دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
لا لم تخطئي.. ولكن!. بقلم/ رباح الصادق
|
رداً على سؤال الصحافيَّ المصري صباح موسى لا لم تخطئي.. ولكن!. بقلم/ رباح الصادق: كنت كتبت في منبر بيننا الماضي عن ندوة الصحافة "الذكية" حول ثقافة السلام، مشيرة لطلب الصحافية المصرية من الفنان وردي وغيره من الفنانين السودانيين أن يغنوا في القاهرة أولا باللهجة المصرية حتى يسمعهم المواطن المصري ثم يعتاد عليهم وعلى السلم الخماسي ويستطيع بعد ذلك الاستماع لغنائهم بلهجاتهم الأصيلة، وأنها تهددت الفنان وردي شخصيا إن لم يفعل ذلك فهي لن تستمع له. عقبت الأستاذة صباح على مقالتي تحت عنوان "هل أخطأت حينما تمنيت أن يغني وردي بالقاهرة؟". وفي المقال دافعت الأستاذة صباح موسى عن طلبها من وردي كي تفهمه هي وغيرها فيكون متوسلا للجمهور، وأصرت على الطلب من جديد رغما عن أنها كانت تراجعت عنه في الندوة، ثم قالت إنني "خلطت الحابل بالنابل وأدخلت السياسة بالموضوع" وختمت بسؤالي سؤالا واحدا على حد تعبيرها: لماذا أنزعج من وجود الفنان السوداني في مصر وغنائه بها؟ ألم يفعلها السياسيون من قبل ألم يرتموا في أحضان القاهرة؟.. ولما لمداخلة الأستاذة صباح من أهمية كونها قلماً مصرياً تخصص في الحال السوداني، وكونها أثارت بعض مما تم الرد عليه في الندوة وبلسان وردي شخصيا، وكونها أضافت جملة جديدة هي من نوع الجمل التي تزيد ضبابية الحديث حول علاقة مصر بالسودان سواء من باب الفن أو من باب السياسة، فإننا نفرد "بيننا" اليوم للإجابة على تساؤلات الأستاذة صباح.. ويزيد!. الحقيقة إن حديث الأستاذة صباح موسى في الندوة أثار غضبا عارما حينها من الحضور، وقد خبا ذلك الغضب بعد مراجعتها لتهديدها فقد استمعت لوردي في نفس الندوة وسحبت كلامها وقد كان ذلك الرجوع كافيا للكثيرين، ولكن ظل بعض الحضور مستاءً حتى من الاعتذار باعتباره كما ذكرت على غرار (صفع الاضينة والاعتذار له) وكنت حينها ممن يرى أن رجوع الأستاذة صباح يكفي، وحتى لو لم يكن كذلك فإنني لم أجد داعى لسحب تصرفها على مجمل المصريين كما كان اتجاه بعض من حاورت، فقد رأيت بأم عيني وفي القاهرة داخل الأوساط الصحافية والسياسية بل والفنية المصرية احتفاء بالسودان (كما هو ودون أن يتمصر) وقد صارت هنالك أسماء مثل الدكتورة إجلال رأفت، والدكتور ميلاد حنا والأستاذ مصطفى الفقيه وغيرهم من القامات المصرية التي تعلم عن السودان والسودانيين ربما أكثر من بعض أهله، وهنالك صحافيون وصحافيات وباحثون وباحثات.. أقلام مثل أسماء الحسيني وأماني الطويل وهاني رسلان والقائمة تطول.. إن تنامي الاتجاه نحو السودانويات والدراسات حول السودان صار شيئا ملموسا في مصر.. بل لقد قرر مركز الإهرام للدراسات الاستراتيجية الولوج في مشروع لبحث كل التركيبة السودانية السياسية والاجتماعية وغيرها وما ذلك إلا تعبيرا عن ذلك الاتجاه.. الصحافية الأستاذة صباح موسى نفسها جزء من هذا الاتجاه، فهي مصرية متخصصة في الشأن السياسي السوداني وقد أسهمت بعدة مقالات في موقع "إسلام أون لاين" بالإنترنت وغيره في زيادة الوعي بالتركيبة السياسية السودانية عربيا وإسلاميا.. أردت أن أقول للاتجاه السوداني الذي حمل مصر بمن حملت كلمة صدرت من صحافية عبرت عن مزاجها الخاص أن هذا خطأ.. ففي مصر من يسمع لوردي سماع الجن وهم يسترقون السمع فيجدون شهابا رصدا.. ولو اطلع المطلع مثلا على الأدب النوبي: لحجاج أدول أو إدريس علي مثلا فسيجد العجب العجاب.. وردي هنالك بطل فني أو "أسطورة" ربما أكبر مما هو في كتابات أدبائنا ورواياتهم.. ولعل هذا ما حدا بالفنان محمد منير أن يغني بعض أغاني وردي ويقول هي من تراث النوبة! مثلا: "فرحي خلق الله واتني".. "والليلة يا سمرا".. صار وردي ورثة مملوكة للنوبيين المصريين حتى في تغنيه بالعربية. وصارت أغانيه تلك شائعة في مصر السفلى بصوت منير.. ولعل ظاهرة محمد منير نفسها أقرب للتزلف باللهجة المصرية للأذن المصرية الذي قصدته صباح.. فمنير يعبر عن التراث النوبي وهو تراث يكاد ينطبق على حامليه ما يحمله السودانيون عن آلة الإعلام المصري تجاههم.. اقرأ مثلا للكاتب النوبي روايته "دوامات الشمال" يعني بها شمال مصر هو ابن الجنوب المصري .. أو رواية "دنقلة" التي تحكي عن مملكة النوبة التي حلم بها الروائي المصري النوبي الشهير "إدريس علي" فرارا من تهميش أهل الشمال.. أو شاهد المسرحية الرائعة "أهل النهر" لحجاج أدول وستجد ما للنوبي المصري من مآخذ على أهل الشمال شبيهة بتلك التي للسوداني. ولكن منير أفلح في كسر حلقة "التهميش" وصار صوته صوتا فنيا مصريا معتبرا.. لقد غنى وردي في القا هرة بحنجرة منير كما قلنا، وغنى بصوته في كل مصر العليا النوبية ولا يكره أحد منا أن يغني وردي في القاهرة بحنجرته ويحصد الميداليات التي يستحقها. ولكن التهديد هو ما كرهناه.. ولتتخيل صديقتنا صباح أن سودانيا لا تستسيغ أذنه الموسيقى العربية خرج ذات صبح قائلا: على أم كلثوم أن تتزلف جمهورها فإن لم تتغن باللهجة السودانية وبالخماسي فإنني لن أستمع إليها.. إننا نحن السودانيين وقبل المصريين وغيرهم سنقول له: إنها سيدة الغناء العربي أستمعت لها بالسلم السباعي أم لم تفعل؟.. ولن يضير وردي الذي تطرب له آذان كثيرة في مصر وفي غيرها كون غالب مصر السفلى لا يستسيغ الخماسي، ويبقى هو فنان إفريقيا الأول!. قال وردي حينها: الخماسي معه جل إفريقيا، وشرق آسيا، والعولمة.. وقال: إن لي مستمعا في مصر النوبي وغير النوبي.. نحن لن نغير موسيقانا لنرضي أحدا والكثيرون ينتظرون منا أن ندخل جبتهم السباعية حتى ننال الاعتراف، ولننتظر لندرك من يربح جولة الإصرار!. نعم لم تخطئ الأستاذة صباح في تمنيها أن يغني وردي في القاهرة، ولكن شرطها الذي وضعته له كي يغني أخطأ فمن حقنا أن نغني بالسلم الذي نريد وأن يسمعنا الناس كما نسمعهم بسلم لا يوافق أذننا الأم. إننا حين يغني المغني فينا في القاهرة أو دمشق لا يرتمي في أحضان غير أحضان بلاده.. بل من وطنيته وحبه لبلاده ينقل فنها للأشقاء.. وهذا ليس شأن الفنانين فحسب بل وحتى الساسة الذين أشارت لهم صباح.. إن السياسي السوداني الذي يلجأ للقاهرة في شدة أو رخاء إنما يعمل لصالح بلده فهو في أحضان بلاده لو كان الحضن يعبر عن الهوى والانقياد.. أما أن تكون نظرة صحافية مصرية متخصصة في الشأن السياسي السوداني أن الوجود السياسي السوداني في القاهرة هو من قبيل الارتماء في الأحضان سياسيا ويشابه الغناء باللهجة المصرية فنيا (أي التغني بغير لسان الوطن والتزلف لغير وجدان الوطن).. فهذا ربما يحتاج لمراجعة بعض الأوراق المصرية حول السودان. إن الإعلامي ليس كغيره من البشر إنه حارس بوابة الوعي والمعلومة.. ولذلك فإنني أرجو صادقة أن تكون جملة الأستاذة صباح هي من باب رد العدوان الانفعالي فقد رأت أنني اعتديت عليها، ويمكن حينها أن تحاول التعريض بي حقا وباطلا -وقد كنت من بين من لجأوا للقاهرة معارضة لنظام الخرطوم وفي حدقاتهم الوطن.. أرجو صادقة ألا تكون بصدق ترى أن اللجوء للقاهرة سياسيا هو ارتماء في أحضان غير الوطن!.. ومصداقا لذلك فإن في أدبيات السياسة السودانية كذا "إعلان قاهرة" آخرها كان الإعلان الشهير الذي أثار حفيظة النظام السوداني بعد الوهلة الأولى.. ذلك الإعلان المتسمي بالقاهرة لم يكن يروي عن "حضن مصر" شيئا.. وفي ختام كلمتي هذه أقول للأستاذة صباح: إنها اختلافات في وجهات النظر.. ولو كان في ما نسبته لك عدوانا فإنني أعتذر!. وليبقَ ما بيننا
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لا لم تخطئي.. ولكن!. بقلم/ رباح الصادق (Re: Omer54)
|
الأخ عمر54 لك الود.، نعم كان رد رباح شافياً وكافياً.. ومن خلاله تبين لي عمق الإشكال الثقافي ما بين شطري وادي النيل، فإخواننا المصريون أهل أم الدنيا يروا أن باب النجاح في أي مجال كان لا يأتي إلا عبر بوابتهم، ضاربين في ذلك عمق وتجذر ثقافة الغير، لا أود الرجوع إلى مسألة الوصاية الثقافية المصرية على السودان، ولكن إلى متى يظل قصورنا نحن كسودانيين تجاه نقل ثقافتنا وفرضها مثلما فرض الآخرين ثقافتهم على مجتمعنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لا لم تخطئي.. ولكن!. بقلم/ رباح الصادق (Re: إسماعيل وراق)
|
يا وراق اي ثقافة تنتظر اذا كان الوضع الاجتماعي السياسي يقول عارية وادوها صوط يكفي ما يحدث الان والبركة في المصريين الي علموا ساستنا وعلي راءسهم الصادق المهدي وقادة الحزب الشيوعي والبقية علي الا نختلف ونتفق في زواج ابنة الامام ،الامامة,من زواجها ولابد من الحضور وننسي الماضي باحزانه او التغيير من الداخل تكتيكي ام استراتيجية......
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لا لم تخطئي.. ولكن!. بقلم/ رباح الصادق (Re: Saad A.Ragab)
|
الأخ سعد رجب لك الود ليس هناك أحد ينكر دور المصريين تجاه بعض قضايانا، ولكن ألا تلاحظ معي أن هناك مفاهيم خاطئة تجدها عند كثير من الكتاب والصحفيين المصريين خاصة في تناولهم للشأن الثقافي لاسيما الجانب الفني، هؤلاء أخي سعد لا يعرفون من الفن السوداني غير الترلة قاطرها قندرانو ولا يعرفون من الفن السوداني غير ما يردهم من مجروس وسيئة الذكر الثانية اللهم إلا من رحم ربي منهم... أنظر لتلك الصحفية تقول أن الفنانيين السودانيين لابد لهم أن يتغنوا باللهجة المصرية أولاً ومن ثم يحق لهم الغناء بلهجتهم الأصلية ولا تستثني من ذلك قامتنا الفنية وفنان أفريقيا الأول محمد وردي.. أليس هذا تعدي على خصوصية ولونية ثقافتنا... عجبي!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لا لم تخطئي.. ولكن!. بقلم/ رباح الصادق (Re: إسماعيل وراق)
|
عزيزي وراق انا في ردي علي كتابتك اتخذت طريق سخرية القدر ليس ما يقوم به المصريين بل والعرب جميعهم تجاه ثقافتنا ليس هذا فحسب لكن عاريه وادوها صوط اعني بها حال الشعب السودني مااله و سيؤول عليه انا كنت من الدارسيين بمصر خلال الاعوام 84 وحتي 1988 اعرف كيف يفكرون كشعب وافراد كان زمان منهم اعضاء حزب التجمع من يدركون ثقافتنا كصنع الله ابراهيم وزكي مراد لكن ما تشكر لي الراكوبه في الخريف اتمني ان تكون لمست ما اريد ان ابوح به....
| |
|
|
|
|
|
|
|