دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد !
|
مقدمة:
هذه أحلام ببداية العام؛ تجلبها الـتأملات في سيرة بلاد السودان بعد خمسة قرون من التكون؛ وتطفح بها الى السطح شجون نهاية العام القديم وهموم بداية العام الجديد والأول من يناير؛ ذكرى "الاستقلال" الذي لم يحصد منه مواطنو السودان – بعد نصف قرن ونيف - غير الخراب والعذاب. في بداية هذا العام أهفو؛ كما معظم السودانيون؛ الى الاستقرار والسلام والرخاء؛ ولهذا احاول أن حلم في اليقظة ؛ وان افكر بصوت عال؛ باحثا عن ملامح لسياسة جديدة؛ تنجينا من عذابات الواقع المعاش. وأسعى – بالقلب والعقل والعمل - للبحث عن أمير جديد؛ ينقذنا من الخيارات المرة بين نار العسكريين ورمضاء الطائفيين وجحيم العقائديين.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
والسياسة الجديدة ... لا تكمن في اعادة تعبئة الزيت القديم في قوارير جديدة؛ كما لا تتمثل في اضفاء صفة الجديد على البالي والمهتري من الافكار والممارسات. وإضفاء صفة الجديد على كل قديم عسى ان تحول طبيعة اللغة السحرية واقعه البائس الى مستقبل زاهر؛ هو من قبيل التفكير بالتمني ( Wishful Thinking )؛ لا ينتج غير الاوهام. ولفظ "الجديد" وسط تقليدييي الحداثة مثل لفظ "الإسلامي" عند جماعات الردة الحضارية؛ يلصق على كل شي بصمغ من لعاب أو مهترئ من خطاب؛ والجديد شديد كما يقال ولضديد(في لفظه على الاٌقل. وقد رأينا كيف اصبحت كلمة الجديد علامة تجارية بل قل صيحة اعلانية؛ يسوّق بها التجار والثوار بضائعهم؛ من زمن البان جديد ومرورا بالقمر بوبا عليك جديد وانتهاءا بالسودان الجديد؛ وما فيش حد أحسن من حد .. السياسة الجديدة لا تكمن في اللغة اذن؛ وانما تكمن في المواقف. تكمن في موقف جديد من الواقع اولا؛ وموقف جديد من الفكر ثانيا؛ وموقف جديد من الخطاب ثالثا ..ودون اجتراح ذلك فلا جديد ولا يحزنون. ولكي لا نقع مرة اخرى في حبائل اللغة والتفكير بالتمني؛ نقول ان الموقف من الواقع لا يكون الا بمواجهة ثورية للواقع؛ هذا الواقع الذي قد تخثر وتفتت؛ حتى ما عاد من الممكن التقدم ولو خطوة واحدة للامام؛ دون التخلص من العماء الايدلوجي والعور العقيدي؛ ومواجهة المأساة كما تتمثل للعيان: وطن مشظي في حالة حرب مع نفسه؛ وشعب هو اقرب للتكوينات البدائية والتجمعات العشوائية منه لمجتمع قائم او في طور التكون؛ ودولة طفيلية تعيش على الريع وتحتلب البلد حتى ينزف ضرعها دما؛ وهي في حالة ذهول كامل عن مهامها الاساسية؛ وتركيز كامل على السلب والقمع؛ وعصابات فاتكة تدعى انها سلطة وحكومة ومعارضة؛ تذكرنا بهجمات المغول على الحضارة والمجتمعات ووحشية ملوك الانكا والازتك دون ابداعاتهم؛ ونخب استمرأت معاقرة الفشل ومواطن ضائع او ميت او مهاجر اونازح او منتظر على ارصفة القهر والحرمان. كما تكمن السياسة الجديدة في موقف جديد من الفكر في السودان؛ سعيا الى صياغة الفكر السياسي السوداني الذي لم يتبلور بعد؛ أو قل انجاز مقاربة جديدة لمكوناته الاساسية – التي اتي اغلبها في محايثة لتجارب خارجية : اسلامية او ماركسية او قومية او ليبرالية؛ الخ .. وقد كان طابع التعامل مع تلك الايدلوجيات في السودان على العموم متميزا بالسطحية والهشاشة والعمومية؛ او اذا شئنا استخدام تعبير الجمهوريين لقلنا انه كان تعاملا يفتقر الى الاصالة .. وقد آن الاوان ان ننتقل – ونحن ننتج الفكر ونعيد انتاجه - من مرحلة النقل الى مرحلة الهضم والعطاء؛ وان ننتقل من تخوم الفكر المذهبي الى ميادين الفكر التطبيقي؛ ومن فقر العمومية الى غنى التفصيلية؛ ومن ضجيج الشعاراتية الى علمية المنهجية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
كما تكمن السياسة الجديدة في خطاب سياسي جديد؛ يخرجنا من حالات الابتسار والعسار المفاهيمي واللغوي الذي ظلت قوي السودان السياسية تلقمه للمواطن السوداني على مر العقود؛ دون ان يكون فيه مقاربة لايا من مشاكله؛ ولا غرو اذن ان يبدأ هذا الخطاب بشعار "نحرير لا تعمير" الخالي من المحتوي عشية الاستقلال؛ وان يمر بمرحلة" أدعموا شرع الله وقواته المسلحة"؛ او "كل السلطة في يد الجبهة"التي لم تتكون؛ وانتهاء بشعار السودان الجديد الذي اصبح شعار من لا شعار له وخطاب من لا خطاب له؛ في معاقرة جديدة للكسل اللغوي والمفاهيمي؛ والذي هو ناتج عن الكسل الفكري من جهة؛ وعدم القدرة على مواجهة تحدات الواقع من جهة اخرى. نحتاج اذن في صياغة السياسة الى خطاب جديد يخرجنا من كهوف التكلس والخطاب العقيدي الممجوج؛ معتمد على حراك فكري يعمل بنشاط على رصد ومعالجة التغيرات في الواقع السوداني؛ والتيارات الفكرية الحديثة في العالم؛ وقبل كل شي على موقف نقدي وجذري من الواقع؛ يسعى الى تغييره وليس الى تأبيده والتعايش معه والتعيش منه؛ وحينها فقط يمكننا ان نخطو في درب السياسة الجديدة؛ وقد لا نخطو. كما لا تتم السياسة الجديدة دون أمير جديد !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
ما بين صفوية السياسة في الخرطوم وشعبية الموت في دارفور ... يمتد تاريخ طويل من التعامل المدهش لنخبنا السياسية؛ مع حزمة من اكبر المآسى الانسانية التي تمر على مواطنينا وتسحقهم تحت كلكلها الضخم .. يعجب المرء كيف تشل حساسية الصفوة السياسية تجاه ما يجب ان يكون مدار اهتمامها الاول: مصير المواطن وحياته؛ قبل ان نتحدث عن رخائه وحريته .. وكانما يبدو ان هذه الحساسية التي شلت تماما اليوم؛ كانت في تناقص مستمر؛ فمآسي ما قبل الاستقلال وفي سنينه الاولى؛ كقتل شهداء الجمعية التشريعية وخنق مواطني جودة ومجزرة الانصار في المولد؛ قد حركت بدرجة ما الضمير الصفووي وانتجت فعلا سياسياً وادبياُ له؛ تبقى في الضمير الجمعي العام. بل أذهب أكثر أقول أن الحرب الأهلية الاولى قد انتجت حساسية ما بها؛ فقد انتجت ارهاصات ثورة اكتوبر ومؤتمر المائدة المستديرة ودعوات الحل السلمي والحكم الفيدرالي او الاقليمي الخ؛ حزمة من المحاولات لحل الحرب؛ رغما عن محاولات تخريب تلك الحساسية بتنظيم جرائم مثل يوم الثلاثاء الاسود واغتيال وليم دينق الخ .. ان الناظر للتاريخ السياسي الاحدث للسودان؛ يرى العجب العجاب من سلبية وانصرافية الصفوة عن الموت المجاني والشعبي في اطراف الوطن بل وفي مركزه؛ فمأساة المجاعة في الثمانينات ورغم الانفعال الاولى بها؛ ورغم التعاطف الإنساني الكبير مع قضاياها؛ إلا انها قد دفعت تحت البساط سريعا؛ من قبل الصفوة والسلطات؛ كشيئ نحجل منه؛ وليس كأزمة يجب التعامل معها وحلها. وكان من نصيب الاوروبين والغربيين الانفعال بها والدراسة فيها ومحاولة علاج آثارها؛ بينما ظلت نخبنا في غيها سادرة تلعب لعبة الكراسي الفاجرة. اما سيرة الموت السمبلا والهبتلي الذي عشعش طويلا في الجنوب وجبال النوبة؛ ثم امتدت جهنمه التي لا تكف عن طلب المزيد الى الشرق ودارفور؛ غير معفية الوسط منها وان بعشوائية أقل؛ فانها لم تحرك شيئا في الضمير الميت لساستنا الذين خلقوا بت ام بعلو هذه؛ ثم تركوها تنطلق في البشر كالنار في هشيم جاف؛ تأكل ما يلاقيها دون ان تكون هناك قوة قادرة على ايقافها؛ وهيهات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
الشاهد ان صفوتنا قد عجزت تماما ليس فقط عن ايقاف الموت الشعبي في دارفور – اكبر مآساة انسانية اليوم على وجه البسيطة- ومن قبله الجنوب الخ؛ بل عجزت عن مجرد المحاولة وعن مجرد الاهتمام وعن مجرد الاحساس بذلك الموت .. كان الغرب هو السباق هنا؛ بكل عقله الاستشراقي وبكل تحيزاته المركزية وبكل مسيحيته الكولونيالية؛ ولكنه على كل حال - بمؤسساته ودوله- كان خيرا منا آلاف المرات؛ ونحن نعقد الأيدى وننصرف الى الفارغة امام الموت الشعبي والجماعي لاهلنا في دارفور . واذا كنا نتحدث عن دارفور؛ فما دارفور الا رمز لجهنم المواطن السوداني تحت ظل انهيار الدولة السودانية الريعية الجسعة؛ ومشاريع النخبة المهترئة والانتحارية؛ حيث عجزت احزاب تزعم انها تاريخية في ان تنظم مظاهرة واحدة لوقف القتل في دارفور؛ او لجمع توقيعات من اجل ذلك؛ او لجمع ابسط الحوائج للمشردين في المعسكرات؛ او لايقاف محسوبيها من الدخول في دوامة الموت والقتل الجارفة؛ وذلك اضعف الايمان. أما الاسلاميون المزعومون؛ تجار الدين والوطن والسلام؛ فان في أمرهم عجبا. إن هؤلاء الذينقالوا انهم لو تمكنوا؛ لاقاموا الصلاة وآتو الزكاة؛ قد أقاموا المشانق وسرقوا مستحقي الزكاة. ومن أ توا الى الحكم بزعم انهم هم "القوي الأمين"- ما لبثوا غير ان اثبتوا انهم الضعيف الخؤؤن. وأصبحت دارفور التبروقة ونار القرآن تحت عهدهم بلد الموت والاحزان. ان أزمة دارفور قد اثبتت فشل الكيزان على طول الخط؛ في التعامل مع مشاكل السودان وأهل السودان؛ زرقة ام عربان؛ مسيحي ام "مسلمان". ولم تتحول دارفور الى وصمة عار على جبين النخب المركزية القديمة فحسب؛ وانما وسمت بميسم العار كذلك النخب الجديدة من أحزاب ومثقفي "الهامش"؛ او التي تدعى الدفاع عن مصالح الهامش؛ ومن بينها الحركة الشعبية لتحرير السودان؛ والتي فشلت فشلا ذريعا؛ بعد عام من مشاركتها في الحكم؛ ان تقدم مبادرة داخلية او خارجية واحدة؛ توقف بها نزيف الدم في دارفور. ان هذا الفشل يلقى بظلال من الشك كثيفة؛ على قومية الحركة الشعبية لتحرير السودان؛ وعلى ادعاءاتها بتمثيل كل "المهمشين" في السودان؛ ما دامت حتى في المستوى الدبلوماسي؛ قد رفضت العديد من المبادرات الدولية لحل الأزمة؛ داعمة مواقف النظام. ان قضية دارفور قد اثبتت ضعف الحركة الشعبية الشديد عن التعامل كحزب قومي. بل لقد وجدنا من يتأسف ان قضية دارفور قد حجبت الاضواء عن قضية الجنوب؛ وكأن للمأساة وجه أهم من وجه؛ أو كان للازمة السودانية حلول جزئية. ان الحركة الشعبية بدلا من ان تلقى بثقلها في حل واحدة من اكبر مآسى العصر؛ قد حعلتها مادة للمماحكة بينها وبين شريكها؛ وبين تياراتها المختلفة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
لقد تحولت قضية دارفور الى واحدة من طرق ممارسة الضغط بين شريكي نيفاشا؛ على بعضهما البعض؛ كما تحولت الى احدى قضايا الصراع داخل الحركة الشعبية نفسها؛ وسط تياراتها الثلاثة: التيار الوحدوي التغييري – الضعيف- ؛ والتيار الانفصالي الانكفائي على الجنوب؛ والتيار الانتهازي السلطوي الذي يعبر عنه لام اكول وزير الخارجية؛ والذي يبدو في دفاعه عن النظام ملكياً اكثر من الملك؛ وجبهجيا اكثر جبهجة من علي عثمان؛ وبشيرياً في مواقفه أكثر من البشير. أما الحركات المسلحة في دارفور وقياداتها؛ ففوق انتهاجها لطريق العنف المسدود أصلا؛ فقد أثبتت بانشقاقاتها اللامبدئية وصراعاتها الانصرافية واتفاقاتها الثنائية وتحالفاتها الوقتية؛ انها ليست مؤهلة لا فنيا ولا اخلاقيا؛ ليس عن انجاز العدل والمساواة او تحرير السودان ككل؛ وانما عن حماية المواطن الدارفوري نفسه؛ ناهيك عن انتزاع حقوقه. انه لمن دواعي الأسف والتعجب؛ ان الحركات التي حملت السلاح زعما بحماية أهل دارفور؛ تطلب الآن تلك الحماية من المجتمع الدولي؛ وتقود الحرب في دارفور الان مليشيات دارفورية؛ بينما غاب الخطر عن النظام . ان حركات التحرير والعدل في دارفور قد ذهلت وغفلت ان الطريق لتحرير دارفور والسودان يتم في دارفور نفسها؛ وذلك برفع مقدرات المواطن لا رميه في اتون الحرب؛ وان طريق الخلاص لا يكمن في العواصم الاجنبية؛ وانما يبحث عنه في اعادة اللحمة للنسيج الاجتماعي الدارفوري والحوار الدارفوري الدارفوري ووحدة أهل الإقليم في نضالهم السلمي من أجل حقوقهم العادلة. ان مواطن دارفور المغلوب على أمره قد وقع الآن بين شقي الرحي؛ ما بين جحيم النظام ورمضاء الحركات المسلحة ونار الجنجويد؛ ولا يزال الطريق بعيدا حتى تخرج في دارفور والسودان القوة القادرة على ايقاف الحرب الآن الآن .. ولكن الحلم يظل اخضرا؛ ويبقى العمل مصيرا من أجل خروج تلك القوة؛ كالعنقاء من رماد القديم؛ اى بروز الأمير الجديد؛ الذي لم تكنه لا الحركة الشعبية ولا قائدها الراحل ولا الحالي؛ ولا حركات دارفور بقادتها الكثار "الميامين".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
الشعب السوداني البطل أم الشعب السوداني الفضل؟ كانت الحرب في دارفور ولا تزال؛ رغم بشاعتها وثمنها الانساني الباهظ؛ انموذجا لطريق الآلام الذي يسير فيه مواطني السودان؛ بدءا من الحرب الاهلية الاولى في الجنوب؛ ومرورا بالحرب الاهلية الثانية؛ والقتل في جبال النوبة ووهاد الشرق؛ والتعذيب والسحل والسجن؛ والهجرة والتهجير والنزوح؛ وغيرها من المآسى التي تعرض لها ولا يزال يتعرض لها "الشعب السوداني البطل". وحق لنا هنا ان نتسائل؛ أي بطولة لشعب يتعرض لكل تلك المآسي؛ ثم لا تبزغ من بين جوانحه قوة قادرة على التغيير؟؟ وهل البطولة هي في احتمال كل تلك المآسي؛ والموت تحت كلككلها؛ أم تكمن في قيمة اخرى لا نراها ؟؟ وهل واقع المواطنين السودانيين اليوم؛ لا يثبت انهم أقل أهل الأرض شأنا وأكثرهم ضعة وضياع حقوق؛ في بلادهم بالذات؟ إن الجناس المضحك المبكي؛ والذي قاله البعض عن الشعب السوداني البطل؛ وكونه قد تحول الى الشعب السوداني الفضل؛ بعد ان قضت علي نصفه الحروب والاوبئة والمجاعات والتهجير والمسغبة؛ وقزمت نصفه الثاني؛ يتحول أمام اعيننا الى واقع مرير. ان الفضل هنا لا تعني القلة العددية فحسب؛ وانما تعني قبل كل شي قلة الحيلة وضعف مقدرات وهوان مواطني السودان؛ أو قل شعب السودان "الفضل". هنا وجب أن نقف ونحسم ما ظل الخطاب اليساري – ومن بعده اليمين العاطل – يلقمنا له صباحا ومساء؛ عن الشعب السوداني البطل؛ وعن مفاخره عبر التاريخ؛ وعن انتصاره على الاطلاق وعن منجزاته المعجزات؛ تلك المنجزات التي ما كانت تكتسب؛ الا لتضيع بسرعة من بين الأصابع. ان الخيال اليساري في تبجيله لل"شعب السوداني البطل"؛ لم يتورع حتى عن ممارسة الكذب التاريخي؛ فمعركة كرري بكل ما فيها من بطولة؛ كانت هزيمة لجنود المهدية؛ وانتصارا للآلة الحربية البريطانية المتفوقة. في ظل هذا الواقع لا نفهم قول الشاعر ومن بعده المغني – وقد كُنا زمنا نغني معهم في جذل؛ وربما لا يزال بعضنا يفعل - : كرري تحدث عن رجال كالاسود الضارية – خاضوا اللهيب وشتتوا كتل الغزاة الباغية – ما فرّ فرسان لنا؛ بل فرّ جمع الطاغية!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
ان الشعب السوداني البطل؛ لا يزال يحبو كأمة؛ في طريق التكون؛ ليست لها القيادات التاريخية القادرة على اجتراح بناء أمة من مجموعة قبائل وقوميات؛ وضعتها صدفة التاريخ والجغرافيا معا .. اننا لا نعد كشعب الا مجازا؛ او قل مزاجا للمثقفين؛ حيث يهرع الناس اليوم ليحتموا بظل القبيلة او الجهة؛ لتقيهم شر الدولة الوطنية المزعومة؛ وما هي الا دولة بعد كولونيالية ريعية قاهرة. ان حال مواطني السودان اليوم؛ كحال تجمع عشوائي؛ ما يفرقهم اكثر مما يجمعهم؛ وما يجمعهم اليوم أقل مما كان يجمعهم بالامس. هذا حال كئيب اسهمت فيه القيادات الطائفية التي مزقت الوطن طائفيا – على المستوى الافقي- ومزقته طبقيا – بين سادة وعبيد؛ اولاد بلد واولا شوارع – على المستوي الرأسي؛ ثم تأتي اليوم لتزعم ان انقاذ البلاد على يدها. هذا حال اسهمت فيه فصائل اليسار على تنوعها؛ حينما حاول بعضها - من مؤيدي ناصر وعفلق- شق المواطنين على الاساس العرقي واللغوي؛ في بلد هي فسيفساء للاعراق واللغات والثقافات . بينما حاول البعض الآخر ان يشقهم افقيا؛ بالحديث عن الصراع الطبقي والشيوعية وحكم الطبقة العاملة وحزبها؛ في بلد يعاني من التخلف كمشكلته الاساسية. فاغرق هؤلاء واؤلئك البلاد في التجارب الفجة وحمامات الدم وادخلوهل طريق التسلط والدكتاتورية ودرب الآلام. هذا حال اسهم فيه تجار الدين؛ ممن وجدوا ان ممثلي "شعبنا البطل" يقولوا: من خدعنا بالدين انخدعنا له؛ بدلا من ان يقولوا: من خدعنا بالدين – وبغيره – لم ننخدع له. أتى هؤلاء بدعوات الوحدة الاسلامية وحكم الله وشرعه "وقواته المسلحة" ؛ لينتهوا الي حكم الفرد المتبطر والى ان يكونوا مجرد عصابة تحكم بالحديد والنار؛ ولا تتورع عن قسم البلاد وتفتيتها شظايا؛ من أجل ان تحتفظ عصبتها القائدة بجاه الملوك وعوائد البنوك. للأستاذ محمود محمد طه مقولة مشهورة؛ يقول فيها ان الشعب السوداني عملاق؛ يقوده اقزام . لقد ظللنا دهرا نردد هذه الجملة؛ لنوضح قزمية قياداتنا السياسية والفكرية؛ ولكن غاب علينا ان نتسائل: وكيف يقبل العملاق ان يقوده قزم او مجموعة اقزام؛ اذا لم يكن هذا العملاق يعاني من خلل كبير في قدرته على المسير وعلى التفكير ؟ لا عملقة لشعب يقوده أقزام .. لا بطولة لشعب يعيش تحت رين الامية والخرافة؛ لا انجاز حقيقي لمن يخدعهم الطائفيون ورجال الدين؛ لا قدرةعلى اتغيير لمن لا يملك قوت يومه؛ لا معجزات في حقل السياسة او الاجتماع او الاقتصاد او العلوم؛ تأتى في بلد تعشعش فيه الجهالة ويحكم فيه البطش وتتعنتر على مواطنيه القوة السافرة وينعدم فيه حكم القانون وتنمحق فيه ثقافة التسامح وروح العمل والكسب .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
ان المواطن السوداني؛ ولا نقول الشعب السوداني؛ حيث لا شعب وانما مجموعات من البشر المُضامين؛ يعاني اليوم – في وطنه بالذات - من اقسى اشكال الاستلاب والعجز والمسغبة. نحن نعيش في بلد من أكثر دول العالم تخلفا اجتماعيا؛ ولا يمكن ان ننتج تغييرا ونحن نغازل الخيال الشعبي ونخدعه بتميز لنا مزعوم وسط شعوب العالم؛ او بتفرد لمواطنينا ونصفهم لا يجدون كسرة الخبز وجرعة الماء النقي وما يستر الجسم؛ والنصف الآخر يصارع اطراف الليل وآناء النهار ليجد خبزه كفافه. لقد كتب محمد ابراهيم نقد مرة ما معناه؛ ان الفقر والبؤس والادقاع لا يخلق ثورة؛ وان المدقعين لا يثورون. وكان في هذا مصيبا .... ما لم يقله محمد ابراهيم نقد – وما لا يقدر على قوله – هو كيف لنا النهوض بحال المواطن السوداني اليوم؛ واجتراح التغيير – ولا نقول الثوره – معه وبه وله؟ لم يقل نقد ذلك؛ ولن يقل نقد هذا؛ لان طريق التغيير لا يتأتى – كما يفعل نقد – بالانخراط في مؤسسات القديم؛ ولا بالانصراف عن بؤس الايدلوجية الى إدقاع التقليدية؛ وما بين ادعاء اليسارية والارتماء في أقصى اليمينية في الحقيقة فركة رجل؛ وجاهل من ظن الاشياء هي الاشياء.. ان مواطنو السودان يحتاجون قبل كل شي الى القيادة الواعية الملتزمة؛ والتي تستطيع ان تقودهم وتعمل معهم؛ بعد ان تخرج منهم. لا مكان في هذا الاحتياج ولا مكان وسط هذه القيادة المبتغاة للرموز الطائفية البائدة والتي تسير عكس التاريخ؛ كما لا مكان فيها للديناصورات العقائدية التي تعميها العقيدة الميتة عن رؤية الواقع الحي؛ ولا مكان لدعاة الحرب وتجارها؛ في بلد مشكلته الاساسية – اليوم - هي الحرب وثقافة الحرب .. لا مكان ايضا – No more - لتجار الوطن والدين من حاملي السوط والسيف والنطع؛ لان منهج هؤلاء هو ما اوصل بلادنا الى الخراب؛ ولان فعل هؤلاء هو ما سام شعبنا العذاب. نحتاج الى قيادة جديدة بالفعل لا بالقول؛ تحمل في كف شعلة العلم والمعرفة؛ وفي كفة أخرى ادوات العمل المرهق الجاد والطويل .. نحتاج الي قيادة تفكر استراتيجيا؛ ولا تتكتك بعقلية سوق الملجة ورزق اليوم باليوم. نحتاج لقيادات خبيرة عالمة؛ قد اثبتت انها تربط العلم بالعمل؛ وحققت على المستويات الشخصية والعامة انجازات تحسب لها؛ وليست قيادات ولدت لتحكم او قفزت للحكم من ظهر دبابة. نحتاج الى ايادي نظيفة اختبرت في الممارسة؛ فلم يثنها بريق الذهب ولا توهج كراسي السلطة؛ عن ما تبنته من طريق وعن انحيازها للمواطنين. نحتاج الى الأمير الجديد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
الإلتزام المحدود والولاء المشروط ... ولا يمكن ان تكون سياسة جديدة ولا ظهور للأمير الجديد؛ دون ن نعيد النظر بصورة جذرية في مفهوم الإلتزام السياسي والولاء العقيدي والحزبي – ومفهوم الولاء عموما - في واقع السودان وحركته السياسية. والالتزام كلمة اتت الينا من القاموس اليساري؛ وقد قلنا في قصائدنا نخاطب الشعب – هذا التكوين الهلامي الذي يرى كل من فيه ليلاه – فيك بحس الاحترام وبيك ومنك دابو يعرف ايه هو معنى الإلتزام .. لنكتشف ان الالتزام بدلا من ان يكون للشعب قد تحول الى الزعيم والحزب؛ أو قل الى زعيم الحزب؛ وسبحان مغير الاحوال من حال الى حال. اما الولاء فهو تعبير قادم الينا من التراث العربي الاسلامي؛ وهو تعبير اكثر عاطفية من الالتزام؛ وان كانا في الممارسة قد اختلطا حتى ما عاد من الممكن التفريق بينهما .. ونقول هنا ان آفة الالتزام والولاء في السودان انه لم يكن للافكار والبرامج؛ او حتى للشعب – هذا المخلوق الهلامي والذي سنناقش معضلة مصطلحه – وانما كان للحزب او الزعيم؛ سواء كان هذا الزعيم شيخا ام رفيقا ام سيدا ام اماما .. ها هنا قد ذبحت السياسة على اعتاب القداسة؛ وبذلت المبادئ فداءا للقيادي؛ واختصر الوطن في التنظيم؛ والتنظيم في القيادة؛ والقيادة في فرد واحد احد؛ وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا. والولاء والالتزام في السودان من الصعب ان يكونان لفكرة او لبرنامج؛ ما دمنا ننطلق من تراث يكون فيه الحوار بين يدي شيخه؛ مثل الميت بين يدي الغاسل؛ فما بالك اذا ما اضفنا لها تخريجات حديثة من امثال الإلتزام بالمركزية الديمقراطية والحزب الحديدي ونفذ ثم ناقش؛ وغيرها من جارغون الاحزاب الشمولية التي زادت الطين بلة؛ ومشت في طريق التسلط وقهر فردية الفرد القديم في تراثنا؛ بنقل تجارب شمولية جديدة أدت الى قهر الإنسان الذي رماه سوء حظه للإنخراط في تلك الأحزاب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
وكيف يكون الالتزام بالمؤسسة؛ واغلب احزابنا مبنية اما على بنية طائفية؛ وهي بنية غير ديمقراطية استلابية استعبادية؛ تحكمها علاقة "السيد" والمسوود؛ او على علاقة كهانة ايدلوجية؛ يحتكر فيها القائد الاوحد التنظير والتفكير والقرار؛ او مبنية هي على الولاءات الجهوية او العرقية؛ حيث يكون الولاء للقبيلة او الجهة او العنصر؛ لا للفكرة او البرامج ؛ ويكون حال القوم فيها كما قال الشاعر القبلي الجهوي: وما انا الا انا من غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية أرشد ولا يغرن الناس كون بعض الاحزاب تصوغ لوائحا وانظمة اساسية ودساتيرا تقنن فيها العلاقة ما بين العضو والحزب؛ وتوضح فيها الواجبات والحقوق – وفي الغالب فان الواجبات اكثر من الحقوق-. فأغلب هذه اللوائح تعمل في اتجاه واحد؛ اى انها سيف مسلط على العضوية؛ ولكنها لا تجوز على القيادة ولا تنفذ في حقها .. ان اكثر اللوائح جودة في ظل تنظيم غير ديمقراطي وعلاقات للطاعة والخضوع؛ لا تعدو ان تكون نصوصا ميتة .. انظر الى احد احزابنا يقول دستوره ان مؤتمره العام ينبغي ان يقوم مرة كل 4 سنوات؛ وها هو لم يقم منذ اربعين عاما؛ وكل قيادته الحالية استثنائية وغير منتخبة؛ ثم هو يطبق لائحته على الاعضاء العاديين؛ وتطبقها هذه العصبة الاستثنائية التي لم ينتخبها مؤتمر؛ فانظر الى المركزية الديمقراطية كيف تعمل. وحتى عندما طرح البعض؛ مثل الاستاذ محمود محمد طه؛ مفهوما للعلاقة المشروطة؛ بين العضو والتنظيم؛ او بين القائد والمقوود؛ حين قال: "الطاعة بفكر او المعصية بفكر" اى ان تخضع العلاقة للفكر وليس للنزق او المزاج؛ فان الفكرة العبقرية هنا قد ضاعت وسط اللغة القديمة؛ فالمطلوب ليس الاقتناع والعمل بفكر؛ بل الطاعة؛ بكل ما يحمله هذا المصطلح من مفاهيم الخضوع؛ وليس المطلوب هو الاختلاف؛ الذي هو من طبيعة الاشياء؛ والذي لا يلغي امكانية العمل المشترك؛ وانما الاختلاف هو معصية؛ بكل ما يحمله المصطلح من مفاهيم الخروج والمروق والردة؛ فتكون هذه الفكرة العبقرية قد ارتدت الى نقيضها؛ وحينها تكون الطاعة ولا يكون الفكر؛ ويكون الخروج عصيانا؛ وكأننا يا زول لا قمنا ولا قعدنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
لا بد لنا ونحن نبحث عن ممارسة سياسية جديدة من ان نقيد الالتزام؛ فلا يكون التزاما مطلقا " حتى لو أدى ذلك للتضحية بالحياة " كما ورد في قسم أحد التنظيمات؛ لأن الحياة هي القيمة الأعلى؛ ولا يمكن ان يكون الألتزام بالتنظيم فوق حياة الفرد ولا حياة الأخرون – وهذا يقودنا للاحزاب التي تقود اعضائها لقتل البشر المساكين فيما يسمى زورا بالكفاح المسلح – وانما يكون التزاما نسبيا؛ او قل التزاما محدودا بتحقيق برامج معينة والالتزام بالمؤسسية من قبل القيادة قبل العضوية وتحقيق حقوق العضوية قبل سؤالها عن واجباتها؛ فاذا انعدم ذلك لم يكن هناك التزام ولا يحزنون. نفس الشئ يقال عن الولاء؛ فقد ولى زمان الولاء الاعمي للقائد والزعيم والسيد والامام؛ فقد علمتنا الايام ان كل هؤلاء يبحثوا عن مصالحهم؛ ويبيعوا البشر رخيصين مقابل هذه المصالح؛ فلا ولاء مطلق من اليوم الا للنفس والا للوطن؛ وكل ولاء آخر مشروط بالتزام القائد قبل المقوود بصيغة العقد الاجتماعي الذي يكون به الولاء؛ اى الا يخون او يخرق العهود ولا يبيع الناس وان يشاورهم ويشركهم في الأمر؛ فاذا غاب ذلك غابت شروط الولاء؛ وحينها ينبغي ان يكون كل فرد حلا من ولاءه لمن لا يحفظ قيمة الولاء ولا يعرف معنى الالتزام. ان القيمة الايجابية الوحيدة ل"الانقاذ"؛ اذا كان لها من ايجابيات؛ هو انها فضحت هذه القيادات الانتهازية؛ وكشفت تهافتها على السلطة وبيعها للمبادئ وتجارتها بارواح الناس وحياتهم ومقدراتهم؛ واثبتت للمئات والالاف من الناس؛ كيف ان الولاء لهؤلاء لا يجلب الا الموت والخذلان والهزيمة؛ وان الالتزام بعهودهم الكاذبة وقسمهم الضيزى زاحزابهم التسلطية لا يؤدى بالمواطنين الا الى الخسران. لقد امتحنا هؤلاء فاثبتوا المرة تلو الاخرى انهم لا يستحقون ما محض لهم من ولاء؛ وما طرح في سبيلهم من التزام؛ فحق اليوم ان نعيد حساباتنا والا نلتزم بفكر او حزب او زعيم الا في حدود الولاء المشروط والالتزام المحدود. وكذلك نفعل مع الأمير الجديد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
ما بين نكران الذات والمصلحة الشريفة .. تتوه خطى المناضلين. هذا ما يقودنا لما ظلت الأحزاب السياسية وخصوصا العقائدية تطرحه على عضويتها وتلزمهم به؛ من ضرورة نكران الذات؛ والتي وان كانت قيمة ايجابية لما تكون اختيارية ومتبادلة؛ فانها تتحول الى استغلال رخيص عندما تصدر من القيادة للعضوية؛ وعندما تطلب من الاعضاء ولا تطلب من الرؤوساء . وفي الحقيقة فانه من الغريب ان نطلب من الانسان ان ينكر ذاته؛ والذات هي محض الانسان؛ فاذا انكر الانسان ذاته فانما ينكر نفسه؛ فكيف نطلب من الانسان ان ينكر ذاته ونفسه؛ وان يكون نافعا للآخرين؛ والقاعدة تقول ان من لم يكن فيه خير لنفسه؛ لم يكن فيه خير للناس. ان الوضع الطبيعي الا ينكر الانسان ذاته؛ وانما ان يعرفها ويعرف حقوقها عليه؛ وان يعمل على سد احتياجاتها؛ من ماؤي وكساء وغذاء بدني وروحي وامن وراحة؛ ثم يتفرغ بعد ذلك لسد احتياجات الآخرين .. وكما يقول المثل : ساعة لقلبك وساعة لربك .. فاذا كانت متطلبات الرب لا تعفي من احتياجات القلب؛ فهل تكون متطلبات الآخرين : حزبا كانت ام شعبا؛ قائدا او سيدا؛ اهم واكثر اولوية من احتياجات الذات ؟؟ وهل يستطيع من ينكر ذاته وحقوقها؛ ان يناضل من اجل ذوات الآخرين وحقوقهم؟ والمفارقة انه في الوقت الذي ظلت فيه القيادات السياسية والعقائدية والطائفية تطالب عضويتها وتابعيها بنكران الذات والتجرد والتضحية؛ حتى لو أدى ذلك الى التضحية بالحياة؛ كما ورد في قسم العضوية في أحد التنظيمات؛ فان القيادات لم تنس ذاتها البتة؛ بل عملت دائما على حماية مصالحها وعلى توفير راحتها وعلى ضمان امنها وعلى رفاهيتها ورفاهية اولادها واسرها .. انظر الى قادة معظم الأحزاب لتجد ان ابنائهم قد درسوا بالمدارس الخاصة ثم بالخارج؛ وحصلوا على اعلى الشهادات؛ وتزوجوا وكونوا اسرهم؛ بينما ابناء البسطاء قد قضوا في المظاهرات او الكفاح المسلح او لم يستطيعوا اكمال دراستهم لضيق ذات اليد؛ ولمنهج نكران الذات وتقديم مصلحة الحزب على النفس والاسرة. انظر الى قيادات التجمع الوطني الديمقراطي ؛ تجد انهم قد سعوا منذ البدء لاستعادة "اموالهم" المصادرة؛ وكان هذا البند الوحيد الذي تحقق من كل اتفاقاتهم مع نظام الانقاذ؛ فارجعت اموال حزب الامة واراضي الميرغنية وممتلكات قيادة الجيش وقيادة التجمع؛ -وان كل الضباط المعارضين – اصحاب الحظوة في التجمع – قد صرفت لهم معاشاتهم وتعويضاتهم على دائر المليم؛ بينما بقى الالاف من المواطنين المحالين للمعاش والصالح "العام" دون تعويضات ومظالمهم لم ترد؛ لانهم ليسوا من أهل الحظوة؛ او ربما انهم من المفترض بهم ان يمارسوا "نكران الذات".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
انظر الى فترة الديمقراطية الثالثة؛ لتجد ان واحدة من سؤاتها الكبيرة؛ كانت مبادرة وزير المالية بتعويضات حزب الامة وبعض قادة الحزب الشيوعي "عزالدين علي عامر" على ما فقدوه من أموال في فترة حكم الطاغية نميري؛ ووصلت تلك التعويضات الى ملايين الدولارات؛ بينما لم تعوض اسر شهداء ودنوباوي والجزيرة ابا وحرمة محمد نور سعد ؛ والذين دفع بهم حزب الامة الى الموت؛ ولم تعوض اسر شهداء 19 يوليو ولا اسر شهداء التعذيب والذين قضوا في السجون؛ من اعضاء الحزب الشيوعي؛ ممن يفترض بهم التضحية ونكران الذات. وتدفع الاحزاب وقياداتها الناس للتظاهر في تظاهرات غير محسوبة وغير مدروسة ولا معد لها جيدا؛ وهم يعلمون ان السلطات ستقابلها بالقمع والارهاب؛ويطلبوا منهم التضحية والتجرد ونكؤان الذات؛ فتموت التاية ابو عاقلة وامين بدوي ومحمد عبد السلام الخ الخ؛ بينما ابناء فاطمة أحمد ابراهيم ومحمد عثمان الميرغني والتجاني الطيب وغيرهم يدرسوا بالخارج ويكونوا اسرهم ويحتلوا ارفع المناصب القيادية؛ ثم لا ينفك ابآؤهم يطالبوا ابناء البسطاء بالخروج من اجل ان يعتلوا هم الكراسي؛ وكل ذلك باسم نكران الذات. ويدعو البعض الآخر الشباب الى الخروج والى لكفاح المسلح والى التضحية بالحياة؛ فيموت المئات والآلاف من الشباب ممن فضلوا نكران الذات في الجنوب والشرق والغرب؛ يرقدوا الان في قبور مجهولة؛ ولا يعرف اهلهم مصيرهم؛ بينما من دفعهم الى الموت يقتسم السلطة الان مع من قتلهم في السودان؛ وابناء القادة يصبحوا مستشارين وقادة وموظفين للنظام؛ بعد ان درسوا بالخارج او حظوا بالعناية في الداخل؛ وكل ذلك تحت اسم التضحية بالذات ونكران الذات. اين هي قوائم الشهداء منذ فجر الاستقلال وحتى اليوم؛ هل جمع حزب الامة وكرم ذكري وعوّض أسر شهداء احداث 1954 وشهداء مجزرة المولد وشهداء الجزيرة ابا وود نوباوي وشهداء يونيو 1975 ويوليو 1977 وشهداء جيش تحرير الامة؛ ومن قضوا في الصحراء جوعا وعطشا؛ ام ضاعت سيرة كل هؤلاء باسم نكران الذات وكانت جماجمهم وهياكلهم وحسرات اسرهم جسرا لان يصل الصادق واولاده وبناته الى السلطة المبتغاة؟ اين هي قوائم شهداء الحزب الشيوعي منذ فجر الاستقلال وحتى اليوم؛ ومن بينهم 200 جندي زعم الحزب انهم قتلوا في 19 يوليو 1971؛ وماذا فعل الحزب لهم؛ ولمئات من المناضلين ممن خسروا زهرة شبابهم في السجون والمعتقلات؛ وممن تدمرت صحتهم الجسمانية والنفسية؛ بينما قادة الحزب يعيشوا في أمان ويبلغوا من الكبر عتيا؛ ثم يدخلوا مؤسسات الانقاذ ويتحمدلوا السلامة للترابي – قاتل الشهداء- ويتحالفوا مع القتلة تحت زعم ان "هكذا هو السودان" ! اين هي قائمة 304 شهيدا رسميا اعلنت قوات التحالف السودانية انهم قضوا في جبال ووهاد الشرق؛ هذا اذا تناسينا آلاف الضحايا الابرياء من المدنيين ممن قضوا تحت القصف العشوائي ولمجرد سؤء طالعهم الذي جعلهم يتواجدوا في مناطق القتال ؛ ولم لم تنشر اسمائهم حتى الان؛ وهل ذهبت قيادة قوات التحالف واخطرت اسرهم وعزّتهم؛ ام انهم من "ضحايا الحرب" كما قال عبد العزيز خالد عن مواطني مينزا الذين يسومون الذل والعذاب في معسكرات لارنجا باثيوبيا؛ بينما عبد العزيز خالد يحتفل بزواج بناته في نادي الضباط؛ وعصام الدين ميرغني يجلس في برلمان الانقاذ؟ هل لم يكن ال2 مليون ضحية في حرب الجنوب؛ ثمنا باهظا جدا ليصبح جون قرنق ومن بعده سلفا كير نائبا لرئيس النظام وحاكما لاقليم الجنوب؛ وهل لم يكن ال2 مليون مشرد ونصف مليون قتيل وجريح؛ ثمنا باهظا جديدا؛ ليصل بعض قادة الحركات المسلحة في دارفور للقصر مستشارين للبشير او منسقين لولايات دارفور؛ بينما البقية مصرة على سفك المزيد من الدماء؛ لتحصل على قطعتها من كعكة السلطة؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
في مقابل هذه المطالب لنكران الذات والتضحية بالحياة والتجرد؛ نجد ان القيادات تبحث عن مصلحتها الانانية وغير الشريفة؛ وتبحث عن هذه المصلحة بالتحالف مع من زعمت انهم اعداء؛ وبالتعيش على اموال الشعب؛ بينما تنكر على اعضائها ان يبحثوا عن مصالحهم الشريفة؛ من دراسة او عمل او هجرة او استقرار . لن تتطور السياسة في السودان؛ حتى يعرف اى انسان واى ناشط ان يضع مصلحته الشريفة في البدء؛ والا يضحي من أجل الاخرين؛ وخصوصا من القيادات؛ ولو لم يرجع له اهتمامه بالعمل العام بعائد معنوي او مادي يوازي جهده المبذول. يجب ان نتعامل مع العمل السياسي ومع العمل العام كاستثمار؛ استثمار نبذل فيه جهدنا وطاقتنا ووقتنا وبعضا من مالنا؛ فاذا لم يرجع لنا هذا الاستثمار بفرص للتطور والتدريب والصعود للقيادة وامكانية لتحقيق جزء من البرنامج – في الحيز المحلي او العام – وامكانية لشغل المناصب التشريعية والتنفيذية في الحزب او الدولة الخ؛ أى بعائد معنوي او مادي؛ فان هذا الاستثمار يكون استثمارا فاشلا؛ وعندها فلا فائدة من الخوض في غماره. ان السياسة الجديدة لا يجب فيها ان يكون البعض خيلا تجقلب؛ بينما يذهب الشكر لحماد القيادات .. بل اذا جقلبت الخيل فيجب ان يذهب الشكر والخير والعائد لها؛ ويبقى لحماد ان يجقلب بنفسه او لا يكسب شيئا .. كما لا يمكن ان يقدم البعض حيواتهم ومستقبلهم وصحتهم ثمنا للنضال؛ بينما تذهب القيادة لابناء الذوات والسادة واصحاب الكهانات الاديلوجية وماسحي الجوخ.. لا يمكن ان تأكل القيادات الحصرم؛ بينما يضرس الآخرون. لا يمكن التجرد من الذات والتضحية بالنفس؛ بينما يبحث السادة عن تعويضات لنضالهم واستعادة لاموالهم؛ والتي نُهبت من قبل من المساكين. لا يمكن أن يتم كل هذا؛ تحت ظل السياسة الجديدة وفي حكم الأمير الجديد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
سياسة سلمية او لا سياسة.. هذا هو الشعار الذي نطرحه أمام الشباب؛ والشباب هم ضحايا السياسة القديمة؛ وهم من يقفوا في ليمبو الانتقال من الوهم والعدم الى تخوم الأمل والعمل. انهم من يقفون في البرزخ اليوم؛ ليخرجوا الى النعيم ويخرجونا من الجحيم غدا.. انهم هم من ستبزغ من وسطهم السياسة الجديدة والأمير الجديد. تقول لي وئام ابنة التسعة عشر ربيعا – وهل هو غير عمر المُنى ؟- عندما سألتها عن النشاط السياسي في جامعتها؛ وعما يفعل الطلبة من السياسيين؛ ان هؤلاء " يتكلموا كثيرا ولا يفعلوا شيئا؛ ويعطلوا الدراسة؛ ويضربوا بعضهم بعضا" . فقلت لها ان تهرب من هؤلاء؛ هروب الصحيح من الأجرب؛ وهروب الحمل من الذئب. ما هي الفائدة التي يقدمها الانخراط في عمل كثير كلامه وقليل فعله؛ يعطل الناس عن مهامهم الاساسية؛ ويسود فيه العنف حيث يضرب الطلبة – وغير الطلبة – بعضهم بعضا – وللمفارقة يتم ذلك في الجامعات - بالسيخ والسكاكين والاطواق والمسدسات والكلاشنكوفات؟ ان إدخال جرثومة العنف في الحياة السياسية الطلابية؛ يتحمل وزره ووز من عمل به التنظيمان العقيديان الشموليان؛ الاخوة – الأعداء؛ الشيوعيون والكيزان. لقد حول هؤلاء الجامعات من كونها مراكز للعلم والتنور الى ساحات للشّكل والقتل والسحل؛ وبدلا من القلم والكتاب حملوا الملتوف والسكاكين؛ وعوضا عن لقاءات التفاكر والتثاقف اصطفوا في كتائب للجهاد او العنف الثوري؛ فكان ان سال الدم مدرارا في اغلب دور العلم في السودان. إنني اذكر كيف كنا ونحن اعضاء في الجبهة الديمقراطية بالجامعات؛ طلابا للعلم – وكنا ندرس القانون- كيف كنا نُعد ونعد انفسنا لمواجهة "العنف الرجعي" بعنف "ثوري" .. يتحدث الكاتب عادل سيد أحمد عن كيف كان الاخوان المسلمين يحملون السيخ والاطواق؛ وكيف كان اعضاء الجبهة الديمقراطية يحملون المدى والمطاوي .. وكيف ان بعض تلك الاسلحة كان مؤذيا ؛ وبعضها قاتلا؛ هذا اذا استثنينا من كانوا يحملوا المسدسات؛ ومن يحملون اليوم الرشاشات. كما تحدث لي مؤخرا أحد قادة الجبهة الديمقراطية في النصف الاول من الثمانينات بجامعة القاهرة الفرع؛ وهو الان قاض وحام للقانون؛ كيف كان بعض الشباب والشابات ممن يدخلوا التنظيم رغبة في العمل السياسي؛ يمتعضون عندما يُطلب منهم تسليح انفسهم؛ وان يتزودوا بال"سليقة"؛ وهو الإسم الحركي للسكين وقتها بيننا.. حكى لي بألم؛ كيف ساهمنا في ان تسود ثقافة العنف واللاتسامح؛ وكيف ان هذا العنف واللاتسامح قد ارتد تجاه صدر الوطن اضعافا مضاعفة؛ عندما وصل فريق من الأخوة الاعداء للسلطة في يونيو الكالح.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
ويسود وسط فصائل اليسار وهم مفاده ان الاخوان المسلمين هم من يبادرون دائما بالقتال؛ وانهم يخسرونه دائما؛ ولذلك فان كل المسؤولية تقع على عاتقهم؛ بما فيها المسؤولية عن دماء وارواح كوادرهم. واذا كان هذا القول صحيحا في عموميته؛ حيث يأتى الكيزان وهم مشحونون بدعوات الجهاد والاستشهاد؛ فان أهل اليسار لا يقلوا عنهم في تحرقهم للعنف؛ وفي استجابتهم للإستفزاز؛ وفي استعدادهم للقتال؛ وبين هؤلاء واولئك يضيع صوت المنطق وتحل اليد محل اللسان والسلاح محل الحوار. واذا كانت كوادر الأحزاب العقائدية تأتى أساسا من اوساط الطلبة؛ فليس من الغريب اذن ان يسود جو من ثقافة العنف فيما بعد وسط قيادة تلك التنظيمات؛ عندما يصبح الخريجون فيها قادة. من هذا الوسط خرج امثال الطيب سيخة ونافع علي نافع وغيرهم من الجزارين؛ والذين تشربوا ثقافة العنف منذ كانوا صبية في مهد الدراسة؛ ثم اذاقوا شعبنا العذاب عندما ظفروا به في غفلة من التاريخ. ولو ظفر بالحكم كوادر اليسار لما قلوا عن اخوانهم الأعداء في العنف واستخدام القوة؛ وفي مجزرة بين الضيافة وفي اشتراك اليساريين في قمع الجزيرة ابا في مطلع السبعينات وفي تسليح المدنيين اثناء انقلاب هاشم العطا كانت نذر السوء وارهاصات العنف الثوري؛ والذي لحسن تصريف الأقدار لم يتح للشيوعيين تطبيقه؛ حيث لم يدم تمتعهم بالسلطة سوى ثلاثة ايام. ولا يظن احدا ان ذلك يكمن في الماضي؛ وان متطرفي اليسار واليمين قد استفادوا من حكم الماضي واتعظوا من السير في طريق القتل؛ فقد رأينا كيف ان احدي عضوات الحزب الشيوعي من الشابات قد هددت في اكبر مواقع الانترنت السوداني مخالفيها في الرأى بفتح بطونهم بسكينها؛ وذلك بعد ان دعتهم للقائها في اماكن غفرة من الناس. والغريب انها لم تجد من اعضاء حزبها ومؤيدجيه في ذلك المنبر غير التشجيع والتأييد؛ الامر الذي يوضح ان قبيل الشيوعيين في السودان هم كآل بوربون؛ لم يتعلموا شيئا ولم ينسوا شيئا ولم يغفروا شيئا. ولم يقتصر العنف الطلابي على الاخوان المسلمين والشيوعيين واليساريين فقط؛ فقد إمتدت جرثومته لتنقل مرض القتال الى التنظيمات الاخرى؛ فرأينا كيف ان تنظيمات الطلاب الجنوبيين؛ مثل الجبهة الوطنية الافريقية ANF في جامعة الخرطوم والمؤتمر الوطني الافريقي ANC في جامعة النيلين وغيرها قد انخرطت في ممارسات العنف ضد الاخوان المسلمين؛ كلما سنحت السانحة. من الجهة الاخرى نجد ان الاخوان المسلمين من انصار صادق عبد الله عبد الماجد وانصار السنة قد دخلوا ساحة العنف؛ منفردين او متحدين؛ وهم الذين تناؤا عنه لسنوات. كما دخل دورة العنف المجنونة آخر من كان يتوقع اخراطهم فيه؛ وهم تنظيمات المحايدون والمستقلون؛ والأخيرون هم الذين قالوا ذات يوم انهم البديل المعافى عن اليمين المتطرف واليسار المتشنج.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
ومن الجامعات خرج العنف الى الشوارع؛ او ربما كان عنف الشارع سابقا على عنف الجامعات؛ فقد قاد الاخوان المسلمون والانصار حملة العنف على الشيوعيين في 1965؛ ابان حملة حل الحزب الشيوعي؛ ويمها كال لهم الشيوعيين الصاع صاعين. وقبلها كان عنف الاحد الدامي بعد ثورة اكتوبر؛ حين اراد البعض اغراق الثورة في الدم وقسم الناس عرقيا وجهويا. اما في فترة الديمقراطية الثالثة فقد كان موكب أمان السودان الاستفزازي مدخلا لعنف اخواني مع بعض جنوبيي العاصمة؛ اما احداث الاثنين الدامي بعد مصرع جون قرنق؛ فلا تزال طرية في الذاكرة ويعرفها كل طفل. ولم تسلم الاحزاب الطائفية من ممارسة العنف واستدارج البسطاء لممارسته؛ وربما كان حزب الامة سباقا في ذلك؛ وفي رغبة الوصول الى السلطة على جماجم الابرياء. نذكر من ذلك حشده للانصار وهم مسلحون بالسلاح الابيض للتظاهر ضد زيارة محمد نجيب للسودان في 1954؛ وممارسة نفس الحشد الذي انتج مجزرة المولد في زمن النظام عبود؛ ومن بعد استجلاب الانصار لمحاربة معركة الاخوان المسلمين ضد الشيوعيين في 1965؛ ومرورا بحماقات التمرد في ودنوباوي والجزيرة ابا؛ وليس انتهاءا باقتحام الخرطوم في يوليو 1976؛ في حركة محمد نور سعد؛ والتشسبب في مقتل عشرات الابرياء من الجانبين ومن المدنيين؛ وتهديد اقطابهم باستجلاب المليشيات لقمع الشارع؛ في زمن الديمقراطية الثالثة؛ حينما قالوا ان البلد بلدهم وهم اسيادا؛ وانهم قادرون على اسالة الدم للركب! ولأن جرثومة العنف اذا لم تعالج تستفحل؛ فان عنف الجامعات والشوارع؛ قد تحول الى عنف مؤسسي؛ وذلك اما بتدبير الانقلابات واستخدام القوة الكاسحة ضد المعارضين والمواطنين؛ او الانخراط في الحرابة من قبل تجار الحروب؛ مما يسمى زورا بالكفاح المسلح؛ وهي الموبقات التي انخرطت فيها كل احزابنا الكبيرة والمتوسطة دون استثناء؛ دافعة البلاد في طريق الحرب والدم والدمار؛ والذي تعرف بدايته زلا تطاد تستبين نهايته. ولم يسلم من مثل تلك الممارسات الخرقاء؛ حزب مثل الاتحادي الديمقراطي مثلا؛ يزعم انه حزب الوسطية والليبرالية والعمل السلمي؛ وهو الذي قد تورط في عملين مسلحين على الاقل؛ ومن ذلك مشاركتهم في حركة محمد نور سعد تحت لواء الجبهة الوطنية في السبعينات؛ وتكوينهم لجيش الفتح في التسعينات – الذي لا يزال فاعلا باسم الحركة الوطنية الثورية - . هذا غير اشتراكهم الذي يحتاج الى التوثيق في عدد من الانقلابات العسكرية الفاشلة في تاريخ السودن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
ان العنف قد اصبح اليوم أحد الوسائل الرئيسية لممارسة السياسة في السودان؛ وكلنا يذكر حديث رئيس النظام الاستفزازي؛ انهم وصلوا الى الحكم بقوة السلاح؛ ومن يريد ان ياخذ السلطة منهم فليأت بالسلاح. لقد اصبح هذا التصريح الذي يعبر عن عقلية النظام قميص عثمان وذريعة لكل المغامرين؛ ليدخلوا طريق الحرابة ويساهموا في تقتيل وتشريد وتهجير البشر؛ ليعودوا في نهاية الأمر للتصالح مع النظام واجراء صفقات انتهازية معه؛ قائمة على تقسيم كعكة لسلطة؛ وليذهب الشهداء والضحايا الى الجحيم. لقد آن الاوان اليوم؛ بعد كل مآسى الحرب الأهلية في السودان وملايين الضحايا؛ وبعد ان سال الدم انهارا في بلادنا؛ ان نقف ضد ممارسة العنف في العمل السياسي وضد ثقافة العنف والحرب؛ وان نقول لا باعلى صوتنا؛ والا نجعل القتلة ومشاريع القتلة ايتحكموا في بلادنا رهينة بين ايديهم؛ ويدفعوها في طريق الدم والدموع. حق لنا كواطنين ان نحصر مؤيدي العنف المعلنين والمستترين في مكان ضيق يليق بهم؛ هو مكان المرضى والمهووسيين؛ وان نقصيهم من الفضاء العام الذي لا يستحقوه. آن لنا ان نطالب بسياسة سلمية او لا سياسة؛ وان ندعو الشباب الى تنكب طريق كل من يريد ان يصل الى الحكم ويشبع شهواته وامراضه من فوق جماجم الناس وعلى اجسادهم؛ ودون هذا فان نشوء السياسة الجديدة وظهور الامير الجديد خرط القتاد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
Quote: كما تحولت الى احدى قضايا الصراع داخل الحركة الشعبية نفسها؛ وسط تياراتها الثلاثة: التيار الوحدوي التغييري – الضعيف- ؛ والتيار الانفصالي الانكفائي على الجنوب؛ والتيار الانتهازي السلطوي الذي يعبر عنه لام اكول وزير الخارجية؛ والذي يبدو في دفاعه عن النظام ملكياً اكثر من الملك؛ وجبهجيا اكثر جبهجة من علي عثمان؛ وبشيرياً في مواقفه أكثر من البشير.
الأخ عادل تشكر ياأخوى على هذا السرد الواقعي المتين والذي أقل ما يمكن ان يوصف به أنه غير انفعالي - غير إنني لا اوافقك فيما ذهبت إلية من تحليل بشأن وضعية أخونا لام أكول فلو أنة كان إنتهازيا أو سلطويا لما تمرد مرتين على السلطان مرة فى تمردة الأصيل وأخري بعد توقيعة اتفاق فشودة - وضعية لام أكول في غاية الحساسية وهو في تقديري يدير شئون الخارجية السودانية بروح أبن البلد وليس بروح الإنقاذ أو الحركة الشعبية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Faisal Taha)
|
الأح العزيز فيصل طه
تحياتي الطيبة لك وعبرك للقائم بالخاطر دائما عثمان محمد صالح ..
Quote: تشكر ياأخوى على هذا السرد الواقعي المتين والذي أقل ما يمكن ان يوصف به أنه غير انفعالي - غير إنني لا اوافقك فيما ذهبت إلية من تحليل بشأن وضعية أخونا لام أكول فلو أنة كان إنتهازيا أو سلطويا لما تمرد مرتين على السلطان مرة فى تمردة الأصيل وأخري بعد توقيعة اتفاق فشودة - وضعية لام أكول في غاية الحساسية وهو في تقديري يدير شئون الخارجية السودانية بروح أبن البلد وليس بروح الإنقاذ أو الحركة الشعبية |
السيدلام اكول تمرد مرتين؛ ورجع مرتين : في رجوعه الاول - فرانكفورت - كان مخالفا للاجماع الوزطني والمنطق السليم؛ وفي تمره الثاني كان مستشعرا بالتحولات القادمة؛ والان في رجوعه الثاني - كحركة شعبية - فهو فيما يبدو لي ؛ لا ينفذ سياسات الحركة - اذا كانت لها سياسات محددة - وانما سياسات المؤتمر الوطني .
السياسة الخارجية لا يجب ان تدار بعقلية ابن البلد؛ بل وفق علم وتخطيط ووفق المصالح العليا للبلاد والمواطنين؛ وهي مصالح متناقضة تماما مع ما يقعله المؤتمر الوطني ووزير الخارجية في تقديري..
لك ودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
الاخ عادل, تحية طيبة, أرجو ان تكون احلامك حقيقة, الشعب ليس علي استعداد لأن يبلع المزيد من سكاكين الانقاذ, سيستمر الكفاح مهما كلف الامر و دوام الحال من المحال. بدأ هذا النظام في التلاشي فسياسة النظام الحالي هى فرق تسد فكل من يحمل سلاحا يلقون اليه بغنيمة من اموال الشعب الذي يزداد فقراً وبطالة وفقداناً للأمل في الخلاص،أصبح الفساد وأكل أموال الناس بالباطل هو أكبر سمه لدولة الإنقاذ التي تدعي الاسلام زورا وبهتانا فمسؤولي الإنقاذ يأكلون و يشربون من المال العام، و يُطعمون و يجوّعون من يشاءون و يعلمون أبناهم من المال العام و يحجون الي بيت الله بالمال العام و يقشُّون في طريقهم كل ماطاب وأمكن أكله.
أنور أحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Anwar Ahmed)
|
الأخ ... عادل
ما أعظمك ... سرد تاريخي وواقعي جميل ... لدي فيه بعض الملاحظات ,
لكن لن أدفع بها الآن ... أو قل خلي الحوار إسخن شوية , مع أن الاهم
من الحوار هنا هو إستيعاب خصائص هذه الدراسة وإستجلاء معرضها , فهي
من الحوارات { الضامة } على سبيل التغطية الموضوعية لمن يرغب فى
إستنكاه تاريخ وآفاق الصراع السياسي/العسكري السوداني . أما الاهم
فهو الرسالة الجلية لشباب السودان حتى لا تعتقلهم الحيرة وتزري
آمالهم الفاقة , فأعتقد أنك مهدت لمدخل موضوعي هنا ولما طرحت
مسالة الفكر الليبرالي والعمل السلمي والحراك الديمقراطي والنقد
الصريح والمباشر للمعيق فى تجربتنا آيدلوجيا وفكريا وسياسيا , فهذا
طرح جديد يستحق التأمل , وهنا ملامح مشروع للتجاوز فالنهضة , فيما
أعتبره أدبا سياسيا يضاف للمكتبة السودانية ... عليه أتطلع لحوار
يحسن الإطروحة ويضيف إليها ... على امل أن نبرئ ساحة جيلنا هذا
من ثمة وخز بإبر التاريخ وملامته العظمى ... فيوما ما سنذهب , لكن
قبل ذلك فلنعمل ما فى وسعنا ... ولنقل ما نراه صحيحا ... كما الرسل .
مع تقديري ... ومودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: HAYDER GASIM)
|
الأخ عادل تحياتى وعودا حميدا مستطاب.
تروقنى جدا فكرة كتابتك البعيدة عن "اليومى" فى شئون السياسة السودنية أحداث و شخوص ومحاولتك الأنيقة لإستكشاف "الغابة" بعينى صقر .
مسألة النظام والمنظمات وثقافة التنظيم-أى تنظيم- شئ لاقبل لنا به و لو إدعينا معرفته: هو من لوازم المدينة والمدنية وكلاهما فى طور الرضاعة فى بلادنا.المؤسسية عندنا قمة الإرتجال و إغراق القارب بمن فيه هو وسيلتنا-كأمة- لإدارة الخلاف فى أى مؤسسة وأسباب كل الخلافات فى أى مؤسسة شخصى حتى يثبت العكس!!فى لجنة جالية أو فى حزب سياسي لا فرق!
ما يتبدى لنا -كساقية جحا- من إعادة مملة و ركاكة بادية للقاصى الداني فى أداء أى مؤسسة سودانية يحتاج إلى وقفة و نفس طويل و عمل متواصل لتشخيص هذة الحالة النادرة.للأسف لابد من عدة خطوات للوراء و النظر إلى هذة الحالة لأنها كالأخطبوط الإقتراب منها يعنى الإلتفاف و إعمال ميكانيزمات اللامبالاه و نظرية" نحن السودنيين أصلو كدة" ...ألخ من الأوهام !
بإختصار أتسآل: هل يمكن التوافق على أمير جديد دون منهج ونظام و مؤسسية? مثلا هل يمكن الإتفاق على أولوياتنا و بالتالى مهام الأمير الجديد?هل هو لخلق سودان سعيد في دنياه أم وكيل لمساعدة السودانيين للدخول إلى الجنة كما يحاول بعض "الأمراء?.
فى تقديرى توجد مشكلة "باطنية" يمكن تسميتها: غياب المؤسسية المزمن.قالها أحدهم بطريقة طريفة" السودان دة بلد ما عندو كاتالوج".
أرجو أن لاأكون قد إبتعدت عن "سبب نزول البوست"
سلام
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Adil Isaac)
|
الاخ العزيزعادل اسحق
Quote: أرجو أن لاأكون قد إبتعدت عن "سبب نزول البوست" |
لا بل انت في عمق موضوع البوست وفي مركزه .
ما اشرت اليه من غياب المؤسسية المزمن واقع مر تتكسر على جنباته كل احلامنا واعمالنا.. فغير ان في السودان يسود مبدأ: الخيل تجقلب والشكر لي حماد؛ وذلك لانعدام هذه المؤسسية نفسها؛ فان هذه الجقلبة غالبا ما تكون مثل ساقية جحا؛ تشيل من الحر وتكب في الحر؛ لان عمل بلا مؤسسية لا يمكن ان يكون له ثمرات.
للمفارقة قان التنظيم الوحيد الذي اعتمد على نوع ما من المؤسسية؛ كان هو : الحركةى الاسلاموية الترابية .. وهذه مفارقة كبيرة ان يكون تنظيم ذو ملامح فاشية مؤسسيا؛ وان تفارق القوى الديمقراطية المؤسسية فراق الطريفي لي جملو .
اتفق معك تماما في قولك وارى انه يشكل جندا سليما للمعالجة:
Quote: ما يتبدى لنا -كساقية جحا- من إعادة مملة و ركاكة بادية للقاصى الداني فى أداء أى مؤسسة سودانية يحتاج إلى وقفة و نفس طويل و عمل متواصل لتشخيص هذة الحالة النادرة.للأسف لابد من عدة خطوات للوراء و النظر إلى هذة الحالة لأنها كالأخطبوط الإقتراب منها يعنى الإلتفاف و إعمال ميكانيزمات اللامبالاه و نظرية" نحن السودنيين أصلو كدة" ...ألخ من الأوهام ! |
لك الود وكامل الاحترام.
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Anwar Ahmed)
|
أخي العزيز انور
تحية لك ومبروك كل الانجازات العلمية التي حققتها وانا بعيد؛ فلم يكن في الامكان الاحتفال بها معك ..
Quote: أرجو ان تكون احلامك حقيقة, الشعب ليس علي استعداد لأن يبلع المزيد من سكاكين الانقاذ, سيستمر الكفاح مهما كلف الامر و دوام الحال من المحال. بدأ هذا النظام في التلاشي فسياسة النظام الحالي هى فرق تسد فكل من يحمل سلاحا يلقون اليه بغنيمة من اموال الشعب الذي يزداد فقراً وبطالة وفقداناً للأمل في الخلاص،أصبح الفساد وأكل أموال الناس بالباطل هو أكبر سمه لدولة الإنقاذ التي تدعي الاسلام زورا وبهتانا فمسؤولي الإنقاذ يأكلون و يشربون من المال العام، و يُطعمون و يجوّعون من يشاءون و يعلمون أبناهم من المال العام و يحجون الي بيت الله بالمال العام و يقشُّون في طريقهم كل ماطاب وأمكن أكله. |
نعم يا اخي تحولت البلاد الى مزرعة خاصة بهؤلاء ؛ يحتلبونها لمصالحهم؛ ولكنهم في ذلك لا يختلفوا عمن سبقهم من حكومات واحزاب؛ وان كانوا مضوا بالامر الى حدوده القصوي .. اتمنى ان تتحقق كل احلامنا وما الواقع الا احلام كانت في البدء؛ ثم تجسدت بفعل عمل الرجال والنساء.
لك كامل ودي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Wathig Makki)
|
الاخ العزيز الواثق مكي
تحية طيبة ..
Quote: جيب من الاخر : انت بتلمّح لي منو ؟ وعاوز تلمّع منو ؟ |
لو كنت وجدت الصبر على قراءة هذا المقال الطويل - واعتذر عن طوله - لوجدت في نهايته تعريفا وتحديدا للأمير الجديد؛ ولعلمت انه :
الأمير الجدبد لا يأتى متجسدا في شخص؛ لانه ليس شخصا؛ وانما هو حاصل جمع القيم الجديدة والمؤسسات الجديدة والقادة الجدد.. هو فتح جديد في السياسة؛ وان كان يتعلم من كل احباطات واخطاء القديم.
قصدي واضح وكمان شريف !!
لك الود.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
Quote: كان مصرع كل هؤلاء؛ دون ان يحققوا التغيير الذي صبوا اليه؛ او صبا اليه الناس عبرهم؛ دلالة اخرى على ان المهام العظيمة لا تُعلق بالاشخاص؛ وان الأمير الجديد ليس كائن من لحم ودم؛ وانما هي بنيانا من فكر وعلاقات ومؤسسات. |
أخي الحبيب عادل أهم معضلات الأحزاب السياسية كلها مسألة المؤسسية و ترسيخها و إن تباينت الأحزاب فيما بينها في نسبة ممارسة المؤسسية و التنظيم إلا أن كلها بلا استثناء تحتاج لجهد أكبر في هذا الصدد..القيادات الصمدية في بعض المنظومات السياسية تعرقل التطور الطبيعي المنشود، الإفتتان كذلك بشخصية القائد يسهم بشكل كبير في عرقلة الأداء المؤسسي و يكون خصماً على ثقة العضوية في نفسها و في مقدرتها على المبادرة و الخلق و الإبداع. التحدي الحقيقي أن يكبر عدد المنضمين للأحزاب السياسية نتيجة الإيمان بالفكر لا الإعجاب الباهر بالقيادة، والإستقطاب السياسي للعضوية لا بد أن يكون نتيجة الإيمان بالبرامج والمقدرة على فهم واقع الحزب لا الأحلام حوله. بهذه الطريقة نعين (الأمير) على نفسه و على مهامه القيادية دون أن نغمط العضوية حقها في المبادرة و القدرة على اتخاذ القرار و هي أهم مواصفات الكوادر المنتجة الإيجابية. وسأعود لنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: lana mahdi)
|
العزيز عادل عبد العاطى ,
تحياتى و عودا حميدا و لو انها متاخرة بعض الشئ !
شدنى حقا ما ابتدرت به تحليلك للواقع السياسى و اشارتك الواضحة الى افقتاره الى المقوم الاساسى و الذى من اجله كان هناك ما يعرف بالنشاط السياسى و الذى ما كان الا لاعمال الفكر و شحذ الرأى لاتخاذ المواقف من الواقع ان كانت مع ,ضد, او حتى حيادا !
Quote: السياسة الجديدة لا تكمن في اللغة اذن؛ وانما تكمن في المواقف. تكمن في موقف جديد من الواقع اولا؛ وموقف جديد من الفكر ثانيا؛ وموقف جديد من الخطاب ثالثا ..ودون اجتراح ذلك فلا جديد ولا يحزنون.
|
لك ودى ,,,,,,
نادية السر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Nadia Elsir)
|
العزيزة نادية
تحياتي القلبية والشوق مطر ..
حاولت الاتصل بك بعد ذلك اللقاء؛ الا ان الخط لم يأتى؛ لا اعرف هل كتبت الرقم خطأ ام لا؛ عموما ما زلت مصرا على ان اقرأ الكتاب فاتركيه في الحفظ الى حين لقاء ..
Quote: شدنى حقا ما ابتدرت به تحليلك للواقع السياسى و اشارتك الواضحة الى افقتاره الى المقوم الاساسى و الذى من اجله كان هناك ما يعرف بالنشاط السياسى و الذى ما كان الا لاعمال الفكر و شحذ الرأى لاتخاذ المواقف من الواقع ان كانت مع ,ضد, او حتى حيادا |
نعم نعاني من فقر فكري ومعرفي كبير؛ في العمل السياسي .. واذا توفر هذا .. لا تتوفر المواقف القادرة على تنزيل الفكر لارض الواقع ..
هذا حوار طويل واتمنى ان نتابعه في هذا البوست وغيره ..
لك ودي الدائم وصداقتي السرمدية ..
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: lana mahdi)
|
سلا لنا ولك كل التحايا
كتبت ردا لك لا اعرف اين ضاع ..
Quote: أهم معضلات الأحزاب السياسية كلها مسألة المؤسسية و ترسيخها و إن تباينت الأحزاب فيما بينها في نسبة ممارسة المؤسسية و التنظيم إلا أن كلها بلا استثناء تحتاج لجهد أكبر في هذا الصدد..القيادات الصمدية في بعض المنظومات السياسية تعرقل التطور الطبيعي المنشود، الإفتتان كذلك بشخصية القائد يسهم بشكل كبير في عرقلة الأداء المؤسسي و يكون خصماً على ثقة العضوية في نفسها و في مقدرتها على المبادرة و الخلق و الإبداع. التحدي الحقيقي أن يكبر عدد المنضمين للأحزاب السياسية نتيجة الإيمان بالفكر لا الإعجاب الباهر بالقيادة، والإستقطاب السياسي للعضوية لا بد أن يكون نتيجة الإيمان بالبرامج والمقدرة على فهم واقع الحزب لا الأحلام حوله. بهذه الطريقة نعين (الأمير) على نفسه و على مهامه القيادية دون أن نغمط العضوية حقها في المبادرة و القدرة على اتخاذ القرار و هي أهم مواصفات الكوادر المنتجة الإيجابية. |
هذا مانفستو لا استطيع الا ان اوقع عليه باصابعي العشرة . من جهة اخرى نتمنى ان تواصلوا يا أميرة الكفاح من أجل المؤسسية في حزب الامة؛ فانتم ممن يعول عليكم لاصلاح الحال المائل هناك ..
لك ودي .
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
العزيز عادل والجميع..
سلام وتقدير..
حلم "السودان الجديد" لم يكن ابدا وهما أو كابوسا كما يتراءى للبعض.. وهو حلم لم يبدأ في تسعينات القرن الماضي حينما طرحته الحركة الشعبية.. بل هي أطياف داعبت الأوائل من مناضلينا ورافعي لواءات التغيير. كمثال المناضل علي عبداللطيف ورفاقه، ولكن للأسف فإن حلم "السودان الجديد" عوقب أولا من قبل ديناصورات "السودان القديم" وكل من إختلف مع الحركة الشعبية حينما بلورته في العهد الحديث.
في السيتينات كانت هناك دعوة للتغير، وظهر ما عرف بـ "القوى الحديثة" ووجدت مقاومة ايضا.. ..
حلمي وغيري بـ "السودان الجديد" لا يعني مسح القديم بـ "استيكة" رمي التهم وإستحقار ما فعله أهل السودان القديم بقدر ما هو إتخاذه عبرة ومحطة للمشوار القادم.
ببساطة.. لا أعتقد أن الميرغني أو المهدي أو غيرهما -مثلا - ضد الإعتراف بأن إنسان الأطراف لم يكن يوما متساويا مع إنسان الوسط (الخرطوم - أم درمان والخرطوم بحري). أو الاعتراف بأن من حق هذه الأطراف التنمية أو التعليم أو اي من حقوق الإنسان الأساسية.
مشكلتنا في السودان هي أننا لا نتمعن في الدعوة بقدر ما نتمعن في الداعي لها.. وبذلك نخسر الوقت والجهد.. وتضيع الدعوة..
سأعود لقضية إنشغال ساستنا عن دارفور..
ودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Raja)
|
العزيزة رجاء العباسي
تحياتي الطيبة ..
ان ننسب وهم السودان الجديد الجاري؛ للبطل على عبد اللطيف ؛ فيه نوع من المبالغة على الاقل ؛ ان لم نقل الشطط والتجاوز التاريخي.
على عبد اللطيف كان واضحا في خياراته؛ وكان يدعو لوحدة وادي النيل ؛ فاين من ذلك دعوة السودان الجديد الحالية؛ كان يدعو لوحدة العناصر السودانية كلها؛ وكان قائدا لحركة وطنية تحررية ضمت كل الوان الطيف العرقي والجهوي في السودان؛ فاين من ذلك دعوة السودان الجديد الحالية؛ وكان في طرحه الاقتصادي واضحا مع الحرية؛ حيث كتب في مطالب الامة السودانية يدعو الى تحرير التجارة؛ فاين من ذلك دعوات حركات السودان الجديد الحالية التي تدعو لدولة الريع ؟؟
مصدر اعتراضي على اسطورة السودان الجديد كما اسماها بعبقرية عثمان محمد صالح؛ هو عموميتها وكونها اصبحت مطية لكل من لا برنامج له؛ حتى تسلبط فيها الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني؛ وحتى دعا مؤتمر مصوع للتجمع الوطني في شعاره الرئيسي الى "بناء السودان الجديد"؛ فاذا كان الميرغني هو من سيبني السودان الجديد؛ فمن الذي بنى السودان القديم؛ ولم نبني السودان الجديد اصلا؛ اذا كان بناته هم سدنة السودان القديم.
الان يقولون لنا ان السودان الجديد هو سودان نيفاشا؛ سودان الانقاذ 2 ؛ وحق لهم ان يقولوا ذلك؛ فهذا الشعار "هملة" كل من يجده يأخذه؛ فحق لنا ان نهرب منه؛ كونه كان مطية للقتل وانتهاك الحقوق واللعب على الدقون وخداع البشر وتضييع حقوقهم.
ما نريده وما يمكن ان نحاكمه هو برامج واضحة محددة يمكن الحكم عليها؛ وآليات اكثر وضوحا لتنفيذها؛ وليس دعوات غامضة مبهمة لا تفصيل فيها؛ من نوع "السودان الجديد" او "المشروع الحضاري"
لك الود.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
العزيز عادل..
سلام وإحترام..
أعتذر عن التأخير في العودة لحديثك أعلاه، نسبة للزحمة المهولة في المنبر..
..
علي عبداللطيف كان رمزا للسودان الجديد الذي يقول أن اهل السودان ليسوا أصحاب السحن المعينة أو الآتين من مناطق معينة.. وحينما حمل حلمه في كفه كان يحمل أحلام كثيرين ممن تخيلوا أن من ينادي بالوحدة مع مصر لابد وان يكون من الشمال أو انه يريد التأكيد على عروبته...الخ. وبالمناسبة هذا أيضا كان حلم الراحل العظيم "جون قرنق". ولا أنسى في أول محاضراته هنا في القاهرة عام 1997 أعلن أنه لن يتوقف عند الخرطوم وإنما سيواصل إلى الإسكندرية.. مما أزعج بعض "خفاف" القلوب. واسعد كل حالم بغد وسودان جديد.
بمهلة سأعود للشق التاني..
ودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: عبدالرحمن عزّاز)
|
أخي عادل تحياتي
قرأت كتاباتك المرهقة دون ملل وبكثير من الألم لواقع كأنه يفاجؤنا عندما ننظر إليه نظرة شاملة ولن أخفيك سرا انني تربصت بكتابتك هذه عن الجماعات السياسية والأحزاب خاصة العقائدية منها علني اظفر بتعاطف ما بين مشرط تحليلك لكنني عدت بخفي حنين .. ولعل هذا ما دفعني لإعادة القراءة لأجد بها رحاب اوسع من الإنتماء لحزب او جماعة ..ورؤى متمردة على كل ما هو قائم وهو حقا يدفع للكفر به ..وبه كما قال الاستاذ حيدر قاسم ملامح لمشروع يستحق التوقف عنده ومناقشته .. شيئ ما بين هاتين الفقرتين لم أجده
Quote: نحن – من قضينا العمر نبحث عن الأمير الجديد في الرجال وفي التنظيمات- ؛ وتعرضنا للصدمات والخيبات؛ حق لنا ان نشرح للناس كيف خدعنا انفسنا؛ قبل ان يخدعنا الأخرون. حق لنا ان نبعث الأمير الجديد فينا؛ قبل ان نبحث عن تجليه في المجتمع. حق لنا ان نبحث عنه لانفسنا؛ قبل ان نبحث عنه للأخرين |
وهذه
Quote: فمرحبا بك ايها الأمير الجديد فينا وانت تتخلق عبر الآمال والآلام؛ عبر الصحو والأحلام. مرحبا بك وبفجرك القادم؛ يا من ستخرج من ضعفنا وقوتنا؛ من وعينا الذي يتراكم عبر مواجهة الجهل المستمر؛ ومن خطونا الذي اصلحته وتصلحه كثرة الكبوات .. اخرج لنا من ذواتنا؛ عبر الجهد والعرق والدموع؛ فدونك سيغمرنا الطوفان.
|
وربما توهمته شكرا استاذ عادل لإشراكنا هذا الجهد الفكري وساعاود قراءاته كلما استطعت تحيتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: salma altijani)
|
العزيزة سلمى التجاني
تحيات من القلب لك وود واحترام ..
Quote: ولن أخفيك سرا انني تربصت بكتابتك هذه عن الجماعات السياسية والأحزاب خاصة العقائدية منها علني اظفر بتعاطف ما بين مشرط تحليلك لكنني عدت بخفي حنين .. ولعل هذا ما دفعني لإعادة القراءة لأجد بها رحاب اوسع من الإنتماء لحزب او جماعة ..ورؤى متمردة على كل ما هو قائم وهو حقا يدفع للكفر به .. |
ووالله انا ايضا تربصت بنفسي وبحثت في حناياها عن بعض تعاطف؛ فلم اجد؛ الا اذا كذبت على نفسي؛ وتركت عقلي وخضعت لعواطفي .. ذهبت في احدى المدن السودانية ودخلت دار احد الاحزاب العقائدية؛ ووجدت شيوخا قد بلغوا الستين والسبعين؛ قضوا في ذلك الحزب عقودا؛ ولم يروا ايا من احلامهم محققة .. وما زالوا ملتزمين به ..
عندما خرجت بكيت من الحزن والألم والغضب ..
Quote: شيئ ما بين هاتين الفقرتين لم أجده |
هذه الفقرة عن الامير الجديد عذبتني قبل ان اكتبها؛ وكنت وقفت عندها اسابيع؛ حينما كتبت باقي النص ذاك كله في يومين .. ارى ملامح هذا الامير الجديد في الشابات والشباب ممن ينظروا بعيون جديدة وومن يسلكوا طرقا جديدة .. من الناحية الثانية اخاف ان يكون وهمي هو الذي يقودني؛ وان السبيل لولاة ذلك الامير الجديد هو اصعب مما نتصور ..
قد يكون هناك شي ناقص .. فالطبيعة نفسها فيها الكثير من النقصان ..
انتظر عودتك حقا ..
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
أخي الأستاذ عادل
تحياتي واحترامي
كتبت مداخلتي السابقة قبل دقائق من كتابتك عن الحزب الشيوعي في بوست طلال عفيفي بعدها فضلت ان اترك مداخلتي كما جاءت لحظة كتابتها.. برغم انني وجدت في ذلك البوست صورة أكثر وضوحا وانهمرت علي اسئلة ظللت ارددهامنذ فترة ليست بالقصيرة : ترى كيف تفارق الاحزاب الايدولوجية ..ومن أين تأتي كل هذه الشجاعة لمكاشفة الذات وإعلان الكفر بفكرة لم تظل هي ذات الفكرة التي آمن بها معتنقوها كآخر طوق نجاة من طوفان كل شيئ ؟ وكيف تنفك من عقدة ذنب لا تدري من اين تتلبسك كلما فكرت في هجران عقيدتك القديمة وكأنك بذلك تتسبب في خذلان الدنيا والعالمين لنفسك وفكرتك ولدنياك ؟ كيف تحمل نفسك على اقتلاع ما اصبح جزء منك وإن تيقنت بأن التمسك به لن يجدي مقدار قطمير ؟ وأسئلة عن الفكرة المقدسة والفكاك المستحيل أو لنقل شبه المستحيل .. ومنازعات أخرى تهجم علي كلما قرأتك تكتب عن الأحزاب العقائدية .. وأطفق أتأمل في جدوى فارسك الجديد ..
Quote: ذهبت في احدى المدن السودانية ودخلت دار احد الاحزاب العقائدية؛ ووجدت شيوخا قد بلغوا الستين والسبعين؛ قضوا في ذلك الحزب عقودا؛ ولم يروا ايا من احلامهم محققة .. وما زالوا ملتزمين به ..
عندما خرجت بكيت من الحزن والألم والغضب ..
|
كثيرون من جيلي وأجيال أخرى أحسوا بضرورة التوقف للبكاء ..بعضنا بكى وأظن آخرين يتأخرون عنا خطوة لم يعلنوا لحظة البكاء بعد لكنها آتية .. وما دام الحديث حديث اشجان وبكاء فدعني احدثك عن مشروع حلمنا به يملأ الدنيا عدلا وتسامحا وخيرا لا يستثني أحد ..لم نجد ما كنا نحلم به ولا ربعه ولا ثمنه ولا شيئا منه لنجد انفسنا في مفترق طرق نتساءل أحقا ما آمنا به كان قادرا على تحقيق جنة الله في الأرض .. ألم يكن هو وهم الكمال الذي ألبسناه لفكرة لم تنضج بما يكفي لتصبح دولة ..
يا أخي نحن جيل من ابتلاء الله لنا أن أرانا ما آمنا به هباء منثورا تذروه رياح هوى النفس وأطماعها والتعجل نحو الحتف .. وربما شفقة اشتهرنا بها كسودانيين لقطف ثمار لم نصبر عليها لتنضج..
Quote: قد يكون هناك شي ناقص .. فالطبيعة نفسها فيها الكثير من النقصان .. |
وربما هي ربكة احدثها الحديث عن امير جديد تتشكل ملامحه من بين احباطاتنا
لك خالص تحايا وودي
وربما اعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: salma altijani)
|
الاخت العزيزة والاستاذة سلمى التجاني
تحياتي القلبية
Quote: كتبت مداخلتي السابقة قبل دقائق من كتابتك عن الحزب الشيوعي في بوست طلال عفيفي بعدها فضلت ان اترك مداخلتي كما جاءت لحظة كتابتها.. برغم انني وجدت في ذلك البوست صورة أكثر وضوحا وانهمرت علي اسئلة ظللت ارددهامنذ فترة ليست بالقصيرة : ترى كيف تفارق الاحزاب الايدولوجية ..ومن أين تأتي كل هذه الشجاعة لمكاشفة الذات وإعلان الكفر بفكرة لم تظل هي ذات الفكرة التي آمن بها معتنقوها كآخر طوق نجاة من طوفان كل شيئ ؟ وكيف تنفك من عقدة ذنب لا تدري من اين تتلبسك كلما فكرت في هجران عقيدتك القديمة وكأنك بذلك تتسبب في خذلان الدنيا والعالمين لنفسك وفكرتك ولدنياك ؟ كيف تحمل نفسك على اقتلاع ما اصبح جزء منك وإن تيقنت بأن التمسك به لن يجدي مقدار قطمير ؟ وأسئلة عن الفكرة المقدسة والفكاك المستحيل أو لنقل شبه المستحيل .. ومنازعات أخرى تهجم علي كلما قرأتك تكتب عن الأحزاب العقائدية .. وأطفق أتأمل في جدوى فارسك الجديد .. |
قال الخاتم عدلان في وصف خروجه من الحزب الشيوعي؛ انه كان كمن يقطع في لحمه .. وكيف لا وقد استثمر فيه جل حياته وبنى فيه علاقاته وصداقاته وربط به مستقبل حياته وخاصم وحارب من اجله ؟؟ لهذا يكون الخروج من اطار الايدلوجية والحزب الايدلوجي صعبا ومرا كالحنظل.. هو اشبه بنفي الذات او جزء من الذات .. يخاف الناس ان يخسروا فيه الكثير من احلامهم وامالهم؛ وان يعترفوا بانهم استثمروا الكثير لصالح مشروع فاشل؛ ولو تابعتي ما يمارس في التجارة او الاستثمار لوجدت ان بعض الناس يكبوا كل قروشهم لصالح مشروع قد فشل؛ فقط لان استثمارهم الاول فيه كان كبيرا ؛ بدلا من تركه والاكتفاء بالخسارة الاولى؛ يحاولوا انقاذ ما لا يمكن انقاذه؛ بالدخول في ديون وجلب المال من مشاريع ناجحة واهدارها في هذا المشروع الفاشل الكبير الذي حلموا بنجاحه؛ ولله في خلقه شؤون .
يحتاج الخروج كذلك الى بذرة تمرد لم تخضعها الايدلوجية او الحزب؛ بدونها لا يكون فعل الخروج ممكنا .. خصوصا في واقعنا المتخثر حيث تسود القيم الابوية والسلطوية والغيبية؛ فزعيم الحزب يتماهى مع الاب او الجد الذي من الصعب مخالفته؛ ومع زعيم القبيلة المهاب؛ ومع الشيخ الذي في عرفنا ان يسلم له المريد نفسه؛ ويكون بين يديه كما الميت في يد الغاسل .. فانظري على اى تراث نثور ؛ ونحن نثور على الزعيم الاوحد والحزب المغلق والايدلوجية الفاشلة ؟؟
كذلك يصعب من امكانية الخروج؛ عدم وجود البديل .. وفي مثلنا السوداني يقال الكحة ولا صمة الخشم؛ والمال تلتو ولا كتلتو .. فمعظم الناس يقول لك واين اذهب اذا تركت حزبي؛ وذلك فعلا لانه ليست هناك بدائل افضل؛ او كما نسب لاحمد سليمان انه جُزع عندما بلغه خبر فصله من الحزب الشيوعي ؛ اذ رخ قالا: نحن نخلى الحزب الشيوعي نمشى وين ؟؟
يرجع هذا في ظني؛ لان المثقف السوداني رخو ويميل الى المساومة؛ وهو لا يريد ان يجترح بناء شيئا جديدا؛ لذا يقنع بالمتهدم؛ ولا يبنى الجديد .. ليس من الغريب اذن ان يذهب احمد سليمان للجبهة الاسلامية؛ وكان قبلها قد ذهب للعسكر؛ بعد ان تمرد على الحزب الشيوعي .. وهو ما كان له ان يتمرد لو لم يجد سند العسكر اولا؛ وسند الاسلامويين ثانيا؛ لانه لا يرى لنفسه وجودا الا بدعم وسند من جماعة ما ..
ولعلك لاحظتي؛ ان من خرج من اسار معين ايدلوجي ؛ سرعان ما يسقط في اسار ايدلوجي آخر؛ وذلك لان خروجه من الايدلوجية لم يكن كاملا؛ اى لم يكن خروجا من نمط التفكير الايدلوجي؛ الاحادي والمسطح والوثوقي؛ وانما خروجا على عناصر معينة في ايدلوجيته التي كان يعتنقها؛ لذا ترى هذه التحولات العجيبة من شيوعيين الى اسلاميين؛ ومن اسلاميين الى شيوعيين؛ ومن شيوعية الى صوفية؛ ومن بعثيين وناصريين الى مؤيدين للحركة الشعبية ؛ ومن مؤيديين للعلمانية الى انصار سنة ؛ الخ الخ من هذه الهردبيسة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
Quote: كثيرون من جيلي وأجيال أخرى أحسوا بضرورة التوقف للبكاء ..بعضنا بكى وأظن آخرين يتأخرون عنا خطوة لم يعلنوا لحظة البكاء بعد لكنها آتية .. وما دام الحديث حديث اشجان وبكاء فدعني احدثك عن مشروع حلمنا به يملأ الدنيا عدلا وتسامحا وخيرا لا يستثني أحد ..لم نجد ما كنا نحلم به ولا ربعه ولا ثمنه ولا شيئا منه لنجد انفسنا في مفترق طرق نتساءل أحقا ما آمنا به كان قادرا على تحقيق جنة الله في الأرض .. ألم يكن هو وهم الكمال الذي ألبسناه لفكرة لم تنضج بما يكفي لتصبح دولة .. |
البكاء يريح القلب؛ ولكنه لا يقنع العقل .. سنظل نبكي - بعد ان نخرج وعلى الوسادة وفي لحظات الانفراد - ؛ لكننا ما ان نخرج للعمل العام سنمسح دموعنا وسنشحذ عقلنا ونجمع طاقاتنا لعمل بديل؛ فالدموع وحدها لا تكفي؛ وان كانت مرات تريح القلب او تحفذ على الفعل .. لكي لا نبكي ثانية ..
اما عن مشروعكم فه ككثير من المشاريع السودانية او الكونية؛ يسقط ليقوم في شكل اخر ؛ لان دعوة العدل والتسامح والخير سارية الى قيام الساعة؛ وحياة المشاريع ساعة .. وخير لكم ان وجدتم انفسكم في مفترق طرق ووعيتم بهذا المفترق؛ من التائهين في متاهة العدم والتكلس؛ يدوون حول انفسهم ويغمضوا عيونهم عن الواقع الأليم؛ في حداع للذات قبل الآخرين.
نقطة اخرى وهي ان المشروعات السياسية والاجتماعة دائما ما تكون مملؤة بالتفاؤل؛ لتأتى الحياة وتصب عليها من قطرانها وتكف ضعفها وثقوبها .. هذا ما اشار اليه محمود درويش ربما؛ حينما قال : ما اكبر الفكرة؛ ما اصغر الدولة .. وحق له كذلك ان يقول : ما اكبر الفكرة؛ ما اصغر الثورة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Raja)
|
العزيزة رجاء العباسي
عندما نتحدث عن انهيار دعوة السودان الجديد؛ او فشل مشروع السودان الجديد؛ او وهم واسطورة السودان الجديد؛ فنحن لا نتحدث من مواقع الرجعيين او التقليديين؛ وانما من مواقف الثوريين والديمقراطيين؛ والذين قد راؤا رؤية العين ان شعار السودان الجديد قد ابتذل وشوه وامتهن من قبل دعاته بالذات؛ وفقد كل بريق ثوري او ايجابي؛ بل اصبح مطية لان يحكمنا البشير وعلى عثمان؛ باسم السودان الجديد الذي به يتلفحون؛ وحق لهم ذلك؛ اذ انه بعد اكثر من عشرين عاما من طرح الشعار؛ لم نجد تعريفا دقيقا له ولا برامجا فاعلة لتطبيقه ولا يزال شعارا غامضا مائعا؛ فهل نعلل انفسنا بالاوهام ؟؟
سقوط شعار السودان الجديد في الممارسة؛ وكون ان من دعوا له مارسوا القديم باسؤا صورة - استلاب الناس وقهرهم؛ الانتهازية السياسية ؛ عدم وجود البرنامج الخ - ؛ لا يعنى ان مهام التغيير العميق في البنية السودانية قد انتفت؛ وانما تعني ان هذا الشعار المبتذل - من قبل اصحابه بالذات - لم يعد الشكل الافضل للتعبير عنها؛ ولا البوابة التي تقود اليها؛ بل ينبغي ان نبحث عن مشروع جديد تتوفر فيه الجدية والووح والبرامج العلمية الخ ؛ حتى لا يكون مصيره كمصير شعار السودان الجديد؛ والذي لم يتحول الى برنامج قط؛ ناهيك عن ان يكون مشروعا تاريخيا للتغيير !!
لم يكن شعار السودان الجديد اول شعار يسقط في الممارسة ويبتذل ويتخلى عنه حتى اهله؛ فشعار "وحدة وادي النيل " الذي رفعه الاتحاديون كانوا هم اول من تخلوا عنه عشية الاستقلال؛ وحسنا فعلوا .. لكن مالهم حتى الان يقولوا عن نفسهم اتحاديين؛ ويسموا نفسهم بالاحزب الاتحادي؛ وبدلا عن علاقات ندية مع مصر يطوروا علاقات تابعة معها؛ بينما يفشلوا في طرح برنامج حقيقي ومشروع تاريخي للناس في السودان ؛ فهل تتفقي معي ان ذلك الشعار الذي كان يجذب الملايين يوما ؛ قد سقط وابتذل وفشل ؟؟
شعار الثورة الوطنية الديمقراطية الذي اتى به الشيوعيون؛ ايضا قد ابتذل وانحط به اهله؛ وكان من مظاهر الانحطاط والابتذال؛ ان حاول الشيوعيين ان ياتوا بتلك الثورة عن طريق انقلاب عسكري - انقلاب هاشم العطا - ؛ واهملوا واجب بناءلقوة التاريخية التي يجب ان تحقق تلك الثورة - الجبهة الوطنية الديمقراطية - ثم اتوا تحت ظلال الدبابات ليهتفوا باستهبال مطلق : كل السلطة بيد الجبهة ؛ تلك الجبهة التي كانت في رحم الغيب؛فلم يكن غريبا بعد ان فشل انقلابهم الفطير ان يهتف اعداؤهم : كل الجبهة بيد السلطة؛ وقد كان.
هؤلاء الشيوعيون بلعوا شعار الثورة الوطنية الديمقراطية ؛ والجبهة الوطنية الديمقراطيىة ؛ وتحولوا الى رديف لقوى اليمين في السودان؛ متحالفين مرة مع الامة ومرة مع الاتحادي ومرة مع المتم الشعبي؛ مبتذلين كل ما كانوا يدعوا له من شعارات؛ باعتبار ان :السودان هو كده او الجماهير عايزة كده .. فهل تظني ان عاقلا او وريا اليوم؛ يمكن ان يتشبث بشعارات الشيوعيين التي ابتذلوها بانفسهم؛ والتي اسقطوها في الممارسة؛ حين غيروا جوهرهم بينما لا يزالوا يحاولوا خداع الناس بالبريق القديم ؟؟
نفس الشي يقال عن شعار السودان الجديد.. هذا شعار ابتذل وانتهي ومات ؛ ولم يعد اصحابه نفسهم يطرحونه ( عليك الله متين آخر مرة سمعتي سلفاكير بيتحدث عن السدان الجديد؛ اذا هو تحدث عنه اصلا في حياته) ؛ لذلك يكون من الخطل ومن الرومانسية غير الواقعية التمسك به؛ تماما الحال مثلما لا تتمسكي بثوب قديم او حذاء قديم اهتى وتمزق وتجلفط؛ لمجرد انه كان جميلا ذات يوم او ان لك تجاهه حنين !! هذا لا يجدى ويجب ان نسير الى الامام.
مع ذلك؛ تظل قضية الثورة الديمقراطية والتغيير الجذري مطروحة في السودان كما كانت مطروحة ايام على عبد اللطيف .. لن نكذب على الناس ونقول لهم ان على عبد اللطيف كان ليبراليا؛ مع ان البعض يكذب حين يحاول ان يجعل من عبيد حاج الامين شيوعيا ومن على عبد اللطيف جدا لقرنق؛ ولن نحاول ان نستلهم نفس شعاراته؛ وخصوصا ما اتضح انها غير مجدية ؛ مثل وحدة وادي النيل مثلا ؛ طالما لم نستطع ان نبني وحدة بلادنا اولا .. لكن يظل على عبد اللطيف لنا ممثلا لرغبة الثورة والتغيير في السودان؛ مثله مثل الامام المهدي او عبد الحالق محجوب او وليم دينق ومحمود محمد طه او جون قرنق نفسه؛ دون ان يكون مفروضا علينا ان نتبني شعاراتهم التي اثبتت عجزها او سقطت في الممارسة او ارتدت الى نقيضها؛ وانما نكون ملزمين بالسير في طريقهم بانجاز مشروع التغيير وفق برامج واضحة وادوات واضحة وقدرة على الانجاز ..
لك ودي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Abdel Aati)
|
Quote: هذا حال اسهمت فيه فصائل اليسار على تنوعها؛ حينما حاول بعضها - من مؤيدي ناصر وعفلق- شق المواطنين على الاساس العرقي واللغوي؛ في بلد هي فسيفساء للاعراق واللغات والثقافات . بينما حاول البعض الآخر ان يشقهم افقيا؛ بالحديث عن الصراع الطبقي والشيوعية وحكم الطبقة العاملة |
عادل تحياتي،
نقطة نظام لوسمحت:
مافي ولافرد واحد في ال1,000,000 مربع، اليوم، يجسد كل الحبر المدلوق هنا، عن فشلنا، قدر تجسيد عبدالعاطي لهذا الفشل، بل هو الفشل زاتو يمشي علي قدمين.
بناءا عليه، انسان مكون من مدخلات انتاج السودان القديم، من صوف راسو لاخمص القدمين، غير مؤهل اطلاقا للكلام عن السودان الجديد!
لانو الحد الادني من المسافة النقدية المطلوبة، لاستيعاب، خليك من نقد، السودان القديم زاتو، خليك من الجديد، لايتوفر في عادل، احد ادوات الابقاء علي تركة سودان الاحتلال الثنائي!
ده ماموضوعي الان.
موضوعي الان، مفاهيمك العجيبة، للعمل السياسي، الالتزام، الوطنية، الناخب، المرشح، ومفهوم ديمقراطية وحقوق مدنية، بصفة عامة!
صراحة احس الان بي دين اعتذار علي كاهلي للشيوعيين، وقد بشعت بهم في السابق، دفاعا عنك، ظنا مني انك افضل منهم، والان تاكد لي انهم افضل منك بي مراحل!
الشاهد علي ده كلو هو زي هجومك المخجل حقيقة علي واحد زي دينق، هو دستوريا ناخب، مارس حقو المنصوص عليهو في التعبير، ناقدا السيدة رئيسة حزبك، واذا بك تحاول تاديبو بذات اسلوب الشيوعيين لتاديبك، وهذا مخجل يتطلب اعتذار رسمي من الليبرالي، لوهناك فعلا كيان كهذا خارج عن اطار شخص عادل!
باقي مواضيعي الكتيرة، حاجيك ليها لما ارجع رسمي قريب.
خلينا نسمع منك رد كمدخل ومقدمة، لانو مامارستو ضد دينق كان بلطجة بمعني المفردة، حرفيا، فيهو اغتيال للشخصية وارهاب ضقتا مرارتو في روحك ولم تتعلم من الدرس.
كفانا تنظير، وعلينا بالممارسة كمعيار اوحد.
ماقمت به وتقوم لايختلف عن ما يقوم به النظام بالمرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحلام ببداية العام أو في البحث عن سياسة جديدة وأمير جديد ! (Re: Bashasha)
|
كمال بشاشا المجولب العنصري
انت وصاحبك دينق؛ من اكثر قاتلي الشخصية في هذا المنبر لمن تعتذر عن خطابك العنصري البغيض؛ تعال اتكلم مع الناس او بالعدم؛ امشى اتلما على الشيوعيين بعد طول عمر ؛ فهم مثلك تماما وانت مثلهم ..
ويا بشاشا انا لم انته معك في موضوع عنصريتك الكريهة ياممتلك الرقيق في بيتك في القرن الواحد وعشرين - حسب زعمك - !
| |
|
|
|
|
|
|
| |