|
الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خالد!
|
الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! ( من نصر حامد أبو زيد - الي عمرو خالد )
تتخذ هذه الرؤية فكرة أساسية مفادها أن الخطاب الديني هو في جوهره واحد ولكن يختلف باختلاف بعض الظروف الذاتية والكثير من الظروف الموضوعية ويجعل من الذات موضوع بل ويذهب الي وضعه آخرا وتصل المسالة الي ابعد من ذلك بنفيه وتصفيته.
نجد أن هذا الخطاب ليس خطابا صارما ولا منهجي ولكنه في اغلب الأحيان مراوغ فبينما نجده في بعض الأحيان يتلبس هيئة الدولة مشرعا لكل القرارات السياسية نجده في أحيان اخري ضد هذه الهيئة وضد ذات القرارات السياسية وذلك تبعا لاختلاف موقعه من هذه السلطة. ففي الجزائر مثلا يستميت دفاعا عن شرف الديموقراطية المسكوب ولكنه في ذات الوقت في السودان يساوي ما بين الانقلاب العسكري والحكم الدكتاتوري وما بين الشوري. ففي الحالة الأولي يؤمن بأن الشوري هي الديموقراطية وان الإسلام هو الحرية. وفي الأخرى يسمي الديموقراطية انحلال للاخلاق وحكم بما لم ينزل الله وبذلك يذهب الي مساواة الإسلام بالانقلابات العسكرية ويجعل من الانقلاب العسكري الدكتاوتوري نموذجا لنظام الحكم في الاسلام ولا نريد أن نخوض الان في مسألة التأصيل من القرآن والاحاديث والسنة والتاريخ التي يسوقها في كلا الحالين. ما يهمنا هنا هو أن هذا الخطاب البراغماتي النفعي لأقصي درجة والذي لا يقف عند حدود السلطة السياسية فقط ولكنه يتمدد في المجتمع ويطال السياسيين والمفكرين والمثقفين والروائيين والصحفيين والمبدعين في كل مجال .. أي انه يسعي جاهدا ( سواء كان في السلطة او خارجها ) الي تشكيل المجتمع وفق تصوره الخاص مستمدا شرعيته من الدين الإسلامي الذي يخلع عليه ( في تصوره ) غطاء لإعلان حالة الطوارئ غير المحدودة لمصادرة كل مكتسبات المجتمع وكل ما انتجته الإنسانية منذ بدء الخليقة وحتي اللحظة وإعطاء حاملي هذا الخطاب الصلاحيات اللا محدودة والتي تبدأ بغض الطرف وتنتهي بالتصفية الجسدية طالما ان هنالك غطاء وشرعية دينية. وفي أغلب الأحيان فان حاملي هذا الخطاب لا يرتضون بغض الطرف او البقاء في موقف الخلاف اذ انه في اغلب الأحيان تكون النتيجة النهائية هي التصفية المعنوية او الجسدية تجاه الخصوم يسلك في سبيل تلك الغاية مبدا ميكافيلي.
ما يهمنا خلال هذا الموضوع هو معرفة كيف أن هذا الخطاب الديني أو بالتحديد الإسلام السياسي يتعامل مع ذاته التي تصير الآخر حسب القضية المطروحة في خصوماته وائتلافاته ومعرفة الي مدي يكون صارما والي أي مدي يكون مراوغا ونفعيا.
سوف نتناول أربع شخصيات يمكن تصنيفها باعتبارها آخر ( تصنيف افتراضي لاغراض البحث ) ولكن يجب ان يكون مفهوما لدينا أنه بالنسبة للاسلام السياسي ( كمفاهيم وخطاب شامل ) يمكن ان تكون هذه النماذج في مرحلة من المراحل جزء من هذا الخطاب وفي مرحلة أخري خصما له ... فالعلاقة بينهما في كثير من الأحيان ليست واضحة ولا نستطيع فهمها الا في اطار النفعية والانتهازية وهذا ما يؤكد بالفعل ان الخطاب هو في الحقيقة مراوغ وغير منهجي وبالتالي تصبح شخصياتنا ذاتها جزء من هذا الخطاب حينما لا تكون في صدام مباشر معه وفي الأخري تكون خصما يختلف ذلك بحسب القضية المطروحة وبحسب موقع الاسلام السياسي والخطاب الديني من السلطة. وعلي ذلك سوف نضع كلا الأربعة في مواجهة (فرضية متجاوزة ) مع الخطاب الديني ونري كيف يتعامل هذا الخطاب معهم وما هي نقاط الالتقاء والتقاطعات وعلي أي أسس أو منهجية يتشكل كل ذلك.
وبالتالي فننا نضع هذا الخطاب في الحقيقة في مواجهة مع ذاته ثم مع الاخر وهذا لن يكون مفهوما مطلقا الا من خلال القضية المعروضة فهي وحدها التي توضح ما اذا كان النموذج هي جزء من ينة الخطاب او خصم له.
النموذج الأول: هو المفكر نصر حامد أبو زيد
وقد تم ابعاد نصر حامد أبو زيد عن التدريس في الجامعة المصرية وإصدارُ حكم قضائي بتكفيره وتفريقه عن زوجته ابتهال يونس في منتصف التسعينات من القرن المنصرم، وأن يبقي الأستاذُ الجامعي منذ ذلك التاريخ منفيًّا في جامعات هولندا، وأن يستمر غيابُ كتبه عن رفوف مكتبة جامعة القاهرة، وأن تعجز أية جامعة عربية عن استقباله عضوًا في كادرها التدريسي أو محاضِرًا على مدرَّجاتها.
النموذج الثاني: المجاهد اسامة بن لادن
وهو النموذج الراديكالي في الخطاب الديني وهو داعية ومجاهد تم نفيه ومصادرة جنسيته من وطنه ولكنه خلال التاريخ كان مرحبا به في كثير من الدول ولكن بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر أصبح غير مرحب به لاسباب أمنية بحته وليس لاسباب رفض الخطاب الذي يقدمه بصورة حصرية ولا يحتاج الأمر هنا لكثير من الإيضاح فمنهجه الأكثر وضوحا بسبب الأحداث التي جرت والتي لا تزال حتي اليوم تجري في كل بقاع الأرض.
النموذج الثالث: الشيخ محمد متولي الشعراوي
يعتبر أيضا داعية يقدم الإسلام بوسائل حديثة الي حد ما في وقته ولكنه في الحقيقة يقدم خطابا مغايرا بعض الشيئ... ولكن لم يتم تكن هنالك حالة تم فيها منعه او نفيه الي خارج الوطن
النموذج الرابع: هو الداعية عمرو خالد
أسلوب العرض يجب أن يتناسب مع روح العصر الجديد هكذا يقول الداعية عمرو خالد. اذا فهو داعية من نوع خاص يستخدم الوسائل الحديثة للدعوة وهو متواجد خارج وطنه لتحضير رسالة دكتوراه وهو الان احد النجوم البارزة في الفضائيات العربية ومرحب به في معظم الدول ان لم يكن كلها ويلقي قبولا واسعا ويقال انه تم منعه في فترة من أي نشاط ديني في وطنه.
اذا نحن هنا أمام هذه النماذج اوالتي سنحاول وضعها فرضيا في مواجهة الخطاب الديني ونضع الخطاب الديني في الحقيقة في مواجهة مع ذاته ايضا بهذه النمازج التي تختلف وتتفق وتتماهي معه وتصبح عداءا سافرا في المواقف المختلفة.
الالقاب التي اطلقناها علي النماذج هي الشائعة الاستخدام وليست ذات دلالة محددة خلال هذه الرؤية.
من خلال ذلك سوف نتبين أهم الاليات التي يعمل وفقها الخطاب الديني في مواجهة الذات /الاخر. سوف نقوم بدراسة الخطاب الديني السياسي في موجهة كلا من النماذج علي حدة.
--------------------------- يتبــــــــــع
--------------------------
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خا (Re: Abo Amna)
|
النموذج الأول: التصفــية ( نصر حامد ابوزيد )
محنة نصر حامد أبو زيد هي محنة الثقافة العربية الاسلامية في عصرنا الراهن؛ وكرامة أستاذ الجامعة الجريحة هي كرامة البحث العلمي واستقلاليَّته المستباحة على مذبح أيدولوجيا القرون الوسطي بمكوِّنيها الرئيسين: السلطة السياسية المستبدة، والسلطة الدينية المتحجِّرة. ورهان نصر حامد أبو زيد هو رهان المستقبل، والإسلام المنفتح، والتسامح الديني، والحرية المستعادة.
إن الفكر الحرَّ والنقدي محكوم عليه أن يبقى أقلَّوياً، لكن المصيبة الكبرى أن عناصر التقليد الأعمى واللاعقلانية صارت اليوم ثقافة تلفزيونية جامعة يروج لها الكثيرون من نجوم الفضائيات الحديثة. هذا في الوقت الذي تُغلَق فيه أبواب المؤسَّسات الأكاديمية العربية، وعلى رأسها الجامعة المصرية، في وجه آخر ممثلي تيار النهضة العربية. ونصر حامد أبو زيد لم يُحرَم فقط من بلده وأهله ومنصبه الأكاديمي، لكنه حُرِمَ أيضاً من طلابه ومُنِعَ، زوراً وبهتاناً، من أن يزرع في عقول الأجيال الجديدة الفكر النقدي العقلاني الذي طوَّره، والذي بدونه لن يفيق المسلمين من سباتهم الطويل.
وضع المفكر نصر حامد أبو زيد يده علي منظومة مصالح اقتصادية / دينية / سياسية، وهذا في النهاية يمثل تهديد، وبالتالي فان هذا الشيء يتطلب اسكات صوته، واستخدمت ضده كل الوسائل والأدوات وهذه الأدوات والوسائل لم تكن شريفة ولم تكن أخلاقية، حتي بعد الحكم وبعد أن رفضت زوجته تقبل هذا الحكم اتهمت بالزني، واصبح هو متهماً بالردة، وبكل ما يمثله هذا من انعدام للضمير الأخلاقي عند الذين يكتبون، وانعدام بأي حس اجتماعي حقيقي.
لننظر الي حديث نصر حامد أبو زيد التالي لمعرفة طبيعة القضايا التي أثارها والتي توضح طبيعة الاستغلال الذي تم للدين لتمرير المعركة الاقتصادية/الدينية علي ( أمة اسلامية ) بكاملها.
من خلال لقاءاته الصحفية يتضح أن نصر حامد أبوزيد يعمل في إطار أنموذج paradigm ثقافي في محاولة لاختراقه. ومهمة اختراق النظام المعرفي السائد والمستقر تتطلب أن يؤسِّس لنظام معرفي جديد. هذه المهمة لا يقوم بها شخص بمفرده، بل تتأسَّس من خلال التراكم. وهو – نصر حامد أبوزيد، حتى هذه اللحظة، يعمل على النظام المعرفي الذي أسَّسه الشافعي في القرن الثالث الهجري كما يقول. هذا النظام المعرفي قائم على أن النص مقدس لأنه لغة ورسالة ليسا من صنع البشر. ومحاولة اختراق هذا النظام معناها أن تبيِّن أنه إذا كانت الرسالة إلهية فإن اللغة ليست إلهية، بل هي بشرية. وهذا ليس شأن القرآن وحده، بل شأن الكتب المقدسة كلها. أما الوحي فهو مفهوم مرتبط تماماً بنظام من التواصل غير اللغوي؛ وتالياً، فوحي القرآن للنبي محمد لم يكن عبر النظام اللغوي. وعليه، فإن صياغة الرسالة إنسانية. الآن، من أجل تأسيس فهم كهذا لا يكفي أن يتناول لغة القرآن، ولكن يجب العودة إلى تأسيس القواعد اللاهوتية التي تسمح بذلك. و تأسيس قواعد لاهوتية جديدة هو بالتأكيد من مهام الباحث. وهو يخرج هنا من دائرة الإصلاح الديني ويدخل في دائرة النقد التاريخي. وهذا الفرق حصل منذ 1967.
اذا هذا ما يعمل فيه نصر حامد ابوزيد وهو اختراق هذه المنظومة ومحاولة تأسيس مناهج معرفية جيدة. وهذا في حد ذاته بداية الطريق لتفكيك هذا الخطاب الديني الذي يحتمي بقداسة القرآن ويتخذ اهمال البعد التاريخي حيث يورده المفكر نصر حامد أبو زيد باعتباره احدي اليات عمل الخطاب الديني تبدو آالية إهدار البعد التاريخي واضحة وضوحاً ساطعاً في كل جوانب الخطاب الديني فضلاً عن منطلقاته الأساسية ، تبدو واضحة كما سبقت الإشارة في وهم التطابق بين المعنى الإنساني – الاجتهاد الفكري – الآني وبين النصوص الأصلية والتي تنتمي من حيث لغتها على الأقل إلى الماضي وهو وهم يؤدي إلى مشكلات خطيرة على المستوى العقيدي لا ينتبه لها الخطاب الديني يؤدي التوحيد بين الفكر والدين إلى التوحيد مباشرة بين الإنساني والإلهي وإضفاء قداسة على الإنساني والزماني ولعل هذا يفسر لنا تردد كثير من الكتاب في تخطئة كثير من آراء علماء الدين ، بل والتستر أحياناً على هذه الآراء وتبريرها وإذا كنـا في مجال تحليل النصوص الأدبية – وهي نتائج عقل بشري مثلنـا – لا نزعم تطابق التفسير مع النص أو مع قصد كاتبه فإن الخطاب الديني لا يكتفي بإهدار البعد التاريخي الذي يفصله عن زمان النص بل يزعم لنفسه قدرة على الوصول إلى القصد الإلهي .
يتبـــع نصر حامد ابوزيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خا (Re: Abo Amna)
|
أخيرا يقول نصر حامد أبو زيد في لقاء مع صحيفة الزمان اللندنية
الانسان يقول دائماً التحدي أو الصعوبة التي لا تقتلك تزيدك قوة ، وهذه المشكلة هي مشكلة سياسية ومشكلة عامة في الوقت نفسه، ولاشك بأنها لها نتائج سلبية، ومنها أهمها بأنني لا أعيش في وطني، ولكن يحاول الانسان أن يجد نتائج ايجابية بأن يعمل المزيد من الأعمال ويعمل المزيد من الاختبار في الأفكار وأن هذه الاعتراضات علي الأقل الجادة منها، التي كتبت ازاء كتاباتي أن يأخذها مأخذ التحدي، ويحاول أن يختبر مشروعية هذه الاعتراضات، وبالتالي يطور أفكاره بطريقة أكثر دقة، وهذا الجانب الايجابي أنا الذي حاولت أن استثمره.. وبالتالي المشكلة حملت في طياتها جوانب سلبية واخري ايجابية.
وأنا حاولت أن اركز علي الجانبين، لأن ما حدث بكل المقاييس شيء تدميري بالنسبة لثقافتنا، وفكرنا ومستقبلنا، وكان يمكن أن يكون تدميرياً بالنسبة لي، لكن أنا وزوجتي نجحنا في أن نتفادي هذه القوي التدميرية الهائلة التي كان يمكن أن تسببها لنا هذه التيارات الاصولية، وبالتالي لم تحبط طموحاتي بل دفعتني إلي المواجهة والتصدي لهذه الهجمة والتيارات الظلامية.
نحن الآن في منطقة اليسار من الأفق الذي يتحرك فيه الخطاب الديني ولكنه بالطبع ليس أقصي اليسار فمع كل ما حدث تجاه نصر حامد ابوزيد يبدو أكثر حظا من الذي حدث مع المفكر الدكتور فرج فودة.
فاغتيال الدكتور فرج فودة كان بمثابة فجيعة أصبح معها تصور الحكم بالردة والنفي أمرا طبيعيا يحدث كلما اختلف المفكرين مع السلطة السياسية/الدينية/الاقتصادية وبعد أن كنا نشهد تكفير الفكر وقتل الكتب بالمصادرة امتد القتل إلى المفكرين والكتاب وهكذا اغتالوا من وافق على الحوار معهم لأنه انتصر عليهم والا فلا معني لقتل المهزوم.
ناهيكم عن جرّهم المجتمع إلى التدين السطحى والقضايا الوهمية والأصولية الشكلية التى غرقوا فيها حتى لحاهم, والنتيجة المنطقية بالطبع, وفى وجود القهر السياسى والاجتماعى, هى الوعى الزائف, والضمير المرتبك, والتدهور العقلى, وضياع معنى الحياة والانهيار العصبى الجماعى والفتن الوطنية, كل هذا فى مصر التى أنجبت أخناتون وفكرة الأبدية وتعاليم بتاح وديانة إيزيس والإمام الرائد الليث بن سعد والعلامة الصوفى ابن الفارض واحتضنت مريم العذراء السيد المسيح , ومرقس الرسول .. والاجتهاد الشيعى الذى أقام الأزهر الشريف, بكل ما يدل عليه ذلك من تنوع ورحابة التفكير, وكل ما يمكن أن يكون ثراء وتميزًا ثقافيًا وإنسانيًا لشخصية مصر.
اذا كان كل ذلك في مصر التي نعرف فان ما يحدث في بقية الدول الاسلامية أمور لا يمكن أن نتصورها مهما امتدت قدرتنا علي التخيل.
يتــبع النموذج الثاني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خا (Re: zumrawi)
|
عزيزي /أبو آمنة
أشيد جدا بطرحك مواضيع ثرية ومثيرة للنقاش ، رغم إختلافي المبدأي علي الأسس الفكرية و السياسية التي يتضح إنطلاقك منها...وأنك منذ البداية واضح تبنيك لنموذج د. أبوزيد ووضع المقابل له ليس حتي مثل عبد الصبور شاهين الفطير ..بل بن لادن...الشعراوي[وربما كان أكثرهم معقولية] ثم عمرو خالد.. نأتي لد.أبوزيد... لاننكر أننا نعاني من أزمة وعي طاحنة في مؤسساتناالعلمية و الفكرية..أكثر مما كان في زمن طه حسين..بل تجذرت أكثر بعد 67 ولكن هنالك صراعات سياسية بل أزمة صراع سياسي يتشكل حولها هذا الوضع الصراعي ,وهذا بدليل أن أهم كتب د. أبوزيد في قرآءة النص الإسلامي هومفهوم النص، لكن لم تجري الأزمة علي مفهوم النص ..بل مع كتابه نقد الخطاب الديني والذي هو نشر سياسي من طراز متقدم...سأعود بعد الb.b.q
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خا (Re: Sinnary)
|
عزيزي زمراوي
في الحقيقة نحتاج لتعرية هذا الخطاب الذي يتستر برداء الدين وهو في جوهرة منظومة مصالح اقتادية سياسية تنزع لاستغلال الدين لمصادرة مكتسبات الانسانية التي ناضلت في سبيلها طويلا جدا وخاضت الحروب والمعارك من أجل الحصول علي ابسط الحقوق.
نحتاج حقا لمعرفة كيف يتحرك هذا الخطاب ويتمدد في داخل مجتمعاتنا وثم لا يلبث ان يبدأ بانتاج مفاهيمه الغريبة حول نظام الحياة ( في رداء قدسي ).
وفوق كل هذا وذلك نحتاج الي معرفة ذواتنا جيدا اذ اننا في الحقيقة جزء من هذا المجتمع الذي انتج هذا الخطاب ولا زال.
كل الود لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خا (Re: Abo Amna)
|
عزيزي سناري
تحية طيبة
ومرحبا بك الي الحوار ....
في البداية
علاقتي بما يكتبه الدكتور نصر حامد أبوزيد امتدت فترة طويلة جدا تقرب من 12 عاما ... وليس نصر حامد أبو زيد وحده فحينما بدأت في القراءة كان هنالك ثلاثتهم ... محمد أركون ومحمد عابد الجابري ونصر حامد أبوزيد ... بصورة مخصصة وبقية من أعتبرهم تيار النهضة في الفكر الاسلامي بصورة عامة.
في الحقيقة أنا لست هنا لابداء رأيي حول هذه النماذج الأربعة سواء نصر حامد أبوزيد أو اسامة بن لادن او بقية النماذج ... برغم من أنني بكل تأكيد سوف أورد رأيي فيما كتبوه وما فعلوه وما دار حولهم ... الا أن الفكرة الرئيسية في هذا الحوار هي في الحقيقة وضع هذه النماذج الأربعة في مواجهة مع الخطاب الديني السائد وهنا هو منظومة السلطة/الاقتصاد/الدين وبكل تأكيد ساتناول الخطاب الديني غير الرسمي أو الخطاب الاجتماعي او بتعبير أدق طريقة تفكير المسلمين عموما وردود الفعل الشعبية تجاه هذه النماذج فبكل تأكيد كل هذه النماذج لم تأتي من فراغ وانما صنعت بواسطة هذا المجتمع. اضافة الي أن هذه النماذج هي ذاتها جزء من بنية هذا الخطاب الديني ولكنها تصبح آخرا أو خصما في مختلف المراحل فمن هنا احاول أن اتلمس الطريق تجاه هذا الخطاب ومن ثم توضيح طبيعته وهل هو بالفعل خطاب منهجي في تعامله أم هو عبارة عن منظومة ذات مصالح سياسية/اقتصادية تتخذ الدين غطاءا لتمرير معاركها كما حدث في الكثير جدا من بلداننا
لست هنا بصدد تجريم أو محاكمة ايي من النماذج الأربعة ودعني أوضح لك أكثر من ذلك...
لفت نظري فتوي مفادها أن حرمة حياة انسان واحد اكبر من حرمة الكعبة المشرفة.
بكل تأكيد هي فتوي جريئة جدا ...
ولكن تصور معي أن هذا الحديث يخرج من أحد ناشطي حقوق الانسان تجاه عمليات التصفية التي تقوم بها السطة في بلداننا ... اذا لاقاموا عليه الحد ولكنها لم تكن كذلك بل كانت من داخل بلداننا فتوي رسمية
اذا كان المفتيين لدينا فعلا يمتلكون هذه الجرأة في اصدار الفتاوي لماذا لا زلنا نراوح مكاننا حتي الان في القرون الوسطي ... ويبقي السؤال مطروحا هل هذه العقلية التي أنتجت هذه الفتوى قادرة علي انتاج فتاوي مماثلة تجاه كل القضايا وفي كل الأوقات ام ان هنالك اوضاع محددة مرتبطة بالسلطة الموجودة ... أم ان هذه الفتاوي في حقيقتها توظيف من السطة الموجودة للحفاظ علي وضع سياسي/اقتصادي قائم ..
وهذا ما يدعونا الي النظر بصورة أكبر الي الهامش الذي يتحرك فيه الخطاب الديني في مواقفه المختلفة وهل هي مواقف منهجية أم مواقف مصلحية لا علاقة لها بالدين كمقدس وانما منظومة مصالح تعمل تحت هذه الغطاء.
في الحقيقة أنا لم اضع نموذج في مواجهة نموذج وليس لدي النية في ذلك وحتي تناولي لاسامة بن لادن لن يكون من منطلق المواجهة مع نصر حامد أبو زيد ... ولا يعنيني في الحقيقة اسامة بن لادن كشخص ولكنه كنموذج ومدرسة مختلفة ... الراديكالية
اذا نظرت الي النماذج مرة أخري ستري انها محاولة لوضع كل المدارس في مواجهة مع الخطاب الديني وكيفية تعامله معها من خلال القضايا المختلفة ...
ويمكنني في اية لحظة ان اضيف مدرسة جديدة وقضية جديدة ...
اذا ربما تتضح الرؤية أكثر كلما توغلنا في الحوار ...
ويجدر بي هنا ان اقول ... أنني بالفعل انطلق من نموذج نصر حامد أبوزيد بل وفي الحقيقة ان مقولة ان الخطاب الديني المعتدل والمتطرف هو في جوهرة خطاب واحد هي مقولة نصر حامد أبوزيد ... ولكن بكل تأكيد نحن نتحدث في اطار الحوار وطالما أن افكار نصر حامد ابوزيد ومحمد اركون ومحمد عابد الجابري وغيرهم من المفكرين هي القادرة علي اثبات جدواها يوما بيوم يبقي تبنيها وتطويرها واسقاطها علي واقعنا لمحاولة معالجة أزمانتا هي ما سوف نفعله لانه بالمعرفة والمناهج المعرفية والعلم وحده نستطيع التقدم وطالما انه لم يتوفر لنا او لاحد فكرة مضادة قادرة علي اثبات جدواها بصورة علمية ومنطقية تبقي هذه الافكار والمفاهيم والمناهج هي كل ما لدينا الي حين اثبات فشلها ..
في الحقيقة ايرادي لبعض الاحاديث من كتاب مفهوم النص باعتباره الأكثر جرأة والأحدث وبالفعل فان قضية تطليقه من زوجته ثارت ضد كتابه نقد الخطاب الديني ولكن مؤخرا أيضا تم مصادرة كتاب مفهوم النص وصدرت الفتاوي ضده من كل المكتبات وحظره ويبقي ان المعركة ضده ما زالت قائمة سوي في مفهوم النص او نقد الخطاب الديني واعتقد انها ستحدث في كل ما يكتب فالحقيقة الماثلة ان القضية منذ البدء أصبحت ان نصر حامد أبوزيد شخص غير مرغوب في وجوده سواء كتب مفهوم النص او .... السواك الاسلامي ... و الخطاب الديني لا يوجه معركته ضد ما كتب لانه سيهزم ببساطة ولذلك يلجأ الي تحويل المعركة الي الشخصي وتكفير الاخر وبالتالي يصبح كل ما يكتبه عبارة عن كفر وفسوق وردة ... هذه هي الالية ... أين المفر
أرجو أن اكون قد اوضحت الفكرة الرئيسية
والي مزيد من الحوار والنماذج الأخري
ويمكنك التداخل في اية لحظة
كل الود .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خا (Re: Abo Amna)
|
أدناه مقال للكاتب السعودي سليمان الربعي، والذي جاء في عموده "حروف وأفكار" لاحظوا الإسم-فنحن أما قراءة خاصة بكاتب المقال لما إقترفته يدا أبوزيد، وقد زخرف الربعي مقاله بكثير من المصطلحات والعبارات المنتزعة من صفحات قاموس المعارف الفلسفية وهو أمر -في تقديري الشخصي- قصد به وضع هالة باهرة حول منتوج فكري لا يستطيع أن يصمد دون أن يقدم على هذه الصورة الزائفة. وسأورد أدناه رد على ما ورد بمقال سلمان الربعي، كما أنوه أن كاتب المقال لم يشير أو يورد أي نصوص للكاتب نصر حامد أبوزيد. الأمر الذي يؤكد أن الكاتب يوجه خطابه إلى قاريء معين تبهره العبارات دون المضمون، وهذا بعينه ما يعتبر جزء أصيل تاكتيك الخطاب الديني الخاص بسلمان الربعي والذي يعتبر جزء من تيار عريض جداً.
نصر حامد أبوزيد والأسئلة المشروعة
التاريخ: السبت 2004/03/06 م
يعود الدكتور نصر حامد أبوزيد إلى الواجهة الفكرية بعد ثماني سنين خافتة وربما خانقة، قضاها في منفاه الاختياري في هولندا في أعقاب قضيته المشهورة التي بدأت فكرية وانتهت قانونية. وللحق فإنه إذ يعود محتفلاً به في بيروت عبر منابرها الثقافية والإعلامية، باقياً على أفكاره، بل مطوراً لها، لم يكن مثيراً قدر إثارته وهو في القاهرة يعلن لأول مرة عن آرائه التي أحدثت عاصفة من جدل عريض لم ينته بالفتوى الصادرة عليه بالردة وما ترتب عليها بحكم التفريق بينه وبين زوجته، وبمنع كتبه وحظر تداولها. ولم تكن بيروت مسقط أفكار أبي زيد بلا شك. وما قاله فيها لا يعدو أن يكون تكراراً لمضمون قديم جديده الصياغة والتوقيت الزمني فحسب، ومن ثم فهو ليس أول وعينا بآرائه في مسائل الوحي والاعتقاد والتشريع؛ لأنه قد تبنى في قراءتها من قبل معايير المنهج السوسيولوجي الذي يفسر المعارف والعلوم والقناعات مهما كانت مصادرها وموضوعاتها، بظروف المجتمع الذي شهد ظهورها ومن خلال أحواله الواقعية المادية التي زامنتها، بكون تلك الظروف والأحوال: جغرافية وتاريخية ونفسية وحضارية، تمثل المعطيات الحقيقية للأشكال والأنساق لتلك المعارف، وبكونها تشكل هوياتها الحقيقية والوحيدة أيضاً، الأمر الذي يعني أن هذا المنهج يفرض في تلك المعارف بالضرورة شرطاً أولياً سابقاً على اخضاعها له أو مستلزماً له، وهو أن تكون مصادرها حسية فيزيقية بحتة، إذ لا يعترف بالمصادر الميتافيزيقية غير المحسوسة. وإذ تبنى أبوزيد معايير هذا المنهج الذي دشنته الفلسفة التاريخية البيكونية متجاوزة بآثارها التقويضية الآثار السلبية للفلسفات الأخرى حتى آثار مقولات الفلاسفة المثاليين أو التخيليين، فقد انتهى به ذلك إلى الإعلان عن آرائه التي امتازت بالصراحة والوضوح والتحديد، والتي من أبرزها آراؤه في مسائل التوحيد والوحي والتشريع، إذ رأى في التوحيد أن الميتافيزيقيا - الغيبيات صناعة بشرية للإجابة عن الأسئلة عن فاعل مؤثر، وأن الميتافيزيقيا الإسلامية ليست بمعزل من هذه الصناعة، وأن التوحيد بأنواعه تشخيص لمعاني القوة والقدرة في العقل الفعّال المثالي الأول، وأن الاجتهاد في فهم الصفات متعدد بتعدد الأفهام لكونه ليس من شروط الإيمان بالله، وإنما المشترك الكلي للإيمان هو نفي الصفات السالبة، بما مؤداه العدمية المحضة. وعدّ الاحتكام إلى معايير ضبطية في مسائل القدر والتعليل والحكمة متعذراً، وأن الاجتهادات فيها مفتوحة أيضاً لأن اشتراط الإيمان بها أصلاً اجتهاد بشري! في مرحلة تالية تركزت آراؤه على فكرة محورية تمثلت في أن مصدري التشريع الأصليين - القرآن والسنّة - ليسا بمعزل عن مهام منهج المعرفة التاريخي المادي؛ لكونهما كتابين تاريخيين ثقافيين عبّرا عن فكرة ذهنية بالغة المثالية هي الوحي، وانهما بهذا الوصف المجازي أي وصفهما بأنهما تاريخيان ثقافيان، زالت عنهما سمتا القدسية والألوهية؛ فالوصف بالتاريخية يقتضي أنهما نسبيان زمانياً ومن ثم نفي اطرادهما التشريعي والحكمي - المعبّر عنه في الاصطلاح الأصولي الفقهي بصلاحهما لكل زمان ومكان - وأن وصفهما بالثقافيين يعني أنءسَنَنَتهُما، أي أنهما مصدران إنسانيان، بما عبَّر عنه صراحة حين وصف القرآن بأن لفظه من النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه من تعبيره، مما رتب عليه أن الإسلام صنيعة المسلمين لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - عبَّر عنه لمعطيات عصره وظروف دعوته، وافهام النص بعده تستجيب لظروفهم ومعطيات واقعهم الخاص، ومن ثم يكون لهم فهم آخر؛ ولأنهم أيضاً لا يستطيعون تطبيق منطوق النص وإنما فهمهم له؛ لأنه قام على بنية لغوية مجازية وأحوال اجتماعية تختلف فيها الأفهام لاختلاف عصرهم عن عصر المعبِّر عنه، متراجعاً بهذا عن رأيه الذي وافق فيه رأي المعتزلة من أنه كلام الله مخلوق؛ وهذه المراجعة دليل على اكماله شروط المنهج السوسيولوجي بالوقوف عند المعايير الفيزيقية والتراجع عن الآراء المبنية على المسلمات الميتافيزيقية!! فيما يتصل بالسنّة نفى أن تكون وحياً وقال: "منذ اللحظة التي اعتُبر فيها القرآن غير كاف وحده، تم تدشين السنّة"! ووصف استعمال الوحي في الدلالة على اكتسابها وتحصيلها بأنه ذريعة لقبولها والتسليم بها، وإلا فالوحي في رأيه من مرادفات معاني الفيض الفلسفي والكشف الصوفي، وأن الوحي بهذه المعاني لم ينقطع، مستعيراً من ابن عربي نقمته وحنقه على النصوص الدالة على ختم النبوة والوحي؛ وحقيقة الوحي عنده - أي عند نصر أبي زيد - هو أنه "قائم على الخيال الذي يشترك فيه النبي مع الفيلسوف. فالفيلسوف يتصل مع العقل الفعّال أو العقل الأول، مثلما يتصل النبي مع الوحي... والفرق بين النبي والفيلسوف ليس في الوحي ولكن في تعبيرات الوحي... فحي بن يقظان وصل إلى كل المعرفة التي وصل إليها الوحي، لكن اللغة التي عبَّر عنها عن الحقيقة، مختلفة..."!! في التشريع ذهب إلى أن الأحكام في الأبواب الفقهية كلها استجابات لواقع تاريخي وحلول لمعطيات اجتماعية ناجزة، وأن الأحكام بهذا ليست ثابتة بل متغيرة بحسب تغير الأحوال، فإذا كان الدليل الذي تستند إليه متغيراً لكونه تاريخياً ثقافياً، فكيف الحكم نفسه؟ بهذا فسر أحكام الجهاد والولاء والبراء وأحكام العلاقة مع الآخرين في السلم والحرب وقضايا المواريث وأحكام المرأة وهو أنها قد وجدت للاستجابة لمقتضيات ظروف زمانية معينة، وأنه بانتهاء تلك الظروف لم تعد تلك الأحكام ملزمة، وأن الواقع اليوم بظروفه وتداعياته ومعطياته يفرض تجاوزها لا بمعنى التعطيل لأنها ليست شرعية في رأيه أصلاً، وإنما بأنها اجتهادات مرحلية يمكن أن يستعاض عنها باجتهادات أخرى. هذه قطعاً ليست كل أفكار نصر حامد أبوزيد، غير أنها أبرز أفكاره التي أعدها صياغياً وزمنياً في بيروت. وإذا كان ما قاله في بيروت قديماً فما الذي استدعى الكتابة عنه هنا؟! إن الإجابة عن هذا السؤال المشروع تستدعي القول بدءاً بأن الحديث عن الأعيان والأشخاص أثقل شيء عليّ؛ إذ طالما آمنت أن الحديث عن المناهج التي تشكلهم أو يشكلونها أهدى وأقوم، ولعل في ذلك - فيما أرجو وآمل إن شاء الله - موافقة للهدي القرآني الذي تعلمنا منه منهج: ومنهم، ومنهم، وبحسبان أن الأعيان الذين ذكرهم بأسمائهم في سياقات المناقشة معدودون، وموافقة للهدي النبوي الذي نهج لنا: ما بال أقوام يقولون كذا ويفعلون كذا. غير أن لهذا الإطراد المنهجي استثناءات شرعية ربما كانت من أسباب ذكر الأعيان في الوحيين والله أعلم. في مثال الدكتور نصر حامد أبوزيد تحتشد جملة استثناءات تستدعي الحديث عنه باستقلال، يكفي منها أنه أصبح بذاته مرادفاً لمنهج البحث السوسيولوجي، بل صار المنهج يمثله لا العكس. تعود أسباب هذه العلاقة التلازمية بينه وبين المنهج إلى معطيات كثيرة، غير أن أهمها - في نظري - أمران، أحدهما أن طرحه واضح ومحدد ومباشر، وثانياً احتكام منهجه وإن كان خاطئاً، إلى آليات التحليل من داخل بنية الأصول ذاتها، وهذان العاملان يخفقان في أطروحات السوسيولوجيين الآخرين كمحمد أركون وجلال العظم مثلاً؛ حيث لا يملك أولهما الشجاعة الكافية للوضوح والمباشرة، ومن ثم يكتفي بالإشارات ولحن القول، في حين يمارس الآخر نقده وفق معايير بعيدة عن الآليات والمصطلحات الشرعية. وبكل فإذ توافر الدكتور نصر أبوزيد على هذين العاملين، أمكن أن يمتلك الأهلية ليكون إماماً سوسيولوجياً بامتياز، كما أصح بهذا الوصف نجماً تقويضياً يشار إليه بالبنان! وآراؤه في النهاية تنتمي إلى رؤية باطنية تستبطن أن جميع المقدسات والميتافيزيقيات ظواهر تجسيدية لمفاهيم ومعان ومقاصد توتولوجية مستترة، وهذه الفكرة تتجلى في رؤيته بكون الشرائع والقيم والتعاليم نوعا من السياسات الإصلاحية الاجتماعية العادلة، كما تتجلى باحتفائه الكبير بابن عربي الذي روج لهذه الفكرة قبله، وكذلك فكرة تخييل الوحي وتقاطع الفلاسفة والأولياء مع الأنبياء فيه. وإذ ليست الغاية مناقشة هذه الرؤى التي تحتاج إلى أن تضم إلى منهج أشمل، فإن الأسئلة المشروعة والمشروعة التي أنتجت هذه المقالة من بعد هي: لماذا تفتح بعض المنابر الثقافية العربية ذراعيها لهكذا فكر شاذ يحارب ثوابتنا وأصولنا ومبادئنا؟! لماذا تروج له بعض وسائل الإعلام العربية من جديد؟! ولأي شيء يصف أحد كتاب جريدة "الحياة" - مثلاً - وجود نصر حامد أبوزيد في بيروت وإعادة إنتاج مقولاته العدمية اللائكية على منابرها، بالحدث الذي لا توازيه في الأهمية إلا أحداث قليلة؟! ولماذا يرى الكاتب ذاته أيضاً أن أبا زيد يشعل لهم بتلك المقولات شمعته الوحيدة؟! أليس من حقنا أن نسأل ونتساءل عن معايير الحرية في بعض وسائل الإعلام العربي ومجالاتها وحدودها؟! هل تضيق تلك الحرية وتتسع بحسب الموضوع فإذا اتصلت بالشأن الشرعي انتفحت واندلقت على مصارعها فقال فيها من شاء ما شاء حتى فيما يتفق المختلفون في تعريف الثابت والمتحول على أنه ثابت وأصل وركن؟! لماذا سمحت قناة العربية - على سبيل المثال أيضاً - أن يستغل د.نصر أبوزيد شاشتها في مساء واحد مرتين في برنامج "بالعربي" الأسبوع الماضي؛ إذ ذهب أولاً إلى أن ما ورد في القرآن الكريم من أحكام المرأة في شهادتها وميراثها وحجابها ليس تشريعاً وإنما وصف لظواهر اجتماعية مزامنة، وفرق بين الوصف والتشريع!! في حين شنّ في الثانية هجوماً على عقيدتنا الوسطية السلفية مصطلحاً عليها بالعقيدة الوهابية، ساخراً من أبرز سماتها المتمثلة بالثبات، بوصفه لها بأنها عقيدة جامدة لا تتطور ولا تتغير؟! أخيراً: هل هذا النفخ الأممي والكوني في أفكار سدنة منهج التقويض السوسيولوجي من جديد، بشعار حرية التعبير، بمعزل عن غايات تمييع الهوية وفرض الإصلاح والتسويغ لحرب الأفكار التي تروج لها أمريكا اليوم، محاربة بها الخصوصيات والإرادات؟
تعليق حول المقال أعلاه نشره نفس الموقع "منتدى الكتاب"
تعليق: القراءة والتحليل أجدى من التجريح والتكفير : ــكتبه: عوض عبدالحميد العوفى 6/03/2004 م - 10:04 م من المستغرب المريب ان يتحدث بعض المثقفين الذين تظهر استدلالاتهم الواردة فى هذاالمقال سعة اطلاعهم ، وتنوع معارفهم . وبرغم ذلك ينادون بعدم تعريف غيرهم ، على بعض المصادر والأفكار التى قد سبقواالآخرين فى التعرّف عليها. حيث يمانعون فى العرض ويطالبون بالحجب . لماذاهذا؟ هل هو من الوصاية ومحاولة تحصين المجتمع لأنتفاء قدرته على التمييز ؟ أم أن مرد ذلك يرجع الى ان روافد المعرفة المتنوعة هي الأحق بالمنع على العموم . ولا يجب ان يطّلع عليها سوى النخبة من حمات الخصوصيات والأرادات . وكيف يكون الترويج هنا؟ ترويج ضد امريكا، أم ترويج تقوم به امريكا، من المنطق والأجدر بناان ننظر ونتمعّن فى تفاصيله قبل ان نحكم عليه.لأنّه قد يكون فيه بعض حق أو قدر من منفعة تلزمنا. وفى ظنى ان كشف المستور وتعميمه فيما يتعلّق بفتوى ردّة نصرحامد أبوزيد والتفريق بينه وبين زوجته أمر غير مبرر ، وغير مبرّأ، ويتنافى مع روح الأسلام وسماحة المسلمين. فى كتابه(نقد الخطاب الدينى)يقول نصر أبوزيد(أصبح فى حكم الحقائق المسلّم بصحتهاأن الفكرالبشرى،أي فكربمافيه الدينى،نتاج طبيعى لمجمل الظروف التاريخية والحقائق الاجتماعية لعصره . وليس معنى ذلك أنّه نتاج سلبى،بل الأحرى القول إنّ الفكر الجدير حقاًبهذا الأسم هو الفكرالأيجابى الذى يتصدى لحقائق العصر الذى ينتمى اليه بالتحليل والتفسير والتقويم،ويسعى الى الكشف عن عناصر التقدم ومساندتها،وعزل عناصرالتخلّف ومحاربتها. والفكرالذى يكتفى بتبرير الواقع والدفاع عنه،إنماينتمى الى مجال الفكر على سبيل المجاز لا الحقيقة . ولا مجال هنا للحديث عن الفكر الذى يسعى الى الأرتداد بالواقع الأجتماعى التاريخى الى عصور سابقة . فليس ذلك فكراً على الأطلاق . إذاًالفكر فى جوهره وحقيقته حركة لأكتشاف المجهول إنطلاقاً من أفاق المعلوم . وليس الفكر الدينى بمعزل عن القوانين التى تحكم الفكر البشرى،ذلك أنّه يكتسب من موضوعه ـ الدين ـ قداسته وإطلاقه . ولا بد هنا من التمييز والفصل بين (الدين) والفكر الدينى،فالدين هو مجموعة النصوص المقدّسة الثابتة تاريخيا،حين ان الفكر الدينى هو الأجتهادات البشريّة لفهم تلك النصوص وتأويلها واستخراج دلالتها . ومن الطبيعى ان تختلف الأجتهادات من عصر الى عصر،بل ومن الطبيعى أيضاً أن تختلف من بيئة الى أخرى،وأن تتعدّد الأجتهادات بنفس القدر من مفكّر الى مفكّر داخل البيئة الواحدة). وأخيراًأليس هذا الفكر جديراًبالقراءة والتحليل عوضاً عن التجريح والتكفير ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خا (Re: أبنوسة)
|
عزيزي /أبو آمنة التحيات الطيبات انت تفعل بالظبط ما فعله د.أبوزيد بإعتماد خيار ثقافي وسياسي مقدما تسخر له آلتك النقدية...ويهدف إلي نقد خطاب محدد.. وطبيعي أن ينحو نفس النحو من يشاركك الموقف أو الموقع عينه...وتسميه أيضا الخطاب الديني السائد كما تقدم البعض من قبل لنقد الخطاب الماركسي..أو العروبي..أو الطائفي وهكذا دواليك...لا أتفق مع تعميماتك بأن الخطاب الديني يمتلك ناصية السلطة والإقتصاد..قد يصدق هذا علي حالة السودان أما في دول أخري كمصر مثلا فأنت تعلم من يمتلك السلطة والمال؟والاخوان المسلمون رغم رأي السلبي فيهم وفي كل التيارات الآيديولوجية يمينا و يسارا إلا أن جماعتهم ظلت تتعرض وعلي مدي عشرات السنين لهجوم من كل الجبهات في الحكومة والمعارضة من دون كلل أو تعب بفصائلها المختلفة وأجنحتها المتباينة بين اليمين واليسار، وتوصف بأنها جماعة التأسلم السياسي وأن أعضاءها من المتأسلمين وكأنه لا يوجد عدو لليسار التقليدي إلا الجماعات الإسلامية، منافسة علي السلطة وتسابقا إليها حتي لو كان علي أكتاف الحزب الحاكم وبمساعدة أجهزة الأمن دفاعا عن نظام الحكم الذي يعارض اليسار، وبالرغم من الحوار المنقطع بين أحزاب المعارضة لوضع سياسات بديلة عن سياسات الحزب الحاكم وقبل دخول الحزب الحاكم في حوار صوري مع المعارضة. ما زال الوعي السياسي الديمقراطي بعيد المنال. وما زالت الجبهة الوطنية أو الائتلاف الوطني غير وارد في الأذهان علي الرغم من وجوده في أدبيات اليسار، وممارسته في تجارب التحرر الوطني الكبري في الثورة الكوبية والثورة الفيتنامية وفي كل حركات المقاومة للاحتلال مثل المقاومة الفرنسية. ولم تشذ تجارب مصر الوطنية عن ذلك مثل ثورة 1919 فقد كان سعد زغلول تلميذ الأستاذ الإمام حتي ثورة تموز (يوليو) 1952. فقد كان نصف أعضاء مجلس قيادة الثورة تقريبا من الإخوان أو من المتعاطفين معهم. وكان قائد الثورة ومفجرها، جمال عبد الناصر، علي صلة بقادتها. ينسق معهم، ويأمل فيهم. وبعد نجاح الثورة طلب من سيد قطب، شهيد الثورة فيما بعد أن يكون رئيسا لهيئة التحرير لأول تنظيم سياسي للثورة. ويدخل الإخوان معترك الحياة السياسية منذ الإفراج عنهم في أوائل السبعينيات لاستعمالهم للتخلص من الناصريين أعضاء النظام بعد انقلاب الثورة من داخلها إلي ثورة مضادة. ونظرا لأنها جماعة غير مشروعة، ونشاطها محظور فإنها دخلت الحياة السياسية من الباب الخلفي بالالتفاف أو التنسيق مع الأحزاب، مع حزب الوفد مرة في السبعينيات ثم مع حزب العمل مرة أخري في الثمانينيات. ونظرا للتقليد الليبرالي العلماني للوفد فقد امتنع عن استمرار التجربة والتعاون مع جماعة سياسية تقوم علي أساس ديني. واستمرت التجربة مع حزب العمل حتي تمت السيطرة عليه فانفصل عنه الاشتراكيون والناصريون وأصبح حزبا إسلاميا خالصا يقوم بدور فعال في تنشيط الحياة السياسية المصرية. وتصبح جريدة (الشعب) أوسع جريدة للمعارضة السياسية. وتنقد الحزب الحاكم وفساد رجاله في الصميم حتي تم الإيقاع به بانقسامه مرة وبتأييد النظام للجناح المعارض. إذن سبب البلاْْء في المنطقة ليس الإسلام السياسي وحده بل كل تياراتنا السياسية ولذلك فأن أزمة أبوزيد هي أزمة مصائر الحريات في المنطقة علي يد الأحزاب والأيديولوجيات العلمانية أو الدينية حيث لم تكن مصائر الحريات علي يد العلمانيين في الوطن العربي بأفضل منها علي يد الحركات الدينية وإن تفاوت الأمر إلا أن كلا الفريقين كانا يتفقان علي إستراتيجية الرفض المتبادل و العقلية الأحادية...إذن المسألة أكبر من مسألة إسلامي أو علماني فهذه ليست أكثر من رسوم علي ورق تشتعل فور إحراق النار عليها، بل المسألة مسألة ثقافة تنتج الطغيان والإستبداد ولا تتيح للناس أن يتقبلوا بعضهم البعض... أرجع مرة أخري لموضوع د.أبي زيد فقد ذكرت أن أزمته لم تبدأ مع كتابه في مفهوم النص والذي كان أخطر بكثير علي النص الديني من مقالته في نقد الخطاب الديني إلا أن الأخيرة كانت طرحا سياسيا متطرفا يمس وترا حساسا من أوتار الأزمة السياسية أزمة الحريات السياسية والصراع السياسي الثقافي في مصر بينما كانت دراسة مفهوم النص دراسة أكاديمية بحتة ،فلم تثر أطراف الازمة الثقافية والسياسية لا في مصر ولا في باقي الوطن العربي..أما عندما تحول في كتابه نقد الفكر الديني إلي مهاجما للخطاب الديني السياسي و الذي له آلياته الدفاعية ومؤسساته المستقرة وكان شديد القسوة...كان أن ردت هذه المراكز بالمثل..أبوزيد لم يطرح نفسه كفقيه ، بل كمتعامل مع النص المقدس[القرآني] بوصفه نتاجا ثقافيا للمجتمع العربي في العصر الجاهلي وليس مجرد كلام الله..فهو حكي النبي عن الله بلغة النبي وبالتالي تنتفي عنه القداسة ..لذا فأنا أعتبره أقرب لسلمان رشدي في حديثه عن الآيات الشيطانية خاصة عندما يتناول خرافات آيات الجن و الشياطين..أو إلي الطبيبة البنغالية تسليمة نسرين[أو نصرالدين] في روايتها العار[جالا] والتي كفرها أهلها البنغال و أهدروا دمها عندما إنحاذت للهندوس ضد المسلمين وكتبت في الصحف الهندية أن كل النصوص الدينية بما فيها الإسلام والمسيحية تجاوزها الزمان والمكان..أما الجابري و أركون فلهما مشاريعهما الإبستمولوجية والتي لم تتعدي علي قداسة النص القرآني . فلإركون مشروعه والذي سماه (الاسلاميات التطبيقية)،وقد كال فيه الإنتقادات اللاذعة لكثير من المستشرقين الفرنسيين. لقد اشتهر اركون في فرنسا قبل ان يعرفه العرب بسبب فرانكفونيته وقبل أن يترجم له تلميذه هاشم صالح اول كتاب الي العربية بعنوان..تاريخية الفكر العربي الاسلامي وكان بالتالي بعيدا عن الصراع المحتدم هنا.. أما الجابري فقد صوب معظم سهامه إلي نقد العقل العربي محور كل كتاباته منذ تكوين العقل العربي- بنية العقل العربي وحتي"الفكر العربي المعاصر..وابن رشد: سيرة وفكر.. حيث يري أن الأسئلة قد وجهت إلي كل المحاور عبر تاريخنا الطويل ولكننا أغفلنا أهم محور ألا وهو العقل. إذن من بين الخطابات الدينية المتعددة..الإسلام السياسي بخطابه الديني المتوهج..والخطاب التقليدي الرسمي، ثم الخطاب الأزهري نصف الرسمي,إختار أبوزيد أن يمسح الأرض ببعضها ،وعرض عندها خياره السياسي متحولا بوعي من أستاذ أكاديمي في الجامعة إلي مثقف ومواطن مسئول، عنده خياره السياسي العقلاني والذي يريد تحرير الناس المضطهدين المظلومين من سطوة هذا الخطاب الديني المستقل، إذن تحول هنا إلي داعية لمذهب ليس فقط في فهم القرآن وفهم النصوص الفقهية المتصلة بالدين بل لتيارات سياسية ثقافية في مصر و الوطن العربي...نعم لقد إتخذ د.أبوزيد مسبقا خياره السياسي والثقافي ونتيجة لهذا الخياركتب هذا النص ولذلك ترتبت علي ذلك أعباء ومسئوليات وهو يحملها بوعي ولا ينكرها ولا يتنكر لها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خا (Re: Sinnary)
|
شكرا عزيزتي .... أبنوسة ...
فهذه المداخلة تمل هدية بالنسبة لي اذ أنني كنت أفكر حقا في ايجاد نموذج لما أتحدث عنه من خطاب ديني ... والذي يتجسد بكل تاكيد في ( المثقف ) سليمان الربعي ان كان هذا هو محصلة ما يريد مما كتبه عن قضية نصر حامد أبو زيد ... وفي رايي أن اثار الهزيمة تبدو واضحة في هذا الخطاب المتداعي الذي وان بدأ متماسكا و ( مثقفا ) الا أنه ينهار في أول لحظة يخرج فيها عن سرد كتابات د.نصر حامد أبو زيد ويتهاوي ويعجز حتي عن مناقشتها أو الاقتراب منها ويحاول بصورة فجة ولا منهجية اطلاقا بتحويل المعركة أو الحوار الفكري الي ( هرطقة ) يخاطب فيها من يريد ويحاول شحنهم عاطفيا وتجييشهم عاطفيا بكيل الاتهامات تجاه الدكتور نصر حامد ابوزيد ..
ولكنه قبل ذلك يمهد بعرض غريب لكتاباته ... عرض لا يمكن الا وضعه في احدي تصنيفين .. الأول هو أن المثقف سليمان الربعي في الحقيقة لم يقرأ مطلقا ما كتبه الدكتور نصر والثانية هي محاولة عرض ما يكتبه الدكتور في صورة معدة مسبقا لهجوم مرتقب ولمحاولة شحن وتجييش مشاعر جمهوره تجاه كتابات نصر حامد أبو زيد ..
وبكل تأكيد ربما يعد ذلك تعسفا في حقه وهذا ما يقودنا الي افتراض حسن النية وتجاوز الفرضيتين أعلاه واستبعادهما ليتبقي لنا خيار أوحد وهو أن المثقف لم يفهم حرفا مما قرأ ... وبذلك يقدم بصورة غير مباشرة نموذجا في غاية الوضوح لما ظل يتحدث عنه ويردده الدكتور نصر حامد ابوزيد ....
وهنا سوف استعير مفهوم القصور للدكتور محمد عابد الجابري الذي يوضح أن القصور هو مركب من قصور ذاتي وآخر موضوعي فالذاتي يرجع الي بنية وتكوين العقل البشري الذي هو قاصر في حد ذاته عل ادراك الحقائق المطلقة والموضوعي والذي يعتمد علي ما يحيط بنا من تاريخ وجغرافيا المكان والزمان واحداث ..
هذا القصور الذاتي والموضوعي الذي يتشكل فينا هو الذي تتم من خلاله القراءة والفهم سواء كان قراءة وفهم الأديان أو قراءة وفهم أي شيئ آخر ...
من خلال كل ذلك نأتي الان ونفترض في هذا المثقف سليمان الربعي الافتراض الأفضل وهو أنه بالفعل قرأ ليس كتاب نقد الخطاب الديني فقط وانما كل الكتب الفكرية والفلسفية الموجودة بالعالم ولكن يتضح لنا جيدا أنه لم يفهم ما قاله وكتبه الدكتور نصر حامد ابوزيد .... ولا نريد هنا أن نقول انه فهمه جيدا وبالتالي أراد تصفيته معنويا اذ يندرج ذلك تحت افتراض سوء النية
ولكن اذا ما تابعنا افتراضنا ( حسن النية ) نجد أن سليمان الربعي لم يستطع فهم ما كتب وبالتالي فان عقله قاصر عن ادراك المعني لكتاب وضع بواسطة البشر ..
عقله قاصر علي ادراك كتاب وضعي وضع بواسطة الدكتور نصر حامد ابوزيد .. فكيف نستطيع أن نفهم شخصا مثل هذا علي فهمه لكتاب يوثف بأنه مقدس و يحتوي علي لغة معجزة ومفاهيم صالحة لكل زمان ومكان ....
انه القصور الذي ينتج من الوضع التاريخي والزماني والمكاني المحدد والذي يؤثر في قراءتنا وفهمنا وهو ما أثر علي سليمان الربعي في قراءته لنصر حامد ابوزيد وهو في جوهر حديثنا القصور الذي يؤثر علي سليمان الربعي في قراءته لنصوص القرآن الكريم ....
والمضحك المبكي أن ذلك هو جوهر ما يتحدث عنه الدكتور نصر حامد أبو زيد في كتابيه النص ونقد الخطاب الديني في محاولة منه لادراك الظروف التاريخية التي أحاطت بنزول تلك النصوص وبالظروف المحيطة بكل الفقهاء الذين مروا علي التاريخ الاسلامي لانه ببساطة وان كان القرآن مقدسا وصالحا لكل زمان ومكان الا ان محاولة تفسيره وفهمه ليست صالحة سوي بالحدود العقلية والتاريخية للشخص المعني ....
اذا نحن هنا أمام نموذج مزدوج من جهة يمثل الخطاب الديني الذي يعجز عن الحوار ويلجأ للاحتماء بسلطة الخطاب العاطفي في تجييش مشاعر الاخرين لادارة معركة ضد الخصوم ....
ومن جهة أخري يمثل نموذج لما يتحدث عنه الدكتور نصر حامد أبوزيد من أن النصوص وقراءتها وفهمها وتفسيرها كلها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتاريخ وبالظروف التاريخية التي نشات فيها تلك الفتاوي ونتجت منها تلك المفاهيم...
اذا السؤال المشروع الان هنا
لمصلحة من يتم كل ذلك لمصلحة من يتم تغييب المفاهيم الحقيقية التي يتحدث عنها الدكتور نصر حامد ابوزيد والوعي الذي يحاول بثه في مجتمع لم يعد يعرف غير صلاة الجنازة وغسل الميت ...
ولصالح من يتم تجييش مشاعرنا في اتجاه العداء السافر ( التكفيري ) والنفي والمصادرة للمناهج العلمية والمفكرين الذين يسعون لنهضة مجتمعاتنا عبر الغوص عميقا في أزماتنا التي جاوزت الحدود المتعارف عليها ..
ان الاجابة علي هذا لسؤال يوفر علينا نصف المشوار ولا أعتقد أن الاجابة عليه تكتمل باطلاق احكامنا
ولكنها تكتمل بمزيد من النمازج ومزيد من الحوار
شكرا أستاذة ليلي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خا (Re: Abo Amna)
|
الان نأتي لموقف الخطاب الديني من اسامة بن لادن
وبالتأكيد فان هذا الخطاب الذي نتحدث عنه هو الخطاب الرسمي للفقهاء الذين دعموا بن لادن من قريب او بعيد وفي الحقيقة هو يشمل كل الجماعات الاسلامية علي رأسهم الاخوان المسلمين سواء كانوا في السودان او مصر او اية دولة عربية اخري اضافة الي الفقهاء وجهات الافتاء الرسمية في هذه البلدان ..
بكل تأكيد تمثل أحداث سبتمبر وتداعياتها جدار فاصل بصورة واضحة جدا ما بين الفتاوي والاجتهادات التي صدرت في حق هذه المجموعة ما قبل وما بعد احداث سبتمبر ...
سوف نحاول ان نتلمس مدي مبداية هذه الفتاوي من الخطاب الديني وهل كان في الحقيقة ثابتا وواضحا في هذه القضية أم ان المسالة هي بالنسبة له مجرد مصالح سياسية واقتصادية ومواقف لا مبدأية تتغير بتغير الخارطة السياسية الاقتصادية سواء العربية الاسلامية او العالمية ...
ما قبل أحداث سبتمبر
كان أسامة بن لادن والمجاهدون العرب يعتبرون ملائكة، وكانوا يعتبرون أطهار، كانوا يعتبروا نموذج تجمع لهم التبرعات في الخليج العربي، في المساجد كلها, في السعودية كانت تجمع لهم الأموال، 22 مليار دولار أنفقت عليهم. والسودان كان احدي الدول التي فتحت أبوابها لاستقبال هؤلاء المجاهدين واذكر جيدا في العام 90-91 حينما كنا في معسكرات الدفاع الشعبي وجيء بهؤلاء المجاهدين من افغانستان ليعلموننا امور ديننا وجهادنا وليلقون علينا الدروس عن معني الدولة الاسلامية والمشروع الحضاري الذي ينوون أقامته بالسودان ... هؤلاء هم المجاهدين الذين تبناهم السودان وتبنتهم العديد من الدول العربية وتبناهم الأخوان المسلمين. 22 مليار دولار ، الآن..
ماذا بعد احداث سبتمبر
من ذات المجموعات التي دعمت هؤلء المجاهدين ....
تعرض بن لادن لثلاث صدمات كبيرة في مجال الاستثمار كما اسلفنا أثرت علي نشاطه المالي بشكل كبير. الصدمة الأولي هي قرار الحكومة السعودية تجميد أمواله المعروفة المنقولة منها والثابتة وذلك بعد أن علمت أن لا أمل في رجوعه بعد الخروج الأخير. وقيمة هذه الأموال تتراوح بين 200 إلي 300 مليون دولار عند التجميد حيث وضعت تحت سيطرة جهات رسمية. هذه القيمة هي التي ترددها كثير من وسائل الأعلام حين تتحدث عن بن لادن وتذكر قيمة أملاكه أما الأموال التي تحت تصرفه حاليا فقضية أخري. الصدمة الثانية جاءت من عجز الحكومة السودانية من دفع تكاليف المشاريع التي نفذها أسامة والتي كان أشهرها طريق التحدي الذي يربط بورتسودان بالخرطوم. ويعتقد أن بن لادن لم يستطع استخلاص أكثر من 10% من الأموال التي تطالب بها الحكومة السودانية والتي ربما تجاوزت 200 مليون دولار. الصدمة الثالثة جاءت من اضطراره للتخلص من عدد من الشركات التي تسرب خبرها للحكومة السعودية وإقفالها.
هذا في مجال المال اما في مجال الدين والخطاب الديني الذي كان مرشدا فان هنالك فتاوي مضادة وسحب لفتاوي واغلاق الابواب والدول والمعابر ... هنالك مشاركة في القاء القبض عليه ومن معه ... هنالك تواطؤ في التعاون المعلوماتي ضده مع الحكومة الامريكية. ظهرت الفتاوي التي تتحدث عن ان عمل بن لادن هو افساد في الارض والجدير بالذكر ان هؤلاء هم الذين كانوا يتحدثون عن نصر المجاهدين في افغانستان والبوسنة وغيره. أين خطباء المساجد الذين كانوا "تبرعوا لإخوانكم في أفغانستان.. المجاهدين العرب"؟ وأين الاعلام والصحافة التي كانت مانشيتات المجاهدين وصورهم والاشادة ببطولاتهم اخبار يومية؟ لماذا الآن تحولوا إلى إرهابيين في هذه الصحافة وذلك الاعلام، أليست هذه اسئلة مشروعة؟ واصبح بن لادن واتباعه يعتقلون ويرمون في السجن،باحكام طوارئ ووصلت إلى.. اعدام البعض وتسليمهم للسلطات الامريكية،.. كيف ينمكننا ..أن نفسر ذلك؟ .....
أليست هي المصالح السياسية الاقتصادية
معظم الدول الاسلامية تعتبرهم إرهاب ومعظم الجماعات الاسلامية ادانت بشكل علني،، الآن أصبحوا إرهابيين ، لماذا كانوا يقاتلون؟؟؟ من أجل إخراج القوات السوفيتية ومن اجل من وفق اية فتاوي ... ، وفي الحقيقة كانت هناك حكومة شرعية في أفغانستان، وهذه الحكومة الشرعية هي التي دعت القوات السوفيتية، تماماً مثلما توجد حالياً حكومات شرعية في الخليج وتوجد فيها قوات أميركية، فعندما كان يحارب لإخراج القوات السوفيتية من أفغانستان ... كان مجاهداً وكان محترماً، وكان يفرد له البساط الأحمر، الآن.. ماذا حدث اليس هو ذات المنطق.
ان اسامة بن لادن ومجموعته برغم كل الشعارات التي تم رفعها الا انهم كانوا يدركون بأن المدي الذي يستطيعون الوصول اليه هو خروج الولايات المتحدة من المنطقة العربية. ورما كان هنالك الحالمون الذين يتحدثون عن غزو امريكا ولكن بالفعل القيادات تفهم جيدا ان السيناريو شبيه بسيناريو القوات الروسية في افغانستان فلم يتعدي اسامة واتباعه الخط الفاصل لاخراج القوات من افغانستان والا لكنا سمعنا عن غزو موسكو.
واذا كنا متفائلين أكثر وذهبنا الي خطوات اكثر من ذلك فموقف بن لادن من أميركا هو موقف تكتيكي يريد لأميركا أن تنسحب من هنا، لأنه يريد أن يجتاح هذه الانظمة في البدء هذه حسب تقديره طبعاً، وأعتقد إنه تقدير واهم على كل حال، لكن اذا ما نجح النموذج الأفغاني لتكوين دولة الخلافة فسيكون الانظمة العربية والاسلامية كل علي حدة فبغير ذلك لا يكون هنالك فهم لاقامة دولة الخلافة الاسلامية وهذا واضح من منهج التكفير.
اذا نحن هنا مرة أخري أمام الخطاب الديني الرسمي للفقهاء وامام الخطاب الرسمي للجماعات الاسلامية التي انتجت هؤلاء المجاهدين ثم تبرأت منهم حينما نفذوا ما تم نربيتهم عليه من جهاد مدعوما بواسطة فتاوي وايات واحاديث تم تفسيرها وفق تلك المصالح .
وليس الأمر تجاه بن لادن فقط فذات الشيئ حدث تجاه مجاهدي السودان الذين استشهدوا لبناء المشروع الحضاري الذي في الاخر الي قسمة سلطة وثروة مع الكفار والملاحدة الذين كانوا سببا في نيلهم الشهادة. تري ماذا سيقولون اذا ما قيض لهم العودة مرة أخري لرؤية الشيوخ الذين زجوا بهم في حرب لا تبقي ولا تزر باسم الدين للحفاظ علي منظومة اقتصادية سياسية فاسدة. والأدهي والأكثر مرارة ان ياتي مثل الشيخ حست عبدالله الترابي بفتوي بعد احراقهم في المعارك الوهمية في الجنوب ليقول انهم ليسوا شهداء ..
تبدو المسالة مهزلة اكثر من كونها دين ولكن وجود كغطاء لهذه المنظومة يضعه في مكان خطر جدا اذ ان المسالة كلها تنسحب الان علي الدين الاسلامي لانه الذي انتج كل ذلك باعتباره غطاءا يوفر الشرعية ويبرر كل تلك الاعمال. سواء اعمال بن لادن ومن معه او الفتاوي والفتاوي المضادة من مثل فتاوي حسن الترابي في حق المجاهدين. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خا (Re: Abo Amna)
|
عزيزي سناري
تحية طيبة
دعني أكون أكثر دقة ... في الحقيقة لا أتبني خيارا ثقافيا وحسب انني في الحقيقة أتبني منهج تحليل ثقافي لم يتم وضعه في مواجهة الخطاب الديني للانطلاق نحو هجوم نقدي له فبهذه الصيغة التي اوردتها تبدو كاتهام للمقال ولكتابات الدكتور نصر حامد ابوزيد ولكل من يتبني خيارا ثقافيا مما يجعل حديثك يقترب من نظرية المؤامرة التي يقودها المفكرون عن طريق وضع مناهج وأفكار الهدف منها هو مهاجمة الخطاب الديني وفي صورة اكثر تطرفا الدين الاسلامي ... ان مناهج التحليل توضع لتحليل حركة التاريخ وتنزع لتفسير حركة التاريخ بالكامل من قبل حتي أن تتشكل اية لغة مكتوبة ومقروءة ناهيك عن العربية أو التاريخ الاسلامي فاذا لم تستطع فعل ذلك فهي بالتالي غير قادرة علي تحليل واقعنا.
وان كان الدكتور نصر حامد ابو زيد يتبني خيارا ثقافيا فاعتقد أن هذا يضيف تأكيدا الي أن منهج التحليل الثقافي أو مناهج التحليل التي تنزع الي الاعتماد علي الخيار الثقافي في تفسيرها لحركة التاريخ هي الأكثر مقدرة من بقية خيارات المناهج المطروحة.
ولكن في الحقيقة ان الهجوم علي نصر وعلي كل المفكرين الذين يتبنون هذا الخيار ... لا يكون علي مناهجهم ولكن الهجوم يكون تجاه النتائج التي توصلوا اليها من خلال هذه المناهج .. ولم يقدم أي تيار اسلامي أو حركة اسلامية أو حزب اسلامي حتي الان منهجا علميا يصلح لتفسير حركة التاريخ .. وبالتالي فانهم حين يهاجمون هذه النتائج وحين يهاجمون ( اذا حدث ) هذه المناهج لا يقدمون بديلا لها وفي الحقيقة عدم وجود البديل والعجز حتي عن انتقادها هو ما يولد لديهم هذه الحالة من الذعر التي تجعلهم ينعون الي كيل الاتهامات و تصفية الاخرين لا الحوار معهم. والتصفية هنا ليس المقصود بها الجسدية فقط فمصادرة الكتب من المكتبات ومنع تداولها وتشريد الاساتذة من الجامعات هو في الحقيقة الطريقة الوحيدة المتوفرة لديهم كأسلوب أمثل للحوار وربما يكون هو الجنة الاسلامية الموعودة في الارض ..
لقد ظللت علي مدي السنوات العشرين الماضية اسمع بين كل فترة واخري مصادرة كتاب ومنع رواية ونفي شخص واتهام بالردة والزنا وفصل وتشريد ... وكانت كلها موجهة من قبل الاسلاميين تجاه الصحفيين والمفكرين والادباء .... ناهيك عن التصفيات الجسدية التي طالت المفكرين.
لا أعتقد ان حديثك عن اتخاذ خيار ثقافي في التحليل هو تهمة كما يبدو من الصيغة التي اوردتها بها هنا لسبب بسيط .... لانه حتي في تحليلك لا يمكنك الانفلات من اللجوء الي الفهم الثقافي للظواهر التي تحيط بنا ولحركة تاريخنا .... يحدث هذا معك حينما تتحدث عن أن .... المسألة أكبر من مسألة إسلامي أو علماني فهذه ليست أكثر من رسوم علي ورق تشتعل فور إحراق النار عليها، بل المسألة مسألة ثقافة تنتج الطغيان والإستبداد ولا تتيح للناس أن يتقبلوا بعضهم البعض... فهذا نزوع لتبني الحيار الثقافي في التحليل ... ولم تتبني خيار طبقي في التفسير ...
وتجدني أتفق معك هنا ببساطة لأن هذه الرؤية تنحو لاتخاذ تحليل ثقافي لتفسير ازماتنا .. ولكن ما اختلف معك فيه هو محاولة مساواة الانظمة ببعضها .. الأنظمة العلمانية والإسلامية .
اننا لا نختلف حينما نتحدث عن أن الثقافة المحيطة هي المنتجة لهذا الاستبداد ولكن يجب أن نلاحظ هنا أننا نتحدث عن ثقافة ... او مجتمع او السلوك اليومي العادي الذي يمثل كل فرد فيه جزء مهم.. لا أختلف معك في هذا ولكن أن تصبح هذه المسالة ممارسة متبناة من قبل أحزاب سياسية دينية يبدأ اختلافنا حينما تساوي بين الأنظمة العلمانية والإسلامية.
دعنا نأخذ ما حدث في السودان حينما تم حل الحزب الشيوعي السوداني في نظام ديمقراطي ودعنا ناخذ الاخوان المسلمين في مصر وفي الجزائر وردة فعلهم تجاه المجتمع ككل ..
هل تعتقد ان رد فعل الحزب الشيوعي السوداني كان مماثلا لعمليات التصفية والذبح والتفجيرات التي قام بها الحزبين ( اخوان مسلمين او متفرعين منهما ضد االدولة والمدنيين والمفكرين والكتاب بدعوي تكفيرهم ). الكارثة في الموضوع ان الاحزاب الاسلامية تدين وتكفر كل المجتمع وبالتالي فان التصفيات الجسدية تطال كل شرائح المجتمع من سياسيين ومفكرين وصحفيين وكتاب ومبدعين فالاسلاميون ينزعون الي مصادرة كل القيم الانسانية التي اكتسبتها الانسانية خلال تاريخها الطويل واستبدالها بقيم جديدة ( قديمة ) .... فقد تحول الجهاز الاعلامي لدينا في السنوات الأولي الي الأناشيد الاسلامية وبرز نجوم الغناء الاسلامي وفي المقابل تم تشريد كل المبدعين وفصلهم ونفيهم ...
دعني اطرح بعض الاسئلة في البدء ..
تحت اية غطاء تم اغتيال سيدنا عثمان بن عفان ... قتل وهو يقرأ في المصحف الشريف وبلغ الثمانين من العمر .. تحت اية غطاء حدث هذا ... وهل المعركة ضده لم تكن معركة سياسية ..
دعنا نتفق علي أن هذا الاستبداد هو نتاج ثقافي... حسنا ما هي هذه الثقافة التي نتحدث عنها ..وماهي مكوناتها . لا اعتقد اننا نتحدث عن ثقافة غير العربية الإسلامية. هي من انتج هذا الاستبداد والطغيان وكانت تنتجه خلال التاريخ والطغاة الذين تم انتاجهم من خلال هذه الثقافة لا يحتاجون الي إشارة وفي رأيي ان العلمانيين الذين تحاول مساواتهم بالإسلاميين في الاستبداد والطغيان ما هم الا جزء من هذه الثقافة كانت أكثر وعيا بضرورة الانفلات منها ولكنهم للاسف فشلوا في الاتجاه نحو الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان وذلك تارة بتبنيهم القومية العربية في حزبي البعث والناصري وهي أحزاب شمولية في حقيقتها لا تتحدث عن ديموقراطية تعددية كما نفهم ولكنها كما تري في سوريا وعراق صدام أنظمة لم تنفلت كثيرا من الفرة الشمولية والطغيان الذي انتجته الثقافة العربية الاسلامية. وربما اعزي هذا الي ان الثقافة السائدة هي اكثر قوة من أن ننفلت منها بهذه السهولة.... وهذا ما أشرت اليه في بداية هذا المقال من انه رغم انني سوف اورد نماذج في مواجهة مع الخطاب الديني الا ان هذه النماذج نفسها جزء من هذا الخطاب الديني ولكن يحدث التمييز حينما أتحدث عن منظومة سياسية اقتصادية سياسية تمرر معاركها مع خصومها من خلال عباءة الدين. قرأت قبل عدة ايام خبرا اوردته صحيفة الشرق الأوسط واعتقد انه في عدد الخميس الماضي ... واليك الموضوع:
يتــــبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خا (Re: Abo Amna)
|
.. .جدل في مصر بعد منح الضبطية القضائية لكتيبة الأزهر
فجر قرار وزير العدل المصري بتشكيل كتيبة من مفتشي الأزهر ومنحهم صفة الضبطية القضائية لملاحقة المطبوعات الدينية غير المرخصة جدلا واسعا في مصر. ففي حين رحب الدكتور سيد طنطاوي شيخ الأظهر بالقرار محاولا تهدئة مخاوف البعض من آثاره السلبية الحتمية علي حرية الإبداع والفكر والرأي. وشنت المنظمة المصرية لحقوق الانسان هجوما عنيفا علي القرار وصل لحد اتهام الحكومة المصرية " بمغازلة التيار الإسلامي " بعد حملة الاعتقالات الأخيرة في صفوف الأخوان المسلمين.وفي تصريحات للشرق الأوسط أشار طنطاوي الي ان القرار يستهدف الكتب والمطبوعات التي تتهجم علي المعتقدات والثوابت الدينية.وأعرب عن ثقته في أن مجمع البحوث الاسلامية الذي ينتمي اليه اعذاء كتيبة مفتشي الأزهر الجديدة يضم نخبة متميزة من كبار العلماء والمفكرين هم فوق الشبهات. وقد رد حافظ ابو سعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان بوصف القرار بأنه مخالف للدستور المصري فضلا عن أن المعاهدة الدولية للحقوق المدنية والسياسية التي صدقت عليها الحكومة المصرية ةاصبحت جزءا من القانون في مصر.
دعنا نعيد طرح الاسئلة:
هل تعتقد ان الخطاب الديني الموجه من تنظيم الاخوان المسلمين وتفرعاته في كل الدول العربية هو خطاب مبدأي ومنهجي وعلمي وهل تعتقد ان ما يحاول تقديمه هو شيئ مختلف عن الاحزاب السياسية التي تسعي للوصول الي السلطة والثروة وهل تعتقد انه يمتلك بالفعل برامج ونظريات اقتصادية قادرة علي ادارة دولة بمواصفات حديثة .. أم ان الفكرة هي العودة لنظام بيت المال بدلا عن البنوك وأمير المؤمنين الذي لا تنتهي ولايته الا بموته بديلا عن التنوع والديموقراطية التعددية وفرض الجزية علي غير المسلمين بدلا عن دولة المواطنة.
هل تعتقد ان تكفير الاخر وتصفيته معنويا وجسديا وتطليقه من زوجته هو القادر علي بناء دولة. ماذا يمثل الأزهر الشريف الان .. ولمصلحة من يتم تكوين محاكم التفتيش الإسلامية...
من الواضح انك تقرر ان المعركة الأولي ضد نصر حامد ابوزيد هي معركة سياسية تم استخدام الدين فيها باعتبار ان نصر هاجم هذه المراكز سياسيا ... اذا انت تؤمن بان هذا مشروع ان ما فعله الدكتور كان مهاجمة هذه المنظومة من خلال افكار ومناهج علمية ليس هنالك شخص مسؤول منها سوي الدكتور نفسه ولكن الطريقة التي رد بها الأزهر كانت طريقة بها من الخطورة ما يوازي الحديث عن قدسية الدين .. فقد تم كل ذلك باسم الاسلام وهو ما يضع الاسلام في منطقة خطرة وهي استخدامه كسلاح سياسي ... وهذا ما نتحدث عنه .. فقد ذكرت سالفا ان سيدنا عثمان بن عفان تم اغتياله تحت هذا المشهد والغطاء ...
اذا هنالك فرق
وبصورة اكثر وضوحا ان افكار ومناهج نصر حامد ابوزيد لا تمثل الا نصر حامد ابوزيد ولكن الهجوم السياسي من خلال الاسلام يعتبر جريمة لا يدعي شيوخ الأزهر وكل حركة الاخوان المسلمين انه اجتهاد خاص وانما هو جوهر الاسلام ...
الا تعتقد معي بان الأزهر هو شريك في هذه المنظومة الفاسدة الا تعتقد ان التيار الاسلامي يسيطر علي هذا الازهر الا تعتقد ان الاخوان المسلمون يقومون بدور خطير من خلال هذا التيار او من خلال الضغط الاجتماعي باطلاق الاحكام والفتاوي الدينية لتمرير معارك سياسية ... حسنا لماذا تبقي السلطات المصرية علي الازهر طالما هي في حرب ضد الاسلاميين يبدو الوضع كما لو أن الأخوان يتم استخدامهم من خلال هذه المنظومة لتصفية الحساسبات السياسية ... ويتم ذلك برغبتهم .. وبالتالي لا يمكننا الحديث عن الأخوان هم خارج اطار هذه اللعبة
يبقي السؤال الملح : هل هنالك سبب مقنع بالنسبة لك لاطلاق يد الاسلاميين بتصفية الاخرين بدعوي مهاجمة العقيدة وثم من هو الذي نصبهم لحراستها وهل نحن نتحدث عن دولة ديمقراطية ام دولة اسلامية هنا .
اننا نتحاور يوميا مع إسرائيل وأمريكا وكل الدول الغربية التي لم تتبني اسلاما في يوم من الايام ... فلماذا نرفض الحوار مع من يتهمون اتهاما سياسيا ( لا يخلو من الغرض وتصفية الحسابات ).
ان الدكتور فرج فودة كان احد الذين قبلوا الحوار مع الإسلاميين في وقت كانت السلطة ( التي كانوا جزءا منها ) لا تعطيهم حني الفرصة.. فماذا كانت نهاية الحوار .. اغتيال فرج فودة وهذا هو الحوار الوحيد اذا قبلت بالحوار مع التيار الاسلامي وكشفت ضعف حجته وتهافت دعوته.
يبقي في النهاية ما الذي نتحدث عنه هنا دولة مواطنة ام دولة اسلامية فتح ابواب الحوار ام اغلاقها بتصفية الخصوم باستخدام سلاح العقيدة استطيع ان احسب لك السلطة الدينية المهيمنة اقتصاديا وسياسيا في كل الدول الاسلامية والعربية ولا ينفي كونها ليست في السلطة المباشرة انها لا تدير معاركها السياسية مع خصومها بطرق غير شريفة من خلال الدين انها تديرها من خلال المجتمع.
هذا هو الخطاب الديني الذي نتحدث عنه. ان ما يحاول فعله نصر حامد ابوزيد هو تجريد هذه المنظومة من استخدام سلاح الدين في معاركها من اجل الوصول الي السلطة والثروة. وليست مؤامرة يقودها لسب الدين الاسلامي ورموزه. وتجريد هذه المنظومات من الغطاء الديني في الحقيقة يكشف عورتها .... لانها ببساطة منظومات لا تملك لادارة دولة اية مناهج او نظريات اقتصادية ولكنها فقط شعارات لا يمكن بواسطتها ادارة دولة من دون الرجوع الي النظريات ( الاقتصادية للملحدين والكفرة ) ونموذج السودان خير دليل كيف بدأ وكيف انتهي الان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خا (Re: Abo Amna)
|
عزيزي الكاتب الأنيق/ أبوآمنة
أولا دعني أصحح بعض المعلومات التي وردت في كتابتك : وهي إنك ذكرت إن نصر أبوزيد أبعد من الجامعة ونفي من بلده...وهذا غير صحيح البتة فقد إستمر وزوجته يدرسان في نفس الجامعة بعدالحكم ثم خرج من مصر إلي إسبانيا فهولندا بحرية وقرار شخصي بعدأن وفرت له قبلهاالسلطةوالجامعةحماية كبيرة جدا ولكن كان قراره وأناأتفق معه ربماأن الأجواء لم تعد مهيأة لإحتماله ...لكن حقيقة كل ما صدر كان حكما قضائيا بدون أي إجراءات إدارية لتنفيذه ...أي فصله مثلا عن زوجته أستاذة الأدب الفرنسي إبتهال يونس..وحتي القانون الذي بني علي أساسه الحكم كان غير دستوري مما دعي محامية د.أبوزيد لرفع دعوي لإبطال الحكم لعدم دستوريته وستنظر المحكمة الدستورية في ذلك وكلنا مع أمل إبطاله بالمناسبة لقدإحتفل بعيد ميلاده الستين العام الماضي أثناء زيارته لمصر... ما حاولت شرحه أن د.نصر كان يمارس عملا سياسيا يحدث في ساحته ما يحدث...ولا يغيب عنك أن هنالك من دفع حياته في ساحة العراك السياسي .. وهذه ليست المرة الأولي التي يدفع فيها أبوزيد ضريبة المشاركة السياسية فقد سجن وهو يافع مع الأخوان المسلمين (شعبة الغربية) عندما إنقلب عبد الناصر علي الأخوان المسلمين ،وأعتقل والده أيضا بحسبانه عضوا في الجماعة عينها..ومرة ثانية زج به السادات في السجن في عام 1981 عند حملته علي القوي الوطنية بتهمة المشاركة في أعمال الفتنة الطائفية وأوقف من عمله في الجامعة ، بل بعث بعدها للتدريس في جامعة القاهرة فرع الخرطوم وقد أعجب أيما إعجاب بالطالب السوداني الذي بهره بإتساع الأفق والإستعداد الذهني مما دعاه لإهداء أحد أهم كتبه(مفهوم النص) لهم.. أما أنني اعتمدت خيار ثقافي ، فلم أعترض علي الثقافي ولا الأكاديمي بل السياسي , وأعدك بأنني سأدخل في حوار معك حول المنهج (منهج التحليل الثقافي أو المعرفة) عقب هذا الرد إلا أنني سياسيا قد أشرت إلي أن مصائر الحريات علي يد العلمانيين في الوطن العربي لم تكن بأفضل منها علي يد الإسلاميين وإن تفاوت الأمر إلا أن كلا الفريقين كانا يتفقان علي إستراتيجية الرفض المتبادل و العقلية الأحادية...إذن المسألة أكبر من مسألة إسلامي أو علماني... وهأنت من موقعك عمليا تمارس عملية نفي الآخر بحججك ومسوقاتك الذاتية ، ولكن ماذا يجري علي الأرض (السودان) فالعرض مختلف تماما ، وهذي مفارقات السياسة والتي دعتني للكفر بالآيدولوجية(وليس المنهج المعرفي الذي يمكننا من فهم وبالتالي الدفاع عن مصالح الناس)....أما سؤالك عن أي ثقافة أو مفارقة ثقافية أتحدث؟ فأنني أتحدث عن مآزق ثقافتنا السياسية مدمنة الفشل من دون أي نزعة للمراجعة النقدية بل أسوأ من ذلك إيمانها بحتميات ضيقة وممارستها لتلفيق براغماتي للإستيلاء علي الولاء، يتبع الإسلاميون هنا خطي الشيوعيين بحرفنة وتألق...ويجر الإسلاميون الماركسيين للمربع ذاته.. لقد احتفي المثقفين المصريين اليساريين احتفاءً كبيراً بروجيه جارودي ـ وكان وقتها لايزال ماركسياً ـ وماكسيم رودنسون عندما أتيا إلى القاهرة عام 1968. وقد حدثهم جارودي عن الأبعاد الإنسانية للاشتراكية, وعن إمكان الانفتاح على الدين من واقع تجربته في الحوار الماركسي الكاثوليكي وقتهاأما رودنسون فاقترح عليهم من أجل تبييءالأفكار الاشتراكية في الثقافة العربية التفكير في رموز عربية تراثية لها مثل ابن خلدون وابن رشد. فظهرت كتابات رشدي صالح, ودراسة أحمد عباس صالح عن اليمين واليسار في الإسلام, وحسين قاسم العزيز عن ثورة الزنج, وإعادة استخدام دراستي دي غويه وبندلي جوزي عن القرامطة(بأنهم أول تيار إشتراكي في التاريخ), وصولاً إلى أعمال المفكرالكبيرحسين مروة في لبنان وطيب تيزيني في سوريا ثم خطوة متقدمة أخري من الدين يعتمدها الحزب الشيوعي السوداني نزوعا نحو التأصيل الذي يستخدمه الإسلامي ليزن به وقائع العالم فيشجب أو يستحسن, ويستخدمه اليساري فيسوّغ به ومن خلاله توجها مقرراً له, وبذلك فقد انشغل رجال الحتميتين بالماضي بحسبانه حاضراً غير منقض, بل يمكن الاستعانة به أو شهره سلاحاً في وجه الخصم. وقد تجلى ذلك في تلك الثنائيات التي استتبت باعتبارها نقائض لامصالحة بينها, شأنها في ذلك شأن العرب في سوء علائقهم بالعالم من حولهم: عروبة/إسلام, تجديد/تقليد, حداثة/أصالة, معارضة/سلطة, تنوير/ظلامية.. فالإسلاميون لم يقصروا في حملاتهم الشعواء على الشيوعية والإلحاد وتجلياتهما في الأنظمة التقدمية وسوق الشيوعيين مصطلحات كالظلاميين,تجار الدين وسدنةالله في الأرض..ذلك رغم وحدة البنية الفكرية للتيارين ، وموقف التيارين المتشابه من متغيرات العالم. فالحملات المفوتة على الاستشراق, ومقولة الغزو الثقافي, وتبني اليساريين ذوي الأصول القومية لمقولات الخوف على الهوية, والطبيعة التآمرية للسياسات الدولية على العرب والمسلمين بل والأهم من ذلك كله دعم أو تبني أنظمة دكتاتورية ومضادة للحريات. , كل تلك مشتركات دفعت في النهاية إلى مآزق الفريقين وتوابعهم , ويظهرفي أدبيات الفريقين الإقرار الضمني بالعجز وغياب المبادرة في السياسة كما في الثقافة ثم إعتراف غير أصيل بمبادئ الليبرالية الحديثة مع الإستمرار في ميكانزم نفي الآخر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خا (Re: Sinnary)
|
النموذج الثالث : غير المغضوب عليهم ... الشيخ محمد متولي الشعراوي
الشيخ محمد متولي الشعراوي ( رحمه الله ) هو نوع اخر مختلف يمثل مدرسة جديدة وفي الحقيقة يمكن اعتباره الأب الروحي للمدرسة الحديثة التي يطلق عليها اسم الفقهاء الجدد أو الدعاة الجدد ... تمييزاً لهم عن نوعيات قديمة ينتمون بدرجات مختلفة الى خطاب كلاسيكي في الدعوة الدينية يعتمد على الانفصال شبه الكامل مع الحياة العصرية. ويقيم حدوداً عنيفة تقوم على استخدام التحريم والتكفير كأدوات سيطرة على العقل المرتبك في التعامل مع عناصر الحداثة التي لم تصنع لها جذوراً في المجتمع على الرغم من السنين الطويلة. الشيخ التقليدي يعتمد على لغة الأوامر والنواهي أما الدعاة الجدد.. مختلفون. جميعهم ولدت نجوميتهم على شاشات التليفزيون وسوف نتناولهم لاحقا في النموذج الأخير ولكن يعتبر الشيخ الشعراوي من جانب هو الأب الروحي لهذه المجموعة.
وقبل ان نبدأ في وضعه في مواجهة الخطاب الديني نستعرض جانبا من حياته المهنية
عين مدرسا بمعهد طنطا الأزهري و عمل به, ثم نقل إلى معهد الإسكندرية, ثم معهد الزقازيق. أعير للعمل بالسعودية سنة 1950 م. و عمل مدرسا بكلية الشريعة, بجامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة. عين وكيلا لمعهد طنطا الازهرى سنة 1960 م. عين مديرا للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف سنة 1961 م. عين مفتشا للعلوم العربية بالأزهر الشريف 1962م. عين مديرا لمكتب الأمام الأكبر شيخ الأزهر حسن مأمون 1964م. عين رئيسا لبعثة الأزهر في الجزائر 1966 م. عين أستاذا زائرا بجامعة الملك عبد العزيز بكلية الشريعة بمكة المكرمة 1970م. عين رئيس قسم الدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز 1972 م. عين و زيرا للأوقاف و شئون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976 م. عين عضوا بمجمع البحوث الإسلامية 1980 م. اختير عضوا بمجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980 م. عرضت علية مشيخة الأزهر و كذا منصب في عدد من الدول الإسلامية لكنه رفض و قرر التفرغ للدعوة الإسلامية.
بدأ في تفسير شعبي لآيات القرآن وتحول بعد ذلك الى "سلطة روحية" تتدخل في كل تفاصيل الحياة حتى تحول بعد موته قبل ثلاث سنوات الى "ولي من أولياء الله" له مقام واحتفال سنوى بمولده.
وهذا حدث على الرغم من أن الشعراوي خرج من عباءة الحكومة. ومن السيرة اعلاه يتضح انه كان وزيراً في عصر السادات. وفي المقابل لم يحصل على نفس المكانة شيخاً شهيراً مثل عبد الحميد كشك كانت هجائياته الساخرة من النظام السياسي ومن نجوم السينما والغناء محط شعبية ضخمة تسمعها في المقاهي والبيوت والسيارات طوال سنوات السبعينات.. وكان الشيخ الكفيف يتمتع بحس كوميدي مزجه بميلودراما دينية الهبت الحماس.لكن خروجه من السجن بعد موت السادات وكتابته في صحف الحزب الحاكم. أرسلته الى متحف الذكريات قبل ان يموت.
ويبدو واضحا أن الشيخ الشعراوي هو في الحقيقة ابن شرعي للسلطة الموجودة وابن شرعي للخطاب الديني الرسمي وليس في خصومة مع الأخوان المسلمين والتيارات الأخري وليس في خصومة بكل تأكيد مع السلطة السياسية .
وانما كانت دعوته تتناول الجانب الفردي الاجتماعي وهنا عدد من المواضيع التي كانت تشكل جوهر الدور الذي كان يلعبه في الدعوة.
كتاب الفضيلة و الرذيله كتاب أحكام الصلاة و صفة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم كأنك تراها كتاب شرح الأحاديث القدسية كتاب مكانة المرأة في الإسلام كتاب أمثال القرآن الكريم كتاب أوصاف أهل الجنة كتاب مشاهد يوم القيامه
كتاب الشيطان والإنسان
كتاب الأدلة المادية على وجود الله
كتاب الطريق إلى القرآن
اذا هذا هو مجال نشاط الشيخ محمد متولي الشعراوي ...
يتــــبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خا (Re: Abo Amna)
|
نأتي الان لنضع الشيخ الشعراوي في مواجهة الخطاب الديني
في الحقيقة لا يبدو ان هنالك مواجهة بالصورة المفهومة فالشيخ في الحقيقة لا علاقة له مطلقا بكل ما يدور حولنا من أزمات ... ان معظم محاولاته تبدو تفسيرية اكثر منها حل لمشكلة من المشاكل والأزمات المستعصية التي تدور حولنا وبالتالي فانه في الحقيقة ليس خصما لاحد ولا يحاول حتي ان يشير الي مواطن الخلل في مجتمعاتنا وفي الحقيقة ولا يتقاطع ابدا لا مع القيادات الدينية ولا مع السلطة التي كان جزءا منها ومنهجه اقرب الي التصوف حيث يغرق في مشاكل الفرد الذاتية اكثر من الحديث عن مجتمع تحيط به الأزمات من كل ناحية ...
وهو بذلك يحقق نموذجا ربما يكون التعليق عليه غريبا بعض الشيء فإذا رجعنا إلي كتابات وأفكار حسن البناء نجدها تتحدث عن الإسلام هو دين ودولة ... ولكن نري الشيخ هنا لا يهتم كثيرا بالدولة .... وهو يهتم فقط بالدين ليحقق نموذجا مختلفا عن الاخوان المسلمين وهو الفصل الكامل ما بين الدين والسياسة او الدين والدولة وربما يكون هذا هو النموذج والفهم العلماني للدين أو فلنقل بالأدبيات الدينية انه الفهم الاعتزالي أو التصوفي في الدين ...
ولكن هل تري يثور الإخوان المسلمين ضد هذا الفهم ويكفرون الرجل ويعتبرونه مرتدا ويطالبون بفصله من الوزارة او منعه من القاء الدروس في جهاز التلفزيون او في أي مسجد... بالطبع لا ولم نسمع خلال تاريخ الرجل بمعارك لا مع الخطاب الديني الرسمي ولا مع التيارات الاسلامية في مسالة الفهم العلماني للدين هذه ... ولا اعرف كيف ان الأخوان المسلمين لا يثورون في وجهه ويكفرونه لفصله ما بين الدين والسياسة ...
في الحقيقة واضح ان جوهر المسالة هو السياسة والسلطة والثروة
وبكل تأكيد فان الأمر واضح جدا ... فطالما اصبح جميع علماء المسلمين منغمسين في الازمات الفردية والقضايا الصغيرة ... والشكليات دون المساس بالجماعات الدينية وممراساتها ومفاهيمها المغلوطة او بالسلطة الفاسدة ... تبقي الساحة خالية تماما من اية تيارات تستغل الدين في حساباتها السياسية ... لانه في الحقيقة اذا ما وجدت تيارات اخري فسرعان ما يحدث الخلاف بينها في حالة وبينها وبين الاخوان في حالة اخري وبكل تأكيد سيكون الحلاف حول السلطة والثروة ...
ربما ان الخصومات التي واجهها الرجل تتمثل معظمها في مشاكل تبدو شخصية وذاتية الي ابعد الحدود ...
لنري هذا النموذج مثلا:
رأي الألباني في إمام الأشاعرة في عصره...محمد متولي الشعراوي ! سئل فضيلة العلامة وأسد السنة ، محدث العصر الشيخ : محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - أن هناك من يحب الاستماع إلى الشيخ الشعراوي ، والشيخ الشعراوي يخرج كثيراً على التلفاز ، نريد نقداً أو بعض المآخذ لو تفضلتم بعرض المآخذ على الشيخ الشعراوي .
فأجاب :-
الذي نحن نعرفه عنه أنه خلفي أشعري ...أنا أقول بارك الله فيك ، فأفترض أنك أحد رجلين ، إما أن تكون ذاك الرجل الذي كما يقولون الآن في العصر الحاضر عندك خلفية علمية في العقائد السلفية ، فحينئذٍ عندما تكون هكذا وعندك علم بما صح وبما لم يصح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا استمعت لمثل هذا الإنسان تستفيد كالمثال الذي ضربته فيما يتعلق بالصلاة ، فكلامه أخاذ ، جذاب وهذا الذي يجعل عامة الناس يلتفون حوله إذا جلس في محاضرة أو ما شابه ذلك ، ثم ينشر ذلك في التلفاز ، أما أن كنت الرجل الآخر الذي ليس لديه الخلفية العلمية والبصيرة الدينية التي أمرنا بها في بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)). فلما بيكون الشخص اللي يصغي لهذا الشيء من القسم الثاني فيخشى أن تزل به القدم لأته ما عنده ما يميز بين صوابه وخطأه ، وأنا ما بلومك كونك أخذت به لأنه الحقيقة كما يقال في بعض الأشعار (ما أنت أول ساهرٍ غره القمرُ) مثل كثير حتى من إخواننا السلفيين حينما جاء إلى الأردن أخذوا به ، وصاروا وين ما راح يتبعوه ، أحدهم من إخواننا وهو نابلسي معجباً بكلمات الشعراوي وفصاحته وبيانه إلى آخره ...قلت له :- جيد ، هل اختبرته من حيث عقيدته ؟ قال :- لا ! فذكر لي فيما بعد هو نفسه صاحبنا ، قال :- كنت مع صاحب لي في سيارته لما ذهب إلى الشيخ الشعراوي وحضر جلسته ثم أركبه معه في السيارة ليوصله إلى مكان ، فاغتنمت الفرصة وركبت مع صاحبي وأجريت الحديث التالي بيني وبين الشعراوي ، من شان يختبره في عقيدته ، قال :- يا أستاذ أريد أن أستفسر منك قوله تعالى في القران الكريم في غير ما آية واحدة ((الرحمن على العرش استوى)) ايش المعنى ؟ ، قال :- استوى بمعنى استولى !! ، صاحبنا عنده شيء من العقيدة الصحيحة فأخذ يناقشه يعني يناقش الشيخ فكبُرَ ذلك على الشيخ ، ولكن صاحبنا تحمل ذلك فوجه سؤالاً حساساً عندنا نحن معشر السلفيين وهو كما أول له الآية في ذاك التأويل وهو تأويل باطل كما سأذكر قريبا إن شاء الله ، فقال له :- طيب يا أستاذ إذا قال لك قائل أين الله ؟ فقال :- أعوذ بالله لا يجوز أن يقول الإنسان أين الله ؟ الله في كل مكان ، قال:- يومئذ عرفت عقيدته أنها منحرفة عن الكتاب والسنة فما عدت اهتممت به اهتمامي الأول ، هذه قصة وقعت . الشاهد الآن أن آية ((الرحمن على العرش استوى)) للعلماء المسلمين في تفسيرها قولان ، قول للسلف وقول للخلف .السلف يقولوا :- ((الرحمن على العرش استوى)) أي استعلى ولذلك نحن نقول في كل سجود "سبحان ربي الأعلى" تطبيقاً لقوله تعالى ((سبح اسم ربك الأعلى)) . القول الثاني والذي قاله الشعراوي ((الرحمن على العرش استوى)) أي استولى ، هذا التأويل من أبطل الباطل لأنه يصور هذا المعنى بأنه هناك مغالبة بين الله وبين غيره ، لكن الله تغلب عليه فاستولى على ملكه ، فهل يقول هذا مسلم ؟ . ((الرحمن على العرش على استوى)) فسرها بمعنى استولى ، فمن كان مستولي عليه من قبل ؟ ، أخالق مع الله ؟ ، حاشا لله تبارك وتعالى ، ثم جاءت الأخرى لما صارحه بالسؤال السابق أين الله ؟ انتفض وقال :- ما يجوز توجيه مثل هذا السؤال ، علماً بأن هذا السؤال صدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي أصح الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في صحيحه ، الحديث الذي سأذكره مروي في صحيح مسلم ، ترى هذا الرجل الفاضل الشعراوى ، الذي أخذ بمجامع قلوب الناس ، لاشك أنه أحد رجلين ، إما أن يكون على علم به فجحده أو أن يكون على جهل به فلم يقل به ، وكما يقال "أحلاهما مر" يعنى إن كان عرف وحاد فهذا أخطر مما لو لم يعرف ، مع ذلك كونه لم يعرف قد يقال بالنسبة لعامة الناس ، أما بالنسبة لشخص يتولى إرشاد العالم الإسلامي كله وتوجيهه ، هذا قبيح جداً أن نتصور نحن بأنه لم يطرق سمعه هذا الحديث الصحيح
في الحقيقة اذا كان هذا كل ما يواجهه الرجل فهو في الحقيقة لا يواجه سوي حملة اعلامية تصب في النهاية لمصلحته ...
اذا الشيخ الشعراوي يمثل النموذج المفضل لدي الخطاب الديني الرسمي والسلطة السياسية الفاسدة والخطاب الديني للجماعات الاسلامية ...
وهذا النموذج هو الذي تطور فيما بعد الي ما اطلقت عليه الصحافة اسم الشيوخ " الكاجوال" .. وهم نجوم القنوات الفضائية المنحدرين من طبقات ارستقراطية لتوفير نموذج لمجموعة من البرجوازيين الذين يحتاجون نموذجا بعيدا عن الخطاب الكلاسيكي الذي لا يعرف سوي ثنائية الحلال والحرام وفي ذات الوقت لا يقارب تخوم الإسلام السياسي .... في الحقيقة هو نموذج الإسلام المفصل مقاسهم ...
انهم النموذج الرابع والأخير من هذا البحث .... يمثلهم الداعية عمرو خالد .
يتبع النموذج الأخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخطاب الديني في مواجهة الذات /الآخر!!! من نصر حامد ابو زيد الي عمرو خا (Re: Abo Amna)
|
عزيزي سناري
لا تبدو فكر وضع المحاور في امام الاسئلة المباشرة التي لا مفر فيها من ادانة الخطاب الديني او التيارات الاسلامية أو تبرئتها فكرة جيدة .... اذ انها يمكن ان تكون متعسفة ... وليس ذلك ما اسعي له .... ليس الادانة فمن السهل القاء الاتهامات وادانة الاخر ولكن فهم الظاهرة في حد ذاتها والالية التي تعمل وفقها هو ما احاول توضيحه هنا ..
وسوف اذهب الي ابعد من ذلك الي ان ما احاول توضيحه هنا في الحقيقة من لا مبدأية الخطاب الديني ولا منهجيته هو في الحقيقة نتاج ومحصلة للمرتكزات الفكرية التي ينطلق منها الخطاب الديني والأليات التي يعمل وفقها ...
فمسألة مصادرة حقوق الاخرين وتكفيرهم وتصفيتهم لم تأتي عبثا ولكنها جاءت نتاج احدي اليات التفكير والعمل التي يتبعها الخطاب الديني واعتقد انه من المفيد أكثر بدلا عن محاولة القاء او نفي الاتهام عن الاخر ان ... ندير حوارا حول هذا المفهوم وهذه الالية تحديدا لنري كيف يتم ترجمتها من مجرد الية الي مفهوم شامل ينتج لنا ما نسميه التطرف والراديكالية وتصفية الاخر والارهاب ...
دعنا نتحاور حول مفهوم محدد ...
بلا ضغينة ...
سوف نتناول هنا احدي آليات عمل الخطاب الديني التي تحدث عنها الدكتور تصر حامد أبوريد في الكتاب الذي أثار ثائرة الأزهر الشريف والأخوان المسلمين وبقية التيارات الإسلامية حتى لا نتحدث عما سمعناه عن الرجل ودعنا نورد ما قاله نصا ويرتبط ارتباط وثيق بحوهر ما تتحدث عنه ..
اليات عمل الخطاب الديني
التوحيد بين الفكر والدين
منذ اللحظات الأولى في التاريخ الإسلامي - وخلال فترة نزول الوحي وتشكل النصوص - كان ثمة إدراك مستقر أن النصوص الدينية مجالات فعاليتها الخاصة ، وأن ثمة مجالات أخرى تخضع لفاعلية العقل البشري والخبرة الإنسانية ، ولا تتعلق بها فعالية النصوص ، وكان المسلمون الأوائل كثيراً ما يسألون إزاء موقف بعينه ما إذا كان تصرف النبي محكوماً بالوحي أم محكوماً بالخبرة العقل ، وكثيراً ما كانوا يختلفون معه ، ويقترحون تصرفاً آخر إذن كان المجال من مجالات العقل والخبرة والامثلة على ذلك كثيرة وتمتلئ بها كل وسائل الخطاب الديني وأدواته من كتب ومقالات وخطب ومواعظ وبرامج وأحاديث ، ورغم ذلك يمضي الخطاب الديني في مد فعالية النصوص الدينية إلى كل المجالات متجاهلا تلك الفروق التي صيغت في مبدأ "أنتم أعلم بشئون دينكم" . ولا يكتفي الخطاب الديني بذلك ، بل يوجد بطريقة آلية بين هذه النصوص وبين قراءته وفهمه لها ، وبهذا التوحيد لا يقوم الخطاب الديني بإلغاء المسافة المعرفية بين "الذات" و "الموضوع" فقط ، بل يتجاوز ذلك إلى ادعاء - ضمني - بقدرته على تجاوز كل الشروط والعوائق الوجودية والمعرفية والوصول إلى القصد الإلهي الكامن في هذه النصوص وفي هذا الأدعاء الخطير لا يدرك الخطاب الديني المعاصر أنه يدخل منطقة شائكة هي منطقة "الحديث باسم الله" وهي المنطقة التي تحاشى الخطاب الإسلامي - على طول تاريخه عدا استثناءات قليلة لا يعتد بها - مقارنه تخومها ومن العجيب أن الخطاب المعاصر يعيب هذا المسلك ويندد به في حديثه عن موقف الكنيسة من العلم والعلماء في القرن الوسطى . ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن هذه الالية تتداخل مع آليات أخرى وتشتبك بها فآلية "اليقين الذهني والحسم الفكري" - مثلاً - يمكن أن تعد إحدى نتائجها ، وإن كان هذا ينفى استقلالها بوصفها إحدى آليات الخطاب . أما آلية "إهدار البعد التاريخي" فهي تعد في جانب منها - جزءا من بنية آلية "التوحيد بين الفكر والدين" وذلك أن التوحيد بين الفهم والنص حيث يقع الفهم في الحاضر ، وينتمي النص إلى الماضي (لغة على الأقل) - لا بد أن يعتمد على "إهدار البعد التاريخي" والخطاب الديني المعاصر يبدو في هذا كل وكأنه يصدر عن مسلمات لا تقبل النقاش أو الجدل ، وقد مر بنـا في الفقرة السابقة بعض الاستشهادات التي تمثل هذا التوحيد بين الفكر البشري والدين ، فالجميع يتحدثون عن الاسلام - بألف ولام العهد - دون أن يخامر أحدهم أدنى تردد ويدرك أنه يطرح في الحقيقة فهمه هو للإسلام أو لنصوصه ، وحتى الاستناد لأراء القدماء ولاجتهاداتهم أصبح هو الآخر استناداً إلى الإسلام الذي كثيراً ما تضاف له صفة الصحيح فصلا له عن الزائف الذي يمثل اجتهاداً آخر وإذا كنـا لسنـا هنا بصدد الحكم على هذا الاجتهاد أو ذاك . فإن الذي يشغلنـا هنا ليس قيمة الاجتهاد في ذاته ، بل شاغلنـا الأساسي الكشف عن ذلك الاقتناع بامتلاك "الحقيقة" في الخطاب الديني وهو الاقتناع الذي جعله يتخلى عن كثير من فضائل الخطاب السلفي . يقول واحد من ممثلي تيار الاعتدال "ليس هناك إسلام تقدمي وآخر رجعي ، وليس هناك إسلام ثوري وأخرى استسلامي وليس هناك إسلام سياسي وآخر إجتماعي أو إسلام لسلاطين وأخر للجماهير ، هناك إسلام واحد ، أنزله الله على رسوله وبلغه رسوله إلى الناس وهو قول ينقضه تاريخ الإسلام ذاته ، ذلك التاريخ الذي شهد "تعدداً" في الاتجاهات والتيارات و "الفرق" التي قامت لأسباب اجتماعية اقتصادية سياسية ، وصاغت مواقفها بالتأويل والاجتهاد في فهم النصوص ، ولكن هذا الإصرار على وجود إسلام واحد ، ورفض التعدية الفعلية يؤدي إلى نتيجتين بصرف النظر عن نوايا هذا الكاتب أو ذاك النتيجة الأولى : أن للإسلام معنى واحداً ثابتاً لا تؤثر فيه حركة التاريخ ، ولا يؤثر باختلاف المجتمعات ، فضلا عن تعدد الجماعات بسبب اختلاف المصالح داخل المجتمع الواحد النتيجة الثانية : أن هذا المعنى الواحد الثابت يمتلكه جماعة من البشر - هم علماء الدين قطعاً - وأن أعضاء هذه الجماعة مبرأون من الأهواء والتحيزات الانسانية الطبيعية . لكن الخطاب الديني لا يسلم ابداً بالنتائج المنطقية لكثير من أفكاره ، بل كثيراً ما يجمع هذا الخطاب بين الفكرة ونقيضها ، يقول نفس الكاتب في سياق آخر : "أفتح أي صفحة من صفحات التاريخ الإسلامي ستجدها ناصعة في كل مرحلة ، مكتوبة بفصيح اللسان وصريح العبارة : كما تكونوا يكون دينكم" وها هو كاتب آخر يتحدث عن نوعين من الإسلام الإسلام المستأنس وهو الذي تباركه السلطة السياسية وترعاه والإسلام الحقيقي إسلام القرآن والسنة وإسلام الصحابة والتابعين . والإسلام الحقيقي في نظر هذا الكاتب هو الإسلام الذي يفصح عنه العلماء في خطابهم ، لأنهم - وحدهم - القادرون على فهم الإسلام الصحيح ومعنى ذلك أن سلطة التأويل والتفسير لا ينبغي أن تتجاوز هذه الدائرة "فمن أدعى على الكتاب والسنة وطعن في علماء الأمة فليس بمامون على تعاليم الدين ومن أخذ عن العلماء وكتب المذاهب مهملاً دلائل القرآن والحديث ، فقد أهمل الدين ومصدر التشريع" وهكذا ينتهي الخطاب الديني إلى إيجاد "كهنوت" يمثل السلطة ومرجعاً أخيراً في شئون الدين والعقيدة ، بل يصل إلى حد الإصرار على ضرورة التلقي الشفاهي المباشر في هذا المجال عن العلماء ذلك أن دراسه الشريعة بغير معلم لا تسلم من مخاطرات ولا تخلو من ثغرات وآفات … وهذا ما جعل علماء السلف يحذرون من تلقى العلم عن هذا النوع من المتعلمين ويقولون : لا تأخذ القرآن من مصحفي ولا العلم من صحفي . أن هذا التناقض في الخطاب الديني بين إنكار وجود "كهنوت" أو سلطة مقدسه في الإسلام - على المستوى النظري والاجرائي - وبين الإصرار على ضرورة الاحتكام إلى هذه السلطة وأخذ معنى الدين والعقيدة عنها وحدها - على المستوى التطبيقي والفعلي - إنما يمثل تناقضا خطيرا ينسف من الأساس المنطلقات الجوهرية لهذا الخطاب ، كم يكشف في الوقت نفسه عن الطبيعة الإيديولوجية التي لا يكف الخطاب عن إنكارها والتنصل منها زاعماً "موضوعية" مطلقة وتجرداً تاماً عن التحيزات والأهواء الطبيعية في البشر.
في الحقيقة هذا هو ما تم تكفير الرجل من اجله .... فدعنا يا عزيز ندير حوله حوارا ان كان هنالك في اللحقيقة ما يبرر المعركة التي خاضها الخطاب الديني ضده ... سوي انها معركة سلطة وثروة وقد حاول الرجل تجريد هذه المنظومة من الغطاء الديني ... لتكون المواجهة سياسية وسلطة وثروة وليست دين.
| |
|
|
|
|
|
|
|