الي آش وآخرون ... هذا هو سيف الرحبي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 01:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة جعفر بشير (Gafar Bashir & Abo Amna)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-25-2004, 00:01 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الي آش وآخرون ... هذا هو سيف الرحبي

    مدية واحدة لا تكفي لذبح عصفور


    جفاف

    اندلقت مياهُ العالم
    في جوفي
    فشربتها دمعةً.. دمعةً
    ومضيت.

    المياه البعيدة

    في المرايا الداكنة لمياهٍ بعيدةٍ
    يحلقّ طيرُ الرغبة خلف أفقٍ مسدود

    الوجوه المشطورةُ بنعيق السنوات

    المدنُ اللاهثةُ على حافة نومك

    العرباتُ النابحةُ خلف الأسوار،

    كأنما جئت إلى سفرٍ قبل الولادة

    تمضي وراء جنّازٍٍ كبيرٍ من الذكريات

    بقميصٍ ملوثٍ بدم المسافة.

    الجِمالُ فقدتْ ذاكرتها

    وتاهت في الأزقة،

    والسلالاتُ الراحلةُ عبر الصحراء

    غَرقتْ بكامِلها في الرمل

    تمضي بخطوةٍ وحيدة

    تاركا لكل مكانٍ جُرحَه الخاص،

    ولكل منارةٍ زنّاراً من الصرخات.

    وبجسدٍ مضرّجٍٍ بالرحيل،

    استوقفك القادمون من المياه البعيدة،

    لترى خطيئَتكَ الهاربة.



    متحفُُ مِنْ ظِلال

    طيور بيضاء تعبر الأنهار الكبيرة،

    في الليالي الأكثر وحشة من أرامل الحرب.

    جُسورُ وأشجارُ مغمضة تتنزه

    مع العابرين،

    وكأنما في متحف من ظلال.

    ومن البعيد ترى أشباحهم، تترنح

    وسط القناني الفارغة

    لبلاهة النهار.

    تعرفهم واحداً.. واحداً

    كلعنةٍ لا شفاء منها،

    كأمجادٍ لا اسم لها.

    لقد جاءوا من البيت المجاور لأحلامك،

    باحثين عن صدرٍ أكثر رأفةَ من المعرفة

    وفي الظلال الكبيرة لفجرٍ مدلهم،

    يغيبُ الجميعُ

    عدا ضحكة واحدة



    بداية صباح ما..
    ضوء يتكسرُ على ظهر الحانات

    ضوء قادم من حيزوم سفينةٍ تغرق،

    وأخرى نائمة في الأفق..

    يمشي خجلا نشيطاً بعض الشيء،

    يقتفي صراخ الباعة والشحاذين

    والسكارى.

    في الأسِّرة الأشد ريبةً

    من أعمارنا،

    يتسلل الضوء، حارس المدينة

    ويغمر الممرات بالنجوم

    يترك قبلته اليتيمة في الكأس

    الأول

    من هذا الصباح

    ويسافر.



    بورتريه لـ((سرور))
    لن يعود اليوم حطابوك ورعيانك

    من الجبال،

    ولن يعود الغجر حاملين فوانيسهم

    على امتداد الهضاب،

    وكذلك صائدُ الوعول وعرّاف المياه

    لن يعودوا إلى بيوتهم هذا المساء،

    فالسيولُ الكسارة سدّت

    منافذك الوحيدة

    والبروق، بحيواناتها الجائعة تقصفُ الطرقات.

    لكن وخلف التلال القريبة، ألمح الفؤوس

    تلمع في ليلك الكثيف

    وأشتم بخور السحرة.

    هل أبحث عن نيرانٍ أخرى لحكمة الأجداد،

    وأرحل الى أسواق بيع ((المغيبين؟))

    أم أرجع الى مسجد الوادي

    أحضر قربان الجمعة؟



    قهوة الصباح
    في الصباح المبكر

    والنوم ما زال أفقاً مكتنزاً بالمرايا،

    تمشي خطوتين، متعثراً بأحلامك..

    أحلام أنيقة عن مذابح

    عن نساءٍ بعيدات.

    السرير، وحيد ومأهول بالريح
    (من أي نجد أتيت

    هذا الصباح، أيتها الريح؟)

    خطوة ثالثة تصلك بالمريخ

    بعد أن تكون قد أفرغت النافذة

    من البكاء.

    تجلس أمام الموقد بكف أصفر.

    الحيطان تبلع ريقها الجاف،

    الشمس تتسلل بين الشقوقِ

    ذئبة وديعة

    والركوة تغلي، مثل مدينة يتشردّ

    سكانها في رأسك



    متسكع لا يحلم بشيء

    وكالموجة التي تنشبُ أظافرها

    في جسد الإعصار،

    دخلت تيه هذا العالم

    قاذفاً بذخيرة الأيام في قعر جهنم

    شاحذا أعضائي بشفرة صُنعت

    من غياب.

    وكطفل يلعب دائماً بخسارة،

    لم أنتظر شيئا كثيرا من أشباهي

    لم أنتظر أي شيء

    عدا ضجيج النوافذ والأبواب

    تنفتح وتنغلقُ جانب رأسي

    ببراءة العواصف الراحلة من غير اتجاه.

    لكني موجود وغير موجود

    أعرف أني مكللُ بالفراغ،

    سيرة لا تنقصها التفاصيل

    المضاءة بفوانيس السحرة،

    وعليك أن تحفر في قلبها

    بمحراث كي تسكب

    دمعةَ واحدةَ

    أو تحصل على اعتراف.

    عليك أن تتبع قمر الرحيل الممتد

    من الماء إلى اليابسة، ومن اليابسة

    إلى القبر،

    كي تلمح شبحاً في كهف.

    جنيّ يرتجف خوفاً من الله،

    وينام على فخذ

    الشيطان.

    لكني موجود.. ربما

    أنا الآن في مقهى

    أرقب العالم من وراء الزجاج،

    صفرة المغيب.

    بقايا صداع من رحلة الأمس،

    سأطفئه برحلة اليوم

    ولا ألوي على شيء

    لتقذف الأنهار نفايات مدنها

    في البحر

    ويبصق المتشردون على أضرحة القديسين

    والجنود يحلقون رؤوس ثكناتهم،

    وليحلّق النسر عالياً أو منخفضا

    هكذا .. فقط.

    من غير ضرورة أن نتحدث

    عن صلة المصبّ بالنبع

    أو عن القرية الهاذية تحت

    ضلع الطوفان،

    والأماسي الجميلة لشعراء

    يحلمون بالانتحار عبر قاربٍ

    يغرب ببطء في سديم

    المياه

    أو عبر بلطةٍ تنزل فجأة وبدون رحمة.

    عليك أن تبيع أمتعة بيتك،

    لتحصل على قهوة الصباح.

    [أي بيتٍ كان عندك؟]

    عدا حذاء ممزق يفركش ليل

    المدن

    وأسمالٍ ورثتها من صديقك الميت

    تذكر [وهل يمكنك أن تنسى؟]

    كيف كنت ملاحقاً بفزاعة الفقر والفريسيينّ وبنات آوى

    في القاهرة ودمشق. في بيروت

    والجزائر وصوفيا وباريس.. الخ

    تذكر كل شيء بسطوع الولادة

    بوضوح السرطان المتجول بين

    الأنهار كسائح مأخوذ بمضارب

    البدو.

    أيتها الأم النائمة على الأسمنت

    العاري

    بين ركام الخيش والملابس المبعثرة

    كشواهد قرية.

    سحلتها الصواعق.

    لم يعد ثمة حقلُ لنظراتك الملأى

    بالتوقعّات

    لم نعد نصغي لصياح الديكة

    أو نجلب السمك من الساحل

    لم يعد ثمة فجر تلعبين بريشه

    على حافّة البئرِ

    البئر الذي ودعتني منه لأول

    مرة منذ سبعة عشر عاما

    [لا تغبْ عنا كثيراً]

    خطوة واحدة فجرت فلك

    الأميال،

    واسترسلت في هذيان المجرّات.

    وصول

    عندما أسافر الى بلد

    تسبقني إليه الإشاعات

    فأنتشي،

    مثل ذئب تسبقه أحلامه نحو الفريسة

    ولا أصل!



    رنين

    إلى عبدالله الريامي

    في هذه اللحظة بالذات

    يستيقظ الليل بقوائمه الكبيرة،

    ويسند إليّ مهمة إزعاج النيام.

    في هذه اللحظة يعجن سراق المسافات..

    يعجنون المدن والدروب والأصدقاء،

    فيسقط في رأسي خاتم الذكرى

    كنجمةٍ في بئر لا قعر له، حيث

    أستيقظ على رنينها بعد قرون.



    خطوات

    أمشي أحس أن تحت قدمي

    سماء تضطرب بكامل ضحاياها

    وفوق رأسي أرض توقفت عن

    الدوران،

    أسمع رعد خطواتٍ ورائي

    خطوات أشخاص قادمين

    من الماضي

    صامتين كأنما على رؤوسهم

    الطير.

    أيها الماضي تراجع قليلاً

    كي نكمل نزهة اليوم.



    حب

    إلى شمس



    وجهك المليء بالنعاس والضجر

    من هذا العالم،

    وجهكِ الذي يشبه توتر طائر

    مأخوذ فوق بحيرة، أطل منها

    على هاوية حبي، فأرى

    في عمق الغابة عينيك تضيئان

    سني حياتي

    فأبكي.



    صباح مخطوف منذ البداية

    أيها الأصدقاء الموزعون

    في الجهات الخمس،

    في هذا اليوم،

    عليّ أن أفرغ رأسي

    من شمسكم اللاهبة،

    أن أوقف هذا الهجوم البربري

    على حديقتي

    لكن أية فائدة؟

    صباح مخطوف منذ البداية

    عمر مُصادر،

    أصواتكم تحرق خرائب المدن،

    بعبث الدوار اليومي

    وتحرث أرخبيل السنين.

    عليّ أن أبدأ.

    أبدأ ماذا؟



    بستان ((ديستويفسكي))

    مع غيمةٍ شاحبةٍ يدخل ((راسكلنكوف))

    غارهُ مدججاً بالعواصف.

    بستان تنغل فيه الظلمةً،

    حيث السكينُ تأخذ طريقها

    بنعومةٍ إلى الأحشاء

    رسالة وحيدة، ربما مات

    صاحبها قبل يوم.

    وسجاد تعبث فيه الحشرات،

    يستجلي نجمة السلالاتِ

    في كف عاهرة،

    ويصغي إلى بكاء الروح تحت الأحذية.

    هكذا.. أبداً طفولة تخنق أنفاسها

    بضربة معول،

    والغرفة صحراء المتعبّد.



    إشتباك

    الفجر ينصب متاريسه

    أمام غرفتي

    وأنا أعزل إلا من كلمات

    تحلم بالخروج

    سأكون وحيداً كالعادة في مواجهة

    جيوش النمل والسلطعونات

    وأنواع الطيور وهي تسبح بأفراسها

    في الضوء.

    وحيداً وأعزلا،

    لكن قبل أن يبدأ الاشتباك

    عليّ أن أشيد قلعةً

    من عروق الأحياء

    وأشحنها بالبارود



    نافذة

    ليس أمامك غير هذه النافذة

    التي يطل منها الأطفال

    نحو حربٍ جديدةٍ

    غير هذا الأفق الذي يسقطُ

    بين قدميك

    مغمياً عليه



    عودة


    أعود أخيراً

    بعد أن قايضتُ كل دموعي في الطرقات

    ثمن رغيفٍ أو ذكرى

    وبعد أن طفت المدن السبع

    موزعاً، رسائل غرامٍ ساذجة

    وايقوناتٍ سرقتها من الكنائس

    لأعطيها للعميان

    على كتفي كان وقر من قصص الجن

    وصحراء باهرة، عواؤها يُسرج

    القارات بنشيج لا ينقطع وجبال

    تفتش فيها البومةُ عن ضالتها

    على ضوء السرجان الموقدة

    بدم الرعاة [أتذكّر

    في طفولة ما.. كيف ضعت

    في شعابها وكيف ناورت

    الثعالبَ ونصبتُ شباكي

    في غسق الفجر لأصطاد القطا]

    أخيرا أعود

    بعد أن قايضت كل دموعي

    في الطرقات،

    ثمن رغيف أو ذكرى

    يَبْزَغُ خوفي القديم

    من هبوب الخطوة الأولى

    من جلال الأمومة وبطش الأبوة،

    مُلاحقاً بحشود الأقدام

    والوجوه والمصائر

    منذ عادٍ وحتى شفق الذّرةْ

    سأحملها بمراياها الألف

    مع أرصفتها وخياناتها وروعتها

    حتى يسقط نيزكُ على رأسي

    سأحمل الأرض ومنْ عليها

    كليلةِ حبّ تهرب من كفي

    وأعيش صباح يومٍ آخر.



    بيتنا القديم

    بما يشبه خطوة العابر

    في وديان مؤثثةٍ بالمخاوف

    وديانٍ لا استطيع لمسها

    أو تذكّرها بسهولةٍ

    بما يشبه تلك الخطوة الأولى

    أدخل بيتنا القديم، بيتنا المأهول

    بخيولٍ ضامرةٍ يتجّول بين صهيلها

    شبح الأجداد.

    ينفتح المزلاج على هذا الفراغ المهجور

    رائحة أسماكٍ مشوية

    رائحة جازٍ منكفئٍ، فوق المدفئة

    الفقيرة

    الجرار ما تزال بمكانها تستنطق الزوايا

    والمياه تغلي في المواقد

    القطيعُ عاد من السرح عدا النعجة

    التي أكلها الذئب

    السروجُ والبنادقُ معلّقة على الجدران

    وكأنها في مأتم

    غداً عيد الأضحى

    والأطفال نسوا شراء الجوارب

    أو غسل أرجلهم قبل النوم،

    غيوم بيضاء تزنّر سماء القرية

    وتصحبُ المسافرين الى قراهم البعيدة

    ونحن نسبح في مطر المهرجان حيث

    الطيور برفقٍ، تنقر الهواء ليستيقظ

    معنا على السطوح.

    وحيث كنا نجفف التمور والأحلام

    على الشرفات الطينية

    ونسقط بين قوائم ثورٍ هائج

    وهناك بقعٌ لشمسِ نحيلةٍ

    تحتل المنزل بعصافيره ونسائه

    وأشجاره الغابرة وتتخبط مثل

    رعاةٍ بين الأنقاض

    وخلفّ السياج الخارجيّ

    ترى النخل، أرواحاً هائمة ترتطم بالمآذن

    سفناً ترخي قلوعها

    في بحارٍ سديمية

    بين نعاسها وأحلامها الخضراء

    يضمر المساءُ سهرته القادمة



    جمّال

    كلما أطلق جمّال حِداءه في نزوى

    أو سعل حقلٌ في دمياط

    يرتجُ لهما قلبُ المسافر في طنجة

    أين أنتِ يا نجمة أعضائي الواهنة

    غوايتي الأخيرة

    في هذه الدجنَّة الباكية



    مساء شاعر في مدينة
    إلى قاسم حداد

    سماء تهذي تحت طاولة الكتابة

    قطط تموء في ضوءٍ شاحبٍ

    وخلف النافذة قراصنة يحتلون

    البلاد

    قلاع تنهارُ على رؤوس القنّاصة

    وأطفال يسرقون الخبز من فم الرُهبان

    وفي جهة ما من هذا المشهد

    ترتفع موسيقى جاز

    وثيران تبحث عن مصارعين

    قرية تغصّ بهلوسات الحوامل

    وقبعة تطير من رأس

    سيدة تنتظر القطار



    نهاية

    ها قد وصلنا إلى آخر الأرض،

    مبعثرين أوراقنا في الريح

    المسافر ينتحب تحت قدم الصحراء

    والذكرياتُ طواها النسيان



    حدث ذلك بفظاعةٍ تشبه

    ولادة ديناصور في ساحل

    مضروبٍ بالزلازل

    ولا رجعة بعد اليوم.



    صُدفة

    في مقهى آخر وذات

    سنةٍ اخرى

    قهوة مركزة ستشربها مع امرأةٍ

    تهبط فجأة من المخيّلة.

    حقيبة تئن أمام المرآة تخرج

    منها مذنبات

    تحلق في جو المقهى

    لا تلتفت كثيراً إلى المطر الراقص

    كمهرّج حزينٍ

    ففي رأسك تغور النساءُ

    وكذلك الكواكب

    لا تنتظر أحداً هذا المساء

    لكن بالصدفة مر كاظم وشمويل

    وعلي بن عاشور

    حاملين كتباً ونبيذاً وحنيناً

    حاملين الجهات الأكثر غموضاً من القدم النرجسية

    وعما قليل تبدأ السهرة.

    وتهتز المدينة



    بيروت زمان
    إلى حمزة عبود

    يذوب المشهدُ في رأسك

    كما يذوبُ السكر

    بين شفاه

    عذراء

    خلّفها الطوفان

    مازوشيه

    تخلطين الصباحات مع بعضها

    وتؤجلين النزهات

    ربما لغدٍ لا يأتي

    أنت القادمة من جهة مشطورةٍ

    بالغضب

    تخلعين خرابك فوق رأسي

    وأجد ذلك عذباً

    تجزيّن عُشبة الراعي وتطعمينها

    لثعالب الريح

    كلماتك التي تطارد فجراً في سهوبٍ

    بعيدةٍ، في سهوبٍ مليئة بنعاس

    الذئاب.

    أنا الشديد الايمان بما تقولين

    الشديد الكفر بما يقوله غيرك

    أنا الأكثر عناداً من نابليون.

    تسافرين إلى بلدان لم تصلها أوهام الطير

    وتتركينني أفترس أرصفه العالم

    بحثاً عن اشراقة لمسة.



    اختلاط الجهات

    يُغلق عينيه ويتذكر:

    ((كم أنت نقية وجميلة

    لأنك لم تعودي موجودة، غبارالموت

    عراك حتى من الروح))

    ينزل السلم أكثر، تحرقه نسمة قادمة

    من دمشق، يجلس على طاولة عشاءٍ

    ربما بمدريد، مئات المدعوّين يسألون

    عن أخباره، وعن طبيعة الطقس هناك.

    بحارة يلعبون النرد في شواطئ زنجبار

    ومن البعيد يرى شعوباً تتقاطر

    عبر الصحراء، بحثاً عن رغيف

    ويرى أمه ممددة على سرير أبيض.

    طحالب سوداء وما يشبه نباح كلاب

    يغلقُ عينيه

    لا يتذكر شيئاً.

    الكأس ما زال في يده،

    ويتلاشى في مهب الجهات.



    سيجارة بحار مُسّن

    إلى بحار مجهول في العذيبة

    يجلسُ على المصطبة

    أمام بيته المصنوع من سعف النخيل

    وعظام الأسماك

    يحدّق في جروف بعيدة [بخياله لا بعينه]

    في يده سيجارةٌ واستكانة شاي

    وخلف كلّ نَفَسٍ أو رشفةٍ

    يسحبُ أرخبيلاً جامحاً من الجزر

    وراء كل جزيرة

    سرب لا يفنى من الذكريات

    وراء كل نَفَسٍ

    ساحل مهجور تنعق فيه الغربان

    صورة (ابن ماجد)

    روح صديق ترفرف فوق الصّاري

    وراء كل نفس

    رفُ دلافين

    يحسبه سواحل

    وراء كل نفس

    قمر منطفئ، لكن رغم ذلك ظل

    يضيء أشلاء المقذوفين

    من البواخر

    وأساطيل الحرب

    وراء كل نفس

    يشك الموج بسنارة أيامه

    إذ تبرز يد من شرفةٍ مليئةٍ

    بالضباب ، تلوح بالوداع.

    تنتهي السيجارة

    وما تزال في يده قطعة

    نقدٍ نسيها ذات مرة

    بحار من المكسيك



    الصرخة

    الصرخة الغائرة في أحشائي

    كحيوانٍ مطمور في كهف، تتجوّل

    بين النائمين مع جندها الغرباء،

    وتجبرهم على المضي معها نحو

    أقاصي مجهولةٍ،

    هذه الصرخة القادمة من عهود

    الفيضانات الكبرى، دليل أسفاري

    الوحيد، امرأتي المدللة، أحياناً

    أراها تخاتل الضباع في سريري

    وتنام وديعةً بين ذراعيّ الهادئتين

    بفعل المخدّر

    وأحياناً تسقط فوق الذرى البعيدة

    مُنتحبةً، مثل أرملة العصور.

    لكن في هذه الليلة التي هجرتني فيها

    أرى في الطرف الأقصى من الغابة

    نمرةً جريحة ترمقني بإعجاب



    مبارك الرحبي
    أحاول أن أكتب عنك


    لكن الدموع تسبقني إلى

    نهايات الكلام

    فأرتد مرتطماً بهدير كوكبٍ يهذي

    بحنين أوديةٍ جافة

    احاول أن أكتب لكنّ الدموع تسبقني

    حاملة معها الجذور والمنافي

    ولهاث الطرقات

    أحاول أن أمتطي عربةً من أنين

    الغرقى

    كي أتبين شبحك البعيد.

    كيف اخترقتكَ الأحلام

    بغدر المسافة

    ورحلت باكراً

    كملاك بعينين جريحتين

    كيف تركتنا على هذا النحو

    جثة تحدّق فيها نسورٌ هرمةٌ

    تحت شمسٍ خاوية



    رياض الصالح الحسين

    دائماً.. في غرفتك المكفهرةِ

    بالتعب

    تبحث عن ربوة الخيال

    عن مشاجراتٍ جديدةٍ تحت المخدّة

    عن ذكرى خبأنها "الفتيات" بين الجدائل.

    الضيوف المزعجون يزورونك

    في نعاسٍ عابر

    ولا تستيقظ إلا بعد حقبةٍ من النوم،

    في غرفتك الضيقة التي أعرفها جيداً،

    لتبحث عن أشيائك الصغيرة.



    يوسف الخال

    أما زلت بهيئتك الأبوية

    تقرأ صُحف الصباح

    وتحاور الأصدقاء؟

    مُيمماً وجهك شطر الغيب

    حكاية تقصها عليك الرياحُ كل ليلةٍ

    ولا تنضب.

    وما بين (غزير) وباريس

    كانت خطوتك الأخيرة

    تتعثر بالتمائم

    مسيحاً يحمل كابوس الأجيال

    ويتحدّث

    عن ما كان وما سيكون.

    ماذا كان وماذا سيكون؟



    خريف


    وحيداً بين طيور الغابةِ

    تبعثر ريش الخريف

    وتحدّق في بُرك آسنةٍ

    ترى فيها صورتك قبل

    عشرة قرون جندياً على

    نهر الأمازون أو

    في معبدٍ بوذي بآسيا

    جائعاً

    لكنك تفكر:

    أن مُديةً واحدةً لا تكفي

    لذبح عصفور.



    يتبع
                  

01-25-2004, 08:49 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي آش وآخرون ... هذا هو سيف الرحبي (Re: Abo Amna)

    يا غربة الروح في دنيا من الحجرِ السيابّ





    1

    كانوا هناك يرتّبون أحلامهم

    كلما مرت غيمةٌ

    أو جناح قطاة

    ركلوا الأودية بحوافر أفراسهم

    ذابوا في هباء المغيب.



    كانوا هناك

    يرتبون الصباحات على عجل

    ويرشقون سماء جارحةً

    بنظرات ملؤها التوجسُ

    والوحشة



    مشدودين الى مدارات

    لم يعدُ لها من حنين

    وجبال أفرغ الطير أحشاءه في سفوحها.

    ليكن بهاؤك أيتها الآفاق

    طريدة أشباحهم

    منابر أطياف عميقة لنسور عابرة

    وهاويات:

    كم أنت سعيدة

    أيتها الهاوية

    نحدق في ظلامك الغزير

    لنستجدي هداياك الغامضة

    أشلاءك المبعثرة في تخوم بعيدةٍ

    كانت مأوى لشريد

    وحكمةً لضلال محتشد بوعوله

    حيث تقشعر أفئدة القساة

    في ليل بربريّ المزاج.



    نحدق في ظلامك البهيج

    ظلامك الممطر نيازك

    وأحياء يتذكرون موتهم

    يتذكرون النعمة

    جهاتك الكون

    وعلى مقربة من هذياناتك

    يلتئم جرحٌ قادمٌ من أزمنة سحيقة.



    تطوف الليالي على طبقاتك

    كمياه راكدة

    مياه مزدانة بالضفاف والأساور

    أيتها المفعمة بالغبطة

    تقفين وسط دوار العالم

    ضاحكة وشاسعة

    على مفرقك أمة من الأسرى.

    لأنك الوحيدة التي بلا عيب

    بلا ماض ولا مستقبل

    كالمصير نفسه

    كالمحْو والمحاق

    وكالأزمنة وقد فرغت من أعبائها البشرية

    ولاذت بالسكينة.



    كانوا هناك يرتبون العُزلات

    والعواصف

    لا يفصلهم عن الأبدية

    إلا قوس جبال ضارب في البحر

    وأساطير بحّارة غرقوا

    واقفين أمام الله

    يتامى

    يخبط الموج أقدامهم

    أمام شمس نازفة في العيون.



    أيتها السكينة يا من تذرفين الموسيقى كثيرا

    وتعاشرين الموتى

    امنحي أرواحهم بعض الهدوء

    حلّي رتاج العواصف عنها

    ذكريهم بأطفال غائبين

    ونساء يسكنّ المتاهة.



    حلّي رتاج العواصف

    يا من تغدقين على الصحراء مهابتها

    وتؤثثين الهاوية

    أعرف أنك الأكثر رأفة من السلالة

    من هذه الحشود التي تسحب أمعاءها

    في الساحات والعربات

    والوديان

    أنت القادمة من جهات مشطورة

    بالشكيمة

    حيث السلالات أضاعت خاتمها

    في بطن حوت.



    وكان الدخان يتصاعد من أفواه القتلى في ميدان المعركة، معركتهم التي ما فتئنا نردد أناشيدها جيلاً بعد آخر مأخوذين بالرنين الباهر للضحيّة في نزوعها الجماعي نحو الموت، نردد الأناشيد الباسلة لموت لم يعد له طعم الموت، لأيام تعيش خواءها ومدن تغرق في بحر تفتك به الأساطيل الذرية وزحف الأوبئة المحيق.

    أعرفك

    أعرف من أي فجاج تتسللين الى

    فراشي

    أيتها المستبدة في فمك غصن الانتقام

    أنا الذي كنتُ عارياً

    فألبستني جسدك

    مشردا فكان رحمك منزلَ الغريب

    مدبوغا بالأرق والمحنة

    فكنت فتنة النبيذ حين يندلق

    بحانة القطار

    في ليلنا الأخير.

    المستبدة عن شقاء وعن بهجة

    عن جفاف وعن مطر

    تعوين من فرط اللذة، أمام

    القمر المعتم الذي يقتحم النافذة

    في المدينة الكبيرة التي يعلوها

    الدخان والعويل.



    جنّتكِ المغلقة

    أحوم حولها سكران من ترف

    الصدمة، ألعق فيض اللعاب والعطر

    واشتم رائحة الأسلاف في كهوفهم

    البعيدة.

    أعرفك الآن جيداً

    عبر غياباتنا واشلائنا

    عبر انمحاء خصرك في الغابة

    - الغياب إقامة في الروح –



    أصبحت أكثر سطوعا في عين جوارحي

    أكثر اقتناصا لبروق اليتم

    أغالب موجك اليومي كي أستطيع السير

    واستجديه للسبب نفسه

    أيتها القادمة من فجاج الرأس

    مسوقةً بأحلامك

    مسوقة بالدمع ينسكب من

    أفواه الجبال

    بشعوب أنهكها القيظ وحيوانات

    الصحراء

    نورك المتسلل الى عتمة كوابيسي

    نورك القليل الراشح من مغيبه

    لا يضاهيه الكمال في عرشه الكلّي.



    أعرفكِ

    أعرفكِ الغضب حين يضيء مفاتنك

    أعرف الشر حين تنضحين رغبة

    الفراش

    يا ذهباً يبحث عنه العميان

    في مناجم منهارة.

    في فمك غصن الانتقام

    أيتها الكراهية

    يا من لا تنوء حملا بثقل طيورها

    تتنزهين في صباحاتي

    صباحات البشر الكئيبة

    في هذه المدينة المقصوفة بالشهُب

    والدكاكين

    تأوين الى فراشي

    مدللة، جميلة، باذخة،

    موغلة في استعراضات حشودك

    في حظائر مخلوقاتك

    وأبقارك

    في دولك الكبرى والصغرى

    موغلةً في الصرخة مقذوفة من

    فم الملاك

    يا من امتدحك الشعر

    وخضعت لك المحيطات

    لستِ القيامة ولا نذيراً بها

    أنت عجينة الكائن

    علّة الجنس بين عشيقين

    انبلاج فجر الذرة

    رفسة الطفل لجدران الرحم

    وأنت أيضا

    التي تدربين الصّبْية في المخيمات

    على السعي نحو العدالة

    وحمل السلاح

    المنفيين على حب الخيانة

    والمقيمين على البلادة

    أنت بجناحيك الكبيرين

    تجوبين البسيطة

    بحثاً عن لمسة الرجل نحو المرأة

    التي يفترسها السرطان.

    أنجزت المهمة بضراوة السباع

    بفداحة الطوفان الذي جرف

    السفينة والحمائم

    وبقي وجهك على غمر الماء

    خالقة ومخلوقة

    سعيدة بكونك الجديد

    سعيدة بزواج أبنائك من بنات آوى

    ينتحبن فوق قمم الجبال

    أيتها الكراهية

    يا بصقة الكائن في نزْعه الأخير.
                  

01-26-2004, 10:50 AM

ابراهيم حموده

تاريخ التسجيل: 12-03-2003
مجموع المشاركات: 415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي آش وآخرون ... هذا هو سيف الرحبي (Re: Abo Amna)

    العزيز ابو امنه
    لك مني التحايا والود
    وشكرا لك وانت تتحفنا مرة اخري بسيف الرحبي
    التقيته في شهر نوفمبر الفائت بمدينة امستردام في امسية شعريه نظمتها
    دار الهجرة وكان من ضمن المشاركين فيها الشاعره ميسون صقر من الامارات
    والشاعر السوري فرج بريقدار الذي كان قد خرج لتوه من السجن .
    اجتررنا الذكريات القديمة حين كان يكتب باستمرار في مجلة اوراق مع نخبة من
    مبدعي الخليج اذكر منهم ظبيه خميس وقاسم حداد ..
    قال باسي , يا للزمان الجميل الذي ولي
    ولكني حين علمت انه يرأس تحرير واحده من الفصليات المتخصصه في الادب والثقافه
    ادركت ان الزمان ما زال بذاك البهاء القديم .
    اسم المجلة التي يراس تحريرها سيف الرحبي : نزوي
    وهي متوفره علي الانترنت علي العنوان التالي : www.nizwa.com
    اتمني لك اوقات جميله مع هذه المطبوعة الراقيه
                  

01-26-2004, 08:29 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي آش وآخرون ... هذا هو سيف الرحبي (Re: ابراهيم حموده)

    Quote: ادركت ان الزمان ما زال بذاك البهاء القديم .


    ان كان سيف الرحبي وابراهم حمودة بالبورد .. ايضا ادرك ان البورد يزدان بذاك البهاء القديم المتجدد علي يديكم ..

    شكرا للمعلومة التي حقا اعتبرها اضفة الي رصيد الشاعر واضافة معرفية ...

    هنالك العديد ممن لا نعرف عنهم كثيرا هنالك كثير من المبدعين نحاول كل مرة أن نجد نجذب منهم واحدا ..
    سعدي يوسف .. نبيلة الزبير ... عباس فاضل العزي الذي يبدو مختبئا في مكان ما ... وهنا سيف الرحبس والبقية تأتي


    كل الود لك
                  

01-26-2004, 08:31 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي آش وآخرون ... هذا هو سيف الرحبي (Re: ابراهيم حموده)

    سيف الرحبي في ((الجبل الأخضر))


    يستل سيف الابداع ويأتيك حاضرا حضور الذي لا تستطيع تجاهله
    جموح في المخيلة وميل الى التجريب ودعوة للخراب
    ورقة وعذوبة في قصص وقصائد الكاتب
    !


    كتب: ناصر العودة


    هل يمكن لموهبة ان تخرج عن مألوف السائد والمألوف في البلد الذي تعيش فيه او البلد الذي تحمل جنسيته؟

    وهل يمكن لموهبة ان تخترق ايقاع حياة الحدود الجغرافية التي تسمى بدولتها او اقليمها وتتجاوز كل ما هو سائد منها من انتاج ثقافي وتتخطاه؟

    باعتقادي ان ذلك ممكن ضمن شروط تتعلق بالذات المبدعة وبالظروف الموضوعية التي تحيط بها عيشا وتأثيرا وتمثلا. فموهبة مثل موهبة سيف الرحبي الأديب الشاب الذي ولد في عُمان وعاش فيها، ثم انتقل مجبرا او مختارا للعيش في عدة أقطار عربية يمثل حالة من حالات الاجابة الايجابية على الاسئلة التي اثرناها.

    · فموهبته وابداعاته تتجاوز كل ما هو سائد من ابداعات في القطر الذي نشأ وتربى فيه وحمل جنسيته.

    فالأدباء في عُمان ما زال همهم ينصب على تقليد الموروث ومحاولة السير على دربه. ومحاولة السير على ذلك الدرب لا تعني ان النتاج الجديد يقف ندا للقديم، بل ان الجديد يهرب من مواقعه في العصر ليحاول محاكاة نتاج عصر مضى وانقضى.

    والمقلد هنا يأتي في الكثير من الاحيان هجينا. فلا هو ابن عصره.. ولا هو في نفس الوقت ابن عصر الزمان الذي مضى ان كان في المستوى الفني او في مستوى المعالجة للموضوعات.



    الجبل الاخضر


    ومن يقرأ لسيف الرحبي كتابه الذي صدر منذ اسابيع قليلة واطلق عليه اسم ((الجبل الاخضر)) واصر على وضع ((كتابات عمانية، على غلافه ايضا. لا يمكنه الا القول بان ابداعات سيف ما هي الا ابداعات شربت من منبع الثقافة العربية وتأثرت وهضمت كل ما هو سائد في العصر.

    سيف الرحبي أديب من الأدباء الذين عاشوا في رحاب الثقافة العربية وتمثلوا تياراتها الأكثر حداثة.. فأبدع في هذا المجال وأعطى وما زال يعطي.

    وكتابه الثاني ((الجبل الاخضر)) الذي بين أيدينا تضمن أربع محاولات أو ((التباسات)) قصصية كما اسماها هو وخمس قصائد. وهو في محاولته الشعرية والقصصية لم يخرج عن اطار الموضوعات التي يستوحيها ابناء جيله من الشعراء العرب، مثل التسجيل لمحاولات القمع والتخلف والامراض المعشعشة في الأرض العربية. مع التميز في توظيف لمحات وقسمات صور تختص بمظاهر البيئة في عُمان. ومع انه ينقل الصورة والأجواء الشعرية ويخصب بهما لغة وأجواء القصة، مع ذلك فان جسد القصة بقي فضفاضا تتوارد فيه صور الاسترجاعات والكوابيس والاحلام السيريالية أحيانا، دون ضابط، ودون ان يتشذب التوظيف ليوحي ويوفي بشروط ومتطلبات القصة المتعارف عليها. لذلك فان شعره كان افضل من قصصه.

    صحيح ان المخيلة الجموحة التي تفتق صورا ملسوعة اذيالها بنيران الواقع احيانا ومنقوعة بمآسيه في احيان أخرى هي نفسها في الشعر وفي القصة.

    مع ذلك فان الشعر كان أكثر طواعية واكثر بهاء واكثر وضوحا في تجسيد الحالات التي مرت في بوتقة الابداع عند الكاتب.

    · وكما قلت ان ميزة الشاعرالرحبي هو انه يملك خيالا جموحا يقترب في بعض الاحيان من اجواء الكتابات السيريالية.

    لنقرأ معا هذا المقطع:

    جلس التاريخ القرفصاء يدخن وكانت حدقات الغيم منافض لرماده وبين الطلقة والطلقة يسعل كأس مسلول ينتظر عصف العلاج الآتي.

    - وكما في ((كما في الاحلام)).



    يحدث أحيانا

    أن يجلس على النافذة

    فيرى رؤوسنا تتدلى

    من اجسادنا

    نحسبها نواح عصافير

    يحدث أن يسقط نيزك على

    جمجمة تموء كالقطة

    في مدخل البناية

    يحدث ان تتلاشى السماء

    في مسامنا

    مثل ثغاء الماعز

    فنسقط من كثافة الرؤيا.

    وتتميز قصيدة الجبل الاخضر بأصوات مركبة تقترب من تركيبات القصائد الملحمية. واننا ننشر مقطع الشاعر الذي جاء في نهاية القصيدة كاملا.



    هذيان الليلة الاخيرة

    ويبدو ان الكاتب في تعامله مع أدواته الفنية الشعرية والقصصية تمثل جيدا الكلمات التي سجلها في قصة ((هذيان الليلة الاخيرة)) فكما على الانسان ان يتعذب، كذلك الحرف عليه ان يعاني فوضى تحوله وعذابه حتى الانفجار الأسمى حتى يتحد بشظايا النار المجوسية وقنبلة هيروشيما التي استقرت جرثومتها الأزلية في أعماق كل انسان ص113.

    ولأنه هو قائل هذا الكلام.. لذلك فانه لم ينس دوره في تطبيقه واخذه مأخذ الجد والتطبيق العملي.. فجاءت قصائده وقصصه حاملة لتلك الجرثومة التي ادخلت غموضا وتشوشا على ذهن من يقرأ بعض المقاطع في كتاباته.

    لكن هذا لا يعني ان بعض المقاطع في قصصه وقصائده لم تأت بالرقيق والعذب شعرا ونثرا لنقرأ معا: ((كانت الغيوم تتداخل بفرح طفولي مثل وعول بيضاء في سهل أخضر)) ص122.

    ((شعر برذاذ الدفء يتناثر من جدائل نساء يطلعن كالاشجار في سديم هذا المشهد الحلمي- أغاني رعاة تعزفها حنجرة الفجر)) ص124.

    ((كم انا مشتاق لحنان يديك وأنت تقومين مع الفجر تمشطين شعر الحقول بأصابع الملائكة)) ص127.

    وإذا كانت هذه الصور الرقيقة الموحية ..قد أنارت أجواء قصصه، فان ما نشرناه من مقاطع من قصائده يحمل التوكيد على أن سيف الرحبي يملك الاستعدادات الكاملة ليكون له شأوه وشأنه في دنيا الابداع.. وهو حتما سيصل الى ذلك بعد ان يتخلص من نزف الجموح، ومن فوضى الاسترسال، وبعد ان يرسي على حال من حمى التجريب التي تشغله وتأخذ من طاقة ابداعه الشيء الكثير.

    و... مرحبا سيف الرحبي.



    الطليعة ص34-35

    الكويت 1983
                  

01-26-2004, 08:58 PM

Walid Safwat
<aWalid Safwat
تاريخ التسجيل: 01-15-2003
مجموع المشاركات: 1227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي آش وآخرون ... هذا هو سيف الرحبي (Re: Abo Amna)

    يا ابن الرحبي
    ان كنت حللت بالبورد فاهلا بك
    انا ابحث عنك وعن قرض استدنته مني
    شاهدي صلاح الزين والزروالي عبد الحق
                  

01-26-2004, 11:30 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي آش وآخرون ... هذا هو سيف الرحبي (Re: Walid Safwat)

    وليد صفوت

    تحياتي

    لم يأتي بعد سيف الرحبي رغم اجتهادي في دعوته كل يوم
    ولكن ساقف في صفك حتي اخذ لك حقك منه
    ( لكن بالنسبة )

    مع تحياتي
                  

01-26-2004, 11:59 PM

Walid Safwat
<aWalid Safwat
تاريخ التسجيل: 01-15-2003
مجموع المشاركات: 1227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي آش وآخرون ... هذا هو سيف الرحبي (Re: Abo Amna)

    Abo Amna

    You may achieve a 15% if your collection efforts materialize. BTW the loan was for a coffee cup and he promised to repay it with a signed copy of his next published work. this was back in 1990 in Rabat Morocco.
                  

01-26-2004, 11:59 PM

Walid Safwat
<aWalid Safwat
تاريخ التسجيل: 01-15-2003
مجموع المشاركات: 1227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي آش وآخرون ... هذا هو سيف الرحبي (Re: Abo Amna)

    Abo Amna

    You may achieve a 15% if your collection efforts materialize. BTW the loan was for a coffee cup and he promised to repay it with a signed copy of his next published work. this was back in 1990 in Rabat Morocco.
                  

01-27-2004, 08:35 AM

Ash

تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 747

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي آش وآخرون ... هذا هو سيف الرحبي (Re: Walid Safwat)

    سلام..
    أبو أمنه،
    شكرآ بحجم مفردات الرحبي،
    علي الاهداء.
    ولي عودة.

    عودة....

    "أعود أخيراً
    بعد أن قايضتُ كل دموعي في الطرقات
    ثمن رغيفٍ أو ذكرى"
                  

01-28-2004, 08:28 PM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي آش وآخرون ... هذا هو سيف الرحبي (Re: Ash)


    "أعود أخيراً
    بعد أن قايضتُ كل دموعي في الطرقات
    ثمن رغيفٍ أو ذكرى"


    مرحبا بك .. كل يوم اتوقع عودتك وفي الانتظار

    كل الود
                  

01-29-2004, 07:32 AM

Ash

تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 747

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي آش وآخرون ... هذا هو سيف الرحبي (Re: Abo Amna)

    سلام...
    أبوأمنه؛
    عذرآ ان طال انتظارك.
    لكنه اليومي السخيف. وما سيف الرحبي الا محطة ـ تبدو بملامح مغربية ـ يرتاح علي فخذها شيطاني ال يكن محبة خاصة لمعتركي أزقة المغرب ومقاهيها.
    لا علاقة لي باليمن، ربما لعنجهية أصيلة ومرارات التاريخ أبان النضال، الأصبح سيرة ذاتية لا تشتري خبزك ولا أمانك. وأعدك بالبحث عن سيف الرحبي علي رفوف دارالحكمة، أو ، بين دفات صلاح الزين. وكلها 170 ميل، لا تستكثر علي من يكتب:
    "عليك أن تتبع قمر الرحيل الممتد
    من الماء إلى اليابسة،
    ومن اليابسة إلى القبر،
    كي تلمح شبحاً في كهف.
    جنيّ يرتجف خوفاً من الله،
    وينام على فخذ
    الشيطان."
                  

01-29-2004, 07:36 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي آش وآخرون ... هذا هو سيف الرحبي (Re: Ash)

    شكرا على هذا الركن النايغ..

    امضيت فيه ساعة..لن اندم عليها ابدا..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de