|
محمد طه محمد احمد ....يدفع ثمن تربية سياسة خاطئة
|
اولا اترحم على الزميل محمد طه محمد احمد واقول رحمة الله تغشاك وانت فى الدار الاخرة ومغفرته الواسعة التى تسع كل شىء وانا لله وانا اليه راجعون .. لم يكن محمد طه محمد احمد الا فردا سودانيا فقيرا ابن موظف يتمنى له والداه ان يرتقى الى مصاف المتعلمين المثقفين الذين يفيدون وطنهم واهلهم واسرته المتوسطة الحال مثله مثل اى مواطن سودانى عاش ويعيش فى بقعة من بقاع السودان .. وما كان والده واسرته يعتقدان ان ابنهم سوف تخططفه منهم جماعة هوس دينى لتقوم بتشكيله تشكيلة وهندسته وفق رؤاها وافكارها السياسية والدينية .. تلك الجماعة التى توظف الدين من اجل الهدف الدنيوى الزائل المتمثل فى السلطة والثروة .. وتصيدوه من امام ابواب المسجد مثلما فعلوا بالكثيرين غيره حيث الشباب والفتونة والتطلع الى الذات الشخصية نحو المستقبل .. وتدرج محمد طه داخل التنظيم الذى علمهم اول ما علمهم الطاعة العمياء ثم تسفيه الاخر مهما كان هذا الاخر من مكانة اجتماعية وعلم وثقافة ..وامتشاق سلاح الدين واشهاره فى وجه كل من تسول له نفسه مناقشتهم فيما يزعمون وياملون .. هذا هو الاساس الذى تعلمه محمد طه من مدرسة الاخوان المسلمين السودانية ومرشدها نحو هذا الهدف مثله مثل اخرين كثيرين معه اصبحوا جزءا لا يتجزا من هذا التنظيم.... ضاق افق محمد طه وانكمش فى اطار هذا التنظيم الذى يمنع عنهم الكثير ...القراءة والاستنارة والثقافة واببعدهم عن المجتمع التقليدى الذى يعيشون فيه بان اصبح هو الذى يحدد لهم ماذا يقراون والى اين يتجهون ويحدد لهم علاقتم الاجتماعية وحتى الزواج لا يتم الا بعد موافقة الشيخ او الزعيم وممن يحددها هو .. سياسة تسفيه الاخر خلقت من ابناء التنظيم طبقة سودانية جديدة ذات مفاهيم متزمتة وهى مدرسة تختلف فى رؤاها وافكارها عن الفكر الليبرالى الحر المستنير الذى عرف به السودانيين ويتوافق مع مجتمعهم المتسامح الصوفى المعتدل ... وتشاء الاقدار ان صاحب هذه السياسة التى تاذى منها المجتمع السودانى ولا يزال.... تناله اساءة وتسفيها لارائه وافكاره ممن ؟ من تلاميذه واقرب الناس اليه فى التنظيم ويدفع ثمنها غاليا حسرة وندما.. وهذه هى التربية الخاطئة التى يحذر منها علماء الاجتماع .. وهذه هى نتائجها التى نتوخاها ونخاف منها .. عرف الفقيد محمد طه بارائه القطعية الحادة منذ ان كان طالبا بالجامعة .. وكان فى نقاشه السياسيى فى الاركان يمارس تلك الطريقة التى يجيدها الاخوان المسلمون ولا يعرفون غيرها وهى تسفيه اراء الاخر والتقليل من شانه واتهامه اتهاما يجعله يدافع عن نفسه حتى ولو كانت هذه التهمة تمس دينه او اخلاقه او مجتمعه حتى ولو كانت كاذبة .. .. وكان يمارس عمله الاعلامى التنظيمى من خلال صحف حائط النشاط التى تنتشر فى الجامعة حيث استهوته مهنة الكتابة .. وبعد التخرج من كلية القانون تم تعيينه فى ديوان النائب العام ولكنه سرعان ما تخلى عن الوظيفة بعد الانتفاضة وتفرغ للعمل الاعلامى الحزبي فى صحيفة الراية لسان حال الجبهة الاسلامية .. ولم يكن مدخله لهذه المهنة الا من باب سياسي حزبي ضيق هو باب الاخوان المسلمين وفكرهم المعروف لدينا .. اذن مدخله لمهنة الصحافة تم من باب السياسة وما ادراك ما السياسة ... فالصحافة تختلف عن السياسة لها اسسها وعلمها ومحاذيرها وخطوطها ومنطلقاتها وهى علم وفن ورسالة واستعداد كما يقول علماؤها .. ولانه دخل من باب السياسة لم يابه محمد طه لكل تلك المحاذير الصحفية المتعارف عليها وبدا ممارسة هذه المهنة من منطلقه السياسي الحزبي الذى يجيده وتربي عليه ولا يعرف غيره .. ودخل فى معارك مع جهات عديدة سياسية وحزبية واجتماعية ومع افراد من تنظيمه حتى .. وكثيرون كانوا يستهجنون طريقته فى الكتابة التى لا تراعى تلك المحاذير الصحفية التقليدية المتعارف عليها ..ووجد التشجيع من اعضاء حزبه وقياداته وكانوا يحفزونه على تلك الطريقة حتى وصل الى عضوية المكتب السياسي للجبهة الاسلامية .. غير ابهين بشكاوى كثيرة تردهم من طريقته التى تميز بها فى الكتابة والتى وجد التنظيم هواه فيها ... وبعد انقلاب الجبهة الاسلامية واستلامهم للسلطة وكان محمد طه فى الجناح الاعلامى لعب مع زملائه الاخرين فى ا لتمهيد للانقلاب بما كانو ينشرون فى صحفهم الراية والوان والاسبوع من اخبار واراء تسفه النظام الديموقراطى ورموزه وتدعو للانقلاب عليه علنا ..منطلقين من سياسة تسفيه الاخر وتحطيمه وقتل الشخصية بالتهكم والاثارة والسخرية .. حتى كاد هذا النهج فى الصحافة ان يسود ويصبح مدرسة رغم سوئه ... ابطاله متزمتون سياسيون فى ثوب الصحافة الفضفاض ... منذ استلام الجبهة الاسلامية للسلطة ونجاح انقلابها دب الخلاف بين اركانها حول طريقة ممارسة السلطة ..وكان لابد لمحمد طه ان يكون جزءا من هذا الخلاف ..لانه فى قلب الحزب وجهازه الاعلامى والقلب لابد ان يتاثر.... وبدات الكيمان تنفرز داخل التنظيم كل يكوش على اكبر عدد من افراد التنظيم حوله لتعزيز موقفه ..وقف محمد طه فى البداية محايدا استعصم بمهنة الصحافة كناصح للجميع ...هذه النصيحة كلفته الكثير ولا اريد ان اذكر التفاصيل ..ادخلته فى صراع جديد مع اخوته لم يكن يتصوره هو كما قال لى بعد ان تعارفنا فيما بعد .. والسبب انه لم يكن فى اى من تلك الكيمان المعروفة لتدفع عنه شر الكوم الاخر وكانما اصبح فى مهب الريح .....الى ان جاءت المفاصلة الاخيرة بمذكرة العشرة ..وهنا وجد نفسه حيث رمته الاقدار واصبح جزء من مجموعة السلطة رغم نقده لهم فى البداية .. واعتقدانا ... ان وجود على الحاج وبدر الدين طه فى المجموعة الاخرى ما جعله يبتعد عنها وكان يحملهما مسؤولية فساد وافساد النظام اضافة لاشياء عنصرية تنتابه تجاه البعض جعلته يكون اكثر قربا من مجموعة على عثمان ... كما قلت ان محمد طه دخل لمهنة الصحافة من باب السياسة لذا نجده اهتم بكتابة المقال وجعل المقال اساسا فى الصفحة الاولى ...يكتبه تحت عناوين مثيرة ومستفزة احيانا للاخر ..مما اكسبه عداء الكثيرين ..رغم شخصيته الودودة الظاهرة والتى تتحول الى تشنج اذا تطور الحديث معه فى دهاليز السياسة .. وكان الخطا المهنى الذى ارتكبته صحيفته عن المقريزى ما اثار كل اعدائه الذين وجدوا فيه الفرصة رغم ان الخطا مهنى لا شخصى ولكنهم حملوه المسؤولية الشخصية وبراته المحكمة من القصد فيما بعد ... والخطا المهنى قد يحدث نتيجة قلة الخبرة بالعمل الصحفى او للسهو او النسيان وهذا ما حدث ..فهو ليس بالغبى لهذه الدرجة ولن تصل به السذاجة لدرجة الاساءة لاعظم البشر ولكن انها التربية السيئة للتنظيم ما جعلته يرتكب كل هذه العداوات من اخرين احزاب سياسية ودينية واخرى وجدت الفرصة لتقول ما تريد وتكيل له الاتهامات الشخصية .. وكعادته لم يسكت ولم يهادن اوضح الخطا الذى وقع فيه واعتذر عنه ولكنه لم يشفع لؤلئك الذين هاجموه واتهموه فبادلهم الاساءة والاتهام عبر صحيفته فكان التهديد بالقتل ثم الخطف ثم القتل البشع الذى حدث له من اولئك المجرمين ... لم يكن محمد طه اذن الا نتيجة تربية تنظيمية خطا دفع ثمنها حياته الغالية .. رحم الله محمد طه محمد احمد ونتمنى ان يلقى القبض على المجرمين الذين يريدون اشاعة القتل والدمار فى بلادنا العزيزة اواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: محمد طه محمد احمد ....يدفع ثمن تربية سياسة خاطئة (Re: الكيك)
|
الاخ الكيك
سلام
ربنا يرحم الاستاذ محمد طه محمد احمد
التحليل وافي لكني اراك قد اغفلت بعض اشياء.
انا لا اتهم اي جهة.
تمادي المرحوم في عداوته للشيخ الترابي و كتب عبارة بالغت القسوة و الانحطاط الاخلاقي في حق الشيخ الترابي مما جعل بعض اتباع الشيخ يتحرشون به و كانت هناك محاولة لاغتياله.
كان المرحوم يكتب في صحيفة السوداني الدولية في بداية التسعينات و قد تطرق الي قصص الفساد وقتها و اتهم رموز معينة و قد تم اغلاق صحيفة السوداني وقتها و قيل ان نجل الشيخ قام بضرب المرحوم و هدده بالقتل.
كما ذكرت انت المرحوم كان حادا في كتاباته و في اراءه وفي مواقفه . و في خصوماته لم يكن يخوضها بشرف بل كان يبالغ في الاسفاف و الاستعداء .
في خصومته للكاتب محي الدين تيتاوي - لاحظ ان الخصومة ليست سياسية- قام المرحوم برمي استقبال صحيفة الاسبوع بالحجارة و بالشبط الذي كان يلبسه.
في تداعيات احتلال صدام للكويت كتب المرحوم يستنكر ان تقوم الفنانة جوليا بريادة الغناء الوطني الموجه ضد امريكا و اسرائيل بعد ان اكتشف ان اسمها جوليا بطرس!!!.
علي رغم اني اشعر بحزن شديد علي المرحوم و الحادث في مجملة لكني لم اكن من مناصيره و لا احبذ اراءه المتطرفة و فتحة لصحيفته لليتبشير للمذهب الشيعي او المذهب الجعفري علي حسب قوله هو.
و لك الشكر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد طه محمد احمد ....يدفع ثمن تربية سياسة خاطئة (Re: Omer54)
|
الاخ عمر لك كل التحيات الطيبات كل ما ذكرته صحيح وحصل بالفعل وانا اعرف تفاصيل هذه القصص وكنت وسيط بينه وبين من بعض ما ذكرت ولكن فى مثل هذا اليوم نتحاشى ذكر التفاصيل ونركز على الاسباب ونطالب جهات الاختصاص بالقبض على المجرمين وهم كثر لعلهم استفادوا من تشنج اجهزة اعلامنا الرسمية التى تاتى بمعصوبي الرؤوس وهم يمررون السكاكين على الرقاب تهديدا لامريكا..... فى حدى يهدد امريكا بالسكين...؟ والتلفزيون ينقل لعامة الناس مثل هذه المشاهد ماذا تكون النتيجة ...؟غير الذبح لامثال محمد طه للاسف وليس امريكا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد طه محمد احمد ....يدفع ثمن تربية سياسة خاطئة (Re: الكيك)
|
صديقنا الكيك
عنوانكم يحمل عمقا كبيرا, وصحيح أن التنظيم الذي إنتمي إليه طه ساهم في ذيول الجريمة البشعة, ولكن يظل الحدث غير منفصل عن سياقاته السودانية العامة..الحدث هو ثمرة التطرف السوداني في الانانية التي تتبيح للاخرين الموت, بينما أن قيم الحياة وحلوها لمن يمسكون علي مفاصل السلطة, محمد طه ذهب ضحية لثقافة الموت المتجذرة فينا, والغريب أن البعض إستغرب سيناريو الحادث ووصفه بعيدا عن التقاليد السودانية..وما إلي ذلك.. والموضوع طويل.. عموما المغفرة للاستاذ محمد طه وهو الذي علق مرة علي مقالة لي نشرتها بصحيفة الشرق الاوسط وأخذ تعليقه كل الصفحة الاخيرة بالوفاق..ومع ذلك لم أقرأها.. أللهم أسكنه فسيح جناتك..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد طه محمد احمد ....يدفع ثمن تربية سياسة خاطئة (Re: ahmed haneen)
|
للحادث:العثور على الجثمان مقيد اليدين والقدمين ومفصول الرأس
فجعت البلاد باغتيال رئيس تحرير صحيفة (الوفاق) الأستاذ محمد طه محمد أحمد، بعد ان قامت مجموعة مجهولة باختطافه من منزله بحي كوبر بالخرطوم وهم يستقلون سيارة (كورونا) مظللة بدون لوحات ليلة الثلاثاء الماضي، وتم العثور على جثمانه بحي القادسية بمنطقة الكلاكلات ظهر أمس، وقد تم نحره وفصل الرأس عن الجسد. وفيما أدانت الحكومة والأحزاب ومنظمات المجتمع الحادث ووصفوه بالعملية الإرهابية، أعلن وزير الداخلية ان كافة الأجهزة تجري تحرياتها لكشف ملابسات القضية، وأعلنت الشرطة عن بدء التحري مع عدد من المشتبه فيهم، فيما تواصل تحرياتها للوصول للجناة. وعلمت (السوداني) ان وزارة الداخلية شكلت لجنة تحقيق برئاسة اللواء عبد الله الطاهر عمر.
ويشيع جثمان الراحل في العاشرة من صباح اليوم بمقابر حلة حمد بالخرطوم بحري. وكان عدد من كبار المسؤولين بالدولة وزعماء الأحزاب ورموز المجتمع قد خفوا لمشرحة الخرطوم التي نقل لها جثمان الفقيد واحتشدت مجموعات كبيرة من الصحافيين بالمشرحة وعدد من أصدقاء الراحل، الى جانب وزير الدفاع والداخلية ومدير عام الشرطة. وكان الراحل تعرض قبل عدة سنوات لمحاولة بسيارة، وفي ابريل من العام الماضي أهدرت إحدى المجموعات الدينية المتشددة دمه بعد نشره مقالاً اعتبرته مسيئاً للرسول (ص)، على حد قولها. وبعدها تعرضت صحيفته للاعتداء بعبوات حارقة من قبل مجموعة جهوية.
العثور على الجثة
عثر عدد من المواطنين أمس على جثة الصحافي محمد طه محمد أحمد، رئيس تحرير صحفية (الوفاق)، في الميدان الفاصل بين الاحتياطي المركزي وحي القادسية بمنطقة الكلاكلات جنوب الخرطوم، وكانت الجثة مقطوعة الرأس وموضوعة على الظهر في منظر بشع، وأبلغوا الشرطة التي كانت تبحث عنه منذ اختفائه بعد ان اقتادته جماعة مسلحة بسيارة (كورونا) مظللة بدون لوحات مساء أمس الأول من منزله بكوبر الى جهة غير معلومة. ويرجح البعض ان الراحل تم تخديره من قبل مختطفيه من امام منزله لذلك لم يقاومهم. وقال تقرير الطبيب الشرعي الدكتور صابر مكي إن سبب الوفاة النحر. وأكد التقرير وجود آثار قيود على الأرجل واليدين وتراب في الفم. وظهرت جثة طه وهو يرتدي (عراقي) قصير حافي القدمين.
وقال اللواء محمد نجيب الطيب، مساعد المدير العام لقوات الشرطة لولاية الخرطوم _ حسب البيان _ ان الشرطة لا تزال توالي التحقيقات للقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، ووصف نجيب الحادث بأنه غريب على تقاليد وأخلاق المجتمع السوداني.
من ناحيته قال مسؤول رفيع بجهاز الأمن والمخابرات الوطني ان قوات الأمن ستكثف جهدها مع الشرطة للوصول الى الجناة في أعجل وقت، ووصف الجريمة بالخطيرة وأنها تدل على حقد الجناة.
حادثة الاختطاف
وروى العقيد معاش عبد العزيز حسن جوهر، جار الأستاذ محمد طه بحي كوبر، لـ(السوداني) حادثة الاختطاف، وقال انه حوالي الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة من مساء الثلاثاء الماضي سمع صياح زوجة الراحل خارج منزلها مطالبة بالنجدة، مشيرة الى ان مجموعة مجهولة اقتادت زوجها. وأضاف بأن الابن الأكبر للراحل (رماح) قام بالهرولة خلف السيارة التي تقل والده، وفي ذات الوقت شاهد البعض موتورسيكل ينطلق خلف السيارة. وأوضح جوهر ان صهر الفقيد قام بفتح بلاغ جنائي في الحادثة في قسم شرطة كوبر، وأضاف بأنه في حوالي الساعة الواحدة صباحاً زار ضابط شرطة برتبة العميد منزل الفقيد.
وشهدت أسرة الفقيد أمس يوماً عصيباً لعدم توفر معلومات حول مصير محمد طه، مع غياب أي معلومة عن المجموعة التي قامت باختطافه، إلى أن تم ابلاغهم بالعثور على جثة بجنوب الخرطوم طلب منهم الحضور للتعرف عليها ظهر أمس.
رئاسة الجمهورية تحتسب الراحل
واحتسب رئيس الجمهورية عمر البشير من ولاية كسلا التي وصل اليها أمس في زيارة تستغرق يومين الفقيد محمد طه. وقال الأستاذ عبدالباسط سبدرات، وزير ديوان الحكم الاتحادي إنابة عن الرئيس، ان الفقيد من الذين دافعوا عن ثورة الإنقاذ بقلمه ورأيه ومواقفه القوية، واصفاً جريمة اغتياله بالبشعة. من ناحيتها قالت وزارة الداخلية إنها شكلت لجنة للتحقيق في اغتيال محمد طه تضم ممثلين للنيابة العامة، الشرطة، جهاز الأمن والمخابرات للقبض على الجناة وتولي التحقيق في القضية. من ناحية أخرى قال بيان صادر عن المكتب الصحفي للشرطة إنه تم القبض على عدد من المشتبه بهم.
وزير الداخلية يتعهد
وتعهد وزير الداخلية الزبير بشير طه بالقبض على الجناة، وأشار لدى مخاطبته المعزين في سرادق العزاء بمنزل الراحل بحي كوبر بالخرطوم بحري مساء أمس ان كافة الأجهزة الشرطية والأمينة تعمل للوصول الى الجناة. من جانبه ادان وزير الدفاع الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين الحادث وقال إنه دخيل على المنجتمع وأشاد بالراحل وقال إنه ظل يقارع الحجة بالحجة، وشدد على ان الحكومة ستلاحق وتكشف ملابسات الحادث.
وقال نائب رئيس المؤتمر الوطني بروفيسور إبراهيم احمد عمر إن الحادث يمثل جريمة في حق الحرية والإنسانية ولا علاقة له بالشعب السوداني كريم الخلق، مشيراً لتاريخ الأستاذ محمد طه محمد أحمد عندما كان في جامعة الخرطوم ودوره في ترسيخ قيم الحوار في العمل السياسي.
المطلوب رد فعل قوي
وفي ذات السياق اوضح مستشار رئيس الجمهورية السابق د.قطبي المهدي أن الراحل قتل بسبب مبادئه وأفكاره وأن هذه شهادة تحسب له وليست مأساة، واستدرك قائلا (المأساة ان يمر الحادث دون رد فعل يناسب التحدي الذي يواجه السودان)، وأضاف بأن محمد طه ليس الصحفي الوحيد الذي تعرض للتهديد في الفترة الماضية، وقال إن هذه الحادثة ليست معزولة ولكنها جزء من الخطر الذي يتربص بالبلاد.
من جهته قال المتحدث الرئاسي باسم حركة تحرير السودان محجوب حسين ان الحادثة تعتبر جريمة ضد الشعب السوداني، ودعا لنبذ العنف وأوضح ان غياب وفقد الراحل يمثل خسارة كبيرة للشعب السوداني. وفي ذات السياق قال رئيس حزب العدالة أمين بناني إن الراحل ظل قلماً حراً يدافع عن قيم الحرية ونبذ العنف.
مجلس الصحافة يشجب الحادثة
شجب الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات الحادثة ووصفها بأنها جريمة بشعة، ودعا لمقارعة الرأي بالرأي وقبول الرأي الآخر. وعلى ذات الصعيد ندد الأمين العام لاتحاد الفنانيين السودانيين د.عبدالقادر سالم بالحادث ووصفه بأنه حادث بربري هدفه اغتيال الكلمة والرأي، وقال ان الفقيد كان مسانداً للمبدعين في قضاياهم لا سيما فن الطنبور.
وأدانت الحركة الشعبية لتحرير السودان الحادث ووصفته الجناة بأنهم جماعة إرهابية، ودعت من خلال بيان صحفي للتصدي لها، ودعت الحركة الشعب السوداني للتعبير عن موقفه حيال ما حدث بكافة اشكال الاحتجاج والتضامن.
وزير العدل: الحادثة تلقي بمهام إضافية على الدولة
من جهته عبر وزير العدل مولانا محمد علي المرضي عن حزنه لاغتيال الصحافي محمد طه. وقال المرضي من روما، التي يزورها حالياً، انه على ثقة في قدرات الأجهزة الشرطية والأمنية والنيابة في القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة. ووصف وزير العدل جريمة اغتيال محمد طه بنها تلقي على كاهل الدولة وأجهزتها الأمنية والشرطية والعدلية مهام لا بد ان تنهض بها. وعبر وزير العدل عن تعازيه لأسرة الفقيد ولزملائه الصحافيين وللشعب السوداني.
جريمة ضد الفكر
ومن جهته أبدى نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي المحامي علي محمود حسنين أسفه لحادثة مقتل الصحافي محمد طه محمد أحمد، وقال إن المجرمين ابتدعوا طريقة وأسلوبا بشعا لم يعرفه السودان من قبل، وقال إن الجناة لا بد ان يطالهم القضاء وأن ينالوا قصاص الله فيهم لقتلهم رجلاً ومفكراً شجاعاً ظل يؤدي واجبه في خدمة الوطن والفكر بكل اقتدار بدون وجل. وقال حسنين إن الفقيد خاصم الكثيرين في شجاعة دونما تآمر أو اسفاف، وإنه استطاع تأسيس مدرسة صحافية متميزة تقوم على التحليل أكثر منها الى الخبر، مؤكداً ان القانونيين لن يهدأ لهم بال حتى يصل المجرمون للعدالة.
واستبعد الكاتب الصحافي عمار محمد آدم ان تكون وراء حادثة مقتل محمد طه دوافع دينية، مشيراً الى ان الطريقة التي نفذت بها الجريمة لم يعهدها السودان طوال تاريخه على مستوى العمل السياسي.
واعتبر رئيس المجموعة السودانية لحقوق الإنسان الأستاذ غازي سليمان ان ظاهرة الاغتيال على هذا النحو تعد مربكة ومقلقة، وقال لـ(السوداني) لديّ قناعة انها جريمة ارتكبت ضد فكر، مشيراً الى شفافية الفقيد في تقديم المعلومة، مضيفاً انه عاش حياته المهنية بشجاعة وعبر عن أفكاره بشفافية وأن الجهات التي اعتدت عليه أخطأت لأنها لا تعرف جانباً كبيراً من الود في شخصه بالرغم من عصبية أفكاره ومواقفه في بعض الأحيان إلا أنه ظل دائماً مستعداً للحوار ولديه المقدرة للتراجع عن مواقفه إذا ثبت انها خطأ، وقال أنا شخصياً اختلف معه كثيراً في مواقفه لكني توصلت الى انه شخصية شجاعة وأمينة وصادقة وغيورة على وطنها، وأضاف ان مقتل محمد طه يعد اضعافاً للفكر والرأي وردة في تاريخ السودان السياسي.
الخرطوم: (السوداني)
7/9/2006
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد طه محمد احمد ....يدفع ثمن تربية سياسة خاطئة (Re: الكيك)
|
تشكر الكيك على التحليل الوافي..
وأضيف أن محمد طه كان في حالة خصومة دائمة سواء مع التنظيمات الأخرى أو مع
تنظيمه..ويذكر طلاب الجامعة أن محمد طه تعرض للضرب في أسبوع واحد مرتين..مرة من بعض
عضوية تنظيمه..ومرة من أمن النميري...كما أن عمله في النائب العام إنتهى بفصله وذلك
عند مطالبته بمساندة إضراب القضاة وسط دهشة عضوية تنظيمه لمساندتهم نظام نميري آنذاك
وذلك بداية عام 83 وقبيل قوانين سبتمبر فلم يكن أمام الرشيد الطاهر النائب العام
وقتها إلا فصله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد طه محمد احمد ....يدفع ثمن تربية سياسة خاطئة (Re: haleem)
|
Quote: والخطا المهنى قد يحدث نتيجة قلة الخبرة بالعمل الصحفى او للسهو او النسيان وهذا ما حدث ..فهو ليس بالغبى لهذه الدرجة ولن تصل به السذاجة لدرجة الاساءة لاعظم البشر ولكن انها التربية السيئة للتنظيم ما جعلته يرتكب كل هذه العداوات من اخرين احزاب سياسية ودينية واخرى وجدت الفرصة لتقول ما تريد وتكيل له الاتهامات الشخصية .. وكعادته لم يسكت ولم يهادن اوضح الخطا الذى وقع فيه واعتذر عنه ولكنه لم يشفع لؤلئك الذين هاجموه واتهموه فبادلهم الاساءة والاتهام عبر صحيفته فكان التهديد بالقتل ثم الخطف ثم القتل البشع الذى حدث له من اولئك المجرمين ... لم يكن محمد طه اذن الا نتيجة تربية تنظيمية خطا دفع ثمنها حياته الغالية .. رحم الله محمد طه محمد احمد |
نعم اخي الكيك .. ربما صدقت فيماذهبت إليه.. كان طه نتيجة تربية سياسية تنظيمية خاطئة جعلته يكسب العديد من الاعداء في وقت وجيز..والجدير بالذكر ان كتاباته كانت تحوي شعارات إستفزازية وتعابير تنم عن شيء في نفس كاتبه وهو ما جعل في مواجهة مع شيخه الترابي مما جعل من بن الشيخ الترابي عصام أن يطلق النار عليه وهو خارج من المسجد في منتصف التسعينات .. كتب محمد طه كتابا عن الترابي في بداية التسعينات يمجّد في أقواله وأفعاله وندواته وكان الكتاب بمثابة مدح للترابي ونقل فيه بعض لقاءاته ومقتطفات من ندواته ..إلا ان الاخير تجاهله في فتره من الفترات وكان أن تم التخاصم بينهما عندما حمّله سبب الهزال الكبير في الحزب الإسلامي..
كتب محمد طه عن سلسلة ( المجهول في حياةالرسول) في صحيفته ( الوفاق) مع نية مسبقة بإعتبار انه يتعاطف مع الفئة الشيعية في السودان إلا أن بعض المتطرفين السودانين أهدروا دمه من باب إعلان الحرب عليه والتهديد.. حينها أصدر بيانا إعتذر فيه عما بدر منه ..سطع نجم محمد طه عندما إختلف مع جماعته في الجبهة الإسلامية في منتصف التسعينات وبدا بينهما سيل الكلام ...
نعم كان محمد طه نتيجة تربية سياسية خاطئة أدخلته في كثير من الصراعات مع بعض أصدقاء الامس...ولا ننسى دور المتطرفين في إذكاء روح الفتنة بين الناس عندما شعارات هدر دمه في أثناء محاكمته بذات التهمة......
ألا رحم الله بقدر ما أعطى......
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد طه محمد احمد ....يدفع ثمن تربية سياسة خاطئة (Re: الكيك)
|
الصحافة10/9/2006 الجريمة النكراء وإشكالية القانون والحرية د. الطيب زين العابدين الجريمة النكراء التى أودت بحياة محمد طه محمد أحمد لا سابقة لها فى تاريخنا المعاصر، بدوافعها والكيفية التى تمت بها، فالدلائل تشير الى أن الدافع للجريمة هو ما يكتبه محمد طه من أراء حادة تثير الغيظ عند بعض الناس، ولم يسبق أن وصل الغيظ بالكتابات الصحفية الى حد ارتكاب جريمة القتل لكاتب الرأى، والكيفية التى تم بها القتل تدل على ترصد جبان ونفس مريضة مشوهة. فأهل السودان يميلون الى المواجهة مع الخصم وجها لوجه وسلاحا بسلاح، ويحتقرون القتل غيلة والطعن فى الظهر، لأن ذلك من شيم الجبن والخسة، فالشجاعة عندهم أن تكون المواجهة صريحة، ومن النبل أن يكون الخصم على ذات الدرجة من الاستعداد للمواجهة. وجاء قتل محمد طه فى منتصف الليل بعد الترصد له واستدراجه من منزله وربما بتخديره حتى لا يقاوم الجناة وبربط يديه من وراء ظهره، ثم جاءت طريقة القتل قبيحة بشعة تعكس بشاعة الأنفس التى ارتكبت الجريمة، فقد ذبحه القتلة من الوريد الى الوريد الى أن فصل رأسه عن جسده وهذه ما لا يفعله المرء السوى حتى بالبهائم والحيوانات التى لا تؤكل! ولكن السودان لا يعيش فى جزيرة معزولة، ولا بد له أن يتأثر بظاهرة العنف والارهاب التى تجتاح العالم فى أفغانستان والعراق وفلسطين ومصر وأميركا والعديد من البلاد الافريقية، وقد تجلت ظاهرة العنف الدموى بصورة غير معهودة فى أحداث دارفور، حيث قتل آلاف الأشخاص الأبرياء وحرقت مئات القرى واغتصبت مئات النساء ونزح مئات الآلاف من البشر من ديارهم خوفا على حياتهم من المعتدين وطلبا للقمة العيش التى تقيم الأود. ان تيارات التطرف فى الرأى والعنف بدأت تغزو السودان، فينبغى اعداد العدة لهذه الموجة الغازية، فهى مازالت فى بداياتها والطبيعة السودانية المسالمة المتسامحة هى الغالبة، ولكن المشكلة تحتاج الى مواجهة شاملة ثقافية وسياسية واقتصادية وقانونية واجتماعية من أجهزة التربية والتوجيه ومن القوى السياسية والمدنية ومن مؤسسات الدولة. فلنأخذ الدرس المبكر من حادثة القتل البارد لمحمد طه فى داره بقلب الخرطوم دون استفزاز مباشر ودون أى قصد آخر سوى القتل، لقد غزا فيروس العنف جسم المجتمع السودانى وينبغى بذل أقصى الجهد لاقتلاعه قبل اضمحلال الجسد وفوات الآوان. وأود فى هذا المقام أن أتعرض لقضيتين لهما صلة بجرائم العنف، وهما القانون والحرية. لقد ضعف الالتزام بالقانون فى السنوات الأخيرة فى كل مناحى الحياة، وصار الخروج على القانون أمراً لا يسترعى الانتباه ولا يتبعه عقاب فى معظم الأحوال، وكأنما القاعدة هى الخروج عليه، وهذا أمر فى غاية الخطورة لأى مجتمع متحضر. وتبدأ قائمة الخروج على القانون من استلام السلطة بالقوة وتعطيل كافة القوانين الديمقراطية واعتماد القمع وسيلة لإرهاب الخصوم وبناء هيبة الدولة وإملاء قراراتها، وتلجأ القوى المتضررة من الاستبداد بالسلطة الى التمرد وحمل السلاح وسيلة لجبر الضرر والمشاركة فى السلطة، وتستهين سلطة القوة حتى بالقوانين التى وضعتها، فتخرج عليها متى شاءت ومتى كان ذلك فى مصلحة بقائها فى السلطة، وتمتد الحماية لخرق القانون لكل المدافعين عن السلطة والمؤيدين لها، وعندها يضعف سلطان القضاء فى محاسبة المسؤولين لأنهم فوق القانون، وتصبح أجهزة انفاذ القانون أجهزة لحماية السلطة مهما ارتكبت من موبقات وجرائم، ويعدى ذلك السلوك رجال الخدمة المدنية خاصة من كان منهم قريبا من المسؤولين فى الدولة، فتصبح مهمتهم تنفيذ ما يطلبه الحكام بصرف النظر عن موافقته للقانون أم لا، ويعم سلوك التسيب والرشوة والمحسوبية فى دواوين الحكومة، لأن العقد قد انفرط. وينتقل الخروج على القانون من الأمور السياسية والأمنية الى مجال المال العام، فيسود فيه تجاهل القانون والضوابط وتسخير المال العام لحماية السلطة والدفاع عنها، ثم الى اثراء المحاسيب والمؤيدين وتصبح الدولة أشبه بعصابة المافيا التى ترتكب كل جريرة لحماية «الشركة القابضة» وأفرادها والمؤلفة قلوبهم. ويشهد الناس كل ذلك أمام أعينهم فتزول هيبة الدولة والقانون من نفوسهم، ويقتنعون بأن اتباع القانون هو وسيلة الضعيف الذى لا ظهر له. ويستشرى بعد ذلك الاستهانة بالقانون فى مجالات الحياة المختلفة حتى فى نظم تشييد المبانى ورعاية حرمة الساحات والميادين والأسواق والشوارع، بل وعلى حركة السير فى الشوارع، فما عاد قانون المرور هو الحاكم للسير! وتجد أن أكثر الناس خرقا للقانون هم مؤسسات السلطة ورموزها والمرتبطين بها، وتتنزل بعد ذلك الى مستويات المجتمع الدنيا كل بقدر جرأته وسطوته. ومن باب أولى أن تضعف قيم التعامل بين الناس فى الأمور المالية وأداء الواجب وتنفيذ الأعمال والالتزام بالوقت والعهد. وحسب طبيعة الشعب السودانى التى تميل الى «الرجالة» والثأر للكرامة والتناصر بالعصبية وتكره «الحقارة» فإن الاستهانة بالقانون تتحول تلقائيا الى سلوك العنف والتعدى، وتجلت الأمثلة على ذلك فى العنف الذى استشرى بعد مقتل جون قرنق، وفى الاعتداء على الشرطة فى سوبا وفى العنف الطلابى الذى زادت نسبته بالجامعات. وثقافة احترام القانون عملية حضارية طويلة تحتاج الى وقت وتوعية وقدوة صالحة تضرب المثل للناس، ولكن لا بد منها للحياة السلمية المدنية المعاصرة. والقضية الثانية هى الحرية، وليس هناك تناقض بين الدعوة الى احترام القانون وممارسة الحرية، فالقانون هو الذى ينظم ممارسة الحرية حتى لا تنقلب الى فوضى، وان كانت الأنظمة السلطوية تسخر القانون لتكبت به حركة المجتمع السياسية. وهنا يجوز للقوى السياسية المعارضة أن تتمرد سلميا على القوانين غير الديمقراطية أو تطبيقها بصورة جائرة متحيزة مثل ما حدث فى منع المسيرات السلمية لأحزاب المعارضة فى الأيام الماضية، فالمدافعة مع الأنظمة المستبدة شرط لتثبيت الحقوق المدنية المتعارفة. والحقيقة ان مصادرة الحريات العامة على مستوى أجهزة الدولة تعدي بقية قطاعات المجتمع، فإن كانت الدولة تعاقب جماعة أو فردا بسبب رأيه، فلماذا لا تفعل الجماعات المدنية ذلك ضد بعضها البعض؟ وقد تستغل الدولة بعض الجماعات الموالية لها فى التحريض وإثارة الكراهية ضد المخالفين لها، مما يهيئ المناخ لممارسة العنف والعدوان. فالذين قتلوا محمد طه لا يؤمنون بقيمة الحرية التى منحها الله سبحانه وتعالى للناس كافة فى عقد آصرة الايمان «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، وحصر مهمة الرسول فى البلاغ المبين لا تتعداها الى الإكراه بحال من الأحوال «أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين» وجعلها الله مناط التكليف، فكل شئ يقوم على الإكراه باطل قولاً أو فعلاً أو عقداً. والكبت الفكرى والسياسى الذى مارسته ثورة الإنقاذ فى سنواتها السابقة ساهم فى اضعاف قيمة الحرية والتقليل من شأنها، وقد خففت من غلواء ذلك الكبت ليس قناعة ولكن لضرورات سياسية «أتذكرون الجماعات التى جاء بها أحد المسؤولين فى الدولة لتقتحم ساحة البرلمان محتجة على السماح بحرية التنظيمات السياسية فى دستور 98 واضطر رئيس البرلمان لأن يغير كلمة التنظيمات الى كلمة التوالى حتى يبلعها أصحابه الاستبداديون؟». ومازالت روح الكبت القديمة تراود بعض المسؤولين خاصة اذا ظنوا أنها تهدد عرشهم! وممارسة الحرية بمسؤولية ووعى أمر شاق وطويل مثل ثقافة احترام القانون، والبداية أن تضرب الدولة المثل فى تقنين الحريات العامة التى أصبحت أمرا معروفا فى كل أنحاء العالم توثقه المعاهدات الدولية وحقوق الانسان، وأن تلتزم بحماية ورعاية تلك الحريات ضد كل من يحاول المساس بها. وعلى قوى المجتمع المدنية من مفكرين وكتاب ومثقفين ومنظمات أهلية، أن تقف بصلابة ضد الاعتداء على الحريات، وهذا يعنى حرية الرأى للجميع، فلا يقال ان هذا رأى متطرف لا ينبغى أن يسمح به، فالقانون واضح فى منع التحريض على العنف أو اثارة الكراهية أو اشانة السمعة أو نحو ذلك من التعبير. وما سوى ذلك فهو تعبير مباح مهما اشتط يمينا أو يسارا، فى مثل هذا المناخ يعتاد الناس على ممارسة حرية الرأى ويقدرونها ولا يعتدى شخص على آخر بسبب رأيه، ولن تتكرر جريمة قتل محمد طه لكاتب آخر. رحم الله الصديق المجاهد محمد طه محمد أحمد، فقد كان جريئا شجاعا يقتحم كل ميادين الفكر مدافعا عن قناعاته مهما كانت المعارضة لها. أمثال هؤلاء المجاهدين هم الذين ينصرون قيمة الحرية ويثبتونها فى تاريخ تطور المجتمعات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد طه محمد احمد ....يدفع ثمن تربية سياسة خاطئة (Re: الكيك)
|
شكرا يا الكيك على هذه المداخلة القيمة..
لقد قمت بنقلها إلى بوست فرانكلي هنا: محمد طه محمد احمد.. يدفع ثمن تربية سياسة خاطئة
..
ولكني لا أظن أن الجماعات التي كانت تهدد محمد طه وتتهمه بالردة والزندقة هي التي وقفت وراء اختطافه واغتياله بهذه الطريقة البشيعة التي أرادوها أن تكون شبيهة بطريقة الزرقاويين.. إن القتلة هم مجرمون من جماعة الإنقاذ يخافون من تهور محمد طه ونشره لأسرار يعرفها تدينهم.. لا أستبعد أن يكون المجرمون قد استخدموا بعض المهووسين لتنفيذ الجريمة.. فقد جاءت الأخبار بأنه قد تم القبض على ثلاثة اعترفوا بالمشاركة في الاختطاف والاغتيال..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد طه محمد احمد ....يدفع ثمن تربية سياسة خاطئة (Re: الكيك)
|
البيان الفطير الذى صدر بتحمل القاعدة لمقتل محمد طه مستفز للعقل والمنطق ويوضح مدى الاضطراب الذى تعانيه تلك الجهة التى اصدرته وارادت ابعاد التهمةعنها ..ومحاولة لاطلاق اولئك من ادعت بانهم متهمون ... الذين اعتقلوا من قبل لايقاف الحديث عن هذا الجرم الكبير بحجة ان الامر امام القضاء .. ما مصلحة القاعدة فى قتل شخص قريب منها فى التفكير ؟ القاعدة لا تقتل الا من تعتقد انه بعيد عن افكارها ...وان قتلت احدا فى النظام لقتلت اولئك من تعتقد انه سلم اخوتهم الى اعدائها الحقيقيين ..الامريكان ... ومنذ فترة اتهم المحبوب عبد السلام جهاز الامن السودانى بتسليم اعضاء من القاعدة كانوا فى السودان لامريكا.. لماذا لا تتجه القاعدة نحو هؤلاء ومحمد طه قطعا ليس منهم ..وان كان غير بعيد عنهم فكريا شىء غير منطقى وبيان هزيل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|