|
دعوة لإعادة قراءة تأريخنا المعاصر
|
يقول الأستاذ/ خالد محمد خالد في كتابه القيم " دفاع عن الديمقراطية" لا أعرف إهانة نزلت بأمة مثل سلب مواقفها العظيمة، وشجب نضالها الظافر وإتخاذ تجاربها السياسية الناجحة موضع التجريح والتشهير والتزوير... وكم أتمنى أن يكون هناك قانون يحاسب ويعاقب على إهانة الأمة. بدأت تظهر في الأونة الأخيرة بعض الأراء التي تناولت جزء من تأريخنا بشيء من التجريح والإهانة وتكون بذلك قد تجاوزت بعض القيم والأعراف السودانية المتعارف عليها ولكن إذا وقفنا وقفة تأمل صادقة مع ذاتنا وسألنا أنفسنا ما الذي دعى هؤلاء ينحون هذا المنحى ويغرقون في هذا الوحل. نجد الإجابة واضحة وجلية وهي أن هؤلاء تسمموا كثيراً بالعلف الوافد إلينا ودون شك تأثروا بكتابات من جنّدوا أنفسهم لتحطيم أمتنا السودانية ولهم في ذلك غرض، إذن من الذي دون تأريخ السودان المعاصر؟. وللإجابة نلاحظ أن من كتب تاريخنا المعاصر كانوا أشخاص لا يحملون قداسة الكلمة بل كانوا يحملون قداسة التاج البريطاني المستعمر، ألم يكن كلهم حكام وإداريون وسياسيون مستعمرون. من هو سلاطين باشا ألم يكن حاكماً لدارفور وكذلك ونجت باشا... ومن هو جوزيف أوروالدو ألم يكن مبشراً وحكاماً... ج أ ريد مؤلف قصة أمير من المهدية كان أحد السدنة الإداريين... ماكمايل مؤلف كتاب تأريخ القبائل العربية في السودان ألم يكن مفتشاً إدارياً... نعوم شقير حدث ولا حرج كان يتبع لقلم المخابرات الإنجليزية. أليس كل هولاء تحركهم دوافع أيدلوجية معينة وهل نريد إنصافاً من هؤلاء وهم بهذه الصفات. ولكن ما يزيد دهشتنا أن بعض كتابنا السودانيين لا يزالون في غيبوبة ثقافية وبالتالي نجدهم يجترون علفاً مسموماً .. لا يدرون ماذا يكتبون ولمن والأبعد من ذلك بأي منظور ورؤى يكتبون. وهنا علينا أن نتساءل هل نحن فعلاً في غيبوبة؟.... هل نحن جيل حقت علينا لعنة أجدادنا؟.. هل نحن جيل وكتاب نتجاوز الخطوط الحمراء في قراءتنا للتأريخ؟.. هل نحن جيل فعلاً على قدر من المسئولية التأريخية. كل هذه الأسئلة تحتاج لإجابات منا وليدلو كل واحد بدلوه في هذا الموضوع.
|
|
|
|
|
|