دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Abdel Aati)
|
3- حول دلالة الإسم:
يطرح الاستاذ دريج تساؤله عن دلالة الإسم؛ بشكل مرتب ومشروع تماما؛ حين يقول :
Quote: الدلالات المباشرة (Denotative) و التضمينات (Connotative) حول التسمية "الحزب الليبرالى": التسمية فى رايى هو أول فعل سياسى يقوم به أى حزب. و التسمية هو أو فعل يُدشن به الطفل/ة فى هذا العالم من خلال الطقس المعروف بالتسمية أو "السماية" كما هو الحال فى بعض أنحاء السودان الجغرافيا و الثقافة معاً. و اهمية الاسم يأتى من السرعة التى يتماهى معه الطفل/ة بل الادهى من ذلك خلود الاسم حتى بعد وفاة حامله/ته و ربما لهذا تحدث عالم التحليل النفسى الفرنسى الشهير جاك لاكان عن السلطة المطلقة لللغة على حياتنا كبشر. و أختيار الاسم لا يتم إعتباطاً خاصة بالنسبة لجسد كالحزب "يدعى" إضطلاعه بمهمة خطيرة كــ" التغيير"‘ ولكنه ياخذ وقتاً و جهداً مقدرين ممن لهم سلطة الاختيار و هو الشئ الذى أتخيله قد حدث بالنسبة لكم. و من هذا المنطلق اقول لاحظت و ربما لاحظ الكثيرون هذا الارتباط "العضوى" لإسم حزبكم بـ"الدالة" ليبرال المشتقة من لغات أهل الغرب. هذه الدالة‘ فى رأيى‘ لا تتحقق إحالاتها المباشرة إلا عبر "سلطةأو سلطان" الترجمة(خشم الكلام عند أهلنا فى دارفور)‘ هذه السلطة النخبوية والصفوية. فهل يعنى إختياركم و من ثم إرتباطكم بتلك المفردة "المستجلبة" هو إعلانكم الصريح عن صفويّة حزبكم؟ ام أن هناك دلالات وتضمينات اخرى؟ و هل لم تجدوا فى لغات و لهجات أهل السودان (الذين يشكون الفضاء المحتمل لنشاطكم المختلف) ال 100 و نيف مفردة/إسم/ علامة من شأنها إعانة غير الصفويين التعامل "المباشر" مع الاسم؟ |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Abdel Aati)
|
لا اذيع سرا ؛ اذا ما قلت ان قضية الإسم قد اخذت حيزا كبيرا؛ في النقاش عن الحزب الليبرالي ؛ خارجه وداخله؛ مما يدلل على اهميتها؛ الأمر الذي اوضحته إنارة الإستاذ دريج.
من المهم هنا؛ تثبيت ان مشروع الحزب الليبرالي هو مشروع مفتوح؛ متطور ومتجدد باستمرار؛ اذ ان الواقع نفسه مفتوح؛ يعيش في تجدد وتغير - سلبي او ايجابي -. من هنا فان الإسم نفسه؛ قابل للتجدد والتغيير؛ او كما قال البيان الصادر عن المؤتمر الأول للحزب: كما ناقش المؤتمر طبيعة الحزب وجذوره الفكرية، وأمن على إختيار المنهج الليبرالي الإجتماعي كإطار فكري للحزب، وسبل بنائه كحزب مختلف على ساحة العمل العام في البلاد، والطابع العلماني له ولاطروحاته، والإستمرار في العمل بإسم الحزب الليبرالي السوداني حتى المؤتمر القادم، على ان تقدم كافة الإقتراحات بصدد تغيير إسم الحزب وتبني إسم جديد للمؤتمر العام القادم.
الإسم لا شك يعبر عن المشروع وعن المنهج ؛ فاذا كان الحزب الليبرالي قد تبنى المنهج الليبرالي الاجتماعي ( وما أدراك ما المنهج الليبرالي الاجتماعي)؛ واذا كان قد طرح المشروع الليبرالي الاجتماعي بديلا عن المشاريع القديمة والحالية على الساحة؛ فانه من قبيل البديهة؛ ان يعبر الاسم عن المسمي؛ اى اسم الحزب عن المشروع والمنهج ..دون ذلك فاننا نمارس التخليط والانتهازية السياسية والتزوير.
التساؤل هنا؛ لم اذن اختار الحزب جانبا واحدا؛ من المشروع والمنهج؛ وركز عليه في الاسم؛ اى الليبرالية؛ دون الاجتماعية ؟؟ في زعمي كان ذلك لتركيز الاهتمام على ما نفتقده في حياتنا العامة؛ من غياب الليبرالية والمشروع الليبرالي. ايضا كان ذلك لان الاجتماعية هنا هي وصف لليبرالية؛ وليس العكس صحيحا .. اى انه ليس مشروعا اجتماعيا ليبراليا؛ باعتبار الحاق الليبرالية بالاجتماعية؛ وانما هو العكس؛ مشروعا ليبراليا اجتماعيا؛ ولذا كان التركيز على الليبرالية؛ باعتبارها الاصيلة هنا.
أما كون الكلمة واردة او مستجلبة؛ فاننا في عالم اليوم؛ حيث تتلاقح الافكار بشكل خلاق عابر للمحيطات والقارات والحواجز؛ نجد ان بعض التعابير؛ وخصوصا المتعلقة بالمشاريع الكونية - والمشروع الليبرالي مشروع كوني؛ وان اخذ خصوصيته في السودان-؛ قد اصبحت ارثا انسانيا؛ وقيما كونية؛ لا يمكن التعامل معها من منطق الاستيراد والاستجلاب؛ حيبث المعرفة انسانية نغترف منها انى كان مصدر أصلها الأول.
اضافة الى ذلك؛ فان بعض الافكار الجديدة والقيم الجديدة؛ تخلق تعبيراتها الجديدة؛ والتي تكون مخالفة في البدء للسائد؛ لكنها لا تلبث ان تتوطن وتدخل الى الوعي العام .. لا يمكن التعبير عن فكرة جديدة ومروع جديد؛ بمصطلحات قديمة خلقت لتعالج افكارا مختلفة وزمشاريعا مختلفة .. من هنا كانت الديمقرطية مشروعا جديدا؛ خلق اسمه الجديد؛ الذي ما لبث أن استوطن فيما بيننا؛ وكانت الفيدرالية كذلك. لم نرفضهما بدعوى الاستجلاب؛ وعلى ذلك قس .. وفي طريق ذلك تكون الليبرالية مصطلحا جديدا؛ يعبر عن فكرة جديدة؛ تبدو مخالفة للسائد اللغوي والمفاهيمي؛ حتى تتوطن وتتمكن.
كما ان التعبير لم يكن كما طرحه الكاتب في اختزاله؛ اى "ليبرال" ؛ بقدر ما لم تكن الديمقراطية "ديموكرات" ؛ والفيدرالية " فيدرال" . ليس ذلك فقط لاختلاف الكلمتين من ناحية الدلالة؛ بل ولان الاسم قد تغير باحكام اللغة الى الليبرالي - اى قد توطن في اللغة - أى لم يعد "ليبرال" كما يطرح الكاتب؛ وكان وصف المنهج بالليبرالية وليس الليبرالزم ؛ كما هو في الحال في لغات اخرى ..
اما مسألة الصفوية؛ فهي قطعا لا تعتمد على الإسم؛ في المقام الأول؛ بقدر ما تعتمد على أساليب العمل وعلى النهج وعلى الادوات؛ وقبل كل شي على قدرة الحزب على ملاقاة احتياجات الناس ؛ وحلها.. الحزب الليبرالي في الوقت الحالي يبني نفسه كحزب كادر؛ قادر على مواجهة احتياجات المواطنين؛ وحلها .. اى انه حزب كادر في بنيته؛ حزب جماهيري في توجهه ومشاريعه. على الاقل هذا هو التصور حتى يخرج الحزب من مرحلة التأسيس والانطلاق؛ الى مرحلة الـتأثير والتمكن؛ وعندها لكل حادث حديث.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Abdel Aati)
|
4- ذريعة الفشل او في اسباب القيام:
يقول الاستاذ دريج تحت عنوان: ميلاد الجديد بذريعة الفشل: أو فى المأزق
Quote: تحتل مقولة "الفشل"- فشل ا لآخرين و خاصة من القوى "المنافسة" وضعية أشبه بالــ"إبستيم المعرفى" أو قل مُعطى مطلق يسوغ على الدوام ميلاد الجديد "المزعوم". فاصبح كل جديد لا يلج الحقل السياسى فى السودان إلا عبر الفشل و لا يخلوا خطاباته من مقولات على شاكلة "فشلت الاحزاب.." و "فشلت النخب ال...". أذكر أنه خلال 1994 قام مركز الدراسات السودانية بالقاهرة بإنجاز "السودان: البحث عن بديل" فى كراسة عُرفت بـ" سلسلة حوارات". قد نشر فى تلك السلسلة العديد من البيانات و مشاريع سياسية بديلة كلها كانت تستثمر فى حكاية فشلت دى. |
وبعد أن يقتبس من اطروحات بعض القوى؛ عن ذلك الفشل؛ ومن اطروحات الليبرؤالي؛ كذريعة للميلاد حسب قوله؛ يخلص الى القول:
Quote: و لعل من سخرية الاقدار ان تشترك القوى "المدنية" مع القوى العسكرية التى تسوغ لانقلاباتها ايضاً بذريعة فشل الاحزاب لتتحكم فى حياة الناس بعد ذلك فتُعطى الحياة لمن تشاء و تأخذها ممن تشاء.
إذن الجديد "عندنا" لا يأتى كإضافة جديدة أو كحق "طبيعى" و يثرى واقع التنوع و لكنه مجرد رد فعل لفشل "متوهم" يصاحب الآخرين. و هذه الحالة تستبطن إيديولوجيا المهدى المنتظر الذى ياتى كل فترة ليملأ الدنيا عدلاً و حاجات تانية بعد أن مُلئت جوراً أو "فشلاً".
نقول تكمن خطورة "خطاب الفشل" ليس فقط فى بذلها شرعيات مجانية و حسب و لكن أيضاً لأنها تنهض فى الأساس على فرضية خطأ ما كانت تفوت على دعاة التغيير بخاصة من الديمقراطيين و دعاة التنوع و الحرية (Liberalism). لان مجتمع الديمقراطية و الحرية و التنوع ينهض أصلاً على التعدد و بدون ذلك لن تقم لها اية قائمة. فالقول بالفشل أيضاً يستبطن إفتراض أن "الناس" او الجماهير -كما يحلو للبعض إستخدامه - (حافية من كل إعتبار تراتبى أو طبقى أو مصلحى‘الخ) قد إجتمعت و أعطت قوى النخب او الاحزاب‘الخ تفويضاً بالانخراط فى إنجاز مشروع "معروف" و متفق عليه ولكن تلك القوى المفوضة قد فشلت فى مهمتها تلك مما أثار الجماهير التى هرعت للبحث عن البديل‘ و لتبدأ عملية البحث عملياً بميلاد الجديد و هكذا. و هذه البساطة إنما تعبر عن نظرية "وظيفية" للعالم تنتفى معها الاختلافات و المصالح و أن الفشل الذى يحدث ليس سوى خلل وظيفى (mal-function) بحسب مناهج الانثروبولوجيا و السوسيولجى التقليدية.
و العبور المجانى الى حقل السياسة السودانية عبر "دابة" الفشل ايضاً يعفى الكثيرين من تقديم طرح دقيق لمشروعاتهم و بالتالى تضعهم مجرد ملحقات فى سيرة الأزمة السودانية. و إزاء كل هذه الدعاوى لا يسعنا سوى طرح التساؤلات التالية: هل كان فى السودان فى أى لحظة مشروع سياسى/إجتماعى/ثقافى يمكن الإشارة إليه بمشروع سودانى قومى متفق عليه؟ وهل حقيقة فشل المشروع الاسلاموى فى السودان‘ مثلاً؟ كيف إذن نفسر نجاحه فى الوصول إلى السلطة السياسية و تحقيق الكثير من مصالحه الاقتصادية و الاجتماعية؟ و هل الجزب هو إداة للتغيير فى السودان؟ و فى أى إتجاه؟ |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Abdel Aati)
|
6- الدولة الريعية وإقتصاد السوق الاجتماعي :
في نفس السياق؛ يطرح الاستاذ محي الدين ابكر سليمان؛ اسئلة بالغة الإهمية عن التوجه الاقتصادي للحزب الليبرالي؛ اى تبنيه لاقتصاد السوق الاجتماعي من جهة؛ ونقده لنمط الاقتصاد السائد في السودان؛ والذي يتحكم فيه جهاز الدولة؛ والذي اسميناه بالاقتصاد الريعي او إقتصاد الدولة الريعية.
يقول الاستاذ محمي الدين بعد ان يقتبس مقاطعا من بيان الحزب السياسي حول التوجهات الاقتصادية للنخب العسكرية والمدنية التي حكمت السودان؛ وملامح الاقتصاد الذي بنته:
Quote: الا يتناقض هذا الجزء مع تشريح الحزب الليبرالى للازمة السودانية التى انشئ الحزب على اساسها؟ فبالتسليم ان الازمة السودانية لها مظاهر اجتماعية اقتصادية ثقافية سياسية, الا يعنى تخفيف او رفع قبضة الدولة من التخطيط الاقتصادى وقطاع الخدمات من تعليم وصحة وخلافه من خدمات يؤدى لتعميق هذه الازمة؟ خصوصا وان معظم المظالم التى عبرت عن نفسها بشكل دموى كان غياب التنمية المتوازنة والخدمات والتمثيل العادل فى مواقع اتخاذ القرار السياسى احد مسبباتها؟ |
وكذلك يقول:
Quote: هذا هو التناقض الذى اقصده, فكيف لاقتصاد السوق الحر الذى يتبناه الحزب ضمنيا ان يعالج هذا التشوه وهو يعمد الى تكريسه فى ان؟ |
ازعم الا تناقض أبداً في اطروحات الحزب الليبرالي في هذا الصدد؛ وانما الممكن هو وجود شكل من اشكال سوء الفهم؛ ربما يكون راجعا لضعفنا في شرح وجهة نظرنا بصورة واضحة؛ مما يفرض علينا ان نشرح وجهة نظرنا بشكل أكثر توسعا للاستاذ محمى الدين وغيره.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Abdel Aati)
|
نهج الحزب الليبرالي السوداني الاقتصادي؛ وربما كاول حزب في تاريخ السياسة السودانية؛ يهدف الى القطع الجذري مع نموذج الدولة الريعية ونموذج الاقتصاد الاستهلاكي الطفيلي؛ والذي يلعب جهاز الدولة البيروقراطي والقوى التي تقف حوله وترغب في امتلاكه الحاجز الاساسي أمام اجتراف تنمية حقيقية.
هذا يقتضي منا البحث عن نموذج جديد للتنمية؛ اى بناء اقتصاد انتاجي لا استهلاكي؛ وذلك عن طريق اليات السوق الحر وترشيد السياسات الاقتصادية والاعتماد على القوى المبادرة والقادرة والراغبة في الاستثمار والانتاج؛ والعمل من جهة ثانية على تطوير الفائض الاقتصادي وتدويره في المناطق التي يتكون بها؛ لا احتلابه من قبل جهاز الدولة وتوزيعه على الفئات الطفيلية المعتاشة عليها من السياسيين.
هذا يفترض التقليص الجذري لجهاز الدولة؛ وتخفيف سيطرة الدولة على الاقتصاد؛ والاعتماد على قوى واليات السوق كمحرك للتنمية؛ وليس على جهاز الدولة الذي اثبت فشله. وفي نفس الوقت ان يقوم جهاز الدولة البسيط والصغير والمرن والذي اعيدت هيكلته جذريا بمهامه الاساسية التي اهملها طوال عقود؛ في اثناء تركيزه على احتلاب الريع وتوزيعه؛ وهي توفير الأمن وبناء البني التحتية وتوفير الفرص المناسبة للنشاط الاقتصادي الحر والمبادرات الاقتصادية وتصفية العلاقات الاقطاعية والتي تعوق نمو الاقتصاد.
في اطار تقليص جهاز الدولة؛ سيتم تقليص الجهاز العسكري الطفيلي الذي تخصص في البطش والقمع؛ واعادة هيكليته جذريا؛ بحيث يتحول الى قوة منتجة تمول نفسها؛ وبتركيزه في الحدودوابعاده تماما من العاصمة والاستفادة منه في اوقات الكوارث الطبيعية الخ ؛ وكذلك بنائه وتربيته على احترام الدستورية والحياة المدنية الخ .. ان هذا سيوفر امكانيات هائلة كانت تضيع هدرا؛ خصوصا ان الحزب سينهي مرة واحدة والى الابد اى صراعات مسلحة وحروب اهلية اصبحت في حد نفسها تجارة لقيادات الجيش المسيطرين على جهاز الدولة.
وفي نفس الاطار ستقوم الدولة المحدودة بتنزيل السلطة من المركز الى الاقاليم؛ وفق نظام فيدرالي او كونفيدرالي؛ بحيث ان السلطة المركزية ستقتصر فقط على صك العملة والدفاع الفيدرالي والتمثيل الخارجي وسن القوانين الفيدرالية؛ مما سيخفف من جيش البيروقراطية وتكاليفها العالية في المركز.
وستقوم الدولة المحدودة بمحاربة الفساد والمحسوبية وضربهما بيد من حديد؛ وفي الحقيقة فانه في ظل فتح الاقتصاد لعلاقات السوق وعدم سيطرة الدولة عليه؛ فان منابع الفساد والمحسوبية ستجفف الى حد كبير؛ الا ان كل الجهاز القمعي والذي كان مخصصا من قبل لقمع المواطنين؛ سيستخدم هذه المرة لضرب الفساد والمحسوبية؛ والتي هي من اكثر الامراض التي تعطل وجود نظام اقتصادي سليم وقائم على المنافسة والكسب والعمل وليس العلاقات والمحسوبية. كما ستعمل هذه الدولة على ضمان الأمن وخصوصا في الاقاليم؛ وستستفيد من اعادة توزيع القوات المسلحة واعادة هيكليتها في هذا الاطار.
وستقوم الدولة المحدودة بالتركيز على بناء البنية التحتية باعتبارها العصب الاساسي لتحريك علاقات السوق في البلاد؛ ومن ذلك توفير الكهرباء وبناء الطرق والموانئ. ان الفائض المتوفر من بعض الموارد المعدنية - بترول ؛ ذهب - الخ - وكذلك الدعم الاجنبي الخ ؛ ستكون كافية لبناء هذه البنية؛ وفي ظل نظام ديمقراطي وانظمة عالية للمحاسبة والشفافية فان امكانيات الفساد سستقلص؛ كما ان هذا البناء سيكون في مرحلة واحدة بعدها سيستعدل الاقتصاد ويكتسب امكانيات الدفع الذاتي .
وستقوم الدولة المحدودة تشجيع النشاط الاقتصادي عن طريق سن القوانين المشجعة؛ وخصوصا في مناطق القطاع التقليدي ؛ وذلك بتخفيف الضرائب او الغائها تماما؛ وتقديم التسهيلات الجمركية والبنكية الخ؛ مما سيدفع أس المال الى الاستثمار في تلك المناطق؛ والزامه باعادة استثمار جزء من الارباح في تلك المناطق.
كما ستقوم الدولة بتطوير تلك المناطق بما يتوفر من موارد في اقاليمها .. في الوقت الحالي يطرح الحزب الليبرالي بصورة عامة ان تذهب 50% على الاقل من عوائد موارد اى أقليم الى تنمية ذلك الاقليم؛ بما فيه تطوير البنية التحتية والصرف على الخدمات؛ اما ال 50% الباقية فستذهب الى الميزانية المركزية حيث سيعاد توزيعها ليذهب النصيب الاوفر لتطوير البنية التحتية وتمويل الخدمات في الاقاليم الأكثر تخلفا.
وستعمل الدولة المحدودة على تطوير علاقات السوق عن طريق القوانين التي تشجع الملكية وتقننها؛ وخصوصا في اطار الانتقال من الملكية القبلية او المشتركة او ملكية الدولة ( للارض ) الى الملكية الفردية؛ وتشجيع الاسدخار والاستثمار؛ والتشجيع للدخول في الاقتصاد النقدي بالنسبة للرعاة والمزارعين التقليديين؛ كل ذلك عن طريق برامج تعليمية وعن طريق السياسات المالية والضريبية وعن طريق القروض البنكية وتشجيع وتمويل الاستثمار الصغير الخ ..
اما في المناطق النائية والتي لا امكانية لنشاطات زراعية او صناعية بها؛ فان الحزب الليبرالي سيعمل على تحويلها الى مناطق تجارية . ان الحزب يدرس الآن ان تكون هناك 8 مناطق حرة على الاقل على الحدود السودانية مع الدول المجاورة؛ من بينها 3 مناطق في غرب السودان ( الحدود السودانية - الليبية التشادية ( دار زغاوة) ؛ الحدود التشادية - السودانية ( الجنينة) ؛ الحدود السودانية مع افريقيا الوسطى ) .. كذلك منطقة حلايب في الشمال الشرقي ؛ منطقة سواكن ؛ منطقة يي في جنوب السودان؛ وكذلك في مناطق على الحدود الاثيوبية والارتيرية .
ولان الحزب الليبرالي واقعي ويدرك الامكانيات الحقيقية للاقتصاد السوداني؛ فهو لن يزعم انه سيقوم بتقديم كل الخدمات للمواطنين في الريف والحضر كما في دول الرفاه؛ ولكنه سيلتزم بتقديم خدمات على قاعدة العدالة والمساواة بين المواطنين؛ يكون له القدرة على تنفيذها؛ فيلتزم مثلا بمجانية التعليم وشموليته والمساواة في الوصول اليه في مرحلة الاساس ( الابتدائية) ؛ على ان يكون التعليم المتوسط والعالي اهليا وتجاريا .. نفس الشي يقال عن الخدمات الصحية الاساسية؛ مع ضمان تساوى الفرص لكل مواطن للوصول لتلك الخدمات الاساسية؛ وفي هذا لنا برامج تحت الدراسة يمكن ان نعرض بعض ملامحها لاحقا.
ان هدف الحزب الليبرالي عموما سيكون بناء مجتمع من المنتجين؛ وليس مجتمع من الاجراء او الفقراء؛ هؤلاء المنتجين سيكونون مستغنين بمبادرتهم وانتاجهم عن الدولة؛ وحصر الدولة في مهامها الاساسية الحدودة؛ وابعادها عن اهدار موارد الناس وتعطيل قدراتهعم؛ وهذا ما نسميه بادخال اقتصاد وعلاقات السوق الى السودان ودعمها؛ بعد ان قُمعت وعُطلت طويلا من قبل الدولة الريعية الطفيلية الاستهلاكية البعد كولونيالية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Abdel Aati)
|
7 - بدلا من الخاتمة:
هذه كانت؛ بسرعة شديدة وبدون تفرغ كاف؛ محاولة للرد على تساؤلات الاستاذ دريج والاستاذ محي الدين. أكرر هنما اننا نرحب كل الترحيب بمثل هذه الحوارات ومثل هذه التساؤلات؛ فهي من جهة تسمح لنا بعرض وجهة نظرنا بصورة اوسع؛ ومن الجهة الأخرى تتيح لنا مراجعة بعض اطروحاتنا ومواقفنا؛ على حصيلة النقد الذي يوجه الينا؛ والذي يوضح لنا في مرات كثيرة نقاط ضعف او قصور في نظرتنا لبعض الأشياء.
من نتاحية ثانية اقول اني شخصبا جد سعيد بالتحاور مع الاستاذ دريج؛ وذلك لما ظللت اتابعه من مقالات رصينة له وحوارات حول مكونات الحركة السياسية السودانية؛ وخصوصا حول تجربة التجمع الوطني الديمقراطي؛ وهي مقالات وحوارات نقترب منها كثيرا في تحليلاتنا؛ ولا شك ان نظرة نقدية وتحليل كثيف من قبل الاستاذ دريج؛ كفيلة بان تجعلنا نتحرى مواقع اقدامنا؛ حتى لا نكون كالحارث في البحر؛ وحتى لا نكون تجربة تعيد انتاج "الفشل" .
اننهز الفرصة ايضا لادعو الجميع ممن يؤيدوا الحزب الليبرالي وممن يخاصموه؛ الى ابتدار حوار ديمقراطي راقي خال من التهجم غير المنطقي والتصنيفات العشوائية والمماحكات الفارغة؛ ولا ريب عندي ان اعضاء الحزب الليبرالي بهذا المنبر؛ النشطون منهم ومن لا يتوفر لهم كثير وقت؛ سيكونوا اكثر من سعيدين للمساهمة في مثل هكذا حوار .
مع الشكر للاستاذ دريج وفي انتظار تطور الحوار واغنائه بمساهمات واسئلة الراغبين.
عادل عبد العاطي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Abdel Aati)
|
أستاذ عبد العاطي
ــــــــ كمتابع غير متفرّغ لشؤون البيت اللبرالي ممكن أستفسر عن الدور الطليعي البتقوموا بيه أستناداً لسياسات الحزب الرئيسية في البلد!!!!
يعني أنتوا عملتوا شنو و قدّمتوا شنو للناس المؤمنة بي دوركم في القدرة علي أحداث التغيير؟
شكرا!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: حبيب نورة)
|
العزيز حبيب نورة
تحياتي القلبية ..
كنت اود ان اكمل النقاش مع الاخ دريج؛ ثم نعود للتفاصيل؛ الا ان مداخلاتك دائما تجد مني الترحيب؛ وخاصة اذا كانت جوهرية وفي السلك كما يقولون.
في الوقت الحالي لا ازعم ان لنا دورا طليعيا؛ بقر ما هو دور مغاير؛ اى طرح تفكير سياسي جديد وخطاب سياسي جديد وممارسة سياسية جديدة؛ وباعتبارنا لا نزال ناشئين؛ فان نجاحاتنا محدودة؛ ولكن يمكن ان اعدد لك منها التالي:
1/ تحويل قضية السياسة من اطار الصراع الايدلوجي الى اطار الصراع البرامجي؛ او قل التحول من التفكير العقائدي الى التفكير التطبيقي ؛ كما اسماها الاستاذ عمار حامد في مقاله بنفس الاسم ؛ والذي يمكن ان تجده في موقع الحزب بالشبكة العالمية . في هذالا الصدد فان برنامجنا لحل مشكلة دارفور؛ قد تم تبني الجزء الأكبر منه في مؤتمر ضم قيادات العمل السياسي والمدني وقيتادات الحركات والنظام في ليبيا؛ قبل عدة سنوات؛ وان لم ينتقل الى التنفيذي. كذلك اولينا اهمية خاصة لقضية تحويل النظرة الى الحزب السياسي من كونه صنما يعبد؛ الى كونه مجرد اداة سياسية تستخدم مع غيرها لتغيير الواقع.
2/ تحويل النظرة الى الانسان الفرد؛ باعتباره هو الاصل وعصب التغيير؛ وليس المجتمع او الدولة؛ وهذا فتح جديد في السياسة السودانية. حزبنا يركز على دور الفرد واستقلاليته وتميزه؛ في داخله او في المجتمع؛ ولذا كان تركيزه على مبدأ الحريات الفردية والمسؤولية الشخصية للافراد؛ ومجاهداته من أجل كرامة الانسان وحياته من الاغتيال الحقيقي والمعنوي. لأعضاء حزبنا هنا جهود مقدرة في مختلف حملات التضامن مع افراد او مجموعات؛ تكللت بالنجاح؛ من بينها الحملة من أجل اطلاق سراح دكتور مضوي في 2005 ؛ والحملة من أجل اطلاق سراح المعتقلين ( من اعضاء قوات التحالف السودانية) في ارتريا في 2004-2005 ؛ والحملة من أجل اطلاق سراح الرائد وليد التوم ( من جيش تحرير الامة ) من السجون الارترية الخ .
3/ في اطار ذلك يأتى طرح حزبنا المتماسك برفض العمل العسكري والاساليب العنيفة في العمل السياسي؛ وطرح بديل المقاومة اللاعنيفة؛ ونشر هذا الطرح داخل الحزب ووسط مؤيديه وفي المجتمع؛ بل والافلاح في اقناع قوى مسلحة بضرر هذا الطريق؛ وضرورة الانتقال الى العمل السياسي والمدني طويل المدى كآلية ناجعة للتغير.
4/ الانتقال بقضية مساواة المراة وتمكينها - في قيادة الاحزاب السياسية - من مرحلة الشعارات الى مرحلة التطبيق؛ حيث تحتل النساء مراكز قيادية في حزبنا؛ لم تعد تحوجنا حتى الى انشاء قطاع للمرأة في الحزب .. في الوقت الحالي عدد النساء في صفوف الحزب اكثر من الرجال؛ ويحتلوا - عدديا ومن ناحية اهمية المواقع - أكثر من 40% من قوام الهيئات القيادية عددا؛ واكثر من ذلك من ناحية المراكز .. ففي اللجنة التنفيذية مثلا ؛ والتي تتكون من 7 اعضاء ثابتين وعضوة داعمة؛ هناك 4 نساء؛ من بينهم رئيسة اللجنة التنفيذية؛ والامينة العامة للجنة اللتنفيذية؛ وامينة التنظيم والقطاعات؛ وامينة العمل المدني .. وكذلك الحال في اللجنة المركزية للحزب.
5/ طرح وتطبيق شعار ان الحزب ينبغي ان يحل بعض مشاكل المواطنين؛ قبل ان يصل الى السلطة .. في هذا الاطار انشأ الحزب منظمات تقوم بدعم البنية التعليمية والصحية في السودان؛ ولنا في هذا المجال انجازات في جوبا وجبال النوبة وشمال السودان. كما يطرح الحزب واجب العمل المباشر - كحزب - في حل مشاكل النازحين والمهجرين والمتضررين من الحروب الاهلية .. هنا كانت حملة الحزب في اوائل عام 2005 لجمع مواد طبية وادوية وملابس واغذية للاجئين في دارفور ( أشرف على الحملة الاستاذ عمار حامد ونفذت بالتعاون مع بعض منظمات ابناء دارفور بالخرطوم ومع جمعية التنوير وجريدة الصحافة) ؛ وكذلك عمل الحزب الآن في حزام معسكرات اللاجئين حول الخرطوم؛ وان كان لا يزال في بداياته.
6/ الحرص على ان يستفيد عضو الحزب من فترة بقائه في الحزب؛ وذلك بتوفير فرص التدريب والتطور له؛ ودعمه معنويا وبكل الطرق؛ وذلك مقابل الوقت والجهد الذي يستثمره في العمل لصالح الحزب .. نحن مقتنعون ان الحزب الذي لا يفيد عضويته؛ تطويرا لمقدراتهم ورفعا لها ودفعا لهم زمساعدة لتحسين مستوى حياتهم؛ لا يمكن ان يفيد المواطنين.
هذا بعض ما استذكره في اللحظة الحالية؛ وساحاول ان اعود لك بشكل أكثر تفصيلا.
مع ودي ...
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Mohamed osman Deraij)
|
عزيزى عادل: آسف فما سبق كان رد محتمل لقولك:
Quote: أول ما يسترعانا هو غرابة علاقة عدم المتابعة لما يمكن تسميته بــ"الفضاء السودانى الإفتراضى" بالتساؤل عن الحزب الليبرالي؟ او لو شئنا الدقة ؛ ما هو هذا الفضاء السوداني الافتراضي نفسه؟
فضاء العمل العام السوداني؛ أو قل الفضاء السياسي الذي يعمل في اطاره الحزب الليبرالي السوداني؛ ليس افتراضيا الا بقدر ما تكون كل الاشياء والفضاءات إفتراضية .. إنه في زعمنا واقع حي.. لذلك يكون التساؤل عن ماهية ما يمكن تسميته بــ"الفضاء السودانى الإفتراضى"؛ في علاقته بجسم سياسي يعمل في الواقع الحي نفسه؛ على الأقل غريباً. |
دريج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Mohamed osman Deraij)
|
الأخ العزيز واستاذي دريج
تحية طيبة واحترام موصول ..
أولا لك كل الشكر على مواصلة الحوار هنا .. واسمح لي ان اشرح لم نقلته من بوستك الثري الى هنا .. كان ذلك محاولة لتخليص الحوار من ضغط السياسي ومحاولة للحفاظ على طابعه الفكري؛ وانت تعلم ان سوق الافكار في السودان بائرة؛ وسوق المماحكة والسياسة صاخبة شديدة الصخب.
الآن الاحظ بعد ان هدات المشاعر قليلا؛ ان ذلك البوست بدأ يستعدل؛ ولم يغرق تماما بالمماحكات؛ لذا يمكننا المواصلة هنا او هناك ؛ وان كنت افضل المواصلة في هذا الخيط؛ وذلك بعد اضافاتك القيمة التي تكرمت بانزالها هنا؛ مما عنى لي انه لا مشكلة عندك في مكان الحوار؛ بقدر ما انت معتم بالحوار نفسه ..
لك الود.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Abdel Aati)
|
الاخ عادل سلام بجيك للتعليق بعدين
بس عندي سؤال,كان لكم بيان حول احدث حمرة الشيخ,جاءني احساس انه مجامله اولا : هل من الممكن اعادة نشره هنا؟؟ ثانيا:لماذا فقط حمرة الشيخ؟؟؟؟ لماذا لم ينزل بيان ادانه لنقل الحرب لقرى كثيره داخل دارفور بعيد عن خط القتال الاصلي؟؟؟
تخريمه:
Quote: طرح مقنع يا عادل
شخصيا بدات خطواتى تقترب من برامج الحزب الليبرالى |
وياريت تعمل معاك عضويه( لهنايه) كمان يا (هناي). تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Tragie Mustafa)
|
السيدة تراجي
تحية طيبة ..
نعم عندنا بيان عن احداث حمرة الشيخ؛ وساكون سعيدا بنقله هنا من ناحية ثانية لم افهم ما هو المقصود بكلمة مجاملة؛ من تظني اننا نجامل بالتحديد ؟ وهل تعتقدي ان القضايا الوطنية المصيرية - ومن بينها قضايا الحرب والسلام - تخضع لمنطق المجاملة ؟ واذا كان الافراد يمكن ان يجاملوا؛ فهل تجامل المؤسسات؟
من ناحية اخرى لم ندن فقط توسيع القتال في دارفور فحسب؛ بل طالبنا بايقافه تماما؛ وذلك منذ اول اندلاعه؛ وكنا نقول ان مواطن دارفور هو المتضر الأكبر من ذلك القتال؛ ولا يزال مطلب ايقاف الحرب في دارفور - او ما تسميه خط القال الاصبلي - الهدف الاول لحزبنا .
جاى ببيان الحزب بتاريخ 30 فبراير 2003؛ بعد انطلاق العمل المسلح في دارفور مباشرة:
Quote: يتابع الحزب الليبرالي السوداني، من خلال وسائل الاعلام، ومن خلال وسائطه الخاصة، بروز ظاهرة المعارضة السياسية المسلحة في دارفور، والتي اعلنت عن نفسها بقوة في العمليات العسكرية الاخيرة في جبل مرة وعلي محيطه، واعترفت بها السلطات الاقليمية في ملتقي الفاشر التشاوري الاخير. ان اقليم دارفور، قد عاني ما عاني في العقود الاخيرة، من الكوارث البيئية، ومن انفراط الحالة الامنية، والصراعات القبلية والاثنية، ومن فشل الحكومة المركزية في تقديم اي برنامج تنموي للاقليم، او القيام بالحد الادني من التزاماتها، تجاه مواطن دارفور. ان انفجار الصراع السياسي، بصورته المسلحة في دارفور، انما هو استمرار للازمة السياسية والوطنية، وان بصيغة اخري. ان انعدام اي افق تنموي وتطويري للاقليم، والمركزية الفائقة التي تتعامل بها الحكومة الحالية، تجاه مطامح الاقاليم المشروعة، واستخدام سياسة القبضة الحديدية، في التعامل مع قضايا تنموية واجتماعية وسياسية، والديكتاتورية القابضة علي النظام السياسي والحياة العامة، هي عوامل لا يمكن ان تؤدي الا الي الانفجار. ان الحزب الليبرالي السوداني، يقف بوضوح تام، مع ضرورة الحل السلمي للنزاع المسلح في دارفور، ووقف اطلاق النار في الاقليم، وانخراط الاطراف المتصارعة في حوار سياسي مباشر، علي شاكلة الحوار الدائر الان بين ممثلي الحكومة القائمة والحركة الشعبية لتحرير السودان، كسبا للوقت، وتعلما من التجربة، وتوفيرا لآلام جديدة علي مواطن دارفور والمواطن السوداني. وندرك نحن ان الحل السلمي لن يتم، ولن يكتب له النجاح، دون اجراء اصلاح ديمقراطي عميق، يشمل النظام القائم اليوم في السودان، في اتجاه تصفية الدكتاتورية قوانينا ومؤسسات وممارسات، واستعادة الحريات الديمقراطية، وبناء حكومة انتقالية معبرة عن قطاعات المواطنين المختلفة، وحاظية برضاهم، تحت اشراف الشرعية الدولية. كما لن يدوم الحل السلمي، دون مراجعة شكل الدولة المركزية السودانية، وتقريبها للمواطن في صورة دولة فيدرالية بسيطة التكاليف، محكومة مدنيا ومحليا، ومتوجهة نحو حل قضايا المواطن. كما لا يفترض ان يتم الاتفاق علي وقف الاقتتال، دون اجازة برامج عاجلة لاصلاح ما خربته الخرب، واعادة بناء الخدمات الاساسية في مناطق الحرب والمناطق المتاثرة بها. ان الحزب الليبرالي السوداني يدعو اطراف النزاع اذن، للتحلي بالمسؤولية الوطتية، ووقف مسلسل العنف العبثي، كما يدعو كل مواطن ومواطنة الي دعوة السلام والحريات والعدالة، دفاعا عن حياته وحرياته وحقوقه.
|
كما جاء ببيان الحزب بعد احداث الهجوم على مطار الفاشر التي فرح لها الكثيرون :
Quote: تابع الحزب الليبرالي السوداني، اخبار الهجوم المسلح الذي شنته قوي من المعارضة السياسية المسلحة في دارفور، علي مدينة الفاشر، والذي استهدف مطار المدينة وقيادة الجيش ومرافق عسكرية وحكومية اخري في المدينة. ان الحزب الليبرالي السوداني، اذ يبدي اسفه علي هذه الاحداث، وخصوصا علي الاضرار والخسائر التي تعرض لها المدنيين من جراء هذا الهجوم، ومن جراء القتال المضاد، يسجل ان هذا الهجوم انما هو نتيجة منطقية لثقافة العنف والحرب التي ولدتها الازمة السودانية، وعدم وجود القنوات الديمقراطية لحل المشاكل السودانية، التي تعترض طريق المواطن والوطن. ان الدكتاتورية والعنف وجهان لذات العملة،احدهما موجود بوجود الآخر، وقد كنا اشرنا في موقفنا من ظهور المعارضة المسلحة في دارفور، الي ان حلقات الحل تتمثل في الاصلاح الديمقراطي والحوار السلمي والاتفاق علي شكل الحكم، ولكن يبدو لنا ان الاطراف الاساسية للعبة السياسية، بما فيها الاطراف المتحكمة في النظام القائم، ليست قادرة ولا راغبة في انجاز هذه الخطوات، ووقف مسلسل العنف والعنف المضاد. ان تصاعد الاحداث بعد الهجوم، واللهجة العنيفة التي ظل يستخدمها اعلام النظام، عشية الهجوم وفي غداته، انما تشير لنا بان النظام لم ينضج بعد للحوار حول هذه القضية، ويريد ان يدفع الوطن والمواطن الي اتون حرب جديدة، تضيف الي الانهيار الامني والبيئي والاقتصادي بدارفور، حالة حرب اكثر قسوة وشدة. كما اننا نلاحظ باسف متزايد، تصاعد النبرة العسكرية والرغبة في التحدي، سط تنظيمات المعارضة المسلحة في دارفور، ووضوح اصرارها علي تصعيد القتال ومجاراة عنف النظام، هذا رغما عن ما اعلنته من قبل عن اهليتها وجاهزيتها للحوار ووقف اطلاق النار. ان الحزب الليبرالي السوداني في هذه الحالة، يدعو الي قيام حركة مدنية للمواطنين للمناداة بوقف الاقتتال، ويدعو منظمات ابناء دارفور المدنية بالاقليم وفي العاصمة وخارج البلاد، للتحرك والضغط علي الاطراف المعنية تجاه السلام، كما يدعو المجتمع العالمي للتدخل، لاجبار النظام الحاكم، وحركات المعارضة المسلحة في دارفور، للجلوس الي مائدة الحوار، والوصول الي وقف اطلاق النار ومناقشة القضايا الخلافية في اطار سياسي وسلمي |
وقد ايد الحزب اتفاق ابشي ؛ وهو اول اتفاق للنظام والحركات؛ حيث اصدر بيانا بتاريخ 7 ديسمبر جاء فغيه:
Quote: تابع الحزب الليبرالي السوداني، اخبار المحاورات بين حركة تحرير السودان، والنظام السوداني ، والتي دارت تحت رعاية الحكومة التشادية، وتمخضت عن اتفاق لوقف اطلاق النار بين الطرفين، وقع في مدينة ابشي التشادية، علي ان تسري من يوم 6 ديسمبر 2003 ان حزبنا، ودون الدخول في تفاصيل الاتفاق، هذه التفاصيل التي تظل خاصة بالاطراف الموقعة عليها، يرحب من الناحية المبديئة بهذه الخطوة الكبيرة، ويدعو لان تمتد الحوارات والاتفاقات، لتشمل كل القوي المسلحة الاخري، من قوي معارضة، او مليشيات متعاونة مع النظام ان ترحيبنا بهذه الخطوة، ياتي في اتساق مع موقفنا المعلن من قبل، والذي عبرنا عنه في بيان سابق، حين دعونا الي قيام حركة مدنية للمواطنين للمناداة بوقف الاقتتال، ودعونا منظمات ابناء دارفور المدنية بالاقليم وفي العاصمة وخارج البلاد، للتحرك والضغط علي الاطراف المعنية تجاه السلام، كما دعونا المجتمع العالمي للتدخل، لاجبار النظام الحاكم، وحركات المعارضة المسلحة في دارفور، للجلوس الي مائدة الحوار، والوصول الي وقف اطلاق النار ومناقشة القضايا الخلافية في اطار سياسي وسلمي. الا ان خطوة الاتفاق علي وقف اطلاق النار، لا تعني حل المشكلة، فهذا الحل لا ياتي الا بجهد قومي كبير، يكون هدفه استعادة الديمقراطية، وحل ازمة الحكم، وتبني اللامركزية الواسعة، وتشجيع الاقتصاد الانتاجي، واعادة بناء ما خربته الحرب، وهو جهد ندعو اليه كل القوي السياسية والمدنية في دارفور، وعلي امتداد الوطن. كما اننا في غمرة ترحيبنا بالاتفاق، لن نتجاوز عن بعض القضايا العاجلة والاساسية، والمتعلقة بحالة المواطنين في المناطق المتضررة بالقتال في دارفور، ومن ضمنها ايقاف الملاحقات والمضايقات والتشريد، واعادة المشردين والهاربين الي قراهم، وتوفير اساسيات المعيشة والامن لهم، وتعويضهم عما فقدوه من موارد، كما نطالب بالرصد الدقيق لكل حالات خروقات حقوق الانسان، والتي تمت من جميع الاطراف، ومحاسبة المسؤولين عنها جنائيا وسياسيا، وتعويض المتضررين منها ماديا ومعنويا. ان مواطني دارفور يستحقوا مصيرا افضل في اقليمهم ووطنهم، كما يحتاجوا الي تضافر كل قواهم الحية، من اجل الخروج من حالة التهميش والتاخر الاقتصادي الذي تعيش فيه مناطقهم، ولمواجهة الازمات البيئية التي تضرب الاقليم، واعادة اللحمة الي مواطنيه ومجموعاته العرقية المختلفة، واشتشراف آافق برنامج تطويري وتجديثي للاقليم ككل، في اطار نهوض اقتصادي وسياسي مطلوب للسودان. ان الحزب الليبرالي السوداني، يعد بوضع كل امكانياته ومقدراته، من اجل دعم هذه المطالب النبيلة، لمواطن دارفور المنتج والباحث عن الحرية والكرامة الانسانية. |
وكان هذا ديدين الحزب في كل بياناته؛ وخصوصا انها ارتبطت بالدعوة الواضحة لمحاكمة مجرمي الحرب؛ وفي ذلك كان تاييدنا للقرار 1593؛ وكذلك لحماية المدنيين؛ والذ1ي تبدي في تاييدنا لقرار مجلس الامن الذي يدعو لدخول قوات دولية لحماية المواطنين في دارفور .
يمكنك مراجعة مواقف الحزب خلال الاربع سنوات الاخيرة من خلال صفحات البيانات في الموقع القديم :
http://liberalsudan.org/arabic/positions_arabic.htm
وفي الموقع الجديد http://liberalsudan.org/index.php?option=com_content&ta...id=1&id=13&Itemid=30
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Abdel Aati)
|
وقد قلنا قبل حوالي عامين ونصف؛ في برنامجنا لحل الازمة وايقاف الحرب وتنمية دارفور؛ والذي قدماه للراى العام واوصلناه للحركات والاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني؛ وذلك في 30 يوليو 2004؛ ان الواجب الاول هعو ايقاف الحرب في دارفور؛ وليس تصعيدها؛ وقد قلنا فيه الاتى في المهام العاجلة:
Quote: البرنامج العاجل لايقاف الحرب واسعاف دارفور:
في سبيل وقف الحرب المدمرة باقليم دارفور؛ ومعالجة المأساة الانسانية للنازحين واللاجئين والمهجرين؛ يدعو الحزب الليبرالي السوداني الي حزمة من الاجراءات العاجلة:
1. دعوة جميع ابناء وبنات دارفور؛ للارتفاع علي جراحهم وتعميق ثقافة السلام واعادة العلاقات الاجتماعية الطيبة بين مختلف ابناء وتكوينات دارفور؛ وان تنخرط العناصر والشخصيات والقوي الدارفورية المختلفة في حوارات مباشرة فيما بينها فورا؛ تفويتا لكارثة قيام حرب اهلية شاملة في الاقليم. 2. وقف اطلاق النار بصورة شاملة وفورية في كل مناطق دارفور؛ وتقيّد مختلف الاطراف باتفاقات وقف الطلاق النار السابقة؛ والتزام القوي المسلحة المختلفة بمعسكراتها؛ سواء كانت قوي الجيش النظامي او القوات والمليشيات التابعة لها؛ او قوي المعارضة المسلحة والمليشيات التابعة لها. 3. نشر قوات اقليمية مدربة ومتمرسة لمراقبة وقف اطلاق النار؛ ترسلها مختلف دول الاتحاد الافريقي؛ وتمولها وتشرف عليها الامم المتحدة. 4. الاسراع بتنفيذ برامج غوث اللاجئين الداخليين والخارجيين في دارفور؛ وتوصيل الغذاء والادوية والمياه لهم؛ وذلك درءا لحالات الاوبئة والامراض والموت المسجلة في معسكرات اللاجدئين. 5. تشجيع عودة اللاجئين والمهاجرين الي قراهم ومناطقهم؛ وذلك تحت ضمانات من كل القوي المسلحة؛ وباشراف قوات المراقبة الافريقية؛ وتوفير اساسيات المعيشة هناك؛ من اعادة تاهيل ابار المياة وتوفير الحبوب والبذور والادوية في تلك القري والمناطق؛ عن طريق الحكومة المركزية ودعم المجتمع العالمي. 6. تعويض المتضررين من الحرب في دارفور من المواطنين؛ تعويضات مالية تدفع من قبل الحكومة المركزية السودانية؛ وفق نظام الديات والتعويضات المعمول به في تراث المنطقة. 7. تكوين اللجنة القومية لاسعاف دارفور؛ والتي تتكون من ممثلي مختلف القوي السياسية والاجتماعية والاهلية بالاقليم؛ وتعمل تحت مراقبة دولية؛ والتي تكون فروعها في مختلف مناطق دارفور؛ وتشرف علي برامج اعادة واستقرار المهاجرين وتعويضهم. |
ويمكنك ان تراجعي كل البرنامج؛ والذي لا شك يحتاج الى التطوير والتجديد الآن؛ في موقع الحزب الرسمي على هذا الرابط:
http://liberalsudan.org/arabic/darfur-program.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Abdel Aati)
|
وفي الخطاب السياسي الذي كان معدا للنقاش في المؤتمر الاول؛ ولم يتسع الوقت لنقاشه؛ ويخضع الأن للتطوير على اساس ان يقدم للمؤتمر العام الثاني الذي سيعقد بعد عدة اشهر؛ وردت فقرة كاملة عن الازمة في دارفور؛ أكدت على واجب ايقاف الحرب في دارفور؛ بوصفها قضية عاجلة تفوق ما غيرها من القضايا؛ فكان ان جاء بتلك الوثيقة:
6. الوضع في دارفور:
في خلال الأعوام الأخيرة، اتخذ الصراع والأزمة في دارفور طابعا مأساويا حادا، حيث انطلقت عدة حركات مسلحة معارضة، وتكونت مليشيات قبلية ومليشيات الجنجويد، كما شنت قوات النظام هجومات عنيفة ولا إنسانية علي المواطنين المدنين، ومارست قوات النظام ومليشيات الجنجويد وبعض الحركات المسلحة اسؤا الجرائم في الإقليم، مما ولد وضعا بالغ السؤء لمواطني دارفور، وخصوصا لملايين اللاجئين في داخل الإقليم وفي الدول المجاورة. إن حزبنا ينظر للأزمة في دارفور، والمأساة الإنسانية فيها، كأزمة وطنية خطيرة، غير منفصلة عن الأزمة السودانية، ورغم أن المتضرر الأكبر منها هو إنسان دارفور، إلا أن واجب حلها يقع على عاتق كل المواطنين السودانيين، وكل القوى السياسية، ومن هنا جاء انخراط حزبنا الواسع في معالجة هذه الأزمة. لقد حلل حزبنا، إن انفجار الصراع السياسي، بصورته المسلحة في دارفور، إنما هو استمرار للازمة السياسية والوطنية، نتجت عن انعدام أي أفق تنموي وتطويري للإقليم، والمركزية الفائقة التي تتعامل بها الحكومة الحالية، تجاه مطامح الأقاليم المشروعة، واستخدام سياسة القبضة الحديدية، في التعامل مع قضايا تنموية واجتماعية وسياسية، والديكتاتورية القابضة علي النظام السياسي والحياة العامة. إن حزبنا قد وقف ويقف بوضوح تام، مع ضرورة الحل السلمي للنزاع المسلح في دارفور، ووقف إطلاق النار في الإقليم، وانخراط الأطراف المتصارعة في حوار سياسي مباشر، وان هذا الحل السلمي، مرتبط بأجراء إصلاح ديمقراطي عميق، يشمل النظام القائم اليوم في السودان، في اتجاه تصفية الدكتاتورية قوانينا ومؤسسات وممارسات، واستعادة الحريات الديمقراطية، وبناء حكومة انتقالية معبرة عن قطاعات المواطنين المختلفة، وحاظية برضاهم، تحت إشراف الشرعية الدولية. كما لن يدوم الحل السلمي، دون مراجعة شكل الدولة المركزية السودانية، وتقريبها للمواطن في صورة دولة فيدرالية بسيطة التكاليف، محكومة مدنيا ومتنزلة محليا، ومتوجهة نحو حل قضايا المواطن. كما لا يفترض أن يتم الاتفاق علي وقف الاقتتال، دون إجازة برامج عاجلة لإصلاح ما خربته الخرب، وإعادة بناء الخدمات الأساسية في مناطق الحرب والمناطق المتأثرة بها. لقد صاغ حزبنا، بناءا على هذه الأطر العامة، برنامجا عمليا لحل الأزمة في دارفور، على المستويات القصيرة والمتوسطة وبعيدة الأجل، وقد وجد هذا البرنامج القبول من جزء كبير من أبناء دارفور، ومن المهتمين بالأزمة، ومن المنظمات غير الحكومية، ممن عرض عليهم، وكان أن تبنت أجزاء واسعة منه، توصيات مؤتمر الحوار الذي انعقد في طرابلس الغرب ويبقى واجب هذا المؤتمر، تطويره وإجازته، كجزء من الجهد السوداني لحل هذه الأزمة الإنسانية والسياسية البالغة الأثر. كما تعامل حزبنا مبدئيا مع تفاعل المجتمع الدولي مع أزمة دارفور، فكان أن أيّد قرار مجلس الأمن رقم 1593، والقاضي بمحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور، أمام محكمة دولية، ولا يزال حزبنا يتمسك بهذا المطلب، باعتبار أن السلام الحقيقي يستوجب العدل، وان النظام القائم غير حريص على محاكمة مجرمي الحرب في دارفور، وان الانتهاكات البشعة لحقوق الإنسان والمواطن، التي ارتكبت في دارفور، لا يمكن أن تترك دون حساب. كما تعامل حزبنا مع الأزمة الإنسانية في دارفور، وذلك بالمساهمة في حملات الدعم والإغاثة، وذلك عن طريق عمل ونشاط أعضائه في داخل السودان وخارجه، وباسم الحزب مباشرة، أو عن طريق نشاط أولئك الأعضاء، في مختلف المنظمات الإنسانية والخيرية ذات الصلة. في هذا الإطار ننظر لتوقيع اتفاقية ابوجا أخيرا، بين النظام وفصيل حركة تحرير السوداني بقيادة مني اركوى ميناوي، باعتبارها نيفاشا 2، وذلك كونها لم تعالج فحسب كل المشكلة السودانية، وإنما لم تحل المشكلة في دارفور نفسها. إننا نؤيد وقد أيدنا كل وقف لإطلاق النار، وإذا كانت هذه الاتفاقية توقف الحرب بين الطرفين الذين وقعا عليها، فان ها إنجاز كبير، ولكن هذه الاتفاقية لا تحل مشكلة الحرب في دارفور ولا جذورها، بل تهدد باندلاعها من جديد وبقوة اكبر. إن هذه الاتفاقية قد تميزت بدرجة كبيرة من العمومية، مما أشار إليه العديد من نقادها، كما أنها تتجاهل الأزمة الإنسانية التي خلقتها الحرب في دارفور، وواقع اللجوء والنزوح، وواجب تعويض الموطنين المتضررين من الحرب، التعويض المجزي، وتوفير سبل الحياة والرجوع لاماكن سكنهم، وتوفير الأمان في عموم دارفور. إن مبلغ ال30 مليون دولار، والذي أقرته الاتفاقية لتعويض ما يقارب ال3 مليون مواطن، إنما هو مبلغ مخجل ومهين، ويوضح التعامل غير الجاد وغير المسئول لحكومة الخرطوم مع الأزمة، واستهانتها بحياة وحقوق المواطنين، وتعاملها الفوقي والانتهازي مع القيادات. كما إن مبلغ ال700 مليون دولار غير المضمون، لإعادة تعمير دارفور، إنما يشكل سخرية وهزءا، لا يقل عن هزء مبالغ التعويض، فدارفور تحتاج إلى مليارات الدولارات للتعمير وإعادة البناء، ولا يمكن إن يحل المجتمع الدولي الحكومة السودانية من التزاماتها، بإعادة تعمير ما خربته يداها في دار فور. فوق ذلك فان هذه الاتفاقية لم توحد الإقليم، ولم تعط لمواطنيه حق حكمه، وإنما تؤكد سيطرة الحكومة على مقاليد الأمور هناك، وإعطاء احد قيادات الحركات المسلحة منصبا رمزيا، قد يحقق به طموحاته الشخصية، ولكن لا يمكن عن طريقه تحقيق مطالب مواطني دارفور. إننا نعتبر النظام السوداني القائم، المسئول الأول عن الأزمة في دار فور، ولكننا نلاحظ كذلك، إن الحرب في دارفور، قد فقدت طابعها كحرب للمعارضة ضد النظام، وتحولت إلى نزاع أهلي شامل، كما نلاحظ تعدد الصراعات والانقسامات وسط الحركات المسلحة، والراجع لضعفها السياسي والنزعات الشخصية لقياداتها، مما يؤكد ما دعونا إليه، في بداية الصراع، في بياننا بتاريخ 27 ابريل 2003 ، من إن "الحزب الليبرالي السوداني في هذه الحالة، يدعو إلى قيام حركة مدنية للمواطنين للمناداة بوقف الاقتتال، ويدعو منظمات أبناء دارفور المدنية بالإقليم وفي العاصمة وخارج البلاد، للتحرك والضغط علي الأطراف المعنية تجاه السلام، كما يدعو المجتمع العالمي للتدخل، لإجبار النظام الحاكم، وحركات المعارضة المسلحة في دارفور، للجلوس إلى مائدة الحوار، والوصول إلي وقف إطلاق النار ومناقشة القضايا الخلافية في إطار سياسي وسلمي." إننا نعيد هنا تمسكنا ببرنامجنا وتصوراتنا لحل الأزمة في دارفور، ورفض الاسلوب الحربي في العمل السياسي، وندعو مواطني دار فور للانخراط الفاعل في قضية حل مأساة الإقليم، والتحرر من التبعية الحزبية والقبلية، وتحريك المجتمع الأهلي في دارفور، والتحرك عبر منظماتهم وهيئاتهم الديمقراطية، لانتزاع قضاياهم الملحة في الأمن والاستقرار والتعويض العادل والتمثيل الديمقراطي، من يد الحكومة المركزية في الخرطوم، أو قيادات الحركات المسلحة غير المسؤولة في دارفور.
المرجع: http://liberalsudan.org/arabic/future.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Abdel Aati)
|
الموضوعية أو فى الاستلاب و السلبية:
الاخ العزيز عادل عبد العاطى: كتبت:
Quote: التساؤلات الموضوعية تكون دائما محايدة ؛ أو على الأقل مبنية على قراءة محايدة .. القراءة المحايدة كانت تفترض ان يكون العنوان مخالفا : تساؤليا عاما من نوع ما الحزب الليبرالي؟ أو تساؤلا مخصصا يحمل مختلف الاحتمالات أو الاحتمالات الرئيسية من نوع : ما الحزب الليبرالي: حلاً ام إضافة جدبدة لمسلسل الأزمة في السودان ؛ الخ الخ .. |
يشكل مفهوم الموضوعية أحد الاعمدة الاساسية لمشروع و مشروعية الحداثة الاوروبية و مركزيتها. و ينهض المفهوم ببساطة على الأدعاء القائل بفصل "الذات" عن "الموضوع-العالم" و ان العلاقة بينهما تتم عبر إعمال العقل‘ العقل كمحايد موضوعى لا غبار عليه. و يلاحظ أن الحداثة قد ميزت كل مشروعاتها بناء على هذه العلاقة و نتائجها‘ فأسست مؤسساتها الحقوقية و السياسية و الاخلاقية و الاقتصادية‘..إلخ عليها أما فى مجال "العلوم" فحدث و لا حرج. و قد ذكرت أنا فى مكان آخر و فى ذات السياق:
" لقد أنتهت و الى الابد المرحلة التى كان فيها الكاتب/الباحث/ة يهاجر الى موضوعه ليشبعه – كما كانوا يقولون- بحثاُ و تقتيلاُ و ليأتى إلينا فى آخر اليوم حاملا نتائجه البحثية...الخ فى هكذا وضعية كان يتم إنتاج المعرفى: الباحث/العالم/ة "مدجج" بسلاح العلم ( منهج و منهجية و "ادوات") و هى وضعية التعالى (السلطة)و الموضوع (المتسلًط عليه) و الذى يُنظر له على اعتبار انه سلبى و مستسلم. و هكذا‘ كانت اللحظة المعرفية هى هذا اللقاء ("البرئ" او قل السلطوى المتخفى) بين المنهج العلمى و موضوعه. و من هنا سادت مفاهيم "الموضوعية" (Objectivity) و "التجرد" و[ الحياد العلمى]‘ الخ لتهيمن على المشهد المعرفى (مشروع الحداثة) و التطور الخطى. و كانت أن ساهمت هذا الوضعية فى انتاج المحكيات الكبرى و كلياتها (Grand narratives) –الماركسية‘ الوضعية‘ الطبقة‘ البرجوازية‘ المنهج العلمى‘...الخ - لترفل فى عالمنا كأساطيرٍ إلاهية! و لتمارس النفى و التقيل بأسماء الجهل و التنوير و التخلف تارة‘ و تارة أخرى باسم المصلحة العامة( حتمية ثورة التغيير...الخ). و كانت مقولات الموضوعية تقف كذرائع ايدولوجية (alibi)‘او قل هى هى‘ لتخفى بصمات الذات/السلطة (تمرقها و لا عقلانيتها و هى تمارس عادة الانتاج المعرفى السلطوى على "كامل" جسد "ضحيتها‘ موضوعها المستسلم) : مصالحها‘ احلامها‘ نواقصها‘ شرورها و شبقها."()
فالموضوعية لا تمثل عندى أكثر من إيديولوجية تحاول أن تخفى علاقات السلطة فى العالم و ذلك بنفى الذات عن عالمها‘ اى إستلابها و من ثم رهنها للسلطة لتفعل بها ما تشاء فى المحكمة (الادلة الموضوعية) أو البرلمان (اصوات الناخبين) أو المستشفى (الخطاب الطبى الاقصائى) بل الادهى و الامر هو تبريرها للتسلط الكولونيالى بحجة نشر قيم العقلانية و التمدن مقابل الخرافة و الوحشية. و كان ان سقط الملايين من البشر ضحايا لهذه الموضوعية و إختفت و إلى الابد الوف الحضارات و الثقافات او إنزوت خجلى لتفسح المجال للحضارة و الثقافة التى تتذرع بالموضوعية و التى ما فتأت تتحكم فى مصائر العالم إلى يومنا هذا.
أم على مستوى الاشخاص فالموضوعية تحاول أن تُحجّر علاقتنا التحاورية مع العالم. فننظر إلى القهر بموضوعية و إلى التسلط بموضوعية‘الخ و لو إضطررنا إلى قمع احاسيسنا و مشاعرنا لمصلحة السلطة (سلطة العلموية/العقلانية-الخارج). لمصحلة من نقف فى الحياد فى قضية تهمنا جميعاً كإدراج حزب جديد فى احد حقول حياتنا؟ فأحساسى بوجود مثل هذا الجسد لا يمكننى التعاطى معه بغير تراكم التشاؤم أو التفاعل و موقفى من القضية السودانية الشاملة التى فى رأيى لا تحتاج إلى احزاب جديدة للخروج بها من فكى الازمة إلى فضاء إحتمالات الاسترخاء و الرخاء.
إذن‘ كما ذكرت سابقاً‘ فإن إختيارى لعنوان " البوست" بتلك الطريقة كان عن وعى و أيضاً ليعبر عن تشاؤميتى و لا موضوعيتى او عدم حياديتى تماماً كما ذكرت أنت. اما مرد تشاؤميتى فهى الازمة الشاملة التى تدس بأنيابها فى مجمل الشأن السودانى. هذه الازمة الشاملة يقينى ليس بسبب "فشل" الحكومات المتلاحقة عن تحقيق طموحات إنسان السودان لانه و بصراحة لم تنوجد مثل تلك الطموحات أو ربما هى موجودة بـ"بالقوة" فقط. الازمة الشاملة بسبب البذرة الاستعمارية التى تمخضت عن هذه الزريبة أو قل الكرباج الكولونيالى الذى نطلق عليه السودان. و أقول زريبة لاننا حُشرنا فيها حشراً لا لشئ سوى خدمة لمصلحة القوى الكولونيالية و قد جاء حشرنا أيضاً بالعنف (الكرباج) ليصبح تاريخ الدولة ليس سوى تاريخ الكرباج فى كل تجلياته العنيفة و اللطيفة. فالموت الذى إنهمر لاكثر من نصف قرن (تقريباً مجمل سنى "إستقلال" السودان المزعوم) فى جنوب السودان و جبال النوبة و الموت الذى ينهمر الآن فى إقليم دارفور‘ العنصرية القائمة على متوهمات العرق و الدين والجنس و اللون‘ الذكورية و الابوية المفرطتين‘الخ كان حرى بنا إزاءها ان نقف و نقولها بشجاعة: هل تصلح الزريبة لترجمة طموحاتنا العديدة و المتنوعة و تحقيقها؟ و كان حرى بنا ان نبغى التحرر الحقيقى من سطوة الكرباج او نخرج الجميع من الزريبة أولاً (الاستقلال الحقيقى) و نترك لهم الخيار للالتقاء‘الخ. ولكن الذى حدث أن إستأثرت مجموعة إجتماعية/تاريخية/ثقافية بعينها بالارث الكولونيالى لا تلوى على شئ سوى تحقيق مصالحها الفقيرة و فعل كل شئ ممكن للإبقاء على الزريبة الكولونيالية و شروط البقاء فيها. و لنأتى بعد ذلك و نتباكى على فشل من نسميهم تجاوزاً بـ"جيل الاستقلال" و نتكرم عليهم بكل نوط الشجاعة و الاقدام و لنسكت و للابد عن اصل الداء. المسكوت عنه فى الازمة السودانية هو الدولة (السودان) فى ذاتها!
هذه الوضعية يا صديقى عادل لا تحتمل الموضوعية أو الحياد لكن الموقف الشجاع. ماذا لو "شلّعنا" الزريبة الكولونيالية و خرج الجميع الآن ثم جئنا إلى احزابنا من بعد ذلك؟ دريج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Abdel Aati)
|
Quote: إذن‘ كما ذكرت سابقاً‘ فإن إختيارى لعنوان " البوست" بتلك الطريقة كان عن وعى و أيضاً ليعبر عن تشاؤميتى و لا موضوعيتى او عدم حياديتى تماماً كما ذكرت أنت. اما مرد تشاؤميتى فهى الازمة الشاملة التى تدس بأنيابها فى مجمل الشأن السودانى. هذه الازمة الشاملة يقينى ليس بسبب "فشل" الحكومات المتلاحقة عن تحقيق طموحات إنسان السودان لانه و بصراحة لم تنوجد مثل تلك الطموحات أو ربما هى موجودة بـ"بالقوة" فقط. الازمة الشاملة بسبب البذرة الاستعمارية التى تمخضت عن هذه الزريبة أو قل الكرباج الكولونيالى الذى نطلق عليه السودان. و أقول زريبة لاننا حُشرنا فيها حشراً لا لشئ سوى خدمة لمصلحة القوى الكولونيالية و قد جاء حشرنا أيضاً بالعنف (الكرباج) ليصبح تاريخ الدولة ليس سوى تاريخ الكرباج فى كل تجلياته العنيفة و اللطيفة |
نعم اتفق معك في تحليلك؛ ولو قرأت ادبيات الحزب الليبرالي وما ساهمنا به من نقاشات وكتابات؛ تشكل المادة الخام والبيانات التي بني عليها الحزب موقفه؛ واقصد هنا تحديدا كتابات نور تاور واحمد عكاشة وشخصي الضعيف؛ وكذلك اعتمادنا على مرجعيات فكرية مثل كتابات عطا البطحاني وابكر ادم اسماعيل ووالتر كوانجوك ومحمد جلال هاشم؛ لوجدت اننا نتفق معك في الرأى؛ واننا لا نسمي الدولة السودانية الدولة الوطنية؛ بل الدولة ما بعد الاستعمارية(Post Colonial State ) ؛ واننا نذهب بالازمة الى جذور تلك الدولة؛ ومشاكل تكوينها الهش والجائر والمركزي؛ والذي يلعب فيه الكرباج ( والسيف ) دورا محوريا في اطار علاقات السيطرة والهيمنة.
الدولة السودانية ورثت جهاز الدولة الاستعماري ولم تقم بتكسيره وبناء جهاز جديد .. بل اخذته كما هو ؛ بكل نهجه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي. ان اقصى ما فعلته هو انها قامت بسودنته؛ واححتفظت بجوهره لمواجهة ونهب وقهر مواطنيها؛ بكل ما فيه من مناهج واستراتيجيات وضعت لخدمة المستعمر؛ فكيف لها ان تبني دولة وطنية .. في هذا المقام افهم مقولة حركة العدالة والمساواة عن الاستعمار الداخلي؛ ولكنه استعمار ريتم على كافة افراد الشعب السوداني ومكوناته؛ في نظري؛ وليس تجاه اقاليم بعينها؛ وهذا مصدر اختلافي مع تحليل العدل والمساواة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الحزب الليبرالي ؟؟ حوار مع الأُستاذ دريج (Re: Abdel Aati)
|
الاخ عادل
لدى صـديق يتابع هذا البوست وكل مايكتب عن الحـزب اللبرالى
يؤد مناقشتك والانضمام الى الحزب
اعرفه شاب مهذب وطموح ودرس الطب ووطنى غيور ولايهاب فى قول الحق
وهو ليس عـضو هنا ولكنه زائر بصوره دائمه
حاول الاتصال عليك عدة مرات ولم يفلح
الرجاء النظر فى هذا الموضوع
وشكرا
| |
|
|
|
|
|
|
|