|
من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبياء!!
|
مقدمـــة
في الفترة الماضية كان هنالك عدد من المواضيع التي تناولت مسالة الاخلاق ( الجنسية ) في البورد منها ما ناقش المسالة كقضية سودانية ومنها ما كان سلاحا شخصيا ومنها ما كان دعاية واعلان ( خادع ) ولكن عدد هذه المواضيع كان كبيرا جدا مقارنة بالفترات السابقة .. ربما تكون هنالك ضرورة لخوض هذا الحوار رغم اني لا اري اية ضرورة لتغليف اراءنا بالجنس كما حدث في اكثر من موضوع كان الغرض منها جذب الكثيرين للمشاركة وبتصريح مباشر في بعض الاحيان ... حتي ولو كانت الفكرة كوميدية او حقيقية الا انه كسلوك مشابه ... وفي الحقيقة كانت هذه الطريقة في نظري مبتذلة لتمرير أي موضوع او رأي وهذا يدل في رأيي يدل علي ضعف المقدرة علي توصيل الفكرة كفكرة دون اية دعاية وتغليف جنسي ...
خلال الاسبوع الماضي فقط او الايام العشرة الماضية كانت هذه المواضيع موجودة ولا زال البعض منها موجودا قريبا جدا منا ...
لماذا اصبح ممارسة الجنس ثقافة في السودان؟ فاطمه احمد ابراهيم تقول الجندرة هدفها الشذوذ الجنسي فقط...؟ مشهد لفتاة عراقية (بملابس النوم) و أحد الجنود يقوم بتفتيش جسدها [ 1 2 ] شرعنة الاغتصاب الجنسي بالنص الديني [ 1 2 ] بينما يدافعون عن الترابي...مشهد لفتاة سودانية (تغتصب) و الكل يجبن... (الزنا).!!...... ليس جريمة !! ؟؟؟؟؟؟؟ (*!*) الاغتصاب بميعاد سابق !!! (*!*) وقد حاولوا،غير موفقين،حجب المواقع الإباحية،هل يحاولون حجب مواقع الرأي؟؟؟
وهذه نماذج واعتقد ان هنالك اكثر
وكما نري فانها تتراوح ما بين موضوع يستحق التوقف وما بين موضوع شخصي وما بين تغليف للراي .... هذا مدخل كان لابد منه كتعليق علي القضايا التي نتناولها يوميا علي هذا المنبر ... ولكن كانت لي ملاحظة من خلال قراءتي لكل هذه المواضيع وهي ظاهرة ليست جديدة ولكنها تكاد ان تكون قاسما مشتركا في اكثر من موضوع وبرزت بصورة كبيرة من خلال هذه الحوارات... هذا ويمكنني ان اضيف الي هذه الاشياء والمواضيع كل المعارك التي دارت هنا حول الحجاب فهي بالتحديد المعنية بهذه الملاحظة اكثر من ايي شيئ مضي اضافة الي ان أي حوار حول الجندر وحقوق المرأة يصطدم بهذا الشيئ ....اضافة الي المواضيع الاجتماعية الاخري التي تطرحها سارة منصور وهاشم نوريت او احدهما فكلها متشابهة ... وتصب في ذات الموضوع .... والمسالة تختص بفكرة مفادها ان الاسلاميين وبلاد المسلمين اكثر عفة واكثر اخلاقية من بلاد الغرب وان اية فكرة تاتي من الغرب هي في حقيقتها تغليف للجنس لغزو بلاد المسلمين تغليف للدعارة والشذوذ الجنسي كما وتشحن كل الاراء المضادة لكل الافكار الاخري بهذه المادة ويتم افراغ كل المصطلحات من محتواها ثم يتم الباسها رداءا جنسيا او مثليا او غيره من هذه الالفاظ ... الملاحظة الغريبة ان هذه الاراء كانت تشحن قديما بالتكفير اكثر من الجنس مما اطلق مصطلح الهوس الديني والذي يجعلنا الان نطلق عليها الهوس الجنسي ... والكارثه حينما تكون هوسا ( ديني – جنسي – عروبي ) وكما كان الهوس الديني ليس سوي سلاح لردع الاخرين في كثير من الاحيان يبدو واضحا ان الهوس الجنسي ايضا تحول من كونه ايدولوجيا الي سلاح لترهيب الاخرين حسنا الان اريد مناقشة هذا الامر علي ثلاث محاور الاول هو
العفة الاسلامية وقراءة التاريخ محاكمة الانبياء وقراءة التاريخ اختزال الفكرة
العفاف الاسلامي وقراءة التاريخ ...
يبدو الامر كما لو ان امر الجنس والشذوذ هو فعل اوروبي او امريكي محض بل ويذهب كما يصور الاسلاميون والكثير من القوميون العرب ... الي اكثر من ذلك بان الامريكيين والاوربيين لا هم لهم سوي التخطيط وحياكة المؤامرات واختلاق الافكار الوهمية لتمرير مسالة الجنس الي العالم الاسلامي العربي ... حيث تواجه كل الافكار بمثل هذا التصور الغريب فالديموقراطية في نظر الاسلاميين هي دعوة للحرية الجنسية وعدم لبس الحجاب هو دعوة للفسوق وقضايا الجندر والمساواة هي دعوة للشذوذ والمثليين جنسيا واللواط ....
لن اناقش الان وهنا ما ان كانت تلك الدعوة صحيحة او لا فهذه المسالة لها عنوان اخر في داخل هذا الموضوع ولكن ما اريد مناقشته هنا تجاوزا لمسالة المؤامرة التي يحيكها الغرب ضد الاسلام والمسلمين اريد ان اناقش مسالة ان هذه الاشياء المرتبطة بالجنس هي صنيعة غربية لا معرفة للعرب والاسلام والمسلمين بها .. باعتبار ان بلادهم هي منبت الطهر والعفاف
اعتاد الخطاب الاسلامي دوما على المراهنة على قضية الأخلاق و العفة ، بحيث يُصوّر الاسلاميون أنفسهم على أنهم سدنة الحشمة والاخلاق والعفة و الفضيلة ويسهبون في الحديث عن مساوئ العلمانية و الغرب ، و في سجالاتهم البيزنطية يصورون خصومهم من غربيين و علمانيين كأراذل القوم ودعاة الفجور والتحلل والإباحية الجنسية ، وعلى هذا الاساس يختزلون العلمانية و مخالفيهم الى فجور وعهر و انتفاء قيم إنسانية أو حضارية ، أي أن خلافهم – خلاف الإسلاميين- يعني لا أخلاقيات ودعارة وإ باحة جنسية . و لعل الكثير من اليساريين القوميين يشاركون الاسلاميين آراءهم في الغرب ، فلا يرون فيه سوى الاستعمار و الرأسمالية و العنصرية. و في سياق محاربتهم لدعوات الديموقراطية والعلمانية وقضايا الجندر يتخذون من مظاهر الفساد المتفشي في المنظومة الرأسمالية كالدعارة و الرق الأبيض حججا للتدليل علي ذلك ...
قبل ان اواصل هنا نقطة يجب التنبيه اليها ..
ان مفهوم ( الاخلاق ) لدي هؤلاء هو مفهوم جنسي محض ... فليس لديهم مفهوم ان التقصير في العمل وسرقة المال العام وقهر الحريات والحاكم الظالم هي مسائل اخلاقية يجب التوقف عندها ... اذ ان نظارة الجنس تكاد تغطي علي كل المفاهيم الأخري ...
، متناسين أن ظواهر الفساد متفشية في المجتمع الإسلامي منذ ظهور الاسلام الى هذه اللحظة . و يتناسى المعادون للعلمانية أن التاريخ الإسلامي عرف كل أشكال الموبقات الجنسية و الشذوذ المرذول.
ان قراءتنا للتاريخ العربي ما قبل الاسلام وقراءتنا للتاريخ ريخ الاسلامي وللتاريخ الحديث ولتاريخ الامس القريب بدءا من ماليزيا الي السودان مرورا بكل الدول العربية والاسلامية يوضح ان هذه المسالة مغلوطة تماما ..
باعتبار ان الاسلاميون يتناسون أن المجتمع الاسلامي من عصور قبل الاسلام و حتى اليوم عرف كل انواع الشذوذ الجنسي و في مقدمتها اللواط. و التاريخ يحكي لنا عن خلفاء ، و آخرين من زعماء و قادة مسلمين. و ان قراءة تراث المسلمين من شعر و نثر ومطالعة سيرة الكثير من الشخصيات و الاطلاع على التاريخ تكشف لنا الكثير الكثير من رموز ثقافية شاذة جنسيا . و لكن يبدو أن كل شئ على ما يرام طالما ( يسترون !) .
و لا أدعي هنا أن الشذوذ الجنسي المتفشي هو الطامة الكبرى ، بقدر الفسق والنفاق الذين يتميز بهما أناس يعتبرون غيرهم من أراذل الناس ، والمصيبة أن هؤلاء الفرسان يستميتون في الدفاع عن هذا الوضع المزري الذي يرون فيه جنتهم على الأرض .... و لا اريد أن اتحدث أكثر، فالوضع كله لم يعد سرا من الأسرار ، فبفضل ثورة المعلومات و الانترنت أصبحنا نشاهد ما يجري في الكهوف و السراديب و الحريم ...
هنالك مسالة اخري هامة وهي ان امراض الشذوذ الجنسي واللواط في الغالب تصيب المجتمعات المغلقة اكثر من المفتوحة وذلك باعتبار انها اصلا انحراف جنسي ولو قيض ان يكون هنالك احصاءات دقيقة لكان واضحا ان المجتمعات المغلقة هي الاكثر اصابة واعتقد ان المسالة هي مسالة علم نفس واخصائيين اجتماعيين في المقام الاول ولكن بالنسبة لي فهي ملاحظات منطقية وما يجعلها واضحة هو مقدرة التعبير عنها في الغرب مقابل التكتم عنها في الدول الاسلامية .... اذا ان الكبت والقهر الجنسي المتولد من عدد من المفاهيم .. البهيمية التي يفهمها الاسلاميون حيث يصورون الشاب والفتاة كوحوش كاسرة تحتاج اللجم والقيد! وما من ذكر وانثى إلا وثالثهم الشيطان وكل تلك المفاهيم كفيلة لوحدها ان تخلق مجتمعا مريضا اضافة عليه ان السترة واجبة ولذا لا يمكن معرفة الارقام الحقيقية ... والاحصائيات الدقيقة طالما ندعي اننا مهبط العفة والاخلاق ...
فهذه المفاهيم هي التي سببت تخلف وانحطاط عدد من الاجيال وبلا شك هذا الكبت له الآثار النفسية و العاطفية الوخيمة " من النواحي الطبية" و لكن من يقول للثور أنا عنتر و من يقنع هؤلاء الناس و يعدلهم عن معتقداتهم. اذن دعونا في البدء نقرأ تاريخنا ونقرا مجتمعاتنا ونعالج الشذوذ والدعارة الموجودة فيها ونعالج نسبة الايدز المنتشرة بدلا عن تغطيتها ( وسترتها ) حتي لا ينفجر الوضع حينما يصل المراحل الحرجة ولا زلنا نغطيه ونستره .. دعونا نعترف بان هذه الامراض فينا ومعنا منذ وجودنا وتنتشر بكثرة وهي امراض انسانية توجد في كل مكان ولكن هنالك من يبرزها لمعالجتها او لكسب حقوق وحرية وهنالك من ( يسترها ويتستر عليها ) ..دعونا نفعل ذلك ونواجه انفسنا .... ولماذا؟؟؟ لاكثر من سبب الأول هو معالجة مجتمعاتنا بدءا بالاعتراف بامراضها حتي نتفرغ لمناقشة الافكار والاطروحات بصورة متكاملة وليست بطريقة اختزالية توحي باننا منزهون وان الغرب يحيك المؤامرات لتمرير امراضنا مرة اخري الينا ... دعونا نقرأ التاريخ القديم والحديث مرة اخري بعيون مفتوحة وقلوب خالية من الغرض وعقول اكثر تطورا...
محاكمة الانبياء والتاريخ ....
في احدي المحاضرات دار حوار بيني وبين المحاضر البريطاني حول بريطانيا العظمي وكنت مندهشا جدا حينما ذكر علي حد قوله انه في المدارس الان يشرحون كيف اكتسبت بريطانيا هذه العظمة والعبارة التي قالها بالتحديد ( يعلمونهم كيف ان العظمة جاءت علي جثث الاخرين ) .. لست هنا في معرض صحة حديثه عن المناهج البريطانية ولكن تبنيه لهذا الاتجاه في حد زاته كان مدهشا ... مقارنة بما نتبناه عن تاريخنا الذهبي ... في الغرب يحاكم التاريخ والرموز التاريخية انبياء وزعماء ومصلحون ودول وممالك وامبراطوريات عن طريق مناهج موضوعية فمن اصاب وقدم للبشرية اقيمت له التماثيل ومن ارتكب جرما في حق البشرية تفضح اعماله دون ادني اعتبار الا للحق والتاريخ .. اما في الشرق فلا جديد فمن مات لا يجوز عليه الا الرحمة وعفا الله عما سلف والسترة ويمهل ولا يهمل وسوف يدخل النار عقابا له ... ولا ادري ما الذي سيتعلمه او يستفيده شعب تم التنكيل به وتشريده ونهبه وسرقته من دخول الفاعل للنار واي درس يتعلمونه ؟؟؟
ربما تكون هذه دعوة الى قراءة تاريخنا كله وغربلته بكل انصاف وحياد واصدار أحكام موضوعية بعيدا عن الايدلوجيات والعواطف ، وبذلك فاننا نقول لمن قيدوا حرياتنا وسرقوا مقدراتنا .. اننا نعد عليكم انفاسكم وجرائمكم وثرواتكم التى نهبتموها منا ولن نرحمكم امواتا ما دمنا أعجز من أن نواجهكم أحياء !!!ا
ان معظم الدكتاتوريات في بلداننا تعتمد علي ثلاث ركائز كلها او بعض منها ... الجيش والصحفيين ( المأجورين ) وفقهاء السلطة من انبياء اخر الزمان وحراس النوايا لا تكاد تخرج الدائرة الي ثالث ....
فما دمنا لا نستطيع التحدث عن السلف الا انه ( صالح ) فلا مجال اذن الي تغيير الحاكم الظالم خوف الفتنة ولامير المسلمين الحق في الامارة حتي الموت ... ولا استطيع ان اعد ثلاث امراء مؤمنين تغيروا من غير حرب او اغتيال او موت ... ان الحاكم وسياسته مرتبطة ارتباطا وثيقا بكل تلك الامراض التي نعاني منها وان كنا نبدا بالتستر علي تاريحنا وسلفنا فما الذي نفعله بحاضرنا وخلفنا
فما يصيب مجتمعاتنا من امراض اولها الانحرافات الجنسية واخرها الانهيار الاقتصادي والاخلاقي الشامل متستر تحت عباءة الدين والسلف الصالح وتطبيق شرع الله والكتاب والسنة من اشخاص ابعد ما يكونون عن اية مسؤولية اخلاقية انسانية ناهيك عن ارتباطها باي دين او عقيدة .... ويتم كل ذلك تحت ابصارنا وسمعنا ..
نعود الان من خلال الموضوعين لما يحدث في السودان لنري الي اي حد بلغ بنا تزييف تاريخنا العربي والاسلامي .... اما الافريقي فهو بالكاد يذكر في مناهجنا واعلامنا ... الي ماذا اوصلنا ... الي ان تحتل الدولة مجموعة من اللصوص عاثوا فيها فسادا واستباحو الوطن حتي الان 15 عاما بدلا من الايام الثلاثة التي استحل فيها يزيد بن معاوية المدينة (مدينة الرسول) ثلاثة أيام أشاع فيها جنوده الفساد ...
اختزال الفكرة ...
مرة اخري فلنقرأ تاريخنا كما هو وناخذ الجيد منه ونترك السيئ لا ان نغطيه علي مافيه من ظلم وقهر وسرقة وامراض جنسية ندعي بهتانا بان الغرب ( الفاجر ) يمررها الي مجتمعاتنا ( الطاهرة العفيفة ) ... دعونا نفعل ذلك حتي نتفرغ لمناقشة الجندر كقضية حقوق وواجبات ونناقش قضية الماركسية علي انها نظرية متكاملة ونناقش نظرية داروين علي انها نظرية علمية ونناقش الديموقراطية علي انها وسيلة حكم ونناقش العلمانية كخيار سياسي ونناقش الحرية علي انها حق مكفول للجميع وننشر افكارنا وقصائدنا دون تغليفها بهذا الجنس .... حتي نخرج من هذه الدوامة الغريبة
في الحقيقة كان البورد خلال الفترة الماضية مبعثا للكآبة ( الفكرية ) ان جاز التعبير حينما يمتلئ بكل ذلك الاختزال المريع للقضايا ( العراق – الجندر – الحرية – الحجاب في فرنسا ) وغيره وغيره من القضايا الي مجرد هوس ( ديني – عروبي – جنسي ) محولا كل ذلك الي ايدولوجيا يصعب الحوار معها حينما تشحن كل الحوارات بهذه المفردات وتطلقها في وجوه المختلفين معها في الراي
انه قفل لباب الحوار مثلما تم قفل باب الاجتهاد اكثر منه دعوة الي الحوار والاجتهاد في قضايانا وشؤوننا ...
اخيرا
هل احتاج ان اضع لهذا الموضوع عنوانا طافحا بالشذوذ الجنسي واللواط وجندي يرفع ثوب فتاة والجنس والدعارة ليقرأه الجميع؟؟؟ لا اظن ..
------------------------------------------------- هنالك بعض القراءات لمواضيع مشابهةومختلفة لمفكرين عرب واوربيين .
|
|
|
|
|
|
|
|
what an important subject (Re: Abo Amna)
|
مشتاقين و الموضيع جميل و لكن أجمل شيء في البوست هو مصطلح (الهوس الجنسي) أتعرف أن هذا الموضوع بالذات هو الذي ينشط فيه التقدميين و السلفيين lol مفارقة غريبة ...أليس كذلك؟ رغم أن حلم مناقشة المواضيع في إطارها و حيزها جميل و لكن لم نصل مرحلة التطور هذه بعد لماذا؟ كل الأمور عندنا تنتهي الى الجنس و تبرر له الحكم القابض الشمولي هو لصلاح المجتمع ،و كي لا تفسد الأهواء عندما نقول ديمقراطية و علمانية بالله عليك يا أبو امنة ما هي أول فكرة تطرأ إلى رأس الأصولي إمرأة عارية تتمشى ما هو أشهر انواع الطب و المقالات الطبية التي تحظى بإهتمام الشرقيين؟ عيادات معالجة الضعف و العجز إن عقار الفياجرا إحتل حيز من الإهتمام فاجأني في الحقيقة
مشاكلنا الإجتماعية التي تحتل الصدارة ما هي؟ الأطفال المشردين؟ لأ الإنحراف الأخلاقي و الزواج العفي المتعة...الخ هذا الموضوع لا يمكن تجاوزه...هذا في رأيي بل نمسك طرفه حتى النهاية إدخاله في حيزه الحقيقي (بوخه ليهم) هذا الجنون و غيره أصاب مجتمعات كثيرة حتى تخلصت منه عندما نخلص من الهوس الجنسي يا دوب نكون بوسعنا مناقشة الأمور بعقلانية لا تنسى أن ادم إختاره بدلا من مرتبة الرقي و أين أودى به؟ أسفل سافلين! بعدين الشرقي الذي يجد القمع في حرية البحث العلمي و حرية التعبير الأدبي و الإختيار السياسي...و السلوك المجتمعي المفروض عليه(الذي يقمع التفرد و يؤيد أخلاق القطيع) ماذا يترك للرجل سوى الجنس؟ لذا يطل في كل موضوعاته و المرأة المقموعة من السلطة في كل ما ذكرت ثم تعود و تقمع من الرجل المشوه المستلب في الشارع ،في المواصلات، في بيتها جنسيا... لا بد أن تبدأ من هذا الموضوع بالذات حتى لا تعيش تناقضا بين أفكارها و الواقع المعاش في مجتمعها شكرا شكرا على فتح الموضوع و clap clap clap!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: what an important subject (Re: Maysoon Nigoumi)
|
عزيز مراويد
ان الكتابة في البورد مختلفة تماما عن اية نوع من الانواع الاخري , الكتب الصحف ، المجلات ... وحتي الاجهزة الاعلامية المسموعة والمرئية والاختلاف لانك هنا عار تماما امام العالم والحوار يعتبر الاكثر مباشرة من كل الانواع الاخري وكل المداخلات تصدر في اللحظة ولا يتم الاعدادا لها سلفا ولذلك كان المنبر تجربة مختلفة يكون الاقرب لها اركان النقاش المفتوحة في الجامعة ... ولذلك يا عزيزي انا اكتب ليس ليتفق معي الجميع ولكن لاعرف بالضبط ماهي نسبة الصحة والخطا في مفاهيمي حتي يتسني لي رؤية ذاتي والاخرون جيدا ... ولاعرف كيف يفكرون واتوقع اختلافات مع الكثيرين ولكن يمكنك اعتبار ان هذه دعوة لتأسيس مفاهيم جديدة للحوار تناقش الامور كما هي كاملة بكل جوانبها ولا تنزع الي اختزال وتحجيم الاخر اذ انها وسيلة جبانة للحوار وبالاحري لم يعد حوارا بل اصبح في طور التحول الي مشكلة شخصية شأنها شأن معظم مواضيعنا في الفترة الماضية ... كان هنالك موضوع في البورد خلال الايام الماضية يدور فيه تساؤل حول هل يوجد حوار بين المثقف ورجل الدين وتمددت الاسئلة الي اسئلة اكبر ليتحول السؤال هل هنالك حوار بين المثقف والمثقف واعتقد ان الموضوع كان جيدا لو لا انشغال كاتبه عن مواصلة الحوار ... وهو أسامة البيتي علي ما أذكر
اذن فلنبدا التاسيس الان لحوار اكثر مقدرة علي التطور ووليس مجرد اتهامات تلقي في كل الاتجاهات وهذا لا يأتي الا بعقل نتطور وقلب خالي من الغرض للناقش امورنا كما هي وليس كما نتوهم ..
في هذا الاطار نختلف ونتفق ونعود لنقرا ونفهم ومرة اخري نتفق او نختلف ...
عموما يا عزيزي مرحبا بك الي هذه المحاولة واقول لك ان هنالك بعض الحوارات التي يمكن تجاوزها ببساطة او تعريتها وفي النهاية دعنا نشير الي الطريق
كل الود .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: what an important subject (Re: Muna Abdelhafeez)
|
الدكتورة هالة الأحمدي
تحياتي
الغائبة الحاضرة كنت اتمني ان يتسع وقتك اكثر للمنبر ولكن علي كل لا بأس طالما لا زلت تستطيعين القراءة والتعبير حتي بهذه الطريقة التي تعني الكثير . عموما في انتظار مساهماتك في المنبر ..
كل الود . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Ibrahim Algrefwi)
|
ميسون
مشتاقين بالاكتر
أخيرا ظهرتي ... يللا قولي لي مشاكلة منو عشان امشي اشاكلو ليك هو واصحابو كلهم واعداءه برضو اشاكلهم ليك لو عايزة ... اها وحتي لو كان البورد كلو ولو ما مشاكلة زول امشي اسي شاكلي لي حسين ملاسي خليهو يقدر يقول ليك حاجة ... طبعا الوصاية لمدة سنة علي الاقل .... قابلة للتمديد
عارفة ما بلعت مسالة انو التقدميين والسلفيين بينشطوا في نفس الموضوع لانها عبارة ممكن تضلل الي حد ما عموما انا مقتنع انو المسالة مجتمع كامل يعني المسالة هي بنية وعي واحدة
في تصنيف قبل كدة عن بنيات الوعي وهي مقسمة الي ثلاث بنيات وعي
بنية الوعي التناسلية بنية الوعي المادية بنية الوعي الخلاقة
اذا اعتبرنا انو ده منهج
بالمناسبة تم استخدام المنهج ده في نحليل موسم الهجرة الي الشمال او عرس الزين علي الارجح ما متذكر اسم الكتاب او الكاتب لكن جقيقي جدير بالبحث والقراءة
عموما بنية الوعي التناسلية اهي زي بنية وعي السودانيين بصورة عامة بمثل فيها الجنس محور الحياة مش علي مستوي التفكير والهوس لا علي كستوي المجتمع ككل وببساطة اي سوداني بكون المخطط بتاعو انو يقرا ويتعلم ويشاغل ويكون نفسه عشان الهد ف الاخير وهو الزواج وبعد ما اكمل ( نصف دينه ) خلاص الهدف انتهي
اما بنية الوعي المادية فهي ممكن تكون الاوروبية وهي بنية وعي تجاوزت مسالة الجنس باعتبار انو ما عندهم هاجس جنسي زي بنية الوعي التناسلية باعتبار انو حياتهم متوازنة جنسيا الي حد ما اضافة الي امكانية الزواج الما قاعد تحدها مسالة مالية او غيرها من ماكل بنية الوعي التناسلية وبالتالي فالزواج عندهم هو بداية الحياة لكن الهدف هو مادي بمعني ( مال –علم – بتاء وكل انواع الحياة المادية الاخري ) يعني الواحد من بدري جدا اصلا بكون اتجاوز هاجس الجنس
اما بنية الوعي الخلاقة فهي بنية نادرة جدا ولا اظن ان هنالك مجتمع بعينه يمثل البنية دي لكن في كل مجتمع في اشخاص محددين متميزين للاسف ( بالبلاهة والعوارة ) باعتبار انهم كل حياتهم من اجل الاخرين زي الزين ( كما ورد في التحليل المشار اليه اعلاه ) كان ما يشوف ليهو بت كبرت في حتة الا يشيل اسمها ويلف بيهو لحد ما يعرسوها ....
اها البهمنا هنا هي بنية الوعي التنالية بتاعتنا دي لكن لما قلت انو عبارتك مضللة لانو السلفيين المسالة عنهم بتتحول لي ايدولوجيا وهوس حقيقي لو رجعتي لي سؤالك لما الواحد يقول ديموقراطية السلفي بتخيل شنو ... والله يا ميسون ما تقدري تعرفيهو بتخيل شنو لانو مرات بفوقوا سوء الظن في الحاجات دي وحقيقي لكن المأساة ان تتحول الايدولوجيا دي لي سلاح ارهابي عرفنا الارهاب الديني والارهاب الفكري اها تاني بقي عندنا الارهاب الجنسي
اما عن اهتمامهم بمشاكلنا صدقيني الواحد بيلفت انتباهه طالب وطالبة قاعدين مع بعض نص النهار في ضهر التور وما بيلفت انتباهه كم الجوع والفقر العوز العايشين فيهو كل طلاب جامعة الخرطوم ( مرتبط بتصفية السكن والاعاشة واسقلالية الجامعة ) طبعا كنت اتمني لو حضرتي معاي ركن في جامعة الجزيرة بتاع انصار سنة عشان تموتي بالضحك والبكاء ( اختاري العايزاهو ) .... بيلفت انتباهو كم القميص اللابساهو البت وما بيلفت انتباهو انها اهلها عيشيت حرب يومية في دارفور بيلفت انتباههم ( المظهر العام ) وما بيلفت انتباههم السرقة والاختلاس والضرب والاعتقال والقتل والفصل والتشريد
اتفق معك انو القمع السياسي الاجتماعي تأثيره كبير جدا علي المجتمع لكن ده بيفتح الباب لي اسئلة الجحيم
كيف ممكن نقدر نتجاوز بنية الوعي المقهورة التناسلية دي ؟؟؟؟ اتخيلي السؤال ده عايز كم اجابة من كم شخص مختلف
لكن عارفة طبعا قصة ابونا ادم الجبتيها دي شكلها ما شكل تفاؤل باعتبار انو المجتمع بتاعنا ده اذا ما لحق اتجاوز المسالة دي معناها حايحمل وزر الخطيئة مرة تانية مش دي مفارقة غريبة برضو انو يفترض انو ده هو المجتمع الاسلامي المفروض يقود العالم ( لي وين يا ربي )
عموما مشكلتي معاك علي الدوام بتفتحي ليون سؤال في لحظة واحدة كانو نحنا قادرين نجاوب علي الاسئلة العندنا لكن اوكي خليها تنفتح مرة واحدة
يللا يا ستي خلاص كفاية ( زي ما قال منو ) . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Ibrahim Algrefwi)
|
مانديلا الثائر
تحياتي واحترامي
اولا خليني احييك علي موقفك متذكرو يون بالضبط لكن اظنه في موضوع اسلام صالح عموما تحياتي
اما صاحبك داروين عشان كدة قال كفي الله المؤمنين شر القتال وعمل نظريتو قبل ما تدخل فيها احتمالات تانية لكن عارف لو كانت دي النماذج بتاعتو صدقني احتمال لي هسي ما يكون طلع بي حاجة لانو كم التناقض القاعد جوانا يحير ليك طل المنظراتية ديل ناس انشتاين وفرويد وماركس واركون ومنو تاني تاني ... ايي اسم يخطر علي بالك ...
الله كريم ورحيم بعباده العلماء من ورطة زي دي
كل الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
عزيزي ابو آمنة نعم يخطئ الكثير بنظرية المؤامرة هذه وهوس الغزو الفكري والجنسي فالغرب يمارس هذا الغزو للتجارة والربحية ولم تكن لتنجح لولا وجودالسوق الرائجة في منطقتناالمتولدة من جراء عدم التثقيف الجنسي فكل مايتناول الجنس يعتبر من المحرمات مما ولد نوع من الرغبة لمعرفة هذا العالم ولعل مازاد الطين بلة الكبت الجنسي لبعض المجتمعات فولد شذوذ جنسي في شريحة كبيرة من هذه المجتمعات .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
العزيزة مني عبد الحفيظ
تحية طيبة
ربما يكون هنالك بعض الاختلاف في مفهوم الهوس الجنسي الذي اتحدث عنه
هنالك نوعين من الاسلام
الاسلام الشعبي ويمثله في الوقت الراهن الطرق الصوفية ... هذا النوع جوهره التسامح والتعايش مع الاخر وبرغم بعض الاشياء التي تحدث هنا وهناك الا ان العلاقة بين اتباع المذاهب لا تكاد تذكر بسوء باعتبار ان المسالة هي في الاخر دعوة للتسامح والتعايش وانزال الدين علي الواقع المعاش وتكييفه علي الثقافة الموجودة ولذلك نجد ان هنالك عادات صوفية كثيرة في السودان لم تاتي اصلا مع الدين ولكن طالما ليس هنالك تعارض فهذه العادات الافريقية يمكنها ان تكون طقس من طقوس هذا النوع من الدين ...
النوع الثاني هو الاسلام المدرسي والذي يضم في داخله كل الجماعات الاسلامية بمختلف اتجاهاتها .. هذا النوع هو المشكلة باعتبار انه في الاساس ليس من جوهره التعامل مع الاخر والتسامح بل جوهره هو نفي الاخر والتفرد في الساحة مهما كانت سياسية او اجتماعية او غيره وواضح من النماذج الموجودة الشيعي في ايران الوهابي في المملكة والاخوان في السودان او الطالبان في افغانستان ( كمنهج جديد ) ... وواضح ان الاختلاف بينها هو اختلاف مقدار وليس اختلاف نوع .....
في الاسلام الشعبي تبدو مسالة ( اسلامي / لا اسلامي – كفر / ايمان ) باهتة جدا حيث انه نادرا ما يتدخل هذا النوع في الحياة السياسية او الاجتماعية
اما في المدرسي فيبدو واضحا ان هذا هو جوهر الدعوة حيث يكون المعاير لتصنيف كل ما هو امامنا وفق هذا المعيار وتاخذ المسالة اقصي مدي لها في التطرف لدي جماعة تسمي التحرير فجوهر الجماعة قائم علي تقسيم كل الاشياء بمقياس الحلال والحرام
هذه النظارة ( حلال / حرام ) أو لدي الاخرين ( كفر / ايمان ) تختزل كل الحياة وتحجمها وتمررها من بين هذاتين الفتحتين واذا اخذنا في الاعتبار ان الشخص المسؤول غالبا من صنع وحراسة هاتين الفتحتين يكون هو الشخص صاحب الهوة وتكون مفصلة تماما لما يعتقد فيه اي انه حتي لا يتيح للجماعات الاخري حرية الاجتهاد في مسالة مقاييس الحلال والحرام ويتضح في النهاية ان المسالة عي محاولة لنفي الاخرين .. طالما ليسوا في الجانب الحلال الذي يضعه هو بمقاييسه
الي هذا الحد يمكننا ان نطلق علي المسالة انها افكار ودعوة ولكن حينما يبدا هذا التيار في تمثل عذع الافكار سلوكا يوميا يتحول الي ايدولوجيا وحينما يتعدي الامر الي مهاجمة الاخرين ومحاولة نفي اراءهم حتي الاجتهادات الدينية منها بصورة سومية وفي كل المجالات يصبح الامر هنا هوسا وحينما يتم استخدام هذا الاسلوب ليس لنفي الاخرين وانما كسلاح لردعهم ( وتحقيق مكاسب سياسية او مادية او اجتماعية او اقتصادية ) ( باعتبار ان الغالبية العظمي من الجمهور هي ذات اسلام شعبي اي انها تعمل وفق عاطفة دينية وليس وفق مناهج تحليل ) تكون المسالة تحولت الي ما يسمي الارهاب ( الديني او الفكري )
وكنموذج لذلك ما حدث في السودان من الهجوم علي البنوك باعتبار انها بنك ربوية وغير اسلامية الي الاخر ن كل تلك الهرطقة لنجد في لحظة من اللحظات قيام تلك الاخطبوطات بدءا من بنك فيصل الاسلامي الي البقية المنتشرة الان في السودان بالنسبة للمواطن العادي ( الاسلام الشعبي ) فان المسالة تبدو كما لو انها تمييز ما بين البنوك الالهية والبنوك الشيطانية ( ربما الان بدأت الامور تتضح بعد هذه التجربة الي حد ما ولكن لا يزال الشعار ( الاسلامي جاذبا ) وبالتالي يسهل التجارة به سواء كان بنوك او مخابز او عيره من كل تلك الاشياء ذات الاسماء الغريبة ...
اذا حاولنا ان نسقط الان مسالة الجنس علي ذلك التقسيم تجديني اتفق معك في ان المسالة تختلف نوعيا الي حد ما ولكن الفعل والهدف كتفقان الي درجة كبيرة والادهي من ذلك ان المهوسيين دينيا هم المهووسيين جنسيا وبالتاالي فانه من الصعب التمييز بين نوعي الهوس الي درجة كبيرة اذ يتم في الغالب الهجوم الجنسي والاخلاقي تجاه الاخرين من وجهة نظر ( دينية بحتة ) كان لم يقرأوا في كل الايات سوي تلك المختصة بالجانب الاخلاقي ... زمرة اخري يتمازج الجنس مع الدين ولكن في الفترة الاخيرة وبعد عدد التجارب الفاشلة في اقامة الدولة الدينية والمشروع الحضاري الذي تكسر في تجارب السودان وافغانستان ) اضمحل الي حد ما تيار التكفير او تحول وبدأ يبرز الجانب الاخلاقي اكثر واذا رجعتي الي ارشيف هذا المنبر تستطيعين ان تري جيدا كيف دار النقاش او المعارك في الحقيقة في مسالة الحجاب في فرنسا .... ان المسالة الفرنسية اصلا يتم الحوار حولها من منطلق قوانين ودستور وعلمانية ولكن لدينا هنا في السودان وفي داخل هذا المنبر الحر تجدين اننا خارج دائرة التاريخ نتناقش ونتحاور حول الفسوق والعهر والزنا الذي تحاول فرنسا تمريره الي المجتمع الاسلامي في فرنسا بجعل الفتيات كاشفات الرؤوس وهو غزو غربي ضد الاسلام ومؤامرات صعيونية لنشر الرزيلة والدعارة في الدول الاسلامية ؟؟؟
وحينما ننتهي من كل ذلك الهراء نجد ان الاخرين يتحاورون في مسائل متقدمة جدا حتي علي فهمنا وكنت اتمني ان يكون هؤلاء ( المسلمين ) علي قر كبير من الوعي ليطالبوا ايضا بارجاع القلنسوة اليهودية والصليب المسيحي باعتبار ان المسالة هي مسالة حريات وقوانين ولو ان كل تلك الضجة حول الحجاب قامت حول الحريات في وطننا لكنت اجدي .... ولكنه الجمس يستخدم في ما يستحق وما لا يستحق يستخدم في البدء كايدولوجيا وفي مهاجمة الاخرين من منطلق ( جنسي بحت ) لردعهم فان كان هنالك الاسلام الشعبي متعاطف مع كل ما هو اسلامي ( ظاهريا ) فهو متعاطف بل ومتعصب مع كل ما هو ( أخلاقي / جنسي ) بدرجة اعمق
اخيرا يبدو ان انهم اكتشفوا في النهاية ان هذا الساح اكثر قوة من سلاح الدين الذي بدا يبهت بعد التجارب المريرة فهل يا تري سنشهد في الفترات القادمة ما تتحدثين عنه هل نشهد دعوة يكون الاساس فيها ( الاخلاق والجنس وتقوم دولة علي اساس جنسي كما قامت علي اساس ديني في الواقع ستكون الدهوة خليطا ولكن من يدري ربما
هكذا يختلط الاثنان في اتجاه واحد وفي كل مرة يبهت الاول يبرز فيها الاخر هذا ما قصدته من مسالة الهوس الجنسي لانه بحق اصبح هوسا واصبح امرا لا يحتمل
عموما يستمر الحوار ويمكننا بالمزيد منه ان نصل الي محاولة تحليل هذه المساْلة ورؤية الجوانب الاخري
كل الود لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
العزيز علي عثمان
الاشارة الي سوق العرض والطلب اشارة ذكية فان صح ما يقال بان كل ما ينتتجه الغرب هو عبارة عن الجنس مغلفا في نظريات وافكار
الديموقراطية الحرية قضايا الجندر حقوق الانسان
يتبقي الان اكثر الاسواق قوة شرائية في هذه التجارة
هل علينا الان ان نفتح هذا الباب ايضا العرب والمسلمين والجنس في الغرب انه ملف كبير جدا جدا
ولكن من المعروف انه احد الهموم العربية والاسلامية حينما يذهبون الي الغرب
وربما علينا فتح هذا الملف في وقت لاحق ولا هذا يعني بان السوق اصلا موجودة طالما ينشط الغرب فيها وبذلك المنطق ترتد المسالة مرة اخري الي المسلمين والعرب
عموما من الواضح ان الملفات كثيرة وضخمة جدا واعتقد ان الذين يعيشون في الدول الاوروبية وامريكا يعلمون اكثر عن هذه الملفات
ام نحن هنا في الدول العربية نعرف ايضا ماهي اولويات المواطنين وهوسهم الحقيقي واين هي اكبر الاسواق واصغرها
كل الود لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
الاخ جعفر بشير
سلامات يا راجل يا زوق, طبعا لمن قريت قصة ركن جامعة الجزيرة طافت بذهنى العديد من الاركان الا ان اكثرها التصاقا بالذاكرة حادثة تكسير البنشات فى المجمع الطبى بجامعة الخرطوم فى عام 95 والاحداث الدامية التى اعقبت ذلك و ما ادراك ما بنية الوعى التناسلى فى خطاب الجماعات السلفية والسيخ اقرب اليكم من حبل الوريد,
لدي نقطتين
الكتاب المذكور هو التحليل الفاعل للشخصية السودانية للكاتب الشيخ محمد الشيخ الذى ظل يعمل الى تطوير نظرية الحيوية فى النقد الادبى و الدراسة قدمت فى مؤتمر فى البرازيل على ما اذكر, و منذ ذلك الحين علمت ان الكاتب الشيخ ظل يعمل فى تطوير افكاره ونظريته ولا ادري الى اين انتهى به الامر, عموما الكتاب جدير بالقراءة.
النقطة الثانية هو جوهرا لا تختلف كثيرا عما ذهبت اليه , الا اننى اري ان مسالة التعامل مع الجنس بشكل هوسى مثل الدين و غيرها فى الخطابات المختلفة خصوصا فى الخطاب الاسلاموي السلفى , اعتقد ان الموضوع برمته يرتبط ارتباط عضوي بمسالة التطور التاريخى لهذه المجتمعات و هو لا ينفصل عن الفعل السياسى و الاقتصادي كما وان مسالة الاستتباع الحضاري للجزء الجنوبى للكرة الارضية الذى يمكننى ان اري فيه ما يسمى بالوطن العربى فى مؤخرة الركب الذى فى حالة جكة مستمرة و نفسو قايم ومسالة الاستتباع هذى واقع لا يحتاج الى اي ميكرسكوب تحليل فلسفى و هو ما جعل بعض الخطابات السلفية الماضوية سواء كانت اسلاموية او نهضوية من منظور التاصيل بمفهوم الخطاب القومى تحاول عبثا الدخول الى دائرة التحديث من الباب الخلفى, وادق مثال يحضرنى الان يعبر عن حال هؤلاء الاعراب والسودان كمتأثر بالثقافة الاسلاموعربية جزء منه بالضرورة كحال المشاهد رجل كان او امرأة قام بدخول السينما متاخرا وكان الفيلم قد بدأ وحين دخوله للقاعة وجد القوم منهمكون فى الضحك و المتابعة وسيدنا هذا لايدري شيئا عن الاحداث السابقة وظل يمارس الزيف احيانا على نفسه بانه يفهم ما يدور فى الفيلم واحيانا اخري يواجه حقيقة انه لا يدري شيئا عن ما يدور فتتحول دهشته فى النظر بذهول الى وجوه المشاهدين و فى عينيه شيئا من الدهشة الممذوجة بالبله و فى تقديري هذا هو حال العرب و من تاثر بثقافتهم فى هذا العالم اي بلغة علم الاجتماع الصدمة الحضارية التى تجعل صاحبها يحاول عبثا البحث عن ذاته, لذا اعتقد ان قراءة موجة الصحو التى افرزت تيارات قومية و تيارات الاسلام السياسى تاتى فى دائرة البحث عن الذات كتاثير للدهشة و الصدمة و الصفعة الانسانية الحادة, وفى تقديري هو دخول من الباب الخلفى للتجارب البشرية لذا هو يقود الى كل هذا التخبط فى الرؤي ويجعل النظرة الى الحركات النسوية بانها دعوة للانحلال وشراب السجاير و يجعل الحديث عن الجندرة هو حديث عن المثلية الجنسية و يجعل العلمانية هى مرادف للكفر و الالحاد فى قاموس الفكر الدينى و يجعل الديمقراطية تنافى الحاكمية الالهية و يجعل موضوع الجنس يناقش فى غير اطاره و كانه موضوع ينفصل عن السياسية والاجتماع و الرغبات الحياتية الاخري. و رغم كل هذا انا اعتقد ان اسلوب وشكل التربية التى تضع علامات و خطوط حمراء على كثير من المسكوت عنه ومن ثم تحوله الى نوع من التابو و ان هذا الكبت و هذه الحظر المباشر و غير المباشر يدفع بالموضوع الى دائرة الاشعور و من ثم يتناثر هكذا متخفيا وراء اثواب مختلفة سواء بشكل هوس من قبل جماعات الهوس الدينى او بشكل محاولة جعله عادي من قبل من يانسوا فى نفسهم الكفاءة الليبرالية و ان كنت انا اعتقد ان الموضوع ليس بالعادي لكل من تشرب من كاس الثقافة الاسلاموعربية و يمكن فهم ذلك فى سلوك كثير من السودانيين و العرب بمجرد خروجهم من مجتمعات الهس ( بضم الهاء) , اما موضوع البوست الذى يتحدث عن ان ممارسة الجنس اصبحت منتشرة فقد سمح لى وقتى بقراءته فاعتقد ان كاتبه يتساءل وان كنت اعتقد انه فقط شعر بهذا الامر حديثا الا انه وبحكم الواقع ان هذه الممارسة سواء فى قنواتها المقننة و ثقافة كل مجموعة بشرية فى السودان او غير مقننة ظل يمارس منذ بدء الخليقة والجديد فى الامر ان العلم وفر وسيلة تجعلنا نتواصل لنشارك اراءنا بعضنا البعض و ان كانت قديما تمارس فى شكل ونسة رجال الا ان السلوك قديم قدم الانسان على وجه الارض والجديد هو الحديث عنه فى مثل هذه المنتديات, الاخ جعفر اعتذر لاطالتى واثمن عاليا مسامهمات الاخوات ميسون و منى بقية مشاركيك واتمنى ان اكون قد اضفت الى هذا الخيط و ربنا يجمع بالدكتور حيدر الذى كلما كتبت خيط اتذكره ولكم مودتى
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Rawia)
|
العزيز ابراهيم حمودة
مرة اخري
مرحب بيك في العودة للبورد مرة اخري وبالتأكيد كل من يغيب من البورد هو في قلوبنا وكما ارتضيت المشاركة بالقراءة للمشاغل اجتهد انا بكل ما يمكن للتواصل برغم كل تلك المشاغل
شكرا لكلماتك تاجميلة وانت تعود اكثر جمالا
اعتقد انني ايضا اخذتها بجدية فهي منطقية وفي الحقيقة ربما تناولت هذا المنطق حينما اشار اليه الاخ علي عثمان بان المسالة في الغرب هي تجارة وان كان فعلا هنالك توجه الي نقل مناطق التجارة الي المنطقة العربية يجب ان يكون هنالك اسواق رئجة وهذا ما يجعل المسالة ترتد مرة اخري الي الطرف المتهم
عموما اعتقد ان هنالك اشارة ذكية في قصة الجارية حينما ساوت بين العقاب والموت وفي الحقيقة فانه في ايي فعل من هذا النوع تكون للمرأة المشكلة الاكبر بتكون علي المرأة في بلادنا الاسلامية اكثر بكثير جدا من الرجل وده راجع لعدد من الاشياء الطبيعية والتاريخية الطبيعية هي التركيبة التشريحية للمراة والتاريخية هي مسالة المجتمع الذكوريالذي ينظر لنفس الفعل بطريقة مختلفة من الرجل الي المرأة نفس الفعل يعاقب عليه اجتماعيا عقاب مختلف ما بين المرأة والرجل والان يمكننا هنا ان نتحدث عن مساواة عقاب
اجتماعي وقانوني واظن ان مسالة المجتمع الذكوري هي احد قضايا الجندر
ولكن الذين لا يرون سوي من منظار الجنس لن يفهموا ابدا ان مثل هذه الدعوة ليست لفتح الفرصة للنساء لممارسة الجنس دون عقاب ولن يروا ابدا اننا نتحدث عن مسالة قوانين
اجتماعية واجراءات قانونية ونظرة مزدوجة لذات الفعل اذا نحن هنا اما بيت شعر اطلقته جارية منذ مئات السنوات ولا زال صداه يتردد حتي الان علي مسامع مجتمعاتنا ولكن صاغه الغرب في نظريات متكاملة ومدروسة وبصورة علمية وانتج لنا منه معرفة وقوانين
ولكننا بكل سطحية نعود مرة اخري لنفول ان هذه الصرخات التي انطلقت من افواهنا كانت من اجل الجنس والفسوق وغيره من الاوهام والامراض الفكرية التي احتلت عقولنا منذ ذلك الوقت وحتي الان وربما يحتاج الامر الي مئات السنين كما قالت ميسون لنفكر بتلك الطريقة التي تضع كل مصصطلح وكل قضية وتناقشها في الاطار الخاص بها وحتي ذلك الوقت دعونا نفتج الابواب علي مصراعيها ونحشد كل الاسئلة التي من المفترض ان نجيب عليها علي طول ذلك الطريق الذي يمكننا اعنباره قد بدا من صرخة تلك الجارية التي بكل تاكيد فعل بها ما يفعل بكل الجواري و ( ما ملكت الايمان ) في العهود الاسلامية وغير الاسلامية وهذه قضية اخري قضية الجواري في بلاط امراء المؤمنين طوال التاريخ اذ انها لوحدها تكفي لادانة مجتمع كامل وفتح ملايين الملفات ...
كل الود لك واتمني ان تكون اكثر مقدرة علي المشاركة في البورد
تحياتي . ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
عزيزي بكري الجاك
مرة اخري نعود معا الي جامعة الخرطوم
مع احداثها ومعاركها
هذه الحادثة في الحقيقة لا يمكنها ان تمحي من ذاكرتي اطلاقا مضافا اليها منهج التحليلي الفاعل اذ ان هذا المنهج برغم كثير من النقاط الا انه يستطيع ان يشخص هذه البنية الاجتماعية السودانية الي درجة كبيرة عالية. وحادثة تكسير بنشات المجمع الطبي هي احدي الحالات التي تتجلي فيها هذه البنية اضافة الي عدد من الحوادث الاخري مثل ازالة الاشجار وتقليمها في كلية الزراعة ( تخيل في كلية الزراعة يقومون بقطع الاشجار ) ولا ادري ماذا يدرسونهم ( ربما فقه العورة ).
الغريب في كل هذا الموضوع ان الذين قاموا بهذه الافعال لا يتحرجون من الجلوس علي ما تبقي في اليوم التالي وربما يتغير الوضع قليلا وتعرف ما اعني اذ يكون الاسلاميين ( اخوان كيزان يجلسون ووجوهههم في اتجاه واحد كل ينظر في ذات الاتجاه وذلك بالطبع لا ينطبق علي ( حلقات التلاوة ) و ( الفقه )
اما انصار السة فالمنظر في الحقيقة باعثا للضحك اكثر منه ايي شيئ اخر كل ينظر في اتجاه مختلف ويعطي ظهره للاخر
ومن الواضح ان هذين التيارين هما اللذان قاما بالاحداث اعلاه لنرس الي حد تبدو المفارقة والناقض والتمزق المفاهيمي
يتــــبع
. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
عزيزي بكري
مرة اخري دعنا نبدأ من الباب الخلفي او من المؤخرة كيفما اسميتها
دعني في البدء لشرح لك هذه الفكرة الخاصة بمجال الكومبيوتر وعلم الحماية ضد الفيروسات والاختراقات
برامج الباب الخلفي: عادة ما تنتقل هذه البرامج إلى أجهزة الحاسب الآلي عن طريق ما يسمى بـ "التروجان" ، والتروجان هو عبارة عن برنامجين ، الأول برنامج موثوق به يرغب المستخدم في تحميله على جهازه ، ولكن يلتصق في هذا البرنامج الموثوق برنامج آخر مثل برامج الباب الخلفي ، لا يظهر للمستخدم حيث يقوم بتحميل نفسه تلقائياً متى ما قام المستخدم بتحميل البرنامج الأول. و عندما يتحمل برنامج الباب الخلفي في جهاز ما فإنه يفتح ثغرة في ذلك الجهاز تسمح لأي مستخدم على الإنترنت ، وباستخدام برنامج مرافق ، من التحكم الكامل بالجهاز حيث يمكن استرجاع أو حذف أو تغيير أي معلومة مخزنة على ذلك الجهاز ، كما يمكن أيضا سماع ورؤية ما يدور حول ذلك الجهاز المصاب إذا كان الجهاز يضم ما يكروفون وكاميرا.
اذا نحن هنا نتحدث عن دخول فيروسي او علي الاقل غير قانوني بمعني اختراق ورغم تغاير المفاهيم في كل مجال الا ان الدخول من الباب الخلفي اجتماعيا وسياسيا كما وصفته هو بالضبط مثل تلك الطريقة
اي ان المسالة هي مسالة محاولة سرقة الاخرين اكثر من تقديم شيئ مفيد والشاهد علي ذلك ان العالم العربي خلال هذه الفترة لا يمثل الا مستهلكا ولاهثا لكل ما هو موجود في الثقافات الاخري وما يقدمه لا يمكن الاعتداد به او التعويل عليه فليست المسالة هنا مسالة كمية حتي نتحدث عن الاسواق والقوة الشرائية الموجودة في بلداننا بل ان المسالة نوعية ولا مجال للحديث في العالم العربي والاسلامي عن عدم توفر مقدرات مادية او غيره من الامور المادية فهنا بكل وضوح يمثل العالم العربي مركز ثروة تقوم من اجلها الحروب والتدخلات العربية العربية والخارجية العربية اذا فالمسالة هنا مسالة توظيف هذه الثروة واتفق هنا ان التوظيف في كل هذه الدول اصبح يتجه نحو تركيز اقدام السلطة حتي تستطيع التواجد لاطول فترة ممكنة ولذلك نجد انه في معظم الدول العربية تكون الميزانية الاكبر هي ميزانية الاجهزة القمعية والاجهزة المساندة للسلطة وبكل تاكيد هذا يمثل دورا سلبيا في دعم وسائل الانتاج والمعرفة لدي تلك الدول فالذي يستتبع من مسالة تركيز الدوولة والجكومات علي تثبيت اركانها هو بالتالي سياسيا مطاردة كل الاراء الاخري وفي الاغلب تصفيتها اما باسكاتها او نفيها ... وهذا الشيئ هو ما اظن انك تتحدث عنه بالتطور التاريخي والسياسي للمسالة واذا ما اضفنا مداخلة الاخت ميسون فاننا نجد ان طيعة التطور هذه خلقت حالة محددة من السلوك الاجتماعي والمفاهيم لدي شعوبنا فحديث ميسون واضح الي درجة بعيدة عن مسالة القمع الذي يواجهه المجنمع من السلطة والقمع الجزئي الذي تواجهه المراة من السلطة والمجتمع قمع سياسي فكري جنسي لا مجال للسياسة او الفكر مطلقا باعتبار انها تمس السلطة مباشرة ولكن هنالك ما يمكن التعامل معه دون ان يكون مساسه مباشر للسلطة وهو الجنس ولذلك
وهذه المسالة ليست اليوم او بالامس فقط انها ما تتحدث عنه من تطور تاريخي سياسي للمجتمعات الاسلامية العربية وبالتالي ما الذي تبقي امام فقهاؤنا لا يجرؤون علي الحديث عن حرية لا يرؤون علي الحديث عن حقوق لا يجرؤون علي الحديث عن نهب المال العام لا يجرؤون علي الحديث عن السياسة
ماذا تبقي لهم
الدين وهل كل الدين يستطيعون الحديث عنه قطعا لا يمكن الحديث عن كل الايات ( المعاملات ) الحرية والعدل والمساواة وغيره وبالتالي لا يتوافر الا المسالة الاجتماعية من زاة ومواريث واخلاق ( جنسية ) وحتي هذه الاخيرة يتم التعامل معها في اتجاه خدمة السلطة الموجودة وتشهد علي ذلك كل الجرائم التي ارتكبت في بلاط السلطة كل الجرائم الاخلاقية التي لا تجد فقيها واحدا يتوجه لتلك السلطة باشارة علي الاقل ولكن كل ذلك الفقه موجه لقمع الاخرين
هذا هو المجنمع العربي المسلم الذي يحاول التسلل من الباب الخلفي وسرقة انجازات الاخرين
وهنالك نوذج واضح جدا لذلك الفعل
فهذا النموذج انتشر بصورة اكبر مع وجود نماذج فقهاء مثل ( الزنداني ومن يدور في مفاهيمه ) وهي الفكرة الغريبة في محاولة تتبع كل الاكتشافات الحديثة والقول بانها كانت مذكورة في القران من 1400 سنة او 1424 سنة تبدو لي فكرة مضحكة مبكية في ذات الوقت ومهزلة في اغلب الاحيان ولا اري فيها الا محاولة للتسلل من الباب الخلفي مثلها مثل مسالة الاختراقات والفيروسات في الكومبيوتر
يتبـــــــــــع . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
عزيزي بكري
النقطة الاخيرة التي اثرتها في حوارك هي قطعا مسالة تاريخية ثيابتة حتي انه يطلق عليها عدد من الاسماء والصفات تحمل هذه الدلالة التاريخية مثل ( أقدم مهنة في التاريخ ) و ( ثاني اقدم الاسباب للقتل في التاريخ ) وبكل تاكيد فان المسالة ليست فقط مجرد وجود تكنولوجيا اخري مع انني اتفق تماما علي انها الاداة الاولي في جعل هذه الامور تصبح متداولة ولكن ايضا الحوار المتقدم يجعلنا مرة اخري نواجه ولا نختبيئ خلف كل تلك المفاهيم نواجه قضايانا الحقيقية ونتحدث عنها ولا نمعن في التغطية عليها .. نعم الفعل موجود منذ الازل ولكنه في الفترة الاخيرة في السودان اعتقد انه برز بصورة تدعو للتساؤل مرارا وتكرارا
ولكني اعتقد ان السؤال دائما ما يطرح بطريقة خاطئة فانتشار هذه اللغة هو في حقيقته رد فعل وليس فعل هو نتيجة وليست مقدمة ولكننا نتعامي دائما حينما ننظر اليه باعتبار انه اصل ويترتب عليه ( خراب البيوت وتفكك الاسر وما الي ذلك من هذه المفاهيم ) هكذا نجد انفسنا في الحقيقة ندور في فلك بعيد كل البعد عن طبيعة المشكلة وها هم الاسلاميون مرة اخري يمعنون في دفع ضايانا في الاتجاه الخاطئ وهكذا ظلوا دوما يفعلون وحينما اتحدث هنا عن الاسلاميون اتحدث عن هذه العقلية التي دائما ما تتخذ ( الستر علي قضاياها ) وتجمل سيف التشهير علي الاخرين ..... التشهير والارهاب الفكري والجنسي وغيره من الامور دافعين المجتمعات الي درجة عميقة من الضبابية وتغبيش الوعي فيما يخص قضاياهم وبكل تاكيد ارتباط الثقافة الاسلامية العربية وثيق الصلة اذ اننا في الحقيقة نتحدث في السودان عن هذه العقلية
لا استطيع ان اقول اخيرا الا ان ما يحدث في السودان الان هو نتاج هذه البنية الغريبة وما وصل اليه حال السودان ( ان كان يعجبنا او لا ) هو نتاج هذه السلطة الموجودة الان والتي تمثل احدي قمم الثقافة الاسلامية العربية وبدلا عن ان نبحث عن الفضايا والحلول في الشوارع مع المشردين والعاهرات والشباب علينا ان نوجه جهودنا علي الاسباب الحقيقية التي لم تخلق الدمار فقط علي مستوي الاخلاق ( الجنسية ولكنها الحقت الدمار بكل ما وصلت اليه يدها ( تعليم - صحة - ثقافة - رياضة - اخلاق - عمل عام او خاص - انتاج ) وبالتالي فان كل المظاهر الموجود ة هي نتائج طبيعية لخكسة عشر عاما من الدمار الشامل والمضحك المبكي انهم هؤلاء الاسلاميون يعودون مرة اخري للتباكي هنا وفي كل مكان علي الاخلاق التي تم تجاوها من قبل المجتمع وعن حالات الطلاق ومسائل الزواج العرفي ليعودوا بنا مرة اخري ال ذلك الوصف الدقيق لحالة الشخص الذي دخل في منتصف العرض
هل هنالك تجربة اكثر مهزلة واكبر ماساة من التي نعيشها
كل الود . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لقد جلست في هذا الفصل وتعلمت الكثير (Re: Yasir Elsharif)
|
عزيزي ياسر الشريف
تحية طيبة
اراك ما زلت تمتعنا بنقل الحوارات من والي منبرنا وهي فكرة اكثر من رائعة يكفي انها كانت سببا لكي يدخل حواراتنا شخص مميز مثل ميسون النجومي ( العاربة ) مع زخمة مواصلات امدرمان والسوق العربي والمشاوير الطويلة
كل الحب والود لك سوف اواصل في التحليل فكل يوم هنالك قراءات جديدة ومختلفة حتي لما كتبته هنا
. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لقد جلست في هذا الفصل وتعلمت الكثير (Re: Abo Amna)
|
سوف نورد هنا عدد من الكتابات المتوفرة كنماذج ونورد مصدرها وبعد زلك نقوم بقراءتها مرة اخري علي ضوء ما كتبناه نا
وهذا هو النموزج الأول ... سنقوم لاحقا بتحليله ...علي ضوء ما ذكر اعلاه
بسم الله الرحمن الرحيم كيف تعرف العلماني ؟ و ما هي معتقداته ؟
العلماني : تجده يؤمن بوجود إله لكنه يعتقد بعدم وجود علاقة بين الدين وبين حياة الإنسان ( فكر بوذي ) كما يعتقد بأن الحياة تقوم على أساس العلم التجريبي المطلق وهذا ( فكر ماركسي ). والعلماني : تجده يعتبر القيم الروحية التي تنادي بها الأديان والقيم الأخلاقية بأنواعها هي قيم سلبية يجب أن يتم تطويرها أو إلغائها وهذا ( فكر ماركسي ). والعلماني : تجده يطالب بالإباحية كالسفور ، والاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة والخاصة ( أي الخلوة ) ويحبذ عدم الترابط الأسري ( دعوة ماسونية ). والعلماني : تجده يطالب بعدم تدخل الدين في الأمور السياسية وأنه يجب تطبيق الشرائع والأنظمة الوضعية كالقانون الفرنسي في الحكم . وأن الدين للعبادة فقط دون تدخل في شئون الخلق وتنظيمها – كما أراد الله سبحانه وتعالى –. والعلماني : تجده يردد دائماً بأن الإنسان هو الذي ينبغي أن يستشار في الأمور الدنيوية كلها وليس رجال الدين - وكأن رجال الدين هم الذين اخترعوا التعاليم السماوية – ويطالب بأن يكون العقل البشري صاحب القرار وليس الدين . ( مع تحفظنا على رجال الدين لان ليس عندنا رجال دين ولكن عندنا علماء ) والعلماني : تجده يصرح باطلاً بأن الإسلام لا يتلائم مع الحضارة وأنه يدعوا إلى التخلف لأنه لم يقدم للبشرية ما ينفع ويتناسى عن قصد الأمجاد الإسلامية من فتوحات ومخترعات في مجال الهندسة والجبر والكيمياء والفيزياء والطب وأن علم الجبر الذي غير المفاهيم العلمية وكان السبب الرئيسي لكثرة من مخترعات اليوم وربما المستقبل ينسب لمبتدعه العبقري جابر بن حيان وهو مسلم عربي . والعلماني : تجده يعتقد بأن الأخلاق نسبية وليس لها وجود في حياة البشر إنما هي انعكاس للأوضاع المادية والاقتصادية وهي من صنع العقل الجماعي وأنها أي الأخلاق تتغير على الدوام وحسب الظروف ( فكر ماركسي ) . والعلماني : تجده يعتقد بأن التشريع الإسلامي والفقه وكافة تعاليم الأديان السماوية الأخرى ما هي إلا امتداد لشرائع قديمة أمثال القانون الروماني وأنها تعاليم عفى عليها الزمن وأنها تناقض العلم . وأن تعاليم الدين وشعائره لا يستفيد منها المجتمع . ( وهذا فكر ماركسي ) . تنبيه : العلماني تجده يصرح بهذه المقولة ويجعلها شعاراً له دون أن يكون له دراية أو علم أو اطلاع على التعاليم الفقهية الإسلامية أو على الإنجازات الحضارية الإسلامية0 والعلماني : تجده حين يتحدث عن المتدينين فإنه يمزج حديثه بالسخرية منهم ويطالب بأن يقتصر توظيف خريجي المعاهد والكليات الدينية على الوعظ أو المأذونية أو الإمامة أو الأذان وخلافه من أمور الدين فقط . والعلماني : يعتبر أن مجرد ذكر اسم الله في البحث العلمي يعتبر إفساداً للروح العلمية ومبرراً لطرح النتائج العلمية واعتبارها غير ذات قيمة حتى ولو كانت صحيحة علمياً . والعلماني :تجده يعتبر أن قمة الواقعية هي التعامل بين البشر دون قيم أخلاقية أو دينية لأنها في اعتقاده غير ضرورية لبناء الإنسان بل أنها تساهم في تأخيره وأن القيم الإنسانية ما هي إلا مثالية لا حاجة للمجتمع بها . والعلماني : تجده يعترض اعتراضا شديداً على تطبيق حدود الله في الخارجين على شرعه كالرجم للزاني أو قطع اليد للسارق أو القتل للقاتل وغيرها من أحكام الله ويعتبرها قسوة لا مبرر لها . والعلماني : تجده يطالب ويحبذ مساواة المرأة بالرجل ويدعو إلى تحررها وسفورها واختلاطها بالرجال دون تحديد العمل الذي يلائمها ويحفظ كرمتها كأنثى . والعلماني : تجده يحبذ أن لا يكون التعليم الديني في المدارس الحكومية إلزامياً بل إختيارياً . والعلماني : يتمنى تغيير القوانين الإسلامية بقوانين علمانية كالقانون المدني السويسري والقانون الجنائي المعمول به في إيطاليا والقانون التجاري الألماني والقانون الجنائي الفرنسي وهذا القانون يعمل به في بعض الدول العربية . ويعتبر أن تلك القوانين هي الأفيد في حياة الفرد والمجتمع من التنظيم الإسلامي .
المصدر كتاب : كيف تعرفهم ؟ لخليفه بن إسماعيل الإسماعيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
الأخ الكريم .. أبو آمنة بعد التحية
من المدهش - على الأقل بالنسبة لي - أن تكون عودتي للمنبر من خلالك .. و لربما كان هذا من دواعي سروري .. إذ أني لا أزال اعتبرك من المحاورين المميزين في هذا المنبر .. لم أنوي المشاركة .. إلا وأنا أرى أنه من المفيد لنا جميعا أن تستمع وجهة نظر تخالف ربما بعض ما رميت إليه ..
من النظرة الأولى واضح انو الموضوع مشربك شوية .. فأسمح لي أن أعود للتعليق بعد أن أحلل مكونات " الفتة " العملتها دي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: MaxaB)
|
عزيزي مكسب ...
في بعض الاوقات أيام الحرب العالمية الأولي (حروب الخرقة السوداء )... قلت لبعض الاصدقاء .. خصومك .. حاولوا ان لا تستفزوا مكسب .. لسبب بسيط .. لانه وسط كل تلك الفوضي والخراب كنت انت الي حد ما متماسك ومنطقي ويمكنك أن تتحاور بروح عالية وعلي خصومك دائما ان يحترموا ذلك لانهم ربما اذا فقدوا هذا الهدوء ستتحول المسالة الي فوضي شاملة وبالفعل هي كانت اقرب الي الفوضي ولكنك كنت قادرا الي حد ما التزام الموضوعية .. عملا بمفهوم عدو عاقل خير من صديق جاهل .. لذا تجدني الان سعيدا ايضا بعودتك من خلال هذا الحوار .. ومندهشا ايضا من وجودك ...
دعني اقول لك شيئا عن هذه الفتة ... لأكلتها وحدي دون ان يدري احد بها ان كنت اود ذلك .. ولكني اخذت ( قدر الفول - موية الفول علي الارجح)وجوالين من الخبز ( الحافي ) ووضعتها هنا امام العالم السيبيري .. لكل الجوعي والمشردين والمحرومين ... اجتهدت كثيرا لتظل دائما علي مرأي منهم حتي يتجاوزوا مرحلة الهموم البهيمية ( الاكل والشرب والنوم والجنس ) متجهين في طريقهم الي التفرغ للتفكير والابداع واعمال العقل ... وهاهي الان امامك فتة جاهزة للاكل ...بيدي صنعتها ( من قراءاتي لبعض ما كتب حول الموضوع احيانا ومن اجتهادي احيانا اخري) ...
طالما اؤمن بانني لا امتلك الحقيقة المطلقة ... ولا انت ... فلنجعل حوارنا يسير في اتجاهها مسقطين كل الافكار التي تثبت عدم جدواها اخذين معنا ما هو متفق عليه الي حوار آخر لمزيد من الحقائق ..
مرحب بك في دكان ود البصير وفتة الحوار ...
كل الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
أشكرك يا جعفر .. اشعر أننا سنقضي و قتا ممتعا في هذا المكان .. و ستجد مني فوق ما تنتظر بإذن الله.
اسمح لي أن أقدم لنقاشي معك ..
مدخل أول .. فكرة .. هل نحن مسلمون ؟!
Quote: كيف انحسر مفهوم الإسلام في نفوسنا إلى هذا الحد ؟؟ كيف انحسر من مفهوم شامل للحياة البشرية في جميع اتجاهاتها ، بل مفهوم شامل في الحقيقة للكون و الحياة و الإنسان ، لكي يصبح مجرد عبادات تؤدى على نحو من الأنحاء ، بل لا تؤدى أحيانا إلا " بالنية " .. بل لا تؤدى أحيانا على الإطلاق ، لا بالنية و لا بغير النية .. ثم يظل يدور في أخلادنا – مع ذلك – أننا مسلمون صادقو الإسلام ؟
كيف انحسر من دستور شامل يحكم البشرية كلها و ينظمها : يحكم اقتصادياتها و اجتماعياتها ، و مادياتها و روحانياتها ، و سياستها و أفكارها و مشاعرها ، و سلوكها العملي في واقع الحياة ، لكي يصبح مجرد مشاعر هائمة لا رصيد لها من الواقع .. مشاعر تدور في نفس صاحبها – إن دارت – و هو يعيش في مجتمع غير مسلم و لا يستنكر الحياة فيه و لا يحاول تغييره . و تدور في نفسه – إن دارت – و هو ذاته لا يسلك سلوك المسلمين في حياته الخاصة و لا العامة .. فتقاليده غير اسلامية ، و أفكاره غير اسلامية ، و سلوكه اليومي لا يمت بصلة إلى الإسلام ، سواء في علاقة الفرد بالفرد أو الفرد بالجماعة أو الفرد بالدولة و علاقة الرئيس بالمرؤوس ..
كيف انحسر من حياة كاملة قائمة على مباديء الإسلام و أفكاره و سلوكه الواقعي ، تشمل الدنيا والآخرة و الأرض و السماء و الحاكم و المحكوم و الرجل و المرأة و الأسرة و المجتمع ، لكي يصبح جزئيات مبعثرة لا رابط بينها و لا دلالة فيها ، كالرقعة الشائهة في نسيج غير متناسق الأجزاء ؟
كيف نبتت تلك الأفكار العجيبة التي تقسم الإسلام مشاعر من ناحية و سلوكا عمليا من ناحية أخرى ، ثم تفصل بين هذه و تلك ، و تتصور أن المشاعر وحدها يمكن ان تكون اسلاما بمعزل عن السلوك ؟! كيف دار في أخلاد المسلمين أنهم يستطيعون أن يستوردوا اقتصادياتهم من أي نظام على وجه الأرض غير اسلامي ، و يستورودا أصول مجتمعهم و قواعده من أي فكرة على وجه الأرض غير اسلامية ، و يستوردوا تقاليدهم من أي مجتمع على و جه الأرض غير مسلم ، ثم يظلوا مع ذلك مسلمين ؟!
كيف أمكن ان يتصور المسلم انه يستطيع أن يخالف تعاليم ربه في كل شيء ، و يخون أماناته كلها ، فيغش و يكذب و يخون و يخدع ، و يتجاوز المتاع المباح إلى المتعة المحرمة ، و يقبل الذل و المهانة حرصا على هذا المتاع ، و يخلي نفسه من تبعات إقامة المجتمع المسلم سواء بسلوكه الذاتي أو بالدعوة إلى هذا المجتمع ، و يشارك بذلك كله في إقامة مجتمع غير مسلم ، قائم على الظلم و الإنحراف و المعصية .. ثم يتصور بعض ذلك أن بعض ركعات في النهار - مخلصة أو غير مخلصة – يمكن أن تسقط عنه تبعاته أمام الله و تسلكه في عداد المسلمين ؟!
كيف أمكن أن تتصور المسلمة أنها تستطيع أن تخالف تعاليم ربها و تخون أماناته : فتغش و تكذب و تحقد و تغتاب .. و تخرج عارية تعرض فتنتها في الطريق لكل عين نهمة و جسد شهوان ، و تخلي نفسها من تبعات إقامة المجتمع المسلم ، سواء بالسلوك المستقيم في ذات نفسها ، أو بتربية أبنائها عليه ، أو بالدعوة إلى ذلك المجتمع .. و تشارك بذلك كله في إقامة مجتمع غير مسلم قائم على الظلم و الإنحراف و المعصية .. ثم يدور في خلدها بعد ذلك أن " النية الطيبة " في داخل قلبها يمكن أن تسقط عنها تبعاتها أمام الله و تسلكها في عداد المسلمات ؟!
من أين أتت تلك الأفكار الغريبة التي تقول : ما للدين و نظام المجتمع ؟ ما للدين و أفقتصاد ؟ ما للدين و علاقات الفرد بالمجتمع و بالدولة ؟ ما للدين و السلوك العملي في واقع الحياة ؟ ما للدين و التقاليد ؟ ما للدين و الملبس ؟ ما للدين و الفن ؟ ما للدين و الصحافة و الإذاعة و السينما و التلفزيون ؟
و باختصار .. ما للدين و الحياة ؟ ما للدين و الواقع الذي يعيشه البشر على الأرض ؟!
لا شك أن هناك أسبابا كثيرة لهذا " الإنحسار " الذي يعانيه الإسلام في نفوس المسلمين. فلم يكن كذلك المجتمع المسلم حين كان يمارس حقيقة الإسلام . بل لم يكن كذلك المجتمع المسلم إلى عهد قريب – مع كل ما أصابه من فساد خلال القرون – إلى ما قيل الحملة الفرنسية على وجه التحديد.
لقد بدأت الفرقة بين مثل الدين و السلوك الواقعي مبكرة في تاريخ الإسلام .. من عهد الأمويين مثلا .. و لكنها كانت فرقة لا تخل بقواعد المجتمع الإسلامي في مجموعه. كانت الحكومة في العاصمة هي التي تفسد – فسادا جزئيا – في سياسة الحكم و المال. و لكن المجتمع في غير العاصمة ظل إلى حد كبير يمارس أصول الإسلام و قواعده ، و تحكم حياته المفاهيم الإسلامية في الكليات و الجزئيات. و الأهم من ذلك كله أن نظام المجتمع كان يقوم على الإسلام ابتداء ، و يستمد قوانينه كلها من شريعة الإسلام و لا يستمدها من مصدر سواه. ثم اتسعت هذه الفرقة حين حكم الأتراك .. و مع ذلك فقد ظل كثير من أمور المجتمع و مفاهيمه إسلامية خالصة ، و كذلك سلوكه العملي و أخلاقه و معاملاته و تصوراته و أفكاره. حتى كان الغزو الصليبي الأخير في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر. و امتداده في القرن العشرين. وعند ذلك حدث اختلاف كبير في المجتمع المسلم .. و اختلال كبير .. هذا الخط أدى إلى انحسار المفهوم الإسلامي الضخم الشامل ، لكي يصبح جزئيات مبعثرة لا رابط لها و لا دلالة فيها . و لكي يصبح مجرد عبادات – مخلصة أو غير مخلصة – يحسب أصحابها أنه الإسلام كله ، و أنهم ملاقوا ربهم بها و قد رضي عنهم و رضوا عنه .. حتى و هو يقول لهم في كتابه العزيز إن ذلك ليس الإسلام كما أراده الله !
فإذا عرفنا كيف نبع هذا الإنحراف و امتد .. فلعلنا أن نصحو إلى ما فيه من كيد .. و لعلنا أن نفيء إلى الله و إلى أنفسنا .. و نعود مسلمين .. و الله الموفق إلى ما يريد
|
عن .. " هل نحن مسلمون "
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
مدخل ثاني .. مكسب .. بين إسلام الله و رسوله .. و إسلام أبو آمنة
في حديث ما معناه .. " يوم القيامة يأتي النبي و معه الرجل .. و يأتي النبي و معه الرجلان .. و يأتي النبي و ليس معه أحد "
" و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا و هم مهتدون "...".... " .. " قيل أدخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون* بما غفر لي ربي و جعلني من المكرمين "
" ثم استوى إلى السماء و هي دخان فقال لها و للأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين "
" و من يرغب عن ملة ابراهيم إلا من سفه نفسه ...... * إذا قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين* ووصى بها ابراهيم بنيه و يعقوب يا بني ان الله قد اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمين "
" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم "
" و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا "
" و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم و من يعص الله و رسوله فقد ضل ضلالا مبينا "
" كل امتي يدخل الجنة إلا من أبى .. قيل : و من يأبى يا رسول الله .. قال : من أطاعني دخل الجنة و من عصاني فقد أبى "
" تركت فيكما شيئان ان تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله و سنة نبيه "
" تركتم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك"
" أما بعد فان خير الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم ، و شر الأمور محدثاتها و كل بدعة ضلالة"
" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد "
" ... و إن من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ( أي الأنياب ) ، و إيكم و محدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة "
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
و الآن إلى مضابط حواري معك من دون تأخير ..
في البداية لفت نظري العنوان .. التاريخ .. العفاف الإسلامي .. محاكمة الأنبياء .. في الحقيقة كان أيا منها كافيا لدخولي هذا المكان .. و إذ رأيتها مجتمعة كانت تبدو لي .. ك " علي بالطلاق تلاتة إلا تخش " .. و دخلت .. و لم أخرج حتى الآن.
لا أدري لماذا تبادر إلى ذهني صحن " الفتة " اللذيذ و أنا أواصل قرآتي لهذا المقال حتى و إن لم أكن سعيدا به .. ربما لأنه الطبق الوحيد الذي يمكن أن تخلط فيه جميع أصناف الطعام دون أن يعترضك أحد .. بل أنه رغم ما قد يحتويه من متناقضات قد يكون ألذ مافي المائدة .. ناهيك عن قدرته على أداء مهمته على أكمل وجه .. فطورا ، غداءا كان أم عشاءا .. و هنا أعلم أن قومي يقينا يعلمون .. خصوصا العزابة .. و الطلبة منهم على وجه التحديد.
أواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
أتفق معك أن للمقال قضية .. و أن هناك مشكلة .. مشكلة فينا .. في مجتمعنا و في البورد .. لكن القضية و إسقاط القضية كان مختلا بعض الشيء .. الفرق بين المقدمة و المضمون .. جعل المسألة - عن قصد أو بدون قصد - تبدو و كأنها موجهة اتجاها فكريا معينا .. لخدمة غرض معين .. أكثر من كونها محاولة صادقة لحل إشكالية نعاني منها.
نعم .. صدقت .. و صلت المسألة حد الإفراط .. و السخف في استخدام التعابير الجنسية للفت أنظار القراء خلال الفترة الماضية .. هناك مشكلة في البورد .. الكثير من البوستات الجادة تشكو لطوب الأرض من قلة القراء .. كنت اتساءل أحيانا بيني و بين نفسي .. حينما أتأمل قليلا في حال البورد .. هل نحن نقتل الإبداع .. أنظر لبعض قصائد الأستاذ صديق ضرار فلا أجد إلا مئات قليلة من المطلعين . . أعود إل تداعيات يحي فضل الله .. فأجد عدد المتابعين كذلك .. هذا على سبيل المثال لا الحصر .. أما المواهب الجديدة و المبدعين من مغموري الأسماء .. فلهم الله .. لا يكاد يقرأ لهم أحد .. إن أصبحوا فصفرا .. و إن امسوا فآحادا .. أم بوستات الردحي و المشاكل و الألفاظ النارية .. فماهي إلا سويعات .. إلا و يحمل الأعمى منا المكسر .. و تتوالى الأفواج .. مائة بعد مائة .. أسبوع واحد فقط .. و يسجل رقم قياسي جديد .. و الحال نفسه هنا حين يدور الأمر عن أو حول الجنس .. لكن ما السر في هذا .. أهو التاريخ .. العفاف الإسلامي أم الأنبياء .. أم أن المشكلة مشكلة مجتمع .. لا أكثر و لا أقل .. الغالب الأعظم من المشاركين هنا يدخل البورد للتسلية و تمضية الوقت فقط .. فلا هدف و لا رسالة .. و لا حتى مفاهيم تربوية صحيحة .. فلو كانت بوستات المشاكل على سبيل المثال تجد منا الإعراض و الإستهجان .. لم كان لها أن تنمو هذا النمو البشع .. و لو كنا نشجع الإبداع فعلا .. لكنا الآن قد خرجنا للعالم عشرات أمثال الطيب صالح و مصطفى سند و المرحوم عبدالله الطيب.
معظم البوستات التي ذكرت أعلاه لم تكن تغليفا للرأي .. و لا أدري لم اعتبرتها كذلك .. كما أن معظمها أيضا لا علاقة له بالخطاب الديني .. أو الدين أصلا .. البوستات التي ذكرت كانت تناقش مواضيع عناوينها .. و إن استغل اللفظ الجنسي بشكل سافر و مقصود للفت الأنظار إليها.. و قد فعلت .. و هذه مشكلة فينا نحن كمجتمع .. لا كإسلاميين.
أواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
كنت أحتاج .. للمداخل التي ابتدأت بها نقاشي معك .. فالواضح أن الخلاف بيننا أعمق من مجرد الأفكار التي طرحت ..
لو كنت قلت فقط .. كثير من الإسلاميين .. ربما لكنت كففتني غرب الرد عليك .. لكن اسلوب التعميم و الجمع الذي استخدمته عن الإسلاميين و الخطاب الديني في حديثك .. لم يترك لي خيارا في الرد عليك .. عن نفسي أنا مسلم عادي للغاية .. من دون حزب و لا جماعة .. لكني لا أستطيع أن أفهم بعقليتي البسيطة .. كيف يكون هناك مسلم إسلامي .. و مسلم لا إسلامي !!؟ .. و لو أنك لم تشمل و لم تعمم .. لقلت لك .. نعم .. و استعير لفظك .. هناك من الإسلاميين من يرى - وهنا أيضا - معظم - مايرد إلينا من الغرب .. بمنظور متشكك .. سواء ألبسها ثوب الغزو الجنسي .. أو الغزو الصليبي .. أو أو .. وربما كانت نظرته هذه .. من الوجاهة بمكان.. فلا أحد يحمل أويعلم الحقيقة المطلقة كما تقول .. إلا الله سبحانه و تعالى. أواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
أما عن كون المسلمين و بلاد الإسلام .. أكثر عفة و أخلاقية من بلاد الغرب
أعندك في ذلك شك !! إن كان فقد أصبتني في مقتل .. فهما الشيئين الوحيدين الذين كنت أراهن انهما قد بقيا لنا في زمن لم نعد نملك فيه شيء .. سوى عفة و شوية أخلاق .. و لا أدري حقيقة عن أي حقب التاريخ تتحدث .. و هل تعتبر حاضرنا الآن في السودان ضمن التاريخ الإسلامي الذي ذكرت أنه يمتد من ماليزيا إلى السودان .. و هل تعتبر مثلا مجتمع البورد هنا مجتمعا إسلاميا .. و هل مجتمعنا الآن في السودان كذلك ؟ .. كلها أسئلة دارت في ذهني و أنا أقرأ كلماتك .. لكن حتى و إن افترضنا انك تعني الحاضر .. فهل من المعقول أنك تعتبرنا و تعتبر مجتمعنا و الذي من أفراده أنا و أنت و زملاءنا و زميلاتنا في البورد و أهلنا في السودان .. أو في الخليج .. أو أي من بلاد العالم الإسلامي أقل عفة و أخلاقية من بلاد الغرب .. إن كان فعفوا لك .. ما أنصفتنا و الله .. و أما إن كنت تتحدث عن الماضي فو الله كنا في الماضي أكثر دينا و التزاما و أدبا و أخلاقا و حياء.
أواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
لا أدري ما وجه العجب في أن يراهن الخطاب الديني على العفة و الأخلاق .. بل كيف لا .. و الدين الإسلامي مبني على الأخلاق .. " يابني آدم إن أنزلنا اليكم لباسا يواري سوءاتكم و ريشا و لباس التقوى خير .. " .. أخلاق في البيت ، في الشارع ، في السوق ، في العمل .. أخلاق مع الكبير ، مع الصغير ، مع المرأة ، مع الجار ، مع الضعيف ، مع المسكين .. أخلاق في المعاملة ، في التجارة ، في السلم ، في الحرب .. أخلاق مع الإنسان ، مع الحيوان ، مع الطير ، مع الشجر .. و الآيات و الأحاديث و الأمثلة في ذلك لا تعد و لا تكاد تحصى .. " المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده " .. " كل المسلم على المسلم حرام .. " .. " من غشنا .. " " ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا " .. " ليس المؤمن بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش .... " .. " و لا تجسسوا و لا يغتب بعضكم بعضا .. " .. " حق الطريق " .. " حقوق الجار " .. النميمة و الحسد .. " رحم الله رجلا سمحا إذا باع و إذا اشترى و إذا اقتضى " .. " لا تقتلوا امراة و لا طفلا و لاشيخا كبيرا و لا تقطعوا شجرة .. " .. و أحاديث حسن الخلق .. " لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن ، و لا يشرب شارب الخمر حين يشرها و هو مؤمن ... " .. و الكثير .. الكثير .. مما يحتاج مني لمجلدات .... و الخلاصة .. " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .
لكن هنا لدي تساؤل .. ما هو هذا الخطاب الديني المقصود .. المسلمون الآن ثلاثة و سبعون فرقة .. تتفاوت في خطاباتها تفاوتا واضحا .. بما فيها هذا الخطاب المطروح في هذا البوست .. الجمع و التعميم بهذا الشكل .. خلط مخل .. لا يفيد قضية و لا يحل مشكلة.
أما كون مفهوم الأخلاق عند الإسلاميين مفهوم جنسي محض بمعزل عن جوانب الأخلاق الأخرى .. فهذا من قبيل الخصومة العمياء .. التي تلقى القول جزافا حتى تنفر من الآخر .. قل هناك من المسلمين من لا يتجاوز عنده مفهوم الأخلاق .. المفهوم الجنسي فقط .. هنا سأقول لك .. نعم .. هناك من هم كذلك .. تصوير الإسلاميين على أنهم ارهابيين ، غشاشين ، أفاقين و همج .. لا هم لهم سوى اشباع غرائزهم .. هذه هي الصورة التي يعكسها عنا " ذوي الأخلاق " من الغرب .. في أدبياتهم ، اعلامهم و افلامهم .. عننا جميعا .. عن المسلمين ككل بما فيهم أنا و أنت .. أنت لم تفعل سوى أن أعدت ترديد نفس الدعاية المفتراة .. بعد أن سحبت نفسك منها.
أما كون أن ظواهر الفساد " متفشية " في المجتمع الإسلامي منذ ظهور الإسلام إلى هذه اللحظة .. فهذه فرية منك لا تحمد عليها .. كان هناك فساد .. و شذوذ .. و انحرافات خلقية .. مذكورة حتى في الأحاديث النبوية .. لكنها في المجتمع الإسلامي أبدا لم تكن ظواهر جماعية متفشية ..
أواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
لنستريح من النقاش قليلا .. في هذه القراءة السريعة .. كيف بدأ خط الإنحراف و كيف امتد ؟
هل كان من الممكن أن يحتفظ المجتمع الإسلامي بصورته الرفيعة العالية إلى فترة طويلة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم ، و ذهاب التأثير المباشر الذي كان لشخصية الرسول صلى الله عليه و سلم على نفوس الناس ؟ لا نكون واقعيين إذا اجبنا على هذا السؤال بالإيجاب ! و لكنا لا نكون واقعيين كذلك إذا قلنا إن وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم ، و ذهاب تاثير شخصيته المباشر على نفوس الناس ، معناه تحطيم المجتمع الإسلامي و تدمير قواعده من الأساس. لا نكون واقعيين .. و لا نكون مؤمنين ! لا نكون واقعيين ، لأننا نبخس الكيان البشري قدره إذا قررنا أن إيمان الإنسان بالمثل و المباديء و القيم شذوذ في حياته ، يحتاج إلى قوى خارقة لتثبيته ، فإذا احتجبت تلك القوى الخارقة ذهب الإيمان ! نبخسه قدره ونغفل الواقع الذي عاشه الإنسان بالفعل على مدار التاريخ مؤمنا بالمثل و القيم و المباديء ، و عاملا على نشرها و تثبيتها ، و كادحا من أجلها في واقع الحياة. و نغفل كذلك الواقع الإسلامي كذلك ، الذي عاشه الإسلام اكثر من ألف عام !! و لا نكون مؤمنين ، إذا تصورنا أن الله سبحانه و تعالى يصنع للناس هذا الصنيع كله ، فينزل عليهم كتابه ، و يرسل لهم رسوله ، و يكلفه ما كلفه من إقامة أمة على هدي الكتاب ، و تربيتها على تشريعاته و توجيهاته ، و يفصل لهم في كتابه ما فصل من التشريع و التوجيه .. ليكون ذلك كله موقوتا ببضع سنين .. أو بضع عشرات من السنين ! إنه عبث يتنزه عنه بعض الفانين من أهل هذه الأرض .. فضلا عن أن يصدر عن الله خالق الكون و الحياة ! كلا ! لم يكن الأمر الطبيعي أن تتقوض أركان المجتمع المسلم و تنحرف اصوله لمجرد و فاة الرسول صلى الله عليه و سلم ، و ذهاب تأثيره المباشر على نفوس الناس. و لم يكن طبيعيا ايضا أن تظل على مستواها السامق الرفيع ! كان طبيعيا أن تهبط بعض الشيء! فقد ارتفع الناس كلهم على ذواتهم بالتأثير المباشر لشخصية الرسول ، فحين يذهب هذا التأثير المباشر ، فمن الطبيعي أن يرجعوا إلى ذواتهم و يعيشوا في هذه الحدود.. نعم .. و لكن ما هذه الحدود ؟ إنها الحدود التي يصنعها الإسلام .. و فرق بين الإسلام و بين شخصية الرسول ! " يا أيها الناس : من كان منكم يعبد محمدا فإن محمدا قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ! " تلك الكلمة الصادقة التي قالها أبوبكر رضي الله عنه عقب و فاة الرسول صلى الله عليه و سلم . و الإسلام كلمة الله .. فهي كلمة حية لا تموت ! و تأثير الإسلام في نفوس الناس دائم ، لأنه يعقد الصلة المباشرة بين قلوب الناس و بين الله .. الحي الذي لا يموت .. فيتبعون كلماته ، و يربون انفسهم على ما يريد. ثم إن تأثير شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم ليس مقصورا على فترة حياته ، فالقدوة فيه والأسوة قائمة ما فتح الناس لها القلوب .. و من هنا ظل الناس مسلمين بعد وفاة الرسول ! و إذا كانت الفترة " المثالية " من حياة الإسلام لم تدم ، و لم يكن لها في علم الله و في طبائع الأشياء أن تدوم ، فقد كان ينبغي أن توجد ، لتظل باهرة معروضة للأنظار ، تحاول الأجيال المتعاقبة منها ما تستطيع ، و يصل إلى مستواها الرفيع أفراد متعاقبون على مدار الأجيال ، يعيدون للإسلام قوته و حيويته كلما بعد العهد ، و طالت الشقة ، و تهاوى الناس في الطريق ! و تلك – فيما نحسب – حكمة و جود تلك الفترة النادرة بكل مثاليتها ، كما قدرها الله في عليائه ، و كما تحققت في واقع المسلمين أربعة عشر قرنا توالت فيها الظلمات و النور !
كان المفروض إذن أن يستمر المجتمع الإسلامي مسلما ، و يمتد في أرجاء الأرض ، و يقيم قواعد الإسلام ، و يعيش في مفهومه .. إلى ما يشاء الله بعد و فاة الرسول عليه الصلاة و السلام. و قد حدث شيء كثير من ذلك الأمر المفروض .. و لفترة طويلة جدا من التاريخ. لم تستو الحياة – في كل جوانبها – على الأفق الأعلى الذي كان و قت حياة الرسول و خلفائه الراشدين ، و لكنها ظلت مع ذلك عالية .. عالية جدا بالنسبة لكل ما عرفته الأرض من نظم و قيم و حضارات. و قد مر بنا قول المستشرق ولفرد كانتول سميث أن المحاولة الإسلامية لنشر العدالة بين الناس كانت و ما تزال أشد المحاولات جدا و أكثرها جهدا. كما مر بنا من أقوال غيره من المستشرقين ما يبين كيف امتد المد الإسلامي في مختلف مرافق الحياة حتى شمل الأرض المعروفة كلها في ذلك الحين ، و استضاءت به أوروبا في كل مرفق من مرافق نهضتها الأخيرة في العصر الحديث. و المعاني " الإنسانية " التي رسخها المسلمون في الضمير البشري ، و التي التقطتها أوروبا في الحروب الصليبية مرة ، و في الجامعات الإسلامية في الأندلس و الشمال الأفريقي مرة .. داخلة كما مر بنا من قول " برويفولت " في كل الأسس الحضارية التي يقوم عليها العالم المتحضر اليوم. فليس صحيحا إذن ما اندس في أوهام بعض المسلمين أنفسهم ، من أن الإسلام قد انتهى بعد فترة الرسول و الخلفاء الراشدين ! الصحيح فقط أن الفترة المثالية قد انتهت ، و بدأت فترة " عادية " من تاريخ الإسلام ، و إن كانت – و هي عادية بالنسبة للإسلام – أعلى فترة في تاريخ الأرض.
نتابع القراءة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
لنستريح من النقاش قليلا .. في هذه القراءة السريعة .. و لكن خط الإنحراف بدأ منذ ذلك الحين .. بدأ منذ العصر الأموي أول كسر في المباديء الإسلامية في سياسة الحكم و سياسة المال ، إذ بدأ " الملك العضوض " بنظامه الوراثي و مظالمه ، و بدأ ما يشبه افقطاع في محيط الأمراء و اتباع السلطان. و مع ذلك فقد ظل المجتمع إسلاميا في مجموعه. كانت العاصمة وحدها هي التي فسدت. فسدت فسادا جزئيا في سياسة الحكم و المال بالنسبة للملوك و الأمراء. لكن ما زال أولئك الحكام أنفسهم – رغم انحرافهم – يقرون بمباديء الإسلام و يحكمون شريعة الله في شئون الناس ، كبيرها و صغيرها ، مع التحايل عليها أحيانا فيما يختص بأشخاصهم و أقربائهم في شئون الحكم و المال.
و هو فساد ما في ذلك شك . و لكنه كما قلنا فساد جزئي لم يتعد العاصمة إلى بقية المجتمع الإسلامي. و لم يتأثر به المسلمون إلا قليلا في حياتهم اليومية، فظلوا يعيشون في مفهوم الإسلام و يكيفون به حياتهم ، و يعملون – في عالم الواقع – على نشر المد الإسلامي في بقاع الأرض ، شاعرين بالإستعلاء الذي يصنعه الإيمان في نفوس المؤمنين. شاعرين بالتبعة الكبرى التي يفرضها الإيمان عليهم في ذوات انفسهم و في مجتمعهم ، شاعرين بافخاء الحقيقي الذي يجمع المؤمنين بعضهم ببعض. شاعرين بالمودة و التعاون. شاعرين انهم أمة واحدة : يدخل المسلم إلى اي قطر من أقطار الرض المسلمة ، فإذا هو – بصرف النظر عن الحكومات و خلافاتها – أخ لكل من فيه من المسلمين ، يتلقى منهم المودة و العون و الأخوة ، و يمنحهم من نفسه ما يمنحونه من نفوسهم. شاعرين أن المال مال الله ، و الناس كلهم شركاء فيه ، لا الغني مستأثر و لا الفقير محروم . شاعرين أن سلوكهم الشخصي ينبغي أن يكون مطابقا لما يريده الله و رسوله – بقدر ما و سعهم من جهد – و هو جهد كبير في واقع الأمر – و أن شريعة الله هي المصدر الدائم للحياة ، و الدستور الذي لا دستور غيره لحكم حياتهم و تنظيم العلاقات بين الناس ، و أن عليهم ان يعملوا في عالم الواقع بالعلم و العمل و الجهد الجاد لتحقيق الإستعلاء و القوة ، و هداية البشرية كلها إلى النور. و في ذلك كانت الفتوح التي يعرفها التاريخ في كل مناحي الحياة
نتابع القراءة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
لنستريح من النقاش قليلا .. في هذه القراءة السريعة ..
ثم جاء العصر العباسي .. و دخل الفرس في توجيه سياسة الدولة و تشكيل صورتها . و دخل في " الفكر الإسلامي" بعض المفاهيم الغريبة عليه – و أبرزها الصوفية و الفلسفة النظرية التجريدية الغريبة على التصور الإسلامي في واقعيته المثالية- كما دخل العاصمة كثير من ألوان الفساد الخلقي ، و انتشر في قصور الخلفاء و الأمراء و الأتباع جو من اللهو و الفسوق و التفاهة و الإنصراف عن الكدح و الجد .. لا يعرفه الإسلام و لا يمكن أن يسيغه.. من جوار و مطربين و ملهين ، و ألوان من البذخ الفاحش ، و الترف الفاجر ، و أدباء يمدون لهذا كله ليرتزقوا .. و يقدمون المادة المتعفنة التي تستهلكها هات القصور ، و يبعدون " بالفن " عما يمكن ان يكون فنا اسلاميا حقيقيا ، ينبع من الحقيقة الإسلامية الكونية و يترجم عنها ، و يجعلون منه أداة للزلفى حينا ، و للتلهية و التطريب حينا آخر .. و قلما يعبرون فيه عن معاني الحياة.
و انعكس شيء من هذا كله على المجتمع الإسلامي و لا شك. لكنا نأخذ صورة غير صحيحة عن هذا المجتمع إذا تصورناه كله على صورة العاصمة الفاسدة الفاسقة المنحلة ، و قصور الخلفاء و الأمراء و الأتباع التي تزخر بالترف و الفجور.
و لئن كانت كتب التاريخ – و الغربي منها خاصة – قد عنيت عناية كبيرة بإبراز هذه الصورة للإسلام في تلك الفترة ، فالذي يعرف – إلى ما قبل جيل واحد – كيف كانت تعيش العاصمة و كيف كان يعيش الريف في كل البلاد الإسلامية ، يدرك من فوره ذلك الفارق الكبير بين الحياتين ، و يدرك أن فساد العاصمة و تبذلها لا يعني شيئا كثيرا بالنسبة لبقية المجتمع ، المحافظ على تقاليده ، بعيدا عن العاصمة و ترفها المجنون. و نحن هنا لا نؤرخ - كما تصنع كتب التاريخ – لملوك المسلمين و " خلفائهم .. و انما نستعرض تاريخ المجتمع الإسلامي ، تاريخ الأفراد العاديين الذين يكونون مجموع الأمة ، و يمثلون حقيقة الفكرة التي يعتنقونها.
و قد قلنا إن شيئا من هذا الفساد المستشري في العاصمة قد انعكس على المجتمع .. و لكنه شيء ضئيل بالقياس إلى هذا الفساد. فلئن كانت الخمر و الجواري و اللهو و الطرب هي " المودة " في قصور العاصمة ، التي تنفق فيها الأموال و ينفق فيها الأموال و ينفق فيها الجهد البشري ، فقد كان في تلك العاصمة ذاتها علماء يعكفون على عملهم بعيدا عن ضوضاء القصور و زخارفها ، يترجمون و يؤلفون و يتابعون ابحاثهم في مراصدهم و معاملهم و مكتباتهم الخاصة .. و كان فقهاء يعكفون على دراسة الفقه و يتبحرون فيه و يضيفون إلى تراثه بروح إسلامية خالصة. و كان جغرافيون يجوبون الأرض ليكتشفوا ارض الله الواسعة و يكتبوا عنها كتابة علمية جادة مخلصة تتميز بالأمانة العلمية و الدقة في التحصيل و التسجيل. و كان دعاة يجوبون الأرض ليدعوا الناس إلى الإسلام في الصين و أندونيسيا و غيرهما من أقاصي آسيا ، و في السودان شرقه و غربه من المحيط إلى المحيط .. و كان مجاهدون يدخلون المعارك ضد أعداء الإسلام في كل مكان .. ثم كان" الفرد العادي " في المجتمع ، في المدن و الريف و البيداء مسلما يعيش بروح الإسلام و يحكمها في حياته ، يتجنب الحرام و يسعى إلى الحلال ، مسترشدا بهدي الله و رسوله ، و محافظا على تقاليد المجتمع المستمدة من تقاليد الإسلام.
و ليس معنى ذلك بطبيعة الحال أن هذا المجتمع كان مثاليا و فاضلا في جميع تصرفاته .. فذلك لم يحدث في أي مجتمع في الأرض في أية فترة من فترات التاريخ .. و لا المجتمع الذي رباه على عينه رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و لكن معناه أن الخير فيه يغلب الشر .. و نوازع الرفعة تغلب على نوازع الهبوط .. و التقاليد الفاضلة تغلب على التقاليد المنحلة. كان هذا المجتمع في مجموعه أدنى درجة من مجتمع العصر الأموي .. و لكنه بعد مجتمع " مسلم " .. يعيش على مفاهيم الإسلام ، مع درجات من الإنحراف في هذه المفاهيم هنا أو هناك.
هنا نقف عن القراءة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
معذرة .. للإنشغال
المجتمع الإسلامي من عصور ما قبل الإسلام !! و حتى اليوم عرف كل أنواع الشذوذ الجنسي و في مقدمتها اللواط ...
الفهم الوحيد الممكن لهذه العبارة .. هي أنك تقصد الرسالات السماوية السابقة و مجتمعات أنبياء الله في الأرض قبل الإسلام .. يعني دخل في الموضوع اليهودية و المسيحية .. ألا يدفعني هذا الى افتراض أن مشكلتك الحقيقية ليست مع الإسلام في حد ذاته .. بل الدين .. أي دين !! .. الشذوذ الجنسي في عصور ما قبل الإسلام لم اقرأ عنه - شخصيا - إلا في قوم لوط .. فهل يمكن إعتبار مجتمع قوم لوط حسب العبارة .. مجتمعا إسلاميا .. و على أي أساس .. و الله عذبهم عذابا ما عذبه أحد من العالمين .. على أي أساس .. و الله يقول عنهم .. " و لم نجد فيها غير بيت من المسلمين " .. هنا .. ولأول مرة أتذوق – فعلا- طعم " السلطة " في الفتة .. لكني لم أستسغ أبدا .. " بذر الليمون ".
إذا ذكرت الشذوذ في الإسلام .. تبادر إلى ذهنك " أبونواس " .. إذا ذكرت الزنا - و العياذ بالله – تبادر إليك هو .. شرب الخمر .. تبادرت إليك " خمرياته " .. فهل المجتمع الإسلامي كله .. الحسن بن هانيء .. و يحي القاضي .. و بشار بن برد .. و ما نسب زورا و بهتانا لهارون الرشيد !!؟
و هل لنا أن نذكر لأبو نواس " الحسن بن هانيء " .. تلك الأبيات الجميلة التي جاد بها قبل موته .. - و التي تمنى غير واحد من الشعراء لو أنها له بشعره كله - .. يتوب بها إلى ربه و يعتذر ..
الهنا ما أعدلك .. مليك كل من ملك لبيك قد لبيت لك .. لبيك إن الحمد لك و الملك لا شريك لك
ما خاب عبد سألك .. أنت له حيث سلك لولاك يا رب هلك .. لبيك إن الحمد لك و الملك لا شريك لك
كل نبي و ملك .. و كل من أهل لك سبح او لبى فلك .. لبيك إن الحمد لك و الملك لا شريك لك
إلى آخر القصيدة ..
و نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
عذرا عزيزي مكسب
سوف اقوم بتأجيل ردي عليك حتي تكتمل مداخلتك
ولكني في ذات الوقت سوف اقوم بأخذ نموذج آخر واقوم يتحليله وفق هذا المقال وبكل تأكيد النوذج هو التجاني المشرف ( أحد أمراء المؤمنين ) ( كرمز للاسلاميين والجبهة الاسلامية وحماة العقيدة ) المستخلفون في الأرض ورافعي لواء الدعوة الاسلامية الذين فرضوا علينارؤيتهم الخاصة فيما يخص الاخلاق .... ؤلاء الذين حاربوا الحرية والديموقراطية والعلمانية بدعوي انها مدعاة للفجور والفسوق والشذوذ الجنسي فارضين علينا طهارتهم وحسن تدينهم ومقدرتهم علي محاربة الرزيلة بمشروعهم ( الاسلامي ) الحضاري ) وفي الحقيقة انه النموذج الأفضل والأحدث لما كنا نتحدث عنه هنا طوال الشهر الماضي ..
والي التحليل:-
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
في البدء
يجب تحديد بعض الوحدات الأساسية التي سوف نستخدمها من خلال هذا التحليل للنموذج الذي بين يدينا وبكل تأكيد كان من الممكن اختيار اي نموذج مر عبر التاريخ الاسلامي. ولكن لتوفر مصادر البيانات التي لا تخضع لاشكالية النقل والتواتر.
النموذج الذي سوف نتناوله هنا بالتحليل يتكون من جزئين يمثل كل منهما قضية وثيقة الصلة وتموذجا لجوهر هذا الموضوع ...
قضية أنور ابراهيم ... نائب رئيس الوزراء الماليزي قضية التجاني المشرف ... من قيادات الاتجاه الاسلامي والجزب الحاكم في السودان
والرابط بينهما هو حداثة القضيتين وارتباطهما بالعالم والتاريخ الاسلامي لنري هل نحن حقا نقرأ تاريخنا الحديث .. الأقرب ... ناهيك عن تاريخنا البعيد
القضية الأولي:
أنور ابراهيم
نواصـــــل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
نعيد هنا مرة اخري عرضا لقضية نائب رئيس الوزراء الماليزي الأسبق أنور ابراهيم عاما الذي تم تنحيته من منصبه في سبتمبر عام 98، حيث قاد حركة احتجاج ضد الحكومة تم ايقافه بعدها، ثم وجهت له في التاسع والعشرين من الشهر نفسه تهماً بالفساد واللواط وبالتحديد فانه يواجه خمس تهم تتعلق احداها بالفساد المالي وأربعة تهم تتعلق باللواط. ويقضي أنور إبراهيم حكما بالسجن لمدة 15 عاما بعد إدانته
وكان أنور إبراهيم قد أنكر التهم المنسوبة إليه جميعها، وقال إنها لفقت له لمنعه من خلافة رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد. ونفى مهاتير بدوره تلفيق التهم لإبراهيم قائلا إنه شخص منحل أخلاقيا ولا يليق بالحكم.
ومن التغطية الواسعة جدا لهذه القضية يتضح مدي اهتمام كل العالم بأنور ابراهيم وذلك لأن هنالك أكثر من اتجاه معني بهذه القضية.
يقول الدكتور بسيوني حمادة عن أنور ابراهيم تنتاب المرء الدهشة حينما يقرأ ما يحدث لنائب رئيس الوزراء الماليزي ووزير المالية السابق أنور ابراهيم, فتاريخ الرجل في العمل السياسي يشهد له بكفاءة نادرة, كما ان سجل أعماله لانقاذ ماليزيا من الانهيار الاقتصادي جعله محط انظار العالم . ذلك انه اتبع مجموعة من السياسات المالية حالت دون حدوث الكارثة بالاقتصاد الماليزي كما حدث في اندونيسيا.
ولكن من المعروف أن أنور إبراهيم أسس منظمة حركة الشبان المسلمين في ماليزيا في السبعنييات ومعروف أنه ذو توجه إسلامي، و يضيف رئيس الوزراء مهاتير محمد أن أنور إبراهيم بأنه طرف في مؤامرة دولية كانت تستهدف ماليزيا عام 98 أثناء الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها جنوب.. دول جنوب شرق آسيا لأنه أراد أن ينفذ تعليمات وقرارات صندوق النقد الدولي التي يرفضها رئيس الوزراء الماليزي؟
ولكن الشاهد أن ماليزيا كانت علي شفير الانهيار الاقتصادي الذي ضرب النمور الاسيوية والتي تختطتها ماليزيا ومن المعروف أيضا أن الفضل في ذلك يرجع الي رئيس الوزراء الأسبق مهاتير محمد لكن مهاتير محمد استطاع أن ينجح بماليزيا وأن يجعلها تتخطى الأزمة وهي تعيش الآن ازدهار اقتصادي حقيقي، رغم الأزمة التي تعرضت لها الدول الأخرى؟
وأيضا من المعروف الآن أن مهاتير.. محمد يتبنى موقفاً مضاداً للغرب، والغرب يتحسب منه كثيراً ونجح في سياساته في أن ينهض بماليزيا مخالفاً تعليمات صندوق النقد الدولي التي يُقال أن أنور إبراهيم كان يريد أن يفرضها على ماليزيا حينما كان وزيراً للمالية ونائباً لرئيس الوزراء.
هذه بعض المقثتطفات والمداخلات من القضية وما كتب عنها وأوجه النظر المختلفة .
يبقي في الأخير أن حكم المحكمة النهائي هو اسقاط ثلاث تهم وبقاء تهمتين تتعلق احداهما بالفساد المالي والأخري بالشذوذ الجنسي. . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من هو الذي لم يقرأ التاريخ؟ ما بين العفاف الاسلامي . و . محاكمة الانبي (Re: Abo Amna)
|
وهنا عرض قضية التجاني حسن المشرف عضو الجبهة الاسلامية القومية والحزب الحاكم في السودان ...
وكان قد تم اتهامه في الولايات المتحدي الأمريكية بالتعدي الجنسي علي ... رجل مختل عقليا كان في خدمته كطبيب ... وبعد ادانته من المحكمة .. هرب من الولايات المتحدة الي السودان ... واصبح مطلوبا للعدالة ...
هذه الرواية مأخوذة لاحد الذين ادعوا متابعةالقضية عن قرب:
التفاصيل الكاملة فى قضية التيجانى المشرف
هذه هى القصة كاملة كما عشناها من البداية الى النهاية مع بعض الإخوة الآخرين وسوف أترك كل شخص يقيّم بنفسه قرار المحكمة فى هذه القضية بعد أن يمتلك الحقائق كما جاءت فى حيثيات المحكمة كما أذكرها. وعملي هذا ليس دفاعا عن الأخ التيجانى ولا إتهاما له لأننا شهود ولسنا قضاة. هى الحقيقة التي قدر لي معايشتها، فرأيت أنّ من واجبي الإدلاء بها مع علمي أنها ستجر لي غضب من كان يريدها من غيري وليس مني . أسئلة تمهيدية: 1. متى بدأ ت هذه المحنة وكم استمرت؟ بدأت فى ليلة الكريسمس فى عام 2001 وإستمرت الى يناير عام 2004 أى استمرت عامين. 2. هل أعتقل التيجانى؟ نعم أعتقل التيجانى لمدة شهر تقريبا وأخرج من السجن بضمانة مالية ترد لشركة الضمان (Bail Company) فى يوم حضور المتهم المحكمة النهائية. والجدير بالذكر أنّ المحقق قد وعد المحامى واتفق معه على ألا يعتقل التيجانى ولكن بالرغم من الإتفاق قام المحقق باعتقال التيجانى وغضب المحامى من هذا التصرف وأعتبره شئ غير قانونى 3. هل حضر المتهم المحكمة النهائية؟ نعم حضر التيجانى المحكمة النهائية التى أدين فيها ولكن لم يحدد فيها القاضى نوع العقوبة وقام فيها بتمديد فترة الضمان . 4. من الذى قام بدفع الضمان؟ لقد دفع الإخوة الذين عاشوا المحنة لشركة الضمان نسبة 10% من المبلغ الكلى الذى حدد ب25ألف دولار ومن ثمّ قام أخ كريم من فلادلفيا عرف بالنجدة وحسن المعشر وصدق اللسان بتوقيع عقد ضمان مع شركة الضمان بدفع ماتبقى من مبلغ فى حال عدم حضور المتهم للمحكمة النهائية.وألغي الأخ الضمان بعد المحاكمة. كان المتهم فى نفس طول التيجانى ولكن حجمه يقل من حجم التيجانى بنسبة 20% -علما بأنّ التيجانى لا يقل عن 220 رطل- وفى كتف المدعى ميلان بصورة واضحة وكان وكان فصيحا جدا يجيد الأخذ والرد. 5. هل عمل مع المدعى سودانيون آخرون من قبل؟ وماذا قالوا عنه؟ نعم عمل معه أكثر من أخ سودانى وشهدوا بمشاكله السلوكية. هل عمل التيجانى مع المدعى فترة طويلة من الزمن؟ لم يعمل التيجانى مع المدعى سوى ليلة واحدة هى الليلة التى أتهم فيها التيجانى وكانت على حسب ماذكر فى المحكمة بين الساعة العاشرة والنصف مساء الى الساعة السادسة صباحا. أى أن إحتكاك التيجانى مع المدعى وغيره من سكان البيت دام لمدة 8 ساعات تقريبا يخصم منها فترة النوم. 9. هل عمل التيجانى فى بيت المدعى من قبل؟ لا، لم يعمل التيجانى فى هذا البيت من قبل وإنما طلبت منه الشركة العمل فى ليلة الكريسمس (Christmas Eve) لأنّ الموظفين الأمريكان إعتذروا بحجة العيد
10. هل كان التيجانى فى منزل المدعى وحده؟ لا، لقد كان هناك إثنان آخرون من سكان المنزل (clients)، وبالإضافة لذلك كانت مديرة (Manager) المنزل موجودة مع التيجانى فى نفس الليلة وفى نفس البيت وذهبت لغرفتها حوالى الساعة 11 مساء. 11. أين تقع غرفة المدعى؟ تقع غرفة المدعى مقابل غرفة ال (Manager) ويعيش فيها وحده. 12. أين قضى التيجانى ليلته؟ قضى التيجانى ليلته فى صالة الضيوف حيث التلفزيون 13. كم سنة عمل التيجانى فى هذا المجال؟ كان يعمل من سنة 1998 الى 2001 وعمل فى شركات مختلفة. 14هل أتهم التيجانى بالإغتصاب أم بالإعتداء الجنسى وما الفرق بينمه فى نظر القانون الأمريكى؟ أتهم التيجانى بالإعتداء الجنسى (sexual assault) ولم يتهم بالإغتصاب (rape) والفرق بينهما حسب المراجع القانونية هو أن الإعتداء الجنسى يعرّف بأنّه "The crime of intentionally touching another person in a sexual way without that person's consent, or when that person lacks the capacity to give legally effective consent" أمّا الإغتصاب فيعرّف بأنّه "The act of unlawful sexual intercourse accomplished through force or threat of force by one party and implying lack of consent and resistance by the other one" ماذا دار فى المحكمة؟ : أختار التيجانى أن يحكم عليهّI القاضى وحده. (وهذا الإختيار تمّ بطلب من محامى التيجانى وهو الذى أقنع التيجانى بقناعته ببراءته وواثق من القاضي ولم يخسر معه أى قضية. أمّا التيجانى فقد كان مطمئنا لهيئة المحلفين إلا أنّ وعود المحامى غيّرت رأيه وقد ندم على هذا الإختيار ندما شديدا)
رواية المدعى فى المحكمة: المحكمة: هل يمكن أن تقصّ علينا ما حدث؟ المدعى: نعم، "لقد صحوت من النوم مبكرا لأنّ اليوم كان يوم عيد "الكريسمس" وكان ذلك حوالى الساعة الخامسة صباحا وبدأت العب فى "النينتندو" وإذا بالتيجانى يدخل علىّ فى غرفتى وأنا راقد على بطنى وعلىّ لباس داخلى فقط وسألنى هل تريد دلكا ؟ فقلت لا فبدأ يدلك ظهرى وحاولت أن أصده بيدى ولكنه ثبتّ يدى بقوة بيده وواصل الدلك وبعد قليل شعرت بشئ لزج على ظهرى فعلمت أنّه منى" [اذا كان المتهم ممسك بيد المدعى حتى لا يقاوم وبيده الأخرى يدلك فى ظهر المدعى، كيف استطاع أن يخلع المتهم لباسه ليقذف منيا أو ينزل مذيا؟ وطالما أنّ المتهم لم يدخل عضوه فى إست الرجل فلماذا لم يكتفى بالقذف فى ملابسه (الهاء راجعة للمتهم) بدلا من ظهر الرجل؟ وكيف يستقيم هذا مع شهادة المدعى بأنّه لم يرى المتهم عريانا ولم يرى ذكره كما سيأتى. المحكمة: هل خلع المتهم لباسه أمامك؟ المدعى: لا لم يفعل. المحكمة: هل رأيت ذكر المتهم؟ المدعى: لا لم أرى منه شيئا. المحكمة: ولكن كيف علمت أنّ الشئ اللزج هو منى؟ المدعى: أنا وأخى كنا نعمل لبعضنا بعضا سابقا وقد عرفت لزوجة المنى من ذلك الوقت. المحكمة: هل رقد المتهم على ظهرك؟ المدعى: لا، لم يفعل. المحكمة: هل شعرت بذكره يتخللك ((penetration؟ المدعى: لا، لم يحدث ذلك. المحكمة: كم قضى المتهم فى غرفتك من الوقت؟ المدعى: بضع دقائق المحكمة: هل قال لك شئ أو فعل شئ آخر؟ المدعى: لم يفعل شئ آخر ولكن قال لى عندما كان خارجا من الغرفة "إذا أردت دلكا آخر فانده علىّ ". المحكمة: لماذا لم تقاومه أو تصرخ لتنادى المسئولة؟ المدعى: خفت منه لأنّه أضخم منى. المحكمة: شكرا، الآن يمكنك الرجوع لمكانك.
رواية التيجانى: المحكمة: هل يمكن أن تقص علينا ما حدث؟ التيجانى: لقد طلب منى أنّ أغطى فى هذا اليوم لأنّ كل الموظفين الذين يحتفلون بعبد الكريسمس قد إعتذروا وقبلت بالرغم من أنّى قد إتفقت مع الشركة على ألا أعمل بالليل لأنّى لا أستيطيع أن أظل مستيقظا طوال الليل وذلك بسبب معاناتى من مرض ال (Sleep Abnoea) الذى كنت قد عرضت تفسى للطبيب بسببه قبل تاريخ هذا الإتّهام. عندما دخلت البيت قابلتنى المديرة وشرحت لى ظروف سكان البيت وحذرتنى من المدعى بالذات. وعندما جاء هذا الشخص من الخارج بالليل حوالى الساعة العاشرة والنصف ليلا تعرّف على وسألنى عن إسمى ومن أى البلاد أنا وتحدثنا قليلا ثم ذهب لغرفته لينام وفى حوالى الساعة الثانية عشر ونصف بالليل خرج من غرفته ليأخذ بعض ال " "games من صندوق له فى الصالة ولكنى أمرته بالرجوع لغرفته وكرر هذا الفعل عدة مرات وكان محتجّا وأخيرا ذهب وقفل عليه باب غرفته. أما أنا فقد تناولت كتابا كان موجودا فى الصالة وبدأت أقرأ فيه وأذكر أنّ إسم الكتاب كان ....كذا..... وأنّ موضوع الكتاب كان عن ....كذا.... وإسترسل التيجانى فى موضوع الكتاب وكان سلوكا غريبا بالنسبة للمحكمة أن يترك المتهم الموضوع ليروى ما قرأ- ولكن التيجانى قصد أن يثبت للمحكمة أنّه قضى وقتا طويلا مع الكتاب وكان منهمكا فى قراءة الكتاب أكثر من أى شئ آخر حتى مشاهدة التلفزيون[ والذى له تجربة مع التيجانى يعلم أنّ الإرسترسال فى التفاصيل من طبيعته]- وعندما أطال طلب منه القاضى الرجوع للموضوع. فقال التيجانى: " لقد نمت بعد ذلك على الكنبة التى كنت راقدا عليها وقد أخرجت حزامى وأرخيت زرائر بنطلونى لأنّى بدين ولا أستطيع الجلوس او الرقاد بشكل مريح والبنطلون مشدود علىّ. وحوالى الساعة الخامسة صباحا تقريبا صحيت لأجد المدعى يجلس بجانبى ويده داخل بنطلونى يتحسس ذكرى، ففزعت من فعلته وأمرته بالرجوع الى غرفته وفى حوالى الساعة السادسة والنصف قررت أن أغادرللإرتباط بأمر آخر وطلبت من ال(Manager) أن تسمح لى بالذهاب بالرغم من أنّ إنتهاء زمن عملى هو الساعة الثامنة صباحا. وبالفعل سمحت لى المسئولة بالذهاب الى بيتى كما هي العادة في هذا النوع من العمل ومضت لى على الساعات التى عملتها وتجاوزت عن بقية الزمن وبعد أن تركت قام المتهم بالبلاغ ضدى عند المسئولة. المحكمة: لماذا لم تبادر أنت لتخبر المسئولة بما حدث؟ التيجانى: لأنى كنت مزعوجا وكثيرا ما تحدث هذه التصرفات فى مثل هذه البيوت كما أننى لست عاملا منتظما فى هذا البيت فقررت أن أترك دون خلق زوبعة طالما أننى لن أراه مرة ثانية. محامية المدعى: هل أنت متزوج؟ التيجانى: نعم، ولى خمسة أطفال محامية المدعى: وأين هم الآن؟ التيجانى: بعد أن فقدت وظيفتى وضاقت بى سبل المعاش أرجعت زوجتى و الأولاد الى السودان. (وهنا أخذته العبرة وزرفت عيناه دمعا وصمت فترة لم يستطع فيها الكلام. محامية المدعى: هل قذفت؟ التيجانى: لا أذكر شيئا فقد كنت نائما. المحامية: أجب بلا أو نعم. هل قذفت؟ التيجانى: لا أذكر أنى قد وجدت شيئا على ملابسى. المحامية: أجب بلا أو نعم هل قذفت؟ التيجانى: (وهنا غضب التيجانى وبدأ يتكلم بلهجة حادة فيها تحدى وإستفزار): قلت لك لا أذكر المحامية: ياحضرة القاضى إنّ المتهم غير متجاوب مع المحكمة ومعاند ولذلك أطلب شهادة المحقق (Detective) المحكمة: يمكنك الرجوع الى مكانك ورفعت الجلسة لقليل من الزمن شهادة المحقق: المحكمة: ماذا جرى يا مستر ... إسم المحقق....؟ المحقق: لقد جاءنى الخبر حوالى الساعة ........... وتحركت نحو بيت المدعى وعندما وصلت للبيت قال لى المدعى أنّه مازال يلبس اللباس الذى كان يلبسه أثناء الدلك، فأمرت المدعى بإخراج اللباس وأخذته للفحص وقد وجد عليه نقطين صغيرتين من سائل، وموضع النقطين قريب من منطقة الحزام وعندها أتصلت بالمتهم وأخذنا منه عينة من دمه ووجد تطابقا بين تلك البقع و DNA المتهم فأمرت بحبسه. القاضى: أين هو اللباس؟ المحقق: فى ............... ويمكن أن أذهب لإحضاره القاضى: لا داعى لذلك يمكنك رسم اللباس وتوضيح موقع النطفتنين عليه. وتطوع القاضى برسم اللباس على ورقة بنفسه وأعطاها للمحقق ليوضح فيها المكان. محامية المدعى: هل تجد تطابقا لقول المتهم مع ما قاله لك عندما إستدعيته لمكتبك لاستجوابه؟ المحقق: لا، محامى التيجانى: إنّ المتهم يدعى أنّك قمت بتسجيل حديثه معك المحقق: هذا لم يحدث محامى التيجانى: كيف سجلّت ما قاله لك المتهم؟ المحقق: على ورق فى شكل وقائع (notes) محامى التيجانى: أين هى هذه الوقائع التى تتضمن الحديث الذى دار بينك وبين المتهم عندما دعيته لمكتبك لاستجوابه؟ المحقق: مزّقتها المحامى: كيف تمزق الوقائع قبل إنقضاء الحكم وهل هذا أسوبك فى التوثيق؟ المحقق: نعم، لقد قمت بنقل المعلومات المهمة فى التقرير الذى أعددته. محامى التيجانى: لا سؤال لى سيدى القاضى (أى أنّ الأمر واضح لا يحتاج لزيادة)
المحكمة تستدعى طبيب التيجانى: المحكمة: هل المتهم كان مريضا لديك؟ الطبيب: نعم، وقد كان يعانى من عدة أشياء منها مرض ال"sleep Apnoea" والسمنة والقذف المبكر وداء الملوك ((Gout. المحكمة: وماهى علاقة هذا المرض بقضية المتهم؟ الطبيب: إن الذى يصاب بمرض ال "sleep Apnoea" ينام نوما عميقا ويمكن أن يحصل له إختناق لقلة الأوكسجين فى منطقة الرأس. وذكر الطبيب أنّ المصاب يمكن أن يقوم بأشياء لا يشعر بها إطلاقا. وقد أطال الطبيب فى شرح حالة المرض بتفاصيل لا نذكرها ولكنّه ذكر أنّ حالة التيجانى حالة متأخرة فى سلم هذا المرض وذلك بسبب حجمه. شهادة مسئولة البيت: المحكمة: هل كنت موجودة فى البيت فى تلك الليلة المسئولة: نعم قد كنت موجودة المحكمة: أين كنت؟ المسئولة: كنت فى غرفتى وذهبت كى أنام حوالى الساعة 11 تقريبا المحكمة: هل حذرت المتهم من سلوك المدعى؟ المسئولة: لا أذكر شيئا من ذلك المحكمة: هل سمعت أصواتا أو عراكا من جهة غرفة المدعى أو احدا قد دخل غرفته؟ المسئولة: لا، لم أسمع شيئا المحكمة: متى ترك المدعى البيت؟ المسئولة: ترك البيت حوالى الساعة السادسة والنصف صباحا وقمت بتوقيع أوراق عمله وكان من المفروض أن يبقى للساعة الثامنة - وهذا شئ عادى أن يخرج الموظف قبل مواعيده إذا قام بعمله وكان هناك من يحل محله. المحكمة: كيف علمت بالخبر؟ المسئولة: لقد حاول المتهم فى حوالى الساعة السادسة صباحا فتح باب المنزل ولكن كان الباب مؤمّن بجهاز إنذار وعندما حاول المتهم فتح باب المنزل ضرب جرس الإنذار فصحيت على صوت الجرس فقال المتهم أنّه يريد الذهاب لسيارته. وبعد أن أحضر أوراقه ومضيت له خرج المتهم وبعدها أخبرنى المدعى بما حدث فاتصلت بال "Supervisor" وأخبرته بما قال المدعى. محامية المدعى: سيدى القاضى لقد حاول المتهم الهروب من مكان الجريمة. التيجانى: لقد خرجت لإحضار أوراق العمل التى ستمضى عليها المسئولة ولم أكن أعلم أنّ الباب مزود بجهاز إنذار وليس من المعقول أن أترك ولا أعلم المسئولة ولا أمضى على أوراق عملى. شهادة ال ""Supervisor المحكمة: متى علمت بالخبر؟ المسئول: فى حوالى الساعة السادسة و............ تقريبا المحكمة: وكيف تصرفت؟ المسئول: طلبت من المسئولة أن تمنع المدعى من الحمام حتى وصولى وذهبت مباشرة للبيت واتصلت بالبوليس وأخذنا المدعى للمستشفى وبقيت معه طول اليوم وقام الطبيب بالفحص عليه ولم يجد آثار إعتداء جنسى ولكن عندما أخذنا ملا بسه الداخلية وجد عليها نطفتين من سائل وعندما تمت المقارنة لاحقا وجد أن ال "DNA" فى السائل يماثل DNA المتهم. الشهادة على سلوك المتهم إستدعت المحكمة شهود التيجانى وشهدوا له شهادة إجابية كل على حسب علمه به ومن هؤلاء الشهود أمريكان قد عملوا معه وترأسوه فى شركات أخر، ومنهم سودانيون أيضا، ومنهم معلمة أولاده. وبعدها قامت محامية المدعى بتلخيص القضية وطلبت من القاضى إدانته لأنه مجرم وصورت رجوع زوجته بصورة سلبية يفهم منها المستمع أنّ زوجته هجرته بسبب هذا الموضوع وأنّها غير مكترسة لحضور محاكمة زوجها . وفى المقابل قام محامى التيجانى بتلخيص القضية وطلب من القاضى أن يعلن أن المتهم برئ لأنّ الأدلة لم تتوفر وحاول تفسير وجود نقطين فى أعلى لباس المدعى بأنّ المدعى بعد أن رفع يده من ذكر التيجانى مسح يده على لباسه لأنّه لم يكن يلبس غير اللباس ووقف أمام المحكمة لكى يبرهن كيفية المسح .
دخل القاضى الى مكتبه ثم رجع لينطق بالحكم و كان حكمه ضد التيجانى وإعتبر أنّ وجود ""DNA دليل على إعتداء من التيجانى على المدعى بصورة ما ولكنه إعتداء لا يصل لدرجة الإغتصاب. وبالرغم من أنّ القاضى نطق بالحكم إلا أنّه لم يحدد نوع العقاب وطلب تسعين يوما لينظر فى كتب القانون علّه يجد سابقة يقيس عليها. حينها طلبت محامية المدعى أنّ يأخذ التيجانى للسجن لأنّها خافت من أن يهرب. فرد عليها القاضى قائلا: طالما أنّ جوازه مع المحقق فلن يستطيع الهروب وأمر بتمديد فترة الضمان. وبعدها بيوم أو يومين إتصل التيجانى بالمحامى وطلب منه إستئناف القضية إلا أنّ المحامى طلب مبلغ 15 ألف دولار نقدا قبل الشروع فى الإستئناف. والجدير بالذكر أنّ أتعاب المحامى كلفت 18 ألف دولار خلال فترة العامين وقد فقد التيجانى وظيفته وتدهورت حالته المادية تدهورا مريعا وأصبح يستدين من هنا وهناك حتى تراكمت عليه الديون) وبالرغم من ذلك حاول التيجانى أن يبيع بيت الأسرة (وهو بيت وراثة لأنه شخصيا لا يملك بيتا) ليستأنف الحكم إلا أنّه لم يجد من يشترى وقد كان فى صراع مع فترة التسعين يوما وأراد أن يحرك عجلة الإستئناف قبل أن ينطق القاضى بالحكم ويقفل الباب عليه. بعدها بدأ التيجانى حزينا ضاقت به الارض بما رحبت وبدأ يتردد بين فلادلفيا وواشنطن يظهر ويختفى حتى إختفى نهائيا ليظهر فى السودان. هذه هى القصة كما ذأتذكر تفاصيلها وشهدتها مع صاحبها فى المحكمة . وأخيرا أترك لأهله وأصحابه وأعداءه والذين لا يعرفونه المجال ليحكموا عليه بأنفسهم. . .
| |
|
|
|
|
|
|
|