكالات جمة (التخلف). والصادق المهدي يتناول بالنقد جزءا من هذه الإشكالات، وقد اكتفى بنقد أنظمة الحكم الشمولية، وإلقى باللوم على الأنظمة "الديمقراطية"، ولم يتطرق إلى البنى الإجتماعية الإقتصادية! وبالتأكيد، فالوصف والتشخيص الصحيحان للواقع يسوقان إلى المعالجات الصحيحة والتطبيقات الصحيحة للتنظيرات الصحيحة.
وكما ذكرنا سلفاً فإن الدولة السودانية هي وضعية تاريخية، وصفناها بأنها بنية مركز وهامش لمجتمعات ما قبل رأسمالية يسودها نمط العشيرة الأبوية الاستبدادية واقتصاد الريع العشائري على مستوى (الاقتصاد الجزئي) والخراج على المستوى (الاقتصاد الكلي) مع استمرار القاعدة العبودية في تقسيم العمل وعلاقات الإنتاج. والسبب في إخفاق الأنظمة "شمولية كانت أم ديمقراطية" في إقامة التنمية يرجع في الأساس إلى إشكالات هذه البنية الاجتماعية/الاقتصادية التي تتناقض مع التنمية، بل وتتجه سالبا في أغلب الأحيان، خاصة بعد اكتمال سيطرة العشائر الطائفية والصوفية والقبلية ـ المحافظة بطبيعتها ـ على جهاز الدولة وتحالفها مع البيروقراطية التي يقودها أبناه هذه العشائر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ويمضي اعمق :
------
وتمتلك العشائر المذكورة وسائل الإنتاج وخاصة الأكثر تطورا، وتحرسها الأجهزة النظامية والبيروقراطية التي تكافئ نفسها بالغنى من الخراج (ريع الدولة) المسمى (الضرائب) التي تؤخذ من المواطنين ولا ترجع إليهم، أو في أفضل الأحوال منقوصة نقصا فادحا، أي أن البيروقراطية والنظامية، صارت تعطل دورة الإقتصاد التي أنشأها النظام الإنجليزي بتوجهه شبه الرأسمالي الذي يأخذ من الناس الضرائب ويقدم لهم الخدمات التعليمية والصحية ويقيم البنى الأساسية (أدوات الري، الطرق، السكة الحديد، التلفون.. إلخ إلخ) وهذا يعني أن النظام الاقتصادي قد تغير وعاد إلى أصله الريعي الخراجي بعد الإستقلال بواسطة (التأصيل المستنير الذي كان يسمى السودنة)، ولم يعد هناك بالتالي تنمية ولا يحزنون!
لذا لن يحدث تغيير وتنمية ـ حقيقيين ـ ما لم يتغير الوضع من خلال تغير ترابط المصالح القائم اليوم، أي تغيرات جذرية في الأسس التي تقوم عليها الدولة والبنى الثقافية/الاجتماعية/ الاقتصادية، وخاصة أنماط المؤسسات مثل "دائرة المهدي". لأن "تحرير الإقتصاد" ـ إذا سلمنا بمبدأ الرأسمالية ـ يتطلب تحرير العبيد/الأقنان/الأتباع ليصبحوا عمالا (أحرار) في سوق العمل. وتحرير الأرض ووسائل الإنتاج من قوانين العشيرة الأبوية، وتحرير العقول من ثقافة احتقار العمل (عند السادة) واحتقار العمل اليدوي والحرفي الذي يعتبر (عمل العبيد) في الثقافة الإسلاموعربية المهيمنة في السودان وتحرير الآخرين منها وتحرير المرأة من قيود الفكر الديني خاصة، وتحرير أشياء أخرى كثيرة، وما لم يحدث ذلك، أو على الأقل يجري العمل عليه، فلن تقوم للتنمية أية قائمة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
ما هي الخلاصة الفكرية لاسهالات الصادق المهدي التنظيرية؟
يقول استاذ ابكر: --------
وخلاصة القول في الجانب الفكري، أن الصادق المهدي يمارس "التشبُّح" الفكري بوضع رجل في التقليد والأخرى في الحداثة، ويمارس التلفيق بنزع المقولات من سياق البنى الفكرية التي نشأت فيها ولزقها في أخرى بآلية أقرب إلى التقريرية الاعتباطية. وكما يظهر لنا من التحليلات أعلاه أن التناقض في خطابه الفكري يعكس تناقض وضعيته الاجتماعية؛ فهو رجل تعليمه ووسائل حياته حديثة، ويعيش على ريع مؤسسة غاية في المحافظة والتقليدية.
وكما أنه يكسب "رزقه" (بدون عمل) فهو أيضا يكسب نظرياته (بدون عمل) ـ أي بطريقة وضع اليد. فهو حتى الآن، رغم كلامه الكثير، لم يمتلك شجاعة الأستاذ محمود محمد طه لتأسيس منهج للتأصيل المستنير (كنسخ الناسخ بالمنسوخ مثلا، الذي ضحى من أجله الأستاذ بحياته) نكافئه عليه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
الأستاذ / عادل تحية طيبة اثمن لك جهدك الكبير وانت تحاول ما تحاول ان تحاوله عموماً العلمية تقتضي ان يترك الباحث لبحثه ان يقوده للنتائج المرجوة من الفرضية المطروحة ولكن انت اخذت تقود البحث لتصل الى الى النتيجة التي حددتها مسبقاً ووقعت في اول محاذير البحث العلمي والتي تنفي صفة العلمية عن طرحك الكثير ويبدو انك ما زلت في غيك القديم وتحن للأيديولوجية والتي تفترض وتحدد الأعداء بصورة مسبقة وتضع وصفات جاهزة للتعاطي معهم مسقطة فذلك كل العوامل الأخرى والمتغيرات المستمرة في حركة الأخذ والجذب لعملية الدوران السياسي سؤالي المتواضع اليك وانت الباحث في دهاليز السياسة السودانية لماذا لا تضع كل الذين تعاقبوا على الحكم في السودان تحت فحص مجهرك الدقيق ؟ واقدم لك نصيحة وأطلب طلباً ان لا تضئ النور الأحمر حينما تقوم بالفحص لك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: khalid elwasila)
|
الاخ خالد تاوسيلة
تحية طيبة
والله كنت اتمني ان تكون عندي الموضوعية ؛ ولا تكون لي قدرة علي الكتابة
علي كل تساعدني كثيرا ؛ اذا انتقلت من التعميم الي التخصيص وقلت لي اين هو انعدام الموضوعية
اما نهج الصحوة قسناتي اليه
اما كوني لست قدر الصادق ؛ فكيف اكون ؟
وهو الذي تنبأ به الغيب وهو من وصف في حديثه لمجلة الوسط
وقد وصفه احد الاخوة هنا في البورد بانه "قدر الكون دي كله .. واكبر بي كتير"؛
فين انا واين نحن جميعا من ذلك ؟
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
الأخ عادل
تحية طيبة
فى بوست سابق لنا قبل المؤتمر العام لحزب الأمة كتبنا الآتى ولنقارن بين ما كتبناه آنذاك وبين ما يحدث اليوم
يظل المعضلة الحقيقية لحزب الأمة تكمن فى مشكلتين هما (1) الصادق المهدى و(2) بيت المهدى, وكلاهما يمثل كارثة بحالها على مستقبل الحزب وتمدده بين الجماهير
لقد سن الإمام عبدالرحمن المهدى سنة حسنة بالتفريق بين القيادة الروحية والقيادة السياسية فاكتفى بالأول وترك الثانى للمثقفين من أمثال المحجوب وعبدالرحمن على طه, وجاء الصادق بعد حين لينتقد عمه الإمام الهادى, الذى عاد و جمع بين القيادتين, رافعاً شعار (لا قداسة مع السياسة) فشق الحزب وشق بيت المهدى ثم أتى بعد نحو ثلاثة عقود ليلبس نفس الجبة التى أنكرها على عمه بعد أن سعى لها بكل ما أوتى من مكر ودهاء
أما بيت المهدى, الكارثة الأخرى, فيبدو علية أنه يعتقد جازماً بأن له حقاً ألاهياً لحكم السودان ولذلك نجدهم عقب الإنتفاضة يتمتعون بمناصب كبيرة فى قيادة حزب الأمة والحكومة مثال الصادق المهدى, نصرالدين الهادى المهدى, مبارك الفاضل المهدى, سارة الفاضل المهدى, الخ
وإذا إقتصر الأمر على بيت المهدى خلال الديمقراطية الثالثة فقد نتوقع الأسوأ فى الديمقراطية الرابعة حيث يبدو أن الصادق نفسه قد إستغنى عن خدمات أسرته الكبيرة وقرر إستخلاف أسرته الصغيرة على أهم المناصب فى الحزب حتى يتسنى لهم القفز مباشرة على كراسى الوزارة المرتقبة وحينذاك ستظهر لنا أسماء حديثة مثل عبدالرحمن الصادق المهدى, الصديق الصادق المهدى, رباح الصادق المهدى, مريم الصادق المهدى, سارة الفاضل المهدى, وربما طاهرة الصادق المهدى, ويبدو أن هذا السيناريو سيكون واقعياً خاصة بعد أن طفش مبارك الفاضل من الحزب ليصبح مثل اليتيم على موائد أهل الجبهة أعطوه أم منعوه, وبعد أن طارت الإمامة عن أحمد المهدى حيث لن تنفعه مبايعات دانفورت له حتى وإن تمت على موائد البيت الأبيض
سينعقد المؤتمر العام لحزب الأمة, والذى طال أنتظاره, فى غضون أسبوع من الزمان وبالتحديد يوم الأحد القادم السادس من أبريل والذى سيصادف ذكرى الإنتفاضة, فهل ياترى سينتفض الصادق وحزبه ليخرجوا لنا حزباً يعيد إلينا بعض عشمنا فى أحزاب ناضجة ومعافاة من علل الماضى أم سيظل هو الإمام الصادق المهدى رئيس حزب الأمة؟ لقد حان الوقت لكى يترجل الرجل عن رئاسة الحزب ويسلمه لشخص أغبش من عامة الناس وإلا فعلى نفسها جنت براقش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
الأخ عادل عندما ذكرت العلمية لم اقصد الكلمات التي سقتها في هذا البوست بل كنت اعني طرحك العام في هذا الخصوص حول حزب الأمة وقيادته المنتخبة بواسطة مؤتمر عام سادس في عام 2003 وبطرح متجدد اتمني ان تكون قداطلعت عليه ولو أحببت ارسلناه لك لتقف عليه وقفة موضوعية لأنه صادر عن حزب بأكمله لا من السيد/ الصادق المهدي وحده وأقول لك ان هناك كثيرون من اعضاء حزب الأمة لهم وقفة كبيرة حول موضوع الإمامة . ولعدم معرفتك بدهاليز حزب الأمة قد لا تعي الهدف الإستراتيجي المقصود من تولى السيد الصادق لهذين المنصبين فنحن في حزب الأمة اقدر على قيادة حزبنا وبألاليات التي ترتضيها عضويتنا فقط احكموا علينا من واقع ما نطرحه عليكم ومن مواقفنا وسنتابع ما سقته لاحقاً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
سلام وتقدير ياعادل
أنا فى حاجة بالجد محيرانى جدا
الراجل ده لما كان رئيس وزراء قبل الإنقلاب قال بالحرف الواحد " مشاكل السودان تحتاج إلى حاوى ، وأنا لست " حاوى" ولا أنوى الذهاب للهند لتعلم أسرار تلك الصنعة !!! .. طيب مادام الأمر كذلك وبهذا الإفصاح الواضح .. ليه مايذهب لبيته بدلا من الذهاب إلى الهند الذى لاينتويه ، عشان يريّح الناس ويرتاح !!!؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
أخى عادل جزاك الله خيرا على تسليط الضوء على شخصية كانت ومازالت هى السبب المباشر فى كل مصائب السودان
...الصادق المفتون بنفسه حتى من قبل ولادته !!! يريد أن يحيط بنفسه قداسة إلاهية وأنه المختار والمصطفى للأمة السودانية وفى رأى أن الأمام المهدى نفسه لو بعث من قبره لتخلص أولا من نسله لأنها أضاعت الأمانه وإستعبدت الناس بإسم الدين فالأمام المهدى رجل ثورى لا يعجبه الحال المائل أبدا وللأسف خلف من بعده خلف أضاعوا الأمانة وإستكانوا للدنيا ونافسوا أهلها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: EXORCIST7)
|
الاخ اكزورسست
تحية طيبة
الامام المهدي؛ قبل موته ؛ ولما كثر تسلط وتسلبط بعض اهله في الجاه والمال؛ تبرا منهم علنا في الجامع ؛ ونفضهم كما ينفض التراب عن ثوبه ؛ وكان في ما معني ما قال ؛ انه يتبرأ من اهله الاشراف ؛ وينفضهم كما ينفض التراب من الثوب
ما يسمي بالمهدية الجديدة هي نقيض دعوة المهدي ؛ الامام حقا وحقيقة ؛ لا بالوراثة او التدليس
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الامام في متاهته .. او الصادق المهدي بين القداسة والسياسة (Re: Abdel Aati)
|
الأخ عادل عبد العاطي
تحيات طيبات صدق او لا تصدق قررت اليوم انا بالمكتب انني عندما اعود الى البيت ان ارسل بوست اسأل عنك لأنك طولت الغياب ولنا في رسول الله اسوة حسنة (قصته مع اليهودي) عذراً فأين انا من رسول الله وحاشاك ان تكون يهودياً ولكن العبرة بمضمون الحكاية .
الم تقرأ انت ومار في سيرة رسول الله عليه السصلاة والسلام ان جبريل عليه السلام جاء يستفسر الرسول عن الدين الصحيح وهو حامل الوحي ولكنه كان يريد ان يعلم الناس دينهم فهكذا الحال هنا
ويبدو انك حننت الى اركان النقاش والمهاترات والتهكمات ولكن الحق يخرج ابلجا
| |
|
|
|
|
|
|
|