دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفريكانية - مرة أخرى
|
كنت قد كتبت بوست بتاريخ 25 يوليو 2005م تحت عنوان السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفركانية، تناولت فيه بعض هواجس أحسب أنها تعيق مسيرة تقدم السودان ما لم نتحلل من قيود تلك الأوهام. وسأعيده هنا مرة أخرى وكلي أمل أن يجد حظه من النقاش.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفريكانية - مرة أخرى (Re: إسماعيل وراق)
|
(2) أشار المؤرخ الشهير آرنولد توينبي في كتابه العلمي الناضح بالمعرفة (دراسة التاريخ) إلى دور التحديات التي تواجه المجتمعات في قيام وسقوط الحضارات، وقرر أن التحدي إذا كان بقوة مناسبة فإنه يحدث استجابة خلاقة وبناءة في المجتمع. وإذا كان ضعيفا فلن يكون محفزا لإحداث تلك الاستجابة، أما إذا كان أقوى مما ينبغي فإن آثاره ستكون وبالا يحيق بالمجتمع.
بعض من الكتاب قدموا لنا هوية السودان في قالب سهل الهضم.. أنظر إلى محمد المكي إبراهيم حين يقول: سبع حمائم .. سيل عمائم نخل في البرية هائم موكب إمكانات أمتنا.. نار ودخان وثن طبل قرآن وللشاعر الفذ محمد عبد الحي نظرة ثاقبة في هذا المنحى سأعود اليوم يا سنار حيث الرمز خيط من بريق أسود بين الذرى والسفح والغابة والصحراء
وهو مفهوم للهوية تم التعبير عنه بمضامين شديدة الوعي، وهذا ما أسماه الدكتور أحمد الطيب زين العابدين (بالسودانوية).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفريكانية - مرة أخرى (Re: إسماعيل وراق)
|
(3) هل بالسودان تباين أثني وديني. الإجابة نعم. نلاحظ في التنوع الاثني أن ثلث إلى 40% من السكان عرب ربع السكان قبائل نيلية واستوائية البقية قبائل حامية مستعربة. أما في التنوع الديني فنلاحظ أن 70% من السكان مسلمون. 10% مسيحيون 20% يدينون بأديان أفريقية محلية. ثم ماذا عن التنوع الثقافي الذي يجهله المحاربون السابقون من العروبيين والقادمون الجدد من الأفريكان. يلاحظ أن هنالك مالا يقل عن عشر ثقافات أهمها: الإسلامية العربية- النوبية- البجاوية- النيلية الأنجلوفونية المسيحية- النيلية الأفريقانية- الاستوائية الانجلوفونية المسيحية- الاستوائية الأفريقاينة-النوباوية- الإسلامية الافريقانية.
مسيرة السودان في الخمسمائة سنة الأخيرة مع اختلاف العهود أفضت إلى ترجيح كفة الثقافة الإسلامية العربية على أيدي الممالك السودانية الأفريقية الفونج، الفور، والمسبعات، وتقلي. وفي العهد التركي المصري، وفي المهدية، وفي الحكم الثنائي، وفي العهود الوطنية التي أعقبت الاستقلال.
هذا الرجحان خلق توترا بين الثقافة المركزية الإسلامية العربية والثقافات الأخرى. ثانيا: التباين وتناقض الرؤى: الحكم البريطاني أضاف للتباين السكاني في السودان هوية جديدة هي الهوية الأنجلوفونية المسيحي. الوعي الوطني في السودان تبلور غالبا في الشمال وكان أول تعبير علني عنه مذكرة مؤتمر الخريجين العام في أبريل 1942م. المذكرة مكونة من 12 بندا، وخصصت ثلاثة بنود منها للمطالبة بإلغاء سياسة المناطق المقفولة وما ترتب عليها من برامج وخطط. الوعي الوطني السوداني الحديث كما تبلور في الشمال اعتبر الهوية الجديدة الأنجلوفونية المسيحية غرسا أجنبيا ينبغي اقتلاعه. ما ورد في هذه المذكرة بهذا الشأن لون سياسات الحكومات الوطنية التي أعقبت الاستقلال. مع الفرق الآتي: الحكومات الديمقراطية ربطت سياساتها نحو الجنوب بحوارات أهمها: المائدة المستديرة 1965م- لجنة الإثنى عشر 1966م- مؤتمر كافة الأحزاب 1967م- مؤتمر كوكادام 1986م- المبادرة السودانية 1988م- برنامج القصر الانتقالي 1989م.. أما الحكومات الأوتقراطية فإنها اتخذت نهجا فجائيا أحاديا: طرد القساوسة الأجانب 1964م- قوانين سبتمبر 1983م- والتوجه الحضاري الذي أعلنه نظام "الإنقاذ".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفريكانية - مرة أخرى (Re: lana mahdi)
|
الأخت العزيزة لنا سعيد بتواجدك هنا.،
Quote: ما بين العروبة الصرفة و الزنجية الصرفة يقبع شعبنا وسط محاولات البعض المتعبة لقياس نسبة الدم العربي او الزنجي فى دمائه |
هذه هي المعادلة التي تحتاج منا لتمحيص دقيق.. هل السودان بلد عربي؟ وإن قلنا عربي فبأي فهم للعروبة.. هل السودان بلد زنجي؟؟ أم أن للسودان خصوصية معينة هي السمة البارزة لهويته؟ وهل نحن كسودانيون نفهم تلك السمة؟ أم كل يغني على هواه؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفريكانية - مرة أخرى (Re: إسماعيل وراق)
|
Quote: غليل الأسئلة .....عروبة السودان تسمو فوق صغائر أعدائها
الحملة الشعواء على عروبة السودان التي يتصدرها هذه الأيام دعاة (السودانوية) تتسق تماماًص مع موجهات قادة العولمة الذين يرمون لإخراج السودان من جسده العربي وتمزيقه وسلخه من أمته العربية .. بيد أننا نقول للمتحمسين لهذه الدعوة أرجعوا البصر كرتين لأن الذين يسوقونكم خلف هذه الدعوة يضعونكم في مرتبة أدنى من العروبة ... الذين ينساقون اليوم وراء هذه الدعوة المشبوهة هم نتاج لقصور في الفهم وضمور في الخلفية المعرفية في الموروث الشعبي وجذوره التاريخية ومراحل تطوره .. الشئ الذي يؤدي إلى إخفاق في الأحكام النقدية وإلى خلق إنشطار ثقافي يلقي بتبعاته على عملية التطور الفكري والسياسي والأجتماعي والإقتصادي .. فمكونات البنية التحتية للشخصية السودانية ليست بذات الحيز الضيق الذي يتمسك به بعض مثقفينا وساستنا وكتابنا خصوصاً دعة (السودانوية) ... هي دعوة يجانبها الصواب لكونها تستند إلى الوجود الجغرافي والتمايز العرقي وينصب عملها صوب أهداف مبهمة .. وهي بهذه الرؤية الضبابية تنفي ضرورة التعاطي مع الحيز الجغرافي والبشري بما يؤثر فيه ويتأثر به من صراع حضاري ذلك إن لم نقل انها بهذه الدعوة الذاتية تلغي شخصية الأخر وطبيعة الصراع الفكري والثقافي والإجتماعي حيث تتحول الخصوصية إلى إنعزالية تكرس جهدها نحو مخاوف وظنون وهواجس ثقافة الأقلية عندما تنظر بتوجس لثقافة الأغلبية بتراثها الشعبي الذاخر العريض ، وبذلك تلغي الحوار الثقافي ونشاط البشرية الممتد , وتتكور حول نفسها وتحتمي بجلدها في إنكفائية وإستلابية .. إذ أن ثقافة الشعوب تنبئ عن واقعها ووسيلة هذه الثقافة للتعبير هي اللغة .. فمعيار إذدهار أو إنحسار هذه الثقافة واللغة يمكننا من التحدث عن خصوصية هذا الشعب أو ذاك ... فالسودان جغرافياً وتاريخياً لم يكن (سودانوياً) حتى ما قبل المسيحية والإسلام .. فمنذ ممالك كوش ونبتة ومروي كان للسودان حضارته التي إذدهرت بتأثرها بمصر الفرعونية ومصر الإغريغية ومصر الرومانية .. وقد أكسب ذلك حضارة السودان وممالكه خصائص إنسانية إجتازت حواجز الجغرافيا العرقية وأعطت تهراقا وبعانخي و أبادماك بعدا حضاريا وسموا سمحا ومتسامحاً .. وهذا التسامح تجلى في أروع صوره في إتفاقية البقط التي عقدها عبد الله بن ابي السرح في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه مع دولة المقرة السودانية المسيحية التي إكتفت بدفع الجزية وحرية التجارة لقاء حرية الدعوة للإسلام وكان ذلك مدخلاً عميقا للتمازج الثقافي الذي يتجاوز العرقية ويتسامى عليها ببذله من اجل العطاء البشري وسعادة الإنسان ومنذ القرن التاسع الميلادي وحتى عام 1405 عند قيام مملكة الفونج الإسلامية حيث تبلورت الشخصية السودانية وإذدهرت برحيق الثقافة العربية أثر تحالف زعيم قبيلة الفونج عمارة دنقس وزعيم قبيلة العبدلاب عبد الله جماع , كان جلياً أثر الحضارة العريقة وليدة الثقافة الإنسانية التي تنمو بالعقل البشري المتفاعل مع ركب التاريخ الزاحف إلى الامام بمنظار مستقبلي ورؤية متبصرة لما هو جديد ومتجدد وهي حقائق يبدو أنها قد إستعصت على دعاة (السودانوية) فمثل هذه الدعاوي تغمض عن رؤية النور المنبعث من سماء هذه الأرض الخصيبة التي روتها أنهر الحكمة وعبقرية إنسانها الكادح الصبور ... بل أن مثل هذه الأراء والدعوات التي أخذت تشق طريق وعرة لا تصلح معها معاول جدلية ، وظلماً تسلحت بخناجر التطرف والمغالاة إلى درجة الإعتداد بطروحاتها لتغرق بقواتها في بحور المتاهة ولجاج القلق والحيرة والدوران اللا منتهي إلى نقطة إلتقاء منطقي يؤمن بحتمية التطور وسريان مسيرة الحياة نحو الأفضل لخير الإنسانية ورفاهيتها وسعادتها التي يكابد من أجلها العقل البشري ويناضل بما يسهم في دفع النسيج الوطني عبر حوار متطلع بالفاعلية للمستقبل من خلال التزود من وقائع التاريخ والإستفادة من مخزون المكون الجمعي ..المكون المفضي لتعزيز الثقة والإرتقاء إلى خصب الإنتماء الوطني الإنساني ... |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفريكانية - مرة أخرى (Re: ناذر محمد الخليفة)
|
أستاذ اسماعيل وراق، تحية واحترام. حقا لا بد لنا إلا المثاقفة لتبيان حقيقتنا وحقيقة الوطن الذي خرجنا منه، ونشكر لك المخيلة علي الطرح النبيل. حقيقة وأنا أقرأ خاطرتك رقم 1، أوقفتني هذه السطور
Quote: فريق أخر حالم، ربما كان إفراز طبيعي لممارسات الفريق الأول، ولكنه يسير في ذات الإتجاه، يحلم بأن يكون السودان بلداً أفريقي الهوية، هؤلاء لم يستوعبوا الدرس من أخطاء الأخرين، والكيس من أتعظ بغيره. الصراع بين الفريقين يولد إستقطاباً حاداً من شأنه تمزيق البلد إلى أشلاء الخاسر الأول والأخير منها هو الوطن. |
لم توفق في وصفنا، وأعتقد بأنك أجحفت عميقا في حقنا كأفارقة. أولا سيدي نحن ليسوا بحالمون، بل نحن أفارقة هبتنا الطبيعة أرضا تمثل قلب القارة الأفريقية وشعوب وموروثات تعكس ضلوعنا في حضارات ضاربة في القدم الأزلي . ثانيا، ما ندعوا اليه ليس ردة فعل كما تزعم، لكنه شئ طبيعي لعكس ماهيتنا وما تحمله مضامين ما نملك من إرث ثقافي . ثالثا، لم يكن هنالك درس لنعيه، كنا نحسب بأنا ننتمي لكيان واحد الي أن فوجئ الكثير من الأفارقة بالمحو الثقافي لصالح العروبة والأسلام. وما "المشروع الحضاري" الا أنياب ذئب لئيم. ما هكذا تبني الأوطان، فقد لمست محاباة مخلة في خطابك، وللأسف الشديد تساوي بين التطرف العربي الذي سفك الدماء شرقا وغربا وبين سكان البلاد الذين رضوا بمشاركة الوافد. الجغرافيا، التاريخ ، الأنثربيولجيا ، والأجتماع، كل هذه العلوم تفيدنا بأن السودان وشعب السودان جزء لا يتجزأ من القارة الأفريقية. ليس هناك ما يضير وأولائك المجتهدون الذين يريدون ربطنا والعالم العربي ، لكن ليس خصما علي وجودنا وهويتنا ومصالحنا عموما. أما فيما يخص التعدد في الثقافات والأعراق، أتفق معك وإن كنت أعتبره أدبا حديث جدا جدا علي المجتمع الشمالي عموما ولكنه حقيقة . لك الأحترام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفريكانية - مرة أخرى (Re: Abdulgadir Dongos)
|
الأخ العزيز عبد القادر دنقس سلام وتحية.، أولاً أشيد بميولك نحو مبدأ الحوار وصولاً للحقيقة ولا شيئ سوى الحقيقة. وهذه روح طيبة نتمنى أن تسود لدي مثقفينا سيما المهتمين منهم بالعمل العام. نقاط للتوضيح: نقطة أولى: عندما قلت أحلام الأفريكانية، أقصد بها أن هناك مجموعة كبيرة من الكتاب والمثققين السودانيين يتحدثون بفهم أن السودان بلد أفريقي صرف، أو لا بد أن يكون هكذا، مع أن الواقع يكذب ذلك الفهم، وهو فهم خطير للغاية حيث لا فرق بينه وبين ذلك الوهم المعشعش على بعض الذهنية العروبية والتي ظلت لسنوات طويلة تدعو لسيادة ثقافتها دون النظر لمعطيات الواقع والتباين الثقافي والأثني بالبلاد. نقطة ثانية:
Quote: ما هكذا تبني الأوطان، فقد لمست محاباة مخلة في خطابك، وللأسف الشديد تساوي بين التطرف العربي الذي سفك الدماء شرقا وغربا وبين سكان البلاد الذين رضوا بمشاركة الوافد. |
حديثي كان مجرد دون محاباة لفريق وهدفي الأساسي من البوست هو الدعوة لقراءة متأنية وموضوعية لواقع حالنا خاصة ونحن مقبلون على مرحلة جديدة لا نريدها أن تكون كالمراحل السابقة، وجميعنا يحلم بالسلام ومستقبل افضل لأجيالنا.
Quote: أما فيما يخص التعدد في الثقافات والأعراق، أتفق معك وإن كنت أعتبره أدبا حديث جدا جدا علي المجتمع الشمالي عموما ولكنه حقيقة . |
إذن دعنا أخي دنقس نتفق فيما يجب الإتفاق عليه، ونحاول تقريب وجهات النظر فيما نختلف حوله، وليكن ديدننا الحوار والمنطق تأسيساً لثقافة أحسب أنها لم تجد حظها في واقع حالنا السياسي والثقافي.،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفريكانية - مرة أخرى (Re: aymen)
|
نعود والعود أحمد الأخ العزيز أيمن بشرى سلام وتحية.، نعم... مسألة الهوية من الإشكاليات الشائكة في مسيرة التطور السياسي السوداني، ولعلك تلاحظ ذلك معي منذ بدء ظهور الدولة السودانية الحديثة وأعني بها تحديداً فترة ما بعد الإستقلال. قلت:
Quote: مناقشة مسألة الهوية في السودان هي اشبه عندي بملاكمة (ام اربعة و اربعين)، اذ لا يدري المرء اي رجل سوف تخبطه |
نعم.. ولحساسيتها ربما تكون أبعد من ذلك، ولكن.. طالما أن القانون هو الذي يحكم اللعبة، فلا خوف إذن، ويقع على عاتقنا نحن كسودانيون أن نحترم ذلك القانون المعني بتنظيم اللعبة وأحسب أنه ينحصر في مسألة مهمة وهي مبدأ الإعتراف ببعضنا البعض، إعتراف يشمل خصوصية كل جماعة بكل مورثاتها سيما الثقافية منها وبالتالي لا إمتياز لجماعة على الأخرى. قلت أخي أيمن. Quote: لكن استوقفتني النسب التي اوردتها دون ان تحدد ما تعني بالكلمات ( عرب، حاميين، افارقة)، ثم اقرارك لاحقا باهمية هذا التحديد بسؤالك ( باي فهم للعروبة؟). |
أعتمدت في التصنيفات الواردة (عرب، حاميين، أفارقة)، على فهم أساسي وهي حصيلة ما درسته في علم الإجتماع وخاصة المجتمعات السودانية، وكذلك بما ورد في بعض المراجع المعنية، ولعلك تلاحظ وضوح هذا التصنيف بصورة واضحة في كل تلك المراجع.. فالعرب، هي تلك القبائل التي تنتمي أصولها للعرق العربي وهي قبائل هاجرت للسودان من مناطق عديده (الجزيرة العربية، اليمن، شمال أفريقيا). وهذا باب طويل ربما نتعرض له لاحقاً. أما مجموعة الحاميين فتشمل القبائل النوبية وقبائل البجة، هذا ما أورده إيفانز بريتشارد في أحد كتاباته.. المجموعة الأفريقية نعني بها تلك القبائل ذات الأصل الأفريقي وعلى سبيل المثال قبائل جنوب السودان قبائل غرب السودان.. (سأورد لاحقاً تفصيل أشمل). أشرت أخي أيمن إلى إستخدامي لكلمة (يلاحظ) وأستشهدت بإيرادي لعبارة (يلاحظ أن ما نسبته 40% عرباً). وهنا أخي العزيز أعني بالضبط أن نسبة العرب في السودان تعادل الـ 40% وحجتي مراجع كثيرة تناولت هذه النسبة.
Quote: في مجتمع مثل المجتمع السوداني، هنالك سؤال لا بد ان يطرح قبل الدخول في نقاش ازمة صراعاته، هل المشكلة هي مشكلة هوية ام مشكلة عرقية..و المشكلة العرقية هي مثل ما كانت بجنوب افريقا، حيث لا يحتار المرء كثيرا في تصنيف نفسه، و هو فوق ذاك لا يرهق الاخرين في تصنيفه..اما ازمة الهوية، و التي اجمع المفكرون علي انها اهم ازمات السودان، فهي التي ترهق (المـُشاهـِد) و (المـُشاهـَد) عن التصنيف..بحيث ان ما يصل اليه الاول قد لا يعجب الاخير و بالعكس. |
المشكلة لم تكن في يوم من الأيام عرقية بقدر ما هي مشكلة هوية وإن كان هناك تداخل ما بين الهوية والعرقية لدرجة يصعب على البعض فك طلامس ذلك التداخل.
Quote: خطورة هذا التصنيف تكمن في ان الازمة قد وصلت الي حيث ( لا غالب و لا مغلوب)، و هذا قد يقود البعض للتساؤل ( كيف يستطيع ال 25% الوقوف في و جه ال 40% او اكثر؟.. |
ولماذا يكون هناك غالب ومغلوب... لماذا لا يكون هناك تكامل وتمازج بين تلك الجماعات بصورة تعطينا نموذج مثالي للهوية.. لماذا لا يكون هناك عقد إجتماعي ثقافي يجمع كل تلك الجماعات الإثنية المختلفة؟. فيا أخي أيمن نحن نود أن نخرج من هذا الصراع إلى فضاء أوسع وهذا ما ندعو له.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفريكانية - مرة أخرى (Re: إسماعيل وراق)
|
الاخ اسماعيل وراق... شكرا على طرح الموضوع دا لانه في رايي مهم جدا و عايز تفكير ، وتجاوز، و تفكيك مفاهيم... عايز اشارك ببوست كتبته قبل مدة و بما اني زول كسلان جدا فقمت عملت فيه بعض التعديلات بس و احييك تاني
...اتهرينا يا جماعة بموضوع الهوية دا..والقصة دي حتستمر كتير.. لاننا ببساطة عايزين نحدد هويتنا..ومحاولة التحديد دي بالذات في رايي هي مشكلة..ناس قالوا عربية, وناس قالوا افريقية, وناس قالوا عربية افريقية, و في النهاية كلهم عايزين يحددوا ..لكن كدي نمسك الموضوع من الاول..نحن قاصدين شنو بالهوية؟ هل الهوية دي حاجة مسبقة وثابتة و نهائية قاعدة في مكان ما و نحن عايزين نكتشفها و نشبها (من الشبه) ؟ هل هي بوهية بلون معين , ولا مربع مساحته بتساوي الطول في العرض؟ انا رايي انه نحن البنخلق المفاهيم دي بعدين نقعد نقدس فيها ونختلف حولها ونقعد نتحارب..ولمن ننزل مفهوم الهوية المعلق فوق دا للارض و للحياة العايشنها كل يوم دي حنكتشف انه ما في هوية صافية ، ولا في جنس بشري نقي ، ولا ثقافة منعزلة تماما عن باقي الثقافات (و الانترنت دا كدي خلي علي جنبه حسة)..العرب اتاثروا بالفرس واليونانيين و الافارقة ، والعكس صحيح ..والمسلمين لو فتشنا بنلقاهم اتاثروا بالمسيحيين واليهود و البوذيين و العكس صحيح ..والشرق فيه من الغرب والشمال والجنوب ، وهكذا.. وهويتي هي مزيج من دا كله وعبارة عن توليفة معقدة جدا من تجاربي زايد تجارب الاخرين في حالة تفاعل و تشكل دايم. والقصة جايطة ما عندها حل نهائي و مريح ..وما في زول ضيعنا غير اصحاب الحلول النهائية و النظريات المسبقة. والاخر الانا خلقت منه عدو و غريب هو جزء من تكويني وانا جزء منه..منو الاخر بالنسبة لي هسة , السوداني الاستلم السلطة بالقوة و شردني ولا الخواجة الاحتضني؟ منو الاخر بالنسبة لجنوبي هرب من الحرب للشمال؟جيش الحركة الاتسبب بشكل او باخر في هروبه ولا الشمالي الشغله و اداه فرصة يتعلم؟منو الاخر بالنسبة للمراة السودانية ,الرجل السوداني ولا المراة الاوروبية ؟ منو الاخر بالنسبة للفلسطيني ,السعودي ولا الفرنسي المشى رام الله وعمل درع بشري عشان يحمي عرفات؟ مالو لو فكرنا في مفهوم الهوية بلغة التنوع ولاختلاف و التفاعل و التشكل المستمر لمالانهاية و تعدد الاصوات والوجوه ..مالو لو فكرنا في المشاكل البتهدد البشرية كلها و الهويات كلها زي الفقر والعنف وتغيير المناخ..الخ..وما في مشكلة لو نختلف لانه دا شي طبيعي , لانه انا عارف انه الزول الانا بختلف معاه دا فيه شي مني وانا فيني شي منه..واصلا مافي اختلاف تام ولا في اتفاق تام ,المهم ننفتح على ذواتنا ونكتشفها وننقدا ، وعلى الاخرين ونتحاور..المهم الفعل المستمر على تفكيك القديم والموجود وتجاوزه للجديد، والجديد زاتو طبعا ما نهائي و لا ثابت و محدد انما هو فعل مستمر ومتجدد..كدى نفكر......
توفيق زيادة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفريكانية - مرة أخرى (Re: SUKA)
|
الأخ توفيق زيادة سلام وتحية شكراً يا سيدي على إضاءتك الجميلة.
Quote: ناس قالوا عربية, وناس قالوا افريقية |
وهذه يا توفيق سبب الإشكالية كل من يدعي بأن السودان هويته عربية بحتة أو أفريقية فهم كاذبون وهذا هو السبب الرئيسي لفتح هذا البوست.
Quote: واصلا مافي اختلاف تام ولا في اتفاق تام ,المهم ننفتح على ذواتنا ونكتشفها وننقدا ، وعلى الاخرين ونتحاور..المهم الفعل المستمر على تفكيك القديم والموجود وتجاوزه للجديد، والجديد زاتو طبعا ما نهائي و لا ثابت و محدد انما هو فعل مستمر ومتجدد..كدى نفكر...... |
نقطة هامة للغاية، ولذا يقول بعض المهتمين أن مسألة الهوية محسومة لدي الشعب ولكن المناورة تأتي من الحكومات لأسباب خاصة بها.
توفيق .. أتوقع مشاركتك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفريكانية - مرة أخرى (Re: SUKA)
|
الاخ اسماعيل شكرا علي الرد يبدو انني قد استعملت لغة ادت الي سوء فهم لمغزي و معني مداخلتي.. فالرجاء الرجوع اليها مرة اخري
قلت
Quote: ولعلك تلاحظ وضوح هذا التصنيف بصورة واضحة في كل تلك المراجع.. فالعرب، هي تلك القبائل التي تنتمي أصولها للعرق العربي وهي قبائل هاجرت للسودان من مناطق عديده (الجزيرة العربية، اليمن، شمال أفريقيا). وهذا باب طويل ربما نتعرض له لاحقاً.
|
وهذا ما اردت لفت النظر اليه، اذ ان معظم المراجع تشرح معني (عرب) مثلا.. حيث تذكر هذه المراجع ان القبيلة تصنف كعربية عندما لا تكون لها اخري غير اللغة العربية، و مراجع اخري تصنف القبيلة كعربية بناءا علي ما تدعيه القبيلة نفسها من انتماء ( و يشار عادة الي هذا مباشرة في التصنيف لاضفاء الحيادية عليه).. وقد لفت نظري تأييدك للاخت لنا في مسالة (عرب ممزوجة بدم الزنوج.. الخ)، رغم تساؤلك عما تعنيه كلمة (عرب) في موقع اخر..و كنت اشير الي انه كان بامكانك انت ان توضح ما هو المقصود ب( عرب) المميزة بالنسبة 40%.. هل هذه الاحصايئة مبنية علي اللغة، ام علي ما تعتقد القبيلة مثلا.. ام ان مجرد (الملاحظة) كما تخيرت انت الكلمة يمكن ان تؤدي الي هذا الاستنتاج.. و هو ما لا اتفق مع احد عليه.. اذ ان هذه الملاحظة لن تؤدي الي استنتاج ان العرب بالسودان اكثر من 5%.. وهو ما راه محمد عبد الحي، محمد المكي ابراهيم و اسماعبل حسن.. وهو ما دهش له معظم السودانيين و ارجلهم تحط للمرة الاولي في مرافئ الغربة.. اذن، كان من مغازي مداخلتي التنبيه لاستعمال كلمة ( يلاحظ)..
ومما يجدر ذكره هنا، بعض ارتياح انتابني عندما استلم علي عثمان ملف السلام بدلا عن غازي صلاح الدين العتباني، فالذين سالوني عن مشكلة السودان عندما كان العتباني مسئولا عن ملف السلام، لم تنفع محاولاتي لافهامهم ان الازمة سياسية في المقام الاول، و لكن مع تولي علي عثمان الملف، لم يكن من الصعب شرح الامر، فقد كان من السهل ملاحظة الاختلاف بين قرنق و العتباني و عدم وجود فرق كبير بين علي و قرنق
** ملاحظة هي هي المشاهدة بالعينين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفريكانية - مرة أخرى (Re: aymen)
|
!what would be our place in the world?.what they did wrong was to declare that we are an arab country,was there any legality to it ? infact there was not .It was the first act of pointing the country away from the purpose of independanceconsidering the fact of turning our country's independence to a continuation of arab expansion into Africa was the greatest dream of all,does any one with arabs roots in this country know what arab people he belong to in arabia and can be prove by a viable familt tree.we are sudanese and africans because we live in this continent.As for existance of ethinicity we are diverse and that is a fact .Pan africanisim include means the totality of all existing cultures ,that makes Africa one of the most colorful continents in the world.Africa even has a white tribe called the Africana with originated from Holland.This war is about the need to accept all diversity and making it work and that is what is happennig,yes for the citizen's goverment in Sudan Had the Fathers of independence done things differently
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفريكانية - مرة أخرى (Re: إسماعيل وراق)
|
يا وراق التحية ليك كترة طرق هذا الموضوع دليل على أهميته, عشان نقعد نفتش نحنا منو؟ ونحنا شنو؟ العالم بكون فات وخلانا ياخى نحنا ما سودانيين, تانى دايرين شنو؟ علق أحد الظرفاء " السودانى ما مقبول أفريقياً لأنو بفتكروهو عربى, وما مقبول عربياً عشان أفريقيتو" وكى لا تصدق فينا مقولة " كان فى وسع السودان أن يكون أفضل الأفارقة الا أنه اختار أن يكون أرذل العرب"
العجيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفريكانية - مرة أخرى (Re: إسماعيل وراق)
|
الحبيب وراق
تحية طيبة سبق ان طرق هذا الباب في دراسات عديدة ومنذ الستينات والى اليوم، وان ابحاث كثيرة واتجهات ثقافية ومعرفيةوانثربولوجية تولدت بهدف احداث توازن من شأنه ان يهذب التحييزات والتمايزات غير المبررة في وطن وجد للجميع وان لا مكان لنظرة الاعلون والادنون ، العرب والزنوج... وطن ينتصر ابناءه لارادة العيش والبقاء معا يجمعهم تاريخ ومصير مشترك بغض النظر عن ولاءاتهم وانتماءتها الدينية والثقافية والعرقية ، وطن كان ينبغي على صانعوا النسق العقيدي الاجتماعي فيه ان يدركوا بان اعتزاز اي مواطن بما هو موجود في هذه الارض ركن اساسي من اسس الانتماء لهذا السودان والذي بالضرورة ليس عروبيا قحا وان لم يخلو ممن يحملون الدم العربي القح وليس افريقيا قحا وان لم يخلو من الدم الزنجي القح،:
وهنا حين سؤل ارنولد توينبي الذي استشهدت بكتابة دراسات في التاريخ عن قضية السودان ذات مرة في عقد الثمانينات من القرن الماضي قال توينبي المؤرخ المشوره: ان " مشكلةالسودان هي مشكلة افريقيا التي تنقسم على نفسها قسمين"... الرجل مدرك بان السودان مر بمراحل استعراب واسعة عبر التاريخ ونحن المستعربين تعاملنا مع خليتنا البيولوجية باعتبارها خلية عروبية قحة عرقا ولسانا وجلبنا من ادب الاستعلاء العربي القبلي ما جلبنا من انساب نتفاخر بها على حساب الاخرين. المسألة في تقدير اعمق من هذا التناول بكثير جدا وهي تتعلق ايضا بتفكير استباقي اسس له في هوية الدولة والعصبية التي تهيمن عليها وهذا امر لي فيه مبحث تحت الدراسة الان سبق ان اشرت اليه في بوست دكتور حيدر وعنوانه " المشكلات العرقية والجهوية في سودان وادي النيل" لم اتسرع في ايداعها هنا لانه تجاوز مجرد مبحث ليصير في تقديري كتابا وهو الان لدى بعض الاساتذة الجامعيين والمؤرخين وعلماء الاجتماع من السودانيين لتصحيحه وتنقيحه ليجد طريقه الى النشر والشبكات بعون الله.
الواقع السوداني اليوم يشهد تحولا وللاسف الشديد هذا التحول محكوم باليات الصراع القائم على الثنائيات المتضادة او المتناقضة - عربي- افريقي - شرق او غرب شمال او جنوب وان هذا الصراع كامن ويتبلور بشكل يتمظهر بقدر لا يستطيع لاي سياسي او متتبع ان يقفله... مظاهره كثيرة حركات تمرد في الشرق والغرب الشمال النيلي تدبج خطابها السياسي بادبيات العودة الى الجذور وهذه المرة الجذور ليس الجذور الاسلامية العربية او الانصارية كما يحلو للدكاترة الراحل المقيم فضل الله على فضل الله وهو يعدنا بغد واعد مرغوب فيه، ولكن الجذور لدى حركات الرفض التي يعلو صوتها اليوم هي الجذور الافريقية النوبية الفرعونية القديمة في الشمال ، والتبداوية في الشرق وممالك الفور في الغرب ، والنوبية في الجبال او الزنوجة الحامية في الجنوب... وان قرأت الواقع بعمق ستجد ان اكثر من 60% من سكان السودان اليوم يجنحون الى هذا النحو... وتبقى الدولة المركزية وبعض جيوب الحركة الثقافية تدافع اما عن دولة المركز ذات القبضة الصمدة وذات الاتجاه العروبي البحت للدولة او فئات تدفع كدفع الناس بعضهم بعضا في اتجاه احداث توازن في الخطاب يبعد عن الشطط في الاحكام ... وهو صوت رغم كبر رموزه فهو يبدو خافتا بسبب الغبار الذي يعلو ساحات المعارك الكلامية والدموية في سودان اليوم.
الامر في تقدير اعمق بكثير من عملية تثاقف ونحن نعيش واقع يففكك الان لمصلحة احد الخطابيين الثقافيين والسياسيين عروبي او افريقي ولك اتجاه مناصروه اقليميا ودوليا واظن حديث السيد الصادق المهدي في خطبة الجمعة الاخيرة يحمل في طياته ما يطرح هنا.
فكروية ان السودان تطور في اتجاهيين افتراقيين العروبة والاسلام في الشمال والزنوجة والمسيحية في الجنوب تحولت من مجرد جدل ثقافي لتصبح توجهات افرزت اتفاقية السلام الحالية التي تؤسس لدولة كونفيدرالية باقل تقدير في الجنوب في ظل السودان الموحد وان لم تعلن صراحة او الانفصال في حالة نقض العهوداو العجز في تنفيذ الاتفاق كما ينبغي.
الخلية البيولوجية السودانية انشطرت بالفعل، وعلى علماء الوراثة والبيولوجيا ان يجتهدوا في ايجاد كروموسومات توحد على اسس جديدة تبقى السودان الذي نحب موحدا. ولك التحية
ابوساره ********************************************************************************** مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان بين أوهام العروبية وأحلام الأفريكانية - مرة أخرى (Re: AbuSarah)
|
العزيز وراق لك السلام والتحية موضوع مثير للجدل عرب ام افارقة ام مزيج او نحن سودانيين بدون اى تعليق اخر ودفن الراس بالرمال ويسوق الحوار الى الاستعلاء الثقافى وثقافة الهامش والمركز والحرية والبعد الاقتصادى وتاثيرة على تطغى ثقافة على اخرى او تعمل على سحقهابامتلاك ادوات الاعلام وووووو الموضوع كما قلت فية جدل كثير , ساعود لاحقا لاشارك معكم اخى وراق - سلام
| |
|
|
|
|
|
|
|