|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: الطيب بشير)
|
** بسم الله الرحمن الرحيم طبعا انا شفت العنوان.. على وزن حزب البهجه .. وقلت ياولد ياسمعة.. ما دام في هلال ومريخ .. يكون حسب الامان دة تابع لاغانى الحقيبة وكده.. ويا الطيب عليك امان اللة .. ماعرفت اقول شنو.. لمن دخلت ولقيت الموضوع بدأ بال بسم الله الرحمن الرحيم.. فاستنجدت بحبوبتى بت محمد صالح فهي دائما نعم النصير لها الرحمة.. اها ومن ديك شالتنى الهاشمية. ودخلت في البوست الجمبو طوالى شمال.. قت بايظه بايظه .. ورحت مقدم فتوى حارة ..نحن برضو علماء بس كاتلنا التواضع .. التواضع... العارف باللة.. اسماعيل الازهرى او كما قال ..
**
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: محمد سنى دفع الله)
|
ما شاء الله ..ما شاء الله حبيبنا الفنّـان الحـلو محمد السـنّي دفع الله الدوحة السمحة بي ناسا مركز أصدقاء البيئة و عادل التجاني الحبيب الحبوب الغنّااااااي و الله زمن سمح..و بلد سمح.. و ناس سمحين اللهم أجعلنا من بورداب الدوحة عاوز كتب ابواتنا ديل؟ بالحـــــــــــــــــيل تحت أمرك يا حبيب انت بس قول عاوز شنو عرق محـبّة؟.. ..طرف قميصك دة تربطو لي أي جنا يلخبت كيان صبايا الشرق الأوسط بي صمّـتـهـن.. بيكون بيناتنا تلفون ان شاء الكريم شكرآ ليك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: الطيب بشير)
|
ياالله ياكافي اكفنا شر سوابق الهمم من وليٍّ وساحر وعائن ومن أيهم وغير ذلك من أي العوالم فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، كهيعص ق . ن . لا تخف إنك من الآمنين. يالله ياكافي اكفنا شر كل دابة من حيوانات برك ، وبحرك ، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم كهيعص ق . ن . لاتخافُ دركاً ولا تخشى ياالله ياكافي اكفنا شر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير فسيكفيهم الله وهو السميع العليم ، كهيعص ق . ن. لاتخافا إنني معكما أسمع وأرى ياالله ياكافي اكفنا شر جميع الهموم ، وذوات السموم فسيكفيكهم الله ، وهو السميع العليم ، كهيعص ق.ن. لاتخف نجوت من القوم الظالمين ، ياالله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: Ibrahim Adlan)
|
ود عدلان صاحب المعالي جيتني بي عصري الجمعة ذاااتو؟ و الله كانت لنا أيام معاهم..نجي من شمبات مع شيخ الشعراني الله يديهو الصحة و العافية..و معانا ود اختو دفعتنا عبدالمجيد محمد علي الطفل الكبير..أيام كانت أيام.. شفت الجنيات ديل (خفاف) كيف؟.. قال لك التحرّر من الكثافة الطينية يسهم في ترقية الروح من درك البهيمية لتتسامى الى مصاف الملائكة..ما شاء الله.. شفت الولاد الينـقـزوا في الله ديل..ألطف ناس .. لايهمهم من دنيانا هذي شيء ..حتى أن أباهم الكبير يرحمهم الله (طـرب) لأغنية يا ليل أبقى لي شاهد على نار شوقي و جنوني و تفاعل معها على النحو المعلوم.. و جبت لينا صورة شيخ حســن يا سلااااام عليه من الله شآبيب الرحمات البوست بالحيل اتميّز يا الحبيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: الطيب بشير)
|
حوار هادئ مع الشيخ البرعى
الشيخ محمد مصطفى عبد القادر
مقدمة المخالفة الأولى المخالفة الثانية المخالفة الثالثة المخالفة الرابعة المخالفة الخامسة المخالفة السادسة المخالفة السابعة المخالفة الثامنة المخالفة التاسعة المخالفة العاشرة
المقدمة
فإن الشيخ عبد الرحيم البرعي من الشعراء الذين اشتهروا فى كثير من المجتمعات بكثرة شعره الذي يردده مجموعات من أهل الفن عبر أشرطة الكاسيت والفيديو وذلك فى أجهزة الأعلام المختلفة والمركبات العامة والمطاعم والمقاهي ولما كان الأمر خطيرا فى منظور الشرع الإسلامي حسب ما نعلم كان لابد من الرد عليه فى هذا المنشور ذلك عملا بواجب النصح والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إستننادا لقوله صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة ! قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال لله , ولكتابه , ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم
ولقول الله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) سورة آل عمران .
وان اول مسالة فى حوارنا مع الشيخ البرعى نقول بان الأحكام قد كفلت لنا هذا الحق فى جرح وتعديل ما يتقول به الشعراء وهو واحد منهم وذلك فى قوله تعالى ( والشعراء يتبعهم الغاون الم تر انهم فى كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) سورة الشعراء .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعرض لاقوال الشعراء فيحق الحق ويبطل الباطل وقد جاء فى مسند الامام احمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اصدق كلمة قالها لبيد الشاعر ألا كل شئ ما خلا الله باطل ولكنه كذب فقال : وكل نعيم لا محالة زائل فان نعيم الجنة لا يزول )
وعليه نفهم إن الشعر هو عبارة عن كلام فقط حسنه حسن وقبيحه قبيح وبهذا جاء الحديث عن عائشة ان رسول الله صلى الله عيه وسلم قال : ( الشعر بمنزلة الكلام ماكان منه حسن فهو حسن وماكان منه قبيح فهو قبيح ) رواه النسائي .
ومن هنا يتضح انه ينظر فى كلام الشاعر مهما ارتفعت مكانته لاحقاق الحق ولإبطال الباطل .
المسالة الثانية : -
إن حوارنا مع الشيخ البرعى على هذا المنهج الذي سوف نتعرض فيه لبعض شعره الذي حواه ديوانه المسمى " رياض الجنة ونور الدجنة " وبيان ما فيه من مخالفات شنيعة قد يرقى بعضها الى الشرك الأكبر والعياذ بالله هذا كما سوف نذكر الأدلة من القران والسنة على بطلانها .
وهذه هىالرسالة الثانية من حوار هادئ مع الشيخ البرعى ونحن نتعرض لمخالفاته الشرعية فى ديوان شعره المسمى رياض الجنة ونور الدجنة وكنا قد وقفنا فى الرسالة الأولى مع خمسة مخالفات وقد ذكرنا الأدلة من الكتاب والسنة فى بيان بطلانها نأصل فى مخالفاته .
وإن أول مسألة :
فى حوارنا مع الشيخ البرعى نقول بان الأحكام الشرعية قد كفلت لنا هذا الحق فى وجرح وتعديل ما يتقول به الشعراء وهو واحد منهم وذلك فى قوله تعالى ( الشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر انهم فى كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وإنتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) سورة الشعراء
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعرض لأقوال الشعراء فيحق الحق ويبطل الباطل وقد جاء فى مسند الإمام احمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قالاصدق كلمه قالها لبيد الشاعر ألا كل ما خلا الله باطل ولكنه كذب فقال :وكل نعيم لا محالة زائل فان نعيم الجنة لا يزول ) .
وعليه نفهم إن الشعر هو عبارة عن كلام فقط حسنه حسن وقبيحه قبيح وبهذا جاء الحديث عن عائشة أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال : ( الشعر بمنزلة الكلام ما كان منه حسن فهو حسن وما كان منه قبيح فهو قبيح ) رواه النسائي .
ومن هنا يتضح انه ينظر فى كلام الشاعر مهما ارتفعت مكانته لإحقاق الحق ولإبطال الباطل .
المسالة الثانية
إن حوارنا مع الشيخ البرعى على هذا المنهج الذي سوف نتعرض فيه لبعض شعره الذي حواه ديوانه المسمى " رياض الجنة ونور الدجنة " وبيان ما فيه من مخالفات شنيعة قد يرقى بعضها الى الشرك الأكبر والعياذ بالله هذا كما سوف سنذكر الأدلة من القران والسنة على بطلانها
المخالفة الاولي
من شعر البرعى فى كتابه "رياض الجنة ونور الدجنة " يزعم الشيخ أن هنالك رجالا إذا شاءوا كانت مشيئة الله تابعة لمشيئتهم وذلك فى قصيدة(( العارفون بالله )) ص 126 حيث يقول :
ألا يا رجال الغيب انتم حصوننا
فما زال مسبولا على الناس ستركم
إذا شـئتم شـــــــــــــــاء الإله
وانكم تشاءون ما قد شاء الله لله دركم
والسؤال هنا الى الشيخ من هؤلاء الرجال ؟ إن هذا مجرد أوهام وكيف يشاء الله ما يشاءون والله تعالى يقول : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) سورة التكوير
وقد جاء فى الحديث الذي رواه أحمد عن أبى موسى الاشعرى أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال : ( ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قل لا حول ولا قوة الا بالله ) .
المخالفة الثانية
يزعم الشيخ أنه إذا حلّ بالبلاد خطب أن تدعوا غير الله ممن يرى الشيخ أنه ولى الله !!! حيث يقول فى كتابه " ديوان رياض الجنة " فى قصيدة الشيخ إسماعيل الولي ص 119 :
إذا ناب خطب فى البلاد نزيل
قل يا ولى الله إسماعيل
والسؤال الذي نوجهه للشيخ ألا يرى أن هنالك خطوبات حلت بالبلاد وفى مقدمتها الحرب الدائرة بين الجنوب والشمال ؛ فماذا ينتظر فليقل هو يا ولى الله إسماعيل حتى يزول هذا الخطب وهل ولى الله إسماعيل قادر على إزالة الكرب ؟ ثم هل يجوز دعاءه من دون الله ؟ ان الأدلة من الكتاب والسنة على ابطال ذلك الضلال واضحة وضوح الشمس فى رابعة النهار وذلك أن الله امرنا فى كتابه أن لا ندعو غيره وان لا نلتجئ لسواه وأقرأ إن شئت قول الله تعالى : ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ) سورة الأحقاف (5- 6) وقوله تعالى : ( إ ن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فأدعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ) سورة الأعراف .
وقوله تعالى : ( له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشي إلا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال ) سورة الرعد . وقوله تعالى : ( وقال ربكم ادعونى استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) سورة غافر(60) . وقوله تعالى إذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) سورة البقرة (186).
وقد جاء فى الحديث عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إحفظ الله يحفظك , إحفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت فاسأل الله , وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشي لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذى .
وليعلم الشيخ أن الأولياء لا يستطيعون كشف الضر عن أنفسهم ناهيك عن غيرهم وليقرأ الشيخ البرعى قوله تعال : ( قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا أو ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظالمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار ) سورة الرعد (16) وقوله تعالى : ( قل ادعو الذين زعمتم من دونه لا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا ) سورة الإسراء (56) وهذا يكفى فى بطلان ما قاله الشيخ فى بيت شعره المتقدم آنفا .
المخالفة الثالثة
يزعم الشيخ البرعى أن الأولياء يعلمون الغيب باطنا وظاهرا وذلك فى قصيدة "قوماك نزور"بديوانه " رياض الجنة " ص 296 – 297 حيث يقول :
قومـاك نزور الأولياء الأقطاب ليهم نشـــاور
منهم خفي الحال منهم مجـاهر منهم عليـــم بالغيب باطن وظاهر
سبحانك اللهم هذا افتراء عظيم والأدلة من الكتاب والسنة تبطل هذا وتجعله فى دائرة الشرك الأكبر والعياذ بالله لأنه لا يعلم الغيب إلا الله وحده وذلك لقوله تعالى : ( قل لا يعلم من فى السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيّان يبعثون) سورة النمل (65). وقوله تعالى : ( وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم مافى البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة فى ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا فى كتاب مبين) سورة الأنعام (59) . وقوله تعالى فى مخاطبته لنبيه صلى الله عليه وسلم فى بيانه انه لا يعلم الغيب إلا الله وذلك فى قوله تعالى : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن اتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوى الأعمى والبصير أفلا تتفكرون ) سورة الأنعام (50) . واخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من ادعى علم الغيب فهو كاهن أو عراف وأن من صدقه فقد كفر وذلك فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد " رواه أبو داود .
وقد جاء فى صحيح البخاري أن جارية مدحت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : " وفينا نبي يعلم ما فى غد فنهاها عن ذلك وقال لها لا تقولي هذا فانه لا يعلم الغيب إلا الله " وجاء عن عائشة أنها قالت : " من حدثك بان محمداً صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب فقد أعظم على الله الفرية " رواه البخاري فان الله تعالى يقول : ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون )
فهل يعقل إن نكذب الله ورسوله وأصحابه ونصدق ما قاله الشيخ البرعى ! سبحانك هذا بهتان عظيم .
المخالفة الرابعة
يزعم الشيخ البرعى أن شيخ طريقته أحمد الطيب البشير يحي الموتى ويقلب الأنثى ذكراً وذلك فى قصيدة الشيخ احمد الطيب البشير ص 111 فى كتابه " ديوان الجنة ورياض الدجنة " حيث يقول البرعى :
عن الطيب الغوث المبارك منهجي
ومشورتي فى الناس أن يطيبوا
الى أن يقول :
ألم تر أن الله أيده بما يقوم المعجزات يناسب
كأحيائه ميتا بعدما أتت وهى أنثى للذكورة تقلب
وهذا إفتراء واضح أيحيي الأولياء الموتى وهم يموتون ؟ إن إحياء الموتى معجزة خص الله بها عيسى عليه السلام والمعجزة لا يقاس عليها ،وأيد الله بها موسى كما فى سورة البقرة وهى أيضا معجزة وما يرد فى مقام المعجزات عن الأنبياء لا يقاس عليه كما هو مقرر عند الفقهاء وليقرأ الشيخ فى إنكار هذا قوله تعالى فى سورة يس ( ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون ) وليقرأ قوله تعالى ( أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيى الموتى وهو على كل شى قدير ) سورة الشورى .
امّا فى زعمه أن شيخه قد أتاه رجل وطلب منه أن يعطيه مولودا ذكرا فقال له : هل عندك بنات قال نعم قال كم ؟ قال سته . فقال احضر منهن واحدة ؟ فاحضرها فمس الشيخ عليها بيده فانقلبت ذكرا. وهذا فى كتاب روائع البرعى الجزء الثانى أجازه الشيخ البرعى – طبعة دار البينية والتوزيع ص 40 . فان هذا من أكبر الافتراء فكيف يجوز لولى أن يغير خلق الله وقد خلقها الله أنثى فكيف يحولها الى ذكر ؟ وهل يقدر ؟ وذلك الافتراء يكذبه قوله تعالى : (لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) سورة الروم .
قد صرحت الآية انه لا يستطيع أحد أن يرد هبة الله أو يغيرها حيث يقول تعالى : ( لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير ) الشورى 49- 50 .
ثم انه قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مجرد تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال فكيف يحولها ؟ وهذا فى حديث ابن عباس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ) . رواه الترمذى .
وقد جاء فى معجم الطبرانى أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أن ينزوا فرس على حمار فنهى عن ذلك حتى لا تبدل فطرة الله .
المخالفة الخامسة
يزعم الشيخ البرعى ان أحد المشايخ الأولياء خلق من قطعة خشب إمراة لكى تخدم زوجته وذلك فى الكتاب الذي فى خاتمته إجازة من الشيخ البرعى وعليه صورته .
وعنوانه من برعى السودان الجزء الثانى حيث بقول فى صفحة 42 أن الحاج الفلاتى كان رحمه الله جليلا فى عالم الأسرار ومن كراماته ما أخبر به عبد المحمود بن احمد الشبلى أ، أحد نسائه طلبت منه أن يشترى لها خادمه تخدمها فأخذ فأسا وذهب الى الغابة فقطع قطعة من شجرة مثل قامة الإنسان وأخذ سبحته وصار يذكر الله فتحركت الشجرة وانقلبت الى امرأة فقال لها الشيخ بخيته ؟ فقالت نعم سيدي فذهب بها الى زوجته فعاشت عندها زمانا ثم ماتت . والرد على ذلك الإفتراء والشرك الجلى تبطله وتكذبه صريح الآيات آلتي تثبت وحدانية الخالق حيث يقول تعالى : ( افمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ) سورة النحل .
وقوله تعالى أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شى وهو الواحد القهار ) الرعد 16 .
هذا وقد تحدى الله أهل الشرك وأصحاب العقائد الفاسدة ممن جعلوا أندادا لله أن يخلقوا ذبابا وذلك فى قوله تعالى : ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ، ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوى عزيز) الحج 74 وقد جاء فى حديث قدسي عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال يقول الله تعالى : ( ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة وليخلقوا شعيره ) رواه البخاري .
وهذا مختصر من بعض مؤلفات الشيخ البرعى وقد تيبن بطلانها بنص الكتاب والسنة ونسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه وان يهدينا سواء السبيل انه ولى ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم .
المخالفة السادسة
يزعم الشيخ البرعى فى أدب التلميذ مع شيخه أن يدفع له وان لا يعصى المقدم وان لا يخالف أمره قط وأن يستغنى به فقط وان يعترف بسيادة شيخه له وان يستسلم لاوامرشيخه تسليما كاملا وان لا يقول أبدا لم وذلك فى كتابه رياض الجنة ونور الدجنة ص 310
فى قصيدة أهل الطريق حيث يقول :
له مالك قدمو لا تعصى مقدمو لا تخالف أمره قط وستغنى به قط بسيادتو اعترف بادر لدعاه رف
لأوأمره استسلم لا تقول أبدا لم
والناظر لهذا الكلام يجد فيه من الغلو والتطرف ما كان سببا فى هلاك أمم مضت وهو ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فى قوله : ( إياكم والغلو فانه أهلك من كان قبلكم ) رواه البخاري .
السؤال هنا للبرعى من الذي أذن للشيخ البرعى أن يأخذ أموال تلميذه؟! النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطى عطاء من لا يخشى الفقر مع كونه سيد المعلمين وقد ورد فى حديث عمرو بن عوف ان الأنصار تعرضوا له بعد أن صلى الفجر فقال أظنكم سمعتم أن أبو عبيدة أتى بمال من البحرين أبشروا وأملوا فما يكن عندي من شي فلن أدخره عنكم ) رواه الترمذى .
وقول الشيخ البرعى هنا دعوة صريحة لأكل أموال الناس بالباطل حيث يقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون اموال الناس بالباطل ) سورة التوبة .
ويقول الله تعالى : ( قل ماأسالكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ) سورة ص .
وأما عن قول الشيخ (( لا تعصى مقدمو)) فهذه درجة وهميه عند أهل التصوف أوهموا بها كثيرا من ضعفاء العقول من أمة الإسلام وهى نوع من أنواع التعاون على الإثم والعدوان وقد قال تعالى : ( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) سورة آل عمران .
أما عن قول الشيخ البرعى ( المخالف عدو قط من عين الرب سقط) فان هذا من أنواع الافتراء على الله فكيف يكون من أختلف مع الشيخ البرعى قد سقط من عين الرب جلا وعلا فان هذا يعنى العصمة للشيخ ولا عصمة لاحد وهذه الدرجة لا تكون الا للنبى صلى الله عليه سلم وحده فإن من خالفه سقط من عين الرب جلا وعلا وذلك لصريح الآيات منها قوله تعالى : ( ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيه أبدا ) سورة الجن وقوله تعالى : ( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) سورة الاحزاب . وقوله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم ) سورة النور .
وقد كان الصحابة ر رضوان الله عليهم يأخذ بعضهم من بعض العلم ويختلفون فى مسائل كثيرة يتسع فيها الاجتهاد ولم يسقط أحدهم من عين الرب كما يزعم الشيخ البرعى . وقد جاء الأثر عن ابن عمر أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب كانا يختلفان حتى نقول بأنهما لن يجتمعا فيقومان وكأنه ليس بينهم شي. انظر تاريخ الخلفاء . وهذا أبو سعيد الخدرى يختلف مع معاوية وهما صحابيان جليلان , فقد أورد الترمذى عن أبي سعيد الخدرى قال كنا إذا كان فينا رسول الله صلى عليه وسلم تخرج زكاة الفطر من القط حتى قدم معاوية حاجا أو معتمرا فكلم الناس على المنبر فقال : أيها الناس أنى أرى أن مّدين من سمراء الشام تعدل صاع من تمر، قال أبو سعيد فاخذ الناس بذلك أما فلا أزال أخرجه صاعا ما عشت ,
وهذا أحد تلاميذ الإمام مالك عليه رحمة الله يختلف معه فيأخذ الإمام بقول تلميذه لانه على صواب بعد أن أخطأ الإمام مالك عندما سئل عن تخليل الأصابع فى الوضوء فقال : ليس من السنة . فقال له أحد تلاميذه فى المجلس بل انه من السنة وذكر له حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا توضأت فخلل بعض أصابع يدك ورجليك فقال الإمام مالك : وأنا الان أقول بذلك ، انظر الى أعلام الموقعين لابن القيم فهل باتري آيها الشيخ البرعى وشيوخ المتصوفة افضل من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم ومن الأئمة كالإمام مالك مثلا ؟ أرجو أن يراجع الشيخ البرعي نفسه فى ذلك. اما عن قول البرعى (لآوامره استسلم لا تقول أبدا لم ) فهذا هو الذي أضاع الدين وفرق شمل الأمة وجعلها شيعا واحزأبا فكيف يستسلم المسلم ويكون مطيعا لشخص دون النبي صلى الله علية وسلم طاعة مطلقه وقد قيد الحكم الشرعي الطاعه بالمعروف وذلك فى حديث آبى هريرة آن رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما الطاعة فى المعروف) رواه احمد وفى رواية أخرى ( لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ) وفى روايه أخرى (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا على سريه وامرهم بطاعته فلما ذهبوا أمرهم بأن يجمعوا حطباً ثم أشعل فيه نارا فقال ألم يأمركم النبي صلى الله عليه وسلم بطاعتي؟ أنى آمركم أن تدخلوا هذه النار فاجتمع أمرهم على عدم دخولها واخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال اما انهم لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا إنما الطاعة فى المعروف )رواه البخاري .
وبهذا يتضح بطلان ما قاله الشيخ البرعي فى أبيات شعره المتقدمة أنفا .
المخالفة السابعة
يستخف البرعى بالتلميذ مع شيخه ويصفه بكلمات جارحة لا تمثل شياً من الحكمة فى الأشعار ولا ترتقى الى درجه البلاغة فى الشعر وذلك فى ديوانه رياض الجنة ونور الدجنه ص312 فى أهل الوصال فى آداب التلميذ مع الشيخ حيث يقول :
أستاذك يا فقير كون عندو حقير ذليل
وهذه الكلمات تمثل قمه الاستخفاف بالمسلم لأخيه المسلم كما ذكرت آنفا فكيف يكون حقيراً وذليلاً والنبي صلى الله عليه وسلم يقول(:المسلم أخو المسلم لا يحقره ولا يظلمه بحسب المسلم من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) رواه البخاري .
فقد اخرج الترمذى عن أبى سعيد صلى الله عليه وسلم قال (لا يحقرن أحدكم نفسه ) فهل اعتبر البرعى بهذه الاحاديث ؟ ثم ان الناظر فى القران الكريم يجد أن الله تعالى يتلطف فى خطابه مع عباده حيث يقول سبحانه وتعالى (( فاذكرونى اذكركم واشكروا لى ولا تكفرون )) سوره البقره.
ويقول تعالى(( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه انه لا اله إلا أنا فاعبدون )) .سوره الأنبياء
فلم يقل الله سبحانه تعالى كونوا لي حقيرين ذليلين وبهذا يتضح بطلان ما قاله الشيخ البرعى فى بيت شعره الذي تقدم آنفاً .
المخالفة الثامنة
الشيخ البرعى يبيح مصافحه المتصوفة للمرأة ألاجنبية آلتي حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزعم إن ذات المحرم والأجنبية سواءً عند أهل التصوف وذلك فى كتاب رياض الجنة ونور الد جنه فى قصيده آهل الطريقة ص (13حيث يقول :
وإذا بداُ لك منكر ألفيته فى قولهم أو فعلهم لمحرم
اول بفقه ما تشابه منهم تأويل خير مؤول ومترم
يجدون لمس الاجنبيه عندهم ان صافحت يدهم كذات المحرم
وهنا يريد الشيخ البرعى ان يقرر ان مشايخ المتصوفة إذا فعلوا منكرات ان لا ينكر عليهم وان كانت منكرات دلت النصوص على إنكارها وان المنكرات فى طريقهم مباحه وضرب مثلا ً فى بيت شعره الثالث أن الشيخ إذا صافح المرأة الأجنبية فان هذا لا يحرم عندهم وهو كمن صافح امراُة ذات محرم تجوز مصافحتها وهذا يعنى انه يجوز لهم الخروج عن دائرة الشرع وهذا الكفر بعينه فاُنه قد انعقد الإجماع على أن مستحل الحرام كافر ولا يكفر إذا فعله وهو يعتقد تحريمه وقد أشارت الادله الى ذلك حيث يقول تعالى ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) سورة النساء .
وقوله تعالى أيضا : (( وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصى الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )) سورة الاحزاب .
وقد جاء الحديث عن انس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من رغب عن سنتى فليس منى " رواه مسلم .
أما فى شان المصافحة فقد وردت النصوص واضحة فى بيان ما يحل ويحرم وذلك فى حديث معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لأن يطعن أحدكم بمخيط فى رأسه خير من أن يمس إمراة لاتحل له " رواه الطبرانى . فدل الحديث على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية وأباح مصافحة ذات المحرم ؛ وورد حديث آخر فى صحيح الإمام البخاري عن عائشة رضى الله عنها أن امرأة جاءت ومدت يدها لتبايع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " إنى لا أصافح النساء وانما قولى لامراة كقولى لمائه امرأة ,ثم قالت :والله ما مست يد النبي صلى الله عليه وسلم يد امرأة لا تحل قط ) وهنا السؤال للشيخ البرعى هل اولئك المشائخ من أهل التصوف أنقى سريرة واتقى واكمل وارفع درجة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟سبحانك هذا بهتان عظيم .
المخالفة التاسعة
يزعم الشيخ البرعى ان من مات وقيل عند حفر قبره هذا قبر احمد الطيب البشير السمانى فان صاحبه لا يعذب وهذا فى كتاب رياض الجنه فى قصيدة احمد الطيب البشير ص 111حيث يقول:
ومن قال هذا قبر احمد أولا فصاحبه فى القبر ليس يعذب
وقد اقر ذلك الدكتور حسن الفاتح قريب الله وهو أيضا من رؤوس الطريقة السمانيه التي يدين بها الشيخ البرعى حيث أورده فى كتابه قطرات من بحور الطريقة السمانية ص 3 انه قال إذا اردتم أن تحفروا قبر ميت فقولوا هذا قبر احمد الطيب فان الله لا يعذب صاحبه والرد على ذلك الإفك والدجل يتمثل فى قوله تعالى " ومن اظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى الى الإسلام والله لا يهدى القوم الفاسقين " سورة الصف .
السؤال الذي نوجهه للشيخ البرعى ما هو الدليل الذي يدل على أن من قيل عند حفر قبره هذا قبر احمد الطيب فان صاحبه لا يعذب ؟ قال تعالى ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) سور ة البقرة .
ثم من الذي أعطى الحق لأحمد الطيب البشير أن يزعم ذلك الزعم الفاسد وهل احمد الطيب البشير من الآمنين من عذاب القبر ؟ وهل احمد الطيب البشير أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه لم يقل النبي من قيل عند حفر قبره هذا قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعذب صاحبه .
إن ذلك الزعم الفاسد يبطله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من عذاب القبر وهو الذي غفر الله من ذنبه ما تقدم وما تأخر وذلك فى حديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال .
هذا وقد كان خيار الخلق من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذون من عذاب القبر ؛ وقد ورد فى صحيح البخاري أن عثمان بن عفان كان إذا ذكر القبر بكى ويقول أنى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان القبر اول منزلة من منازل الآخرة . فهل ياتري أيضا أن الشيخ احمد الطيب البشير افضل من عثمان بن عفان ؟ أم انه استخفاف بأمة الإسلام ؟ ويبقى سؤال يهمس به فى أذن الشيخ البرعى هل نحن الذين ننكر هذا الدجل إذا قيل عند حفر قبرنا هذا قبر احمد الطيب لا نعذب ؟ وهنا وقف حمار الشيخ فى العقبة .
المخالفة العاشرة
يزعم الشيخ البرعى انه يجوز بناء القباب على القبور حيث يقول الشيخ البرعى فى كتابه رياض الجنة ص 165 فى قصيدته بعنوان ارباب العقائد :
فأصحاب القباب لهم مزايا
تقوم على أدلتها شواهد
يحق بناء توقير عليهم
وتعظيم كحرمات المساجد
ففي القران قال ابنوا عليهم
لآهل الكهف يكفى من يناشد
وهذا نوع من أنواع تلبيس الحق بالباطل فقال سبحانه وتعالى : (( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون )) سورة البقرة . ومن الأدلة على تحريم البناء على القبور وهي واضحة وصريحة منها ما جاء فى صحيح الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبر ويكتب عليه أو يقعد عليه أو يجصص " . وما جاء أيضا عن أبى الهياج الاسدى أن علياً رضى الله عنه قال له : " آلا ابعثك على ما بعثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا تدع قبر مشرفا الا سويته ولا تمثالا الا طمسته " رواه احمد .
واما عن استدلاله بما جاء فى سورة الكهف فان الآية ليس فيها تصريح بالبناء على القبور فانه خبر عن أناس فعلوا ذلك هل هم من الأخيار أم الأشرار الفجار وقد رجح المفسرون ومنهم ابن كثيرا أن الذين فعلوا ذلك ليسوا من الأخيار لمخالفتهم أنبيائهم , وذلك استنادا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا إني أنهاكم عن ذلك .
ثم انه إذا ثبت إن كان ذلك جائزا فى شرعهم فان ذلك لا يجوز فى شرعنا ويحرم بالأدلة المتقدمة آنفا وقد تقرر عن علماء الأصول أن شرع من كان قبلنا ليس بشرع لنا إذا خالفه شرعنا وهذا قاعدة لا خلا ف عليها وهل يفهم الشيخ البرعى هذا ؟ أرجو أن يفهم !
والله أسأل أن لا يزيغ قلوبنا وان يثبتنا على دينه وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
(عدل بواسطة munswor almophtah on 04-03-2006, 11:31 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
إفادة عن بعض الأسئلة . إليك أيها المرُيد هذه الإفادة التي صاغها الأستاذ الشيخ عبد المحمود عن بعض الأسئلة في الطريق وإشاراته التي أوردها ، الشيخ الحسن نجل الشيخ أحمد الكوقلي مستفسراً ، فأفاده بحسب وارد الوقت ولكن على طريق الاستعجال حسبما ذكر الأستاذ كما ستجدونه في مضمون هذا الخطاب . وإليك النص :-
الحمد لله الواهب لأهل الخصوصية مالم تعطه العبارة من الهبات الفاتح لهم ما أغلق عن غيرهم من العلوم اللدنيات ، والأسرار الإلهيات والصلاة والسلام على لاهوتية الناسوتيات ، وعلى آله وأصحابه الكارعين من أبحره أسرار السنة وأنوار الآيات المنـزلات .
وبعد فيقول الراجي عفو ربه وغفرانه ورحمته وأمانه ، عبد المحمود سليل المرحوم الشيخ نور الدائم الطيبي السماني ، أدام الله عليه كامل التهاني أنه قد أورد علينا تلميذنا الصفي ، وإبننا الوفي ، خليفتنا المؤتمن نجل الشيخ أحمد الكوقلي السيد الحسن ، بلغه الله في مأموله ، ويسر إلي معاني أهل العرفان وصوله ، سؤالاً في بعض علوم أهل الطريق وإشاراتهم ، التي تقهقر عنها الناس ماعدا أمثالهم من أهل التحقيق ، أراد فيه إيضاح ما أشكل عليه في ذلك السؤال ، وكشف البراقع عن وجوه عرائسها بتأمل الفهم العال ، فأجبته إلي ذلك والله الهادي إلي سواء السبيل ، وهو حسبي ونعم الوكيل .
ولنرد المسائل التي سأل عنها أمام الشرح ، ثم نتتبعها واحدة بعد واحدة بالشرح ، وهي :
عالم الملك ، وعالم الناسوت وهما لِما سميا بذلك ، وعالم الملكوت وعالم الجبروت ، وعالم اللاهوت ، والهاهوت ، والبهموت ، ومعنى علم اليقين ، وعين اليقين ، وحق اليقين ، وأيضاً إشارات الطريق نحو : ها ، هو ، هي ، والصحو ، والمحو ، والطلسمات ، ومعنى ما نسب للشيخ موسى بن الشيخ يعقوب المشهور بأبي قُصه رضى الله عنه ، التي هي أأس أسيساً ….. إلخ ؟ وقول بعضهم أن الشيخ أبا السعود تلميذ الشيخ عبد القادر الجيلاني أكمل منه مع قول بعضهم أن هذا القول مدسوس على قائله فلا أصل له آهـ . كلامه في السؤال .
أقول والله الموفق على حُسن الجواب ، وإليه في جميع خطراتي المرجع والمآب ، أما قوله : عالم الملك وعالم الناسوت ، فمعنى ( العالم ) في الوضع اللُّغوي اسم لما يعلم به شئ مشتق من العلم على الأظهر كالخاتم ، والطَّباع لما يختم به ويطبع ، فعلى هذا كل موجود عالم لأنه مما يعلم به شئ ، ولما استفاض من الخلاف في لفظ العالم على مجموع أجزاء الكون فهو من باب تقليب الاسم في معظم إفراد المسمى ، تقليب اسم القرآن في مجموع أبعاض التنـزيل ، فإنه وإن وقع عليه وكل بعض من أبعاضه من جهة الوضع بالسوية ، لكنه مستعمل فيه غالباً ، والتقليب في بعض الإفراد لا يمنع الإستعمال في غيره ، وماورد من كثرة العلوم لا يصح إلا على المعنى اللُّغوي ، والعُرف فإنه ينافي التعدد فضلاً عن التكثير . والعوالم وإن لم تنحصر جزيئاتها لإمتناع حصر جزيئاتها الوجود ، أمكن حصر كلياتها وأصولها بحسب الصفات الحاضرة ، لانحصارها في الغيب والشهادة ، أو لإنحصارها عن الغايب إلي الحسي المشاهد كما في هذا السؤال المزبور . (والملك) بمعنى المتصرف فيه بالاستعلاء .
(وعالم الناسوت) هو العالم الإنساني ، وهو المرئي المشاهد بالعيان ، وهو ناس ينوس إذا تدلى وتحرك ، فيشمل الجن والإنس ، ولكن غلب إستعماله في الإنس ، والتاء للمبالغة كما في الملكوت ، والجبروت والرحموت والرهبوت والرغبوت وغير ذلك ، فالملكوت من الملك والجبروت من الجبر والقهر ، والرحموت من الرحمة ، والرغبوت من الرغبة وهكذا … ألخ وهذان اللفظان الملك والناسوت هما بمعنى واحد لا عالمين ، وله أسامى غير ذلك كعالم الحس ، وعالم الأجسام المركبات كما يعطيه لفظ الكثافة ، وعالم الشهادة وعالم الملك كما تقدم ، وعالم الخلق المتعين مرتبة الإنسان ، والمرتبة الجامعة ، فالعلم المختص بهذا العالم فهو علم القراءة من فقه وتوحيد وتفسير ونحو وصرف ، وكعلوم الأصول وعلم المنطق وعلم البديع وعلم التجويد وغير ذلك .
وأما (عالم الملكوت) فهو أول علوم البصيرة ، وهي مرتبة فيض الأنوار القدسية ، وهي من السماء الأولى إلي السماء السابعة ، وهو عالم المثال ، وعالم الروحانية والأفلاك ، وعبره بعضهم قائلاً : هو ما غاب عن المحسوسات كالجنة ، والنار والعرش والكرسي ، (والملكوت) فعلوت من الملك وهو العز والسلطان والمملكة . وأما (عالم الجبروت) وهو من السماء السابعة إلي الكرسي وهو حضرة فيض الأنوار الإلهية ، وهو عالم الأرواح المجردة ، وهو عالم الملائكة ، وهو أول علم يفتح للروح ، وهو علم الحقيقة وهو من مواهب الله تعالى .
( وعالم الجبروت ) كما فهمته وهو أعلا من الملكوت ، ولهذا سمي جبروت مأخوذ من الجبر وهو القهر أي العباد مقهورون عن إدراك كنهه ، قال بعضهم : فيكون على هذا كعلم الذات ، والملكوت كعالم الأسماء والصفات الدالة على الذات ، والملك علم فعله الظاهر ، ويقال : الإنسان روح ثم نفس ثم جسم ، فالروح الجبروت مظهر الذات ، والنفس الملكوتي مظهر الصفات ، والجسم المُلكي مظهر الأفعال .
وقال بعضهم : عالم الجبروت ، وهو عالم الأسرار والعلوم والمعارف ، وعالم العزة ، وهو ما أختص الله به من علم ذاته وصفاته ، وهذه العبارات متقاربة لبعضها وإن إختلفت من حيث الألفاظ .
والتاء : في الملكوت والجبروت ، زيدتا للمبالغة كما تقدم لك . وأما علم (عالم اللاهوت) : وهو علم يفتح للسر ، وهو علم المعرفة بالله وهو مظهر أسماء الله تعالى وصفاته ، بأنوارها وأسرارها ، وفيوضاتها وتجلياتها ، واللاهوت من لاه إذا احتجب فالناس محجوبون عنه ما عدا من إختصوا به من قبل الحق تعالى ، وفي ((الكليات)) اللاهوت الخالق ، والناسوت المخلوق ، وربما يطلق الأول على الروح والثاني على البدن وربما يطلق الأول على العالم العلوي والثاني على العالم السفلي ، وعلى السبب والمسبب ، وعلى الجن والإنس .
(وها هوت) علم سر السر . وقال بعضهم : حضرة هاهوت ، وهي حضرة البطون الذاتي ، والعماء الذاتي ، وهذه المرتبة على هذا المعنى لا مطمع لنيلها إلا التعلق بها فقط ، والعلوم المذكورة لا توجد إلا بالفتح والكشف ، بخلاف الأول فإنه يوجد بالقراءة على الأشياخ .
(وأما البهموت) فهو اسم للحوت الذي عليه الأرض ، وأقسم به الحق بقوله ن وهو على البحر والبحر على متن الريح والريح على القدرة .
وأما ( علم اليقين ) فهو ما كان من طريق النظر والاستدلال . (وعين اليقين) ما كان من طريق الكشف والنوال وحق اليقين هو حقيقة ما أشار إليه علم اليقين وعين اليقين ، قال الإمام الجنيد رضى الله عنه : حق اليقين ما يتحقق به العبد وهو أن يشاهد الغيوب كما يشاهد المرئيات مشاهدة العيان ويحكم على الغيب فيخبر عنه بالصدق . وقال بعضهم : علم اليقين حق التفرقة ، وعين اليقين حال الجمع ، وحق اليقين جمع الجمع بلسان الجمع . وقال بعضهم : اليقين اسم ورسم وعلم وعين وحق ، فالاسم والرسم للعوام ، وعلم اليقين للأولياء وعين اليقين لخواص الأولياء ، وحق اليقين للأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وحقيقة حق اليقين إختص بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
وقال العارف بالله سيدي أبو العباس أحمد بن يوسف الفاسي رضى الله عنه ، علم اليقين لأهل التلوين من أرباب الأحوال ، وعين اليقين فهو لأهل الإصطلام والغيبة عنهم وعن سائر الأنام ، فصاحبه غريق الأنوار ، مطموس الآثار ، وحق اليقين وهو لأهل الحقائق والرسوخ .
وأما الإشارات التي في الطريقة نحو ها ، هو ، هي ، قال سيدي وسندي قطب دائرة الأكوان الشيخ محمد بن عبد الكريم السمان قدس سره : فها : إشارة إلي إله من لا إله ، وهو : إشارة إلي الهاء من لفظ الجلالة ، وهي : إلي محمد رسول الله بكسر الهاء من الجلالة بإضافتها إلي رسول الله ، والألف والواو والياء للإشباع ، وهذا المقصود هنا .
أما عند أهل اللغة : ها حرف تنبيه لقول ها أنتم هؤلاء) وقد تكون كناية عن الغائب والغائبة تقول : ضربه وضربها وهو عند البصريين اسم بجميع حروفه ، وعند الكوفيين الهاء وهي الاسم والواو إشباع للحركة ، وليس (هو) من الأسماء الحسنى بل هو ضمير يجوز إرجاعه لكل شئ جوهر أو عرض لفظاً أو معنى ، وأما عند الطائفة فيكنون به عن الحقيقة المشهودة لهم والنور المطلق المتجلي لسرائرهم من وراء أستار الجبروت من حيث هي هي من غير ملاحظة إتصالها بصفة من صفاتها ولذلك يضعوه موضع الموصوف (وهى) (هو) فكلاهما على الحرفين قويا بالحركة ، وكانت الحركة أولى لخفتها وإذا دخلت كل واحدة منها واو العطف أوفاؤه كنت أنت مخبراً إن شئت أسكنت الهاء ، وإن شئت أبقيت الحركة فتشبه فيهما بكتف وبعضد ، فكما يقال في كتف وعضد كتف وعضد كذلك قالوا في هى ، وهو .
وأما الصحو : فهو الرجوع إلي الإحساس بعد غلبة الوارد الإلهي المغيب عن الجلاس ، والصحو ضد السكر وحقيقته أي السكر دهش يلحق سر المحب في مشاهدة جمال المحبوب فجاة ، وهو حال شريف ، والصحو وهو على قسمين صحو قبل السكر وهو تفرقة محضة ليس من الأحوال في شئ ، وصحو بعد السكر وهو الذي تقدم الكلام عليه ويسمى الصحو الثاني وصحو الجمع ، والصحو بعد المحو وهو حال يكون مقاماً ويكون أعز من السكر لاشتماله على الجمع والتفرقة ولكونه لا ينال إلا بعد العبور على ممر السكر والجمع .
وأما المحو فهو رفع أوصاف العادة ، ويقابله الإثبات : وهو إقامة أحكام العادة والمحو وهو ينقسم على أقسام : محو أرباب الظاهر بتبديل الخصال الزميمة بالحميدة ، ومحو أرباب السرائر ، وهو إزالة العلل والإثبات ومحو الجمع عبارة عن فناء الكثرة في الوحدة بحيث أنه لا يشهد في الوجود إلا لمنفرد بالوحدة ، والمحو الحقيقي رؤية الأشياء بعين الجمع الماحية للاغيار بأن لا يرى إلا الواحد القهار .
وأما محو المحو : فهو البقاء بعد الفناء ، وهو رؤية العالم جميعه بالربوبية ، وهذا مقام أرباب التمكين وأما الطلسمات : وهي مجمع طلسم قال بن حجر في كتابه قواطع الإسلام : والطلسمات نقش أسماء خاصة لها تعلق بالأفلاك والكواكب وأطال في ذلك . وقال بعضهم : الطلسم هو الخارق الذي مبدؤه القوي السماوية الفعالة الممزوجة بالقوابل الأرضية المنفعلة لتحدث به الأمور الغريبة ، فإن لحدوث الكائنات العنصرية التي أسبابها القوي السماوية شرائط مخصوصة غريبة عجيبة . قال الخافجي وهو لفظ يوناني لم يعربه من يوثق به ولولا قصد الإختصار لأطلنا في ذلك بما فيه للنفس شفاء .
وأما قولك معنى كلام العارف بالله سيدي الشيخ موسى أبى قُصه رضى الله عنه قد تكلمنا عليه في غير هذا المحل في أوراق مخصوصة فراجعها إن شئت . وأما سؤالك عن قول بعضهم أن أبا السعود تلميذ سيدي السلطان الشيخ عبد القادر الجيلاني أمدنا الله بمدده في كل آن ، وإنه أكمل من شيخة المذكور …. إلخ ؟ على أن القائل هذا قد نظر إلي زهد أبي السعود بن الشبلي رضى الله عنه للقطبية حتى عرضت عليه ثم عرضت على شيخه المذكور فقبلها ومثل ذلك في نظري من قال أن الشيخ الشاذلي رضى الله عنه أكمل من سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني رضى الله عنه حيث بلغه عن سيدي أبي الحسن الشاذلي رضى الله عنه حين سئل عن شيخه فقال : أما سابقاً فسيدي عبد السلام بن مشيش رضى الله عنه ، وأما الآن فإني أشرب من عشرة أبحر خمسة سماوية وخمسة أرضية والقطب عبد القادر الجيلاني قال : حين سئل عن شيخه أما سابقاً فسيدي حماد الدباس رضى الله عنه ، وأما الآن فإني أغرف من بحرين بحر النبوة ، وبحر الفتوة يريد بذلك علياً رضى الله عنه وهذا الكلام فمثلي لا خوض له فيه وغاية ما يصل إليه نظري أن الهمام القطب الغوث سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني هو القدوة وإمام الأئمة والسلطان وهذا آخر ما يسره الله تعالى على يدنا على طريق الاستعجال ولولا ذلك لأوضحنا من ذلك ما ينشرح به الصدر ويستنير به البال وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الفقير إلي رحمة ربه
عبدالمحمود نور الدائم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
طابت الشيخ عبد المحمود مدينة تشعّ ضياءً وسناً, بهيّةٌ طلعتها, طيّب مغرسها, جميلة في محياها, بديعة في تفننها, جوهر صدر محافل الإبداع, وعروس روض الأدب وما سطرّ اليراع, ومع ذلك فهي بحرٌ يزخر عبابه بلآلى معرفة وعرفان حيّرت الغائصين, وأدهشت الباحثين ذوي الهمم العاليات والعقول النيّرات, والأنفس الزكية. وهى أيضاً ينبوع عذب من الرقة, والسماحة واللطافة, فائحة العطر, طيبة السقيا, حلوة العشرة, متجددة البشرى لساكنها وزائرها, وكم هو مبدع إبن الأخت عصام عبد الباسط حينما قال:-
وطابت في طرائقها نهورٌ *** تفيض بطيّب السقيا تجود ديارٌ أهلها بيض النوايا *** ونورٌ هديه يوماً جديد رياض من سنا الإشراق نشوى *** قبابٌ مجدُ عزّتها تليد بحارٌ لاعدمناها بحاراً *** لها في كل سانحةٍ ورود
فياعز ويا شرف من إنتمى إليها ويازخر وسعادة من ذاق شرابها وياصلاح وفلاح من وقف ببابها يردد :- مالي سواكم لكشف الهمّ والأسف *** ولا لمحو ذنوب سوّدت صحفي ظنّي جميلٌ وعنكم غير منصرف *** فإن رضيتم فيا عزي ويا شرفي وإن أبيتم فمن أرجو لعصياني
لها نورٌ وجمال لايراه الحالمون وهم في نومهم جنبُ لها سمتٌ وجلال تهيّبهُ السائرون وخضع له العارفون لها شهد ودلال كم هيّم الشعراء وأبكى المحبين,
ورحم الله أخي الشيخ السماني الشيخ الحفيان, الهائم بحبها, العارف قدرها القائل:-
يا أهل ودّي لاعدمت ودادكم *** هل من سحائب رحمةٍ تغشاني هل لي إليكم عودة أو زورة *** لأكون بين مودة وحنان وأحادث العشاق عن أخباركم *** ماذا جرى للدار والسكان وأميل من فرط الغرام صبابة *** ذكر الحمى وأهيله أشجاني يا آل طابت إنني كلفٌ بكم *** لا عاش من عن حبكم ينهاني ما لاح برقٌ للوصال بحيّكم *** إلاّ وأمطر في الدجى طرفان أو هبّ روح للفؤاد مرّوحٌ *** إلاّ وطيف جمالكم وافاني
قال عنها أخي الشيخ عبد الجبار المبارك رحمة الله عليه مخاطباً أهلها و زوارها في أحد الاعياد :-
" إنّ تربتها لشفاء وإنّ ماءها لعرفان فقرّوا بها عينا "
وقال عن رجالها إبن الأخت الدكتور عبد اللطيف سعيد في غياب الشيخ الجيلي في حجة الأول ( 1984م)....... من ضمن قصيدة له بهذه المناسبة:-
كيف يغيب البدر عن أفق شهراً *** فيصفو لحيّ في الحمى سمرُ أأنتمو تغلبٌ ماغاب سيّدكم *** إلاّ ويخلفه من همّه القمرُ
وقال عن مهابتها وحلاوتها, الشاعر الأستاذ- أزهري عبد الرحمن أبو شام :-
تلوح للمسافر قبتاها فتحسبهنّ تنتهر المنايــا ويختلج الفؤاد إذا إختفينا إذا ماالعيد يحتضن النهاية
وقال عن مبدعيها أخي محمد سرور الشيخ الحفيان, يخاطب زميل دراسته (خالد):-
بطابت إذ تفرّد كل حيٍ *** كما اكتنز المواهب كل فرد فمنهم من تقدّم في الحياة *** ومنهم قادمون بغير عدّ وكم منهم ك (طاغور المغنّي) *** وكم منهم كما العقاد عندي وكم منهم لينسج عن بيان *** كما نسج الفرزدق وإبن برد إذا ما جئت خالدنا إلينا *** طعمت الشعر من دنٍّ وشهد لعلّ عصام يتحفنا بليلى *** أو السمان يلهينا بدعد
وقال عنها الخال الأستاذ الطيب الشيخ السماني (الشاعر الفحل) في حديث شيّق يحكي تجربته في الشعر الغنائي في زمانه الباكر:-
" كن نعود [من أمدرمان أيام الدراسة الجامعية] نجد طابت الحافلة, السامره ليلها كنهارها, ونهارها كليلها, أهلها سمّار يتغنون, وشعراء يشدون, فيجذبنا اللحن ويسكرنا القول, فبدأنا ننظم الشعر لا من أجل التشبّب بالنساء, وإنما ننظمه لتتغنى به الأجيال, ونرسم الكلمة الطيّبة في الأسماع الطيّبه في طابت الطيّبة وأهلها الطيّبين. "
أم نفل باين, أنا في حبك ما بلوم لايم أنت لو تدري أنا بيك سعيد آمن *** الغرام والشوق في حشاي كامن أنا برضي مطامن *** وأنا في سجنك ما بدور ضامن طيبة الذكر إنت يا...... الفاتن *** بدري بدرك ده البدور فاتن عطرك...... الهاتن *** في خدود ناديات ضعت بينا تن وقبلي ضاع صبري الأهيف الشادن *** الحروف في إسمك حالي إنشادن النفوس شاقن *** الجمال والحشمة نحن عشاقن من زمن بدري إنت يا.... الفاتن *** حتى أترابك الفؤاد رادن العيون صادن *** طرفك النعسان والقلوب بادن كيف إكون أمري
نضّر الله وجهك ياطابت كما نضّرت وجملّت الدواخل, فلولاك ما عرفنا سر المعانى ، ولاجمال الحرف ، ولاحقيقة العطر ..... ولا صيد العيون ، ولاعذب اللحون ، ولا طرب حقول القمح ،.... ولولاك ما عرفنا الشوق والحنين ولا ساعات اللقا السمح . ولولاك ياطابت .. ما عرفنا معنى الحياة ولا الجمال فينا إنداح وانتشر، ... لولاك ما عرفنا ولا هوينا ..جمال الحق، بدرالدجى ، كنوز السر ، روح السور. .... كان يحمل الينا في ليلة واحدة نسيمك العبق... في ذهابه, صوت المادح المقدم سعيد, نديّاً يقشع الظلمة ويجلي النفس :-
من طابت ناداك هاشم اسيرو هواك امنه من الهول على كونه بهواك وبآله يسلم وإبن العبيد في حماك من فتنة الدارين وأكرم له نزلاك
وفي إيابه يحمل إلينا صوت أحمد الطيب خلف الله البلبل الصداح مغرداً ب :-
حنيني العشتو في طابت *** يا حليلو من سنين غابت يا ناس
للأستاذ عبد الباسط عبد العزيز المرهف الفنان
وعندما يسكن نسيمك العذب الرقراق ياطابت, ونقترب من أحد الصالونات, يأ تينا صوت معتصم الشيخ محمد سرور (العائد من غربته) بلواعجه وأشواقه وبقايا ألام طول البعاد و:-
إليك أحنّ يا طابت...... وفي نفسي لواعج شوقي المسعور لا إبتعدت .... ولا غابت إليك أحنّ ياأغرودة الصبح إلى ساحاتك السكرى ..... وساعات اللقا السمح إلى نسمات تهبّ مع قدوم الفجر ترقص من حلاوتها حقول القطن والقمح
........... بكل هذا وبغيره تحيا ليالي طابت... بأدب رفيع وذكر بديع، بحديث أرواح وقراءة ألواح، بنغم شجي بصوت ندي،... فتدور الاقداح وتسمو الأرواح، يصفو السمر ويبدر القمر، تزكو النفوس فتدنو من القدوس.
عن بعض هذه الليالي التي كنت حاضراً لها شاهد, سأكتب بعون الله, وسيلمس القارئ عظمة الأم وعلّو المكانه, وسيجد أنيّ قد قطفت إليه بعض ثمارٍ يانعات من بستانها النضر, الخضر, الوارف, الطيب الثمر, والذى هو فى تنّوع عجيب ومذاق فريد كأنّ غرسه من الجنان أتى وباركه من على العرش إستوى. هذه الفترة التي سجلتها والتي أحكي عنها تمتد من 1980م إلى 1990م تقريباً, وأكيد هنالك ليالي في هذه الفترة لم يكتب لي حضورها, هنا وهناك, لها حكي أخر وعين أخرى اتمنى غيري أن يكون راصداً لها كاتب, ثم بعد هذا التاريخ وقبله هناك الكثير, الكثير من الليالي الثرة في طابت المحمود أتمنى من الشاهدين لها, الراصدين لحركتها أن يحركوا اقلامهم سرداً لها وتحليلا, حتى تعم الفائدة وتزكوا العقول وتعلو النقول, وحتى لا يضيع جهد رجالٍ لهم قامات سامقة في كل ضروب المعرفة وطرق العرفان, وحتى نبرز وجه أمّنا المشرق الوضي, براً بها وعرفانا. عدة ليالي سأكتب عنها بإذن الله مثل:- في صالون أحمد كانت لنا ليال - ليلة في منزل الفنان - المدرسة الثانوية والوفد الكريم - ليلة العيد - ليلة أم دقرسي - الخليفة والطيب محمد الطيب ـ يا روح هل أنت معنا ...... وغيرها وهي ترواح بين ليالي الأدب والفن السنية, وبين ليالي المسيد الزاهرة الندية.
وما توفيقي إلا بالله
السماني فضل الله الاحساء, أكتوبر2005م 0506089440
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
التوبـة
] قولهم في التوبة [
التوبة : رجوع عما كان مذموماً في الشرع إلى ما هو محمود فيه ، وهي مبدأ طريق السالكين ، ومفتاح سعادة المريدين ، وشرط في صحة السير إلى الله تعالى .
وقد أمر الله تعالى المؤمنين بها في آيات كثيرة ، وجعلها سبباً للفلاح في الدنيا والآخرة . قال الله تعالى : { وَتُوبُوآ إِلَى اللهِ جَمِيعَاً أيهَّا المُؤْمِنُونَ لَعَلكَّمُ ْتُفْلِحُونْ} .
وقال تعالى : { اسْتَغْـفِرُوْا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهْ } .
وقال تعالى : { َيأيَّهَا الذِيْنَ ءَامَنـُوا تُوبُوا إِلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحَاً } .
وكان الرسول المعصوم عليه الصلاة والسلام كثيراً ما يجدد التوبة ويكرر الاستغفار تعليماً للأمـة وتشريعاً . وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله r : (( يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه ، فإني أتوب في اليوم مائة مرة )) . قال الإمام النووي رحمه الله تعالى التوبة واجبة من كل ذنب ، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعـلق بحق آدمي ، فلها ثلاثة شروط :
أن يقلع عن المعصية ، أن يـندم على فعلها ، أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً.
فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته . وإن كانت المعصية تتعـلق بآدمي فشروطها أربعة :
الثلاثة هذه ، وأن يبرأ من حق صاحبها . فإن كانت مالاً أو نحـوه ردَّه إليه ، وإن كان حق الآدمي حدَّ قذفٍ ونحوه مكـَّنه منه أو طلب عفـوه ، وإن كانت غيـبة استحله منها ، ويجب أن يتـوب من جميـع الذنوب.
ومن شروط التوبة ترك قرناء السوء ، وهجر الأصحاب الفسقة الذين يحببون للمرء المعصية ، وينـفرون من الطاعة ، ثم الالتحاق بصحبة الصادقين الأخيار ، كي تكون صحبتهم سياجاً يردعه عن العودة إلى حياة المعاصي والمخالفات .
والصوفي لا ينظر إلى صِغـَر الذنب ، بل ينظر إلى عظمـة الرَّب ، اقتداءاً بأصحاب رسول الله r . فقد كان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : (إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا نعدها على عهد رسول الله r من الموبقات. ) قال أبوعبدالله : يعني بذلك المهلكات.
ولا يقف الصوفي عند التوبة من المعصية ، لأنها في رأيه توبة العوام ، بل يتوب من كل شيء يشغل قلبه عن الله تعالى ، قال ذوالنون المصري t لما سُئِـل عن التوبة فقال : ( توبة العوام من الذنوب ، وتوبة الخواص من الغفلة. )
وقال عبد الله التميمي t شتان بين تائب وتائب ، فتائب يتوب من الذنوب والسيئات، وتائب يتوب من الزلل والغفلات ، وتائب يتوب من رؤية الحسنات والطاعات. )
واعلم أن الصوفي كلما صحَّحَ علمـه بالله تعالى ، وكثر عمـله دقت توبته ، فمن طهر قلبه من الآثام والأدناس وأشرقت عليه أنوار الإيناس لم يخـْفَ عليه ما يدخل قلبه من خفي الآفات، وما يعكر صفوه حين يهم بالزلات ، فيتوب عند ذلك حياء من الله الذي يراه. ويجب الإكثار من الاستغفار آناء الليل وأطراف النهار ، وهذا يشعر الصوفي بالعبودية الحقة والتقصير في حق مولاه . فهو اعتراف منه بالعبودية وإقرار بالربوبية . قال الله تعالى : {فَـقُلتُ اسْتَغْفِرُوا رُبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّارَاً ، يُرسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارَاً ، وَيُمْدِدْكُمْ بِأّمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيجْعَلْ لَـكٌـمْ جَنَّاتٍ وَيجْعَلْ لَكُمْ أنهَارَاً }
وقوله تعالى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَالِكَ مُحْسِنِـيْن ، كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ، وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونْ } .
يقرأ الصوفي هذه الآيات وغيرها ، فيذرف الدمع أسفاً على ما قصَّـرفي حياته ، وحسرة على ما فرط في جنب الله . ثم يلتفت إلى عيوبه فيصلحها وإلى تقصيراته فيتداركها وإلى نفسه فيزكيها، ثم يكثر من فعل الطاعات والحسنات عمـلاً بقوله r: ( وأتبع السيئة الحسنة تمحها ) .
قال الشيخ أحمد زروق رحمه الله في قواعده : ( تعتبر دعوى المدَّعِي نتيجة دعواه ، فإن ظهرت صـحَّت ، وإلا فهو كذاب ، فتوبة لا تتبعها تقوى باطلة ، وتقوى لا تظهر بها استقامة مدخولة ، واستقامة لا ورع فيها غير تامة ، وورع لا ينتج زهداً قاصر ، وزهد لا يشيد توكلاً يابس ، وتوكل لا تظهر ثمرته بالانقطاع إلى الله عن الكلّ واللـَّجأ إليه صورة لا حقيقة لها ، فتظهر صحة التوبة عند اعتراض المحرَّم ، وكمال التقوى حيث لا مطَّلِع إلا الله ، ووجود الاستقامة بالتحفظ على إقامة الوِرد في غير ابتداع ، ووجود الورع في مواطن الشهوة عند الاشتباه فإن تـَرَك ذلك فكذلك ، وإلا فليس هنالك. )
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
الخـوف
] قولهم في الخـوف [
قال حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله تعالى : ( اعلم أن حقيقة الخوف هو تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في المستقبل ، وقد يكون ذلك من جريان ذنوب ، وقد يكون الخوف من الله تعالى بمعرفة صفاته التي توجب الخوف لا محالة ، وهذا أكمل وأتم ، لأن من عرف الله خافه بالضرورة ، ولهذا قال الله تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءْ } .
وقد دعا تعالى عباده إلى الخوف منه وحده فقال : { وَإِيَّايَ فَارْهَبُونْ } . ومدح المؤمنين ووصفهم بالخوف فقال : { يخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوقِهِمْ } ، وجعل الله تعالى الخوف من شروط كمال الإيمان فقال : { وَخَافُوْنِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِـينْ } . ووعد الله من خاف مقامه جنتين ، جنة المعارف في الدنيا ، وجنة الزخارف في الآخرة فقال : { وَلمِـَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان } .
وجعل الله الجنة مأوى من خاف مقام ربه فقال : { وَأمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبـِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى ، فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأوَى } .
قال الشيخ أحمد زروق رحمه الله تعالى في قواعده : ( من بواعث العمل وجود الخشية وهي تعظيم يصحبه مهابة ، والخوف هو انزعاج القلب من انتقام الرب ) .
والخوف يتمثل في نشيج من يُقدِّر خطورة العواقب فيقف عـند الواجب ، ولا يعرض نفسه لزيغ ولا إثم ، بل ولا يقف في مواطن توشك أن توقِعه في الشر والفساد ، ثم يترقى الصوفي في الخوف فيتحلى به المقربون ، وعندئذ تنتـقل مظاهر الخوف من عالم الجسم إلى عالم الروح ، فتكون للعارف أشجان لا يدركها إلا أهل الصفاء .
وفي هذا المقام يصف سيدى عبد الوهاب الشعرانى t السيده رابعه العدوية بأنها كثيرة البكاء والحزن , وكانت اذا سمعت ذكر النار غشي عليها زمانا , وكان موضع سجودها كهيئة الحوض الصغير من دموعها , وكأن النار ما خلقت الا لأجلها , وسر ذلك الخوف انما هو الاعتقاد بأن كل بلاء دون النار يسير , وأن كل خطب دون البعد عن الله هين.
ويرى الصوفية أن المحب لا يسقى كأس المحبة إلا بعد أن ينضج الخوف قلبه. ومن لم يكن له مثل تقواه لم يدر مالذي أبكاه , ومن لم يشاهد جمال يوسف لم يدر مالذي آلم يعقوب .
وليس الخائف الذي يبكي ويمسح عينيه , انما الخائف من يترك ما يخاف أن يعذب عليه.
قال أبو سليمان الداراني رحمة الله تعالى : ( ما فارق الخوف قلبا الا خرب).
وليس الخائفون يمرتبة واحدة , بل هم على مراتب مختلفة وقد صنف إبن عجيبة رحمه الله تعالى مراتبهم إلى ثلاث مراتب فقال : ( خوف العامة من العقاب وفوات الثواب , وخوف الخاصة من العتاب وفوات الاقتراب , وخوف خاصة الخاصة من الاحتجاب بعروض سوء الادب).
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
الصدق
] قولهم في الصدق [
لا بد للمريد الطالب سلوك النجاة والوصول إلى الله تعالى من أن يتحقق بصفات ثلاث : الصدق والإخلاص والصبر ، لأن جميع صفات الكمال لا يتحلى بها الإنسان إلا إذا كان متصفاً بهذه الصفات الثلاث ، وكذلك لا تتم الأعمال إلا بها ، فإذا فارقت الأعمال فسدت ولم تنل القبول .
قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى : ( اعلم أن لفظ الصدق يستعمل في ستة معان : صدق في القول ، و صدق في النية والإرادة ، وصدق في العزم ، وصدق في الوفاء بالعزم ، وصدق في العمل ، وصدق في تحقيق مقامات الدين كلها ، فمن اتصف بالصدق في جميع ذلك فهو صدِّيق :
صدق اللسان يكون في الإخبار ، وفيه يدخل الوفاء بالوعد والخلف فيه . وقيل : في المعاريض مندوحة الكذب .
صدق في النية والإرادة ، ويرجع ذلك إلى الإخلاص ، وهو أن لا يكون له باعث في الحركات والسكنات إلا الله تعالى .
صدق في العـزم على العمل لله تعالى .
صدق في الوفاء بالعزم بتذليل العقبات .
صدق في الأعمال حتى لا تدل أعماله الظاهرة على أمر في باطنه لا يتصف به .
الصدق في مقامات الدين كالخوف والرجاء والتعظيم والزهد ، والرضا والتوكل والحب .
وقال القاضي زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى : ( الصدق هو الحكم المطابق للواقع ، ومحله اللسان والقلب والأفعال ، وكل منها يحتاج إلى وصف يخصه ، فهو في اللسان : الإخبار عن الشيء على ما هو عليه . وفي القلب : العزم الأكيد . وفي الأفعال إيقاعها على وجه النشاط والحب . وسببه: الوثوق بخبر المتصف ، وثمرته : مدح الله والخلق للمتصف به.
ومفهوم الصدق عند عوام المسلمين قاصر على صدق اللسان ، ولكن السادة الصوفية قصدوا بالصدق مفهومه العام الذي يشمل بالإضافة إلى صدق اللسان صدق القلب وصدق الأفعال والأحوال . فأول مراحل السير هو صدق العبد في إنابته إلى ربه بالتوبة النصوح التي هي أساس الأعمال الصالحة ، وأول درجات الكمال .
والصدق في تهذيب النفس الأمارة ، يحقق النجاح الكبير في التخلص من أمراضها وشهواتها ويطهر القلب من الخبائث حتى ينتهي إلى الإيمان الذوقي الذي وصفه رسول الله r بقوله : ( ذاق طعم الإيمان ) .
والصدق في محاربة الشيطان والتخلص من وساوسه يجعل المؤمن في نجاة من كيده وأمان من شره ، كما يجعل الشيطان في يأس وقنوط من إضلاله وغوايته .
والصدق في إخراج حب الدنيا من القلب يحمل الإنسان على المجاهدة المستمرة بالصدقة والإيثار والتعاون الخيري ، حتى يتخلص من حبها وينجو من سيطرتها على قلبه .
والصدق في طلب العلم تخلصاً من الجهل وتصحيحاً للعمـل ، يحمل الإنسان على الإستقامة والمثابرة ، وتحمـل المشاق وسهر الليالي كي ينال منه أوفر نصيب وأكبر قسط ، وما نبغ العلماء إلا بصدقهم وإخلاصهم وصبرهم .
والصدق في العمل هو ثمرة العلم وغايته ، إذ يجعل العبد في ارتقاء دائم ، ويكمله ، ولكن قد يدخل على السائر بعض العلل الموقفة له عن مطلوبه من حب الشهرة والسمعة والالتفات إليها فالإخلاص في الصدق يزيل هذه الشوائب من طريق الغاية المنشودة وهي رضاء الله تعالى ومعرفته ومحبته .
قال أبوالقاسم القشيري رحمه الله تعالى : (الصدق عماد الأمر وبه تمامه ، وفيه نظامه ، وهو تالي درجة النبوة .
قال الله تعالى : { وَمَنْ يُطِـعِ اللهَ وَالرَّسُــولَ فَأوْلَـئِكَ مَعَ الذِيْن أنعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّيِّنَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِوَالصَّالِحِينَ وَحَـسُـنَ أُوْلَئِـكَ رَفِيْـقاً } .
وأمر الله تعالى المؤمنين أن يلازموا ويكونوا مع أهل الصدق فقال : {يَــأَيـَّهَا الذِينَ ءَامَنُوا اتَّقـُوا الله َوَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين }.
ووصف الله تعالى الصادقين بالقلة ، وأنهم الفئة المختارة من المؤمنين فقال : { مِنَ المؤْمِنِيـنَ رِجَالٌ صَدَقـُوا مَا عَاهَدُوا الله َعَلَيْـهِ } .
وأشار معروف الكرخي إليهم بقوله : ( ما أكثر الصالحين وأقل الصادقين في الصالحين ) .
ويا فوز الصادقين يوم القيامة ، { هَـذَا يَومُ يَنْفَعُ الصَّادِقِين َصِدْقَهُـمْ } .
وعـبـَّر الرسول الصادق المصدوق r الصدق بالسبيل الموصل إلى البر الذي يؤهل العبد إلى دخول الجنة ، كما جعل المداومة على الصدق مفتاح درجة الصديقية فقال : ( إن الصدق ليهـدي إلى البـِرّ ، وإن البـِر ليهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقــاً...).
وقد أوضح المصطفى r أن الصدق يثمر طمأنينة في القلب وراحة الفكر ، بينما يسبب حالات القلق والاضطراب والشك وعدم الاستقرار ، فقد روي عن الحسن بن على رضي الله عنهما أنه قال : حفظت من رسول الله r : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبـة) .
والصدق درجات ومراتب ، والصديقية مراتب متفاوتة ، وقد نال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ذروة سنام الصديقية ، وشهد الله تعالى بذلك فقال :{ وَالذِيْ جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ } .
ولا يعلو مقام الصديقية إلا مقام النبوة ، فمقام الصديقية مقام الولاية الكبرى والخلافة العظمى والفتوحات وعظيم التجليات .
ويُـنال الوصول إلى الله تعالى بالصدق لا بالتشهي ، لذلك قيل : ( لا ينال الوصول من كان في قلبه شهوة الوصول ) بل يناله بالجد والاجتهاد .
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
الصبر
] قولهم في الصبر [
قال ذو النون المصري رحمه الله تعالى : ( الصبر : هو التباعد عن المخالفات ، والسكون عند تجرع غصص البلية ، وإظهار الغنى عند حلول الفقر بساحة المعيشة ) .
وذكره الراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى في مفرداته : ( الصبر : حبس النفس على ما يقتضيه العقل أو الشرع أو عما يقتضيان حبسها عنه ) .
وعرفه السيد الجرجاني رحمه الله تعالى : ( الصبر هو ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله ) ويفهم من تعريف السيد أن الشكوى لله تعالى لا تـنافي الصبر،إنما ينافيه شكوى الله إلى غيره .
والصبر أقسام :
صبر على الطاعات : هوالاستقامة على شرع الله ، والمثابرة الدائمة على العبادات المالية والبدنية والقلبية ، ومواصلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والصبر على ما يعترض ذلك من أنواع الابتلاء وصنوف المحن ، لأن من ورث عن رسول الله r دعوته وجهاده لا بد أن يصيبه ما أصاب رسول الله r من تكذيب ومحاربة وأذى ، قال تعالى حكاية عن لقمان يوصي ابنه : { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمَرْ بِالمَعْرُوفِ وَانَهَ عَنِ المُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى مَا أَصَابَكَ }. وقد أقسم الله تعالى أن الناجين هم من تحققوا بصفات أربع :
الإيمان ، والعمل الصالح ، والنصح للأمـة ، ثم الصبر على ذلك . فقال تعالى : { وَالعَصْرِ ، إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلاَّ الذِينَ آمَنـُوا وَعَمِـلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر} .
وصـبر عن المعاصي : هو مجاهدة النفس في نزواتها ، ومحاربة انحرافها ، وتقويم اعوجاجها ، وقمع دوافع الشر والفساد التي يثيرها الشيطان فيها ، فإذا ما جاهدها وزكاها وردَّها عن غيها وصَـلَ إلى الهداية التامة ، قال الله تعالى : { وَالذِيْنَ جَاهَدُوا فِيْنَا لَنَهْدِيَنَّهُم سُبُلَنَا } . وكان من المفلحين ببشارة الله تعالى بقوله : { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَـزَكّى ، وَذَكَرَ اسْمَ رَبـِّهِ فَصَـلَّى } .
{ وَأمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبـِّهِ وَنـهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى ، فَإِنَّ الجَنَّةَ هِي المَأوَى } .
وصبـر على المصائب : بما أن الحياة الدنيا دار امتحان وابتلاء ، فإن الله تعالى يختبر إيمان عباده ـ وهو أعلم بهم ـ بأنواع المصائيب ، ويمحص المؤمنين بصنوف المحن ويميز الخبيث من الطيب والمؤمن من المنافق قال تعالى : { الم , أَحِسَبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُو ا أَنْ يَقُولُو ا ءَامَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونْ } سواء كانت هذه المصائب في المال أو في البدن أو في الأهل ، قال تعالى : { لَتُبْلَوُنَّ فِيْ أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ } وقال تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيءٍ مِنَ الخُوفِ وَالجُوعِ وَنـقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين ، الذِيْنَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيْبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ و إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون ، أُوْلـَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ المهْتَدُونْ}.
والمؤمن الصادق يتلقى المصائب بالصبر والتسليم والرضى والسرور حيث قال رسول الله r ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه ) واذا تلقى المصائب بالرضى والتسليم له الدرجات العالية والمنازل الرفسعة عند الله سبحامه وتعالى كما قال r اذا سبقت للعبد من الله تعالى منزلة لم ينلها بعمله أبتلاه الله في جسده وفي أهله وماله ثم صبره على ذلك حتى ينال المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل ) .
والصبر نصف الايمان وسر سعادة الانسان ومصدر العافية عند البلاء وعدة المؤمن حين تدْلهِمُّ الخطوب وتحدق الفتن وتتوالى المحن ، فأمر الله تعالى في هذه الوقت بقوله تعالى : { اِسْتَعِيْنُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا }. { يَا أَيـَّهَا الذِيْنَ آمَنُوا اصْبِرُوْا وَصَابِرُوْا } والصابر حبيب الله سبحانه وتعالى في قوله : { وُاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِيْن } . والصابر فائز بمعيَّة الله سبحانه وتعالى وحفظه وتأييده ونصرته فيقول : { إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِيْنْ } ونالوا الصابرون مقام المرشدين الهداة المؤيدين من الله فيقول : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يًهْدُونَ بِأَمْرِنَا لمَّا صَبَرُوْا }
وحياة سيد البشر أجمعين كلها صبر وجهاد : فعن صهيب بن سنان قال : قال رسول الله r : ( عجب لأمر المؤمن ، ان أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد الا لمؤمن : ان أصابته سراء شكر فكان خير له ، وان أصابته ضراء صبر فكان خير له ) . وعن ابن مسعود t قال : كأني أنظر الى رسول الله r يحكي نبياً من أنبياء الله ضربوه قومه فأدموه وهو يمسح الدماء عن وجهه وهو يقول : ( اللهم أغفر لقومي فانهم لا يعلمون ) .
وورث عنه الصحابة الصبر جادين في نشر الاسلام إيماناً لا يعرف اليأس وعزيمة لا تعرف الخَوَرَ وثبات لا يتطرق إليه الوهن . وللصوفيه في الصبر كلام عجيب ومنطق ظريف فقد سئل الشبلي عن الصبر فتمثل في قوله :
صبر الصابر فاستغاث به الصبر فصاح المحب بالصبر صبراً
ولقد أوصى الله سبحانه وتعالى بتحمل مشاق الدعوة وأعباء الرسالة على أذى المشركين بقوله : { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ في ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُون }
الخلاصة : إن الصبر صفة الأنبياء وحلية الأصفياء ومفتاح الخيرات وسبيل السالكين الى الله تعالى
قال ابن عجيبة رحمه الله تعالى : الصبر حبس القلب على حكم الرب .
فصبر العامة حبس القلب على مشاق الطاعات ورفض المخالفات ، وصبر الخاصة حبس النفس على الرياضة والمجاهدات وارتكاب الأهوال في سلوك طريق الأحوال مع مراقبة القلب في دوام الحضور ، وأما صبر خاصة الخاصة حبس الروح والسر في حضرة المشاهدات المعاينات أو دوام النظرة والعكوف في الحضرة .
فهذه الصفات الثلاثة الصدق ، والاخلاص ، والصبر هي أركان السير الى الله عز وجل .
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
الزهـد
] قولهم في الزهد [
قال ابن الجـلاّء : الزهد هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال لتصغر في عينك فيسهل عليك الإعراض عنها .
وقيل : الزهد عزوف النفس عن الدنيا بلا تكلف .
وقال الإمام الجنيد رحمه الله تعالى : الزهد استصغار الدنيا ومحو آثارها من القلب .
وقال إبراهيم ابن أدهم رحمه الله تعالى : الزهد فراغ القلب من الدنيا لا فراغ اليد ، وهذا زهد العارفين ، وأعلى منه زهد المقربين فيما سوى الله تعالى من دنيا وجنة وغيرهما ، إذ ليس لصاحب هذا الزهد إلا الوصول إلى الله تعالى والقرب منه .
فالزهد ( تفريغ القلب من حب الدنيا وشهواتها ، وامتلاؤه بحب الله ومعرفته)
وبيَّن الله تبارك وتعالى في القرآن حقارة الدنيا وسرعة زوالها واستصغار شأنها ، وحثهم على عمل ما خلقوا لأجلها وهي العبادة فقال تعالى : { يَأَيــَّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورْ } .
وقال أيضاً: { وَمَا هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَ لَعِبٌ وَإِنَّ الدَارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون } . وقال تعالى : { المَالُ وَالبَنُونَ زِيْنَةُ الحَيَاةِ الدًّنْيَا وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوابَاً وَخَيْرٌ أَمَلاً } .
أخبر رسول الله r أن الزهد وسيلة لنيل محبة الله تعالى ، فقد روى سهل بن سعد t قال : جاء رجل إلى رسول الله r فقال : يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس قال له : ( ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك ) .
وقال r : ( إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله تعالى مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله r بمنكبي فقال : (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا فلا تنتظـر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) .
وصحابة رسول الله r أجمعين رضوان الله عليهم آثروا الزهد عن الدنيا وما فيها :
فقد خرج أبوبكر الصديق t عن ماله كله في سبيل الله ، فقال له رسول الله r : ( ما تركتَ لأهلك ؟ قال : تركتُ الله ورسوله ) .
وأما عثمان بن عفان فهو مجهِّز جيش العسرة .
ولا يجوز إنكار الزهد واتهامه بالرهبانية لأنه أصل في الدين ، وليس الزهد أن يتخلى المؤمن عن الدنيا فيفرغ يده من المال ، ويترك كسب الحلال ويكون عالة على غيره . فقد بيَّن رسول الله r المقصود الحقيقي للزهد فقال : (الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ، ولكن الزهادة أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك ، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها أبقيت لك ) . أخرجه الترمذي .
والزهد ليس تجنب المال بالكلية بل تساوي وجوده وعدمه .
فقد كان رسول الله r يأكل اللحم والحلوى والعسل ، ويحب النساء والطيب والثياب الحسنة .
وفهم ساداتنا الصوفية أن الزهد مرتبة قلبية .
قال سيدي الشيخ عبدالقادرالجيلاني قدس الله سره : ( أخرج الدنيا من قلبك وضعها في يدك أو في جيبك ، فإنها لا تضرك ) .
وقال ابن عجيبة : ( هو خلو القلب من التعلق بغير الرب ) .
ولبسوا بعضهم المرقع وأكلوا الرديء من الطعام وتركوا الكسب الحلال ، ولكن حسدوا الناس على ما آتاهم الله من فضله ونعمه ، واكفهرُّوا في وجوه الأغنياء وقطعوا الأرحام وأخطأوا فاهتموا بإظهار الزهد و ملؤوا قلوبهم بحب الدنيا .
وكم من أناس أقبلوا على الدنيا وملذاتها فشغلت قلوبهم بحبها ، وعمرت بهاأوقاتهم بجمع حطامها وهم يزعمون أنهم تحققوا بالزهد القلبي ، وأنهم فهموا الزهد على حقيقته .
ولم يفهموا أن القلب يحتاج إلى طبيب لعلاجه ومرآة صادقة تريهم الحقيقة .
كما يصف بعض المرشدين مريديهم إلى المجاهدات بغية تفريغ قلوبهم من التعلقات الدنيوية ، من باب العلاج الضروري المؤقت ، فهي وسيلة حسنة للوصول إلى الزهد القلبي الحقيقي .
كما كان المرشد الكبير سيدي الشيخ عبدالقادر الجيلاني قدس الله سره ، يوجِّهُ تلامذته في بادئ أمرهم أن يجاهدوا أنفسهم ويروِّضوها على الاخشيشان والصبر والتقشف إلى أن يستوي عندهم الأخذ والعطاء والفقر والغنى ، وتفرغ قلوبهم من سوى الله تعالى .
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
التوكّل
] قولهم في التوكّل [
قال السيد رحمه الله تعالى : ( التوكل : هو الثقة بما عند الله ، واليأس عما في أيدي الناس ) .
وقال ابن عجيبة رحمه الله تعالى : ( التوكل : ثـقة القلب بالله حتى لا يعتمد على شيء سواه ، أو التعلق بالله والتعويل عليه في كل شيء ، علماً بأنه عالمٌ بكل شيء ، وأن تكون ما في يد الله أوثق منك بما في يدك ) .
وقال بعضهم : ( هو اكتفاؤك بعلم الله فيك عن تعلق القلب بسواه ورجوعك في كل الأمور إلى الله ) .
وقال أبو سعيد الخراز رحمه الله تعالى : ( التوكل : هو التصديق لله عزوجل، والاعتماد عليه ، والسكون إليه والطمأنينة إليه في كل ما ضمن ، وإخراج الهم من القلب بأمور الدنيا والرزق وكل أمر تكفل الله به ) .
فالتوكل على الله تعالى تفويض الأمر إليه ، والاعتماد في جميع الأحوال عليه ، والتبرؤ من الحول والقوة له ، وهو مرتبة قلبية ، كما يلاحظ من التعاريف السابقة وغيرها ، ولهذا لا تعارض بين التوكل على الله تعالى وبين العمل واتخاذ الأسباب ، إذ التوكل محله القلب ، والأسباب محلها البدن ، وكيف يترك المؤمن العمل بعد أن أمر الله تعالى به في كثير من الآيات الكريمة ، ودعا إليه الرسول r في أحاديث جمـة .
فقد جاء رجل الى رسول الله r على ناقة له فقال : يا رسول الله أأرسل ناقتي واتوكل ؟ فقال r : ( أعقلها وتوكل).
ولهذا اعتبر العلماء ترك الإسباب والتقاعس عن السعي تواكلاً وتكاسلاً لا يتفق مع روح الإسلام , كما أكد الصوفية هذه الناحية تصحيحاً للأفكار , ورداً للشبهات , وبيانا للناس أن التصوف هو الفهم الحقيقي للاسلام .
قال القشيري رحمه الله تعالى : ( التوكل محله القلب , والحركة بااظاهر لا تنافي التوكل بالقلب , بعد ما تحقق العبد ان التقدير من قبل الله تعالى , وإن تعسَّر شيء فبتقديره , وإن اتفق شيء فبتيسيره ).
وقال الامام الغزالي رحمه الله تعالى : ( قد يظن الجاهل ان شرط التوكل ترك الكسب و ترك التداوي والاستسلام للمهلكات . وذلك خطأ لأن ذلك حرام في الشرع , والشرع قد اثنى على التوكل , وندب إليه فكيف ينال ذلك بمحظوره ) .
وقد نبه السادة الصوفية السالكين الى ناحية قلبية دقيقة , وهي أنه يجب في كل عمل من الأعمال أن يتخذوا أسبابه , مع عدم الاعتماد على تلك الأسباب أو الالتـفات إليهم بقلوبهم .
قال القاضي عياض رحمه الله تعالى : ( ذهب المحققون من الصوفية إلى ضرورة السعي فيما لابد منه , ولكن لا يصح عندهم التوكل مع الالتفات والطمأنينة إلى الأسباب , بل فعل الأسباب سنة الله وحكمته , والثقة بأنها لا تجلب نفعا , ولا تدفع ضراً , والكل من الله ) .
ربط الله تعالى التوكل بالإيمان فقال : { وَعَـلَى اللهِ فَتَوَكَّلُـوْا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِـينْ} . وقال: { وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونْ } .
والتوكل على الله تعالى يبعث في القلوب السكينة والطمأنينة , وخصوصا عند الشائد والمحن . عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( حسبنا الله ونعم الوكيل , قالها إبراهيم عليه السلام , حين القي في النار , وقالها محمد r حين قالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ) .
فالمتوكل على الله حقيقة راض بقضائه , مستسلم لفعله , مطمئن لحكمه , قال بشر الحافي رحمه الله تعالى : ( يقول أحدكم : توكلت على الله , وهو يكذب على الله تعالى , ولو توكل على الله تعالى لرضي بما يفعله الله تعالى به ) .
قال رسول الله r : ( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير , تغدوا خماصاً وتروح بطاناً) أي تذهب صباحا وهي جائعة باحثة على رزقها معتمدة على ربها واثقة به و تعود مساءاً شباعاً.
والتوكل مراتب :
الاولى : وهي ادناها , أن تكون مع الله تعالى كالموكل مع الوكيل الشفيق الملاطف .
الثانية : وهي أوسطها , أن تكون مع الله تعالى كالطفل مع أمه لا يرجع في جميع أموره إلا إليها.
الثالثة : وهي أعلاها , أن تكون مع الله تعالى كالمريض بين يدي الطبيب.
والفرق بين هذه المقامات , أن الاول قد يخطر بباله تهمة. أما الثاني فلا إتهام ولكن يتعلق بأمه عند الحاجة . أما الثالث فلا إتهام ولا تعلق, لأنه فانٍ عن نفسه ينظر كل ساعة ما يفعل الله به.
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
المحـاسبة ] قولهم في المحاسبـة [ وهي تهيئة الوازع الديني في النفس، وتربيتها على تنمية اللوم الباطني الذي يجردها من كل ما يقف أمامها عقبة في طريق الصفاء والمحبة والإيثار والإخلاص . وللصوفية في هذا المقام قدم راسخة وجهاد مشكور ، وهم على أثر الرسول r ينهجون منهجه ، ويهتدون بهديه . قال r : ( الكـيـِّس من دان نفسه وعمـل لما بعدالموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواه ، وتمنـى على الله الأمـاني ) .
ومن حاسب نفسـه لا يترك لها سبيلا إلى الآشتغال بالباطل ، إذ هو يشغلها بالطاعات ويلومها على التقصـير مع الله خشية منه فكيف تجد سبيـلاً إلى اللهو والبطالة ؟!
قال السيد أحمدالرفاعي رحمه الله تعالى : ( من الخشية تكون المحاسبة ، ومن المحاسبة تكون المراقبة ، ومن المراقبة يكون دوام الشغل بالله تعالى ) .
وما أشبه حال الصوفية في هذا بما كان يأخذ به النبي r أصحابه من تربية روحية خالصة تغرس في نفوسهم اللوم الباطني ، فقد روي أن رسول الله r خرج يوماً من بيته ، يطوي بطنه على جوع ، فالتقى بصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، فعلم أن أمرهما كأمره ، وانهما لا يجدان قوت يومهما ، والتقى بهم رجل من الأنصار ، لم تخدعه بشاشتهم ، فعلم أمرهم فاستضافهم ، فلما وصلوا إلى منزله وجدوا تمراً وماءً بارداً وظـلاً وارفاً ، فلما تبلـغوا بتمرات ، وشربوا من الماء ، قال r : ( هـذا من النعيم الذي تسألون عنه ) .
بضع تمرات وماء ، نعيـم يسأل عنه .
وإن المحاسبة لتثمر الشعور بالمسؤلية تجاه الله تعالى وتجاه خلقه ، وتجاه النفس المكلفة بالتكاليف الشرعية من أوامر ونواهي .
فبالمحاسبة يفهم الإنسان أنه ما وُجـِد عبثاً ، وأنه لا بـدَّ راجع إلى الله تعالى ، كما أخبر رسول الله r : ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ، ليس بينه وبين الله ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد فبكلمة طيبة ) .
فينبثق من قلبه الرجوع الاختياري بالتوبة النصوح ، ويترك الشواغل الفانية التي تشغله عن خالقه تعالى ، ويفر إلى الله من كل شيء : { فَفِـرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّيْ لَكُمْ مِنْهُ نَذِيْرٌمُبِيْـنْ } .
فـفر مع تلك الفئة المؤمنة الصوفية في سفرهم إلى الله تعالى ، مجيـباً هواتف الغيب : { يَأيَّهَا الذِيْنَ آمَنُـوْا اتَّقُوْا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِيْنْ } . التوبة
وإنما القوم مســـا فــرونا لحضرة الحق وظاعنونا
فآواهم المبيت في حضرته الكبرى ، وأكرمهم الجناب الأقدس بتلك العندية التي ينشدها كل محب لله تعالى: { فِيْ مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيْكٍ مُقْتَدِرْ } . قال الشيخ أحمد زروق t:
الغفلة عن محاسبة النفس توجب غلظها فيما هي به ، والتقصير في مناقشتها يدعو لوجود الرضا عنها ، والتضييق عليها يوجب نفرتها ، والرفق بها معين على بطالتها ، فلزم دوام المحاسبة مع المناقشة ، والأخـذ في العمل بما قارب وصحَّ ، دون مسامحة في واضح ، ولا مطالبة بخفي من حيث العمل ، واعتبر في النظر تركاً وفعـلاً واعتبر في قولهم : من لم يكن يومه خيراً من أمسِهِ فهو مغبون ، ومن لم يكن في زيادة فهو في نقصان ، وإن الثبات في العمل زيادة فيه ، وقال الجنيد رحمه الله : ( لو أقبل مقبل على الله سَنـَة ثم أعرض عنه لكان ما فاته منه أكثر مما ناله ) .
$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
الرجـا ء
] قولهم في الرجاء [
قال الشيخ احمد زورق رحمة الله تعالى في تعريف الرجاء:
( الرجاء : السكون لفضله تعالى بشواهد العمل في الجميع , وإلا كان إغتراراً ) .
وقد حثنا الله تعالى على الرجاء ونهانا عن القنوط من رحمته فقال :{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الذِيْنَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَـطُوا مِنْ رَحمَـةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْـفِرُ الذنُوبَ جمِيْعـاً ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيْمْ }. وقال تعالى مبشراً بسعة رحمـته : { وَرَحمَـتِيْ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء } .
وقال تعالى في وصف الذين يرجون رحمـته : { إِنَّ الذِيْنَ ءَامَنـُوا وَالذِيْنَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ أُولَئِكَ يَرْجُـــونَ رَحْمَـتَ الله ِ} .
وجاء الحث على رجاء رحمة الله في كثير من الأحاديث الشريفة منها ما روى عن أبي هريرة t قال قال رسول الله r: ( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم). رواه أبو هريرة .
وعن أبي موسى الأشعري t عن النبي r قال : ( يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال يغفرها الله لهم ، ويضعها على اليهود والنصارى ) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله r يقول : (يـُدنى المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع عليه كنفـَـه فيـقـرره بذنوبه فيقول : أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول : رب أعـرف . قال : فإني قد سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم ، فيُعطى صحيفة حسناته ) . أخرجه مسلم في كتاب التوبة.
والرجاء يختلف عن التمـني ، إذ الراجي هو الذي يأخذ بأسباب الطاعة طالباً من الله الرضى والقبول ، بينما يترك المتمنـي الأسباب والمجاهدات ، ثم ينتظـر من الله الأجر والمثوبة ، فهو الذي قال في حقه عليه الصلاة والسلام : ( والعاجز من أتبـع نفسه هواها وتمـنَّى على الله الأمـاني ) .
إذ كل من رجا الله تعالى وطلبه ، عليه أن يشمِّر عن ساعد الجِدِّ والاجتهاد بصدق وإخلاص حتى ينال مطلوبه ، ولهذا قال الله تعالى معلماً طريق طلبه : { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَـدَاً } . الكهف
فعلى العبد إن كان في ريعان شبابه مقارفاً للذنوب مطيعاً لنفسه الشهوانية أن يغـلِّب جانب الخوف على الرجاء . أما إذا كان في نهاية عمره فعليه أن يغـلِّـب جانب الرجاء كما قال تعالى في الحديث القدسي : ( أنا عند حسن ظن عبدي بي ) . أخرجه البخاري في صحيحه .
وكما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرويه جابر بن عبدالله t : ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عزوجـل ) . رواه مسلم في كتاب الجنة ، باب الأمر بحسن الظن بالله .
وإن كان العبد مقبلاً على ربه سالكاً طريق قربه فعليه أن يجمع بين مقامي الخوف والرجاء ، لا يغـلِّبُ الخوف على الرجاء حتى يقنـط من رحمة الله تعالى وعفـوه ، ولا يغـلِّـبُ الرجاء على الخوف حتى يسترسل في مهاوي المعاصي والسيئات ، بل يطير بهما محلقاً في أجواء صافية ، فلا يزال في قرب ودنو من الحضرة الإلـهية ، قد حقق صفة هؤلاء الذين وصفهم ربهم بقوله :
{ تَتَـجَافَـى جُـنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفَاً وَطَمْعَاً } .
خوفاً من ناره وطمعاً في جنته ، وخوفاً من بعده وطمعاً في قربه .
خوفا من هجره وطمعاً فى رضاه ، خوفاً من قطيعته وطمعاً في وصاله .
وليس الراجون بمرتبة واحدة ، بل هم على مراتب ذكرها ابن عجيبة رحمه الله تعالى إذ قال رجاء العامة حسن المآب بحصول الثواب ، ورجاء الخاصة حصول الرضوان والاقتراب ، ورجاء خاصة الخاصة التمكين من الشهود وزيادة الترقي في أسرار الملك المعبود ) . كتاب معراح التشوف
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
الإخــلاص
]قولهم في الإخلاص[
قال الإمام القشيري رحمه الله تعالى معرِّفاً الإخلاص : (الإخلاص إفراد الحق سبحانه في الطاعة بالقصد ، وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله تعالى دون شيء آخر من تصنع لمخلوق أو اكتساب محمدة عند الناس أو محبة مدحٍ لمخلوق أو معنى من المعاني سوى التقرب إلى الله تعالى .)
وقال أبو علي الدقاق رحمه الله تعالى : ( الإخلاص : التوقي عن ملاحظة الخلق ، فالمخلص لا رياء له ) .
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : ( ترك العمل من أجل الناس رياء ، والعمل من أجل الناس شرك ، والإخلاص أن يعافيك الله منهما ) .
وقال الإمام الجنيد رحمه الله تعالى : ( الإخلاص سـر بين الله وبين العبد ، لا يعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده ولا هـوى فميـله ) .
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى : ( حق المخلص أن لا يرى إخلاصه ولا يسكن إليه ، فمتى خالف ذلك لم يكمل إخلاصه ، بل سماه بعضهم رياء ) .
ولما كان قبول الأعمال موقوفا على وجود الإخلاص فيها ، أمر الله تعالى نبيهr بالإخلاص في عبادته تعليماً لهذه الأمـة فقال : { قُلْ إِنـِّيْ أُمِـرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصَـاً لَهُ الدِّيْنْ } .
{ قُلِ اللهَ أَعْبـُــدُ مُخْلِصَاً لَهُ دِيْنِـي } . وقال عزوجل:{ فَاعْبُـدِ اللهَ مُخْلِصَـاً لَهُ الدِّيْنْ} .
كما أمر الله تعالى خلقه أن تكون جميع عباداتهم القولية والفعلية والمالية خالصة له تعالى ، بعيدة عن الرياء فقال : { وَمَا أُمِـرُوا إِلا َّلِيَعْـبُدُوا اللهَ مُخْـلِصَـاً لَهُ الدِّيْن } .
وحثنا رسول الله r على الإخلاص وترك الرياء ونبذه ، فهذه أحاديث شريفة تدلنا على ذلك :
عن أبي أمامة قال : جاء رجل إلى رسول الله r فقال : (أرأيت رجـلاً غـزا يلتمس الأجر والذكر ، ما له ؟ فقال رسول الله r : لا شيء له ، فأعادها ثلاث مرات ، ويقول رسول الله r : لا شيء له ، ثم قال : إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له ، وابتغي به وجهه ) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله r : ( إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم ) .
وعن شداد بن أوس t أنه سمع النبي r يقول : ( من صام يرائي فقد أشرك ، ومن صلى يرائي فقد أشرك ، ومن تصدق يرائي فقد أشرك ).
وعن محمود بن لبيد قال : خرج النبي r فقال : ( يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر . قالوا : يا رسول الله وما شرك السرائر ؟ قال : يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهداً لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر ) .
وعن محمود بن لبيد أن رسول الله r قال : ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال : الرياء . يقول الله عزوجل إذا جـُزي الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ) .
وعن أبي سعيد بن أبي فضالة t وكان من الصحابة قال : سمعت رسول الله r يقول : ( إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه ، نادى مناد :من أشرك في عمله لله أحداً فليطلب ثوابه من عنده ، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك ) .
أما أقوال ساداتنا في الإخلاص :
قال مكحول رحمه الله تعالى : ( ما أخلص عبدٌ أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ) . وقيل لسهل بن عبدالله التستري رحمه الله تعالى : أي شيء أشد على النفس ؟ قال : ( الإخلاص ، لأنه ليس لها فيه نصيب ) .
وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله تعالىإذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء).
والإخلاص درجات : إخلاص العوام ، والخواص ، وخواص الخواص .
فإخلاص العوام : هو إخراج الخلق من معاملة الحق مع طلب الحظوظ الدنيوية والأخروية كحفظ البدن والمال وسعة الرزق والقصور والحور .
وإخلاص الخواص : طلب الحظوظ الأخروية دون الدنيوية .
وإخلاص خواص الخواص : إخراج الحظوظ بالكلية ، فعبادتهم تحقيق العبودية والقيام بوظائف الربوبية محبة وشوقاً إلى رؤيته .
وأسمى مقاصد الصوفية أن يرتقوا بإخلاصهم إلى أرفع الدرجات ويعبدوا الله مبتغين وجهه دون أن يقصدوا ثواباً .
قلت السيدة رابعة العدوية: ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك ، وإنما عبدتك لذاتك.
فلو لم يكن ثمَّة ثواب ولا عقاب ، ولا جنة ولا نار ، لما تأخروا عن عبادتهم ولما انثـنوا عن طاعاتهم لأنهم يعبدون الله لله .
قال الإمام السيوطي رحمه الله تعالى : ( القيام بالأوامر والنواهي لله وحده ، لا لجلب ثواب ولا بدفع عقاب ، وهذا من عبد الله لله ، خلاف من عبـدَ الله للثواب وخوف العقاب ، فإنما عبَدَ لِـحـظِّ نفسـه ، وإن كان هو محباً أيضاً ، لكنه في درجة الأبرار ، وذاك في درجة المقربين ).
قال الشيخ أحمد زروق رحمه الله تعالى في ( قواعد التصوف ) :
تعظيم ما عظـَّم الله متعـيِّن ، واحتقار ذلك ربما كان كفرا ، فلا يصح فَهْمُ قولهم :< ما عبدناه خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته > على الإطلاق إما إحتقار لهما ، وقد عظمها الله تعالى ، فلا يصح احتقارها من مسلم ، وإما استغناء عنهما ولا غنى للمؤمن عن بركة مولاه . نعم لم يقصدوهما بالعبادة بل عملوا لله تعالىلا لشيء ، وطلبوا منه الجنة والنجاة من النار لا لشيء .
وشاهد ذلك في قوله تعالى:{ إِنَّمَا نُطْعِمُكُم لِوَجْهِ الله ِ} . إذ جعل علة العمل إرادة وجهه تعالى .
قد تدخل على السالك آفات كثيرة تشوب إخلاصه ، وما هذه الآفات إلا حجب تعرقل سيره إلى الله تعالى ، لذا كان من الضروري الإشارة إليها ، وتحذير ، ثم بيان طريق الخلاص منها حتى تكون جميع أعمال السالك خالصة لوجهه تعالى .
الحجاب الأول : رؤيته لعمله وإعجابه به وحجابه به عن المعمـول له وبالعبادة عن المعبود .
فالعلاج من هذا هو أن يعرف أن إخلاصه بفضل الله تعالى عليه وتوفيقه له وأنه مخلوق وعمله لله تعالى : { وَاللهُ خَلَـقَكُمْ وَمَا تَعْمَـلُونْ } .
الحجاب الثاني : طلبه العوض لعمله ، عوض دنيوي أو أخروي .
فالعلاج من هذا هو أن يعلم بأنه عبدٌ مُحض وأنه لا ينال دخول الجنة والنجاة من النار إلا بفضل الله تعالى وإحسانه ومنـه عليه . فقد روي عن النبي r قال لن يدخل أحدكم الجنة بعمله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا ، إلا أن يتغمَّدني الله برحمـته ) .
الحجاب الثالث : رضاه عن أعماله واغتراره بها .
والنجاة من هذه هي أن يطلع على عيوبه في أعماله ، فقـلَّ عملٌ من الأعمال إلا وللشيطان فيه نصيب ، وللنفس فيه حظ .
وأن يرى عجزه وتقصيره في حق الله سبحانه وتعالى لأنه لا أحد يستطيع أن يوفيه حقه بمقدار ذرة ولو اجتهد الليل والنهار . فقد قال الله تعالى :{ وَمَا قَـدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ } .
فاسمع نداء الله تبارك وتعالى : { فَفِرُّوا إِلى اللهِ } , واستجب له وقل : لبيك ربي وتركت سواك وجئت إليك .
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
الورع
] قولهم في الورع [
عرف السيد الجرجاني رحمه الله تعالى : هو اجتناب الشبهات خوفاً من الوقوع في الحرمات وقال محمد بن علان الصديقي رحمه الله تعالى : هو عند العلماء ترك مالا بأس به حذراً مما به بأس . وقال إبن عجيبه رحمه الله تعالى : الورع كف النفس عن ارتكاب ما تكره عاقبته .
فورع العوام هو ترك الشبهات حتى لا يتردى في حمأة المخالفات إتباعاً لإرشاد رسول الله r
فى قوله : (إن الحلا ل بيِّن وإ ن الحرام بيِّن ، وبينهما أمور مشتبهات لايعلمهن كثيرمن الناس فمن إتقى الشبهات فقد أستبرأ لدينه وعِرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وان لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه )
وورع الخواص : ترك ما يكدر القلب ويجعله في قلق وظلمة فأهل القلوب يتورعون عما يهجس في قلوبهم من الخواطر ، وما يَحيك في صدورهم من الوسواس ، وقلوبهم الصافية أعظم منبه لهم حين يترددون في أمر أو يشكون في حكم ، كما أشار الى ذلك رسول الله r بقوله : ( دع ما يريبك الى مالا يريبك ) ، وبقوله : ( البـِرُّ حُسن الخلق ، والإثم ما حاكَ في نفسك وكرهت أن يطَّلع عليه الناس ) .
وفي هذا يقول سفيان الثوري رحمه الله تعالى : ( ما رأيت أسهل من الورع ، ما حاك في نفسك فأتركه )
وورع خاصة الخاصة : رفض التعليق بغير الله تعالى ، وسد باب الطمع في غير الله تعالى ، وعطوف الهمم على الله تعالى ، وعدم الركون الى شئ سواه ، وهذا هو ورع العارفين الذين يرون أن كل ما يشغلك عن الله تعالى هو شؤم عليك .
قال الشبلي رحمه الله تعالى : ( الورع أن تتورع عن كل ما سوى الله ) .
فضله :
مما سبق يتضح أن الورع صفة جامعة لكل خصال الكمال ، فلقد دخل الحسن البصري رحمه الله مكة فرأى غلاماً من أولاد علي بن أبي طالب t قد أسند ظهره الى الكعبة يعظ الناس ، فوقف عليه الحسن وقال : ( ما ملاك الدين ؟ فقال : الورع ، قال فما آفة الدين ؟ قال : الطمع . فتعجب الحسن منه ، وقال : مثقال ذرة من الورع خير من ألف مثقال من الصوم والصلاة ) .
قال ابن عطاء السكندري رحمه الله تعالى : ( ليس يدل على فهم العبد كثرة علمه ، ولا مداومته على ورده ، وانما يدل على نوره وفهمه غناه بربه وانحياشه إليه بقلبه ، والتحرر من رق الطمع ، والتحلي بحلية الورع ) .
وليس أدل على منزلة الورع ، وأنه أرقى أنواع العبادة من وصية رسول الله r لأبي هريرة t ، حيث قال ( يا أبا هريرة كن ورعاً تكن أعبد الناس )
ولهذا كان الورع سبيلاً لنيل المنح الإلهية الكبرى ، كما قال يحيى بن معاذ t : ( من لم ينظر في الدقيق من الورع ، لم يصل الى الجليل من العطاء ) .
ولأهمية الورع ، ورفعة منزلته ، وعلو شأنه ، وعظيم أثره ، أشار اليه الرسول r في أحاديث كثيرة ، نورد هنا بعضها :
1- عن عطية بن عروة السعدي الصحابي t : قال رسول الله r : ( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين ، حتى يدع مالا بأس به حذراً مما به بأس ) .
2- عن حذيفة بن اليمام t قال : قال رسول الله r ( فضل العلم خير من فضل العبادة ، وخير دينكم الورع ) .
3- وروي عن أنس t قال : قال رسول الله r ( ثلاث من كن فيه أستوجب الثواب وأستكمل الإيمان : خلق يعيش به في الناس وورع يحجزه من محارم الله وحلم يرد به جهل الجاهل ) .
4- عن أنس t أن النبي r وجد تمرة في الطريق فقال لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها ) .
5- عن أبي هريرة t قال : أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة ، فجعل في فيه . فقال النبي r : كخ كخ ، أرم بها أما أنا لا نأكل الصدقة أو أنا لا تحل لنا الصدقة ) .
وإن السادة الصوفية اذ يتحققون لمراتب الورع المتسامية ، إنما يحيون لنا ذكر الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين ، فقد روي أن الصديق t أكل طعاماً أته به غلامه ، ثم أخبره الغلام أن فيه شبهة،فما وسع الصديق t الا أن أدخل يده في فمه فقاء كل شئ في بطنه .
وكان يقول : ( كنا ندع سبعين باباً من الحلال مخافة أن نقع في باب من الحرام ).
وحمل الى عمر بن العزيز t مسك من الغنائم ، فقبض على مشامه وقال : (إنما يُنتفع من هذا بريحه وأنا أكره أن أجد ريحه دون المسلمين ) .
وعن عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( اشتريت إبلاً ، وسقتها الى الحمى ، فلما سمنت قدمت بها فدخل عمر t السوق فرأى إبلاً سماناً فقال : لمن هذه ؟ فقيل لعبدالله ابن عمر . فجعل يقول : يا عبدالله بخ بخ ... ابن أمير المؤمنين وقال : ماهذه الإبل ؟ ، قلت : إبل أنضاء ( هزيلة ) اشتريتها وبعثت بها إلى الحمى أبتغي ما يبتغي المسلمون . فقال : ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين ، اسقوا إبل إبن أمير المؤمنين ، يا عبد الله بن عمر خذ رأس مالك ، واجعل الربح في بيت مال المسلمين .
قال خزيمة بن ثابت : ( كان عمر إذا استعمل عاملاً كتب له عهداً وأشهد عليه رهطاً ، واشترط أن لا يركب برذوناً ولا يأكل نقياً ، ولا يلبس رقيقاً ، ولا يغلق بابه دون ذوي الحاجات ، فإن فعل شيئاً من ذلك حلت عليه عقوبته ) .
وقصته مع زوجته معروفة ، يوم اقتصدت لتشتري الحلوى ، وطالبته بالشراء فقال : من أين لك ثمن الحلوى ؟ قالت : اقتصدت . قال : رُدِّيهِ لبيت المال فلو احتجتِ إليه ما اقتصدت . وهو الذي كان يجوع لتشبع رعيته .
وكان لعمر بن عبدالعزيز t غلام يأتيه بقمقم من ماء مسخَّن يتوضأ منه ، فقال للغلام يوماً : ( أتذهب بهذا القمقم إلى مطبخ المسلمين فتجعله عنده حتى يسخن ، ثم تأتي به؟ ، قال : نعم ، أصلحك الله . قال : أفسدته علينا . قال فأمر مزاحماً أن يغلي ذلك القمقم ، ثم ينظر ما يدخل فيه من الحطب ، ثم يحسب تلك الأيام التي كان يغليه فيها ، فيجعله حطباً في المطبخ ) .
وقال العلامة المناوي رحمه الله تعالى : ( وقد رجع ابن المبارك رحمه الله من خراسان إلى الشام في رد قلم استعاره منها ) .
وحكي عن بِشر الحافي رحمه الله تعالى أنه حـُمِـل إلى دعوة ، فوُضع بين يديه طعام ، فجهد أن يمدَّ يده إليه ، فلم تمـتد ، ثم جهد فلم تمتد ثـلاث مرات ، فقال رجل ممن كان يعرفه : ( إن يده لا تمتد إلى طعام حرام ، أو فيه شبهة ، ما كان أغنى صاحب هذه الدعوة أن يدعو هذا الرجل إلى بيته ) .
فما نهج الصوفية في ورعهم إلا اقتداءً برسول الله r وأصحابه الكرام ، وأثر من آثار حبهم لله تعالى وتمسكهم بهديه ، ونتيجة لخوفهم الشديد من أن يقعوا في مخالفة لله تعالى . لأن من ذاق طعم الإيمان أكرمه الله تعالى بالتقوى ، ومن تحقق بالتقوى كان عن الشبهات متورعاً ، ومن الله تعالى خائفاً ولفضله راجياً كما قال شاه الكرماني : ( علامة التقوى الورع ،وعلامة الورع الوقوف عند الشبهات ، وعلامة الخوف الحزن ، وعلامة الرجاء حسـن الطاعة ) .
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
الرضا
] قولهم في الرضا [
قال السيد : ( الرضا سرور القلب بـمُرِّ القضاء ) .
قال ابن عجيبة رحمه الله تعالى الرضا تلقي المهالك بوجه ضاحك ، أو سرور يجده القلب عند حلول القضاء ، أو ترك الاختيار على الله فيما دبر أو مضى، أو شرح الصدر ورفع الإنكار لما يرد من الواحد القهار) .
قال العلامة البركوي رحمه الله تعالىالرضا طيب النفس بما يصيبه وفوته مع عدم التغير) .
وقال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله : ( الرضا نظر القلب إلى قديم اختيار الله تعالى للعبد ، وهو ترك التسخط ) .
وقال المحاسبي رحمه الله تعالى : ( الرضا سكون القلب تحت مجاري الأحكام).
فالرضا مقام قلبي ، إذا تحقق به المؤمن استطاع أن يتلقى نوائب الدهر وأنواع الكوارث بإيمان راسخ ، ونفس مطمئنة ، وقلب ساكن ، بل قد يترقى إلى أرفع من ذلك فيشعر بالسرور والفرحة بمـُـرِّ القضاء ، لأنه أحب الله وتحقق من معرفته سبحانه وتعالى .
كان بلال t يعاني سكرات الموت وهو يقول : ( وافرحتاه غداً نلقى الأحبة ، محمداً وصحبه) .
ولقد كان من هديه r أن يعلم أصحابه ويغرس في قلوب أمته الرضا بالله تعالى فكان يقول : ( من قال إذا أصبح وأمسى : رضينا بالله رباً وبالإسلام دينا ً، وبمحمد r رسولاً ، كان حقا ً على الله أن يرضيه ) .
وما أكثر من يكرر هذا القول بلسانه وهو غير مطمئن القلب به ، ولا متذوق لمعانيه السامية ، ولا متحقق بمقاصده العالية ، خصوصاً حين تزدحم عليه المصائب ، وتداهمه الخطوب ، وتتكاثف على قلبه ظلمات الهموم والأكدار ، أو عندما يُدعى إلى حكم من أحكام الشرع يخالف هواه ويعارض مصالحه الخاصة .
فالرضا بالله أن يرضى بكل أفعاله في شؤون خلقه ، والرضا بالإسلام ديناً أن يتمسك بأوامره ويبتعد عن نواهيه ، ويستسلم لأحكامه ، والرضا بسيدنا محمد r نبياً ورسولاً أن يتخذ شخصيته مثلاً أعلى وأسوة حسنة ، فيتبع هديه ، ويقتفي أثره ، ويتحلى بسنته ، ويجاهد هواه حتى يكون تبعاً لما جاء به .
أما من حـُرم لذة الإيمان ونعيم الرضا ، فهو في قلق واضطراب ، و تضجر وعذاب وخصوصاً حين يحل به بلاء ، فتسود الحياة في عينيه ، فكم نسمع عن حوادث الإنتحار تزداد نسبتها ، ويتفاقم خطرها . والله المعين .
إن سيرة الرسول الأعظم r وخلفائه وصحابته الكرام رضوان الله عليهم والتابعين والصالحين فيض من الحوادث التي تدل على تحققهم بأعلى درجات الرضا ، فعندما ضُربَ رسول الله r يوم الطائف بالحجارة حتى أُدمي عقبه فتوجه إلى الله تعالى مخاطباً : ومما قال ( إن لم تـكن ساخـطاً عـليَّ فـلا أُبالي ) .
وكان الصحابة الكرام يُـعذَّبون في مكة ويقلب عليهم ألوان التنكيل والإيذاء وهم يتلقون ذلك كله بقلوب راضية ، ووجوه مبتسمـة ، وألسنة ذاكرة .
واعلم أن الله تعالى لا يرضى عن عبده إلا إذا رضي العبد عن ربه في جميع أحكامه وأفعاله ، وعندها يكون الرضا متبادلاً كما أشار إلى ذلك الحق تعالى بقوله : { رضي الله عنهم وضوا عنه } .
ولقد أدرك السادة الصوفية سر هذا التلازم والترابط بين الرضاءين ، فقد كان سفيان الثوري يوما عند رابعة العدوية فقال : ( اللهم أرض عني ، فقالت : أما تستحي من الله أن تسأله الرضا ، وأنت عنه غير راض ؟ فقال : استغفر الله .
فرضوان رب الجنة أعلى من الجنة ، بل هو غاية مطلب سكان الجنة ، كما أخبر رسول الله r بقوله : ( إن الله يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، يقولون : لبيك ربنا وسعديك ، فيقول : هل رضيتم ، فيقولون : وما لنا لا نرضى وقد أعطيتـنا ما لم تعطِ أحداً من خلقك فيقول : أنا أعطيكم أفضل من ذلك . قالوا : يا رب وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : أُحل عليكم رضواني فلا أسخـط عليكم بعده أبداً ) .
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
شكر
] قولهم في الشكر [
قال إبن عجيبة رحمه الله تعالى : ( هو فرح القلب بحصول النعمة , مع صرف الجوارح في طاعة المنعم , والإعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع) .
وقال السيد رحمه الله تعالى في تعريفاته : ( الشكر هو صرف العبد جميع ما أنعم الله عليه من السمع والبصر وغيرهما الى ما خـُلـقَ لأجله ).
ولا يخفى أن نعم الله تعالى على عباده أعظم من أن تحصى وأكثر من أن تعد , قال الله تعالى { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تحْصُوهَا } .
ويمكن تقسيم النعم الى ثلاثة اقسام :
· دنيوية : كالصحة والعافية والمال الحلال .
· دينية : كالعمل والعلم والتقوى والمعرفة بالله تعالى.
· أخروية : كالثواب على العمل الصالح القليل بالعطاء الجزيل .
ومن أجلِّ واعظم نعم الله تعالى على العبد الرسول المصطفى r , وتأتي نعمة الاسلام والايمان في المرتبة الثانية , ومن نعم الله تعالى الوالدَين والمربين من المرشدين العارفين بالله تعالى , فعلى المؤمن أن يشكر الله لأنه هو المنعم الحقيقي , قال تعالى:{ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ } وعلى المؤمن أن يشكر أيضا من جعله الله تعالى سببا لنعمه لذا قال الرسول r : ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ).
والشكر ثلاثة :
شكر اللسان , فهو التحدث بنعم الله تعالى امتثالاً لقوله تعالى :{ وَأمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. وتطبيقا لقوله r : ( التحدث بنعمة الله شكر ).
شكر الأركان : فهو العمل لله تعالى , قال الله تعالى مشيرا الى أن الشكر هو العمل : { اعملوا آل داود شكراً }. و روت السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان النبي r يقوم من الليل حتى تنفطر قدماه , فقلت له : لِمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال: (أفلا اكون عبداً شكوراً ).
شكر الجنان : فهو أن تشهد أن كل نعمة بك أو بأحد من العباد هي من الله تعالى , قال تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله } . فلا تحجبك رؤية النعم عن رؤية المنعم , وقد نبه الرسول r إلى هذه الحقيقة حيث قال : (من قال حين يصبح اللهم ما اصبح بي من نعمة أو بأحدٍ من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر ، فقد أدى شكر يومه ، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته ) .
وفي الآثار أن موسى عليه السلام قال : ( يا رب خلقتَ آدم بيدك ، ونفخت فيه من روحك ، وأسجدتَّ له ملائكتك ، وعلمـته أسماء كل شيء ، وفعلت ، وفعلت ، فكيف أطاق شكرك ؟ قال الله عزوجل : علم أن ذلك مني ، فكانت معرفته بذلك شكراً .
والشكر مراتب :
فالعوام يشكرون الله على النعم فقط .
والخواص يشكرون الله على النعم والنقم ، ويشهدون فضله وإنعامه عليهم من جميع أحوالهم ، ففي الحديث الشريف عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله r قال : ( إذا مات ولد العبد ، قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون: نعم ، فيقول فماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك واسترجع ، فيقول الله تعالى : ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمـد) .
وشكر خواص الخواص : غيبتهم في المنعم عن رؤية النعم والنقم ، فقال الشبلي رحمه الله تعالى : ( الشكر رؤية المنعم لا رؤية النعمـة ) .
والشكر من أعلى المقامات ، لأنه يشمل القلب واللسان والجوارح ، ولأنه يتضمن الصبر والرضا والحمد وكثيرا من العبادات الدينـية .
والشكر من أعظم صفات الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام ، حيث قال الله تعالى في حق سيدنا إبراهيم الخليل :{ شَاكِرَاً لأنْعُمِـهْ } . وقال في حق سيدنا نوح : { إنَّهُ كانَ عَبْدَاً شَكُورَاً }
وكما أن رسول الله r كان خير من تحقق بالشكر كذلك كان يدعو أصحابه رضي الله عنهم وسائر المؤمنين إلى التحقق بهذا المقام العظيم والتوجه إلى الله تعالى بالدعاء عقب كل صلاة أن يمـنَّ عليهم بالإعانة على الذكر والشكر فقال r لمعاذ بن جبل t : ( أوصيك يا معاذ ، لا تدعن في دبر كل صلاة تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه أبو داود في سننه .
ولعـلوِّ مقام الشكر ورفعة منزلته كان مرتقاه صعباً ، والتحقق به يحتاج إلى مجاهدات وسلوك مع الصدق والصبر والاستقامة ولهذا كان الشاكرون نادرين ، لأن الكرام قليل ، وقد وصفهم الله بالقلة حين قال : { وَقَلِيـْلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورْ } .
كما وصف معظم الناس بعدم الشكر بالرغم من نعم الله عليهم وسعة فضله وجوده،قال تعالى : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْـلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أكْثَرهُمْ لا يَشْكُرُونْ} النمل .
ولهذا فإن الله تعالى كثير ما يُذكـر الناس في القرآن بنعَمِهِ الكبرى ، ومننه العظمى ، وكثير ما يدعوا إلى التفكر في الكون كي ندرك ما أحاطنا به من جلائل النعم وبدائع الإحسان ، كل ذلك كي نشكره تعالى حق الشكر ، قال تعالى : { وَاللهُ أخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِــدَة َلعَلَّكُمْ تَشْكُرُونْ } . النحل .
وقد وصف الله تعالى الإنسان العاقل الذي يتمـتع بالنضوج الفكري والكمال الإنساني ويبلغ سن الأربعين بأنه يرى نعم الله تعالى المحيط به ، ويشهد فضل الله عليه ، فيلـجأ إلى الله ضارعاً أن يوفقه للشكر، قال تعالى : { حَتَّى إِذَا بَلَغَ أشُـدَّهُ وَبَلَغَ أرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّي أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ التي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأنْ أعْمَلَ صَالحاً تَرْضَاهُ } الأحقاف .
وقد جعل رسول الله r منزلة الذي يتنعم برزق الله ويشكره بمنزلة الذي يعاني العبادات ويصبر على مشقتها فقال : ( الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر ) أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة عن أبي هريرة .
ثم أن الشكرهو خير وسيلة لبقاء النعمة واستمرارها ، وقد قيل : عقال النعمة الشكر .
وقال ابن عطاء الله رحمه الله تعالى في حكمه : ( من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها ، ومن شكرها فقـد قيَّـدها بعقالها ) .
كما أن عدم الشكر ومقابلة النعم بالكفر والجحود يورث غضب الله تعالى وعقابه وسلب نعمته ، كما قال الله تعالى : { َوضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَة كَانَتْ ءآمِنَةً مُطْمَـئِنَّةً يَأتِيْهَا رِزْقُهَا رَغَدَاً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوفِ بمَا كَانُوا يَصْنَعُون } .
وقد وعد الله تعالى المؤمنين أن يزيد نعمه عليهم إذا قابلوها بالشكر فقال : {لِئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيْدَنَّكُمْ } .
والشاكر يجلب الخير لنفسه حين يشكر الله تعالى فقال : { وَمَنْ شَكَرَ فَإِنمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّيْ غَنِيٌ َكرِيْمْ } .
وتحقق السادة الصوفية بالشكر وعرفوا جليل مقامه ، فقال أبو حمزة البغدادي رحمه الله تعالى : ( إذ فتح الله عليك طريقاً من طرق الخير فالزمه ، وإياك أن تنظر إليه وتفتخر به ، ولكن اشتغل بشكر من وفقك لذلك ، فإن نظرك إليه يسقطك عن مقامك ، واشتغالك بالشكر يوجب لك منه المزيد لأن الله تعالى يقول: { لَئِـنْ شَكَرْتمْ لأَزِيْـدَنَّكُـمْ } .
ولذا طرق الصوفية باب شكر الله تعالى على جميع أحوالهم وحمدوا الله تعالى في سائر شؤونهم ، وشهده الفاعل المطلق والمنعم المتفضل والبر والرحيم ، والشكور الكريم ، فوقعوا على أعتابه متذللين ، ولجنابه طالبين ، في قلوبهم نور المعرفة ، وفي ألسنتهم آيات الحمد والثناء ، وفي أعمالهم أحكام الشريعة الغرآء ، مقتفين بذلك أثر رسول الله r وصحابته الغـُرّ الميامين ، ومن تبعهم في نهجهم القويم وطريقهم المستقيم . انتهى
والحمد لله رب العالمين وصل الله على سيدنا محمد النبي الطاهر الزكي وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثـيراً.
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
التقـوى
] قولهم في التقـوى[
قال سهل t : التقوى مشاهدة الأحوال على قدم الانفراد . معناه أن يتقي مما سوى الله سكونا إليه واستحلاه له .
وفي قوله تعالى : { فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَـعْـتُم } . أي بجميـع استطاعتكـم .
قال سهل t : ما استطعتـم إظهار الفقر والفاقة إليه .
قال محمد بن سنجان t : التقوى ترك ما دون الله .
قال سهل t : قي قوله تعالى : { وَلَكِنْ يَنَالٌهٌ التَّقْوَى مِنْكُمْ } ، قال : هو التبري وهو الإخلاص ، وقال غيره : أصل التقوى مجانبة النهي ومباينة النفس فعلى قدر ما فاتهم من حظوظ أنفسهم أدركوا اليقين .
أنشدونا للنـوري t :
إنـي اتقيــتك لا مهـــا بة من محـاذرة المصير إنــي وكيـف وأنت لــي إلف يفــوق مدى السمير تـوفي السرائر ســــرهـا وتحـوط مكنون الضمير
لكـن أجــلك أن أجـــل ســواك للخطــر الحقـير
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
الذكر
] قولهم في الذكر [
حقيـقة الذكر : أن تنسى ما سوى المذكور في الذكر ، لقوله تعالى : ] وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيْتَ [ .
يعني إذا نسيت ما دون الله فقد ذكرت الله .
وقال النبي r : سبق المفردون . قيل : ومن المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون كثيراً والذاكرات .
والمفرد الذي ليس معه غيره .
وقال بعض الكبار : الذكر طرد الغفلة ، فإذا ارتفعت الغفلة ، فأنت ذاكر وإن سكتَّ .
وأنشدونا للجنيد t :
ذكرتك لا أنــي نسيـتك لمحـة وأيسـر ما في الذكر ذكر اللسـان سمعت أبا القاسم البغدادي t يقول : سألت بعض الكبار ، فقلت : ما بال نفوس العارفين تتبرم بالأذكار ، وتستروح إلى الأفكار ، وليس يفضي الفكر إلى مقر ، ولأذكارها أعواض تسر ؟
فقال : استصغرت ثمرات الأذكار ، فلم تحملها من مكابدتها ، وبهرها شرف ما وراء الأفكار فغيبها عن ألم مجاهدتها .
معنى قوله : استصغرت ثمرات الأذكار ، لأنها كلها حظوظ النفس والعارفون قد أعرضوا عن النفوس وحظوظها ، وأما أفكارهم فإنها تكون في جلال الله وهيبته ومنته وإحسانه ، فهى تفكر فيما لله تعالى عليها إجلالاً له وتعرض عما لها عند الله حرمة له ، في قوله عليه السلام ، خبراً عن الله عزوجل : ( من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين ) .
معناه : من شغله مشاهدة عظمتي عن ذكر لسانه ، لأن ذكر اللسان كله مسألة .
وأخرى : أن مشاهدة العظمة تحيره فتقطعه عن الذكر له ، كما قال النبي r : ( لا أحصي ثناءا عليك ) .
أنشدونا للنوري t :
أريد دوام الذكر من فـرط حبــه فيا عجباً من فرط الذكر في الوجـد
وأعجـب منه غيبـة الوجد تـارة وغـيبة عين الذكر في القرب والبعد
قال الجنيد t : من قال الله تعالى ، عن غير مشاهدة فهو مفتري . يدل على صحة قول الله تعالى : ] قَالُوْا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولَ الله [ ، ثم قال : ] وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ المُنَافِقِيْنَ لَكَاذِبُونْ [ .
أكذبهم الله وإن كانت الكلمة صدقاً ، لأنها لم تكن عن مشاهدة .
وقال غيره : القلب للمشاهدة ، واللسان للعبارة عن المشاهدة ، فمن عبَّر عن غير مشاهدة فهو شاهد زور .
أنشدونا بعض الكبار :
أنت المُولَـه لي لا الذكـر وَلهـني حاشا لقلبي أن يعلــق به ذِكـري
الذكر واسـطة يحجبـك عن نظري إذا توشَّـحه من خاطري فكــري
معناه :الذكر صفة الذاكر ، فإن غبت في ذكري كانت غيبتي في ، وإنما يحجب العبد عن مشاهدة مولاه أوصافه .
قال سري السقط t : صحبت زنجياً في البرية ، فرأيته كلما ذكر الله تغير لونه وأبيض ، فقلت : يا هذا أرى عجباً ، إنك كلما ذكرت الله حالت لبستك وتغيرت صفتك ، فقال : يا أخي أما إنك لو ذكرت الله حق ذكره لحالت لبستك وتغيرت صفتك ، ثم أنشأ يقول :
ذكرنا وما كنا لننســى فنـذكر ولكـن نسيـم القرب يبدو فيبهر
فإننـي به عنى وأبقى به لــه إذ الحق عنـه مخبــر ومعبـر
صنف الذكر أصنافاً ، فالأول ، ذكر القلب ، وهو أن يكون المذكور غير منسي فيذكر ، والثاني : ذكر أوصاف المذكور ، والثالث ، شهود المذكور فيفنى عن الذكر ، لأن أوصاف المذكور تفنيك عن أوصافك فتفـنى عن الذكر .
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
الفقر
] قولهـم في الفقر [
قال أبو محمد الجريرمي t : الفقر أن لا تطلب المعدوم حتى تفقد الموجود ، معناه : أن لا تطلب الأرزاق إلا عند خوف العجز عن القيام بالفرض .
قال ابن الجلاء t : الفقر أن لا يكون لك ، فإذا كان لك لا يكون لك ، على معنى قوله تعالى : ] وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة [ .
قال أبو محمد رويم بن محمد : الفقر عدم كل موجود ، وترك كل مفقود .
وقال الكناني t : إذا صحَّ الافتقار إلى الله صحَّ الغنى بالله ، لأنهما حالان لا يتم أحدهما إلا بالآخر .
قال النوري t : نعت الفقير السكون عند العدم والبذل والإيثار عند الوجود .
وقال بعض الكبراء : الفقير هو المحروم من الإرفاق ، والمحروم من السؤال ، لقوله r : ( لو أقسم على الله لأبره ) . فدلَّ أنه لا يقسم .
قال الدراج t : فتشتُ كنف أستاذي أريد مكحلة ، فوجدتُ فيه قطعة ( فضة ) فتحيرت ، فلما جاء قلت إني وجدت في كنفك قطعة . قال : قد رأيتها ؟ رُدَّها ، ثم قال : خذها واشتر بها شيئا . فقلت له : ما كان من أمر هذه القطعة بحق معبودك ؟ قال : ما رزقني الله من الدنيا صفراء ولا بيضاء غيرها ، فأردت أن تشد في كفني ، فأردها إلى الله عزوجل .
سمعت أبا القاسم البغدادي t يقول : سمعت الدوري يقول : كنا ليلة العيد مع أبي الحسن النوري t في مسجد الشونيزي ، فدخل علينا إنسان ، فقال للنوري : أيها الشيخ ، غداً العيد ، ماذا أنت لابسه ؟فأنشأ يقول :
قالوا غـدا العيـــد ماذا أنت لابسه فقلت خلعة سـاق عبده جــــرعا
فقر وصـبر همـا ثوباي تحتــهما قـلب يرى ربـه الأعيــاد والجمعا
أحـرى الملابس أن تلقى الحبيب بها يوم التزاور في الثــوب الذي خلعا
الدهـر لي مأتم إن غبت يا أمــلي والعيـد ما دمت لي مرأى ومستمعـا
سئل بعض الكبراء : ما الذي منع الأغنياء عن العود ما عندهم على هذه الطائفة ؟ فقال : ثلاثة أشياء ، أحدهما : أن الذي في أيديهم غير طيب ، وهؤلاء خالصة الله ، وما اصطنع إلى أهل الله فمقبول ولا يقبل الله تعالى إلا الطيب .
والثاني : أنهم مستحقون فيحرم الآخرون بركة العود عليهم والثواب فيهم .
والثالث : أنهم مرادون بالبلاء فيمنعهم الحق عن العود عليهم ليتم مراده فيهم .
سمعت فارساً يقول : قلت لبعض الفقراء مرة ورأيت عليه أثر الجوع والضر ، لم لا تسأل الناس فيطعمونك ؟ قال : أخاف أن أسألهم فيمنعـوني فلا يفلحوا ، وقد بلغني عن النبي r : أنه قال : ( لو صدق السائل ما أفلح من منعه ) .
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
القرب
] قولهـم في القرب [
سئِل سري السقطي t عن القرب ، فقال : هو الطاعة .
وقال غيره : القرب أن يتدلل عليه ويتذلل له ، لقول تعالى : ] وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ [ .
سئِل رويم t عن القرب فقال : إزالة كل معترض .
وسئِل غيره عن القرب فقال : هو أن تشاهد أفعاله بك .
معناه أن ترى صنائعه ومننه عليك وتغيب فيها عن رؤية أفعالك ومجاهداتك .
وأخرى أن لا تراك فاعلاً ، لقوله عزوجل للنبي r : ] وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى [ ، وقوله ] فَلَمْ تَقْـتُـلُوهُم وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَـهُمْ [ .
وأنشد النوري :
أراني جمعي في فنــائي تقـرباً وهيـهات إلا منـك عنك التقرب
فما عنك لي صبر ولا فيك حيـلة ولا منك لي بد ولا عنـك مهرب
تقـرب قوم بالرجـا فوصـلتهم فمالي بعيـداً عنك والكل يعطـب معناه : أراني حالي أن جمعي بك وفنائي عما سواك تقرب إليك .
والجمع والفناء صفتان ، ولا يكون القرب منك بصفتي بل يكون القرب إليك منك . ثم قال : تقرب إليك أقوام بأفعالهم وطاعاتهم ، فوصلتهم تفضلاً منك ، وليست لي أفعال أتقرب بها إليك وأنا أهلكُ شوقاً إلى القرب منك ، ولا سبيل لي إليه من حيث أنا .
وأنشد النوري أيضا :
يا مـن أشـاهده عـني فأحسبـه مني قريباً وقد عـزت مطالبــه
إذا سمعـتٌ نفسي سلوة عنه ردني إليه شهـود ليس تفـنى عجائبـه
معنى السلوة الإياس ، يقول : كلما أيست من حيث أنا ، ردني عن الإياس ما منه من الفضل الذي بدا به .
وقال الشبلي t : قد تحيرت فيك ، خذ بيـدي يا دليـلاً لمن تحيـَّر فيـك .
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
المحبّـة
] قولهم في المحبـة [
قال الجنيد t : المحبة ميل القلب
معناه : أن يميل قلبه إلى الله تعالى وإلى ما لله من غير تكلف .
وقال غيره : المحبة : هي الموافقة ، معناه : الطاعة له فيما أمر ، والانتهاء عما زجر ، والرضا بما حكم وقدَّر .
قال محمد الكتاني t : المحبة الإيثار للمحبوب .
قال غيره : إيثار ما تحب لمن تحب .
قال أبو عبدالله النباجي t : المحبة : لذة في المخلوق ، واستهلاك الخالق .
معنى الاستهلاك : أن لا يبقى لك حظ ، ولا يكون لمحبتك علة ، ولا تكون قائماً بعلَّة .
قال سهل t : من أحب الله فهو العيش ، ومن أحب فلا عيش له .
معنى هو العيش أنه يطيب عيشه ، لأن المحب يتلذذ بكل ما يرد عليه من المحبوب من مكروه أو محبوب ، ومعنى لا عيش له لأنه يطلب الوصول إليه ويخاف الانقطاع دونه فيذهب عيشـه .
وقال بعض الكبار : المحبة لذة ، والحق لا يتلذذ به ، لأن مواضع الحقيقة دهش واستيفاء وحيرة .
فمحبة العبد لله تعظيم بحل الأسرار ، فلا يستجيـز تعظيم سواه ، ومحبة الله للعبد : هو أن يبليه به فلا يصلح لغيره .
ومعنى لا يصلح لغيره : أن لا يكون فيه فضل لمراقبة الأغيار ومراعاة الأحوال .
قال بعضهم : المحبة على وجهين : محبة الإقرار ، وهو للخاص والعام ، ومحبة الوجد من طريق الإصابة ، فلا يكون فيه رؤية النفس والخلق ، ولا رؤية الأسباب والأحوال ، بل يكون مستغرقاً في رؤية ما لله وما منه .
أنشدونا بعضـهم :
أحبـك حبيـن حب الهـوى وحبا لأنك اهل لــــذاكا
فأما الذي هـو حب الهـوى فشغلي بذكـرك عمن سواكا
وأمـا الذي أنت أهــل له فلست أرى الكون حتى أراكا فما الحمد في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
قال ابن عبد الصمد : المحبة : هي التي تعمي وتصم ، تعمي عما سوى المحبوب فلا يشهد سواه مطلوباً .
قال النبي r : ( حبك الشي يعمي ويصم ) .
أنشد بعضهم : أصـمني الحـب إلا عن تسـامره فمن أرى حـب حب يورث الصما وكفَّ طرفي إلى عن رعايتـــه والحب يعمي وفيه القتل إن كتمـا
وأنشد :
فرط المحبـة حـال لا يقـاومهـا رأي الأصيـل إذا محـذوره قهرا يـلذ إن عدلت منه قوارعـــه وإن تزيـَّـد في تعـديلـه بهـرا
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: munswor almophtah)
|
اليقيـن
] قولهم في اليقيـن [
قال الجنيد t : اليقين ارتفاع الشك .
قال النوري t : اليقين هو المشاهدة .
قال ابن عطاء t : اليقين مازالت عنه المعارضة على دوام الوقت .
قال ذو النون t : كل ما رأته العيون نسب إلى العلم ، وما علمته القلوب نسب إلى اليقين .
وقيل : اليقين عين القلب .
وقيل : اليقين اتصال البين وانفصال ما بين البين .
معناه قول حارثة كأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً ، اتصلت رؤيته بالغيب ، وارتـفع ما بينه وبين الغيب من الحجب .
قال سهل t : اليقين المكاشفة ، كما قال : لو كشفت الغطاء ما ازددت يقيناً .
$$$
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: الطيب بشير)
|
الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية تبعــنا أثرنا طــــــريق سمــــان سلكنا وســــــــرنا السمــــــــانية سفر بالليل ركابو عصرنا جهاد في الله المولى نصرنا السمـــانية الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية رفعنا بصرنا فوق لــــوح السعــــــادة نظـــــرنا السمــــــــــــانية للسر القميس فسرنا أبونا الغوث والعصر عُصرنا السمـــــــــانية الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية ربنا بالولاية شهرنا للتأليف والحكمـــــة نشـــــــــرنا السمـــــانية علي السمان سندنا ظهرنا ملوك في الكون كذب اليقهرنا السمانية الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية عصرنا بِكرنا حسينا الكــــــــوب شربنا سكـــــرنا السمــــــــانية عطرنا الزمان بعطرنا خيـــار الناس تذكر بذكـــــرنا السمــــانية الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية شتلنا شجرنا عزيز تيرابنا وحـــــــالي تمـــــــرنا السمــــــــــانية الوثنية الضاقوا ثمرنا سلكوا طريقنا وتبعــــوا أثرنا السمـــــــانية الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية حرثنا حفـــرنا وللـــــــــزاد الكــــــثير وفـــــــرنا السمــــــــــانية جميع الكون محروس بخفرنا يرجح بالقبــيلة نفـرنا السمــــــــانية الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية فوق درب الطريق شمرنا ولإرشـــــاد فنينا عمــــرنا السمـــــانية وشهوات النفوس دمرنا وللبلد الخـــــرب عمـــــــرنا السمـــــانية الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية من السلفو ما قصـــــرنا وفي الـــبلد الـــبعيد مسرنا السمــــــــــانية لأصنام الكجور كســـــرنا وفي قلوب العجم أثــــــرنا السمــــانية الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية شحنا قطرنا مشينـا الخطـــــوة وبفــــوق طــــــرنا السمــــــــانية جميع الكون حاويه بحرنا وكل الناس تزرع في مطرنا السمــانية الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية سياحة وفرة إتوكرنا وفوق رأس الجبال كـركـــرنا السمــــــــانية دخلنا الغار لوينا حكرنا وباسم الجــــــلالة ذكــــرنا السمـــــــانية الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية الصلاة والسلام تنصرنا وتسعـدنا وتزيد في عمـــرنا السمـــــانية ود داتر نظم لشعرنا فرشنا تجارة وغالي سعـــرنا السمـــــــــانية الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حزب الامان - لسيدي الشيخ احمد الطيب ودالبشير ..هديّة للمفتاح..(المريخاب) يمتنعون.. (Re: محمد محي الدين)
|
مرحبتين أخي محمد محي الدين ابن عربي ذاااااتو؟ أهـلآ بالسادة الختميـة
Quote: يا رب بهم وبالهم عجل بالنصر وبالفرج اشتد هواى على المهج يا رب فعجل بالفرج وتولت نفسى يا سندى بدر بخلاصى من زهج وخصيم السوء يعالجنى لهلاكى زح عنى وهج عن كل مبعد يا مولاى ابعدنى وفى التقريب لج من لحظة ذى لمماتى يا معطى المقصود لمنزعج كملنى فى قدم المرقى واجب لدعائى زل عوج بجمال الوجة سألتك ذا وبسر جلال مبتهج بكمالك يا مولى العظما بالذات وانوار عجج بصفاتك يا قدوس وبالاسماء واسرار الدرج بحظائر تقديس ومعا سبحات الوجة المبتهج وباملاك وبارسال وباصحاب النور السبج وباهل البيت جميعهم وخصوص الزهرا ومندرج وبنور الكون منوره مختارك احمدنا البهج وبما اودعت به ربى من علمك مع سر الفلج بكماله يا سبوح كذا بجلاله يا مهدى النهج بجماله بالاسم الاسنى وبكل ولى ذى رهج وببيت الخلوة عمدتنا وبعرش العز ومن يلج وبكل كيانك يا مددى يسر بالنصر وبالفرج واغب لفؤادى فى نور يحضره بصومى مع حججى وكذاك صلاتى يا املى مع كل مقرب لا حرج واشهدنى نور جمالك فى كلتا الدارين وطب ارج وكذاك حبيبك دوما لا يأتين حجابا فى السرج وانلنى منك رضا ينمو فى كل زمان منبلج وافدنى علما فى شرع وكذاك الباطن زد حججى وقنى شر معادينى وكذاك الظلم مع الهرج واشغل اعداى بأنفسهم وابليهم ربى بالمرج واعنى فى التقوى وازح ظلم الابعاد عن المهج واتبع اولادى مع صحبى لطريق القرب كذازوجى واشمل للجمع بتمهيد فى الرزق يكون من اللجج واختم لى ربى كذاك لهم بالحسنى وحسن منعرج وصلاة منك ايا احد وسلام يغشى ذا الدعج طه المحبوب واصحاب وكذاك ال ما الختم نج 0
|
شكرآ لك .
| |
|
|
|
|
|
|
|