ولد في 2 يوينو 1921 بالتميراب قرب الدامر. درس في المدارس العليا (جامعة الخرطوم الآن) وانكلترا حيث نال درجة الدكتوراه عن رسالته "أبو العلاء شاعراً." صار مديراً لجامعة الخرطوم وجامعة جوبا. ومن مؤلفاته:المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها و مع أبي الطيب والقصيدة المادحة واصداء النيل وبانات رامة والأحاجي السودانية. عضو بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومؤسس مجمع اللغة العربية بالخرطوم. بانتقاله اليوم الى واسع رحمته تفقد البلاد والشعب السودانى قامة سامقة من قامات الوطن والله انه فقد جلل ومصاب عظيم ولكنها ارادة المولى عز وجل نسال الله له الرحمه والمغفرة
---------------------------------------- خلق لنفسه مكانة من خلال عطائه المتميز وأدائه الرائع
هو العالم الجليل وعميد الأدب العربي كما يحلو لبعض تلاميذه أن يصفوه بكل اعتزاز وتقدير هو أبن امرأة من النيل كانت تأكل القديد ملأ الدنيا وشغل الناس بعبقريته المتفتحة وبغزارة علمه وسلاسة أسلوبه ووضوح حجته وبراعته منطقة وسعة افقه جنسيته عربي أذاب كل فواصل الحدود سفيراً للعرب مما أهله ليكون الآن عميداً للأدب العربي.
هو البروفيسور عبد الله الطيب مولده ولده بروفيسور عبد الله الطيب في يونيو 1921م التميراب غرب الدامر "ولاية نهر النيل" تخرج من مدرسة الآداب 1942م وعين مدرساً في بخت الرضا ولكنه لم يلبث أن استقال وعمل في المدرسة الأهلية أمدرمان منذ عام 1943م وحتى 1944م ثم عاد إلى مدرسة المعارف فعمل بمدرسة التجارة 1944م وبالمدرسة الثانوية بأمدرمان 1945م وبمعهد التربية 1946م.
أرسل في عام 1948م بعثة إلى جامعة لندن حيث وصل علي شهادة المعادلة في البكالوريوس ثم حصل على الدكتوراه في 1950م إلى 1951م ثم تزوج بإنجليزية وقد عاد إلى السودان وعمل مرة أخرى في بخت الرضا 1945م ثم اختير أخيراً للتدريس في جامعة الخرطوم تنقل في التعليم الجامعي إلى أن وصل إلى عميد كلية الآداب بجامعة الخرطوم.
والبروفيسور عبد الله الطيب شاعر ونقاد ومفكر عهدته المكتبة العربية مضيفاً لها نفائس الكتب عبر ملكاته المتعددة فقد كتب شعراً فصيحاً وهو من القلائل الذين تستشفي في نظمهم ملامح القصيدة العربية القديمة بقوة جرسها سلاسة نظمها وعذوبة موسيقاها وقدم عدداً من الدواوين أصداء النيل "أغاني الأصيل" "سقط الزند" بتواصل الواثق لربط تاريخ العرب وثقافتهم يوافقه في ذلك الربط روحه المترعة بعشق البيان فهو منْ مَنْ نشأوا في بريق الخلاوي بنيرانها وقرأنها وترعرع في أحضان الصوفية فهو من بلدة رضعت حب المجاذيب ونامت في ضن نيل تحرسه نداءات المآذن فهو شاعر به فحول الشعراء الجاهليين لاهتمامه
بالقريب النادر من الألفاظ وانسيابه مع سمات القصيدة العربية القديمة في الوقوف على الأطلال والدين والديار ومراتع الإبل .
وهو صاحب السفر الذي يراهن على متعة السفر بين دفتيه واستلهام المضمون الأصيل كتاب المرشد إلى شعر العرب "هذا الكتاب الذي قلد فيه الدكتور طه حسين وسام النبوغ للبروفيسور كاحتفال بقلمه النابغ كما أن له عدة مؤلفات وكتابات أخرى مثل نذكر فيه مع أبي الطيب "عبJد الله الطيب" أفصح من يتحدث اللغة العربية هذا إلى جانب مقدرته القائمة على سبر أغوار السيرة النبوية واستخلاص الدرر من واقع حياة يسوقك لان تستمتع لها كل هذه كل الملكات جعلته صاحب خط واضح ولون جديد في تفسير القرآن الكريم بطعم خاص ورؤية رائعة في توصيل الفهم بأسلوب مشوق وبارع.
لعبد الله الطيب عدة محاضرات في أجهزت الإعلام المحلية والعالمية وندوات يفسر فيها القرآن الكريم في الإذاعة السودانية ويقدم ندوات الجمعة التي ثبت في النفس رونق العلم ومتعة الاستماع وقد قدم له التلفزيون برنامج "سير وأخبار" والآن يشرف على مجمع اللغة العربية ومما يحسب في ميزان حسناته بأذن الله تفسيره للقرآن الكريم والذي تجاوز السودان إلى كل من تشاد ومالي وهذا من أكبر الإنجازات التي حققها وأيضاً الإنجازات هو اعتراف الدوائر العلمية بجهود هذا الطود العلمي فطرحت اسمه لنيل جائزة الملك فيصل للآداب مناصفة مع المصري الدكتور/ عز الدين إسماعيل الذي قال حاشا أن أتقاسمها مع أستاذي..
والدكتور عبد الله الطيب أثر الاجتهاد الفكري والعلمي تعرض إلى أزمة مرضية على أثرها نقل إلى لندن لتلقي العلاج هناك وبعد أن تحسين ثم نقله إلى مستشفى ساهرون بالخرطوم حيث خضع إلى علاج مكثف استعاد قليل من صحته ثم على أثرها نقل إلى منزله لمواصلة العلاج ، الا ان وافته المنية اثر ازمة جديدة بمستشفى ساهرون صبيحة اليوم.
وبروفيسور عبد الله الطيب رغم وفاته الا انه سيظل في وجدان الشعب السوداني ووجدان الأمة العربية حيث أنه استطاع أن يبني لنفسه مكانة مرموقة.
نسأل الله وندعو بالرحمه والمغفرة للعالم والمفكر والبروفيسور عبد الله الطيب متمنين ان يتغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته باكثر مما قدمه للعلم ولأبناء هذا الوطن الكبير
الا رحمه الله رحمه واسعه إنّا لله وإنّا إليه راجعون
06-19-2003, 12:18 PM
Tabaldina
Tabaldina
تاريخ التسجيل: 02-12-2002
مجموع المشاركات: 11844
بين عبدالله الطيب.. والمتنبي الخرطوم ـ من أحمد حنقة:
لاشك أن البروفيسور عبدالله الطيب يعتبر علامة بارزة في مسيرة الأدب العربي، ليس في بلده السودان فحسب، وإنما على نطاق وطنه العربي الذي تجاوز حدوده أيضا الى غرب أفريقيا حيث ضرب بسهم وافر في تثبيت أقدام الثقافة العربية الاسلامية في تلك الديار، ولذلك نال عن استحقاق وجدارة جائزة الملك فيصل عن دوره في الإرتقاء بالأدب العربي.
ويمثل كتاب (مع أبي الطيب) أحد اسهامات البروفيسور المرموقة، فقد كان في حينه رؤية نقدية جديدة في شعر وشخصية الشاعر الذي (ملأ الدنيا وشغل الناس) أبي الطيب المتنبيء، ويشتمل الكتاب على مقدمة وخمسة فصول، ويقوم على أسلوب مبتكر في النقد يميزه ما بين أسلوب القدامى المحدثين ويستخدم الى حد كبير الطريقة السيكولوجية.
كما جاء البروفيسور الطيب في سفره القيم بقاعدة تصلح للتعامل النقدي العام مع الشعر حيث قال (والصفاء الموسيقي والتجويد والأحكام كل ذلك لا يرتفع بالشعر كما ترتفع به الحيوية) ويشرح ما يقصده بالحيوية قائلا (ومرادنا بالحيوية عنصر الشعر المنبيء فيه عن صدق التجربة وعمق الانفعال معا) وإذا كانت قد شاعت في عصرنا هذا مقولة أن أفضل النقد ما كان عن محبة، فيبدو أن بروفيسور عبدالله الطيب ينطلق في نقده للمتنبيء عن تفضيل له وإنحياز اليه فتراه يقول (.. وبعد فربما يصح أن يقال أن أكثر شعراء العرب دورانا بينهم أمرؤ القيس وزهير وأبو الطيب بطبقة الشعراء الجاهليين من الفحول الذين لا خلاف عليهم، بل ويذهب الى أكثر من ذلك معلقا على قول لأبي منصور الثعالبي نصه (كان الصاحب يقول بديء الشعر بملك وختم بملك) وهو يعني امرأ القيس وأبافراس، أما بروفيسو الطيب فيزعم إن الصاحب قال ذلك وهو يعني امرأ القيس، وأبا الطيب، إذ كلاهما من كنده وكلاهما طلب الملك فأخفق!
ولما كان من المعروف إن المتنبيء كان مادحا يتكسب بشعره فان البروفيسور الطيب قد دافع عن شعر المديح وكأنه يضمر الدفاع عن صاحبه، وذلك في قوله (ولعله مما أفسد على الناس رأيهم في الحكم على شعر المديح عامة، وشعراء المديح قاطبة حسبانهم أنه من التسول وان أصحابه متسولون وهذا خطأ، إذ الشعر ديوان العرب كما الإذاعه والتليفزيون والصحافة وشتى طرق ووسائل الدعاية والإعلام من ديوان مجتمعنا الحاضر، والمدح والهجاء كانا من أساليب الاعلام والدعاية المشروعه كما هو في هذا العصر).
أما عن علاقة أبي الطيب المتنبيء بمجايليه فقد أشار بروفيسو عبدالله الطيب إنهم قد نظروا في شعر أبي الطيب بعد أن فتنوا به، ورام مماثلته بمحاكاته أو الأخذ عنه جماعة كأبي فراس والسرى فعجزوا.
ومن بين معاصري أبي الطيب من الشعراء ركز عبدالله الطيب على أبي فراس بصفة خاصة، وقال انه كان (يباري أبا الطيب ويجتريء على مجاراته) ومثل لذلك بقوله وهو أسير بأرض الروم):
مصابي جليل والعزاء جليل
وظني بأن الله سوف يديل
وقال أنه جارى بها قصيدة أبي الطيب التي يقول فيها:
ليالي بعد الظاعنين شكول
طوال وليل العاشقين طويل
وقد إشتمل السفر المذكور على مقارنات شعرية، مثل مقارنته بين أشعار أبي الطيب وأبي تمام، وقد شفع الكاتب سفره بالحواشي حتى لا يترك مجالا للإبهام، وأخيرا لابد من القول بأن الكتاب من الكلاسيكيات التي يظل المرء في حاجة دائمة للرجوع اليها وإعادة مطالعتها.
اعود
06-20-2003, 04:40 PM
Rakoba
Rakoba
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 5814
.. . بت قضيم الله يعافيك بس ما تواصلى معاى ان شاء الله سطر واحد
راكوبه شكرا ليك لكن ما جننت قناة النيل جن ادينى زيادة صور لوسمحت
زيدون فوق ساااى كدا ..ما معاها جكة
تحياتى
بروفسير عبد الله الطيب من أعلام اللغة العربية البارزين فى العالم .. وله عدة مؤلفات منها اخبار العرب والسيرة النبوييه كما انه لها عدة ندوات ومحاضرات مسجلة على التلفزيون السودانى..شاعر وقاص ومفسر للقران الكريم ..عمل بعدة جامعات عربية وانجليزيه
ألا رحم الله البروفسور عبد الله الطيب و لقد وجدت سيرته منشورة فى الانترنيت فنقلتها هنا و أظن أنّ بعض المواد التى نشرها تبلدينا هنا منقولة هى الأخرى
ــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الله الطيب (0)
الأستاذ الدكتور عبد الله الطيب تاريخ الميلاد ومكانه: 1921 التميراب – جمهورية السودان. الجنسية: سوداني. المؤهلات العلمية: 1948 بكالوريس الآداب ( مرتبة الشرف ) جامعة لندن. 1950 الدكتوراه من جامعة لندن. الوظيفة الحالية: رئيس مجلس جامعة الخرطوم، رئيس مجمع اللغة العربية في السودان، أستاذ الأدب العربي في جامعة الخرطوم. سيرته العلمية والعملية وإنجازاته العامة: يحتل الأستاذ الدكتور عبد الله الطيب مكانة مرموقة في الأوساط الثقافية والأكاديمية في السودان وغيره من البلاد العربية، وتشمل اهتماماته مختلف مجالات الفكر والأدب واللغة العربية، فهو باحث وشاعر وكاتب وروائي، وناقد ومحاضر متميّز؛ إضافة إلى أنه دارس متعمّق للأدب العالمي؛ خصوصاً الإنجليزي. يمتد تاريخ الأستاذ الدكتور عبد الله الطيب الأكاديمي إلى أكثر من نصف قرن حيث عمل محاضرا في معهد دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة لندن سنة 1950م، ثم رئيساً لقسم اللغة العربية ومناهج المدارس المتوسطة في معهد بخت الرضا لتدريب المعلمين في السودان ثلاث سنوات، ثم أصبح أستاذاً في قسم اللغة العربية في جامعة الخرطوم سنة 1956م، وعميدا لكلية الآداب فيها سنة 1961م. وأشرف عام 1964م، على إنشاء كلية عبد الله باريو في جامعة أحمدو بيلو في كانو بنيجيريا، وكان أول عميد لها، وأختير مديراً لجامعة الخرطوم سنة 1974م، وفي العام التالي مديراً لجامعة جوبا التي أنشئت في ذلك الوقت لتوفير التعليم العالي في جنوب السودان، كما عمل خلال الفترة 1977- 1986م أستاذاً للدراسات العليا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة سيدي محمد بن عبد الله في مدينة فاس بالمغرب، وكان عضواً في هيئة تحرير الموسوعة الإفريقية في غانا، وهو عضو في مجمع اللغة العربية في القاهرة، ورئيس اتحاد الأدباء السودانين، كما كان أستاذاً زائراً لعدد من الجامعات العربية والإفريقية والبريطانية. الجوائز والتقدير العلمي : 1977 أستاذ ممتاز مدى الحياة في جامعة الخرطوم. 1981 دكتوراه فخرية في الآداب من جامعة الخرطوم. 1988 دكتوراه فخرية في الآداب من جامعة كانو في نيجيريا. 1989 دكتوراه فخرية في الآداب من جامعة الجزيرة في السودان. حصل على جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي. وللأستاذ الدكتور عبد الطيب إسهامات أدبية ثرّة وجهود علمية متميّزة في مجال جائزة الملك فيصل، الذي هو : (ا لدراسات التي تناولت النقد الأدبي القديم عند العرب في تاريخه أو كتبه أو رجاله أو قضاياه ). وفي حقول الفكر والأدب عموماً، فهو محيط بالشعر العربي وتاريخه وقضاياه إحاطة قلَّ أن تتوافر لكثير من الدارسين، وقد تميَّزت مؤلفاته بطابع أصيل يربطها بأمهات الكتب في الأدب العربي ونقده، منها كتابه المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها المكوّن من أربعة مجلدات، وهو سفر قيّم يحلل فيه مختلف جوانب الشعر العربي وخصائصه منذ العصر الجاهلي، وقد استغرق تأليف أجزائه خمسة وثلاثين عاماً، وصدر الجزء الرابع منه سنة 1990م؛ متضمناً إشارات عديدة لدور النقاد العرب في العصور المختلفة، وتطوّر القصيدة العربية، وتأثيرها على عدد من الشعراء الغربيين. وصدر للأستاذ الدكتور عبد الطيب العديد من المؤلفات والكتب والبحوث الأخرى باللغتين العربية والإنجليزية تناول فيها قضايا الشعر والنثر والنصوص، ومن كتاباته باللغة الإنجليزية فصل حول الشعر الجاهلي نُشر ضمن إصدرات جامعة كمبردج حول تاريخ الأدب العربي، وموضوع للموسوعة البريطانية عن أحمد شوقي وحافظ إبراهيم والمنفلوطي والعقاد؛ إضافة إلى كتابين آخرين هما أبطال الجزيرة العربية وقصص من رمال الجزيرة العربية. وللأستاذ الدكتور عبد الله الطيب دواوين شعرية عدة ومسرحيات وقصص من التراث الشعبي والأحاجي وقصص الأطفال باللغة العربية، وله علاوة على ذلك نشاط واسع في الأوساط الإعلامية امتد على مدى خمسين عاماً، ومن ذلك برنامجه الإذاعي حول تفسير القرآن وهو باللغة الدارجة في السودان، وقد استمر تقديمه خمسة وثلاثين عاماً، ويقدم حالياً برنامجاً حول الأدب العربي في الإذاعة والتلفزيون السوداني.
06-21-2003, 11:06 AM
Adil Osman
Adil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208
و هذه مقالة منقولة عن جريدة الرأى العام السودانية عن كتاب المرحوم عبد الله الطيب الأحاجى السودانية نشرت العام الماضى ـــــــــــــــــــــــــــ
الاسـتراحة
د. عبد الله الطيب .. «الله لينا منك يا دي الهبوب»!
الفاضل حسن عوض الله
كانت الجدات في زمان مضى يسلين اطفالنا بعيد المساء بحكايات ومسائل في الانس يقال لها الحُجا واصل ذلك من الحِجا بكسر الحاء وهو العقل والذكاء، وكان الارب من هذه الحكايات شحذ الاذهان وادخال السرور في نفوس الصغار ريثما يغلب علىهم النعاس وفي ما يلي حكايات راعينا فيها الطريقة القديمة وحرصنا على ان نحتفظ بكثير من عباراتها من اسجاع وما اشبه والآن حين نبدأ بعون الله نقول كما كانت تقول الجدات والامهات في الزمان القديم ــ حجيتكم ما بجيتكم، خيراً جانا وجاكم، أكل عشاكم وجري خلاكم، وكانت الجدات يقلن للاعلان بنهاية كل قصة «تمت وختمت وانحترت وانبترت في جحر الصغير فينا».
بهذا الكلام المبسط اللطيف وقبل عقود من الزمان قدم اديبنا الكبير د. عبد الله الطيب كتابه المتميز «الاحاجي السودانية» وهو كتاب احرص كلما فقدته ان اقتني منه نسخة اخرى فهو خير انيس لاطفالنا حتى في زمن العولمة والانترنت، اذ برغم جموح الخيال والخرافة في احاجيه لكن لا ينكر ما للخيال من دور ايجابي في تنمية روح الابتكار والابداع عند الطفل، وكتاب «الاحاجي السودانية» تغلب علىه مع الاسطورة والخيال روح الدعابة البارعة، ففي اقصوصة «النيتو واللعيب» التي تحكي عن فتاة دميمة تدعي النيتو احتال والدها على محمد الشاطر كيما يتزوجها موهماً اياه بانها باهرة الجمال مما حدا به ان يدفع مهراً قدره قنطاراً من الذهب، وبعد ان دفع محمد الشاطر المهر تنامى الى سمعه قبح ودمامة النيتو فارسل خادمه بشارة ليتلصص حتى يأتيه بالخبر الىقين، افلح بشارة في مهمته وعاد الى سيده وكان هذا الاستجواب المضحك الظريف:
محمد الشاطر : كيف وش النيتو؟.
بشارة : كدوسك المصيتو.
محمد الشاطر : كيف عيون النيتو؟.
بشارة : كديسك الزازيتو.
محمد الشاطر : كيف خشم النيتو؟.
بشارة : كنتوش ملاحك التكيتو.
محمد الشاطر : كيف شعر النيتو؟.
بشارة : صوف كديسك البليتو.
محمد الشاطر : كيف ايد النيتو؟.
بشارة : مغيزلك التريتو.
محمد الشاطر : كيف بطن النيتو؟.
بشارة : كرتوبك الوسط الديار رميتو.
محمد الشاطر : كيف ضهر النيتو؟.
بشارة : قوسك الحنيتو.
محمد الشاطر : كيف كفل النيتو؟.
بشارة : طارك الدقيتو.
محمد الشاطر : شن يحلني من النيتو؟.
بشارة : جملك ان شديتو ومالك ان خليتو.
ما افصحك وما اوجزك يا بشارة، وبالفعل شد محمد الشاطر جمله وترك ماله وبارت النيتو.
أما في اقصوصة «حس يا نايم» التي تحكي عن بنت فائقة الجمال تدعى «جفيلة» كانت موضع حسد بنات الحلة لجمالها، احتالت البنات على جدها ان يسمح لها بالخروج معهن لجمع الحطب من الخلاء فوافق الجد على مضض، وفي الطريق مررن ببئر فقالت احداهن :«يلعن ابو الما بتجدع صيغتها في البير دي» وكانت كل واحدة فيهن دست صيغتها وربطت حجارة في صرة ورمتها في البئر ولما رأت جفيلة ذلك من فعل صاحباتها اخذت صيغتها ورمتها في البئر، ثم مررن بشجرة اخرى وقالت واحدة من البنات :«يلعن ابو الما بتلبس صيغتها» ولبست كل بنت صيغتها التي كانت قد دستها، ولما رأت جفيلة ذلك كادت عيونها تدمع واصرت ان ترجع وحدها للبئر ــ التي تصادف انها بئر الغول ــ في محاولة يائسة لاستعادة صيغتها، جلست جفيلة تبكي من الغيظ جوار البئر وكادت الشمس تغرب وهبت ريح صفراء فقالت جفيلة :«الله لي منك يا دي الهبوب» وقالت الريح :«الله ليك من الوراي» ومرت الريح وقعدت جفيلة تبكي وهبت ريح حمراء فقالت جفيلة :«الله لي منك يا دي الهبوب» وقالت الريح :«الله ليك من الوراي» ومرت الريح وقعدت جفيلة تبكي وجاءت شجرة تتحرك «سيك ــ سيك ــ سيك» وقالت جفيلة :«الله لي منك يا دي الشجرة» وقالت الشجرة :«الله ليك من الفي بطني» وخرج من بطن الشجرة غول كبير.
عند هذا الحد نحيت الكتاب جانباً وشرد ذهني الى اهل السودان ومرارات تجاربهم ففي صباح 17 نوفمبر 1958م هبت ريح صفراء وصاح اهل السودان «الله لينا منك يا دي الهبوب» واجابتهم 17 نوفمبر «الله ليكم من الوراي» وتهب ريح حمراء ما لبثت ان تحولت الى سوداء قاتمة صباح 25 مايو 69 وكما قالت جفيلة صاح اهل السودان «الله لينا منك يا دي الهبوب» فتضاحكت مايو ومدت لهم لسانها قائلة «الله ليكم من الوراي».
شفاك الله وعافاك يا شيخنا الجليل بقدر ما قدمت لهذا الوطن، فقد انصتت قرى السودان وحواضره كلها لك وانت تفسر كتاب الله الكريم ببساطة مذهلة وعامية لا يدركها إلا نابه، كما اثريت المكتبة العربية بدراساتك النقدية والادبية، وها انت ــ في دفء الحبوبات ــ تهدهد اطفال السودان.
.. . سلام يا عادل هذة مجرد صفحات توثيقية لكتابات للبروف كتبت به او عنه او له وان كان هناك المزيد فاتنا به تحياتى _______________
زايلة أم بناياتن قش بخيتة أمين يومان قبل الرحيل نقلوه الي غرفة انعاش بمستشفى ساهرون ووضع الطبيب سماعته على قلب وظهر «البروف » ليؤكد أن الموت قادم وأمس عند الثامنة والنصف حاول فتح عينيه الصغيرتين للحظات عاد بهما لما كانتا عليه واسلم الروح في هدوء أدهش الاطباء والحضور.
وعند الرابعة تماماً لم يجد نعشه النحيف وسيلة لمغادرة داره بشارعه فتسلق الناس جدار بيته كانت مقدمتهم عند منزله وآخرتهم لا تراها العين.. التهليل فاق النويح والله أكبر وصلت الى السماء وعنقريب الجنازة تحرك عقب دقائق معدودات ومواكب وناقلات وحافلات مكتوب عليها «بربر» انحشرت قبيلته وطلابه ومحسنيه وجيران أمه وأبيه والعويل متحد وواحد «زايلة أم بناياً قش» إبنة أخته الكبرى بكت وبكت ووصفت خالها..
يا حليل خالي دُخري الحوبات
ويا حليل خالي مقنع الكاشفات
ويا حليل خالي صانع الكلمات
ويا حليل خالي الخلا الديار نايحات
حي عليهو وحي علي بيتو
وحي علي بربر الجابتو
ووب على الجامعة الفقدتو
ووب علينا كلنا من فرقتو وفي حجرة نومه المتسعة كانت جريزلدا ترتدي جلابية بيضاء وطرحه بيضاء ورباط رأس أبيض وتبكي في حرقة كلما لاحت إحدى صديقات البروف أو طالباته أو زوجة صديق له وقد أحاطتها السيدة وصال صديق المهدي وكلتوم بركات ودكتورة محاسن حاج الصافي والدكتور سعاد الفاتح وأخريات يخففن عنها محنة الحياة.
كل شبر في تلك الحجرة كان الكتاب هناك وشهادة غردون تتصدر الحائط الرئيسي في جلال، ناموسيته تتدلى من السقف وسيفه المذهب عند ركن قصي، وأرفف متعددة تفيض بالكتب مغطاة بملاءات بيضاء استعداداً ليوم الحزن والناس عند داره وخارجها وحتى بيت ضيافة جامعة الخرطوم ينتحبون في حرقة والكل يعزي الآخر، لا فرق بين معزٍ ومعزَّى، الحزن خيم على كل الوجوه والدعاء بصوت عالٍ ينبعث من كل مجموعة رجالية ونسائية أهل وصحاب جيران وأصدقاء وذاك كان وفاء السوداني لعزيز قوم ارتحل.
حدثني المؤرخ مصطفى أبو شرف عندما نقلت إليه نبأ رحيل الصديق عبد الله الطيب ورجوته أن يتذكر أيام صباه وتلمذته وشقاوة الصغار قال لي: من أولاد دفعته بكلية غردون كان الدكاترة محمد الحسن أبوبكر، والطاهر عبد الرحمن وفتح الرحمن عبد القادر واسماعيل نابري ومحمد محمد حسن.
قالوا: إن أستاذهم عندما يهم بمغادرة حجرة الدراسة يعلق عبد الله الطيب عليه شعراً مقفي.
وأن الأستاذ الهادي آدم الذي عمل معلماً ببربر حيث موطن عبد الله الطيب، وحدث أن جاء عبد الله متأخراً ولا يحمل قلماً يكتب به موضوع (COMPOSITION) فانتهره مستر براون إلا ن الهادي رأى أن يمنح فرصة دقائق معدودة وناوله الهادي قلماً فكتب الـ (COMPOSITION) بلغة أذهلت مستر براون الذي منحه الدرجة الكاملة في اللغة الانجليزية وأوصى بتعليمه مجاناً مع منحة دراسية ولماتوفى يوسف بدري وتبارى الشعراء والأدباء في نعيه اتصل عبد الله الطيب بمصطفى أبوشرف ناقلاً له إعجابه بالذي رثى به المعلم يوسف بدري فرشحه لعضوية المجمع اللغوي.
والبروف كمايعلم الناس أجمعين يتمتع بصلات مرموقة داخل وطنه وخارجه، لأنه أب للتواضع يستمع إليك وللرأي الآخر ولا يضيق ذرعاً لمخالف لأن تفكيره الموسوعي وهدؤه اللامحدود ولطف مداعباته جعلت منه رجل متعدد الجوانب.
وقف مع امرأته الانجليزية وقفة رجل شجاع في زمن كان الزواج بالأجنبية مشكلة، عاملها كرجل مضيف مضياف وظل يرعاها ويحبها ويناديها ويلقبها بزوجتي.
حزن الأمة السودانية عليكم يا بروف ممتداً وشاملاً دون حدود دعاؤنا أن يتقبلك خالقك مع الأبرار.
فقد كنت نظيفاً وعدت الى ربك أكثر نظافة.
وحسبي الله ونعم الوكيل.
06-21-2003, 03:18 PM
Tabaldina
Tabaldina
تاريخ التسجيل: 02-12-2002
مجموع المشاركات: 11844
السودان يشيع أحد أبرز علمائه في اللغة والشعر والأدب لندن: إمام محمد إمام توفي البروفسور عبد الله الطيب رئيس مجمع اللغة العربية في السودان وعضو المجامع اللغوية في عدد من الدول العربية امس عن عمر يناهز الـ85 عاما، بعد صراع طويل مع المرض استمر اكثر من عامين. وبوفاته فقد السودان عالما جليلا وأديبا عظيما وشاعرا كبيرا. وكان الفقيد موسوعي المعرفة حافظا للقرآن الكريم ومفسرا له. وللفقيد مؤلفات عديدة في الشعر والقصة والرواية. ويعتبر مؤلفه «المرشد الى فهم اشعار العرب» من 5 أجزاء، الذي قدم له الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي وكان قد فرغ من الجزء الخامس قبل اصابته بالمرض ببضعة اعوام، من المراجع المهمة. كما له دواوين شعر من بينها «اصداء النيل». وكان البروفسور عبد الله الطيب قد حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الادب العربي في عام 2000 . وألقى في حفل توزيع الجائزة قصيدة بهذه المناسبة الطيبة. كما قام بتفسير القرآن الكريم كله في الاذاعة السودانية في الفترة من عامي 58 الى 1962 مع المقرئ الشيخ صديق احمد حمدون ما زالت الاذاعة تعيد بث هذا التفسير بين الحين والآخر. ويعتبر البروفسور الطيب من اوائل السودانيين الذين حصلوا على درجة الدكتوراه من جامعة لندن. كما انه كان اول عميد سوداني لكلية الآداب في جامعة الخرطوم وفي عهد عمادته شهدت الكلية تطورا ملحوظا وتوسعا ملموسا. وتقلد منصب مدير جامعة الخرطوم في السبعينات، ومن ثم مديرا لجامعة جوبا في جنوب السودان. وفي عام 1979 تم تعيينه استاذا ممتازا مدى الحياة في جامعة الخرطوم. وفي منتصف السبعينات هاجر للمرة الثانية الى المغرب ليعمل استاذا لكرسي اللغة العربية في جامعة فاس المغربية، بينما كانت هجرته الاولى في الستينات الى كانو بنيجيريا، حيث أسس جامعة هناك وما يزال طلابه من النيجيريين والمغاربة يذكرونه بالخير والثناء العاطر لما قدمه من جهد أكاديمي خلاق في هاتين الجامعتين. ومنحته جامعة الخرطوم في عهد ادارة البروفسور الراحل عمر محمد بليل درجة الدكتوراه الفخرية بمناسبة احتفالات الجامعة بيوبيلها الفضي في عام 1981 . وكذلك منحته جامعة الجزيرة وجامعة كانو الاسلامية درجة الدكتوراه الفخرية. وكان الفقيد قد اشار في كتابه «من حقيبة الذكريات» الى ان هجرة الصحابة الاولى الى الحبشة كانت في حقيقة الامر هجرة الى السودان بحدوده الجغرافية الحالية. كما انه أكد في احدى محاضراته في جامعة الخرطوم ان الشاعر الانجليزي ت. إس. إليوت استمد كثيرا من مضامين اشعاره ومعانيها من اشعار العرب، خاصة من ذي الرمة، وله في ذلك احاديث طويلة وأدلة قاطعة. ووري جثمان البروفسور عبد الله الطيب الثرى في مقابر حلة حمد في شمال الخرطوم في موكب شارك فيه الآلاف من المواطنين يتقدمهم تلاميذه وكبار المسؤولين واساتذة الجامعات والادباء والمفكرين في السودان. وقد نعته الحكومة السودانية وكذلك السفارة السودانية في لندن. والفقيد متزوج من جيرزلدا وكان يناديها بجوهرة، وهي فنانة تشكيلية بريطانية، تزوجها عندما كان طالبا في جامعة لندن في نهاية الاربعينات.
البروفسير عبدالله الطيب والمقرئ صديق احمد حمدون اسكنهما الله فسيح جناته
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة