دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
السيرة الذاتية لمختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي
|
عن نفسى بنفسى او السيرة الذاتية لمختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي في مشوار الحياة وطريق البحث عن الذات
1966 ولدتُ؛ بحى العمال فى مدينة عطبرة؛ في يوم 4 فبراير؛ لابوين تنحدر اصولهما من الطريف – قرية فى ريفى كريمة - شرق مروى ؛ هما نورة عبدالله ادريس ومحمد عبد العاطى ادريس.. عندما ولدت كان عمر امى 32 عاما ؛ وكان عمر ابى 54؛ او هذا ما نقل الى . كنت الإبن الاول لامى؛ بعد ست بنات؛ وبعد فقدانها لأخ لى بالموت ( عبد المنعم) وهو ابن عدة سنوات؛ والابن الثانى لابى ( بعد عثمان)؛ اذا استثنينا عبد المنعم؛ فى حصيلته من البنون. اطلق على اسم عادل؛ وهو اسم اختارته لى احدى اخواتى الكبيرات – كاميليا او ست النساء – قبل عدة سنوات من ولادتى؛ وحتى عندما سبقتنى اخت لى فى المجى الى الحياة؛ فقد وصلها طرف من الاسم؛ ودعوها عديلة؛ واحتفظوا بالاسم المذكر لى؛ عندما احضر؛ وقد كان.
1967 لا اذكر شيئا من احداث هذا العام ؛ غالبا ما احدثت صداعا مستديما وتعبا دائما لامى؛ حيث كنت رضيعا مشاغبا ؛ بكاءا شكاءا ؛ على حد قول الرواة؛ وان كان حديث الرواة لا يخلو من الاشاعات. فى نهاية هذا العام ولد اخى الاصغر عصمت؛ ولا ادرى ما هى قصة الاسم.
1968 توفيت جدتى لابى؛ واذكر كيف كان جسدها مسجيا فى برندة امام المطبخ فى نهاية البيت؛ في حي العمال بعطبرة؛ كما اذكر ضجيج النساء وبكاؤهن؛ واحتفظ بكل هذا كصورة فوتغرافية في راسي. لا ادرى كيف سجلت ذاكرتى هذه المعلومات؛ وانا ابن عامين؛ لكن البعض يفترض ان احدى اخواتى قد حكت لى هذه الاحداث؛ واختلطت الحكاية بالذكريات؛ معطية لى الاحساس بالتذكر !! ربما. 1969 اذكر من احداث هذا العام كيف كنا نلعب على مقربة من طريق المستشفى؛ وكيف فقدت ظفر اصبعى الخنصر فى يدى اليمنى؛ حيث كنت احاول قتل بعض الحشرات(لحسن الحظ لم اوفق). لا شى آخر فى هذا العام اذكره ؛ الا ان التاريخ يقول ان حفنة من الضباط قد استولت على مقاليد الحكم فى مايو من تلك السنة؛ الا ان احدا لم يكلف نفسه عناء اخبارى بذلك.
1970 بدات؛ بتأثير من الاطفال من حولى؛ بالمطالبة بختانى. ونسبة لان اخى المرحوم عبدالمنعم قد كان يطالب قبل موته بختانه؛ وكان حينها فى نفس عمرى؛ فقد اخذت من امى المخاوف كل ماخذ. وفى عصر ما حضر الممرض خيرى وتم ختانى انا وعصمت. كنت فرحا وواعيا بالحدث؛ الا ان عصمت قد خدع بطائرات وهمية اثناء الختان؛ وبكى كثيرا بعده . فرحت وعصمت بملابس الطهور وبالحريرة وبالهدايا وبالمبالغ الصغيرة تدس لنا تحت الوسادة ؛ وبحفل صغير اقيم على شرفنا. فى نفس العام اكتمل بناء منزل لنا شيده ابى بالامتداد الشرقى؛ واصبح واجبا ترك المنزل الحكومى بحى العمال؛ مع اقتراب فترة تقاعد ابى؛ وتم انتقالنا للامتداد الشرقى مربع 1 منزل رقم 103 مع نهاية العام.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية لمختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Abdel Aati)
|
1971 لا اذكر الكثير من احداث هذا العام؛ الا انى اذكر انقلاب هاشم العطا فى يوليو؛ وكيف كان ابى مع مجموعة من الجيران ينتظر اعلان بيان الانقلاب لمدة عدة ساعات؛ وكان فى جلوسهم حول الراديو خارج البيت شيئا مثيرا للاهتمام؛ الا ان تاخر ما ينتظروه قد افقدنى اهتمامى؛ فدخلت الى البيت وتناولت عشائى ونمت.
1972 دخل ابى الى المعاش وفتح دكانا صغيرا بالتعاون مع عمى عبدالله؛ وهو صديق مخلص لابى وللعائلة؛ لبيع الفحم فى سوق العناقريب بسوق عطبرة. كان جدى لامى عبدالله ادريس (بعنيب) يمتلك ايضا دكانا مماثلا بذلك السوق؛ وكان دكانه فى يوم الجمعة يخضع لاشراف ابى وعم عبداللة . فى هذه الفترة بدأ عملى الاول حيث كنت اذهب لمساعدة ابى؛ والبيع فى الدكان . ارتبطت هذه الفترة باحداث لطيفة؛ ومنها استعارتى وترديدى بفخر؛ لمقولة كان يجيب بها ابى عند سؤاله عن الاحوال " المعايش جبارة" . وكنت ارددها باقتناع عندما يسالنى بعض كبار الجيران عن حالى. محدثا حالة من المرح العام؛ لم اكن فى جديتى افهم اسبابها. فى نفس الفترة تآمر على بعض رصفائى وخدعونى وانا ذاهب الى " العمل" فى جلابية بيضاء؛ للجلوس على مصطبة محفور فيها حفرة بها ماء وطين؛ ومخفية بعناية. كانت نهاية الخدعة ان اتسخت ملابسى؛ وبالمقابل وقعت فى ثورة غضب عارمة كانت نتيجتها ان اصيب بعض المتآمرين بسيل من حجاراتى الطائشة؛ واغلق البعض الآخر نفسه فى بيوتهم لباقى اليوم؛ خوفا من ذخيرتى من الحجارة التى اعددتها لهم؛ والتي لم يسلم منها حتي بعض الكبار من اعضاء اسرهم.
1973 لانى لم اكمل السبعة سنوات اثناء فترة التسجيل؛ فقد رفضت مدرسة الامتداد الشرقى قبولى فى صفوفها لذلك العام؛ ورجوا اهلى ان ياتوا بى فى العام القادم؛ رغم انى ببداية السنة الدراسية ساكون اكبر من ذلك العمر!. امام غضبى وبكائى فقد تم تسجيلى بمدرسة حى المطار الابتدائية للبنين؛ بحي الحصايا؛ والتى تبعد عنا الكثير؛ والتى كنت الطفل الوحيد من الامتداد الشرقى المقبول بها فى ذاك العام. فى امتحانات الفترة الاولى كان ترتيبى الثامن؛ وبنهاية العام كان ترتيبى الثانى؛ مما اهلنى للرجوع بكل فخر لمدرسة الامتداد الشرقى والانخراط فى صفها الثانى بالعام اللاحق؛ مثبتا بذلك خطل نظامهم ومنطقهم . كان هذا العام صعبا جدا على؛ حيث كنت اذهب وحدى الى المدرسة؛ فى مشوار طويل؛ وارجع بنفس القدر وحدى. وقد تامرت على كل كلاب الحصايا فى طريق عودتى ؛ بالنباح على وارهابى فى مختلف الشوار ؛ مما كان يجعلنى اختار طرقا بديلة اكثر طولا . كانت وحدتى مطلقة فى تلك الطرق المرهبة والممتلئة بالكلاب الضالة والمتوتر ؛ فى قيظ نهارات عطبرة اللافح . تعرفت فى هذه الفترة على اول اصدقائى من خارج الحى؛ عمر صديق واحمد عباس حلمى؛ وغيرهم من رفاق هذه السنة الاولى؛ والتى جمعتنى بهم مراحل دراسية قادمة؛ وان تفرقت بنا السبل لاحقا.
1974 بدات السنة الثانية فى مدرسة الامتداد الشرقى للبنين ؛ والتى ساواصل بها الدراسة طيلة المرحلة الابتدائية . كنت طوال الفترة الابتدائية فيما يسمى بالثلاثة الاوائل؛ وان لم يكن فى احساس عال بالمنافسة؛ حيث لم تشكل لى الدراسة مشكلة؛ كما لم يكن فى داخلى او فى الاسرة ما/من يدفعنى للمنافسة على ان اكون اول الفصل او غيره . بدات علاقات جديدة وصداقات جديدة؛ ستتطور فيما بعد او تندثر . تصادقت مع "عبد المنعم"؛ وهو شاب يكبرنى بعشر سنوات؛ من اقارب جيراننا؛ كان صديقا مخلصا ؛ اعطانى العديد من الهدايا الصغيرة؛ واول من دعانى الى السينما . الا ان المشاكل والاتهامات قد واجهته من جراء صداقتنا وغبائى ( كذبت عليه بان اهلى موافقون على ذهابى معه الى السينما؛ فى حين لم اخبرهم بذلك ) ؛ سافر بعدها وانقطعت صلتنا . اعتقد انه كان معجبا باحدى اخواتى؛ واعرف انه كان صديقا مخلصا.. اتمنى ان التقيه مرة اخرى.
1975 توفى والدى نتيجة مرض طال؛ لا ازال حتى الان اجهل كنهه. حضرت الى المدرسة جارتنا "حميدة "؛ وكنا ندرس رياضيات بالحصة الثالثة. زعمت جارتنا ان اختى الاصغر " اشراقة " قد ضاعت؛ ويجب ان اذهب معها للمساعدة فى البحث عنها. عندما اقتربت من البيت وسمعت اصوات البكاء اخبرتنى حميدة ان ابى قد مات. كان رد فعلى ان القيت بحقيبتى بعيدا ؛ ولا اعلم ان كان ذلك من الحزن ام من الغضب لخداعى . اخذت الى بيت الجيران حيث كانت التعازى تقدم من الرجال ؛ بينما كان بيتنا مخصصا للمعزيات من الحريم . تقبلت التعازى فى جدية؛ لم ابك ولم اكن حزينا؛ وانما كنت خائفا؛ حيث انى لم افهم بصورة كاملة معنى الموت؛ وكانت هذه اول تجربة لى مع موت انسان قريب. كان ابى انسانا لطيفا وصبورا؛ لا اذكر انه قد ضربنى فى حياتى؛ كما كان يتميز بروح عالية من المرح . كثيرا ما كان يطلب منى ان ادلك له ظهره ورجليه؛ حيث كان يعانى من مرض الروماتزم "الرطوبة"؛ الامر الذى كنت انفذه بحبور. ورغم اميته فقد كان ذو افكار تقدمية. كان من معارضى الزار والودع و "الفقراء" وغيرها من الخرافات . كان مخلصا لاسرته ورفيقا بابنائه؛ الا ان الحياة قد حرمتنا منه مبكرا . كان يبلغ من العمر 63 عاما عندما توفى. لا ازال اذكر حالة امى وهى فى فترة الحداد؛ حيث لم تخرج من البيت لمدة 3 اشهر؛ وكانت تجلس على عنقريب" سرير خشبي تقليدي " دون فرش؛ بوجها فى اتجاه الحائط. لا اعلم ان كان كل ذلك من تعاليم الدين ام من تاثير التقاليد؛ ولكن كان فى كل ذلك امتهان للكرامة وتعذيب للمراة لا طائل من ورائه. لكم رثيت حينها لحال امى . لا اذكر من هذا العام احداثا اخرى ذات اهمية؛ ترقى لاهمية رحيل ابى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية المختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Abdel Aati)
|
1976 صداقات جديدة بنيتها؛ ستستمر سنينا. اذكر من اعز اصدقائى فى هذه الفترة متوكل عبد العزيز؛ القارى المثابر والنباتى بالفطرة؛ وعبد الحليم عبد السلام؛ وغيرهم من الاصدقاء والذين ستستمر صداقتنا خلال عدة سنوات؛ قبل ان تفرقنا دروب الحياة. بداية المشاكل المالية بعد وفاة ابي.
1977 المشاكل المالية بالمنزل تتفاقم وتترك انعكاساتها على كل افراد الاسرة؛ انخرطنا جميعا باعمال صغيرة لدعم ميزانية البيت. كان من واجبى انا وعصمت ان نذهب مبكرا الى سوق الامتداد؛ ونبيع ربطا صغيرة من جريد الدوم؛ تستخدم فى العواسة والطهى. بداية التفكير المتمرد؛ والكثير من المشاكل الصغيرة والشجارات : فى البيت مع الاخوات؛ فى الشارع مع الاقران؛ وفى المدرسة حيث بدات عصابات صغيرة تتكون. 1978 درسنا فى هذا العام اول استاذ يمكن ان نطلق عليه لقب استاذ بكل معنى الكلمة؛ استاذ خضر وداعة الله؛ والذى كان برغم صرامته مثالا يحتذى للكثيرين؛ ولى شخصيا. فتح عيوننا على كثير من الافاق؛ وكان الاستماع اليه متعة؛ والتعامل معه مختلفا . لك الشكر يا استاذ خضر اينما كنت وحيثما حللت . فى هذه الفترة كنت مرتبطا بفريق التضامن للناشئين؛ وكنت سكرتيره واحد اكثر الناشطين؛ رغم مهاراتى الكروية المتواضعة. انقطعت صلتى بالفريق وبكرة القدم بعد شجارى مع المدرب "ازهرى سليقة "؛ والذى بدلنى بلاعب امهر منى" عادل عبد الفتاح – ماهر –" ؛ فى تشكيلة فريق فى مباراة ودية؛ رغم حضورى لكل التمارين؛ وعدم حضوره لاى منها. لم يلتزم المدرب بكلمته فى ان من لا يحضر التمارين لا يلعب؛ غض النظر عن قدراته. وفى اللحظة الحرجة فضل ان يدخل لاعبا ماهرا من ان يلتزم بقراراته هو ( العملية على حساب المبدئية) . كان رد فعلى ان رميت بسجلات الفريق وشعاراته الى الشارع؛ وقاطعت النادى والمدرب؛ ولم العب من بعدها كرة قدم الى الان. استمرار التمرد الفكري وانقطاع علاقتي مع الدين.
1979 نجحت بدون جهد يذكر فى امتحانات الانتقال من الابتدائى للمتوسطة؛ محققا مجموع 209 نقاط من مجموع 230 او 240؛ ومشتركا فى عدد النقاط مع الصديق اسامة محى الدين؛ محققا الترتيب رقم 15 على مستوى مديرية النيل. اهلنى ذلك للدخول الى مدرسة مسعود المتوسطة؛ احدى افضل مدرستين للمرحلة المتوسطة فى عطبرة حينذاك؛ ومواصلة الدراسة مع العديد من رفاق الابتدائية؛ واللقاء باصدقاء قدامى من مدرسة حى المطار – ومعرفة اصدقاء جدد وخصوصا من خليوة فى ريفى عطبرة؛ وحى الجيش؛ والفكى مدنى؛ الخ. اذكر ذهابى الى المدرسة متاخرا اسبوعا؛ وذلك بسبب مشاجرة فى البيت لعدم حصولى على دراجة كاقرانى؛ واضرابى عن الذهاب الى المدرسة – وعن الطعام – حتى تشترى لى الدراجة. لا ادرى كيف وفرت امى ثمنها فى تلك الظروف الصعبة؛ ولا ادرى كيف كنت طفلا غبيا وعنيدا وقتها؛ بحيث لا ادرك معاناة امى وصعوبة ظروفها مع كل التزاماتنا. بداية علاقة اول حب ( اشراقة )؛ انتهت قبل ان تبتدئ .
1980 تعرفت باصدقاء عزيزين؛ هما بكرى جبريل؛ وطارق عبد الرحمن . ورغم ان بكرى قريبى الا ان صداقتنا قد توطدت فى مدرسة مسعود؛ حيث بدات معهم فى تنظيم الجمعية الادبية. ستستمر هذه الصداقة لسنوات طويلة قبل ان تقطعها السياسة بالنسبة لطارق؛ والسفر والهجرة بالنسبة لبكرى . ولكنه في حالة بكري - كما اظن وآمل- انقطاع الى حين . شكل لى بكرى دعامة وكان بمثابة الاخ الاكبر لى طوال السنوات التالية؛ وخضنا معا العديد من المغامرات والتجارب الطريفة فى عطبرة والخرطوم وبورتسودان؛ لا ازال اذكرها بحبور . وكنت بمثابة المساعد له فى علاقاته العاطفية المتعددة؛ وفى حبه الكبير وقتها؛ والذى جعلنى اسافر حتى رفاعة؛ لتوصيل رسالة منه الى حبيبة قلبه حينذاك؛ والتى ملكت قلبه وعقله لسنين طويلة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية المختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Abdel Aati)
|
1981 تعرضت لمشاكل صحية؛ ابتدا علاجها فى عطبرة؛ وانتهت بعملية جراحية بمستشفى الخرطوم التعليمى. تعرفت اثناء اقامتى بالمشتشفى على صديق عبد الهادى؛ الطالب الجامعى وقتها؛ والذى فتح وعيى واهتمامى لاول مرة على الفكر الاشتراكي؛ رغم انه لم يفصح لي بعضويته وسط "الاشتراكيين" لما سألته. تلقيت منه هدية مجموعة من الكتب؛ اذكر منها قصائد الحب والثورة؛ ونماذج من الادب الزنجي الامريكي لعلي المك؛ وتبادلنا الرسائل المتقطعة ؛ حتى التقينا من بعد فى سنوات لاحفة . فى نفس العام تزوجت اختى مريم فى الشمالية؛ وخالتى نفيسة بعطبرة؛ واستطعنا اللحاق بعرسها رغم اضراب العمال الشهير؛ والذى حجزنا بالشمالية؛ ورجعنا لاول مرة بلورى وليس عن طريق القطارات. تعرفت وقتها ب" ايمان"؛ واصبحنا اصدقاء لفترة . كنت كذلك معجبا ب " نجاة" ومنبهرا بصديقة اختى آمال: " نوال "؛ وهى اكبر منى بخمس سنوات. فى نفس الفترة بدأت ريدة خفية ستستمر سنينا طويلة فى داخلى تجاه "آ" رغم كونها متزوجة واكبر منى بسنوات. ولكنها لم تعاملنى كطفل قط؛ وقدمت لى الكثير من الرعاية والحنان ايام اقامتى بالمستشفى فى الخرطوم . يبدو ان الهرمونات كانت فى حالة غليان فى داخلى وقتها؛ والعواطف ايضا.
1982 نجحت؛ ايضا بدون جهد كبير؛ فى امتحانات النقل للمرحلة الثانوية؛ محققا مجموعا اعلى هذة المرة؛ وانتقلت الى مدرسة عطبرة الثانوية القديمة؛ حيث بكرى وطارق؛ وحيث ذهب العديد من اصدقائى . ابتدأنا العديد من النشاطات الثقافية؛ حيث كونا جمعية اصدقاء الشعر الحديث ؛ وجمعية اصدقاء نذار قبانى؛ وانخرطنا فى نشاطات جمعية الفنون والمسرح. كانت النتيجة المباشرة هى حالة عداء لم نكن نتوقعها؛ اعلنها تجاهنا الاصوليون؛ رغم اننا لم نكن ننتمى – انا وطارق وبكرى – الى اى تنظيم او مدرسة فكرية . بادلنا العداء بالعداء؛ وابتدات النقاشات والمهاترات والمدافرات؛ وكنت فى تطرفى اعلن اراء مستفزة لهم؛ سيستخدموها ضدى وضد نشاطنا السياسى اللاحق فيما بعد. فى نفس الوقت اعلن اعضاء الحزب الشيوعي بالمدرسة؛ لرفاقه المسؤليين؛ حين سالوه عن الضجة التى خلقناها؛ اننا " اولاد ل....ة ساكت " كانت هذه الفترة ايضا فترة اهتمامات عاطفية؛ حيث خفق قلبى للحظات "لنادية"؛ هذه المحسية الجميلة والذكية؛ و"لفاطمة" ذات العيون الخضر؛ ول"ايمان"؛ والتي كانت تقطع مسافات طويلة علي قدميها يوميا في رحلتها من والي المدرسة . فى منتصف هذا العام خفق قلبي بقوة؛ وعبر عدة سنوات لاحقة ل"نعمات".
1983 كانت هذه السنة سنة النشاطات الثقافية وبداية النشاط السياسى . تعرفت فى هذه الفترة؛ على فرقة مسرحية صغيرة؛ يشرف عليها الاستاذ هاشم الاديب. نظمنا برنامجا جيدا بالاجازة؛ جلب لنا القليل من المال؛ والكثير من الشهرة . كان نجم هذه الفرقة بلا منافس هو محمد عبد الخالق بكري؛ وكانت تؤدي فى اغلبيتها اعمال الاستاذ ذو الفقار حسن عدلان . فى نفس الوقت شاركنا فى مسابقات الدورة المدرسية؛ بمسرحية ساخرة وناقدة باللغة الفصحى؛ وهى مسرحية " الرجل الذى تحدث لنفسه "؛ بمشاركتى وبكرى جبريل والنذير سعيد الخ . لم يحضر المخرج استاذ عوض سعيد فى يوم المسابقة ؛ الامر الذى احبطنا؛ وفزنا بالمركز الثانى ؛ وان كنا اقنعنا انفسنا ان سبب هزيمتنا هو الفحوى السياسى للنص. اشترك ايضا بكرى فى باب الاعمال النثرية بالقاء موضوع "شهرذاد الجديدة" ؛ وهو من مقدمة كتبتها لمجلة كنا ننوى ان نصدرها. والذى لم يفز للمرحلة الثانية ايضا. كذلك شاركت فى مسابقة شعرية بمدرسة عطبرة الثانوية الجديدة وفزت بالمركز الثانى؛ رغم زندقة النص وكوزنة لجنة المسابقة. كنا -بكرى وانا- في نفس الوقت - لاجل المزاح- نزور زاوية الطريقة النقشبندية؛ والذين ابدا رؤسائهم اهتمامهم الكبير بنا؛ الا اننا مللناهم سريعا؛ وكنت منذ سنتين فى متابعة دائمة لحلقات الجمهوريين؛ الذين منعنى من الانضمام اليهم روحهم السلمية المتطرفة؛ وتاييدهم لنميرى؛ وغيبيتهم الزائدة . تعرفت فى هذه الفترة على العديدين ممن اصبحوا اصدقائى لاحقا؛ وكذلك عن طريق هاشم الاديب؛ تعرفت على الشخصية الاسطورية: عبدالله الحاج القطى؛ الصديق والانسان والمعلم؛ الماركسى – الصوفى؛ وحسن البصرى العطبراوى؛ والذى لعب دورا جوهريا فى تثقيفي وتوجيهي؛ وفى تحديد اطر حياتي اللاحقة؛ رغم ان سبب اهتمام مجموعتنا الاول بشخصه كان دكان الحلويات الشرقية – الباسطة – الذى يديره. كانت النتيجة المباشرة لمعرفة عبدالله؛ وللقراءات النهمة لمكتبته الضخمة؛ ولنشاطاتنا الثقافية؛ وروح التمرد؛ وعداء الاصوليين غير المبرر لنا؛ ان تقدمت بمنتصف يونيو من ذلك العام بطلب انضمام للحزب الشيوعى السوداني؛ والذى اصبحت عضوا فيه بعد اربعة اشهر من فترة الترشيح والتدريب؛ وتقدم محمد عبد الخالق بطلب مماثل معى فى نفس اليوم؛ وانضم بكرى لنا بعد ايام.
1984 مر هذا العام ونحن منخرطون فى العمل السياسى السرى الجديد الذى فتحت ابوابه امامنا؛ وفى بناء الجبهة اليمقراطية بمدرستنا وغيرها من المدارس وفروع اتحاد الشباب؛ وكذلك فى المساعدة فى اعادة تاسيس الاتحاد النسائى بالمدينة؛ كل ذلك باشراف الحزب الشيوعى؛ والاب الروحى لنا عبد الله القطى . التهمت فى هذه الفترة مئات الكتب السياسية والتنظيمية والفكرية؛ وكنا شعلة من النشاط؛ لم تعرفها تجربة اليسار فى المدينة لسنوات عديدة سابقة. انجزنا الكثير من المهام؛ وجعلنا الشرارة التى انطلقت فينا تمتد الى غيرنا من الاصدقاء والجيران والمعارف . فى هذه الفترة افلح عبدالله فى تهدئة تطرفى؛ وخصوصا فيما يتعلق بالمسائل الدينية والنقاشات الفلسفية. حيث كانت ارائى ممعنة فى الرفض للسائد من الفكر الغيبى. من جهة اخرى انفتحت امامى افاق جديدة من المعرفة الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية؛ والتى كانت غائبة عنى او مغيبة عنى من قبل. اننى اسجل ان هذه الفترة كانت واحدة من اغني فترات حياتى ثقافيا؛ والتى ابحرت فيها فى خضم الكتب والمجلدات والمخطوطات والحوارات. سجلنا العديد من الانتصارات؛ وكان الصراع شرسا بيننا وبين الاصوليين والذين كانت هذه الفترة هى اجمل ايامهم بعد قوانين سبتمبر؛ وفقدنا فى هذه الفترة انا وبكرى صديقنا طارق؛ والذى بدا فى الدخول فى مشاكل نفسية نتيجة لحساسيته؛ ادت به فى النهاية الى طريق التدين؛ ومن بعد الى التطرف الدينى والانخراط فى النشاط الاصولى؛ الامر الذى ادى الى نهاية صداقتنا الطويلة العمر؛ رغم الجهد الذى بذلناه انا وبكرى للاحتفاظ بها . اصدرنا فى هذه الفترة جريدة" اليقظة" فى مدرستنا؛ وكانت لسان الحال غير المعلن للجبهة اليمقراطية؛ وكنت رئيس تحريرها؛ كما نشطنا فى جمعيات الفنون والمسرح واللغة الانجليزية والتاريخ؛ بينما نشط الاصوليون فى جمعيات اللغة العربية والتربية الاسلامية. تعاوننا ايضا مع تنظيم غامض له علاقات بليبيا؛ به العديد من الطلبة الجنوبيون من القسم الداخلى" الجبهة الشعبية الثورية " والذى ما لبث ان تفرق بعد انضمام قائده فى المدرسة " مدنى " الى الاصوليين؛ وانضمت اغلبيته الى الجبهة الديمقراطية . فى هذه الفترة تضائلت اهتمامتى العاطفية؛ وكانت كل اتصالاتى ب" البنات" تصب فى اطار بناء الجبهة الديمقراطية وغيرها من التنظيمات اليسارية بالمدينة؛ والتى اصبحت محط عشقى الاول .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية المختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Abdel Aati)
|
1985 عام ملئ بالاحداث والمواقف؛ المبهجة والمحزنة. بدانا العام بتنظيم احتفال بجمعية التاريخ بمناسبة الذكرى المئوية لتحرير الخرطوم على يد ثوار المهدية؛ والذى حظى باهتمام كبير من الطلاب وجماهير عطبرة؛ وكان ناجحا تماما؛ رغم ان مدير المدرسة استاذ المصرى قد همس لى مازحا فى يوم الافتتاح؛ بانه يشعر بان المعرض كان لتمجيد الثورة البلشفية؛ لا الثورة المهدية. فى نفس الفترة اتم السفاح نميرى واعوانه من حثالات التاريخ مؤامرتهم القذرة؛ واغتالوا شهيد الفكر الاستاذ محمود محمد طه . انشغلت بعد ذلك بحدثين: امتحانات الشهادة الثانوية؛ وانتفاضة مارس – ابريل . وتحت لوم امى و" نقتها" حول عدم اهتمامى بالمدرسة؛ التزمت بان احقق نسبة 70% بالشهادة؛ وهى النسبة التى رأت امي واخواتي انها جيدة؛ قي مقابل ان تتوقف هى بالمقابل عن انتقادى حتى اعلان الشهادة. وقد كان؛ حيث نجحت بنسبة 70,3 % ؛ الا ان امى خرجت باعتراضات جديدة على ضعف" البوكسنغ"؛ الذى لم يكن محور اتفاقنا. اما الانتفاضة فقد انخرطنا فيها بكل ما فينا من قوى؛ واحبطنا عميقا عندما استولت قيادة الجيش على السلطة؛ واستمرت المظاهرات بعد 6 ابريل لعدة ايام فى عطبرة؛ حتى اخمدتها المساومات واجهضت؛ كما اجهضت الانتفاضة فى كل الوطن. ومرت الشهور اللاحقة فى عمل جبار؛ من اجل اعادة بناء الحزب الشيوعى بعطبرة؛ وبناء المنظمات اليسارية التابعة له؛ وفى محاربة الجبهة الاسلامية؛ وفى عشرات النشاطات التى يصعب حصرها الان. بعد نهاية الاجازة وبعد صراع عنيف مع الاسرة؛ انخرطت فى قسم القانون بجامعة القاهرة الفرع؛ ورفضت بتاتا إعادة السنة. فى الفرع واصلت النشاط السياسى؛ حيث اصبحت كادرا خطابيا للجبهة الديمقراطية ( اى متحدث رسمي فى اركان النقاش)؛ كما كنت ضمن قائمة تحالف القوى السياسية؛ وهو تجمع يسارى؛ لانتخابات اتحاد طلاب الجامعة؛ والتى انهزمنا فيها بفارق بسيط؛ ولم تخل من تحرشات ومهاترات الاصوليين . تعرفت فى هذه الفترة على اصدقاء اعزاء وصديقات عزيزات؛ مثل ياسر عرمان؛ وايمان المك؛ ومجدي محمد احمد؛ وغيرهم وغيرهن؛ كما توطدت صداقتى برقية وراق؛ والتى تعرفت عليها سابقا؛ وكان هناك كالعادة بكرى جبريل ومحمد عبد الخالق؛ كما تعرفت بنهاية العام على " س".
1986 بدأ العام بسيل مشاعر دفاقة تجاه " س"؛ الا ان الحظ لم يسعفنى باعلان ذلك لها. شاركت فى اعتصام طلاب الروابط فى مبانى الاتحاد؛ وسافرت بعدها للتسجيل فى قوائم الناخبين بعطبرة؛ ورجعت للفرع لاجدها غارقة فى احداث عنف ابتدرها الاصوليون واستمرت لاعدة ايام . فى يوم 16-2 اندلعت احداث العنف مرة اخرى ووجدت نفسى فى قلبها؛ خارجا منها باصابات متعددة اوصلتنى الى المستشفى . بعد عدة ايام وبعد اتضاح خسارتهم بدأ الاصوليون فى توجيه اصابع الاتهام لشخصى فى موت اثنين من كوادرهم؛ وبدات حملة من الافك والدعاية السوداء وصلت لحد استخدام التلفزيون ضدى. سلمت نفسى فى يوم 21 – 2 للشرطة حيث تم التحقيق معى وبناء على تخرصات الاصوليين تم فتح بلاغ ضدى تحت المادة 159 من القانون الجنائى( القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد). فى 28-2 حولت الى سجن كوبر فى فترة انتظار للمحاكمة حسبتها ستمتد لايام؛ وامتدت لسنين. كان وقع كل هذه الاحداث قاسيا على اسرتى وعلى امى؛ والتى اكدتُ لها من البداية براءتى وثقتى فى حكم القانون؛ الا ان كل التجربة قد كانت جد اليمة لها. كانت تجربة "الانتظار" فى كوبر شيقة وغريبة؛ مليئة بالكثير من لحظات الاحباط والفرح والانتظار الممل لتحديد جلسات المحاكمة او الاستدعاء لقسم التحريات. وكنت اقيم في القسم المسمي ب"السرايا"؛ وهو مبني من طابقين؛ كان مخصصا حينها للمحكومين والمنتظرين للاحكام في قضايا القتل؛ وفى كل الاحوال فهذه تجربة تحتاج الى رصد خاص قد اتفرغ له ذات يوم . فى كل هذا الوقت كان الشوق ل"س" والمشاعر الجارفة تجاهها تتضخم حتى تصل حد الألم؛ ولم يقلل منها الا خمس زيارات لطيفة بلت من شوقى؛ وكان الهوى المكتوم يكاد ان يعلن عن ذاته كل مرة؛ الا انى فضلت ان اكتم ما بذاتى فى تلك الظروف الحرجة؛ وخاصة وانى لم اكن اعرف كم ستستمر هذه الظروف وما هى نهايتها ومآلها. بعد ستة اشهر توقفت فجأة زيارات "س"والتى كانت الاخيرة منها فى يوم5-8-1986؛ ولم التق بها بعد ذلك الا بعد خروجى من السجن فى مارس 1988؛ حيث سجلت لها زيارة في بيتهم؛ لم يفهم مغزاها احد. فى هذه الفترة حضرت نفسى لامتحانات العام وسمح لى بادائها تحت حراسة مسلحة من ضباط صف الشرطة؛ ونجحت فى كل امتحاناتى وانتقلت الى السنة الثانية؛ مسجلا بذلك انتصارا داخليا على تلك الظروف الصعبة التى وضعت فيها. كما تعددت قراءاتى في هذه الفترة حيث كنت اتمتع بوقت فراغ عريض. ونمت لى صداقات داخل السجن مع غيرى من المنتظرين وشباب من المحكومين؛ ووجدت فى اغلبهم خير رفقة رغم ظروفهم القاسية (سيف الدين؛ شرف؛ محمد ود القرعان؛ ازهرى؛ سامى؛ الخ). بنهاية العام انخرطت فى التدريس بفصول محو الامية بالسجن حيث درّستُ مبادى الرياضيات. بنهاية العام ايضا بلغ بى الشوق ل"س" والحيرة لغيابها المستمر مبلغه؛ وفى ذات ليلة شتوية وبعد سهر طويل وتفكير عميق فى سخافة وضعى وحراجة موقفها قررت ان اقتل تلك البذرة الحبيسة فى ذاتى؛ وان اعالج نفسى من تضخم الاحساس الذى لم يعلن؛ واعلنت لنفسى بانى لم اكن احبها حقيقة وانما هو مجرد اعجاب؛ وقررت قفل هذه الصفحة فى دواخلى. وبهذه النتيجة المرعبة ارتحت واخلدت الى النوم.
1987 مر العام وتخللته جلسات متعددة في قصيتي؛ وقد كان هذا العام حاسما في سماع الشهود الاساسيين في القضية؛ سواء شهود الدفاع او شهود الاتهام؛ وقد كان الاخيرين غاية في التخبط؛ الامر الذي جعلني اوقن ان كل مؤامرتهم ستنقلب عليهم؛ وقد كان. في هذا العام واثناء التحضير لامتحانات السنة الثانية؛ قام احد الاطباء بتسهيل نقلي الي مستشفي السجن؛ حيث اقمت به في ظروف افضل من الحياة بال"سرايا"؛ مع جموع المنتظرين والمسجونين الاخرين؛ وقد تم نقل المنتظرين بعدها الي الورشة. تعرفت في المستشفي علي عدة اصدقاء؛ منهم مهندس عبدالعزيز؛ والعم حسن م. ص؛ واسماعيل ع. س ؛ وعبدالله م.؛ وغيرهم. كما تعرفت عن قرب علي حياة المحكومين بالاعدام والقطع من خلاف؛ والذين كانوا يقبعوا في زنازين الانتظار لسنين طويلة؛ بعد تجميد قوانين سبتمبر؛ وكانوا يفضلوا المكوث في تلك الزنازين بقيودهم لسنين اخري طوال؛ عن استقبال مصيرهم المرعب. في هذه الفترة قام تمرد للمساجين في السرايا؛ احتجاجا علي اوضاعهم البائسة؛ وقد قاده مجموعة من معارفي ممن تفذوا تمردا مماثلا في سجن بورتسودان. ردت ادارة السجن بعنف؛ ونفذت مجزرة قتلت فيها اربعة وجرحت العشرات؛ ثم كذبت في حق هؤلاء الضحايا حين ادعت انهم كانوا يحاولوا الهرب؛ ويبغوا تهريب المساجين السياسيين من قادة مايو. تنازلت عن سريري بالمستشفي للجرحي؛ وكتبت مقالا لصحيفة الميدان ورسالة لصديقة اشرح فيها ما حدث؛ وقبل تسريب المقال والرسالة وشي بي احدهم؛ فتم تفتيش متاعي والقبض علي الوثيقيتين؛ وكان رد فعل ادارة السجن تجاهى عنيفا. صادرت ادارة السجن كل كتبي ورسائلي الخاصة واوراقي؛ وقامت بوضع سلاسل وقيود علي يدي وقدمي؛ وتم ضعي في زنزانة منفردة – مع المحكومين بالقطع من خلاف– في قسم الزنازين الشرقية؛ ومنعت الزيارات عني بصورة شاملة. تحديت هذه القرارات ولم اتنازل عن موقفي؛ مما خلق خالة توتر حادة؛ لم يحلها الا تدخل البعض حيث تم نقلي لقسم شرطة الخرطوم الشمالي؛ والذي قضيت شهرا في حراساته؛ حتي يهدأ الوضع في السجن. عند عودتي رجعت للحبس الانفرادي في الزنازين لمدة شهرين آخرين؛ وان لم توضع لي القيود هذه المرة؛ وسمح لي بقراءة الكتب؛ وسمح لي مرة اخري بالزيارات الرسمية؛ وبعد فترة قصيرة من الاقامة في الورشة؛ عدت من جديد الي المستشفي؛ واستطعت الحصول علي بعض كتبي ومخطوطاتي ورسائلي؛ وان ضاع جزء كبير منها؛ علمت ان بعض الضباط والجنود كانوا"يتسلوا" بقرائتها. في فترة اقامتي بحراسات القسم الشمالي تعرفت علي "ل"؛ والتي شملتني برعاية واهتمام كبيرين؛ وواصلت زياراتها لي بعد رجوعي الي السجن؛ وبدأت بيننا قصة حب "عنيفة" استمرت حتي خروجي من السجن؛ وفي نفس الوقت انجزت امتحانات السنة الثانية من السجن؛ واجتزتها بنجاح؛ منتقلا الي السنة الثالثة في "حقوق" الفرع.
1988 تواصلت ببداية العام الجلسات الاخيرة للقضية؛ وسماع مرافعات الاتهام والدفاع؛ وقد كان ان غير ممثلو الاتهام محاميهم في تلك الايام؛ وقد كان واضحا يأسهم من اي نتيجة ايجابية للقضية؛ وفي 21 مارس 1988 ؛ اي بعد عامين ونيف من احداث الفرع؛ تم النطق بالحكم في القضية؛ وبرأتني المحكمة من كل التهم الموجهة ضدي؛ وقدمت ادانة واضحة في حيثياتها لقضية الاتهام ولشهوده. خرجت من السجن باحساس المنتصر؛ ومكثت عدة اسابيع بالخرطوم؛ كنت فيها تحت حراسة مشددة من قبل الرفاق من الجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي؛ حيث وجه الاخوان المسلمون تهديدات مباشرة ضدي؛ من انهم لا يعترفوا بالحكم؛ وانهم لن يتركوا دم بلل والاقرع يذهب هدرا؛ وان "قاتلهم" لن يهنأ بالعيش؛ وان رجلي لن تدخل "عرصات" الجامعة من بعد. سافرت بعدها لعطبرة؛ حيث اقمت لمدة 3 اشهر؛ انتظمت فيها في عمل فرع الحزب الشيوعي بالحي؛ وفي عمل اتحاد الشباب وغيره؛ ودعم عمل الجبهة الديمقراطية؛ والتي كان يعتبرني الجيل الجديد من ابائها الروحيين. في كل هذا الوقت كانت هناك حماية لي من قبل زملاء الدبهة والحزب؛ ومن قبل شباب الاسرة؛ وخصوصا ان التهديدات المتكررة كانت تكتب علي جدار وباب منزلنا. في مرات كثيرة كنت اخرج بمفردي؛ ولكني كنت مسلحا في كل الاحوال؛ وفي مرة تطرفنا انا وخالد بابكر – قُصري- ؛ حيث دخلنا -في استفزاز واضح- لمعرض للاخوان المسلمين؛ به اكثر من 20 كوز؛ وليس به غيرهم إلانا. عند تعرفهم علي اصابتهم الدهشة؛ وقبل ان تأتيهم الاوامر من مركزهم؛ كنا قد خرجنا؛ الامر الذي عرضنا للنقد من طرف قيادة الحزب الشيوعي بالمدينة؛ كوننا نبحث عن المشاكل!!. قمت بعدها بالسفر الي الشمالية؛ حيث امضيت اكثر من شهر هناك؛ برفقة صديقي قرشي؛ وهناك ما بين الحفلات المتعددة التي اقامها لي اهلي؛ وما بين استرجاع ذكريات الاجازات؛ ساهمت في بناء فروع اتحاد الشباب والجبهة الديمقراطية بالمنطقة. التقيت في هذه الفترة في الشمالية بنعمات مرة اخري؛ وعادت المشاعر القديمة؛ والتي كانت دائما تعود بالشمالية. دخلت في تعقيدات عديدة ومشاكل وتناقضات؛ حسمتها بالسفر الي الخرطوم؛ حيث اتضح ان هذه الاشهر الاربعة او الخمسة قد كانت مؤثرة علي علاقتي ب"ل"؛ ولم ينقضي وقت طويل حتي تقككت علاقتنا؛ واعلنت خطبتها لشخص آخر؛ واتضح اننا كنا في مستوي اقل مما نعلن عنه من مشاعر. في هذه الفترة ُاجلت امتحانات جامعة القاهرة الفرع عدة مرات ولاسباب مختلفة؛ لم يكن اقلها فيضان العام 1988. قضيت شهوري الاخيرة بالخرطوم وانا استعد للامتحانات؛ وارتب في قضاياي الشخصية؛ مقيما عند صديق عزيز واسرته؛ زائرا اختي ست النساء بتوتي بين الحين والاخر. توطدت صداقتي في تلك الفترة مع الصديقة العزيزة إيمان المك؛ والتي اعدها من افضل البشر وانقاهم ممن تعرفت عليهم في حياتي؛ والتي لم تبخل علي بوقت او بسند او مال؛ وعلمتني دروسا عظيمة في التعامل الانساني والصداقة والمودة الصافية. لك الشكر يا ايمان علي فيض الصداقة العميقة والمشاعر الصادقة التي اكرمتيني بها؛ والتحية لك ولاسرتك العزيزة -الصغيرة والكبيرة- اينما كنت وحينما حللت. في شهر اكتوبر عاد بكري وقيادة فرع الحزب بجامعة القاهرة الفرع الي ما كانوا قد ناقشوه معي من قبل؛ من ضرورة السفر للخارج اجتنابا لمعركة غير مطلوبة مع الكيزان. كنت لفترة طويلة ارفض هذا المبدأ؛ باعتبار ان القضاء وقف بجانبي؛ وان الخروج من السودان هو هزيمة سياسية؛ واني مستعد لكل المخاطر؛ وقادر علي الدفاع عن نفسي؛ اذا كانوا في الحزب يتخوفوا من معارك تفرض عليهم. وكان هذا ايضا رأي امي. حسم الامر بان وضع امامي في شكل قرار؛ ملزم التنفيذ. وقد قمت بالسفر ولم اخطر به الا القليلين جدا من الاسرة والاصدقاء؛ حسب طلب الحزب. وقد كان القرار قاسيا علي امي؛ كما كان قاسيا علي؛ وفي 16 اكتوبر اقلعت بي الطائرة من مطار الخرطوم؛ متوجهة الي بلاد "يأكل البرد حيتانها"؛ وكان في وداعي في ذلك اليوم شخصان عزيزان؛ ممن يعرفان بسفري؛ هما بكري وايمان. حطت بي الرحال اولا في جمهورية تشيكوسلوفاكيا؛ والتي اقمت بها لعدة اسابيع؛ وتعرفت فيها علي الصديق مامون سيداحمد؛ وعلي الدكتور محمد مراد. ثم سافرت الي بولندا؛ والتي دبرت لي منحة فيها؛ حيث انخرطت في دراسة اللغة البولندية والكورس التحضيري هناك؛ وقد كنت متأخرا كثيرا؛ حيث بدأت الدراسة في اول سبتمبر؛ ووصلت انا في النصف الثاني من نوفمبر الي معهد اللغة في مدينة وودج العمالية. ونسبة لاني لم احضر معي اي شهادات من السودان؛ فقد تم القرار بان ابدأ الدراسة من السنة الاولي؛ ولذلك فقد اخترت ان اسلك مجال الاعلام؛ وذلك لاني عرفت من تجربتي الخاصة – اي من قضيتي – خطر الاعلام وتأثيره؛ وانه مرات يكون اقوي من القانون؛ وعلي هذا الاساس عكفت علي دراسة اللغة البولندية وغيرها من المواد؛ محاولا وسعي ان الحق بباقي اعضاء مجموعتي الذين اتيت لهم متأخرا كل هذا التأخير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية المختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Abdel Aati)
|
1989 تعرفت في فترة الدراسة بمعهد اللغة بوودج؛ علي مجموعة من افضل الاصدقاء والصديقات؛ ممن كان لوجودهم اكبر الاثر في تخفيف آلام الغربة؛ وفي مغالبة الاحاسيس الطاغية بالحنين والخسارة والفقد الكبير؛ لجملة اشياء وقيم اسرية وعاطفية ودراسية وسياسية وغيرها؛ تركتها خلفي في السودان؛ مجبرا غير مختار. من هؤلاء الاصدقاء والصديقات؛ كان من افراد دفعتي الصديقة رحاب؛ وهي رحاب واسعة من الصداقة والاخلاص والمودة المستديمة؛ والصديق امجد ابراهيم؛ والصديق نجم الدين كرم الله؛ والصديق عبدالله الخطيب؛ والصديقة ندي؛ وغيرهم وغيرهن من بنات وابناء الدفعة. كما كان من اصدقائي من الدفعات المتقدمة او اللاحقة؛ الصديقة ماجدة؛ والصديق ابراهيم ميرغني؛ والصديق صلاح ميرغني؛ والصديق عادل عبدالوهاب؛ والصديق خالد عثمان؛ والصديق زكريا؛ والصديق شارلز؛ وغيرهم وغيرهن من الصديقات والاصدقاء. في طول عام 1989؛ كان يعاودني حنين جارف للسودان؛ ورغبة اكيدة للرجوع اليه؛ اعلنتها – وانا لم انتظم بعد – لاعضاء فرع الحزب في بولندا؛ والذين اوصلوها بدورهم لمسؤول الحزب في اوربا الشرقية في براغ – تشيكوسلوفاكيا؛ وهو السيد محمد مراد والمعروف باسم الطيب علي احمد وقتها؛ وقد رفض الاخير الامر قطعا؛ وقال انه طالما لم يأت تكليف بذلك من السودان؛ فانه يرفضه تماما. في هذه الفترة انخرطت في عمل الجبهة الديمقراطية واتحاد الطلاب السودانيين ببولندا؛ وتم اختياري سكرتيرا لفرع الاتحاد في مدينة وودج؛ كما قمنا بتاسيس فرع قوي للجبهة الديمقراطية بالمدينة؛ كان من اقوي الفروع قاطبة في تاريخ معهد اللغة والعمل الديمقراطي بالمدينة؛ كما كنت طول الوقت في انتظار قرار توصيلي بفرع الحزب ببولندا. بعد عدة ايام من اكمال معهد اللغة؛ واثناء وجودي في شقة الاخ عبدالله الخطيب بوودج بشارع ياراشا؛ سمعنا خبر انقلاب 30 يونيو 1989. كان موقفنا رافضا من البداية؛ الامر الذي ووجه بالاستغراب حتي من بعض الديمقراطيين؛ باعتبار ان حكومة المهدي قد وصلت الي آخر مراحل تفسخها؛ وان هذا الانقلاب قد يكون بديلا عنها؛ وخصوصا انه اعتقل كل القادة السياسيين؛ بما فيهم الترابي. من جهتنا اصررنا علي ان وراء الانقلاب اكثر القوي ظلامية في السودان؛ واصدرنا خطابا بهذا المعني عن الجبهة الديمراطية وعن فرع الحزب الشيوعي؛ وذلك قبل ان تصلنا اي معلومة او توجيه؛ وقد اثبتت الايام صحة ما زعمناه حينها. انتقلت بعدها الي مدينة وارسو؛ منخرطا في قسم الصحافة والعلوم السياسية بجامعة وارسو؛ ومنتقلا الي مركز النشاط السياسي والنقابي والثقافي في تلك البلاد. وقد انخرطنا في عمل التضامن مع المعتقلين السياسيين؛ وفي حملات الرفض والادانة للانقلاب؛ وتجميع الدعم ضده. واصلت عملي بالجبهة الديمقراطية؛ وتم توصيلي بنهاية العام للعمل في فرع الحزب الشيوعي؛ وفي نهاية العام تم انتخابي وانا طالب بالسنة الاولي – وان كنت متقدما في السن قليلا والتجربة علي اقراني- عضوا باللجنة التنفيذية لاتحاد الطلاب السودانيين ببولندا؛ والذي كانت تسيطر عليه الجبهة الديمقراطية بلا منازع؛ وهناك تم اختياري سكرتيرا للمال. في هذه الفترة توطدت علاقتي مع زميلتي من الدفعة كريستين؛ وهي شابة من المانيا الشرقية؛ اتت لدراسة السينما بجامعة وودج؛ ونمت بيننا علاقة تواصلت بعد سفري الي وارسو وبقائها في وودج؛ وان كان طاغيا عليها طابع اللارسمية وعدم الرغبة في الافصاح بالتزامات محددة من طرفينا.
1990 كانت تجربة الدراسة بالجامعة مختلفة تماما عن الدراسة بمعهد اللغة؛ حيث كانت في المعهد تُراعي ظروف عدم معرفة اللغة من قبل المحاضرين؛ وها قد القينا في الجامعة بعد تاهيل لغوي بسيط؛ الي المياه العميقة؛ حيث لم يكن المحاضرون يحفلون بأن يفهم عنهم طالب اجنبي وسط عشرات الطلبة البولنديين. وقد كانت هناك صعوبات اضافية في كلية الصحافة وهي اكثر الكليات التي تحتاج الي اجادة اللغة والتمكن منها؛ ولكن برغم ذلك فقد انتقلت بنهاية العام الدراسي للسنة التالية بسلام ونتائج جيدة.. تعرفت في هذه الفترة علي اصدقائي بابكار ديوب-بابس- (سنغالي) ومارتن توي(ليبيري)؛كما توطدت صداقتي مع محمد مصطفي- دجوار كرد- (كردي) ؛ وهي علاقات ستستمر مع الايام؛ وستفتح لي معرفتهم افاق جديدة في التعرف علي ثقافات كانت مجهولة لدي من قبل. من جهة اخري فان علاقتي مع الاكراد قد ابتدأت منذ معهد اللغة؛ وكنت علي علاقات جيدة فيه مع الشباب الكينيين؛ ومع نيجيري من مجموعتي؛ وان كانت تلك صداقات وعلاقات علي المحور الانساني فقط؛ اما مع دجوار ومارتن وباباكار (بابس) فقد شملت العلاقة الهمين الثقافي والسياسي. توطدت علاقتي في وارسو بابراهيم ميرغني وصلاح ميرغني وغيرهم من السودانيين؛ كما سكنت لفترة مع شاب من فنزويلا – فيليب- بالسكن الطلابي؛ كان مغرما بالتأنق والأكل الجيد وشرب النبيذ. وكنت في طول الوقت ناشطا في اطار الاتحاد والجبهة الديمقراطية وفرع الحزب الشيوعي؛ وكان هناك الكثير من العمل التضامني والدعائي؛ في ذلك العام الكئيب والذي كشرت فيه الدكتاتورية عن انيابها؛ وسالت فيه دماء غزيرة علي ارض السودان. سافرت كريستين في مطلع هذا العام الي المانيا الغربية؛ وذلك قبل شهور قليلة من انهيار جدار برلين واعادة توحيد الشطرين؛ وانتظمت باحدي جامعاتها؛ من هناك كانت تبعث لي برسائلها؛ والمليئة بالكثير من الهموم الإبداعية والسياسية والوجودية؛ وعبر الرسائل ايضا وصلنا الي قناعة بنهاية علاقتنا في طورها العاطفي؛ وان بقيت الصداقة بيننا مستمرة لعدة اعوام لاحقة؛ كنا نتبادل فيها الرساتل والزيارات. بنهاية العام وفي حفل رأس السنة؛ شربت نبيذا لاول مرة في حياتي؛ وذلك بعد الحاح من صديقي -المرحوم- محمد عثمان؛ وذلك بعد سنوات طويلة من رفض الكحول. كانت هذه فاتحة لطريق صداقة مع الصهباء؛ لم تستمر طويلا؛ وان كانت بها فترات من الحميمية عنيفة وصاخبة.
1991 كان هذا هو العام الثاني لي في كلية الصحافة؛ وكنت طول الوقت اسكن في "حي الصداقة"؛ وهو عبارة عن مجمع منازل خشبية اقيمت للعمال الروس الذين بنوا قصر العلوم والثقافة في مدينة وارسو بالخمسينات؛ وهو المبني الضخم في وسط وارسو؛ والذي كان هدية من جوزيف ستالين للعاصمة البولندية. تحولت هذه المنازل من بعد الي سكن طلابي؛ وقد اقمت بها اربعة سنوات؛ كانت من الطف سنوات العمر. تعرفت بنهاية العام السابق علي "اديتا"؛ وهي شابة من شمال بولندا تدرس العلوم الاجتماعية؛ وفي خلال هذا العام توطدت علاقتنا كثيرا؛ واصبحنا في حكم المخطوبين؛ وان كان الامر لم يجد تقبلا من اسرتها؛ وكذلك لم يجد تقبلا كبيرا من والدتي التي اخطرتها بالأمر. تواصل عملنا في الاتحاد والجبهة الديمقراطية وفرع الحزب الشيوعي؛ كما كانت لنا نشاطات في اطار فيدرالية الطلبة العرب واتحاد الطلاب الافارقة والاتحاد العام للطلبة الاجانب ببولندا. انتخبت سكرتيرا عاما لاتحاد الطلبة السودانيين ببولندا؛ وكنت في نفس الوقت عضوا بسكرتارية الجبهة الديمقراطية ومسؤولا للمال فيها؛ ومسؤولا تنظيميا بفرع الحزب الشيوعي. تعرفت عن طريق ايديتا علي تنظيم "تيار اليسار الثوري"؛ وهو تنظيم تروتسكي ينتمي للامية الرابعة؛ وقد نظمنا نشاطات مشتركة معهم؛ وامضينا مع ثلة من الاصدقاء السودانيين من اعضاء الحزب والجبهة الديمقراطية معسكرا صيفيا لشباب الاممية الرابعة بشمال جمهورية التشيك؛ تعرفنا فيه علي افكار ومواقف التروتسكيين والفوضويين من كل شاكلة ولون؛ وبنينا علاقات ستستمر بعضها مع الايام. في داخل الحزب الشيوعي كنت قد وصلت الي قناعات واضحة بضرورة اصلاح الحزب ودمقرطته؛ وقد سجلت جزءا منها علي الورق؛ وعند بدء المناقشة العامة في الحزب فيما بعد كنا من رواد الدعوة للاصلاح؛ وقد سار فرع الحزب ببولندا في هذا الخط الاصلاحي؛ واستطاع بهذا الشكل ان يكسب الكثير من العضوية والمؤيدين.
1992 تواصل الحنين في هذا العام للسودان وللاهل واحساس طاغ بعبثية الاقامة في بولندا؛ لم يغيرمن حدته النشاطات المتعددة التي اغرقت نفسي فيها؛ ومن بينها المشاركة في إنشاء المنتدي الثقافي العربي في بولندا؛ مع الصديقين ماجد شرف الدين – ماجد السهلي- من فلسطين؛ ونبراس من اليمن؛ وتأسيس نشرة ناطقة باسم هذا المنتدي؛ وتنظيم محاضرات ونشاطات عديدة له. بالمقابل ورغم النتائج الجيدة في الدراسة؛ فقد قل اهتمامي بها؛ وبدأت اغيب عن المحاضرات؛ واضيق بالشكل الكلاسيكي للتدريس. في كل ذلك كانت المشكلة الاساسية لي ليست الامتحانات؛ حيث كنت احقق فيها افضل النتائج؛ وانما ضعف الحضور والذي يؤدي الي عدم السماح بالامتحانات؛ وكنت احل ذلك عن طريق القيام بكتابة ابحاث اضافية او دراسات في المادة المعينة؛ لتعويض ضعف الحضور؛ ولكن هذا لم يكن يقنع بعض البروفيسورات؛ من اصحاب العقلية البروقراطية العتيقة. ضعفت علاقتنا انا واديتا بسبب من رفض اهلها المتواصل لتلك العلاقة؛ وفي النهاية وصلنا الي قرار بقطعها؛ وذلك عندما قررت اديتا الهجرة من بولندا وسافرت الي فرنسا؛ وقد علمت انها تزوجت هناك. في هذه الفترة تعرفت ايضا علي مارغريت "قوشا"؛ وبدأت بيننا صداقة تطرت مع الايام الي علاقة فريدة. اكملت العام الدراسي ولكن لم يسمح لي بالامتحان في مادتين؛ حملتهما معي الي السنة الرابعة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية المختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Abdel Aati)
|
1993 تواصل الاحساس في هذا العام بالاغتراب النفسي والروحي عما امارسه من حياة؛ وقناعة زادت في التواصل بعبثية البقاء في بولندا؛ وضرورة الرجوع الي السودان. رغم رفض فرع الحزب لهذا القرار فانني قد اخطرتهم به؛ وبقي توفير ثمن التذكرة؛ والتي لم تصلني ممن طلبتها منهم من اهل واصدقاء؛ وذلك لعدم اقتناعهم بقراري. من ناحية اخري قل اهتمامي بالعمل العام؛ وغير صراعات بسيطة مع مجموعة من الكيزان تبلورت وسط السودانيين؛ وتزعمها اثنان من اعضاء الجبهة الديمقراطية السابقين – عزمي ومحمد عثمان- فان كل شي كان يسير بروتينية بالغة؛ وبدأ ان شي ما قد تغير في كل الجو. في كل ذلك كانت قوشا هي المآل الوحيد والمنتجع الشافي. انتهي العام الدراسي مع امتحانان من العام الثالث غير منجزان؛ وثلاثة امتحانات من العام الرابع غير منجزة؛ وقرار بعدم السماح بالانتقال للعام الخامس. سافرت في الاجازة الي الشرق؛ حيث زرت مع صديقي عبدالله الخطيب دول الاتحاد السوفيتي السابقة؛ ومن بينها روسيا البيضاء ولتوانيا وروسيا واوكراينا؛ والتقيا فيها ببعض الاصدقاء من ابناء عطيرة؛ مثل ايهاب وعبدالعظيم محمي الدين وغيرهم؛ كما تعرفت علي اصدقاء جدد؛ من بينهم ياسر زروق وحامد سليمان وطارق اسماعيل وغيرهم.
1994 عام الاحباط الكامل؛ حيث دبرت اعادة السنة الدراسية – الرابعة - ؛ وان كانت الجامعة قد نزعت عني السكن الطلابي؛ فسكنت عشوائيا مع صلاح علي في البداية؛ ثم مع صديقي البولندي فالدمار باقينسكي لعدة اشهر؛ حتي دبرت سكنا في سكن طلابي ادفع عنه؛ كما نزعت عني المخصصات المالية؛ واصبح حتما علي البحث عن عمل للمعيشة. دبر لي اصدقائي الفيتناميين عملا في تفريغ ألبضائع من عربات النقل الضخمة الي المخازن؛ اي العِتالة. كان العمل مرهقا ولكنه مجزيا؛ حيث كان يدفع مبلغ 100 دولار علي تفريغ الشاحنة الواحدة ورصها في المخازن. كنت اصحب معي بعض اصدقائي بناء علي عدد الشاحنات؛ وان كنا في بعض الحالات قد فرغنا ونحن شخصان؛ عدة شاحنات فيها عشرات الاطنان من البضائع. اهملت الذهاب الي الجامعة تماما؛ بالمقابل امضيت ثلاثة اشهر لم يمر فيها يوم؛ دون ان اذهب واتناول كاسات متعددة من الجعة او الفودكا؛ وكانت تلك فترة احباط كامل؛ لم تفلح كل محاولات الاصدقاء؛ ومن بينهم الصديق العزيز امجد ابراهيم؛ في اقتلاعي منها؛ فيما بدأ وكانه محاولة مني لتدمير الذات. بنهاية العم الدراسي وعدم انجاز امتحانين من امتحانات السنة الرابعة؛ فقد قررت قطع الدراسة وتركها؛ وسحبت اوراقي من الكلية؛ وواصلت العمل مع القيتناميين؛ وان كنت اقلعت عن الشرب بنفسي؛ وتوقفت عنه الا فيما ندر. كتبت العديد من المخطوطات في هذا العام؛ ومن ضمنها بضعة عشر دفترا عن تاريخ الحزب الشيوعي السوداني؛ اكدت لي المعلومات المتوفرة اثناء اعدادها؛ مواقفي حول ضرورة التغيير في هذا الحزب؛ وعن الجهل الذي كان مسيطرا علي – ولا يزال مسيطرا علي الكثيرين- حول تاريخ هذا الحزب وصراعاته.
1995 انقضي النصف الاول من هذا العام في تدبير مبلغ التذكرة اللعينة؛ بعد استيفاء مبالغ ايجار الشقة التي اجرتها مع صديق؛ وتكاليف المعيشة والحياة؛ وغيرها من الالتزامات؛ وفي اعادة ترتيب حياتي. في كل هذا الوقت وقفت قوشا معي وقفة عزيزة وجميلة؛ كصديقة وفية وانسانة مخلصة. وقد كان تقبلها لقرار سفري؛ رغم الالام؛ مدهشا لي؛ وعبر عن غيرية لا تضاهي. حاول الجميع اقناعي بمواصلة الدراسة واكمال ما تبقي لي من مواد؛ ولكني كنت قد كرهت جامعة وارسو؛ وكنت احتاج للتغيير؛ والذي مع الايام وصلت له في اتخاذ قرار جرئ بتغيير الجامعة؛ كما طرحت علي نفسي فكرة الزواج؛ عله يخرجني من حالة اللانتماء التي كنت اعيشها؛ وكانت قوشا هي الاختيار الطبيعي حينذاك. في اغسطس توفر لي عمل ثابت كبارميت ورئيس وردية في نادي الجاز هاريندا؛ وفي سبتمبر سجلت نفسي بمدرسة الصحافة العليا بوارسو؛ طالبا علي نفقتي الخاصة؛ في نظام دراسة مسائية؛ لم يسبب الانخراط فيها – مع العمل - مشكلة كبيرة؛ خصوصا ان معظم المواد كنت قد درستها مسبقا بجامعة وارسو. كتبت لوالدتي معلنا لها رغبتي بالزواج؛ وامام تحفظاتها وتحفظات بعض اطراف الاسرة؛ حول صيغة الزواج ومستقبله والخ؛ فقد وعدتها باجراء زواج اسلامي؛ وفي اول ديسمبر قمنا قوشا وانا بعقد قراننا علي الطريقة الاسلامية في المركز الاسلامي بوارسو؛ رغم ان كلانا لم يكن يحتاج لذلك؛ وارسلت نسخة من عقد الزواج لامي؛ وفي نهاية الشهر قمنا بعقد الزواج مدنيا في قسم الاحوال الشخصية بوارسو؛ وعلي الطريقة الكاثوليكية في الكنيسة الاكاديمية بوارسو؛ ارضاء لاهلها؛ ممن لم يكونوا ايضا علي قناعة كاملة بهذا الزواج.
1996 في هذا العام استقرت حياتي كثيرا؛ حيث انتقلت الي منزل قوشا؛ وبدأت في ممارسة حياة عائلية مستقرة؛ متمثلة في الذهاب للعمل كل يوم؛ والذهاب مرتين بالاسبوع الي الكلية؛ والرجوع الي البيت وامضاء وقت الفراغ فيه؛ واستقبال الاصدقاء والمعارف عندنا بالبيت او زيارتهم. بنفس القدر فقد تطورت نظرتي النقدية تجاه الحزب الشيوعي السوداني؛ وخصوصا بعد خروج الخاتم عدلان الي الخارج؛ والصراع السيزيفي الذي شنه من اجل الاصلاح؛ وحملة اغتيال الشخصية الكاسحة التي تعرض لها من قبل ديناصورات الحزب الشيوعي. رغم ذلك فقد انتقدنا الخاتم لخروجه المفاجئ من الحزب؛ ولم ننضم الي حرك(ا)ته الجديدة؛ رغم الاتفاق معها في الكثير من الافكار. في احدي الايام وصلت لنا مجلة قضايا سودانية؛ وكان بها مقال افتتاحي للتجاني الطيب؛ وكان مقالا استفزازيا لكل الداعين للتجديد والاصلاح في الحزب الشيوعي؛ دعاهم فيه الي ترك ذلك الحزب؛ والي تكوين حزبهم الديمقراطي. كان هذا المقال القشة التي قصمت ظهر البعير؛ حيث قدمت استقالتي من صفوف ذلك الحزب في 3 مايو 1996؛ بعد يومين من خروجي في مظاهرة اول مايو. ما لبثت بعدها ان كونت وبعض اصدقائي؛ من مؤيدي الحركات الجديدة والحركة الشعبية لتحرير السودان؛ بل واحد اعضاء الحزب الشيوعي؛ لجنة دعم الكفاح المسلح ببولندا؛ والتي كان همها تقديم الدعم المادي والعيني والادبي لقوي الكفاح المسلح؛ باعتباره الطريق الناجع لمواجهة الدكتاتورية. في هذه اللجنة اخترت كسكرتيرا للاعلام في نصف العام الاول لنشاطها؛ وسكرتيرا عاما في نصف العام الثاني والاخير من ذلك النشاط.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية المختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Abdel Aati)
|
1997 تواصلت الحياة ما بين العمل والدراسة والنشاط العام؛ واكملت في هذا العام بقية المنهج في مدرسة الصحافة العليا؛ واجتزت كل الامتحانات؛ وتبقي لي كتابة رسالة التخرج والدفاع. علي المستوي السياسي فقد واصلت العمل في لجنة دعم الكفاح المسلح؛ والتي كانت بمثابة مرحلة انتقالية؛ وكانت التنظيمات الثلاثة التي تجذبني اليها هي حركة القوي الجديدة بقيادة الخاتم عدلان؛ والحركة الشعبية لتحرير السودان؛ وقوات التحالف السودانية؛ هذا التنظيم العسكري السياسي الجديد. انضممت بعد تفكير الي تنظيم قوات التحالف السودانية؛ وذلك لعدم رغبتي في خلق حساسيات ومشاكلا مع اعضاء الحزب الشيوعي بالانضمام لحق؛ ولما ظننته من ضعف تأثيرها السياسي؛ وكونها تنظيم رجل واحد؛ كما رفضت الحركة الشعبية لضعف حساسيتها تجاه حقوق الانسان والمواطن؛ ولتذبذب مواقفها؛ وللطابع المركزي لها؛ فلم يبق الا تنظيم قوات التحالف. ساهمت في تكوين مكتب قوات التحالف في بولندا؛ وفي تكوين فرع للتجمع ونواة لقوات التحالف بسوريا؛ كما ساهمت ايضا في بداية عمل لها في كل من روسيا وليبيا؛ وقد "عُينت" رئيسا لمكتب قوات التحالف في بولندا. في صيف ذلك العام قمت بزيارة سوريا؛ حيث التقيت الوالدة العزيزة فيها بعد طول انقطاع؛ وامضينا اسابيع مترعة بالشوق والاحاديث هناك؛ كما تعرفت فيها علي اصدقاء اعزاء؛ ومنهم الصديق الحميم علي عمر علي "تروس"؛ وصديقي الراحل المقيم نذار حجر؛ والدكتور المهندس عبدالعزيز سيداحمد؛ وغيرهم من الاصدقاء والاحباب. كان في اللقاء بالوالدة بعد كل تلك السنوات؛ ما بل الشوق واعاد لي الكثير من التوازن؛ وقدم لي طاقة جديدة للحياة والعمل والنشاط؛ عبر الاعوام اللاحقة. غيرت العمل في ديسمبر؛ وابتدأت العمل في التدريس؛ وذلك في شركة ترول للسياحة وتدريس اللغات؛ كما في المدرسة الاهلية الثانوية رقم 19 بوارسو ؛ مدرسا ومحاورا في اللغة الانجليزية.
1998 كان في هذا العام الكثير من الانجازات؛ ومن بينها كتابة رسالة التخرج عن الاصولية الاسلامية؛ والتخرج من مدرسة الصحافة العليا بدرجة تماثل البكالريوس؛ وانخراطي في سلسلة محاضرات ونشاطات بقسم البلدان النامية بكلية الجغرافيا بجامعة وارسو؛ كما في قسم الدراسات الافريقية بكلية الاستشراق بجامعة وارسو وغيرها؛ نتج عنه نشر كتاب في السنة اللاحقة؛ ساهمت بفصل فيه. كما انتظم عمل مكتب قوات التحالف في بولندا؛ ووصلنا الي ان نكون اكبر تنظيم بالساحة؛ وقمنا بتكوين فرع لمنظمة السودان للرعاية الاجتماعية "أمل"؛ ووطدنا علاقتنا كتنظيم مع العديد من الجهات البولندية والعاملة ببولندا. واصلت العمل الادبي في صورة مقالات متفرقة نشرت بمختلف الصحف؛ كما بدأت النشر في الشبكة العالمية - الانترنت- ؛ هذا الوسيط الاعلامي الذي بدأت الاهتمام به عام 1995؛ ونشرت اول الموافع لي او لمنظمات ادعمها في العام السابق؛ وواصلت الاهتمام به قراءة ونشاطا ونشرا. انجزت عدد من الرحلات لمناطق مختلفة خارج بولندا. بدأنا قوشا وانا في الاحساس بالقلق من تأخر مجئ طفل لحياتنا؛ وعند الذهاب للطبيب اكتشفنا ان عندي مشاكل صحية تعطل من الانجاب؛ وقد اعطاني الطبيب فرصا ضئيلة للانجاب الطبيعي دون تدخل خارجي؛ اي دون العلاج الهرموني او استخدام تقنيات التخصيب الخارجي "ان فيترو" او غيرها.
1999 واصلنا مشوار العلاج في سبيل تسهيل الانجاب؛ ولمدة عام ونصف بلعت مقاديرا هائلة من الادوية؛ كما كنت اذهب للطبيب شهريا للمراجعة والكشف؛ في ممارسة بائسة ومذلة لكرامة الانسان؛ حيث كنت اري الرجال والنساء ممن اصبح الانجاب لهم هاجسا؛ ووقد سطرت المعاناة حروفها علي وجوههم؛ وهم يبحثوا عن المفقود؛ وينفقوا جل وقتهم ومالهم واعصابهم في الذهاب للطبيب والتعالج. بدأت قوشا ايضا علاجات في اطار الاستعداد للتخصيب الخارجي؛ وبعد عدة محاولات فاشلة ومكلفة تركنا الموضوع؛ حيث وصلت لقناعة ان الطفل لا يمكن ان يشكل هاجسا لنا؛ واننا لم نخلق لنكون حقل اختبار للاطباء؛ ومصدرا لثرائهم؛ وان حياتنا الاسرية كاملة – او ينبغي ان تكون – دون طفل. لم يمض هذا كله دون ان يترك اثارا مؤلمة علي نفسياتنا؛ وخصوصا قوشا. في هذا الوقت بدأ الخط السياسي لقوات التحالف في التغيير؛ في اتجاه تبني خط تصالحي مع القوي القديمة والطائفية؛ وقد قمت بالاستقالة من التجمع الوطني احتجاجا علي سير الامور فيه؛ كما دفعت في اتجاه الدمقرطة والاصلاح والاستقلالية في قوات التحالف؛ وذلك حين نشرت رسالة مفتوحة لقيادة وكوادر واعضاء التحالف الوطني وقوات التحالف السودانية؛ لم يتكرم بالرد عليها الا الدكتور جمال هاشم؛ والذي استقال من بعد؛ وقد ترافقت رسالتي المفتوحة مع محاولات اصلاحية اخري؛ وخصوصا في الميدان؛ ومن بينها مذكرة القوات في القطاع الشمالي؛ والتي اسينيت بمحاولة الانقلاب اليساري؛ وبمذكرة مماثلة في قطاع مينزا؛ لم تجد جميعها باي شي من الاهتمام؛ وعوملت كانها محاولات للانشقاق والتكتل. واصلت الكتابة الادبية؛ وانشأت موقعي الالكتروني بالشبكة العالمية؛ ومواقع اخري متعددة؛ كما اشرفت علي خلقة التراسل الخاصة بقوات التحالف بالشبكة العالمية؛ وغيرها من المواقع والمشاريع الالكترونية الاخري. وفي نهاية العام تلقيت عرضا من صديقي عماد الدين الطاهر بالمساهمة في ادارة شركة له وشريكه محمد شاويش ديلاوي – ليبي-؛ تعمل في مجال المعلوماتية والتجارة؛ وقد قبلت طلبه وتركت عملي وانضممت لهم.
2000 مر العام في تأسيس شركة عمدة العالمية والنشاطات المصاحبة لها؛ وانخرطنا في عدة مشاريع متنوعة؛ من ضمنها مشاريع تجارية ومشاريع متعلقة بالمعلوماتية ومشاريع متعلقة بالترفية وخدمات المرطبات. في هذا العام ايضا تم انقسام مجموعة عبدالعزيز دفع الله؛ رئيس الدائرة السياسية للتحالف عن التنظيم؛ او ما سموه بفك الارتباط عن قوات التحالف والمنهج العسكري الامني للقيادة. رغم اقترابي من بعض اطروحات هذا التيار؛ ورغم اعتراضي علي الشكل العشوائي والتعسفي لابعاد عبدالعزيز دفع الله عن القيادة؛ والحملة الشعواء التي شنت عليه وعلى انصاره؛ الا اني رفضت منهج الانقسام؛ ودعوت الي تكريس وحدة التنظيم عبر المؤسسية؛ ورفعت اقتراحات وساهمت في مبادرات بهذا الصدد؛ الا انه كالعادة كانت القمة صماء عن صوت القاعدة. توفي اخي الاكبر عثمان في مدينة بورتسودان نتيجة لسوء التشخيص والعلاج؛ حيث كان مريضا بالتايفوييد وشخصت كملاريا. ترملت زوجة شقيقي ويتم اطفاله في وقت هم اكثر ما يحتاجون اليه؛ واكبرهم لم يشب عن الطوق بعد. كانت هذه صدمة عظيمة لي؛ ومن جديد اصبت في مقتل بسبب من الاطباء واخطاؤهم. من جهة علاقتي الزوجية فقد بدأت الازمة تظهر واضحة؛ وبدأ وكاننا نعيش قرب بعض وليس مع بعضنا البعض؛ حيث كان لكل منا عالمه الخاص؛ وبدأ ان نار الحب قد انطفأت؛ ولم تنقذها حتي كوانين الصداقة الحقة؛ وبدأت مسيرة الانهيار. الان وانا انظر عبر السنوات؛ لا اتحلل عن مسؤوليتي في كل ذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية المختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Abdel Aati)
|
2001 واصلت العمل في شركة عمدة العالمية؛ وقد حققنا نجاحات مقدرة في بعض المشاريع؛ وفشلا في الاخري؛ وان كانت الحصيلة الايجابية سلبية؛ وذلك للظرف الاقتصادي الذي كانت تعيشه بولندا؛ ولعدم التركيز في النشاط؛ ولعدد من العوامل الاخري. انعقد المؤتمر العام الثاني للتحالف؛ وقد ساهمت فيه بورقة؛ كما قدم مكتبنا ورقة مماثلة؛ ازعم انهما قد ركزا علي الاساسي؛ وكانا يصبان في اطار الاصلاح وتوطيد المؤسسية؛ وخصوصا بعد ازمة الانقسام؛ وفي ظل ظروف ازمة العمل العسكري عموما؛ والحصار المضروب لسنوات علي قلعة التنظيم – محور مينزا- في جنوب النيل الازرق؛ والذي انتهي بانسحاب المقاتلين والاهالي من المنطقة في النهاية. كالعادة لم تعر اقتراحاتنا اي اهتمام؛ وخرجت التوصيات والقرارات وتركيب القيادة هزيلا ومتراجعا عن الطموحات؛ رغم توفر كل الادوات والبرامج البديلة امام المؤتمرين؛ الامر الذي اوضح ان هذا التنظيم لن يسير الي خير؛ وانه دخل حقيقة مرحلة العد التنازلي. شهد هذا العام حدثين متناقضين علي الصعيد الشخصي؛ حيث تقاقمت ازمة علاقتنا الزوجية مع قوشا؛ ووصلنا الي قناعة بنهايتها؛ وتم الطلاق بيننا. ورغم ان الطلاق قد تم بشكل ودي وحضاري اندهش له الجميع؛ الا انه كان واحدا من اصعب واقسي القرارات في حياتي؛ وبدأ وكأنه انتزاع جزء من القلب من الجسم؛ وقد عددته واحدة من اكبر اخفاقاتي في الحياة. بالمقابل فقد تعرفت في مطلع هذا العام علي آنيا؛ وفي ظروف هذا الاحباط العظيم؛ فقد اشعلت فيي الاحساس بالحياة من جديد؛ وبنهاية العام كنا قد تزوجنا؛ وابتدأت مسيرة جديدة في حياتي مفعمة بالحب والأمل.
2002 اهم ما تم في هذا العام قاطبة؛ هو حدث عظيم اهتز له العالم وتغير به كوني: ولدت ابنتي وحبيبتي آماليا؛ في يوم 30 سبتمبر من ذلك العام السعيد. كان هذا المولد وقبله ترقب مجيئها مثل واحة في الصحراء؛ وكمولد جديد لي في عالم الاحياء؛ واجابة بسيطة وواضحة علي اسئلة الوجود المعقدة؛ وفهما للذات والناس والعالم بشكل جديد ومغاير تماما. انقلبت الكثير من حساباتي؛ وتعلمت من اماليا ومعها الكثير؛ وعبرها وصلت الي ثابتي الوحيد في عالمي المتناقض والملئ بالتغييرات: حبي لها وبنوتها لي وابوتي لها؛ هذه العلاقة التي لن تفسدها الايام ولن تغيرها الظروف ولن يقطعها عاد من الزمن؛ ولو كان ذلك العادي هو الموت نفسه. كان مجيئ آماليا الي حياتي امرا مفاجئا؛ بعد ان كففت عن الحلم بان اكون ابا؛ وتصالحت مع نفسي في ذلك. لم ابحث عنها اذن؛ بل هي التي بحثت عني؛ او ربما يكون فيض الحب هو الذي اتي بها؛ حيث انها ثمرة الحب لا العلم او الطب؛ وهي زهرة الفجاءة الجميلة؛ وبرعم الدهشة والجميل حيث يأتيك بلا توقع. انها نجمة اول الصباح واول المساء؛ الهادية في الدرب والاكثر سطوعا في السماء والاقرب الي الوجدان والقلب. علي مستوي العمل فقد شهد مطلع هذا العام بيع شركة عمدة العالمية؛ وتاسيس شركتين جديدتين من قبل الشركاء الاساسيين فيها؛ كنت مساهما فيهما اداريا؛ كما قد بدأت العمل ودخلت في شراكة مع شركة لانتاج البرامج والالعاب الالكترونية. علي المستوي السياسي فقد تعرض تنظيم قوات التحالف للشلل بعد القرار الفوقي الذي اعلن مطلع العام السابق؛ بالوحدة الاندماجية مع الحركة الشعبية؛ هذه الوحدة التي لم تتم وما كان لها ان تتم. قضينا العام كله في محاولات متعددة لاصلاح هذا القرار الفوقي وانقاذ التنظيم؛ والذي كان واضحا تفككه وعجز سيطرة القيادة عليه وتشظية بين مختلف التيارات المكونة له؛ والتي تبلورت في ثلاثة تيارات اساسية؛ هي تيار الاندماج مع الحركة باي شكل وباى ثمن؛ هربا من المشكل؛ وتيار متذبذب وفاقد الاتجاه؛ وان كان مدركا لضرورة استقلالية التنظيم؛ وتيار المؤسسية والاستقلالية والمبادرة؛ والذي اراد ان يعيد التحالف الي جادة الطريق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية المختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Abdel Aati)
|
2003 بعد صراع استمر عدة اشهر مع المرض؛ توفي صديقي محمد شاويش ديلاوي في دسلدروف؛ عن عمر 33 عاما؛ تاركا ورائه ثلاثة من الاطفال الصغار. كان هذا جرحا يعادل موت عثمان اخي؛ وفقد جديد في حياتي. ترك موت محمد فراغا كبيرا في حياتي علي مختلف المستويات؛ وعطل العديد من المشروعات المشتركة بيننا؛ ومن بينها احدي الشركات التي كنت اعمل بها؛ بينما تعطلت الشركة الاخري لسفر مالكها. في مواجهة هذا فقد انسحبت من شراكتي في شركة البرامج والالعاب؛ وبدأت العمل لوحدي هذه المرة ودون شركاء؛ في مجال الطباعة والنشر وخدمات الاعلام؛ وقد واجهتني الكثير من العقبات؛ ليس اقلها ضعف رأس المال؛ واستمرار حالة الجمود الاقتصادي في بولندا؛ والمنافسة الشريفة وغير الشريفة من طرف شركات ذات اقدام راسخة في هذا المجال؛ ولكن بالمقابل تم تنفيذ بعض الخطوات الناجحة؛ وقد اطلقت اسم آماليا علي الشركة؛ تيمنا بها؛ ولان لا اسم عندي افضل واجمل. علي المحور السياسي فقد خطا تيار المؤسسية في التحالف خطوة للامام؛ عبر المذكرة التي اعدت عن موضوع الخلاف الرئيسي؛ وهي الوحدة الاندماجية مع الحركة؛ والتي كان لي شرف صياغتها وجمع التوقيعات لها؛ وقد وقع عليها حوالي ال45 كادرا ومكتبا؛ وبوزن ثقيل لقيادات الميدان والمكاتب الداخلية والكوادر النشطة فكريا وثقافيا. وقد صيغت المذكرة ونوقشت وجمعت التوقيعات حولها؛ في خلال اكثر من شهرين؛ باكثر الاشكال مؤسسية وشفافية؛ ورفعت الي قيادة التنظيم. بعمى مطلق تعاملت القيادة مع ازمة التنظيم؛ ووصل التياران الرئيسيان الي حلول مهدئة ومؤقتة؛ مبنية علي اساس الانتهازية السياسية والتوازنات والوحدة الشكلية؛ وذلك في اجتماعات المكتب التنفيذي وسكرتارية المجلس الركزي في نهاية اغسطس؛ ولم تناقش المذكرة التي شكلت طريقا واضحا للخروج من ازمة التنظيم؛ بل وتمت محاولات لاجبار بعض العضوية علي سحب توقيعاتهم؛ عن طريق اتصلات شخصية من بعض القيادات؛ وبهذا فقد صفعت القيادة مرة اخري عضوية التنظيم؛ وانتهكت المؤسسية وأظهرت اساليب السودان القديم في اكثر اشكالها تخلفا وعنجهية وقصر نظر. كان ردي هو الاستقالة من صفوف قوات التحالف؛ بعد استنفاد كل وسائل الاصلاح. ولانني دخلت كفرد فقد خرجت كفرد؛ ولم ار الحل في تنظيم انقسام صغير في تنظيم صغير؛ او التصارع علي ارث اهدره مؤسسوه؛ عارفا ان مصير هذا التنظيم بتلك القيادة وتلك العلاقات؛ حائل الي هزيمة وزوال. بالمقابل فقد وصلت الي قناعة ان يمسك المجددون قضاياهم في ايديهم؛ ولا يتركوها في عهدة الغير؛ وبذلك فقد انخرطت مباشرة في جهد شباب مثابر؛ ممن وعوا ضرورة المؤسسية والمسؤولية الفردية؛ وطرحوا مشروع تكوين حزب جديد للوسط الديمقراطي؛ واسسوا نواته في الحزب الليبرالي السوداني. انضممت لهذا الجهد؛ من موافع التأسيس؛ كبديل جديد نطرحه لانفسنا وللشعب؛ بعد ان فقدنا الامل في مختلف القيادات غير المبدئية؛ والتنظيمات غير المؤسسية؛ وتصدينا لتحمل مسؤوليتنا بانفسنا؛ بالاصالة لا بالوكالة؛ بقول وفعل نكون مسؤولين عنه تماما؛ متحملين نتيجته كاملة؛ اخفاقا كانت ام نجاح. في هذا العام اكملت اماليا سنتها الاولي؛ وخرجت اسنانها؛ وحبت لعدة اشهر ثم انتصبت تمشي علي قدمين في عيد ميلادها الاول؛ ونطقت اول كلماتها؛ ومن بينها اسمي – محرفا الي عادلا-؛وكانت في كل ذلك؛ مصدر الحب والامل والطاقة للعمل؛ وبلسما للروح عندما تغلبها الجراح والمصاعب. كما كانت آنيا في كل الوقت؛ نِعم الرفيقة والحبيبة والزوجة والصديقة؛ والشاطئ الآمن الذي اخلدت اليه؛ بعد طول صراع مع امواج الذات.
2004 لم يتغير شي كثير في هذا العام؛ الا التفاصيل. ما زال الصراع مع الحياة ومتطلباتها نفس الصراع. ما زال الجهد من اجل الجديد في الحياة العامة متواصلا ومثابرا رغم الانتكاسات. ما زالت اماليا وآنيا هما ملاذي ومصدر الهامي واجمل ما في حياتي. ما زالت امي نورة هي مثلي الاعلي ومصدر فخري وحزني وشوقي واحساسي بالتقصير. ما زلت ادافع الاخفاقات واصارع الصعوبات وأعود لما فشلت فيه؛ او اخفقت في انجازه؛ او انجز بصورة خاطئة؛ او لا يزال ينتظر الانجاز؛ ولكن تنعدم له الامكانيات. ما زلت اسير في مشوار الحياة المرهق والجميل. ولكني الآن؛ وخلافا لما مضي؛ اجدني علي قناعة راسخة باني اسير علي الطريق الصحيح؛ واني قد سلكت الدرب العديل؛ في مسيرة البحث عن الذات؛ والتصالح معها؛ وانجاز شي ما في مشوار الحياة؛ قبل ان تنطفئ شعلتها ذات صباح او مساء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية لمختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: خضر حسين خليل)
|
الاخ العزيز خضر حسين خليل
تحياتي الوافرات...
شكرا لك علي المرور من هنا؛ وعلي ان وجدت في هذه السيرة ما يثير الاهتمام؛ وربما يتوفر الوقت ذات يوم - عندما نهرم ونترك الركض وراء الحياة- ان نسجلها بتفصيل اكثر وتوثيق افضل اذا سمحت الذاكرة حينها
الي ذلك الوقت فهي تظل مختصرة هكذا كالبرقيات؛ وننتظر في انتظار سيرة كل الجيل - جيلنا- ؛ وفي انتظار كتابة السيرة الشعبية لشعبنا ومواطنينا؛ مما لا صوت لهم وسط الضجيج.
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية لمختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Sinnary)
|
ازيك عادل ومن زمان ما جبت سيرة ناس بعنيب
كم مرة بتنا فوق العناقريب المرصوصة خمسة طوابق طبعا وسط حراسة قوية ، خاصة امسيات عطبرة زمان
عمنا ود الكندو وحسن عمر ابوكي والعناق
كل سوق العناقريب وفراشات العيش قول لي ابوك الأخضر الطويل العريض ابوصوتا جهوري وحدرة بترمي الزول؟ واعمامك الأثنين بخافو منو؟
لكن ودرتنا بحي العمال ده، وياك تقصد الحفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية لمختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Arbab)
|
Salam Arbab
In fact this piece was written with idea to spread the culture of transperency in our public life
Did i hide some elements of my piography?
of course Yes
But all what i wrote was pure facts
I hope some day, after ,any years
I would sit and write it in a wider scope and in details
and that i will not be alone
adil
| |
|
|
|
|
|
|
ما أروعك يا عادل (Re: Abdel Aati)
|
الصديق عادل لقد سعدت بقراءة سيرتك الداتية وسعدت بصراحتك وجرأتك وشجاعتك فى سرد سيرة حياتك بتفصيل. أرجو أن تضيف اليها بعضا من كتابابتك السابقة وتضمها بين دفتى كتاب. أسلوبك شيق وجرئ أهنئك عليه. إلى الأمام فانت تملك قلما معبرا وتستطيع أن تسخره بطريقة جيدة.
أخوك نرالدين منان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما أروعك يا عادل (Re: Mannan)
|
Dear brother Manan
Thanks for your complment Such an opinion from a poet and writer like you is so valuble for me
may be i will collect some of other writings with piograpihical charcter and publish them in a booklet
but would i find time for that ?
Adil
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية لمختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Abdel Aati)
|
2004 لم يتغير شي كثير في هذا العام؛ الا التفاصيل. ما زال الصراع مع الحياة ومتطلباتها نفس الصراع. ما زال الجهد من اجل الجديد في الحياة العامة متواصلا ومثابرا رغم الانتكاسات. ما زالت اماليا وآنيا هما ملاذي ومصدر الهامي واجمل ما في حياتي. ما زالت امي نورة هي مثلي الاعلي ومصدر فخري وحزني وشوقي واحساسي بالتقصير. ما زلت ادافع الاخفاقات واصارع الصعوبات وأعود لما فشلت فيه؛ او اخفقت في انجازه؛ او انجز بصورة خاطئة؛ او لا يزال ينتظر الانجاز؛ ولكن تنعدم له الامكانيات. ما زلت اسير في مشوار الحياة المرهق والجميل.
اللههههههههههههههههههه ماعمق ذلك وماجملك باماليا وانيا ماروع انسانك بنوره امك وامنا ولتمشى هذا الدرب المرهق والجميل فى لوعته
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية لمختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Abdel Aati)
|
الأخ الأستاذ عادل عبدالعاطى
هذه مسيرة نضال مشرف لانسان سودانى بسيط عرك الحياة وعركته ومابرح يناضل من اجل ترسيخ المبادىء التى يؤمن بها ومن أجل تأسيس حياة كريمة برغم الهموم وتكالب الظروف فى احيان كثيرة ، يا لتعاسة هذا الشعب السودانى ويا لجمال ابنائه وجمال ايمانياتهم وجمال علومهم ونضالهم المشرف
جزى الله (الهكر) عنا خير الجزاء فقد عرفونا من هو عادل ود نورة ، ويا ليتنى كنت ابن نورة ايضا لأشاركك الهموم ولأشاركك الأفراح والأتراح ، ولى عظيم الشرف أن أقول أن نوره ولدت ولد ، يا ليت كل الأولاد مثل أولاد نوره
هنئيا للشعب السودانى بوجود عادل كأحد أبنائه المخلصين
ودعواتى لك أن يحالفك التوفيق لترى بنتك احدى الناجحات فى الحياة ولتنعم برؤية (أولاد أولادها) ، وليبارك الله فى نوره وفى أخوانك واخواتك وأصحابك ولتعيشوا الحياة الكريمة الحلوة ولتسعدوا فى الدارين
آمين يارب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية لمختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Abdel Aati)
|
Dear Adil, it is just fabulous You know for us as Sudanese with very conservative mentality it is really hard to find someone who willingly reveals his personal thoughts, failures, and long struggle for inner-peace I very much praise this creative way in telling your bio Thanks and my sincere regards to Ania, Amalia, and your great mother Nora
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية لمختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Nada Amin)
|
العزيزة ندي امين
في رحلة البحث عن الذات؛ لا بد من مواجهة الذات؛ وليس هناك من طريق غير التفكير واعادة التفكير عن مسيرتنا الحياتية؛ ومشاركة الاخرين في التفكير؛ بالحكي معهم ولهم
اعتقد اننا يجب ان نوسع من دائرة الشفافية والوضوح والاعتراف بالاخطاء والتقصير في حياتنا العامة؛ وان نسجل كذلك الايجابيات في حياتنا وحياة من جمعتنا الظروف بهم
هذه السيرة جزء بسيط من ذلك
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السيرة الذاتية لمختصرة لعادل ود نورة الشهير بعادل عبدالعاطي (Re: Tarig Sidahmed)
|
العزيز طارق الاحمدي
يا اخ ما عاش من يفترك؛ بالقراية ولا بغيرها؛ واتهيل لو فترت من القراية؛ انا اكون عامل شنو مع الكتابة..
اذكر طرفة من طرائف البورد حيث كان الاخ الاستاذ خالد عويس مشاركا نشطا - اكثر من الان- ؛ وكانت له بوستات طويلة؛ ان تداخل احدالاعضاء وساله يا خالد عويس انت بتقدر تكتب الكلام دا كلو وين ومتين؛ ياخي انت لا بد عندك سوفتوير خاص بالكتابة.
طبعا اخونا خالد - الغتيت - ما ردا بالتاكيد او النفي؛ ومشيت بعد داك حنستو واتسلفتو منو السوفتوير دا؛ وبقيعليك الان تتسلف سوفتوير القراية السريعة.
لك كل الحب والورد من اماليا عاطر تحياتي وانيا لك ولكل من بطرفك.
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
|