دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
كلمـة السـيد الصـادق بمناسـبة إحتفال 6 أبريل
|
هذه كلمة السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة والتي كان من المتفترض أن تتلى على جماهير الشعب السوداني بمناسبة إحتفال 6 أبريل المقام بدار حزب الأمة القومي بأم درمان.
بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر ولله الحمد كلمة الحبيب الإمام رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي 6 أبريل 2005م أبدأ بتهنئة الشعب السوداني على هذه الذكرى انتفاضة رجب أبريل التي استردت الديمقراطية وفتحت الطريق في السودان للحل السلمي الشامل للحرب الأهلية. الشعب السوداني هو مؤلف الإضراب العام كوسيلة من وسائل تغيير النظام، وهو مؤلف الضغط الشعبي الجماهيري. هذه الآليات التي ابتكرها الشعب السوداني بفاعلية وأسقط بموجبها دكتاتورين: دكتاتورية 17 نوفمبر ودكتاتورية 25 مايو قد اقتبسها منا كثيرون وهذه الآليات هي المسئولية عن التحرير الذي يجري في كثير من البلدان، حدث الآن في جورجيا ويحدث في غرقبنيا وفي لبنان وغيرها من البلدان. الشعب السوداني الذي كان مكتشفا ومؤلفا لهذه الأساليب نوع أسلوبه الآن مع النظام الحالي الذي هداه الله لأن يقبل التعددية ويقبل الحوار مع الرأي الآخر وفتح الطريق لتحول سلمي، ولكن هذا التحول السلمي لا يمنع بل يوجب استمرار الضغط الشعبي بكل الوسائل حتى تتحقق للشعب تطلعاته المشروعة، ولا شك أننا الآن نواجه هذا النظام بالحوار المسئول متى ما تجاوب وبالضغط الشعبي، وهناك الآن آلية أخرى وهي الضغط الدولي، العالم الآن لم يعد يصبر على انتهاكات حقوق الإنسان وعلى حرمان الشعوب من حقوقها في الحكومة العادلة الأمر الذي صار مطلوبا لكل الناس. انتفاضة رجب أبريل كانت إنجازا سودانيا رائعا انطلق من مقدمات، ولم تكن حدثا معزولا كما اعتبره الناس، فكان لهذا الحدث ارتباط أساسي بمقدمات أهمها: أن القوى الوطنية السودانية منذ البداية تصدت لنظام مايو باعتباره انقلابا عسكريا تؤيده فئة سياسية معزولة، وكان ما كان من حوادث الجزيرة أبا التي استشهد فيها من استشهد وعلى رأسهم الإمام الهادي وكذلك حوادث ود نوباوي التي تصدى فيها قوم يتطلعون للحرية بقوة وثبات. كان هذا هو أساس الرفض الأول لمايو، لكن تدرج الأمر فكانت الهجرة العظيمة التي هاجر بموجبها عدد كبير من الأنصار إلى إثيوبيا كانوا هم وقود انتفاضة يوليو 1976 التي حاول أن يسميها النظام المباد حركة المرتزقة، وكانت كلمة كاذبة فهؤلاء سودانيون حريصون على وطنهم ومضوا في سبيله، على كل حال كانت هذه مقدمات ثم كانت المصالحة الوطنية التي جاءت نتيجة لأن النظام أدرك أنه لا يستطيع أن يلغي وجود القوى السياسية الأخرى وعندما دخلنا معه في مصالحة، نكث عنها وعن عهدها. ولكن على الأقل مكنت المصالحة من تحرير بعض منظمات المجتمع المدني السياسية والنقابية والطالبية، هذه القواعد التي تحررت من قبضة الشمولية المايوية هي التي تحركت التحرك الذي أثمر السادس من أبريل وهي التي أجهزت على النظام وحققت الانتفاضة العظيمة. لقد كنا نحن وغيرنا حريصين على ذلك التغيير الذي تم سلميا بالفعل وأنهى الطغيان. ونعمل الآن بكل الوسائل: الحوار والضغط الداخلي والخارجي لكي يستجيب النظام للمطالب الشعبية فيحقق السلام العادل والشامل. إن اتفاقيات نيفاشا ليست شاملة ولابد من تطويرها من ثنائيتها القاصرة إلى شكل موسع يشمل الجميع ويحقق أهدافهم. إننا إذ نرحب بوفد أبناء الحركة الشعبية القادم إلى البلاد سوف نخاطبه خطابا جادا كما نخاطب الحكومة بضرورة الانتقال من الثنائية التي تلزمهما معا إلى الجماعية التي تلزمنا كلنا معا، نحن نرحب بالاتفاق الثنائي نرحب ولكنه لا يلزم الجميع إلا إذا تم تحويله إلى اتفاق جماعي يحقق السلام العادل والتحول الديمقراطي الحقيقي فينعم السودان بحكم مساءل تتحقق فيه مبادئ الحكم الصحيحة وهي المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون. هذه المعاني كلها يجب أن تعزى لتراث رجب أبريل العظيم الذي يشكل مع انتفاضة أكتوبر السابقة التراث النضالي السوداني الذي كان ولا زال حريصاً على تطلعات الشعب المشروعة حتى نقف جميعا صفا واحدا لنقول: حمد الله ألف على السلامة انهــــد كتــــف المقصــــلة والسجـن ترباسـو انخلــع تحــت انفجــــار الزلزلـــة والشعــب بأسـرو اندلـــع حــرر مساجينـو وطلـــع قــرر ختــــام المهـزلــــة هذا ما نتطلع أن يتغنى به كل أهل السودان فيربطون بين حاضرهم الديمقراطي السلامي المجيد، وماضيهم الذي ينتسب لأكتوبر ولرجب- أبريل. فسلام على شهدائنا في كل هذه المراحل. إننا نتطلع لشعب موحد قوى قادر على أن يعيش برخاء وأمان في ديمقراطية وحرية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
|
|
|
|
|
|
|
|