|
مقتل محمد طه صافرة الانذار السياسى!!-عبد القادر باكاش -بورتسودان
|
الغدر والخيانه صباح الاربعاء السادس من سبتمبر الماضي الموافق 13 شعبان 1427هـ شهيد الفكر والكلمه الاستاذ محمد طه محمد احمد رئيس تحرير صحيفة الوفاق في حادثه تعد الاولي من نوعها في تاريخ الصحافه السودانيه بأسلوب منافي لقيم واخلاق الشعب السوداني ولم يعرف بعد الجاني الحقيقي وبالرغم من ان وزيرالداخليه ومديرعام الشرطه يجددان القول بين الفينه والاخري موعدين بالقبض علي الجناه، ولأن هناك قرار من نيابة الصحافه والمطبوعات بعدم الخوض في الموضوع تفادياً للتأثير علي مجري التحقيق لن نتساءل عن كيف حدث هذا الجرم واين كانت الاجهزه المعنية بحراسة أمن المواطن يوم ان اختطف صاحب الوفاق من امام منزله واقتيد حتي منطقة الكلاكلات فهل كل هذه المنطقه خالية من الأمن ؟؟ لن نتهم احدا بمقتل محمد طه ولكن وحسب رأي يجب ان تكون طريقة مقتل محمد طه مدخل لترتيبات أمنيه أكثر قوةً وتنسيقاً، فالأمن في الخرطوم اصبح من حظ صفوة قليله وليست هذه هى المرة الاولي التي تظهر فيها بوادر للإنفلات الأمني إذا ان احداث الاثنين والثلاثاء مطلع أغسطس من العام الماضي بعد مقتل النائب الأول جون قرنق بيعيده عن أذهان الجميع ، وهذه الإنفلاتات الأمنيه سيكون لها مابعدها خاصة في ظل الاوضاع السياسيه الملتهبة علي الساحتيين الاقليميه والدوليه فأحداث الخطف والذبح والسحل اصبحت من يوميات المواطن العربي خاصة بعد تفشي سياسة الاستعمار الحديث لمنطقة الشرق الاوسط والمنظومة المسماة جورا بالمجتمع الدولي ستجلب لنا كغيرنا من دول العالم مظاهر العنف بأشكال والوان متعددة، وإذا ظلت البصيره الأمنيه للبلاد بهذه الطريقة فإن عقد الأمن سينفرط إن لم يكن اليوم فغداً، والطريق الي سلام السودان وتلاقح افكار ابناءه لايزال طويلاً ومحفوفا بالمخاطر وماتباين موافق المؤسسه الرئاسيه امام موضوع التدخل الاجنبي في دارفور بخافٍ عن الأعيان فكلنا يري ويسمع رأي الحركه الشعبيه في التدخل ورأي حركة اركوي مناوي في التدخل، والأمر برمته راجع للسياسه الراهنه داخل حزب الاغلبيه الحاكمه (المؤتمر الوطني) وهشاشة الاجسام السياسيه المعارض والمواليه له وهو حزب يكرس علي تأصيل المفاهيم القبليه والجهوية ويعمل بسياسات التفريق والتشتيت لخصومه في سبيل بقائه علي سدة الحكم ، ولو كان هذا البقاء خصما علي المصالح الوطنيه العليا ، والبعض يقولون ان رفض الحزب الحاكم للتدخل الاجنبي لم يكن حرصا علي البلاد، وإنما خوفا من احتمالات إقتياد القياده الــ(51 ) المتهمين في انتهاك حقوق الانسان في دارفور للمحكمة الدوليه في لاهاي حسبما أُعلن سابقا فمهما كانت اسباب رفضه للتدخل فإن المنطق ان نتصالح مع ذواتنا ونحل قضايانا بوعي أكثر وبعداله وشفافيه وبرؤانا الذاتيه دون اية ضغوطات خارجيه فليست هناك عداله تاتي من امريكا وبريطانيا واسرائيل .
وتوابعهم ومطالبة البعض منا بهذه القوات الأممية ليس حبا فيها ولكن كرها للاوضاع السياسيه الراهنه فالتدهور السياسي الذي تعيشه البلاد يدفع اصحاب النظر الضيق لتمني الخلاص ولو بكافرين وقطعا حادثة محمد طه هي الأخري ستكون ذريعة وحجه ثابته لدمغ السودان وتصنيفه ضمن المجموعة التي تصنفها امريكا ( بالارهاب ) وانا افتكر انه ليس في السودان ارهاب بقدرما هناك اصحاب حقوق محرومين من حقوقهم وآخرين منفلتين من القانون لعدم وجود العقليه الأمنيه القادره علي حسم مظاهر الإنفلات حسب رأي وتندرج حادثة إغتيال محمد طه ضمن المظاهر الانفلاتيه إذ ان الدوله والاجهزه الامنيه من شرطه وغيرها كانو يومها يشحذون الهمم لدرع مظاهرة شعبية تعتزم المعارضه تسييرها لمناهضة الزيادات في اسعار بعض السلع الاستهلاكيه حالت دون إحكام وحفظ الامن في الشوارع الداخلية حيث ذهب افراد الشرطه مساء يوم اختطاف محمد طه الي معسكراتهم ومواقعهم لتلقي تعليمات ضرب وفض مظاهرة الشعب ضد زيادة الاسعار ومالم تتعدل هذه السياسات الأمنيه الرعناء، كلنا علي حافة الانهيار الأمني، وسنكون كلنا ضحايا للعنف ولن تسلم الحكومه يومها من ذلك بل يمكن ان ينقلب السحر علي الساحر ، فكفانا ظلماً وجوراً وكفانا حرباً واحترابا ، اتت لحظة التلاقي والتفاوض والتصالح والتفاهم لدرء المخاطر عن بلادنا وللحفاظ علي مكتسباتنا بالتسامي عن صغائر بعضنا فلا غضاضة ان يتحمل الشعب هذه الحكومة على سوءاتها ، وفى المقابل يجب ان تتحلى هى الأخرى (أى الحكومة) بروح الوطنية وتقدر مشاكل البلاد وتخفف وطئتها وقبضتها على الأشياء ، لأن الأوضاع لن يسير بهذه الصورة الدراماتيكية البائسة ، وكرسى الحكم لن يدوم للإنقاذ بهذه السياسة الراهنة ، فالمطلوب ان نتنادى جميعنا لحوار وطنى صادق ليعترف كل منا بالآخر حتى نصل ببلادنا الى بر الأمان ، ومن دون ذلك فلن تنقذنا قوات أممية ولا أفريقية ولن يخلصنا الآخرين مما نحن فيه من تيه وضلال سياسى، فسيادة أمن البلاد يجب ان تسود بالفعل لا بالقول ويجب ان يكون حفظ أمن المواطن أهم من حفظ أمن شوارع القادة والحكام.
وفى الختام نؤكد على أن مدرسة محمد طه الصحفية باقية ، والقيم التى رحل من أجلها خالدة فى وجدان الشعب السودانى ، والوفاق الوطنى الذى نادى به الاستاذ الشهيد محمد طه دين وطنى وأخلاقى يجب ان نوفى به ودمتم فى رحاب الخالدين اخى محمد طه مع الصديقين والشهداء ، غفر الله لك وألهم آلك وذويك الصبر والسلوان وحسن العزاء و (إنا لله وإنا اليه راجعون).
|
|
|
|
|
|