دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الحـوار المفتوح…الحركة الشعبية لتحرير السودان
|
انها محاولة لتأسيس نوع جديد من الحوارات في داخل المنبر الحر تأسست علي متابعة طويلة ودقيقة لكل ما يكتب في داخل المنبر من حوارات ومقالات ولقاءات ومنشورات فكرية وسياسية ومعارك. دائما ما ينطبع الحوار بعدد من السمات التي تنتج خللا في طبيعة الحوار وبالتالي لا تؤدي الي النتائج المفترضة سواء لكاتب الموضوع او المحاورين استطيع ان ارصد عددا منها:
النتائج المعدة سلفا للمقال المنشور تجعل من الصعب الخروج من اطار اثبات الذات ونفي الاخر ومن خلال المتابعة لهذا النوع من الحوار نجده دائما ما يكون مبتورا من احد الأطراف.
التقاطعات المصاحبة لاية موضوع تطفو علي السطح لتصبح هي الأساس ويغيب جوهر الموضوع في اقصي قاع الحوار هذه التقاطعات التي تمس جوانب حارقة من مجتمعنا واقصد بها علي سبيل المثال الدين والجنس والحوار الشخصي مما يفقد الموضوع المطروح اهميته ويفرغ الحوار من مضمونه.
فكرة النصر والهزيمة التي تم تكريسها من خلال الحوارات العقيمة في داخل المنبر الحر والتي اسهم فيها الجميع بلا استثناء تؤدي بنا الي دائرة مغلقة تجعل من النصر جوهر ما نبحث عنه بينما يبقي البحث الموضوعي المشترك بعيدا حتي عن مستوي تفكيرنا مما يورثنا فقرا مدقعا في اللغة والاسلوب وطبيعة المواضيع التي يتم تناولها.
القدسية التي يحيط بها البعض ما يمتلكونه من تفكير واراء سياسية ودينية ليصبح كل اقتراب منها هو مساس بنقاط حرجة يمكنها ان تفجر براكينا عقائدية اضافة الي الهالة التي تشكل سياجا منيعا مغلفا باحدي نقاط التقاطع المذكورة سالفا والتي تجعل الاقتراب من اية نقطة محظورا.
ويمكن اضافة كثير من السمات الأخري التي جعلت من المستحيل ان يشعر معها الفرد في منبر سودانيز اونلاين بان وطنه الافتراضي يضيف اليه شيئا جديدا وفي الحقيقة طالما لازمني هذا الاحساس خلال الفترات السابقة ولكنه في هذه الفترة كان الأطول والأعمق وهو الدافع الحقيقي لهذه المحاولة لاخراج الجميع من هذه الدوامة التي تحيط بنا. وهذا لا يعني بالطبع ان المنبر يفتقد الموضوعية او المواضيع الهادفة . ليس هذا صحيحا ولكن دائما لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.
كل هذا وبلادنا ترزح تحت اعباء تاريخية ثقيلة شارك الجميع في صنعها ولا اعتقد اننا هنا في مقام اضافة اعباء اخري علي جسد هذا الوطن المكلوم.
من هنا تأتي الدعوة لهذا النوع من الحوارات وقد كان اختياري للحركة الشعبية لتحرير السودان في المقام الأول لعدة أسباب أهمها ان الحركة وخلال تاريخها القصير نسبيا مقارنة ببقية التنظيمات السياسية التقليدية استطاعت ان تكون رقما لا يمكن تجوزه في السياسة السودانية ودون الدخول في التفاصيل يبدو ان ما انجزته الحركة قد أصاب الاخرين بصورة تجعل ردود الفعل مختلفة لدرجة كبيرة ففي الوقت الذي اصاب فيه السلطة الحاكمة بدرجة من درجات الغثيان اصاب التنظيمات السياسية بنوع من الاحباط ان صح التعبير كما اصاب العامة بنوع من الدهشة المشوبة بالحذر والترقب.
المسألة الجوهرية هنا ان الموقف الفكري والسياسي للحركة خلال تاريخها والترقب للقادم جعل من الصعب وضع التقييم السليم لها فمن جهة تبدو هنالك ضبابية في بعض النقاط سواء الفكرية او السياسية ومن جهة اخري هنالك هالة من القداسة تحيط بها مما يجعل أي حوار لا يغوص عميقا في تجربتها هو حوار بلا معني ولا نتائج محددة.
ما نود ان نطرحه هنا هو حوار هادئ يستصحب معه تاريخ الحركة ومواقفها السياسية والفكرية وهزائمها وانتصاراتها وما حققته وما وعدت به وما سوف تفعله لاحقا.
بسبب ان هذا الموضوع تحديدا يعد من اكثر المواضيع ذات التقاطعات الحادة سوف احاول في البداية ان اضع بعض المحاور التي سوف نبدأ بها حوارنا واعترف أن السيطرة علي مسار الحوار تبدو مستحيلة ولذلك منذ البدء اعلن انه حوار مفتوح معتمدا علي ان هنالك عدد من المحاورين المتمرسين والذين يحتاجون في الحقيقة أن يسير الحوار الي نهايته.
وأعلم جيدا ان هنالك من يبذل كل ما في وسعه لجعل هذا المنبر منبرا حقيقيا وعلي ذلك اتمني ان يسعي الجميع لانجاح هذه التجربة التي يمكنها ان تمثل نقلة نوعية لطبيعة الحوارات الدائرة هنا.
وحتي اضع المحاور الاساسية لهذا الحوار أتمني ان يشعر الجميع بحالة الحوار المتردية يوما بعد يوم في وطننا وحوجتنا بصورة ماسة الي هذا النوع من الحوارات.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحـوار المفتوح…الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Abo Amna)
|
المحور الأول:
رؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان
التنوع التاريخي الحضارات التي مرت علي المنطقة الجغرافية
إن تاريخ السودان يمتد لآلاف السنيين. فالحضارة النوبية في تداخلها مع الحضارة المصرية تعود لـ 3000 سنة ق.م. بينما وصلت الحضارة الكوشية في 1700 ق.م. قمة من التطور. ويتحدث إنجيل النبي عيسي في فصله الثامن عشر عن السودان كالأرض التي تقع خلف أنهار أثيوبيا، واصفاً إياها بالأرض ( المتلفة بالأنهار ) ويسكنها أناس طوال القامة، شجعان، ناعمي الجلود، يوفدون رسلهم للقدس. هذا هو وصف دقيق لأراض وسط وجنوب السودان حتى أوغندا. إن جنوب السودان مازالت تغرقه الفيضانات ( متلفاً بأنهاره العديدة ) ومازال يسكنه نفس الناس طوال القامة، ناعمي الجلود، الذين وصفهم النبي عيسي قبل ما يقرب من 2700 عام.
منذ حقبة الأنبياء، نصعد عبر ممرات التاريخ حتى النوبة المسيحية، تلك الحضارة الراسخة التي أفلت قبل ما يزيد علي 700 سنة. وعلي الرغم من أن جون الأفسوسي يسجل تحول النوبة ( للمسيحية ) كحدث تم في العام 543م. عبر إرسالية ترأسها القديس جوليانوس المرسل من قبل الإمبراطورة ثيودورا البيزنطية، إلا أن المسيحية وصلت السودان أبكر كثيراً من القرن الرابع ، بل حتى أن بعض معاصري النبي عيسي زاروا السودان.
صعوداً عبر ممرات التاريخ، نجد أن انتشار الإسلام وقدوم أناس من شبه الجزيرة العربية للجزء الشمالي من السودان قاد لنشوء الممالك الإسلامية المختلفة مثل سلطنة الفنج العتيدة والتي برزت حوالي العام 1500م. في نفس الوقت الذي أُرخ فيه لأفول الممالك المسيحية النوبية الأخيرة ( سوبا وعلوة والمقرة ) كما كانت هنالك مملكة دار فور والتي لم تدمج في السودان الحديث إلا في العام 1916م. بينما شهد العصر الحالي الفتح التركي / المصري 1920م. وقيام الدولة المهدية 1885م. ثم الحكم المصري / الإنجليزي 1898م. والدولة السودانية المستقلة في 1956م.
التنوع المعاصر التنوع الديني والعرقي
إن الشكل الثاني للتنوع السوداني هو ( التنوع المعاصر ) والذي يشكله التنوع العرقي والديني. إن النظرة العرقية تُعرف أساساً مجموعتين قوميتين عريضتين، هما الأفارقة والعرب. وخلقت وسائل الإعلام والمروجين المختلفين انطباع زائف، ذلك أنه يوجد جنوب أفريقي، مسيحي و( روحاني ) وشمال عربي مسلم. إن هذا تحريف بالغ للواقع الحقيقي. فوفقاً للتعداد السكاني الذي أجراه النظام الاستعماري في 1956م، فإن 69% من السكان سجلوا كأفارقة، بينما 31% أدعي أنهم عرب. إذاً، ووفقاً لهذا التعداد فانه يوجد أفارقة في شمال السودان (39% من مجمل السكان ) أكثر من الأفارقة في جنوب السودان ( الذي يشكل 30 % من مجمل السكان ). كما إن الدين هو عنصر آخر للتنوع المعاصر، إذ يتشكل السودانيين من مسلمين ( حوالي 65% من مجمل السكان ) ومسيحيين، إضافة لأولئك الذين يؤمنون في الأديان الأفريقية لأسلافهم، والأخيرين معاً يشكلون النسبة المتبقية من السكان ( 35% ).
مشروع السودان الجديد
إن مشكلة السودان المركزية، هي أن دولة ما بعد 1956م. هي دولة مفبركة، مؤسسة علي نظام سياسي وأطر مؤسسية شوفينية عرقياً ودينياً، ثم بعد 1989 علي الأصولية الإسلامية. إنها تلك الدولة التي تقصي السواد الأعظم من مواطنيها. لقد أبعد السودانيين الأفارقة من مركز السلطة والثروة منذ 1956م. وبعد انقلاب الجبهة الإسلامية في 1989م. أقصي النظام أيضاً كل المسلمين غير الأصوليين، بينما كانت النساء دائماً مقصيات وفي كل الفترات. نحن نسمي هذه التركيبة السياسية ( السودان القديم ) والذي هو شكل عنصري للحكم مؤسس علي السيطرة الدينية والعرقية والذي يسعى لفرض وترسيخ نفسه عبر الاستعمار الداخلي واحتواء الناس المقصيين والمهمشين.
عندما تكونت الحركة الشعبية في 1983، قمنا بتحليل الواقع السوداني نقدياً، وتوصلنا لمحصلة هي؛ أننا يجب أن نناضل من أجل شكل جديد للسودان ننتمي له جميعاً، سودان موحد، لكن علي أسس جديدة، تركيبة سياسية سودانية جديدة مؤسسة علي حقائق واقع السودان، علي تنوعنا التاريخي والمعاصر معاً. نحن نسمي هذه التركيبة السياسية الجديدة ( السودان الجديد ) في مضادة ( السودان القديم ) الذي كبدنا 32 عاماً من الحروب من جملة سنين الاستقلال الاثنين وأربعين. نحن واثقون من أن المجموعات الدينية والعرقية المختلفة في السودان تستطيع أن تستخدم التنوع التاريخي والمعاصر للسودان لتصيغ وتطور كيان وهوية سودانية صحيحة، تلك التي أسميناها ( السودان الجديد(، وإلا فأن السودان سيتصدع إلي، علي الأقل، دولتين مستقلتين.
للاطلاع علي الرؤية التفصيلية للحركة الشعبية لتحرير السودان يمكن الرجوع الي موقع الحركة الشعبية لتحرير السودان أو مراجعة الارشيف في موضوع السودان الجديد - رؤية الحركة الشعبيــــه،، للأخ أحمد حنين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحـوار المفتوح…الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Abo Amna)
|
المحور الثاني: اتفاق تقاسم السلطة بين الفرقاء السودانيين سوف نعيد نشر الجزء الذي يشكل الاتفاق مع تجاوز التفاصيل التي يمكن الاطلاع عليها من الاتفاق الكامل 1-1 وفقاً لبروتوكول ماتشاكوس الذي تم الاتفاق عليه في ماتشاكوس بكينيا بتاريخ 20 يوليو/تموز ،2002 يشكل الاتفاق التالي الخاص بتقاسم السلطة جزءاً لا يتجزأ من اتفاق السلام الشامل. 1-2 يؤكد الطرفان مجدداً قبولهما المبادىء المتفق عليها “الخاصة بالحكم” حسبما هو منصوص عليها في بروتوكول ماتشاكوس بتاريخ 20 يوليو/تموز 2002. ان وسائل تنفيذ هذه المبادىء هي هدف البروتوكول الحالي الخاص بتقاسم السلطة. 1-3 وطبقاً لبروتوكول ماتشاكوس، فإن هياكل الحكومات في السودان ستكون على النحو التالي خلال الفترة الانتقالية: 1-3-1 المستوى القومي للحكومة الذي سيمارس السلطة من اجل حماية وتعزيز السيادة الوطنية للسودان والرفاهية لشعبه، 1-3-2 مستوى حكم جنوب السودان الذي سيمارس السلطة في ما يتعلق بالشعب والولايات في الجنوب، 1-3-3 الولايات المختلفة في انحاء السودان التي ستمارس السلطة على مستوى الولايات وتقدم الخدمات العامة من خلال مستوى الحكم القريب من الناس. 1-3-4 مستوى الحكم المحلي في انحاء السودان المختلفة. 1-4 اتفق الطرفان على ان المبادىء التالية ستحكم توزيع السلطات وتأسيس الهياكل: 1-4-1 الاعتراف بسيادة الدولة كما هي منوطة بشعبه وبالحاجة لحكم ذاتي لحكومة جنوب السودان والولايات في انحاء السودان، 1-4-2 تأكيد الحاجة الى المبادىء والمعايير القومية ومبادىء ومعايير الولايات وجنوب السودان لعكس وحدة البلاد وتنوع الشعب السوداني، 1-4-3 الإقرار بالحاجة لتعزيز رفاهية الشعب وحماية حقوقه الانسانية وحرياته الاساسية، 1-4-4 الاعتراف بالحاجة الى اشراك ومشاركة شعب جنوب السودان في جميع مستويات الحكم والمؤسسات الوطنية، كتعبير عن الوحدة الوطنية للبلاد؛ 1-4-5 السعي لتحقيق الحكم الصالح وقابلية المساءلة والشفافية والديمقراطية وحكم القانون في جميع مستويات الحكم لتحقيق سلام دائم؛ 1-4-6 الاعتراف بالحاجة الى اضفاء الشرعية على الترتيبات المتفق عليها في هذا البروتوكول وتبني قوانين انتخابية عادلة بما في ذلك حرية إنشاء الاحزاب السياسية. ويتم إجراء الانتخابات في جميع مستويات الحكم من خلال إدلاء البالغين بأصواتهم في انتخابات كلية 1-7 المصالحة اتفق الطرفان على بدء عملية شاملة للمصالحة الوطنية والإصلاح في انحاء البلاد كجزء من عملية بناء السلام. ويجب ان تتولى حكومة الوحدة الوطنية وضع آلياتها. 2-2-5 وقبل إجراء الانتخابات البرلمانية يتم توزيع مقاعد المجلس الوطني على النحو التالي:
(أ) يشغل حزب المؤتمر الوطني اثنين وخمسين في المائة (52%) من المقاعد. (ب) تشغل الحركة الشعبية لتحرير السودان ثمانية وعشرين في المائة (28%) من المقاعد. (ج) تشغل القوى السياسية الشمالية الأخرى أربعة عشرة (14%) في المائة من المقاعد. (د) تشغل القوى السياسية الجنوبية الأخرى ستة في المائة (6%) من المقاعد. لمزيد من الاطلاع علي نص الاتفاق يمكن مراجعة اتفاق تقاسم السلطة بين الفرقاء السودانيين المنشور بالخليج في 30/5/2004 او مراجعة الارشيف لموضوع الخليج تنشر نص اتفاق تقاسم السلطة بين الفرقاء السودانيين (1) ... (1 بقلم سيمبتيكو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحـوار المفتوح…الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Abo Amna)
|
المحور الثالث:
نماذج من ردود الفعل للأحزاب والجماعات والأفراد حزب الأمة السيد الصادق المهدي كيف ترى مستقبل السودان في ضوء اتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه؟ ـ المستقبل سيكون ناتج المخاض الذي طال ووصل بالسودان الى ما وصل اليه، بمعنى أن ذلك المخاض قد أوصل أهل السودان، وبرغم طول المدة، الى قناعتين لا أحسب أن أحدا سيزايد عليهما في المستقبل، وهما أنه لا مجال للتقدم في ظل حرب، ولا مجال للتقدم بأجندة شمولية ونظام ديكتاتوري. من هنا أحسب أن توابع المخاض ستستمر تحت ثلاثة سيناريوهات هي:
سيناريو المحافظة على نظام الانقاذ قدر المستطاع وهو السيناريو الذي يتبناه غالبية أهل الإنقاذ وتراهم يبذلون ما في وسعهم لاتخاذ كل التدابير التي تعينهم في هذا الشأن بدءا من تدابير تستبق الانتخابات المقبلة ونهاية باستعدادات أخرى.
سيناريو السودان الجديد الذي تتبناه غالبية أهل الحركة الشعبية أيضا، وهو سيناريو يقترب تعريفه من صيغة جديدة لجهة سودان جديد وبديل لما هو قائم، وركيزتيه العلمنة والأفرقة.
السيناريو الثالث هو الذي نتبناه نحن وقوامه سودان متجدد وليس جديدا، ونأمل أن تتصحح فيه أخطاء الماضي لاستيعاب الجميع في اطار سلام عادل وتحول ديمقراطي، وتقديري أنه إذا ما كان للفترة المقبلة أن تشهد صراعا سلميا ونزيها على السلطة فسيكون النصر للسودان المتجدد. ولا أقول ذلك من فراغ، وقراءة الواقع الإقليمي توحي بأن دول الإقليم نفسها تشهد وتعايش نفس مخاض السودان، والسيناريوهات فيها تقارب ما عندنا، ففيها نشهد قوى تريد حلولا شكلية مقابل الابقاء على جوهر الوضع القائم، وقوى تريد تغييرا راديكاليا وقوى التيارات الاسلامية المتشددة بأجندتها المعروفة، وأخيرا القوى التي لا تملك شكلا معينا للتغيير، فلا هي تريد الابقاء على الوضع الراهن ولا هي تريد أن يكون البديل طروحات التشدد الاسلامي. ومن هنا نبدو نحن في السودان في حاجة الى طريق ثالث وبوسعنا اذا ما اسسناه أن نقدم معادلة طيبة وموضوعية لمآزق الدول الأخرى من حولنا.
الحزب الليبرالي: عادل عبد العاطي وهل يمكن ان تخضع طروحات الحركة الشعبية لتحرير السودان؛ وممارساتها للنقد والنقض؛ وهل خط سيرها الحالي؛ ينتج شيئا غير دولة دكتاتورية فعلا؛ وديمقراطية شكلا؛ تسير بخطي حثيثة نحو التفكك ؟
وهل التعامل غير النقدي مع الحركة الشعبية؛ هو في مصلحة الديمقراطية والعلمانية واهل الهامش واهل السودان؟ الطيب زين العابدين عندما قال منصور خالد ذات يوم فليستعد أهل السودان لاستقبال أول حاكم غير مسلم وغير عربى كنت أظن أنه يخرف بما لا يعقل اذ أن حقيقة التركيبة الثقافية والعرقية فى السودان لا تسمح بذلك عن طريق البندقية أو عن طريق صندوق الاقتراع، ولكنى أرى الآن أن ذلك ممكن بسبب سوء تقديرات أهل الانقاذ!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحـوار المفتوح…الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Abo Amna)
|
المحور الرابع:
اســـــئلة تبحث عن اجابة
لماذا دائما الاقتراب من الحركة الشعبية يوصم بالعنصرية من كل الأطراف مما يخلق حولها هالة تنفي كونها مجرد حركة سياسية لها مشروع فكري وسياسي قابل للنقد. مابين الرؤية التي تقدمها الحركة الشعبية ومفاهيمها الفكرية والسياسية وما بين ما توصلت له من اتفاق مع الحكومة السودانية هوة واسعة؟ كيف للحركة الشعبية ان توفق بين ما تطرحه وبين ما تنجزه علي ارض الواقع. هل تعبر الحركة الشعبية عن المواطن الجنوبي والي أي مدي يمكن ان يكون ذلك صحيحا وما هي درجة تمثيل القبائل الجنوبية في داخل الحركة. هل تستمد شرعية وجودها دائما من اتفاقية السلام السودانية لتخلق نظاما دكتاتوريا ذي رأسين. هل التركيبة الداخلية للحركة ديموقراطية بما يكفي لاستيعابها لمفاهيم الديموقراطية الحديثة التي فشلت فيها كل الاحزاب السياسية السودانية. كيف يمكن للحركة ان تتفادي عمليا الصراعات التي دارت في اعالي النيل بين طرفي الفصيل المتحد .. الانشقاق عن الحركة الشعبية في 1991 وتكوين الحركة الشعبية الفصيل المتحد ثم توقيع اتفاقية الخرطوم للسلام مع الحكومة 1997 ثم الاختلاف بين لام اكول وجيمس اوطو وحرب العصابات. ثم عودة لام اكول للحركة الشعبية لتحرير السودان . · الصراعات بين القوى الجنوبية والشمالية في قيادة مكاتب الحركة . كيف يمكن تفادي تحويل العاصمة القومية الي مركز الحرب.
· ان ما توصلت له الحركة الشعبية لتحرير السودان يمثل اجندتها الخاصة بها وماذا عن الاحزاب السودانية التي دعمت الحركة في مواقفها وماذا عن بقية الكيانات الأخري مثل البجا وجبهة و دارفور وما الذي قدمته الحركة من اجل هذه المناطق من خلال الاتفاق الجزئي. · في ندوة نظمها الملتقى الثقافي الرياضي الاجتماعي بالرياض.وعند اتاحة الفرصة لممثل الحركة الشعبية بالسعودية مبروك (كما قدمه مدير الندوة).ذكر المتحدث بان الحركة الشعبية غير معنية بمسالة الديمقراطية بالفترة التي تلي التوقيع على اتفاقية السلام المرتقبة.وان لها اولوياتهاالخاصة. · ما هو التغيير الذي أحدثته اتفاقية السلام؟ لا زالت الحريات والحقوق مهضومة ولا زال جهاز امن النظام مسيطرا. · ان ما حدث هو فقط نقل الحرب والابادة الحكومية من مناطق الحنوب الي مناطق الغرب وسوف تتحول الي مناطق الشرق والشمال فهل نموذج تقاسم السلطة والثروة هو الهدف النهائي من التجربة وهل علي كل اقليم من اقاليم السودان ان يكرر تجربة الحركة الشعبية ليحصل علي جزء من السلطة والثروة بعد حروب دامية مع الحكومة ومع الحركة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحـوار المفتوح…الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: هاشم نوريت)
|
العزيز هاشم نوريت
خارج الحوار اتابع باهتمام محاولاتك الجادة في خلق ارضية جديدة للحوار ولا يخامرني ادني شك في صدق ما تسعي اليه فكلماتك كفيلة بان تفصح عن مقصدك.
كل ما اود لفت انتباهك له بهذا الخصوص ان لا تتعامل مع الامر باحساسك لانك ستصاب بالكثير جدا من الاحباط ربما لا تجد تجاوبا وقد لاحظت انه حتي الدعوات التي اطلقتها من اجل حوار هادئ وعقلاني قد قوبلت في بعض الاحيان بالرفض او التشكك او غيره . لارساء مثل هذا الاسلوب في الحوار سيكون الطريق طويلا وشاقا ولكن طالما نعمل معا بغض النظر عن منطلقاتنا نستطيع ان نخلق تيارا عريضا يدعو لارساء قيم جديدة في الحوار في داخل المنبر. ومرة اخري صدقني لا تختلف المسالة من موضوع الي اخر ولا ... اقصد لا شيئ اطلاقا في داخل الحوار يجعلنا نخرج عن حدود اللياقة المفترضة فهذا وحده كفيل بان يضيع الفكرة التي نود توصيلها طالما لدينا فكرة نؤمن بها ونقاتل من اجلها مهما كنا نعتقد من سمو هذه الفكرة.
اذا دعنا نعمل مع بعضنا البعض في البدء لخلق هذه الارضية المشتركة للحوار .. دعنا نتحاور دون افتراضات مسبقة حتي نستطيع التوصل الي اجابات شافية او علي الاقل مقبولة والاهم من كل ذلك ان لا نفقد مقدرتنا علي ضبط النفس وتحويل المعارك الي حوارات خلاقة لا نقصد منها تجريم الاخر وسحقه بقدر ما نريد نوصيل فكرة.
الحوار لا اعتقد انني اجبت علي أي سؤال من كل الاسئلة التي طرحتها .
فالمحور الأول والثاني والثالث هي عبارة عن وثائق وحوارات لم تكتمل نريد ان نبني عليها بدلا عن اعادة وتكرار ما قد ناقشناه من قبل واعتقد ان الفكرة هي مواصلة الحوار الذي بدأ قبلا ولكن لظروف ما لم يكتمل. انني لا املك اجابة علي اية سؤال من الاسئلة التي طرحتها والا لما كنت رحتها اصلا ولست في الحقيقة امتلك معرفة كاملة بالحركة الشعبية لتحرير السودان ولا يزال الامر ضبابيا جدا. فالانتصار السريع والحاسم للحركة الشعبية هو ما خلق هذا الوضع اضافة الي انها حركة كانت طوال الوقت خارج تعمل من الخارج ولذا فان امتلاك المعلومة يحتاج الي جهد كبير.
طرحت هذه الاسئلة في كلا الاتجاهين .. في اتجاه الذين ينتمون للحركة الشعبية باعتبار انهم الاكثر قدرة علي الاجابة علي اية سؤال وفي الاتجاه الاخر الذي يرفض او علي الاقل لديه تحفظات علي الحركة.
الغاية هي ادارة حوار يمكن من خلاله التوصل الي اجابت شافية ولكن يجب ان يكون حوارا اكثر عمقا ولا يكتفي بالشعارات التي يطلقها الجانبين خلال الحرب التي تعدت عشرات السنين.
لست اهتم بالمحصلة النهائية بقدر ما اهتم بالمعرفة. فبالنسبة لي بكل صدق يؤرقني كثير من هذه الاسئلة التي طرحتها حول الحركة الشعبية ولا اجد لها اجابات في ذات الوقت الذي يؤرقني فيه الشعارات المفرغة من محتواها والتي تطلق في مواجهة الحركة لذا كل ما اود الخروج به من هنا هو محاولة جديدة لتأسيس ارضية للحوار مع اعضاء الحركة وخصومها اضافة الي توضيح كثير من المفاهيم والنقاط التي تدور حولها.
ان الحديث الذي كتبته هنا يا عزيزي هاشم هو حديث مسؤول بمعني الكلمة برغم انه مدهش بالنسبة لي بعض الشيئ بسبب الصورة السلفية التي تم تكوينها من خلال حواراتك في البورد الا انني اجد هذا الحديث متقدما جدا ومتفهما لواقعنا ذي الخصوصية والتي تحتاج الي اكثر من اجتهاد في اكثر من اتجاه.
فالنقاط التي اشرت لها من اقصاء الاخر علي اسس عرقية او دينية او غيره واستغلال الدين في السياسة هي جوهر ازماتنا ومرة اخري اوافق علي ان الوعي هو السلاح الفعال في مواجهتها واقصد به وعي المواطن وعيه السياسي والديني ( رغم انني اعتقد ان الوعي هو كل لا يتجزأ ) فطالما لدينا من يميزون ما بين الاشياء لا اعتقد ان محاولة استغلال الدين او تغبيش الحقائق هو امر مقلق كثيرا. فمن خلال هذا الوعي نستطيع تعرية وكشف كل الدعاوي الزائفة.
| |
|
|
|
|
|
|
|