مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 01:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة إسماعيل فتح الرحمن وراق(إسماعيل وراق)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2003, 02:32 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي

    ما دعاني لنشر هذه المحاضرة القيمة سببان
    السبب الأول
    تذكرت أن يوم 25 ديسمبر هو يوم عيد ميلاد السيد الصادق المهدي.. وهنا أتمنى له طول العمر وحياة مديدة سعيدة.
    السبب الثاني
    لاحظت في الأيام القلائل الماضية أن هناك لغط كبير في بعض المسائل الدينية وربما نجد إجابة شافية لكل متساءل.. هذا حسب إعتقادي.

    قدم السيد الصادق المهدي هذه المحاضرة في العام 1995م في وقت عصيب، حيث كنا طلاب في الجامعة وكان النظام متسلط على رقاب الشعب السوداني المغلوب على أمره، لازلت أتذكر ذلك اليوم عندما إمتلأ الميدان الشرقي لجامعة الخرطوم على بكرة أبيه، حتى أن البعض تسلق الأشجار لحضور هذه المحاضرة.. وكانت أول محاضرة للسيد الصادق المهدي بعد طول غياب وصوم دام ست سنوات عن الكلام كما أسماه.
    فإلى المحاضرة..
                  

12-27-2003, 02:47 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: إسماعيل وراق)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اخواني واخواتي، أبنائي وبناتي
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد-
    اني اشكر أبنائي وبناتي منظمي هذا الموسم الثقافي لدعوتهم لي لمخاطبتكم في موضوع مستقبل الإسلام في العالم، فأفطروني بعد صوم دام سنوات حرمت أثناءها من مخاطبة أجيال من شبابنا هم نصف الحاضر وكل المستقبل.
    لقد تكرر اعتذاري عن تلبية الدعوة لا استخفافا بمخاطبتكم ولكن لعلمي بوجود خلافات تنظيمية بين الطلاب لا أحب أن أدخل طرفا فيها، ولكن بعد الاستشارة والاستخارة رجحت تلبية الدعوة متطلعاً لظروف تزول فيها المشاكل التنظيمية وينطلق الجميع من شرعية يرتضونها.
    انني أرجو أن تستمعوا لما سأقول راجياً أن يكون خطاب من عقلي وقلبي لعقولكم وقلوبكم لتستوعبوا الأطروحة التي سأخاطبكم بها وأرجو الامساك عن الهتافات والتصفيق لكيلا ينقطع حبل التفكير أو تسلسل الخطاب.
    سأقدم لكم هذا عبر 19 نقطة فتتبعوها:
    1- المستقبل الذي نتطلع للحديث عنه غيب، والغيب علمه عند الله (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو) لذلك فقد وضعني منظمو الموسم الثقافي في امتحان عسير، اننا نحن البشر من قلة حيلتنا نختلف على الماضي وقد وقع، ونختلف على الحاضر وهو بنا محيط، فمن باب أولى أن يكون اختلافنا حول المستقبل كبيراً جداً.
    إن للبشر اهتمام بالغيب كبير، فبينما نحن نقول الآن ما نقول يوجد في أوساط مدينتنا كثيرون يتحلقون حول الرمالين، والوداعين، والزار، وغيرها من الوسائل يحاولون معرفة المستقبل.. الإنسان بفطرته مهتم جداً بما سوف يكون.
    لقد منح الله الانسان دروباً يستعين بها على معرفة المستقبل:
    • فالوحي قد أتى بنصوص مستقبلية مثل قوله تعالى: (ألم، غلبت الروم في أقصى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين).
    • والإلهام بما فيه من بشارات ورؤى صادقة وحدس يتيح نافذة على المستقبل ..الالهام ثابت في قدرات الانسان، قال تعالى: (اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به).. والالهام ظاهرة مذكورة في آداب الإنسان وأشعاره:
    الألمعي الذي يريك الرأي كأن قد رأى وقد سمعا.
    • وهنالك الوسائل العقلية التي تعتبر بالماضي والحاضر لقراءة المستقبل. وهو أسلوب أشار اليه الذكر الحكيم (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) فقصص الماضي عبرة للمستقبل. واليوم يوجد قسم من العلوم السياسية هو علم دراسات المستقبل (Futurology) وهو علم يدرس تيارات الحاضر ليرتب على ذلك محاولات الكشف عن المستقبل.
    سوف أستعين بالله وأستعين بكل تلك الوسائل وأحاول تقديم أطروحة واضحة عن مستقبل الإسلام في العالم.

    2- وقبل الخوض في الموضوع أتساءل ماذا أعني بالإسلام.. فهنالك الاسلام الحضارة، والاسلام الديانة، والاسلام النظام الاجتماعي؟.
    صحيح أن الاسلام رسالة واحدة. ولكن انفعال المسلمين بها في الواقع وفي التاريخ أوجب هذه التصنيفات.
    لقد أثمر الاسلام حضارة عالمية كبرى .. حضارة لها معالمها وكيانها وعلومها وفنونها.
    اختلف علماء التاريخ حول عدد الحضارات العالمية، فمن قائل أنها ست ومن قائل أنها ثمان.. ان الذي يهمني هنا ثلاث حضارات: الحضارة اليونانية، والحضارة العربية الاسلامية، والحضارة الاوربية الحديثة. الحضارة اليونانية استوعبت حضارات الشرق القديمة المصرية، والهندية، والصينية، والبابلية وازدهرت حيناً من الدهر. ثم ازدهرت الحضارة العربية الاسلامية وحملت مشعل الانسانية قروناً. ثم تلتها وانفعلت بها الحضارة الأوربية الحديثة.
    ان ما يميز الحضارة اليونانية هو التفلسف والاهتمام البالغ بما وراء الطبيعة، ويميز الحضارة الأوربية الحديثة اهتمام بالغ بما في الطبيعة.. الحضارة الاسلامية العربية تقع وسطاً في الزمان بين ذينك الحضارتين، ولكنها أيضا تتوسطهما من حيث اهتمام بما وراء الطبيعة وبما في الطبيعة. هذه النظرة الأشمل هي الأوفـق، وإنني لأنتظر أن تتجه الحضارة الاوربية الحديثة الى مزيد من الاهتمام بالغيبيات في نهج شبيه بنهج الحضارة الاسلامية العربية. في تقديري ان للاسلام كحضارة تمدداً مستقبليا مستمرا غير مرتبط بضعف المسلمين وقوتهم. فقد عرف التاريخ حضارات تمددت رغم ضعف أصحابها، ففي النزاع اليوناني الروماني انهزم اليونان أمام الرومان ولكن الحضارة اليونانية غلبت وأحاطت بالرومان.
    أمام التيبس الذي أصاب العالم الاسلامي بسبب استبداد الحكام والظلم الاجتماعي وانصراف الفقهاء للتركيز على الفرعيات الفقهية نما تيار روحاني اسلامي طوره الصوفيون. هذا التيار تمدد بالاسلام رغم ضعف الدولة الاسلامية، بل ان المؤرخ الشهير ارنولد توينبي اتخذ من قوة الاسلام الروحية وتمدده رغم الضعف المادي دليلاً على صحة نبوة محمد (ص)!.. ان الاسلام الديانة محتوم التوسع والتمدد رغم ضعف المسلمين السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
    أقول: ان الاسلام الحضارة، والاسلام الديانة متمددان مواصلان الحركة نحو المستقبل!. أما الاسلام كنظام اجتماعي فإن مستقبله مرتبط بقدرته على تقديم حلول ناجعة لمشاكل المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية. لقد جمد الركود، والاستبداد، والاستعمار دور الاسلام كنظام اجتماعي. ثم طرأ فكر وحركة نبها الى دور الاسلام كنظام اجتماعي خرجا به للشارع السياسي حيث مواجهة تحديات الحياة، والتنافس مع الآيديولوجيات الأخرى، وصراع المصالح الداخلية والخارجية.
    إذن موضوعنا هو مستقبل الاسلام النظام الاجتماعي، وهو مستقبل رهين بالتصدي الناجح للقضايا المذكورة والتنافس الفالح مع الأطروحات الأخرى.

    3- وأتساءل ماذا أعني بالعالم؟.. العالم الذي أتحدث عنه هو ذلك الكيان الذي:
    أ. تقوم فيه وحدات سياسية هي الدول القومية ذات السيادة.
    ب. وتقوم فيه تكتلات بين الدول على أسس فكرية، أو ثقافية، أو قومية، أو قارية، أو مصالح اقتصادية.. وهي تكتلات تقوى وتضعف ولكنها تعدل بصورة ما سلوك الدول القومية.
    ج. ويقوم فيه نظام دولي تقوده الأمم المتحدة بمواثيقها ونظمها وهيئاتها المتخصصة.

    4- إن الإسلام كنظام اجتماعي لا يعمل في فراغ. بل أمامه التصدي لعلاج مشاكل معينة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية. وأمامه التنافس مع آيديولوجيات (فكريات) أخرى: العلمانية اللبرالية، والاشتراكية، والقومية وغيرها.
    لقد أتى على الشيوعية حين من الدهر تصورت أنها موجة المستقبل وأنها سوف ترث الأرض حتى أن الرئيس السوفياتي خرتشوف خاطب الأمم المتحدة وضرب المنضدة بحذائه قائلا للعالم المنافس له: ان التاريخ معنا وسوف ندفنكم!.
    وبعد نهاية الحرب الباردة في عام 1991م صدر كتاب بقلم الكاتب الامريكي من أصل ياباني فرانسيس فوكوياما قال فيه: ان انتصار نظام الحكم اللبرالي الديمقراطي ونظام اقتصاد السوق الحر هو آخر حلقة في حركة التاريخ الانساني. لقد بلغنا نهاية التاريخ وسوف تمتثل الانسانية في حاضرها ومستقبلها للنظام الديمقراطي الغربي واقتصاد السوق الحر ولا جديد بعد ذلك!.
    إن الصراع الانساني لن يقف الا مع وقوف الحياة! وهذه النبوءات تتكشف عن عدم صحتها قبل أن يجف المداد الذي تكتب به!
    ان التطلع لدور الاسلام كنظام اجتماعي تطلع لم يبرح ضمائر المسلمين ولكنه تعرض للمد والجزر. لقد كانت الساحة العربية في الستينات مستمالة نحو شعارات القومية العربية تنافسها وتتداخل معها الشعارات الشيوعية. لقد تبنت نظم حكم عربية وافريقية تلك الشعارات وتصدت بها للقضايا السياسية والتنموية وسائر القضايا الاجتماعية. لقد أخفق الحل القومي والحل اليساري اخفاقا كبيرا، ووضع عدوان يونيو 1967م حدا مأسوياً للحل القومي. لذلك تكرر نداء الاسلام هو الحل في كثير من البلدان الاسلامية. هذا النداء اكتسب قوة بسبب ثلاثة عوامل:
    * التطلع الاسلامي المستمر نحو نظام يعيد أمجاد الاسلام الأولى.
    * اخفاق الحلول اليسارية والقومية.
    * رد الفعل على هجوم الفكر والثقافة العلمانية.. رد الفعل ضد هجمات العلمانية هذا كان ظاهرة تكررت حيثما عرف الناس اعتقادا دينيا قويا: ففي 27/2/1993م كتب مارك تالي مراسل هيئة الاذاعة البريطانية رسالة من الهند يعلق فيها على ظاهرة نجاح حزب جانيتا وهو الحزب الهندوسي الهندي الذي اكتسب مقاعد كثيرة في البرلمان الهندي تعادل نصف مقاعد حزب المؤتمر، كما أثار موجات أصولية هندوسية أدت الى أحداث كبيرة مثل هدم المسجد العتيق في أيوديا.. قال مارك تالي ان اصرار النظام السياسي الهندي على اصولية علمانية تهمش الدين هو سبب انبعاث الأصولية الهندوسية!. وقال: اذا أرادت الهند تجنب هذا الانفعال فالوضع الصحيح أن يتبنى النظام السياسي تدينا هندوسيا متسامحا كالذي ينادي به غاندي.. اما تبني الخط الأصولى العلماني فمن شانه أن يثير رد فعل أصولي هندوسي يؤدي لاستقطاب يستحيل معه الاستقرار السياسي.
    نعم لقد طرح في الساحة السياسية في كثير من البلاد الاسلامية ان الاسلام هو الحل.. بعض الناس بذهنية تواكلية يعتقدون أن مجرد رفع الشعار الاسلامي يكفي ليكون الله معهم ويفسرون الآية (ان تنصروا الله ينصركم) تفسيراً مبتسراً: قيل أن أهلنا في اليمن على عهد الامام يحي تساءلوا عن تخلف اليمن ورأوا أن الحل هو أن تستعمر أمريكا اليمن لتطوره!. وتساءلوا كيف يمكن لذلك أن يحدث؟ ورأوا أن السبيل الأمثل لذلك هو اعلان الحرب على أمريكا!، ولكن الامام بعد الاستخارة امتنع عن ذلك قائلا أننا اذا حاربنا أمريكا ونحن على الاسلام وهم على الكفر فسوف ينصرنا الله عليهم.. فماذا نحن فاعلون بعد الانتصار على أمريكا؟..!!.
    ان للنصر شروطا، وهذا الفهم التواكلي أبعد ما يكون عن الاسلام.. قال شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب الحسبة: "ان الله يقيم الدولة العادلة ولا يقيم الظالمة وان كانت مسلمة. ويقال الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والاسلام".
    ان نصوص الاسلام القطعية تؤكد أن الصلاح والفلاح والنجاح مرتبط ببذل الجهد، والجهاد، والاجتهاد ولا يأتي هكذا تلقائياً!. قال تعالى ألم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)؟. وقال: (وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.. الآية). وتناول الأدب العربي معنى الصدق المطلوب في الموقف وإلا لا ينفع الشعار ولا تنفع الشعائر:
    صم وصل وطف بمكة زائـــرا سبعين لا سبعا فلست بناسك
    جهل الديانة من اذا خطرت له أطماعه لم يلف بالمتماســـك!
    في مجال الاسلام كنظام اجتماعي لا يكفي رفع الشعارات والشعائر بل لا بد من فكر وبرنامج ومجهود للتصدي للمشاكل الموجودة وحلها بنجاح أكيد يفوق قدرات الآيديولوجيات المنافسة. وإلا أخفق التوجه الاسلامي تماماً كما أخفق قبله الحل القومي العربي والحل الشيوعي.. هذا الاخفاق لا يعني أن الاسلام قد أخفق ولكنه يعني أن هذا
    الجيل من الذين طرحوا الحل الاسلامي قد أخفقوا وأعطوا الحجة للآيديولوجيات المنافسة أن تعلن عدم جدوى الحل الاسلامي.
    5- البلاد الإسلامية اليوم أكثر بلاد العالم ترديا مع انها تملك بالاسلام ذخيرة معنوية لا مثيل لها، وتملك قدرات بشرية وطبيعية ومواقع استراتيجية عظيمة.. انها تعاني تماما من نقص القادرين على التمام!.
                  

12-27-2003, 02:50 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: إسماعيل وراق)

    إذا استعرضنا أحوال البلاد الاسلامية لوجدنا:
    أ . تمزقا فكريا لا مثيل له.
    ب. انتشار الاستبداد بصورة تفوق ما في انحاء العالم الأخرى.
    ج . فقرا هائلا. فمهما قيل عن ثراء بعض الدول النفطية فإن الدخل القومي لبريطانيا وسكانها نحو 50 مليون يفوق الدخل القومي لكل الدول العربية وسكانها 200 مليون!.
    د . الظلم الاجتماعي. فالفوارق بين القلة الغنية والكثرة المعدمة كبيرة جدا.. انها الأكبر في العالم.
    هـ. انتشار العنف بحيث يصح أن يقال حيثما يوجد مسلمون يوجد دم مسفوح!: حروب الخليج، حروب أواسط آسيا، بورما، البوسنة، الشيشان، كشمير، مصر، السودان، الجزائر، فلسطين.. وهلم جرا!.
    و . التبعية. البلاد الاسلامية أكثر بلاد العالم ارتباطاً بتبعية أجنبية.
    الحقائق محزنة جدا بحيث لا نملك الا أن نقول مع محمود غنيم:
    أنى اتجهت الى الاسلام في بلد وجدته كالطير مقصوصا جناحاه!.

    الحاجة ملحة جدا لخروج سريع من هذا المستنقع. هذا هو التحدي الذي يواجه دعوة الاسلام كنظام اجتماعي.


    6- أول التحديات التي تواجه الطرح الاسلامي هو التحدي الفكري:
    كيف يكون التعامل مع الماضي؟
    ان في الماضي نصوصا أتى بها الوحي، وفي الماضي نصوص هي تفاسير واجتهادات واستنباطات المسلمين. بعض الناس قدسوا ما اهتدت اليه عقول المسلمين استنباطاً من نصوص الوحي مثلما قدسوا نصوص الوحي.. هذا هو فكر الانكفاء. فإن نحن اذعنا له فاننا بذلك نلبس قميص حديد يخضع الحاضر والمستقبل للماضي.
    آخرون على نقيض ذلك يرون أن الماضي كله قد انطوى نهائيا، وأن العصر الحديث هو ما عليه الحضارة الاوربية الامريكية المعاصرة.. لذلك علينا أن نسقط ماضينا وأن نحاكي الحضارة الاوربية الامريكية حذوك النعل بالنعل!.
    المطلوب حسم هذا الجدل باقتناع نير يتخذ نهجاً للتعامل مع الوافد من الماضي على أساس الالتزام بالنصوص القطعية في الكتاب والسنة واعتبار كل ما عدا ذلك اجتهادات بشرية غير ملزمة.
    التعامل مع الوافد من الخارج:
    والمطلوب اتخاذ نهج للتعامل مع الوافد من الخارج ينفتح على الفكر اللبرالي والاشتراكي ويستصحب النافع من فكر ونظم العصر الحديث لا سيما فيما يتعلق بالانتقال السلمي للسلطة، والخضوع العسكري المنضبط للادارة المدنية، والعلوم، والتكنلوجيا، ووسائل الانتاج الاقتصادي.
    المطلوب أن يتخذ الفكر الاسلامي موقفا فكريا واضحاً يحقق التأصيل دون انكفاء والتحديث دون تبعية.. ان تقدم الاسلام كنظام اجتماعي متوقف على حسم واضح لهذه القضية الفكرية.

    7- الشرعية: لا سبيل لاستقرار في البلاد الاسلامية ما لم تحسم قضية الشرعية أي الأساس الذي يقوم عليه الحكم والادارة.
    هنالك ثلاثة أسس معروفة تقوم عليها الشرعية هي: الوراثة- والغلبة- والاختيار.
    الوراثة نظام قديم للشرعية وهو موجود في بعض الكتاب.. فمثلا كان أنبياء بني اسرائيل يتوارثون الأمر فنجد: يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم. ولكن الاسلام أتى بمبدأ آخر لولاية الأمر هو الشورى.. هذا يعني أنه حيث توجد نظم الوراثة يمكن تطويرها عن طريق الملكية الدستورية.
    أما الغلبة فقد أعطاها بعض الفقهاء شرعية. قال ابن جماعة: "ان خلا الوقت عن امام فتصدى لها من هو ليس أهلها وقهر الناس بشوكته وجنوده بغير بيعة واستخلاف انعقدت البيعة له. ولا يقدح في ذلك كونه جاهلا أو فاسقاً!.. هذا الكلام واضح الخطل وهو مناسب لعصر الانحطاط الذي كتب فيه هذا الفقيه المتوفى عام 1333هـ.
    أساس ولاية الأمر في الاسلام هو الشورى. بعض الناس يفسرون قوله تعالى: (وشاورهم في الأمر فاذا عزمت فتوكل على الله.. الآية) بأن الشورى غير ملزمة بحيث تشاور وتفعل ما ترى!. والتفسير الآخر هو فاذا عزمت على تنفيذ ما أشاروا به فلا تركن لذلك وحده وتوكل على الله. الآن بعض الاسلاميين يقولون بالشورى تجنبا للديمقراطية.. الشورى أوسع من الديمقراطية لأنها تشمل كل جوانب الحياة حتى العلاقة بين الرجل والمرأة والأب والولاد، وهي أعمق لأن لها جذورا روحية وخلقية. ولكن الديمقراطية أضبط.. الديمقراطية تعني:
    * نيابة الحكم.
    * استقلال القضاء.
    * كفالة الحريات الأساسية.
    لا تناقض بين الشورى والديمقراطية، ولا بين الديمقراطية والتوجه الاسلامي الا اذا أدى القرار الديمقراطي الى تخل عن قطعيات الوحي.
    ان الدستور الديمقراطي في كل حالاته يلزم نفسه بمبادئ موجهة مثل الالتزام بكفالة حقوق الانسان وحقوق الاقليات ويمكن أن يلزم نفسه باحترام المقدسات وعدم الاتيان بما يناقض قطعيات الوحي.
    ان التزام التوجه الاسلامي بالنهج الديمقراطي صار موقف ينادي به جل المفكرين الاسلاميين وتقول به كل مؤتمرات علماء ومفكري الاسلام مثلما جاء في الندوة التي كان مقررها د. عبدالله النفيسي في 1989م، والمنتدى الفكري الجزائري في 1991م.. لا يوجد الآن مفكر أو عالم اسلامي يعتد به الا أوضح ضرورة استصحاب التوجه الاسلامي للشرعية الديمقراطية.. وآخر شاهد في هذا الصدد ما جاء في مذكرة أبي الفتاح علي بن حاج التي كتبها في السجن ونشرت بتاريخ 21/12/1992م، قال فيها: "الذي ينبغي أن يشاع ويذاع في بلاد المسلمين عامة ان لا اغتصاب للحكم ولو كان الذي سيتولى الحكم يحكم بالشرع.. فالطريق الوحيد هو الاختيار من قبل الأمة لا غير، فلا وراثة، ولا تغلب، ولا قهر، ولا دكتاتورية. ومن سلك هذا الطريق فعلى الأمة أن تقف في وجهه بالمرصاد".

    8- فرائض الإنسان- حقوق الانسان:
    إن في الإسلام فرائض أوجبها للانسان تأكيدا للتكريم الذي خصه به الله (ولقد كرمنا بني آدم). فالانسان يحمل به في ظل علاقة تقوم بين ذكر وأنثى في المودة والرحمة (العلاقة الزوجية)، وتراعى في حقه واجبات وهو جنين، ثم وهو وليد، ثم وهو طفل، ثم وهو صبي، ثم وهو شاب، وهو كهل، وهو شيخ، وهو مريض، وهو معوق، وهو ميت!.. فرائض كاملة شاملة تراعى قدسية:
    * عقيدته فتحترم لا يطولها اكراه.
    * ونفسه فلا تحبس ولا تهدر دون وجه حق.
    * وماله فلا يغتصب ولا يمس الا بحق.
    * وعقله فلا يغيب بتخدير ولا بتضليل ولا بغش كما يفعل الاعلام الزائف.
    * ونسله فلا يسمح بتخليط الأنساب ولا يعاق التناسل المشروع.
    .. كل أحكام الشريعة موجهة للمحافظة على هذه المصالح الخمس!.
    لقد اجتمع لفيف من علماء المسلمين في باريس في 1980م وأصدروا بعد تفاكر وتدارس الاعلان العالمي لحقوق الانسان في الاسلام. واتضح أنها أوسع وأشمل من حقوق الانسان الوضعية. وهي كذلك أعمق منها لأن وراء الالتزام بها دوافع روحية وخلقية ويترتب على الالتزام بها جزاء أخروي.
    قال قائلون أن حقوق الانسان الوضعية الدولية غريبة علينا. تناول د. محمود شريف بسيوني بحث المقارنة بين حقوق الانسان الاسلامية وحقوق الانسان الدولية المتضمنة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والمعاهدة الدولية للحقوق الاجتماعية والاقتصادية.. قال أن ثمة اتفاقاً بينها في النقاط الآتية:
    أولا: الاعتراف بوحدانية البشر، وهو جوهر القانون الدولي، وهو نص قرآني صريح (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم).
    ثانيا: ان مبدأ عدم انتهاك الحقوق الشخصية للأفراد المتعلقة بالحق في الحياة، والحرية، والملكية الا طبقاً للقانون؛ ومبدأ اخضاع الحكام لسيادة القانون منعا للإستبداد.. هما من المبادئ التي يتوافق فيها الاسلام ونظرية حقوق الانسان المحمية دوليا.
    ثالثا: بعد دراسة الأمر من جميع نواحيه قال: "فاذا أرادت دولة اسلامية ما، أو حتى الدولة الاسلامية المثالية أن تنضم الى كل اتفاقيات حقوق الانسان الحالية فان باستطاعتها أن تقوم بذلك دون عائق قانوني أو فلسفي".
    أقول، هذا التوافق لم يأت عن طريق الصدفة! فأدب حقوق الانسان الدولي أتى من مصادر غربية ذات تأثير كبير بالقيم اليهودية والمسيحية وهي قيم فيها كثير من التوافق الروحي والخلقي مع الاسلام. قال تعالى (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى .. الاية). ولكن من الناحية التاريخية أيضا فإن مفاهيم كثيرة في القانون الدولي الحديث تعود لمصادر اسلامية.. ان الغرب الحديث ولد في أسبانيا الفونس التاسع، وفي صقلية فردريك الثاني، وكلاهما كان تلميذا للحضارة العربية الاسلامية. إن التاريخ الغربي لحقوق الانسان يلخص في الآتي:
    • إعلان وثيقة حقوق الإنسان.. أعلنتها الثورة الفرنسية في 1789م، وضمنتها آراء المفكر جان جاك روسو، ومفاهيم اعلان حقوق الاستقلال الامريكي الذي كتبه جفرسون وصدر في 1776م.
    • معاني تلك الوثيقة دولت في ميثاق عصبة الأمم 1920م.
    • ثم في ميثاق الأمم المتحدة 1945م.
    • ثم أفردت دولياً بوثيقة خاصة بها بعنوان الاعلان الدولي بحقوق الانسان في 1948.
    هذه المعاني لصيقة بالمصادر الاسلامية كما تسربت الى اروبا عبر اسبانيا وصقلية.
    لقد نشأ سوء فهم في موضوع حقوق الإنسان هذا بسبب ما ورد في تقرير المندوب الدولي للسودان السيد كاسبر بيرو وذلك لأنه في تقريره أشار إلى الحدود الإسلامية وقال انها تتعارض مع ما جاء في العهد الدولي الخاص بحقوق الإنسان المدنية والسياسية..فما هي الحقيقة؟
    إن العهد المذكور ينص على تحريم العقوبة القاسية أو الغير عادية.. المندوب الدولي فسّر هذا النص على أنه ينطبق على الحدود.. ولكي لا نتوه في هذا الموضوع، فالحقيقة هي كما أوضحتها في كتابي "العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الإجتماعي الإسلامي": أن الحدود تطبق بضوابط محددة، فإن روعيت تلك الضوابط فإن الحدود رحيمة جداً ودورها الحقيقي تربوي وتهديدي لا عقابي. هنالك مسلمون قننوا الحدود وطبقوها دون مراعاة لضوابطها فأقاموا بإسم الإسلام مؤسسة عقابية قاسية.. هؤلاء أساءوا للإسلام وجوزوا لأعدائه أن يستشهدوا بأفعالهم على ما يريدون.
    ينبغي أن يكون الطرح الاسلامي الحل واضح تمام الوضوح في كفالة فرائض الانسان (حقوق الانسان).

    9- التـنمية: لا يمكن لمجتمع حديث أن يستقر مهما حوصر بالشعارات والوعود ما لم يوجد أساس واضح ومقبول للشرعية وما لم يوجد نظام اقتصادي يكفل المعيشة للناس بصورة مقبولة. ان للاسلام مبادئ عامة اقتصادية تبيح الملكية الخاصة وتربطها بوظيفة اجتماعية، وتربط التملك بالكسب، والعدل الاجتماعي، والتكافل بين الناس. وتوجب النماء والاستثمار وعدالة توزيع العائد.
    كما أن للاسلام أحكاما محددة ذات محتوى اقتصادي كتحريم الربا، وايجاب الزكاة، وايجاب المواريث على أسس محددة.
    ان فقه الاقتصاد في الاسلام كسائر جوانب الفقه تجمد على عصور ماضية ولا يصلح تطبيقه على الاقتصاد المعاصر إلا بعد حركة اجتهاد نير ملم بمبادئ وأحكام الاسلام من ناحية، وملم بمبادئ ونظم الاقتصاد الحديث من ناحية أخرى.
    المطلوب في هذا المجال اتخاذ برنامج اقتصادي ناجح في تشجيع الاستثمار وتحقيق التنمية، وعادل في توزيع عائدها مسترشد بمبادئ الاسلام الاقتصادية وأحكامه القطعية ومستصحب النافع المجدي من فكر وممارسة الرأسمالية والاشتراكية.
    صحيح أن أسلوب اقتصاد السوق الحر أثبت نجاحه وجدواه واستحق أن يستصحب ولكن ليس مطلقا.. فالسوق ليس حراً داخليا بل توجد فيه تشويهات لا بد من تصويبها.. والسوق ليس حراً خارجياً، هذا الانحراف في السوق العالمي كشفه تقرير حوار الشمال والجنوب الذي صدر عام 1979م برئاسة المستشار الألماني السابق ويلي برانت. وليس من العقل ولا من الاسلام ولا من الحكمة في شئ أن يجبر المجتمع على أن يرفع يده نهائياً من بعض الوجوه الاقتصادية والاجتماعية باسم اقتصاد السوق الحر!.. لا بد من توفير المجتمع بصورة ما البنيات القاعدية البشرية والهيكلية. هل يعقل أن يرفع المجتمع يده من الصحة والتعليم والتدريب؟!.
    الأمم المتحدة الآن تعد لمؤتمر يعقد في مدينة كوبنهاجن في مارس القادم سمّته مؤتمر القمة الاجتماعية.. وضمن التوصيات التي ستعرض على المؤتمر معادلة الـ 20/20.. وفحواها أن تصرف الحكومات 20% من ميزانياتها على المسائل الاجتماعية كما أن 20% من العون الأجنبي يجب أن يركز على المسائل الاجتماعية.
    الحل الاسلامي اذا لم يعالج القضية الاقتصادية ويحقق التنمية والعدالة الاجتماعية فلا مجال له أن ينافس وأن يتفوق.

    يتبع...
                  

12-27-2003, 02:52 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: إسماعيل وراق)

    10- قضية تطبيق الشريعة:
    تطبيق الشريعة مطلب شعبي في البلاد الاسلامية. بعض الناس يرون تطبيق الشريعة شئ سريع خاطف يتم عندما نستعرض الأوضاع القانونية ونستبدلها بأحكام مثبتة في كتب الفقه.. لقد غاب عن هؤلاء الآتي:
    أ . الفقه الموجود حاليا بمذاهبه وفروعها استنبط في ظروف طوت ومضى عليها ألف عام!.
    ب. في هذا الأثناء تطورت الحياة تطوراً بالغا وأحاط بها المجتمع الحديث بكل مقوماته.
    ج. هنالك الآن فراق تام بين أحكام الفقه والواقع الاجتماعي والفكري والثقافي.
    د. كانت فترة الاستعمار فترة تكريس لجمود الفقه وحصره في مجالات محدودة واخضاع الحياة لقوانين وافدة.
    المطلوب قبل الحديث عن كيفية التطبيق لأحكام الشريعة حسم الآتي:
    أولاً: حسم كيفية تطوير الفقه، وقد اقترحنا لذلك مؤسسة سميناها المؤسسة التشريعية. الاقتراح مفصل في كتابي عن العقوبات الشرعية.
    ثانياً: ينبغي تمهيد الواقع لما نحن بصدده من اجراءات لا سيما في المجالات الآتية:
    أ. وعي المسلم بفحوى الاجراءات التشريعية المنشودة.
    ب. تطمين المسلم غير الملتزم على حقوقه كمواطن.
    ج. تطمين المواطن غير المسلم على حقوقه الدينية والوطنية والانسانية.
    اذا لم يتم ذلك من ناحية تطوير أحكام الفقه، والتمهيد المطلوب فان شعار تطبيق الشريعة والبرنامج المرتبط به سوف يأتي بنتائج عكسية. مثلما حدث في السودان. فإن تطبيق أحكام المرابحة والسلم والزكاة المستمدة من دفاتر الفقه القديمة على الأوضاع المصرفية والاقتصادية الحديثة جاء بنتائج عكسية مخالفة لمقاصد الشريعة نفسها.

    11- مسألة المرأة:
    لقد حرر الاسلام المرأة وجاء بأحكام رفعت مكانتها في المجتمع. ان المرأة اليوم قد نالت حقوقاً واضحة في الميثاق العالمي لحقوق الانسان وفي الفكر الحديث والمجتمع الحديث. هل يمكن للمرأة أن تكون عصرية ومسلمة؟!.
    انني مهما حاضرت عن الاسلام في الخارج وجدت من يحاول احراجي بالسؤال عن حقوق المرأة في الاسلام.
    مهما كانت حقوق المرأة في الاسلام فإن جمهور الفقهاء قد استنبط لها صورة تسترقها. كان هذا رأي الجمهور ولكن عدداً من الفقهاء كالامام أبي حنيفة والامام الطبري منحوها حقوقاً أكبر مما رآه الجمهور، والكل استشهدوا لمواقفهم بالنصوص الشرعية.
    ان بعض الفقهاء انطلقوا من موقف شبه جاهلي يضطهد المرأة ويميل للمفهوم الجاهلي في النظر للمرأة على نحو ما قال الشاعر:
    ومن غاية المجد والمكرمات بقاء البنين ودفن البنات
    ان نصوص الشريعة القطعية تكفل حقوق المرأة الانسانية، والايمانية، والاجتماعية. قال تعالى: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو انثى بعضكم من بعض.. الاية) وقال: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.. الاية). وكانت علاقة النبي (ص) بالسيدة خديجة ثم بالسيدة عائشة متقدمة على أي علاقة عصرية بين رجل وامرأة، فالسيدة خديجة (رض) كانت أشبه ما تكون له بوزيرة. أما السيدة عائشة (رض) فقد كانت راوية السنة بلا نزاع.. كانتا وزير محمد (ص) وناقل سنته للناس!.
    وكانت النساء في أول اجتماع سياسي أسس دولة المدينة.. اجتماع بيعة العقبة الذي حضره 75 من الأوس والخزرج كان بينهم امرأتان هما نسيبة بنت كعب الأنصارية وأسماء بنت عمرو بن عدي الأنصارية.
    المطلوب القطع نهائياً بحقوق المرأة ايمانياً، وانسانياً، وسياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً مع مراعاة الخصوصية المطلوبة لتوازن الأسرة عن طريق قوامة الرجل في كيان الأسرة. هذا النهج يكفل للمرأة أن تكون مسلمة وعصرية على نحو يشبه أنموذج المرأة السودانية التي اقتحمت الحياة العصرية دون أن تتخلى عن أصالتها.. انه انموذج يصلح قدوة للأخريات.

    12- التعامل مع الغير الملي:
    كان الاسلام من حيث تسامحه ودعوته بالتي هي أحسن أفضل خطاب ديني للغير الملي.. الآن نحن نعيش ظروفا جديدة تماماً، أهمها عاملان:
    الأول: أن المجموعات الوطنية المختلفة الملل تعيش في وطن واحد بحيث تجمع بينها حقوق مواطنة.
    الثاني: تواجد أسرة دولية يقوم ميثاقها على حرية العقيدة وعلى حقوق الانسان المشاعة للناس كلهم.
    السؤال هو لأي مدى يمكن للتوجه الاسلامي أن يكون تعامله مع الغير الملي مستوعبا للظروف الجديدة؟.
    هنالك مداخل في النصوص والممارسات الاسلامية هي:
    • استثني نصارى تغلب من الجزية.
    • كذلك استثنيت قبيلة الجراجمة من الجزية بعد أن التزمت بالقيام بدور دفاعي في حدود الدولة الاسلامية.
    • هنالك أيضاً سابقة صحيفة المدينة التي كتبها النبي (ص) مع أهل يثرب وهم على اختلاف الملة منحوا حقوقاً مالية وإدارية وقانونية ودينية وكانوا يداً واحدة مع المسلمين.
    ينبغي الاعتراف الكامل بحقوق أصحاب الملل الذين يعيشون مع أغلبيات مسلمة، وقياساً على حقوقهم هذه التطلع لحقوق مماثلة لثلث المسلمين الذين يعيشون مع أغلبيات غير مسلمة ولا سبيل لتهجيرهم لبلاد المسلمين.. هنالك ثلاث خيارات في التعامل مع الغير الملي:
    ~ خيار اخضاعهم بالقوة.
    ~ تهميش الالتزام الديني واعتبار رابطة المواطنة وحدها.
    ~ الاعتراف برابطة المواطنة والاعتراف بحقوق المجموعات الدينية المختلفة الدينية والانسانية واعطاء التطلعات الدينية حقها في التعبير عن نفسها ما دامت تحترم حقوق المواطنة والالتزام بالتعايش بين الأديان والسماح بالتنافس بينها سلمياً.
    السبيل الأوحد والأوفق هو الثالث وهو يجد سنداً قوياً من نصوص شرعية قطعية: (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) .. ان مصلحة الاسلام تقتضي اتخاذ نهج التعايش السلمي والتنافس هذا والاسلام فية ميزات لا تقارع: فنحن نعترف بهم وهم يواجهون مشكلة الاعتراف بنا، وحيثياتنا الدينية ووثائقنا اكثر وضوحاً: فكتابنا موحد النص غير مختلف عليه، ونبينا شخصية لا اختلاف على تاريخيتها وإنجازاتها، بينما ظروفهم المماثلة يكتنفها الغموض والاختلاف. واعجاز كتابنا المقدس القرآن اعجاز عقلي مستمر لا يدانيه نص مقدس آخر.. لذلك كانت تجربة الدعاة الاسلاميين في ظروف التعايش والتنافس ناجحة جداً لصالح الإسلام مثل تجربة الداعية الجنوب افريقي أحمد ديدات.. كذلك تتالت حالات اعتناق الاسلام لدى شخصيات ذات وزن علمي وفكري كبير مثل روجي جارودي وموريس بوكاي ومراد برنارد .. وهلم جرا.
    المطلوب بالحاح شديد في مجال التعامل مع الغير الملي الآتي:
    أولاً: الوعي التام بالأديان المقارنة وهي تمثل اما خطابات الله للإنسان او سعي الانسان لله.
    ثانياً: تأكيد مبدأ (لا اكراه في الدين) في العامل بين الملل.
    ثالثاً: التعاون الواعي بين أصحاب العقائد الدينية ضد الفهم المادي للكون.
    رابعاً: التعاون الكامل بين الأديان حول القضايا الانسانية.
    خامساً: تعريف أصحاب الأديان الأخرى بالإسلام بأسلوب جديد يبدأ بشرح ما يجمع بينها وتحديد ما يفرق بينها بأسلوب موضوعي ينطلق من نصوصها المعتمدة لديها ويحدد الفوارق بوضوح.
    سادساً: شجب الاستغلال السياسي الخاطئ للدين سواء كان ذلك الاستغلال السياسي صهيونية تستغل اليهودية أو صليبية تستغل المسيحية أو اسلاموية تستغل الاسلام.
    سابعاً: تنظيم التنافس السلمي بين الأديان في التبشير برسالاتها بالحكمة والموعظة الحسنة.
    ان التعامل مع الغير الملي بالأحكام والأساليب التي استنبطها جمهور الفقهاء الأقدمين يضر بمصلحة الاسلام في هذا العصر. وفي الاسلام أسس ومبادئ لتطوير فقه التعامل مع الغير الملي على الأساس المذكور هنا.

    يتبع...
                  

12-27-2003, 02:54 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: إسماعيل وراق)

    13- التعامل مع الغير الدولي:
    الانتماء الوطني أساس للنظام الدولي الحاضر، والى حين قيام وحدات سياسية أوسع فإن النهج السوداني ينبغي أن يستصحب الانتماء الوطني كحلقة أصغر للإنتماء السياسي مثلما أن الأسرة والعشيرة حلقات صغرى للإنتماء.. هذا يتكامل مع الانتماء القومي كحلقة أكبر للإنتماء. والاسلام لم يستأصل القومية بل رشدها وأعطاها محتوى ثقافيا ولغوياً "أيها الناس، إن الرب واحد، والأب واحد.. كلكم لآدم وآدم من تراب!.. وليست العربية بأحدكم من أب أو أم، انما هي لسان.. فمن تكلم العربية فهو عربي! (حديث شريف). والانتماء الاقليمي أو القاري انتماء لحلقات أوسع وهو لا يتعارض مع الحلقات الدنيا للانتماء.
    الفكر الاسلامي مطالب بالالمام بهذه الحلقات وتكاملها وتداخلها وارتباطها مع بعض في نظام اسرة دولية واحدة متجهة نحو كنفدرالية دولية ملتزمة بالسلام العادل وبالتعاون في كل وجوه البر والخير للبشرية كلها .
    ان الاسلام أممي، يدل على ذلك أن النبي (ص) مبعوث للناس كافة. ولذلك خاطب الدول المعاصرة بالدعوة للاسلام.
    لقد اهتم الاسلام بالطبيعة واستدل بما فيها على وحدانية الخالق.. ان اهتمام الاسلام بالطبيعة كأنها كتاب الهي منزل أدى لنشأة العلوم التجريبية والعقلية لدى المسلمين، ومنهم اقتبسها الغرب وطورها الى ما لا نهاية. كذلك أدى اهتمام الاسلام المتقدم على غيره بالعلاقات الدولية الى نشأة نظريات في العلاقات الدولية على نحو ما سطره قلم الامام محمد الحسن الشيباني صاحب الامام أبي حنيفة في كتاب السير.
    لقد كانت العلاقات بين الدول هي علاقات عداء وتحالف من أجل الحرب.. ولكن الاسلام فتح مجالات أخرى للعلاقات بين الكيانات السياسية، مجالات بيانها:
    ~ قال تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين).
    ~ ونص الاسلام على احترام العهود: (وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا). وفي هذا الصدد قال النبي (ص) ثلاثة الكفر والايمان فيهن سواء: من عاهدته فأوف بعهده مؤمناً كان أو كافراً، ومن ائتمنك فأدي أمانته مؤمناً كان أو كافراً، ومن كان بينك وبينه رحم فصل رحمه مؤمناً كان أو كافراً.
    ~ ونص القرآن على حرمة الاستجارة: (وان أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه.. الآية)، ونصت الشريعة على اعطاء الأمان واحترامه.
    هذه المصادر الاسلامية كان لها أبلغ الأثر في بذر بذور النظام الدولي الحديث:
    أ. في عام 1340م صدرت في أسبانيا قوانين سميت قنصلية البحار وهي قوانين هدفها تنظيم تجارة البحار.. كانت أحكامها مستمدة من أحكام اسلامية.
    ب. في النصف الثاني من القرن الثالث عشر قام الفونس التاسع الملقب بالحكيم بسن مجموعة قوانين كان لها أثر كبير في نشأة القانون الدولي الحديث.. كثير من تلك القوانين مستمد من أحكام اسلامية لا سيما ما جاء فيها من حماية للاطفال، وللعجزة، وللنساء، وللمعوقين، وللمتخلفين عقليا؛ وما جاء فيها من اعطاء الأمان للمسافرين في غير أوطانهم ولذوي المكانة السياسية من المغتربين وللمطالبين بأمان الطريق.. وهلم جرا.
    ج. بعد قرنين من الفونس التاسع الاسباني جاء عهد فريدريك الثاني في صقلية. هذا الملك استمد من تراث صقلية الاسلامي. وأنشأ الفونس جامعة سالامانيكا، وأنشأ فريدريك جامعة نابلي، وكلاهما لعبت دورا هاما في تطوير الفكر القانوني الدولي بصورة استمد منها القانون الدولي الحديث. وكلاهما استمدتا مادة غزيرة من أحكام الشريعة الاسلامية.
    النظام الدولي الحديث الذي انطلق من عصبة الأمم ثم الأمم المتحدة هو تطوير أوربي أمريكي للنظام الدولي المتأثر بالتراث الاسلامي. لذلك فإن الموقف السلبي من نظام الأمم المتحدة يعزل صاحبه من الأسرة الدولية كما يعزله من ثمار اللقاح الفكري الدولي الاسلامي. ان نظام الأمم المتحدة يقوم على أهداف سليمة وصحيحة وان صحبته بعض العيوب الآتية:
    أ. أنه يعطي وزنا أكبر مما ينبغي للخمسة الكبار.
    ب. انه غير قادر على حفظ السلام الا اذا تصدت للمهمة بعض الدول الاعضاء فان فعلت فانها تنفذ القرارت الدولية وفق مصالحها القومية.
    رغم هذا فان النظام قابل للاصلاح وللتطوير، ومع نهاية الحرب الباردة ظهرت فيه مظاهر صحية تركز على بعض القضايا العالمية الهامة وتحقق دراسة وتصميماً دولياً لمواجهتها مثل مؤتمر القمة الخاص بالأطفال في 1990م، ومؤتمر الأرض الخاص بالبيئة الذي انعقد في ريودي جونيرو، ومؤتمر حقوق الانسان الذي انعقد في فيينا، ومؤتمر السكان والتنمية المنعقد العام الماضي في القاهرة، ومؤتمر المرأة المزمع عقده في الصين في غضون العام الحالي، كذلك مؤتمر القمة الاجتماعي الذي سيعقد في كوبنهاجن في مارس من عام 1995م.. هذه تطورات صحية.
    لقد أخطأت حركات النهضة في اقليمنا حساب الموقف الدولي والأسرة الدولية لذلك وقعت في نكسات.. حدث هذا في عام 1967م وفي عام 1990م. ان حركات التطرف الديني التي انتشرت في المنطقة الآن تخطئ حساب الجانب الدولي وتقع في المحظور. المطلوب ادراك واسع للغير الدولي وتعامل ايجابي معه مع العمل بموجب الموازنات الدولية الموجودة لاصلاحه ليكون أكثر عدلا وأكثر ديمقراطية.

    14- قضية فلسطين:
    إن اغتصاب فلسطين من أهم جنايات النظام الدولي الحديث على الحق الاسلامي والحق العربي والحق الفلسطيني. لقد تعامل أهل فلسطين والعرب والمسلمون مع نشاط الحركة الصهيونية ثم مع اسرائيل بعد قيامها تعاملاً مليئاً بالحسابات الخاطئة.. الحسابات التي صبت في نهاية المطاف في خانة التقوية لإسرائيل!.
    الموقف الآن، وبعد نهاية الحرب الباردة بالصورة التي تمت، هو:
    أ. واقع عربي رسمي محكوم بتوازن قوي راجح ضد العرب وضد أهل فلسطين. هذا التوازن هو المسئول عن التنازلات العربية على الأصعدة الرسمية.. تنازلات دفع اليها توازن القوى بعد نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي وبعد حربي الخليج الأولى والثانية وما ادتا اليه من اضعاف للموقف العربي.
    ب. واقع شعبي عربي واسلامي مشدود للحق المغتصب ومتحمس للمطالبة بالحق كله.
    ج. اسرائيل متشددة وتضغط على الموقف العربي الرسمي لقبول شروط سلام دنيا يستحيل أن يقبلها الواقع الشعبي.
    ان الخط الصحيح هو خط السلام لأن أي خط آخر سيؤدي في الظروف الحالية لأضرار أكبر. ولكن السلام بالشروط الاسرائيلية مستحيل!. وينبغي أن تتوافر للسلام الحقيقي - الذي يمكن أن يطفئ التهاب الشارع السياسي الاسلامي العربي الفلسطيني دون المطالب القصوى - الأسس الستة الآتية:
    أ. عودة أو تعويض اللاجئين عام 1948م.
    ب. الانسحاب من كل الأراضي المحتلة عام 1967م.
    ج. تصفية كل المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة.
    د. تجاوز اسرائيل لقانون العودة الذي يعطي كل يهودي الحق في الجنسية الاسرائلية لما ينطوي عليه ذلك من توسع.
    هـ. تقرير الشعب الفلسطيني لمصيره.
    و. التزام جميع الأطراف بالسلام العادل وتطهير المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.

    15- السلام العادل:
    البؤر الملتهبة الآن أغلبها في ديار المسلمين. ان العنف الموجه لتحرير من احتلال اجنبي مفهوم ولا سبيل لانهائه الا عن طريق انسحاب القوى الأجنبية.. أما حركات الاحتجاج التي تتخذ العنف وسيلة للاصلاح فانها قد أضرت بموقف البلاد الاسلامية وباسم الاسلام وسمعته.
    مهما كانت نوايا الذين يمارسون العنف لاصلاح داخلي فإن نشاطهم هذا يوظف الآن ليأتي بنتائج عكسية كالآتي:
    أ. تخويف النظم على استقرارها مما يجعلها تلجأ للوصاية الأجنبية.
    ب. الاستدلال على دموية الاسلام.
    ج. استنزاف الدم المسلم.
    د. التعامل مع الطرح الاسلامي كخطر أمني لا كفكر مما يسهل الاجراءات الجراحية ضده.
    ان احتواء العنف المنتشر في الساحة الاسلامية اليوم واجب اسلامي في المقام الأول.. ان السلام والديمقراطية هما خير مناخ لنجاح التوجه الاسلامي.

    يتبع ....
                  

12-27-2003, 02:57 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: إسماعيل وراق)

    16- الوسائل:
    ان الفهم الصحيح لسيرة النبي (ص) يؤكد أنه استخدم وسائل مختلفة للدعوة وأنه اقتصد ما استطاع في العنف:
    أ. في المرحلة الأولى وهي تمتد الى 13 عاماً وهي أكثر من نصف عمر النبي (ص) بعد الرسالة فان الدعوة ركزت على بث الايمان والتربية وكفت عن العنف تماما..(كفوا ايديكم واقيموا الصلاة) .
    ب. ولدى الهجرة صار الالتزام بالقتال دفاعا: (اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا..الآية) وهذا الموقف الدفاعي هو مضمون بيعة العقبة.
    ج. ووقع السجال القتالي ثم جاء صلح الحديبية ثم تجدد القتال ومبرره الواضح: (ألا تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه ان كنتم مؤمنين).
    الدرس المستفاد من السيرة هو أن وسائل الدعوة تنوعت وراعت توازن القوى داخل المجتمع وحوله.
    في مرحلة ما من التاريخ الاسلامي تحولت الخلافة الى ملك يمارس سلطاته باسم الدين. لذلك قامت ضده حركات رفض دينية كالخوارج، والشيعة، والحركات المهدوية المختلفة.. كذلك أنكر بعض الصالحين استبداد السلاطين وشكليات الفقهاء فاتجهوا نحو التصوف.. هكذا تمزق الواقع الاسلامي ودفعه التمزق، والركود، والاستبداد الى حالة أعدته اعدادا لا ستقبال الاستعمار.. الاستعمار الذي طغى على غالبية بلاد المسامين واجهته حركات تحرير وطنية، وقومية، واسلامية.. الحركات الاسلامية تجاوزت مهام التحرير من الاستعمار لتحديد الهوية الفكرية وتأصيل البناء الذاتي.
    ان النظرة الفاحصة لأداء الحركات الاسلامية يظهر كيف أنها كانت ناجحة تماماً كقوة تعبوية، ولكنها حيثما استولت على السلطة واجهتها اخفاقات. المطلوب الآتي:
    أ. ان يعي الدعاة مبادئ الدعوة وأساليبها المختارة في هذا الظرف التاريخي.
    ب. تجنب تحويل الدعوة لتحد أمني للسلطات الوطنية لأن ذلك يؤدي لمحاصرة الدعوة وعزلها وتدمير دعاتها.
    ج. تجنب الانقلاب العسكري كوسيلة لتمكين التوجه الاسلامي لأن الانقلاب العسكري يؤدي حتما لنقل القرار السياسي لجهات غير مستعدة له، ولأنه يسيس الشريحة العسكرية فيودي بالانضباط في الكيان العسكري مما ينخر في فاعليته القتالية، ولأنه يؤدي لعزلة داخلية وخارجية بل يحاصر الدعوة باسم التعدي على حقوق الانسان.
    د. لقد أدى الغموض حول مفهوم الجهاد الى اعتبار كثير من الحركات ما تقوم به جهادا في سبيل الله. ان مفهوم الجهاد أوسع من القتال فهو بذل الجهد كله لتكون كلمة الله هي العليا، ويشمل كل أساليب بذل الجهد: باللسان، بالقلم، بالمال، بالفكر، بالعلم.. ويصبح قتالا في ظروف معينة: عندما تحرم الدعوة حريتها، ولدى الدفاع عن النفس.
    ان اختيار أساليب الدعوة ووضوح الرؤية من فقه الجهاد من أهم ما ينبغي للنهج الاسلامي أن يحدده تحديدا قاطعا.
    المهم ان يعمل التوجه الاسلامي مع التيارات الأخرى للإتفاق على أساس ديمقراطي واضح للشرعية والانطلاق من ذلك الأساس لتحقيق أهداف الدعوة بالأساليب المتفق عليها.
    17- العالم حولنا بعد الحرب الباردة:
    العالم حولنا بعد الحرب الباردة مكون من سبع كتل هي:
    أ. أمريكا الشمالية ومن حولها في NAFTA) منطقة أمريكا الشمالية للتجارة الحرة).
    ب. الاتحاد الأوربي، مكون من أوربا الغربية.
    ج. شرق آسيا وهو مكون من اليابان والصين وما حولهما.
    د. روسيا والاتحاد الروسي.
    هـ. جنوب آسيا، الهند وما حولها.
    و. العالم الاسلامي.
    ز. افريقيا السمراء.
    هذه الكتل أقواها من كثير من الجوانب الكتلة الامريكية، ولكنها لأسباب وصفها بتفصيل برزنسكي مستشار الأمن الأمريكي الأسبق في كتابه بعنوان: الفوضى العالمية.. لتلك الأسباب وخلاصتها الضعف الاقتصادي الأمريكي والضعف الحضاري والوقوع في سلبيات اجتماعية كثيرة فانها لن تستطيع الهيمنة على العالم، وستجد منافسة من الكتل الأخرى. الكتلة الأوربية هي الأقوى اقتصاديا ولكن تعوزها القوة العسكرية والارادة السياسية الموحدة.. الكتلة الثالثة سوف يستبد بها توتر بسبب التنافس الياباني الصيني .. التنافس الذي فيه اليابان أقوى اقتصاديا والصين أقوى عسكريا.
    ان الكتل الثلاث الأولى هذه سوف تتنافس فيما بينها على النفوذ العالمي وعلى ولاء الكتل الأربع الأخيرة. وسيكون التنافس شديدا على الكتلة الاسلامية لما فيها من موارد الطاقة وموقع استراتيجي. اذا استطاعت الكتلة الاسلامية أن تنهض فانها تستطيع أن تحصل على أسس أكثر عدلا في التعامل مع الكتل الاخرى. وان هي استسلمت للضعف والتمزق فانها ستكون عرضة لفرض القرار من خارجها عليها.

    18- الطرح الإسلامي الآن:
    حتى الآن فإن الطرح الاسلامي الحديث مقدم في 3 بلدان هي: ايران والسودان وافغانستان.
    أما ايران فانه على الرغم من الايجابية التي حققتها الثورة الاسلامية في ايران فان عطاءها كنموذج عطاء محدود وذلك للأسباب الآتية:
    أ. مذهبية توجهها.
    ب. الوقوع في محظور الاستقطاب القومي الفارسي العربي.
    ج. قلة استصحاب العصر الحديث في توجهها.
    أما أفغانستان فقد أظهر مجاهدوها قوة شكيمة بالغة في التحرير. ولكن بعد التحرير ظهر أن التعبئة التحريرية العملاقة يصحبها وعي فكري وسياسي متواضع جداً.. نتيجة لذلك بدأ كأن الجهد التحريري الهائل نجح تعبوياً واستغل كوجه من وجوه الحرب الباردة! ولكنه في محك العطاء كنظام اجتماعي بديل أخفق تماماً وأحال الساحة الى اقتتال أهلى لا نهاية له.
    أما السودان، فقد خاض حتى الآن ثلاث تجارب: التجربة الأولى في العصر الحديث هي تجربة 1983م التي أخفقت تماماً وشوهت الخيار الاسلامي. التجربة الثانية كانت أثناء الديمقراطية الثالثة، وقد أجهضت. التجربة الثالثة هي التجربة الحالية وقد انعزلت تماماً داخلياً وخارجياً وأحاطت بها المشاكل الوطنية احاطة تامة.
    السودان الآن أمام خيارين هما:
    • استمرار الطرح الحالي فيما هو فيه مما يؤدي حتما لاستقطاب حاد يدعمه نفوذ أجنبي ولا يعلم الا الله مدى المواجهات والمشاق التي ستلم بالبلاد حتما من جرائه.
    • الخيار الثاني هو أن تجد العبقرية السودانية مخرجا قومياً سياسياً ديمقراطياً.. هذا المخرج يدعمه عطاء وطني داخلي متين.
    من أجل الاسلام، ومن أجل السودان فإنني ما زلت أفضل هذا الخيار السياسي الوطني الديمقراطي.. لذلك فضلت البقاء داخل البلاد وتحملت الأذى وحماقات المتسلطين راجياً أن تكتب العناية النجاح لهذا الخيار.!
    19- ربما سأل سائل ملم بالخريطة الاسلامية في السودان: كيف يمكن للأنصار أن يقوموا بدور في التيار الاسلامي في السودان وهم يرتبطون بعقيدة خاصة تدخل عاملاً هاماً في علاقات الآخرين بهم؟!.
    هنالك تسع مدارس مهدوية في الفكر بيانها.
    أ. ثلاث مدارس شيعية هي المدرسة الاثنى عشرية، والسبعية، والزيدية.
    ب. ومدرستان صوفيتان عن المهدي الساعد الأيمن للنور المحمدي وعن المهدي القطب.
    ج. ومدرسة فلسفية عن المهدي رئيس المدينة الفاضلة على حد تعبير الفارابي.
    د. وثلاث مدارس سنية: المهدي امام القرن، المهدي احد 12 راشداً على حد تعبير ابن كثير، والمهدي القائم لله بالحجة على حد تعبير الفخر الرازي.
    الامام المهدي في السودان أضاف مدرسة سنية رابعة فحواها:
    أ. انه لا قيمة للتوقيتات والعلامات التي بالغ في تفصيلاتها العلماء لأن الأمر بيد الله والله يفعل ما يريد.
    ب. دعوته وظيفية وظيفتها احياء الدين. قال: وانما قصدنا منكم الجميع المعاونة في تقويم الدين القويم.. واني في هذا كواحد منكم ولوددت لو قام به غيري وصرت من جملة أعوانه فما كان الا ما اراده الله من تحملي باقامة الدين. وقال: اوصيكم واياي بتقوى الله واتباع سنة رسول الله، واعلموا أن المهدية قائمة بهذين. وقال: لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال..
    هذه التعاليم تجعل الدعوة بوضوح وظيفية وتفتح الباب واسعا للحوار بين أهل القبلة فيما بينهم وللتعامل مع الوافد الفكري والثقافي على صعيد النظام الاجتماعي لاستصحاب النافع.

    ختـــامـاً:
    إن الإسلام الحضارة في تمدد مستمر تقف معه وسطية الاسلام ومجهود العلماء والمفكرين والأدباء وأهل العمارة والفن جزاهم الله خيرا اذ أدت مجهوداتهم وتؤدي لإثراء وتمدد الحضارة الاسلامية العربية.
    ان الاسلام الديانة في تمدد مستمر رغم ضعف المسلمين السياسي والاقتصادي يقف معه وضوح عقائد الاسلام ورسالته الخلقية ومجهود الصالحين العاملين بالقدوة والتربية.
    أما الاسلام كنظام اجتماعي فانه مطالب بعلاج المشاكل المذكورة هنا من منظور اسلامي. ومطالب بالتفوق على الطرح المنافس الآخر وإلا حكم عليه بالإخفاق.. إن مفكري الاسلام وعلماءه قد أدركوا ما ينبغي عمله ولكنهم مع ذلك في الغالب بعيدين من مواقع الأداء العملي. مواقع الأداء العملي الآن يحتلها حركيون دفع بهم الحماس إلى مواقف استبداد لاختصار الطريق للسلطة أو مواقف ارهاب للإحتجاج على المظالم.. هذا موقف خطير لأن عجز المفكرين والعلماء مع صحة مواقفهم، وخطأ الحركيين مع قوة مواقفهم يحسبان على أداء الاسلام كنظام اجتماعي بديل حساباً سالباً.
    المطلوب أن يراجع الجميع مواقفهم للخروج من هذه الخانات الضارة بالاسلام، وبالشعوب، وبمصير الانسانية!.
    أمامك فاختر أي نهجيك تنهج طريقين شتى مستقيم وأعــوج!
    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

    إنتهى.. مع خالص ودي للجميع أعضاءاً وقراء
                  

12-27-2003, 03:07 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: إسماعيل وراق)

    إسماعيل
    جزاك الله عنا كل خير
    طبعت المقال و سأساهر لحين الإتمام.
    لك ودي
                  

12-27-2003, 03:14 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: ابو جهينة)

    العزيز أبو جهينة
    ربما تكون شهادتي في الرجل مجروحة بسبب إنتسابي لفكره
    ولكن لو تأملنا هذه المحاضرة وقرأناها بعقل مفتوح لكفتنا شر كثير من البلايا والإحن
    أتمنى لك سهرة ممتعة
    وبعدها نتوقع مساهمتك
                  

01-03-2004, 08:27 AM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: إسماعيل وراق)

    *
                  

05-19-2004, 02:32 PM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: إسماعيل وراق)

    كيف "غتس"هذا البوست القيم؟؟؟
    معليش يا وراق جات متأخرة شوية
                  

05-19-2004, 03:13 PM

ebrahim_ali
<aebrahim_ali
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: lana mahdi)

    الحبيب وراق فعلا موضوع لم يجد حظه الكافي من النقاش ولك العذر لاني في تلك الفترة أي فترة إنزاله أخوك كان كان عريس وحقيقة لقد استمتعنا بما كتب ولك الشكر وللأخت لنا ألف شكر على إخراج هذا الصيد الثمين من بين آلاف المواضيع الغاتسة الجوة
                  

05-21-2004, 10:47 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: ebrahim_ali)

    العزيز إبراهيم علي
    تحية طيبة وبعد
    بالفعل أن الرجل مدرسة فكرية ثره، تحتاج منا لدراسة دقيقة وتمحيص، المشكلة في أن هناك بعض القوم لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، وتنطبق عليهم الأية الكريمة: ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدي ولا كتاب منير.
    كم أتمنى أن نقرأ لهذا الرجل ونقارعه الحجة بالحجة، فكرا بفكر لا تهريجاً وسفسطة.
    لك التحية في الختام أيضاً أخي إبراهيم.
                  

05-19-2004, 03:15 PM

محمد عبدالرحمن
<aمحمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 03-15-2004
مجموع المشاركات: 9059

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: lana mahdi)

    ودوراق سلام

    اعلي للافادة والاستفادة

    تحياتي
                  

05-21-2004, 10:49 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: محمد عبدالرحمن)

    العزيز محمد عبد الرحمن
    لك مني محبة صادقة ايها الشفيف
                  

05-21-2004, 10:39 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: lana mahdi)

    العزيزة لنا
    شكراً على رفع البوست.. لك خالص تحياتي وتقديري.،
                  

05-19-2004, 05:36 PM

Roada


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: إسماعيل وراق)

    يا أستاذه لنا مهدى، مش كان احسن تخلى البوست (يغتس) ؟ فلو ترك أمر (الأسلام) للصادق المهدى (لغتس) حجره، و (لغتس) حجر الأديان السماويه الأخرى معاهو كمان..
                  

05-19-2004, 06:51 PM

الصادق خليفة
<aالصادق خليفة
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 2351

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: Roada)

    الاخ / الوراق

    موضوع رائع و يستحق القراءة ،
    سأقوم بالتعليق في الوقت المناسب ويستاهل ينكتوه من اخر الادراج لان الرجل عالم و مفكر وكفى .
    تسلم
                  

05-20-2004, 03:38 AM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: الصادق خليفة)

    استاذ وراق
    مشكور جدا على هذا البوست
    وتاكد باننى سوف اقراءه مرة
    ثانية .
    و ياريت تكتر من تقديم محاضرات
    الصادق ياريت تكون صوتية عشان
    الكبر حصل الواحد القراية ما
    بالحيل عليها .
                  

05-21-2004, 10:56 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: هاشم نوريت)

    الأخ هاشم
    تحية طيبة وبعد.،
    تحديداً يهمني تعليقك على رؤى السيد الصادق المهدي الفكرية، وكم أتمنى أن تقرأ كتاباته بكل تأني.
    اتوقع مساهمتك لاحقاً.
                  

05-21-2004, 10:52 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: الصادق خليفة)

    Quote: لان الرجل عالم و مفكر وكفى

    ود الخليفة يا رائع... تسلم يا غالي
                  

05-20-2004, 03:46 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-04-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: Roada)

    Roada
    Quote: يا أستاذه لنا مهدى، مش كان احسن تخلى البوست (يغتس) ؟ فلو ترك أمر (الأسلام) للصادق المهدى (لغتس) حجره، و (لغتس) حجر الأديان السماويه الأخرى معاهو كمان..



    AnwarKing
                  

05-21-2004, 11:00 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: AnwarKing)

    الأخ أنور كينغ
    شكراً على المرور
                  

05-20-2004, 09:48 AM

ebrahim_ali
<aebrahim_ali
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: Roada)

    رودا كتبت
    (أستاذه لنا مهدى، مش كان احسن تخلى البوست (يغتس) ؟ فلو ترك أمر (الأسلام) للصادق المهدى (لغتس) حجره، و (لغتس) حجر الأديان السماويه الأخرى معاهو كمان)
    روداانتو االغتستو الإسلام والديانات السماوية الأخرى
    ارجعي لكل بوستاتك تتحدث عن ماذا وبعد ذلك تعالي تحدثي هنا إذا كنت أصلاً مؤمنة بما جاء بالكتاب والسنة أو بأية ديانة اخرى
    لنا ألف شكر وشكر لكي على إخراجك هذا الموضوع الحيوي الهام الذي نشعر بأننا دوما بحاجة لمثل هذه الجرعات الروحانية التي تعيد لروح حيويتها ونشاطها
    وراق لك مرة أخرى عظيم الشكر والامتنان
                  

05-21-2004, 10:42 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: Roada)

    رودا
    شكراً على المرور ورفع البوست
                  

05-22-2004, 07:09 PM

Mahadi
<aMahadi
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: إسماعيل وراق)

    UP
                  

05-22-2004, 09:17 PM

محمد عبدالرحمن
<aمحمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 03-15-2004
مجموع المشاركات: 9059

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: Mahadi)

    اسماعيل وراق

    تحياتي

    مازلت انتظر وجهة نظر اخري تكون جادة في الحوار ، وحتي بروز تلك الرؤية

    ارفع البوست


    تحياتي
                  

05-22-2004, 09:42 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مستقبل الإسلام في العالم - الصادق المهدي (Re: محمد عبدالرحمن)

    الحبيب العزيز محمد عبد الرحمن
    أنا لا أتوقع مداخلة موضوعية - وأتمنى أن يخيب توقعي هذا - والسبب يرجع وبكل بساطة أن الكاتب هو الصادق المهدي ولطالما كان الأمر كذلك فسنجد الأحكام المسبقة على فكر الرجل دون تبصر وتدبر.. سأحكي لك قصة حدثت معي مرة..
    كان يدور بيني وبين شخص أخر - يحسب نفسه من المثقفاتية - حديثا عن بعض الإشكاليات التي تواجه الفكر الإسلامي في هذا العصر وعندما عرضت وجهة نظري قال لي أن هذا الفكر متقدم ولا يشبهك.. ٌقلت له كيف؟ قال لي أن فكرك الأنصاري يتناقض مع هذا القول؟ قلت له إذن أنت تجهل الفكر الأنصاري؟ وسألته كم كتاباً قرأته يتناول الفكر الأنصاري أو كم كتاباً قرأته للصادق المهدي... ًصدقني يا أخي محمد طأطأ الرجل رأسه ولم يجب.. هذا هو حال أصحاب الردود الإنطباعية والمعلبة.. وعرفت ساعتها أن محنتنا في أصحاب العقول الخاوية أدعياء الإستنارة والتنوير المزعوم وهو منهم براء.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de