|
ما بين بذاءة الألفاظ ... وبذاءة المضمون ؟؟؟
|
لو كانت المسالة هبة من السماء لكانت آخر ماأتمناه من هبات ولو كانت ميراثا لكانت اخر ما أتمني وراثته.ولطالما فهمت ان اللغة تعكس طبيعة التفكير والحالة الذهنية والنفسية لصاحبها.كما انها تحمل القيم الموروثة من خلال التربية والتعلم.ولذا تختلف اللغات باختلاف الثقافات وباختلاف المناطق الجغرافية وكل لغة تعبر عن مفاهيم ومعتقدات هذه الثقافات. ما أتحدث عنه هنا ليس ما يسمي بلحظة الغضب ( التي لا تعني التبرئة من بذاءة المضمون والأفكار ولكنها تلك الحالة التي يصعب تسميتها. اولئك الموهوبون ببذاءة اللفاظ تري هل يحملون فكرا ومضمونا ذا قيمة.المدهش ان أغلب الذين يملكون هذا القاموس ( المنير في فن التعبير ) يدعون الدفاع عن القيم السامية فان كان ذلك صحيحا فهل يمكن ان تصل هذه القيم السامية عبر أكثر الألفاظ بذاءة في الدنيا.
ان الكلمة مقدسة ورائعة وهي تسير بخطي ثابتة وواضحة وواثقة لتكشف ما بدواخل الانسان من مفاهيم وتفكير وبذلك تزيل كل الاقنعة التي يتواري خلفها اولئك البذيئين الذين ينظرون الى خارجية الكلمة مستعرضين ريشهم الملون كالطاووس ناشرين تلك البذاءات الحقيقية في كل الاتجاهات ، بدلا من النظر الى رسالة ومضمون الكلمة وتداعياتها.والقبح الداخلي لهؤلاء يمنعهم من الرؤية النافذة العميقة للكلمة ومضمونها ويبقي الهدف تحوير المضامين و لي عنقها لتصبح خادمة لبذاءآتهم الشخصية التي يعكسونها تجاه غيرهم.
كما انها الكلمة يمكنها أن تصبح أفضل قناع لبعض قبيحي الداخل لكنها سرعان ما تفضحهم في اول محك حقيقي فمهما استخدمت كلمات لا تعبر عن دواخلك ستاتي اللحظة المناسبة التي تفقد فيها القدرة علي التمثيل والطبع يغلب التطبع.
اذن هم يستخدمون الكلمة لتحوير المضمون ويستخدمون الكلمة لافراغ مافي جوفهم من بذاءات ويستخدمون الكلمة للتضليل ولكن كل ذلك تكشفه قدسية الكلمة ذاتها وليس شيئا آخر. ان البذاءة هي القبح الداخلي المطلق والعجز الأبدي عن رؤية الجمال والعجز عن مواجهة العقل والمنطق والعجز عن الحوار والعجز عن كل ما هو قادر علي تحويل الأرض الي جنة. ان كان بيدي وضع معيار للكفر والايمان وتفسير الأديان لقلت انها ان جمال الكلمة هي الميزان.
فهل يكفي قاموس البورد الجديد لازالة القبح والبذاءة عن دواخل هؤلاء؟ ولماذا لا تدعونا نري اي قبح يحملون للعالم لنري اي جمال نحمل للانسان.
( قاموس شنو كمان ) مع السلامة
|
|
|
|
|
|